سيرتا

مدينة نوميدية عاصمة مملكة نوميديا

سيرتا [1] [2] [3] مدينة نوميدية [4] [5] تقع في منطقة الشرق الجزائري تسمى حاليا قسنطينة.[6][7][8] كانت عاصمة المملكة النوميدية الموحدة سياسيا وثقافيا. كما كانت عاصمة كونفيديرالية المستعمرات الأربع - سيرتا قسنطينة، ميلاف ميلة، سيلو القل، روسيكادا سكيكدة في عهد الرومان. كانت السلالة الطاغية آن ذاك هي التي تسمى اليوم بكتامة أكبر القبائل البربرية على الإطلاق ومنها سلالة ملوك البربر الأمازيغ.

سيرتا
إحداثيات 36°22′03″N 6°36′43″E / 36.3675°N 6.61194444°E / 36.3675; 6.61194444   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
خريطة
قسنطينة (سيرتا)

تاريخ

عدل
 
سيرتا سنة 1899
 
سيرتا عاصمة مملكة نوميديا
 
خريطة نوميدية تبين موقع سيرتا (قسنطينة)
 
الملك النوميدي ماسينيسا
 
قبر الملك النوميدي ماسينيسا

إنّ سيرتا أو كما يُطلق عليها أبناؤها الأوّلون قيرطا (أي القرية) كما هو الشّأن بالنّسبة لقرطاج (القرية الجديدة)، أخذت لاحقًا مسمّى أحد الأباطرة الرّومان بعد أن أعاد بنائها. قسنطينة، ذات التاريخ المُفعم بالوقائع التي تحفل بها بطون الكتب وجرت على ألسنة مؤرّخي تلك الحقبة التي شكّلت إحدى حلقات التّاريخ القديم، هي واحدة من أعرق مدن الجزائر، بل إنّها الأقدم من حيث كونها ذات حضور متميّز ومؤثّر في عديد الأحداث التاريخيّة الفارقة التي شهدتها منطقة المتوسّط، وكانت رقمًا فاعلاً في فترة الحروب البونيقيّة، غير ما اعتقدته روما وقرطاج بأنّهما وحدهما من يصنع التّاريخ، لكنّ الأمازيغ لم يرتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرّد عصا في يد هذا وسيفًا في يد الآخر، وبنوا الدّولة التي تميّزهم عن غيرهم، ونأوا بأنفسهم عن حروب لا تعنيهم.

«سيرتا» التي تختزل كلّ ما مرّ بالجزائر من تاريخ، هي أكثر من بصمة ثابتة على أسوار التّاريخ، فقد قاومت كثيرًا، ولم يأخذها النسيان إلى حيث لن تذكرها الألسنة، ويُرمى بها خارج الذّاكرة. قاومت لأنّ الذين بنوها وشيدوها، ودافعوا عنها، مؤمنون بها وبما تمثّله من قوة انتماء، ورسوخ هويّة.

سيرتا، التي عرفت معنى الحرب، ومعنى المقاومة، ومعنى التضحيّة، ومعنى الحريّة والإبداع والفن، لا غرابة أن يتغنّى بها الكتاب والشعراء والفنانون، فهي قلعة محصّنة بأبوابها السبعة، إذ تقول الروايات المتواترة إنّها تنفتحُ صباحًا وتنغلق مساءً، ويجعل منها أهل قسنطينة معلمًا في حياتهم اليوميّة، وهي أبواب تكشف عن خصوصيّة المدينة، يضاف إليها عديد الأقواس التي أنشأها الرّومان في فترة احتلالهم لها. كما تُعرف أيضًا بجسورها وغيرها من مآثر وآثار لم تفقد شيئا من حيويّتها وحضورها عبر التّاريخ.

إذا كان التّاريخ يذكر نوميديا العظيمة، ويستحضر أسماء ماسينيسا «الأقليد» الذي وضع أسس المملكة بعد توحيد القبائل الأمازيغيّة تحت راية واحدة، ويستعيد مشاهد الصراع مع صيفاقس، والتجاذب الحادّ مع قرطاج بقيادة حنبعل، ودخول الرّومان على خط المواجهة بقيادة «سيبيون»، فإنّ مؤرّخي المرحلة وشهودها، يذكرون أنّ نوميديا، بعاصمتها سيرتا، كانت حلقة هامّة في المشهد التّاريخي لشمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسّط.

وحين نقرأ تاريخ المدينة والمنطقة برؤية لا تعمل على تجزئة التّاريخ، نقول إنّ الجزائر كانت دائمًا، محلّ تجاذبات بين القوى المتصارعة في مختلف الفترات، لكنّها تسعى دائمًا للحفاظ على تفرّدها وحيادها، وعدم سقوطها في تحالفات لا تحمي مصلحة شعبها، لهذا كانت سمتها المقاومة والرفض. ولعلّ أحفاد ماسينيسا، نجحوا في أن ينقلوا الصراع من ديارهم إلى ساحات روما، ولا غرابة أن يقف يوغورطا خطيبًا في مجلس شيوخ الرّومان متحديّا “روما للبيع.. فمن يشتري؟“. وتلك هي الطينة التي أنتجت أجيالًا من المقاومين للغزاة الوافدين من كلّ الجهات، منذ ألفي سنة، إلى أن قيّض الله لهذه الأرض رجالا شرفاء، حرّروها من إثم المعتدين.

لقد أنجبت هذه المدينة المعطاءة، أساطين العلم والفكر والإبداع، مما يجعل أبنائها اليوم يشعرون بالفخر والاعتزاز، فقد دأبت منذ الفتح الإسلامي على تخريج العلماء والفضلاء والصّلحاء كما يُطلق عليهم، في مجالات الفقه واللغة والأدب والفلك والطب، من أمثال الشاعر أحمد بن الخلوف القسنطيني، والعلامة المحقق القاضي عبد القادر الرّاشدي، والإمام أحمد بن الخطيب بن قنفذ القسنطيني، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الكريم الفقون، والعالم الصوفيّ محمّد بن الحبيب القسنطيني، والقاضي محمّد الحفصي، والعلاّمة محمّد الشاذلي القسنطيني، وغيرهم من العلماء الذين حفروا في تاريخ قسنطينة، بلوغًا إلى رائد النهضة الإصلاحيّة الشيخ عبد الحميد بن باديس، مؤسس جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين، حيث أقام مع ثلّة من أبناء الجزائر المخلصين جدارًا في وجه سياسة الاستعمار الفرنسيّ التي استهدفت طمس الهويّة الوطنيّة، وتشويه الشخصيّة الجزائريّة.

أعلام

عدل

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ LOUIS, RENÉ. “A LA RECHERCHE DE ‘CIRTA REGIA’ CAPITALE DES ROIS NUMIDES.” Hommes Et Mondes, vol. 10, no. 39, 1949, pp. 276–287. JSTOR, www.jstor.org/stable/44207191. Accessed 19 Feb. 2020.
  2. ^ Joseph Bingham, Origines Ecclesiasticae, Volume 3 p11.
  3. ^ "Κίρτα - Cirta/Constantine, major city of Numidia, modern Constantine, Algeria". ToposText (topostext.org). مؤرشف من الأصل في 2024-03-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-13.
  4. ^ محمد الصغير غانم. المقاومة والتارخ العسكري المغاربي القديم.
  5. ^ محمد البشير شنيتي (2013). الجزائر قراءة في جذور التاريخ وشواهد الحضارة. دار الهدى،. ص. ص144. ISBN:978-9947-26-338-9. OCLC:949470538. مؤرشف من الأصل في 2020-01-31.
  6. ^ letter=C:entry group=6:entry=cirta "CIRTA (Constantine) Algeria". The Princeton Encyclopedia of Classical Sites. مؤرشف من letter=C:entry group=6:entry=cirta الأصل في 2017-01-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-12. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة) وتحقق من قيمة |مسار= (مساعدة)
  7. ^ "General View, Constantine, Algeria". المكتبة الرقمية العالمية. 1899. مؤرشف من الأصل في 2017-08-13. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-25.
  8. ^ [1]؛ Il est douteux que le nom de Cirta soit un mot d'origine phénicienne signifiant « ville ». Sur les monnaies de Cirta, à légendes néopuniques et datées de la fin du iie siècle avant notre ère, on lit, en effet, KRTN (Kirthan) avec un kaph. Or le terme phénicien QRT (Qart) débute par un qoph (Mazard, Corpus, n° 523-529). Il faut donc plutôt attribuer à ce nom une origine libyque. https://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/2289 نسخة محفوظة 18 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

عدل