سورة الليل

السورة الثانية والتسعون (92) من القرآن الكريم، مكية وآياتها 21

سورة الليل هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 21، وترتيبها في المصحف 92، في الجزء الثلاثين، بدأت بأسلوب قسم ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ۝١ [الليل:1]، ولم يُذكر فيها لفظ الجلالة، نزلت بعد سورة الأعلى.[1]

الليْل
سورة الليل
سورة الليل
المواضيع
  • القسم بمظاهر قدرة الله. (1 - 7)
إحصائيات السُّورة
الآيات الكلمات الحروف
21 71 312
الجزء السجدات ترتيبها
لا يوجد 92
تَرتيب السُّورة في المُصحَف
سورة الشمس
سورة الضحى
نُزول السُّورة
النزول مكية
ترتيب نزولها 9
سورة الأعلى
سورة الفجر
نص السورة
تِلاوَةُ السُّورة بصوت محمد صديق المنشاوي
noicon
 بوابة القرآن

موضوع السورة

عدل

في إطار من مشاهد الكون وطبيعة الإنسان تقرر السورة حقيقة العمل والجزاء وهذه الحقيقة منوعة المظاهر ومظاهرها ذات لونين ، وذات اتجاهين ... كذلك كان الإطار المختار لها في مطلع السورة ذا لونين في الكون وفي النفس سواء﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ۝١ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ۝٢ [الليل:1–2] ..وهذا من بدائع التناسق في التعبير القرآني . ويقسم الله – سبحانه - بهاتين الآتين : الليل والنهار . مع صفة كل منهما الصفة المصورة للمشهد﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ۝١ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ۝٢ [الليل:1–2] .

يقسم الله بهذه الظواهر والحقائق المتقابلة في الكون وفي الناس ، على أن سعي الناس مختلف وطرقهم مختلفة ومن ثم فجزاؤهم مختلف كذلك ، فليس الخير كالشر ، وليس الهدى كالضلال ، وليس الصلاح كالفساد ، وليس من أعطى واتقى كمن بخل واستغنى ، وليس من صدق وآمن كمن كذب وتولى . وأن لكل طريقاً ، ولكل مصيراً ، ولكل جزاء .

﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ۝٤ [الليل:4]..إنه مختلف في حقيقته . مختلف في بواعته ، مختلف في اتجاهه ، مختلف في نتائجه .

﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝٥ [الليل:5]

من أعطى نفسه وماله . واتقى غضب الله وعذابه . وصدق بهذه العقيدة (الحسنى ) . فهو يستحق عون الله وتوفيقه . ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝٨ [الليل:8]

ومن بخل بنفسه وماله . واستغنى عن الله وهداه وكذب (بالحسنى ) .فهو يستحق أن يعسر الله عليه كل شيء ويجعل له في كل خطوة مشقة . وكل إنسان يفعل بنفسه ما يختار لها ! إما إلى اليسرى وإما إلى العسرى .

وفي المقطع الثاني فيتحدت عن مصير كل فريق . ويكشف عن نهاية المطاف لمن يسره لليسرى ، ومن يسره للعسرى . وقبل كل شيء يقرر أن ما يلاقيه كل فريق من عاقبة ومن جزاء فهو عدل وحق . فقد بين الله للناس الهدى ، وانذرهم ناراً تلظى . ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ۝١٢ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ۝١٣ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ۝١٤ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ۝١٥ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ۝١٦ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ۝١٧ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ۝١٨ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ۝١٩ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ۝٢٠ وَلَسَوْفَ يَرْضَى ۝٢١

﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ۝١٢ [الليل:12]لقد كتب الله على نفسه – فضلاً منه بعباده ورحمة – أن يبين الهدى لفطرة الناس ووعيهم . وأن يبين لهم كذلك بالرسل والرسالات والآيات ، فلا تكون هناك حجة لأحد ، ولايكون هناك ظلم لأحد .

﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ۝١٣ [الليل:13] ..فأين يذهب من يريد أن يذهب عن الله بعيداً ؟!

﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ۝١٧ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ۝١٨ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ۝١٩ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ۝٢٠ [الليل:17–20] (الأتقى ) هو الأسعد مقابل الأشقى وهو الذي ينفق ماله ليتطهر بإنفاقه ، لاليرائي به ويستعلى . ينفقه تطوعاً لارداً لجميل أحد ، ولاطلباً لشكران أحد ، وامنا ابتغاء وجه ربه خالصاً..ربه الأعلى .

﴿وَلَسَوْفَ يَرْضَى ۝٢١ [الليل:21]. إنه الرضى ينسكب في قلب الأتقى . إنه الرضى يغمر روحة . إنه الرضى يقيض على جوارحه .إنه الرضى يشيع في كيانه . إنه الرضى يندي حياته ...إنها مفأجأة في موضعها هذا .

المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .

وصلات خارجية

عدل

المصادر

عدل