عمامة

لباس الرأس

العِمامة (الجمع: عمامات أو عمَائِم) أو العمَّة من لباس رأس منتشر في كثير من المناطق والشعوب في العالم، وتختلف أنواعه وألوانه وأشكاله من مكان إلى آخر كما يختلف المغزى من لبسه كوقاية من الحر والبرد، وبين جزء من زي تقليدي شعبي وبين زي ديني أو مذهبي وبين الموضة الصرفة، وهي من لباس العرب، وقد اشتهروا بها حتى قيل: «اختصَّت العرب بأربع: العمائم تيجانها، والدروع حيطانها، والسيوف سيجانها، والشِّعر ديوانها».[1] وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرتدي أكثر من عمِأمة.[2] وما تزال العمامة منتشرة حتى الآن عند العرب في كل من شبه الجزيرة العربية والسودان ومصر والمغرب والشام وغيرها، وكذلك السيخ يرتدون العمائم الكبيرة نسبيا والتي يتجاوز طول القماش المكون لها الخمسة أمتار وصولاً إلى سبعة أمتار، ويشتهر الطوارق بلبس العمامة وهي إحدى العلامات المميزة لهم. تُصنع العمائم من خامات عدَّة كالقطن أو الخَزّ أو الدِّيباج أو الصُّوف، وتغلب عمائم القطن في الوقت الحالي على العمائم الأخرى، وتختلف العمائم في أشكالها وألوانها وأسمائها، كما تختلف في أطوالها وهيئة تشكيلها.

عمامة
سلطان عمان قابوس بن سعيد مرتديا العمامة
معلومات
النوع
لباس رأس
لوحة توضيحية للرجال العرب من القرن الرابع إلى السادس، يرتدون العمائم.
وصف مستشرق لعمم حي الموسكي بالقاهرة - وكانت ألوانها شتى لتعرف بنسب صاحبها وأسرته وعشيرته.
رجل نيسابوري يرتدي العمامة کزي تقليدي.

عمائم العرب

عدل

كانت ألوان عمائم العرب بحسب أحوالهم الاجتماعية وأذواقهم، وقد سُئِل بعضهم عن الثِّياب وألوانها فقال: «الأصفر أشكل، والأحمر أجمل، والخضرة أقبل والسَّواد أهول والبياض أفضل» وإن كان البياض هو الغالب، وروى سَمُرة بن جُنْدب عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: «البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب وكفِّنوا فيها موتاكم».[3]

العمائم الهندية

عدل
 

افي الهند يشار إلى العمامة باسم باغري ، وتعني غطاء الرأس الذي يرتديه الرجال ويتم ربطه يدويًا.[4]  هناك عدة أنماط خاصة بمنطقة مرتديها أو دينه، وتختلف في الشكل والحجم واللون. على سبيل المثال، عمامة ميسور بيتا، وعمامة الماراثية فيتا، وبونيري باغادي،[4] والغبانة.[5]

الباجري هو رمز الشرف والاحترام في كل مكان يتم ارتداؤه. من الممارسات الشائعة تكريم الضيوف المهمين من خلال تقديم واحدة لهم لارتدائها.

غالبًا ما يتم اختيار الألوان لتناسب المناسبة أو الظروف: على سبيل المثال، يتم ارتداء الزعفران، المرتبط بالبسالة أو التضحية (الاستشهاد)، أثناء المسيرات؛ الأبيض، المرتبط بالسلام، يرتديه كبار السن؛ والوردي المرتبط بالربيع يتم ارتداؤه خلال هذا الموسم أو في مراسم الزواج.

في الحرب العالمية الثانية، طُلب من بعض الجنود في الجيش الهندي ارتداء عمامة.[6]

العمامة في اليونان

عدل

في اليونان، وتحديدًا جزيرة كريت، يرتدي الرجال تقليديًا عمامة محبوكة بخفة تُعرف باسم الساريكي.[7][8]  الاسم مستعار من كلمة " ساريك " التركية التي تعني العمامة. اليوم، قد يكون معروفًا أكثر باسم كريتيكو مانديلي (المنديل الكريتي). وهو موجود فقط في اللباس الشعبي الكريتي وليس بين السكان، باستثناء الرجال الأكبر سنا في القرى الجبلية النائية.

العمامة في جزر فيجي

عدل

من المعروف أن زعماء وكهنة السكان الأصليين في إيتوكاي كانوا يرتدون أغطية ماسي (قماش اللحاء) حول رؤوسهم تشبه العمامة، تسمى إي سالا . ومع ذلك، فإن معظم حجم وشكل الإ سالا جاء من الشعر الكثيف الموجود أسفل القماش.[9][10]

فوائد العمامة

عدل

إن للعمامة فوائد كثيرة، وقد سئل أبو الأسود الدؤلي عن العمامة فقال: «هي جُنَّة (وقاية) في الحرب، ومكَنَّة (حافظة) من الحرّ ومِدْفأة من القُرّ (البرد) ووقار في النَّديِّ (المجلس) وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة، وعادة من عادات العرب». وقد قيل لأحد الأعراب إنك تكثر من لبس العمامة فقال: «إن شيئًا فيه السمع والبصر لجدير أن يُوَقَّى من الحرّ والقُرّ». وهي تضيف مظهرًا جميلًا لمن يرتديها، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «جمال الرجل في عِمَّته وجمال المرأة في خُفِّها». وهي أيضًا تقي الرأس من الغبار المتطاير في الهواء، وذؤابتها تحمي العينين والأذنين والأنف من الغبار والروائح الكريهة. وهذه الذؤابة كان يُتلثم بها.

العمامة في الدين

عدل

العمامة في الإسلام

عدل

ثبت في السنة أن النبي محمد لبس العمامة، وثبت أنه لبس الإزار والرداء والقلنسوة والجبة والقميص (الثوب)، وكانت هذه ألبسة موجودة في قومه. وكان لبسه ذلك من باب العادات والمباحات، فيما قال البعض أنها سنة لأن النبي محمد لبسها.

العمامة في اليهودية

عدل

التاج الكهنوتي أو العمامة كان غطاء الرأس الذي يرتديه رئيس كهنة إسرائيل عندما خدم في خيمة الاجتماع والمعبد في القدس.[11][12]

العمامة في المندائية

عدل

يرتدي الكهنة المندائيون عمائم بيضاء تسمى بورزينقا.[13][14]

العمامة في الراستافارية

عدل

أعضاء قصر بوبو أشانتي التابع للحركة الراستافارية يحتفظون بشعرهم ولحاهم، بشكل رئيسي مع شعرهم في المجدل، وكانوا يرتدون عمائم فوق مجدلهم، والتي لا ينبغي إزالتها علنًا أو حتى لا يتم إزالتها على الإطلاق، وذلك لحماية والحفاظ على المجدل الخاص بهم نظيفة. إلى جانب العمامة، كانوا يرتدون أيضًا الجلباب منذ تأسيسهم في الخمسينيات من القرن العشرين،[15]  نظرًا لأن عددهم صغير نسبيًا، فإن ذلك يجعلهم أكثر تميزًا في المظهر في جامايكا وأماكن أخرى.[16]

العمامة في السيخية

عدل

تُستخدم عمامة السيخ، المعروفة باسم داستار أو دومالا ، لإظهار الآخرين أنهم يمثلون تجسيدًا لتعاليم السيخ، وحب المعلم وعقيدة القيام بالأعمال الصالحة.[17]  تأكد المعلمون من أن كل من الرجال والنساء قادرون على ارتداء العمامة، مما يدل على عمل آخر من المساواة. وتشمل الأغراض الأخرى للعمامة حماية شعر السيخ الطويل غير المقصوص والحفاظ عليه نظيفًا.

العمامة عند الشيعة

عدل

العمامة عند الشيعة اليوم تنقسم إلى قسمين: العمامة البيضاء والتي يرتديها عموم رجال الدين أو طلاب الحوزة العلمية، والعمامة سوداء الخاصة برجال الدين وطلاب العلم من الذين يرجع نسبهم إلى علي بن أبي طالب أو النبي محمد.

أنواع العمائم

عدل

الملونة

عدل

تعد العمامة الملونة لباساً تاريخياً لأهل الهند،[5] وتسمى الغبانة، وانتشرت في بعض البلدان ومنها الحجاز،[5] ولا يزال يحتفى بها في مكة وجدة خصوصًا، تعد الإبانة[18] الزي التراثي للعائلات الوافدة العثمانية ويعتبر مرتديها من الطبقة المرموقة والوسطى، باستثناء العلماء فقد كانت لهم عمائم تميزهم يغلب عليها اللون الأبيض وتسمى : «الغبانه السادة». وهناك عدة أنواع للإبانة ولعل أشهرها الإبانة الصفراء الحلبي المعروفة بـأم لوزة (بحكم وجود نقش على شكل لوزة في أطرافها), وتلف الإبانة على الكفية البلدي وهي طاقية مجوفة تشبه القبة إلى حد ما، أما في الصومال فهي مشهورة بأنها عمامة لا يرتديها إلا سلاطين وشيوخ القبائل.

ويرتدى العمامة الملونة أيضا أهل عمان وأهل اليمن في شبه الجزيرة العربية. والطوارق في كلا من الجزائر وليبيا والمغرب ومالي وباكستان.

عمامة حجازية

عدل

هي نوع واحد فقط من العمائم العربية التي تم ارتداؤها في شبه الجزيرة العربية من عصر ما قبل الإسلام وحتى يومنا هذا. وكان يرتديها العرب المسلمون في منطقة شبه الجزيرة العربية مثل قريش والأنصار والقحطانيين والكنديين والأنباط والقيداريين والعدنانيين والحميريين والمناذرة والغساسنة وحتى اليهود العرب وغيرهم.[19] وكان يتم ارتداؤها بجانب الكوفية،[19] وهي غير عن الغبانة أو العمامة الملونة ذات الاصل الهندي.[5]

المعم

عدل

المعمّ النجدي أو العمامة النجدية هي عبارة مزيج بين الكوفية والعمامة، يستخدمها الشيوخ ورجال الدين، وتشبه العصابة بطريقة ارتدائها، وسميت "بالمعّم" لأنها على شكل عمامة.[20]

البيضاء

عدل

العمامة البيضاء هي جزء من لباس علماء الدين الإسلامي الشيعي الذين ليسوا من نسل علي بن أبي طالب ويقال لهم شيخ أو المشايخ بالجمع. ويَلبس علماء الشيعة العمامة كتقليد يعبر عن أصالة هذا المظهر الذي يشابه لباس المسلمين الأوائل. وكذلك علماء الدين والفقه والقضاة الشرعيين في سلطنة عمان. كما تعد جزء من اللباس في السودان ويرتديها عامة الناس بشكل يومى وأيضا يرتديها السكان في صعيد مصر وموريتانيا.

السوداء

عدل

العمامة السوداء هي جزء من لباس عالم الدين الإسلامي الشيعي من نسل علي بن أبي طالب. ويطلق عليه لقب «سيّد» أو السادة بالجمع. ويلبس علماء الشيعة العمامة كتقليد يعبر عن أصالة هذا المظهر الذي يشابه لباس المسلمين الأوائل.

الصور

عدل

انظر أيضًا

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ «مجمع الأمثال» لمحمد أبو الفضل إبراهيم، دار الجيل (بيروت 1987).
  2. ^ الأنوار في شمائل النبي المختار ص284
  3. ^ "سنن الترمذي » كتاب الصلاة » باب ما جاء في فضل الجماعة » باب ما جاء في الرجل يصلي مع الرجلين". library.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2019-02-14. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-13.
  4. ^ ا ب "Sikhs Must Wear Turbans to Maintain and Honor Their Hair". Learn Religions (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-02-23. Retrieved 2024-02-23.
  5. ^ ا ب ج د محمد لبيب البتنوني. الرحلة الحجازية. ص. 320–340.
  6. ^ "From Mesopotamia to West London, a 4,000-year history of the turban". سي إن إن. 15 فبراير 2019. مؤرشف من الأصل في 2023-10-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-27.
  7. ^ "Sariki - headgear of the Cretan men with dense fringes like tears". Meet Crete (بالإنجليزية البريطانية). 16 Apr 2016. Archived from the original on 2023-10-06. Retrieved 2023-09-27.
  8. ^ "Moustakia Sarikia and Stivania; three very Cretan traditions". www.we-love-crete.com. مؤرشف من الأصل في 2023-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-27.
  9. ^ Me، Rondo B. B. (2004). Fiji Masi: An Ancient Art in the New Millennium. Burleigh Heads: Catherine Spicer and Rondo B.B. Me. ص. 40. ISBN:978-0-646-43762-0. مؤرشف من الأصل في 2023-10-06.
  10. ^ Cochrane، Susan؛ Quanchi، Max، المحررون (2014). Hunting the Collectors: Pacific Collections in Australian Museums, Art Galleries and Archives. Cambridge: Cambridge Scholars Publishing. ص. 58. ISBN:978-1-4438-7100-6. مؤرشف من الأصل في 2023-10-06.
  11. ^ Jacob Neusner Yoma Page 16 "And he placed the breastpiece on him, and in the breastpiece he put the Urim and the Thummim. And he set the turban ... Then Moses took the anointing oil, and anointed the tabernacle and all that was in it, and consecrated them.
  12. ^ Chaim Miller The Gutnick Edition Chumash Book of Exodus: With Rashi's Commentary 2005 Page 285 "(It was thus ready) for service (in the Tabernacle) as God had commanded Moshe. 27 They made the checkered Tunic from linen through a professional weaver, for Aharon and for his sons, 28 the linen Turban (for Aharon),..."
  13. ^ Buckley، Jorunn Jacobsen (2002). The Mandaeans: ancient texts and modern people (PDF). New York: Oxford University Press. ISBN:0-19-515385-5. OCLC:65198443. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-11-18.
  14. ^ "Sikh leader 'forced to remove turban' in Dubai". The Times of India. 4 مايو 2015. مؤرشف من الأصل في 2024-01-08.
  15. ^ "ROOTS RASTA RUNWAY". مؤرشف من الأصل في 2008-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2010-03-03.
  16. ^ "BBC – Religions – Rastafari: Bobo Shanti". مؤرشف من الأصل في 2024-02-05.
  17. ^ Sidhu، Dawinder (2009). Civil Rights in Wartime: The Post-9/11 Sikh Experience. Ashgate Publishing, Ltd. ص. 48. ISBN:9781409496915.
  18. ^ أي بني: مقارنة بين ماضينا وحاضرنا - خويطر، عبد العزيز بن عبد الله - Google Books نسخة محفوظة 07 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ ا ب Khan 2014.
  20. ^ أمين الريحاني، ص.262