سليمان الحكمي
السلطان سليمان بن طرف بن الغطريف بن محمد بن الغطريف بن جليل بن عبد الجد الحكمي مؤسس دولة بني الحكم، حكم من عام 350هجري إلى عام 393 هـجري. تولى سليمان رئاسة مخلافي حكم وعثر، وقد رفعه طموحه إلى إنشاء تلك الإمارة حتى شملت ما أسماه بالمخلاف السليماني الممتد من قرية حلي بن يعقوب شمالاً، إلى قرية الموسم جنوباً. وبعد أن استقرت به الأمور اتخذ من مدينة عثر عاصمة لأمارته وضرب اسمه على السكة وخطب له على المنابر بطاعة المخلاف السليماني. استمرت بعده خلافة الحكامية من عام 983م إلى عام 1003م، وظلت لهم سلطة قوية حتى بعد سقوط إمارتهم.
يفيدنا التاريخ أن تهامة المخلاف خضعت لحكم الدولة الزيادية التي بدأت حكمها باسم العباسيين منذ سنة 204 هـ على يد محمد بن زياد القادم من عند الخليفة المأمون. وتوالى الأمراء بعد المؤسس ابن زياد، فتولى ابنه إبراهيم بن زياد ثم ابنه زياد بن إبراهيم بن زياد ثم أخوه أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم ين زياد، وهو الذي طالت مدة حكمه حتى بلغت ثمانين سنة، فتشعبت عليه البلاد، وأستقل كثير ممن كان ينضوي تحت حكمه، ومنهم سليمان بن طرف الحكمي.[1]
ويذكر لنا صاحب غاية الأماني قائلاً في أحداث سنة 290 هـ: «وبعد موت إبراهيم بن محمد أمير الدولة الزيادية التي عاصمتها زبيد، تولى ابنه اسحاق بن إبراهيم الملقب بأبي الجيش، وطالت مدته نحو ثمانين سنة حتى تشعبت عليه أطراف بلاده وخالف عليه كثير ممن كان يعتزي إليه ظاهر الأمر ومن أولئك الأمير سليمان ابن طريف صاحب عثر، وكانت بلاده واسعة مسيرة سبعة أيام طولاً في عرض يومين.»[2]