فقه النكاح

رؤية الإسلام وحكمه في النكاح

فقه النكاح، هو أحد فروع الفقه في الإسلام والذي يعنى بالزواج وبكل ما يتعلق به من إحكام شرعية، من بيان أهميته والترغيب فيه وبيان الحكم الشرعي فيه، والحديث عن عقد الزواج وما يتعلق به من أحكام وشروط، وبيان الفرق بينه وبين خطبة الزواج، وأهلية النكاح، والولاية، والشهادة والكفاءة والوكالة، والحديث عن بعض أنواع الزواج المستحدث كزواج المسيار وغيره.[1]

بني فقه النكاح في الإسلام من القرآن وأحاديث النبي محمد في الحديث النبوي وفتاوي العلماء الدينيين التي تحصر العلاقة الجنسية في إطار العلاقات الزوجية فقط بين الرجل والمرأة في حين أن معظم المذاهب تُثبط العزوبة.[2](1) ويُشجع الإسلام على العفة والحياء والخصوصية فيما يتعلق بأي علاقة زوجية، معتمدين على أن العلاقة الحميمة كما يتصورها الإسلام منحصرة تمامًا في إطار الزواج. يحظر الإسلام ممارسة الجنس خارج إطار الزواج.

يصف القرآن العلاقة الزوجية بأنها (مودة ورحمة) لقول الله ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ۝٢١ [الروم:21]. وهناك أيضًا بعض القيود في هذه العلاقات المسموح بها، على سبيل المثال: يحرم الجماع أثناء الحيض أو النفاس. كما أن ممارسة الجنس الشرجي محرم مطلقا. كما يسمح باستخدام وسائل منع الحمل لتنظيم النسل ومنها العزل، لكنه يحرم استخدام وسائل منع الحمل الدائمة إلا لضرورة طبية أو شرعية في تأخير النسل لفترة محدودة.

يمنع الإسلام الإجهاض مطلقًا بعد نفخ الروح، رغم أن القرآن لم يتطرق إلى الإجهاض بشكل مباشر، واختلف الفقهاء حول الإجهاض قبل نفخ الروح ففيه خلاف: فجمهور العلماء على تحريمه ومنهم من قال بالكراهة، ومنهم من قال بالجواز لعذر، ومنهم من قال بعدم الجواز مطلقًا، وأشهر هذه الأقوال بين المذاهب الفقهية هي الجواز في الأربعين الأولى من مراحل الجنين (وهي مرحلة النطفة) إذا كان هناك عذر (مثل وجود خطر على حياة الأم أو أن الحمل جاء من زنا أو اغتصاب).

تنظر المذاهب الفقهية في الإسلام والتي تعتمد على أسس قرآنية وأحاديث نبوية إلى أن المثلية الجنسية هي شذوذ جنسي وخروج عن فطرة الإنسان. ويصنف العلماء هذه العلاقة بالخطيئة والجريمة يجب أن يحاسب عليها المشارك فيها.

تحديد وتنظيم الأسرة

عدل

يسمح باستخدام وسائل منع الحمل لتنظيم النسل ومنها العزل، حيث أباح جمهور من علماء المسلمين عملية العزل في الجماع إذا دعت إليه الحاجة،[3][4] واستشهدوا بحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَنْهَنَا»[5][6][7][8][9]، وقال بعضهم أنه لا يجوز إلا بإذن الزوجة [10][11] لقول الشيخ الفقيه ابن قدامة في كتاب المغنيوَلَا يَعْزِلُ عَنْ زَوْجَتِهِ الْحُرَّةِ إلَّا بِإِذْنِهَا»[12][12]

يحرم المسلمون استخدام وسائل منع الحمل الدائمة. ويختلفون بشأن بقية وسائل منع الحمل حيث أن هيئة كبار العلماء السعودية والمجمع الفقهي الإسلامي قد افتوا بالتحريم المطلق لاستخدام جميع وسائل تحديد النسل إلا لضرورة طبية أو شرعية في تأخير النسل لفترة محدودة.[13][14] لا يقدم القرآن أية معلومات واضحة عن أخلاقيات تحديد النسل، ولكنه يحتوي على عبارات تشجع على إنجاب الأطفال.[15]

الإجهاض

عدل

يمنع الإسلام الإجهاض مطلقًا بعد نفخ الروح، رغم أن القرآن لم يتطرق إلى الإجهاض بشكل مباشر، وولكن علماء المسلمين الذين يرون تحريم الإجهاض مطلقًا يستدلون بآيات تحريم قتل النفس وإهلاك الحرث والنسل، مثل الآية 205 من سورة البقرة: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ۝٢٠٥ [البقرة:205]، وقوله تعالى:[16] ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ سورة الأنعام:151. واختلف الفقهاء حول الإجهاض قبل نفخ الروح ففيه خلاف: فجمهور العلماء على تحريمه ومنهم من قال بالكراهة، ومنهم من قال بالجواز لعذر، ومنهم من قال بعدم الجواز مطلقًا، وأشهر هذه الأقوال بين المذاهب الفقهية هي الجواز في الأربعين الأولى من مراحل الجنين (وهي مرحلة النطفة) إذا كان هناك عذر (مثل وجود خطر على حياة الأم أو أن الحمل جاء من زنا أو اغتصاب).[17][18][19][20]

انظر أيضا

عدل

الهوامش

عدل
  • 1 : لقول الرسول «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.» [21]رواه البخاري.

المراجع

عدل
  1. ^ "الاحوال الشخصية فقه النكاح | دار المسيرة". www.massira.jo. مؤرشف من الأصل في 2020-08-09. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-02.
  2. ^ "معلومات عن الفقه الجنسي الإسلامي على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 2020-10-25.
  3. ^ "القول الفصل في حكم العزل". binbaz.org.sa. مؤرشف من الأصل في 2020-08-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-01.
  4. ^ "العزل واستخدام حبوب منع الحمل - الإسلام سؤال وجواب". islamqa.info. مؤرشف من الأصل في 2020-10-25. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-01.
  5. ^ الراوي: جابر بن عبدالله | المحدث: مسلم
    المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1440
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    موقع الدرر السنية
  6. ^ "حكم تنظيم الإنجاب". dar-alifta.org. مؤرشف من الأصل في 2016-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-01.
  7. ^ محمد ناصر الدين الألباني (1985)، غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، بيروت: المكتب الإسلامي، ص. 151، QID:Q115789684 – عبر المكتبة الشاملة
  8. ^ "إنكار أحاديث العزل في الجماع". www.bayanelislam.net. مؤرشف من الأصل في 2020-02-07. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-02.
  9. ^ "حُــكــمُ الــعــَزلِ في الـســنـــةِ الـنـبـويــــةِ". www.saaid.net. مؤرشف من الأصل في 2018-11-07. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-02.
  10. ^ "ليس للزوج أن يمنع امرأته من الحمل - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-09-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-01.
  11. ^ "الحكم الشرعي في العزل عن الزوجة ومنعها من الإنجاب - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2021-02-01. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-01.
  12. ^ ا ب ابن قدامة (1969)، المغني لابن قدامة، تحقيق: طه الزيني، محمود عبد الوهاب فايد، عبد القادر عطا، محمود غانم غيث، القاهرة: مكتبة القاهرة، ج. 7، ص. 298، QID:Q121076394 – عبر المكتبة الشاملة
  13. ^ الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع نسخة محفوظة 25 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  14. ^ قرار المجمع الفقهي الإسلامي في تحريم تحديد النسل نسخة محفوظة 9 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Yusuf Al-Qaradawi, Muhammad Saleh Al-Munajjid. "Contraception: Permissible?," IslamOnline. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2010-08-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-08.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  16. ^ حكم الاجهاض للحاجة، د. سعد بن مطر العتيبي، موقع صيد الفوائد نسخة محفوظة 19 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ اتجاهات العلماء في حكم الإجهاض قبل نفخ الروح، موقع فتاوى إسلام ويب نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ Jackson، Sherman A. (2005). "Blackamerica, Immigrant Islam, and the Dominant Culture". Islam and the Blackamerican: Looking Toward the Third Resurrection. Oxford, UK: Oxford University Press. ص. 151. مؤرشف من الأصل في 2016-04-26.
  19. ^ Ehrich، Tom (13 أغسطس 2006). "Where does God stand on abortion?". يو إس إيه توداي. مؤرشف من الأصل في 2012-06-27.
  20. ^ حكم إجهاض الحمل في الأشهر الأولى، الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 23 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: مسلم
    المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1400
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    موقع الدرر السنية

وصلات خارجية

عدل