الدولة الزندية

دولة إيرانية شيعية سابقة
(بالتحويل من زنديون)
هذه النسخة المستقرة، فحصت في 16 سبتمبر 2024. ثمة 3 تعديلات معلقة بانتظار المراجعة.

الدَّولة الزنديَّة (بالفارسية: دودمان زندیان) أو إيران الزنديَّة (بالفارسية: ایران زندی) أو ممالك إيران المحروسة[1] (بالفارسية: ممالک محروسهٔ ایران) هي دولة إيرانيَّة[2] شيعيَّة أسَّسها كريم خان زند الذي حمل لقب «وكيل الرعايا». وقد دام مُلكُها مِن سنة 1751 حتى 20 مارس 1794. شملت في بادِئ أمرها وسط وجنوب إيران ثم توسَّعت لاحقًا حتى ملكت أجزاءً كبيرةً من الأراضي الإيرانيَّة المُعاصرة إضافةً إلى أذربيجان وأرمينيا وجورجيا.[3]

الدولة الزندية
ممالك إيران المحروسة
(ممالک محروسهٔ ایران)
→
1751 – 1794 ←
الدولة الزندية
الدولة الزندية
علم الدولة
الدولة الزندية
الدولة الزندية
شعار
الدولة الزندية في ذروتها خلال حكم كريم خان زند.
سميت باسم السلالة الزندية
عاصمة شيراز (1751–1758)
طهران (1758–1762)
شيراز (1762–ق. 1781)
أصفهان (1781–1785)
شيراز (1785–1792)
كرمان (1792–1794)
نظام الحكم ملكية
اللغة الرسمية الفارسية  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
لغات مشتركة اللغة الفارسية
الديانة الإسلام الشيعي الاثنا عشري
وكيل الرعايا
كريم خان زند (الأول) 1751–1779
لطف علي خان (الأخير) 1789–1794
وزير الديوان الأعلى
ميرزا عقيل علوي (الأول) 1758–1763
ميرزا محمد حسين الفراهاني (الأخير) 1785–
التاريخ
التأسيس 1751
الزوال 1794
اليوم جزء من  إيران
 أذربيجان
 أرمينيا
 العراق
 روسيا

ينحدر الزند من إحدى القبائل الكردية الفيلية التي استوطنت منطق جنوب إيران. سنة 1731 م قام نادر شاه بطردهم من مناطقهم إلى خراسان . عاد الزند مجددا إلى منطقة الجنوب يقودهم كريم خان زند . استولى كريم خان (1750- 1779 م) على مناطق جنوب إيران ثم تلقب بالوكيل . بعد فتح مازندران (1759 م) ثم أذربيجان ( 1762 م ) أصبح يملك مناطق واسعة في إيران باستثناء منطقة خراسان، وحاصر البصرة حتى خرج أعيانها إلى القائد صادق خان وطلبوا منه الأمان، ولكنه دخلها فأباحها أياماً وعمل فيها من الهتك ما لم يُسمع به في ملة قطّ، وسُبّ أصحاب محمد على المنابر.[4] وفي هذه الفترة برز القائد محمد خان الزندي الذي حافظ على حدود إيران الغربية وهزم الجيش المملوكي في معركة وأجبر قائد الجيش المملوكي على الانسحاب إلى كركوك ولم يستطع القائد المملوكي بعدها على مواصلة حربه وأُرغم على الرجوع إلى مقره في جولان . قاد دولته إلى أوجها الاقتصادي (ازدهار التجارة مع الهند ، التحكم في مداخيل الضرائب، تطوير نظام الري) كما جعل من عاصمته ( شيراز ) مركزا ثقافيا مهما . بعد وفاته دخلت البلاد في حالة فوضى . استمرت الحروب حتى سقوط آخر الزند سنة 1794 م في كرمان على يد القاجار ، والذين خلفوهم في إيران.

التاريخ

عدل

كريم خان زند

عدل

نشأت الأسرة الحاكمة على يد كريم خان زند، زعيم قبيلة زند، واحدة من عشائر اللاكي،[5][6][7] وطائفة من شعب اللور،[8] الذين ربما ينحدرون من أصل كردي. نقل نادر شاه قبيلة زند من موطنهم في جبال زاغروس إلى سهوب خراسان الشرقية. بعد موت نادر، عادت قبيلة زند، بتوجيه من كريم خان، إلى أرضها الأصلية.[9] بعد تنصيب عادل شاه ملكًا، انشق خان وجنوده عن الجيش، وانضم إليهم علي مراد خان بختياري وأبو الفتح خان حفت لانغ، وهما زعيمان محليان آخران، ليصبحا خصومًا بارزين، ولكنهم بالمقابل لقوا عددًا من الخصوم الآخرين. كان أبو الفتح خان مسؤولًا أعلى، وأصبح كريم خان قائدًا للجيش وعلي مراد خان هو الحاكم.[10]

أعلن كريم خان عاصمته شيراز، وفي عام 1778 أصبحت طهران العاصمة الثانية. تمكن من السيطرة على الأجزاء الوسطى والجنوبية من إيران. من أجل إضفاء الشرعية على حكمه، وضع كريم خان الطفل الشاه إسماعيل الثالث، حفيد آخر ملك صفوي، على العرش في عام 1757. كان إسماعيل مجرد ملك رمزي، في حين تركزت السلطة كلها في يد كريم خان. اختار كريم خان أن يكون القائد العسكري، وكان علي مردان خان هو الحاكم المدني. سرعان ما تمكن كريم خان من القضاء على شريكه وعلى الملك الدمية، وأسس في عام 1760 سلالته الحاكمة. رفض قبول لقب الملك، وأطلق على نفسه اسم «وكيل الرعايا» (حماة الشعب).

بحلول عام 1760 هزم كريم خان جميع منافسيه وسيطر على أنحاء إيران فيما عدا خراسان في شمال شرق البلاد التي حكمها شاهرخ ميرزا. أفضت حملاته الخارجية ضد آزاد خان في أذربيجان وضد المماليك في بلاد ما بين النهرين إلى جعل كل من آذربيجان ومقاطعة البصرة تحت سيطرته. إلا أنه لم يتوانى عن حملاته ضد عدوه اللدود محمد حسن خان قاجار، زعيم فصيل قاجار قویونلو. هزم الأخير على يد كريم خان، وأحضر ولداه آغا محمد خان وحسين قولي خان قاجار إلى شيراز رهينتين.

من المعالم الأثرية لكريم خان في شيراز قلعة كريم خان زند وبازار وكيل وعدد من المساجد والحدائق. تكفل أيضًا ببناء قصر في مدينة طهران، العاصمة المستقبلية لسلالة القاجار.

التراجع والانهيار

عدل

أدى مقتل كريم خان في عام 1779 إلى جعل أراضيه عرضة لتهديدات أعدائه. كان نجله وخليفته أبو الفتح حاكمًا غير كفء متأثرًا بعمه (وقائد كريم خان)، زكي خان. فضل حكام آخرون أيضًا، مثل علي مراد وجفار خان، في اتباع سياسات كريم خان، وسرعان ما تعرضت البلاد لهجوم من جميع الجهات.

كان الأعداء الألداء للزند، زعماء القاجار، بقيادة الرهينة السابق آغا محمد خان، متقدمين ضد المملكة المنحدرة. في نهاية المطاف، أعلن لطف علي خان، ابن أخ كريم خان، نفسه الملك الجديد سنة 1789. قضى فترة حكمه (التي استمرت حتى عام 1794) في معظمها يخوض حربًا ضد قاجار خان. ألقي القبض عليه في النهاية وقتل بوحشية في قلعة بام، الأمر الذي أنهى فعليًا وجود الأسرة الزندية.

من الأهمية بمكان من الناحية السياسية ذكر أن الزنديين، وعلى الأخص كريم خان، أطلقوا على أنفسهم مسمى «وكل الرعايا» (أي حماة الشعب) بدلاً من الملوك. بخلاف القيمة الدعائية الواضحة التي يتسم بها اللقب، إلا أنه يمكن أن يكون انعكاسًا للمطالب الشعبية في ذلك الوقت، الذين ترقبوا حكامًا ذوي ميول شعبية بدلاً من الزعامة المطلقة للملوك الذين كانوا منفصلين تمامًا عن واقع الشعب، مثل السلالة الصفوية التي سبقتهم.

الحكام

عدل
الحاكم بداية حكمه نهاية حكمه
ابو المهاجر احمد خان 1765 1779
أبو القاسم محمد خان 1779 1779
ابو يحيى زكريا خان 1779 1779
ابو عثمان احمد خان الثاني 1779 1779
ابو يعقوب يوسف خان 1779 1781
ابو الحسن علي مراد خان 1781 1785
ابو سليمان خالد خان 1785 1785
ابو عبد الله عثمان خان 1785 1789
ابو محمد جعفر خان 1789 1789
ابو جعفر عبدالله صالح خان 1789 1794

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Werner. "Asnad.org Digital Persian Archives: Detail view document 23". www.asnad.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-05-21. Retrieved 2024-06-01.
  2. ^ Foundation, Encyclopaedia Iranica. "Welcome to Encyclopaedia Iranica". iranicaonline.org (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2022-01-11. Retrieved 2024-06-01.
  3. ^ Perry, John R. (14 May 2015). Karim Khan Zand: A History of Iran, 1747-1779 (بالإنجليزية). University of Chicago Press. ISBN:978-0-226-66102-5. Archived from the original on 2024-06-01.
  4. ^ عثمان بن سند، مطالع السعود بأخبار الوالي داود،ص258
  5. ^ Tucker، Ernest (2020). "Karīm Khān Zand". في Fleet، Kate؛ Krämer، Gudrun؛ Matringe، Denis؛ Nawas، John؛ Rowson، Everett (المحررون). Encyclopaedia of Islam, THREE. Brill Online. مؤرشف من الأصل في 2021-09-29. The Zands were a branch of the Laks, a subgroup of the northern Lurs, who spoke Luri, a Western Iranian language.
  6. ^ Perry, John. "ZAND DYNASTY". iranicaonline.org (بالإنجليزية). Encyclopædia Iranica. Archived from the original on 2021-11-02. Retrieved 2017-03-24. The founder of the dynasty was Moḥammad Karim Khan b. Ināq Khan (...) of the Bagala branch of the Zand, a pastoral tribe of the Lak branch of Lors (perhaps originally Kurds; see Minorsky, p. 616) (...)
  7. ^ ...the bulk of the evidence points to their being one of the northern Lur or Lak tribes, who may originally have been immigrants of Kurdish origin., Peter Avery, William Bayne Fisher, Gavin Hambly, Charles Melville (ed.), The Cambridge History of Iran: From Nadir Shah to the Islamic Republic, Cambridge University Press, 1991, (ردمك 978-0-521-20095-0), p. 64. نسخة محفوظة 2021-10-01 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Muhammad Karim Khan, of the Zand clan of the Lur tribe, succeeded in imposing his authority on parts of the defunct Safavid empire, David Yeroushalmi, The Jews of Iran in The Nineteenth Century: Aspects of History, Community, and Culture, BRILL, 2009, (ردمك 978-90-04-15288-5), p. xxxix. نسخة محفوظة 2021-09-30 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2006-02-21. اطلع عليه بتاريخ 2006-02-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  10. ^ "History of Iran". farhangsara.com. مؤرشف من الأصل في 2016-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2017-05-09.