زيد بن ثابت

صحابي (نحو 12ق.هـ – 45هـ / 611 – 665م)


زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري صحابي جليل وكاتب الوحي، شيخ المقرئين، مفتي المدينة، روى الحديث عن النبي، وقرأ عليه القرآن بعضه أو كله.[1]

زيد بن ثابت
زيد بن ثابت بن الضحّاك
تخطيط اسم زيد بن ثابت كما هو منقوش في المسجد النبوي
معلومات شخصية
الميلاد نحو 12 ق.هـ / 611م
المدينة المنورة
الوفاة 45 هـ / 665م (57 سنة)
المدينة المنورة،  الدولة الأموية
الإقامة شبه الجزيرة العربية
العرق عربي
الزوجة أم العلاء الأنصارية
الأولاد خارجة بن زيد بن ثابت
أقرباء أبوه: ثابت بن الضحّاك من بني النجار
أمه: النّوار بنت مالك
إخوة:يزيد بن ثابت
الحياة العملية
النسب من بني النجار
أهم الإنجازات أشرف على جمع القرآن وتوحيد المصحف
تعلم لدى محمد  تعديل قيمة خاصية (P1066) في ويكي بيانات
التلامذة المشهورون محمد بن سيرين  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنة قاض أيام عمر بن الخطاب
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية،  والعبرية،  والسريانية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
مجال العمل علم التفسير،  والفقه الإسلامي،  والإرث في الإسلام  تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات
الخدمة العسكرية
الرتبة جندي  تعديل قيمة خاصية (P410) في ويكي بيانات
المعارك والحروب غزوة الخندق  تعديل قيمة خاصية (P607) في ويكي بيانات

نسبه

عدل

إسلامه

عدل

يوم قدم رسول الله المدينة كان يتيماً فوالده توفي يوم بعاث وعُمره كانَ لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلم مع أهله وباركه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء.

العلم

عدل

كان زيد مثقفا وتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز. يقول زيد: «أُتيَ بيَ النبي مَقْدَمه المدينة، فقيل: هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة. فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال: " تعلّمْ كتاب يهود، فإنّي ما آمنهم على كتابي ". ففعلتُ، فما مضى لي نصف شهر حتى حَذِقْتُهُ، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له». ثم طلب إليه الرسول أن يتعلم «السريانية» فتعلمها في سبعة عشر يوماً.

وكان يتابع وحي القرآن حفظا، وكان الرسول كل مانزل الوحي عليه، بعث إلى زيد فكتبه.

وقال النبي عنه: « أفرض أمتي زيد بن ثابت»[2]

روى الحديث عن النبي، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. وحدث عنه: أبو هريرة، وابن عباس، وقرأ عليه، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبو أمامة بن سهل، وعبد الله بن يزيد الخطمي، ومروان بن الحكم، وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب; وابناه: الفقيه خارجة، وسليمان، وأبان بن عثمان، وعطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار، وعبيد بن السباق، والقاسم بن محمد، وعروة، وحجر المدري، وطاووس، وبسر بن سعيد; وخلق كثير. وتلا عليه ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغير واحد. وكان من حملة الحجة، وكان عمر بن الخطاب يستخلفه إذا حج على المدينة.[3]

فضله

عدل

تألق زيد في المجتمع الأسلامي بفضل علمه وتبوأ فيه مكانا عاليا، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم.

ففي غزوة تبوك حمل عُمارة بن حزم أولا راية بني النجار، فأخذها النبي منه فدفعها لزيد بن ثابت فقال عُمارة: «يا رسول الله! بلغكَ عنّي شيءٌ؟» فقال له الرسول: « لا، ولكن القرآن مقدَّم ».

وذكر ان زيد ذهب ليركب، فأمسك ابن عباس بالركاب، فقال له زيد: « تنح يا ابن عم رسول الله! » فأجابه ابن عباس: « لا، فهكذا نصنع بعلمائنا ». كما قال ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت: « ما رأيت رجلا أفكه في بيته، ولا أوقر في مجلسه من زيد ».

وكان عمر بن الخطاب يستخلفه إذا حجّ على المدينة، وزيد هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وهو أحد أصحاب الفَتْوى الستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبيّ وأبو موسى وزيد بن ثابت، فما كان عمر ولا عثمان يقدّمان على زيد أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وقد استعمله عمر على القضاء وفرض له رزقاً.

قال الزهري: لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان، لهلك علم الفرائض، لقد أتى على الناس زمان وما يعلمها غيرهما. وقال جعفر بن برقان: سمعت الزهري يقول: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض، لرأيت أنها ستذهب من الناس.[4]

قال ابن سيرين: « غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين، بالقرآن والفرائض ».

حفظه للقرآن

عدل

حسب الكتب والإيمان الإسلامي، منذ بدأ الدعوة وخلال إحدى وعشرين سنة تقريبا كان الوحي يتنزل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو، وكان هناك ثلة مباركة تحفظ ما تستطيع، والبعض الآخر ممن يجيدون الكتابة، يحتفظون بالآيات مسطورة، وكان منهم علي بن أبي طالب، أبي بن كعب، عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت.

وقد قرأ زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله وقرأها عليه، وشَهِدَ العرضة الأخيرة، وكان يُقرئ الناس بها حتى مات.

بداية جمع القرآن

عدل

بعد وفاة رسول الله شُغِل المسلمون بحروب الردة، وفي معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيرا، فما أن هدأت نار الفتنة حتى فزع عمر بن الخطاب إلى الخليفة أبي بكر الصديق راغبا في أن يجمع القرآن قبل أن يدرك الموت والشهادة بقية القراء والحفاظ. واستخار الخليفة ربه، وشاور صحبه ثم دعا زيد بن ثابت وقال له: «إنك شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتَتَبَّع القرآنَ فاجْمَعْهُ». فقلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم! فقال: هو والله خير. وقال زيد بن ثابت، فلم يزل أبو بكر يراجعني، حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر.

ونهض زيد بالمهمة وأبلى بلاء عظيما فيها، يقابل ويعارض ويتحرى مكانه، وقال زيد بن ثابت كلمته المشهورة في جمع القرآن قال: «والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن». كما قال: «فكنتُ أتبع القرآن أجمعه من الرّقاع والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال». وأنجز المهمة وجمع القرآن في أكثر من مصحف.

المرحلة الثانية في جمع القرآن

عدل

وفي خلافة عثمان بن عفان كان الإسلام يستقبل كل يوم أناسا جددا عليه، فأصبح جليا ما يمكن أن يفضي إليه تعدد المصاحف من خطر حين بدأت الألسنة تختلف على القرآن حتى بين الصحابة الأقدمين الأولين، فقرر عثمان والصحابة وعلى رأسهم حذيفة بن اليمان ضرورة توحيد المصحف، فقال عثمان: « مَنْ أكتب الناس؟ ». قالوا: « كاتب رسول الله زيد بن ثابت ». قال: « فأي الناس أعربُ؟ ». قالوا: « سعيد بن العاص ». وكان سعيد بن العاص أشبه لهجة برسول الله، فقال عثمان: « فليُملِ سعيد وليكتب زيدٌ ».

واستنجدوا بزيد بن ثابت، فجمع زيد أصحابه وأعوانه وجاءوا بالمصاحف من بيت حفصة بنت عمر وباشروا مهمتهم الجليلة، وكانوا دوما يجعلون كلمة زيد هي الحجة والفيصل.

الجهاد

عدل

خرج مع قوم من الأنصار إلى غزوة بدر، لكن رسول الله رده لصغر سنه وجسمه، وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من أترابه إلى الرسول محمد يرجون أن يضمهم للمجاهدين وأهلهم كانوا يرجون أكثر منهم، ونظر إليهم الرسول شاكرا وكأنه يريد الاعتذار، ولكن رافع بن خديج وهو أحدهم تقدم إلى الرسول وهو يحمل حربة ويستعرض بها قائلا: «إني كما ترى، أجيد الرمي فأذن لي» فأذن له، وتقدم سمرة بن جندب وقال بعض أهله للرسول: «إن سمرة يصرع رافعا». فحياه الرسول وأذن له.

وبقي ستة من الأشبال منهم زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وبذلوا جهدهم بالرجاء والدمع واستعراض العضلات، لكن أعمارهم صغيرة، وأجسامهم غضة، فوعدهم الرسول بالغزوة المقبلة، وهكذا بدأ زيد مع إخوانه دوره، كما هو مسمى في الإسلام، كمقاتل في سبيل الله بدءا من غزوة الخندق، سنة خمس من الهجرة. وشهد أيضاً غزوة تبوك مع الرسول.

يوم السقيفة

عدل

بعد وفاة الرسول اجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة، اجتمع المهاجرون والأنصار لاختيار خليفة منهما، فقد قال الأنصار للمهاجرين رجل منا ورجل منكم، ولكن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال رأياً سديداً جعل الناس جميعاً ترضى بحكمه، قال:((إن رسول الله كان من المهاجرين ونحن أنصاره، وإني أرى أن يكون الإمام من المهاجرين ونحن نكون أيضا أنصاره)).[5]

وفاته

عدل

توفي زيد بن ثابت سنة 45 هـ في عهد معاوية. وعند موته قال بن عباس: لقد دفن اليوم علم كثير. وقال أبو هريرة: مات حبر الأمة! ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا. وقال سالم: كنا مع ابن عمر يوم مات زيد فقال: مات عالم الناس اليوم.[بحاجة لمصدر]

انظر أيضا

عدل

وصلات خارجية

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ سير أعلام النبلاء الجزء الثاني نسخة محفوظة 01 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ زيد بن ثابت نسخة محفوظة 14 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ابن عساكر (1995). تاريخ دمشق. دار الفكر. ج. 19. ص. 295.
  4. ^ الكتب - سير أعلام النبلاء - الصحابة رضوان الله عليهم - زيد بن ثابت- الجزء رقم2 نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ كتاب زيد بن ثابت للمؤلف صفوان عدنان داوودي