سالي (دنقلة)

أحدى قُرى ولاية الشمالية
(بالتحويل من سالي (قرية))
هذه النسخة المستقرة، فحصت في 23 فبراير 2025. ثمة 6 تعديلات معلقة بانتظار المراجعة.

سالي هي قرية بمنطقة دنقلا في المحافظة الشمالية بالسودان. وكلمة سالي تعني باللهجة السودانية (الرطانة) البخور أو (الطلح)، الذي تستخدمه المرأة السودانية مع الحنة والدخان لإعطاء البشرة لوناً ذهبياً مع رائحة طيبة. وسبب التسمية هو كثرة وجودة أشجار البخور أو (الطلح) حول القرية.[1]

سالي
تقسيم إداري
البلد  السودان
التقسيم الأعلى دنقلا
خصائص جغرافية
إحداثيات 10°47′00″N 34°11′00″E / 10.7833°N 34.1833°E / 10.7833; 34.1833
خريطة

الموقع الجغرافي

عدل

تقع قرية سالي بمحاذاة النيل بالمنطقة الشمالية ريفي القولد. ويحدها من الجنوب الخندق ومن الشمال قرية سوري ويوجد جسر يفصل بين القريتين ويَحُدّها من الشرق نهر النيل وقرية ملواد ومن الغرب الصحراء الكبرى وهذه الصحراء يقطعها درب الأربعين والذي سُمي بهذا الأسم لأن القوافل كانت تستغرق أربعين يوماً للوصول إلى مصر ويُقدر طول الدرب بـ 1,500 كم تقريباً.[2][3]

مشروع سالي الزراعي

عدل

اشتهر أهالي قرية سالي بالزراعة فهم يعملون على زراعة الذرة بالصيف والفول والقمح بالشتاء. كما يوجد فيها مَشروع زراعي أُسّسَ عام 1941م وكان هذا المشروع من أكبر المشاريع الزراعية بالإقليم الشمالي. وكانت بداية الفكرة عام 1937م، وكان المكان مدينة الأسكندرية درة البحر الأبيض المُتوسط بجمهورية مصر العربية، وكانت الفكرة من تأسيس مشروع زراعي تعاوني شاركة ما بين (سالي وسوري) لما تربطهما من علاقات أُسرية قوية وقديمة قِدم القريتين وكما أن القريتين وحتى الآن تُمثل كل واحدة منهما امتداداً طبيعياً للآخرى، إلا أن هذه المُشاركة لم تكتمل نسبة لحصول بعض الخلافات العادية، وسعى الطرفان لإنشاء مشروعين مُنفصلين حيث كان السبق لأبناء سوري في شراء الوحدة الخاصة بمشروعهم، وعندئذ كانت روح المنافسة والغيرة قد اشتعلت في أبناء سالي بالأسكندرية وكان فرح بدري حمد يبث في أبناء سالي الحماس لإنشاء المشروع الزراعي وكان يقول لهم من باب المداعبة (ناس سوري يعملوا مشروع إنتو ما قادرين تعملوا زيهم) وقاموا بتحديد رأس مال للمشروع ب 120 سهم وجعلوا قيمة السهم 15 جنيه استرليني ومن ثم زادوا هذه القيمة إلى 17 جنيه استرليني لتكون اجمالي رأس المال المقترح للمشروع الزراعي 2040 جنيه استرليني وقاموا بتحويل مبلغ 1500 جنيه استرليني من الأسكندرية مباشرة لإنجلترا عام 1938م حيث الشركة المصنعة لماكينات (blackstone) الإنجليزية الشهيرة وكان هذا المبلغ هو قيمة الوحدة سُلم لإنجلترا، ووصلت هذه الوحدة عام 1938م، وبعد شائعة انطلقت بقوة مفادها أن قوات هتلر قد دمرت الباخرة التي تقل وحدة ري مشروع سالي الزراعي، وعندما وصل إشعار وصول الوحدة للسودان تهكم البعض من وصولها وقالوا من بـــاب التنــــــدر (يمكن وابــــور جاز- للطبخ)، وقد ركّب هذه الوحدة المهندس القبطي بولس الذي ركّب أيضاً وحدة مشروع سوري الزراعي التعاوني واستغرقت عملية التركيب حتى 1940م، وكانت تكاليف النقل والتركيب والتجهيز 200 جنيه استرليني وأصبح إجمالي تكلفة الوحدة مع التركيب 1700 جنيه استرليني. أما بالنسبة للجدول فقد تم إنشاؤه بالنفير (الفزع) حيث لم تُوجد في ذلك الزمن الطيب الآليات الضخمة والمُتوفرة حالياً وعلى الرغم من ذلك شاهدنا جميعاً قوة ومتانة وعمق الجدول، حيث كنا نصطاد الأسماك من مياهه وكم طفلاً غرق به نسبة لعمقه وقوة مياهه وكل ذلك تم بأيدي سالاوية مخلصة كانت ترى أن المشروع ملكاً للجميع وليس لمجموعة من المُساهمين فلم يسألوا سهماً ولم ينظروا لأسهُم الآخرين مادامت الفائدة ستنالهم. وكانت سالي أولى القرى التي انتهجت هذا الأسلوب التكافلي الراقي وكان الجدول في البداية حتى حلة الترعة، وكان المهندس المسؤول عن المساحة وعمل الجدول ياسين وهو والد الأستاذ عبيد ياسين مدير مدرسة الخندق المُتوسطة بنين سابقاً حيث كانت توجيهاته المساحية الميدانية حتى تم الانتهاء من الجدول، وكانت ضربة البداية لعمل المشروع في الموسم الشتوي (زراعة القمح) عام 1940م، وكانت التجهيزات قد التهمت كامل رؤوس أموال المُساهمين ولم يتحصلوا على التقاوى اللازمة لزراعة القمح وكان مقدارها حينذاك 40 جوال قمح بتكلفة إجمالية مقدارها 100 جنيه ولم يجدوا بدا من الذهاب لابن سوري صالح محمد صالح فريجون بعد أن علموا بتوفر هذا المبلغ بطرفه، فما كان منه إلا أن أعطاهم مبلغ مائة جنيه بكل أريحية وطيب نفس على أن يردوه له قمحاً فقاموا بشراء عدد 40 جوال قمح وخرجوا في مسيرة حاشدة جابوا خلالها سالي من أقصى الشمال لأقصى الجنوب بصحبتهم التقاوى فرحين وهم يرددون أهازيج الفرح ببداية عمل مشروعهم الزراعي والحصول على التقاوى. وبدأ مشروع سالي الزراعي في الإنتاج قبل مشروع سوري الزراعي بالرغم من حصولهم على الوحدة مبكراً لكنهم تأخروا في التشغيل لأسباب معينة.

عدد المُساهمين المُؤسسين الذين قاموا بدفع كامل استحقاقاتهم عام 1438- 128 رجلاً سالاوياً ومعهم من سوري صالح محمد فريجون وجميعهم تقاسموا عدد 120 سهماً فكان معظمهم يمتلكون سهماً ماعدا العم شريف أحمد نقد الله فكان يمتلك سهمين، ومنهم من كان يملك جزءاً من السهم أما خليل خيري إدريس فيملك سهماً، وكذلك درار حامد محمد الحداد فيملك سهماً فهو من المُؤسسين للمشروع الزراعي. بالإضافة قائمة طويلة تمتد لــ 128 رجلاً من أبناء سالي فهؤلاء هم الذين أسسوا مشروع سالي الزراعي التعاوني. تم فتح المُساهمات في فترات زمنية مُختلفة بعد أن تم تقييم أسهم المؤسسين ومُعادلة السهم الواحد للمؤسس بستين سهماً وذلك لتقوية رأس المال وكانت عدد المُساهمين الجُدد في الأربعينات 18 مُساهماً وفي الخمسينات 23 مُساهماً ومن الستينات وحتى 1981 كانت البقية الباقية حيث أن العدد الإجمالي للمُساهمين حتى تاريخ اليوم 289 مُساهماً.[بحاجة لمصدر]

مراجع

عدل
  1. ^ "سالي". www.islamguiden.com. مؤرشف من الأصل في 2024-08-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-24.
  2. ^ "Sali, السودان خريطة — الوقت الحالي، والمنطقة الزمنية, المطارات القريبة". sd.utc.city. مؤرشف من الأصل في 2024-08-24. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-24.
  3. ^ "Sali on the map of Sudan, location on the map, exact time". gi.maptons.com. مؤرشف من الأصل في 2024-08-24. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-24.