السونيت العشرون هي واحدة من أشهر السونيتات الـ 154 التي كتبها الكاتب والشاعر الإنجليزي وليم شكسبير. تُعتبر جزءاً من سلسلة الشاب الوسيم (التي تضم السونيتات من 1 إلى 126). تُفسر هذه السونيت عموماً على أنها تعبير من شكسبير عن إعجابه أو حبه لرجل؛ الأمر الذي يثير تساؤلات حول جنسانيته. في هذه السونيت (كما هو الحال في سونيت 53) يُشبّه الجمال الذي يتمتع به المحبوب بجمال كلٍ من الرجل والمرأة.[ا]

سونيت 20
Detail of old-spelling text
Detail of old-spelling text
سونيت 20 في كوارتو 1609

Q1



Q2



Q3



C

A woman’s face with Nature’s own hand painted
Hast thou, the master-mistress of my passion;
A woman’s gentle heart, but not acquainted
With shifting change, as is false women’s fashion;
An eye more bright than theirs, less false in rolling,
Gilding the object whereupon it gazeth;
A man in hue, all “hues” in his controlling,
Which steals men’s eyes and women’s souls amazeth.
And for a woman wert thou first created;
Till Nature, as she wrought thee, fell a-doting,
And by addition me of thee defeated,
By adding one thing to my purpose nothing.
But since she prick’d thee out for women’s pleasure,
Mine be thy love and thy love’s use their treasure.




4



8



12

14

—وِليم شكسبير[1]

التركيب

عدل

تُعد السونيت 20 نموذجاً للسونيتات الإنجليزية الشكسبيرية، حيث تحتوي على ثلاثة رباعيات شعرية وبيتين في النهاية، بإجمالي 14 سطرًا. وتتبع نمط القافية لهذه السونيتت: ABAB CDCD EFEF GG. تستخدم البحر الخماسي اليامبي، وهو نوع من الإيقاع الشعري يعتمد على خمس أزواج من المواقع الضعيفة / القوية مقطعياً. «هذه السونيت فقط حول الجنس تحتوي على قوافٍ أنثوية طوالها».[2]

السطر الأول يمثل بحراً خماسياً يَمبياً منتظماً مع مقطع إضافي غير مقطعي في النهاية أو كما يُقال نهاية أنثوية:

 ×  / ×     /    ×    / ×     /    ×    /  (×) A woman's face with nature's own hand painted, (20.1)
/ = ictus، موقع مقطعي قوي. × = nonictus. (×) = مقطع إضافي غير مقطعي.

السياق

عدل

عادةً ما تُعتبر السونيت 20 ضمن مجموعة «الشاب الوسيم» من السونيتات، والتي يتفق معظم العلماء على أن الشاعر يخاطب فيها شابًا. يسهم هذا التفسير في الافتراض الشائع بخصوص الحياة الجنسية لشكسبير، أو على الأقل المتحدث في سونيتته. يؤثر موضع السونيت 20 أيضًا في تحليلاتها ودراساتها. ويليام نيلز، من جامعة ماساتشوستس–دارتموث، يقول أن:

سونيت رقم 20 تقسم القراء إلى مجموعتين: الأولى ترى أن السونيتات لا تتبع تسلسلاً واضحاً بعد هذا النقطة، بينما تستمر المجموعة الثانية في القراءة وتجد في بقية السونيتات خطاً سردياً مترابطاً يشكل نمطاً ذا معنى.[3]

يوضح هذا المقطع كيف أن العلماء لديهم أفكار مختلفة حول كيفية تجميع أو تنظيم السونيتات التي كتبها شكسبير. يعتقد البعض أنه يمكن تقسيم السوناتات إلى مجموعات، مثل تلك المكتوبة لـ«شاب». يعتقد البعض الآخر أنها قد تتضمن نوعًا من السرد المعقد طوال المجموعة، ومع ذلك، يزعم بول إدموندسون وستانلي ولز أنه من الأفضل «يجب اعتبارها مجموعة أكثر منها تسلسل، حيث... يشيرون إلى أنه في حين يبدو أن السوناتات الـ126 الأولى تدور حول شاب، إلا أن بعضها قد يكون عن رجل أو امرأة» مما يجعل الأمر أقل وضوحًا.[3]

الجنسانية

عدل

قد يتساءل القارئ المعاصر عند قراءته للسونيت رقم 20 عمّا إذا كانت ميول شكسبير الجنسية تنعكس في هذه القصيدة. وعند التمعن في التلميحات الجنسية فيها، من المهم مراعاة مفهوم النزعة المثلية في عصر كتابة شكسبير. يوضح كيسي تشارلز أن الهوية المثليّة كما نعرفها اليوم لم تكن موجودة آنذاك؛ فقد كانت هناك كلمات تشير إلى سلوك يعتبر اليوم مثليًّا، لكن فكرة «ثقافة المثليين» أو «هوية المثلي» لم تكن موجودة.[4] ويضيف تشارلز أن القوانين الحديثة آنذاك ضد اللواط كانت نادرًا ما تُنتهك، مما يعني إما أن الناس لم يكونوا يمارسون السلوك المثلي أو أن هذه الأفعال كانت أكثر قبولًا اجتماعيًّا مما يتصور القارئ المعاصر. إن إدراك شكسبير لاحتمالية التلميحات المثلية في السونيتة 20 لا يوضح بالضرورة إن كان هو نفسه قد مارس هذا السلوك.[4]

أحد أشهر الروايات التي تثير قضية المثلية في هذه السونيتة هي قصة أوسكار وايلد القصيرة «بورتريه السيد دبليو إتش»، حيث يصف وايلد، أو بالأحرى راوي القصة، التلاعبات اللفظية بكلمتي "will" و"hues" في السونيتات، وخاصةً في السطر من السونيتة 20 "A man in hue all hues in his controlling"، كإشارة إلى ممثل شاب فاتن يُدعى ويلي هيوز، كان يؤدي أدوارًا نسائية في مسرحيات شكسبير. إلا أنه لا توجد أي أدلة على وجود شخص كهذا.[5]

التحليل

عدل

بينما توجد العديد من الأدلة التي تشير إلى أن الراوي مثلي الجنس، هناك أيضًا عدد لا يُحصى من الأكاديميين[من؟] الذين جادلوا ضد هذه النظرية. يمكن استخدام كلا الاتجاهين لتحليل السونيتة.

يعتبر فيليب سي كولين، من جامعة جنوب المسيسيبي، أن بعض السطور في المقطعين الأولين من السونيتة 20 كُتبت من قبل شخصية مثلية. إحدى التفسيرات الشائعة للسطر الثاني هي أن المتحدث يرى أن «أن الشاب يمتلك جمالاً يشبه جمال المرأة، لكن شكله شكل رجل... يصف شكسبير الشاب بصفات أنثوية، لكنه ينزع عنه أي صفات سلبية تُنسب إلى النساء، مثل خيانتهن».[6] بعبارة أخرى، يمتلك الشاب جميع الصفات الإيجابية للمرأة، دون الصفات السلبية. يبدو أن شكسبير يعتقد أن الشاب جميل مثل أي امرأة، ولكنه أكثر إخلاصاً وأقل تقلّباً. يجادل كولين أيضًا بأن هناك العديد من التلاعبات اللفظية الجنسية منتشرة في هذا المديح الجريء لصديقه الشاب.[6] يقترح أن الإشارة إلى عيون الشاب التي «تضفي نورها على الشيء الذي ترنو إليه» قد تكون تلاعبًا على كلمة «الإخصاء»، إذ إن جماله الأنثوي لا يزيد من جمال من يراه فحسب، بل، بمعنى جنسي، يجعل المعجبين الذكور يقعون مؤقتاً لجماله الأنثوي الكامن في هيكله الذكوري.[6]

توضح آمي ستاكهاوس من جامعة أيونا[7] أن شكل السونيت المكتوبة بالمقياس الخماسي التفاعلي مع مقطع غير مشدد إضافي في كل سطر يشير إلى فكرة «تلاعب بالجندر». هذا المقطع غير المشدد يشكل قافية مؤنثة، إلا أن إضافة المقطع قد تمثل أيضًا رمزاً ذكورياً.[8] السونيت 20 هي واحدة من اثنتين فقط في السلسلة تحتوي على نهايات مؤنثة؛ والأخرى هي السونيت 87.[9] تؤكد ستاكهاوس على غموض جنس المُرسل إليه في السونيت بأكملها، والذي يُحل فقط في السطور الثلاثة الأخيرة. تكتب أن العديد من أجزاء السونيتة – مثل مصطلح "master mistress" – تحافظ على عدم اليقين حول جنس موضوع السونيت،[8] كما تناقش ستاكهاوس في تحليلها عن الطبيعة والطبيعة الأم، وتوضح أن الطبيعة الأم هي تجسيد مؤنث للطبيعة. تشير في خاتمتها إلى أن الطبيعة الأم عندما خلقت الطبيعة، كانت مأسورة بجمالها أو روعتها لدرجة أنها منحته صفة إضافية، وهي صفة الذكورة».[ب][8] كما يفسر باتريك ماهوني موضوع التحول الجنسي للشخصية، مشيرًا إلى أن «الطبيعة الأم وقعت في حب إحدى مخلوقاتها الإناث، ولتجاوز إحباطها حولتها إلى رجل. هذا الشخص المتحول جنسياً، الذي يجذب إعجاب كلا الجنسين، يمتلك صفات ذكورية وأنثوية».[ج][10]

هذه الفكرة عن الطبيعة تتجلى أيضًا في تحليل فيليب سي كولين للجزء الأخير من القصيدة.[6] ويقول كولين إن العبارة "to my purpose nothing" تعكس أيضًا هذا الجانب الطبيعي المتمثل في كون الشخصية خُلقت لإمتاع النساء، إلا أنه لا يأخذ بعين الاعتبار التلاعب اللفظي الشائع لدى شكسبير لكلمة "nothing" ("O") للإشارة إلى المهبل.[11] في حين أن ستاكهاوس قد تجادل بأن القصيدة تكاد تكون محايدة من حيث الجندر، يرى كولين أن القصيدة «مرحة» و«ذات ثنائية جنسية».[6]

أما مارتن بي فريدمان، من كلية ولاية كاليفورنيا، هايوارد  [لغات أخرى]‏، فلديه وجهة نظر مختلفة تماماً، يعتقد فريدمان أن السونيت 20 كُتبت من قبل شخصية ذكرية مغايرة للجنس منخرطة في صداقة تتماشى مع المعايير الاجتماعية التقليدية للجنس، وأن التلاعبات اللفظية واللغة المستخدمة ترتبط بتاريخها بلغة رياضية كانت شائعة في زمن شكسبير. على سبيل المثال، يجادل بأن «التعبيرين ’Master‘ و’Mistress‘ [في السطر الثاني] اللذين يُستخدمان بشكل متبادل للإشارة إلى شيء يثير اهتماماً شديداً أو يكون مركز الانتباه، مصدرهما لعبة البولينج». يواصل فريدمان بناء الروابط بين عبارات عدة وما يعتقد أنها إشارات إلى مصطلحات مستخدمة في القمار، وتحديدًا في لعبة البولينج التي تتضمن رمي النرد.[12] ويزعم قائلاً أن «الصور تتكرر في السطر الخامس: عيناك أكثر ضوءاً من عيونهن، أقل زيفا في توجهاتها»،[12] لكن كاثي شرانك ترى أن مقالة فريدمان كانت واحدة من عدة محاولات «لإنقاذ» شكسبير من «عار» المثليّة المفترضة.[13] كما يشير روبرت ماتز إلى أن ناشر القصيدة جون بنسون وضع السونيت 20 في سياق يوحي بصداقة أفلاطونية، حيث قام بنسون غالبًا بترتيب القصائد وإضافة عناوين غير موجودة أصلاً ليوحي بأن موضوع العديد من القصائد كان موجهاً إلى نساء.[14]

المراجع

عدل
  • Baldwin, T. W. (1950). On the Literary Genetics of Shakspeare's Sonnets. University of Illinois Press, Urbana.
  • Hubler, Edwin (1952). The Sense of Shakespeare's Sonnets. Princeton University Press, Princeton.
  • Schoenfeldt, Michael (2007). The Sonnets: The Cambridge Companion to Shakespeare's Poetry. Patrick Cheney, Cambridge University Press, Cambridge.

الطبعة الأولى؛

  • شكسبير, وليم (1609). Shake-speares Sonnets: Never Before Imprinted [سونيتات شيكسبير: لم تُطبع من قبل] (بالإنجليزية). لندن: Thomas Thorpe. Retrieved 2020-04-15.
  • شكسبير, وليم (1905). Lee, Sidney (ed.). Shakespeares Sonnets: Being a reproduction in facsimile of the first edition [سونيتات شيكسبير: نسخة طبق الأصل من الطبعة الأولى] (بالإنجليزية). أكسفورد: دار نشر جامعة أكسفورد. OCLC:458829162. Retrieved 2020-04-15.

طبعات مختلفة؛

الطبعات النقدية الحديثة؛

الملاحظات

عدل

ملاحظات

عدل
  1. ^ أي أن جماله يجمع صفات الجمال التقليدية لكل من الرجل والمرأة. هذا التشبيه يشير إلى أن جمال المحبوب يتجاوز الحدود المعتادة بين الجنسين؛ فيظهر جماله شاملاً أو فريداً بطريقة تجمع بين سمات كلا الجنسين.
  2. ^ العبارة تستخدم أسلوباً مجازياً لشرح كيف أن الطبيعة قد تتجاوز الحدود التقليدية أثناء الخلق، وكأنها وقعت في حب ما أبدعته وأضفت عليه مزيداً من السمات.
  3. ^ يُصور الطبيعة ككيان أنثوي يُعجب بخلقها الأنثوي لدرجة أنه يمنحها صفات ذكورية. وبهذا تصبح هذه الشخصية محطّ إعجاب كلا الجنسين، لأنها تجمع بين السمات الذكورية والأنثوية معاً.

مراجع

عدل
  1. ^ Pooler، C[harles] Knox، المحرر (1918). The Works of Shakespeare: Sonnets. The Arden Shakespeare [1st series]. London: Methuen & Company. OCLC:4770201. مؤرشف من الأصل في 2008-12-02.
  2. ^ بوث، ستيفن (2000) [1977]. سوناتات شكسبير. نيوهافن: Yale Nota Bene [جامعة ييل]. ص. 163. ISBN:978-0-300-08506-8.
  3. ^ ا ب ويليام نيلز، "جنسانية سوناتات شكسبير: القراءة ما بعد السونيت 20،" النهضة الأدبية الإنجليزية، المجلد 39، العدد 1، فبراير 2009: 128-140. الملخص نسخة محفوظة 2012-07-19 at Archive.is
  4. ^ ا ب تشارلز، كيسي. "هل كان شكسبير مثلياً؟ السونيت 20 وسياسات التعليم." الأدب الجامعي 25.3 (1998): 35-52. قاعدة بيانات EBSCOhost. 10 نوفمبر 2009.
  5. ^ A "hue" was a servant; see OED: "hewe". The original word in the Quarto for "hues" is "Hews".
  6. ^ ا ب ج د ه Kolin, Philip C. "Shakespeare's Sonnet 20." Explicitor 45.1 (1986): 10-12. Print.
  7. ^ "Amy Stackhouse, Ph.D." Iona University (بالإنجليزية). 28 Aug 2024. Retrieved 2024-08-28.
  8. ^ ا ب ج Stackhouse, Amy D. "Shakespeare's Half-Foot: Gendered Prosody in Sonnet 20." Explicitor 65 (2006): 202-04. Print.
  9. ^ Larsen، Kenneth J. "Sonnet 20". Essays on Shakespeare's Sonnets. مؤرشف من الأصل في 2014-11-30. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-30.
  10. ^ Mahony، Patrick (1979). "Shakespeare's Sonnet Number 20: Its Symbolic Gestalt". American Imago. ج. 36 ع. 1: 69–70. ISSN:0065-860X. JSTOR:26303358.
  11. ^ Williams، Gordon (1997). "nothing". Shakespeare's Sexual Language: A Glossary. London: Athlone Press. ص. 219. ISBN:978-0-8264-9134-3.
  12. ^ ا ب Martin B. Friedman, Shakespeare’s ‘Master Mistris’: Image and Tone in Sonnet 20, 189-191.
  13. ^ Shrank, Cathy (Sep 2009). "Reading Shakespeare's Sonnets : John Benson and the 1640 Poems". Shakespeare (بالإنجليزية). 5 (3): 271–291. DOI:10.1080/17450910903138054. ISSN:1745-0918.
  14. ^ Matz، Robert (2010). "The Scandals of Shakespeare's Sonnets". ELH. ج. 77 ع. 2: 487–489. DOI:10.1353/elh.0.0082. ISSN:1080-6547.

وصلات خارجية

عدل