دوروثي إي سميث

عالمة أنثروبولوجيا كندية

دوروثي إديث سميث وبليس عند الولادة (6 يوليو 1926-3 يونيو 2022) عالمة إثنوغرافيا كندية بريطانية المولد حاصلة على وسام كندا، وباحثة في الدراسات النسوية، وعالمة اجتماع، وكاتبة لها اهتمامات بحثية في مجموعة متنوعة من التخصصات، بما في ذلك دراسات المرأة، والنظرية النسوية، وعلم النفس، والدراسات التربوية، وكذلك في بعض المجالات الفرعية لعلم الاجتماع، مثل علم اجتماع المعرفة، والدراسات الأسرية، والمنهجية. أسست سميث التخصصات الفرعية السوسيولوجية لنظرية وجهة النظر النسوية والإثنوغرافيا المؤسسية.

دوروثي إي سميث
 
معلومات شخصية
الميلاد 6 يوليو 1926   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
نورثالرتون  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 3 يونيو 2022 (95 سنة) [1]  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
فانكوفر  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مواطنة كندا  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
الحياة العملية
المدرسة الأم كلية لندن للاقتصاد
جامعة كاليفورنيا، بركلي  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة عالمة الإنسان،  وعالمة اجتماع  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات الإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
موظفة في جامعة تورنتو،  وجامعة كولومبيا البريطانية،  وجامعة فيكتوريا  تعديل قيمة خاصية (P108) في ويكي بيانات
الجوائز

سيرة الحياة

عدل

ولدت سميث في 6 يوليو 1926،[3][4] في نورثاليرتون في نورث ريدينغ في يوركشاير بإنجلترا،[5] ووالداها هما دوروثي إف بليس وتوم بليس، اللذين كان لهما أيضًا ثلاثة أبناء. كانت والدتها كيميائية متدربة في الجامعة وانخرطت في حركة حق المرأة في التصويت عندما كانت شابة وكان والدها تاجرًا للأخشاب.[6][7] اشتهر أخوها يولين بليس، بعمله على الوعي كعملية دماغية، وكان أخوها الآخر ميلنر بليس شاعرًا.[8]

أنجزت سميث عملها الجامعي في كلية لندن للاقتصاد، وحصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع مع تخصص في الأنثروبولوجيا الاجتماعية في عام 1955.[9] ثم تزوجت من ويليام ريد سميث، الذي التقت به أثناء دراستها في كلية لندن للاقتصاد، وانتقلوا إلى الولايات المتحدة. التحق كلاهما بكلية الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وحصلت على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع عام 1963، بعد تسعة أشهر من ولادة طفلهما الثاني. لم يمض وقت طويل على طلاقها هي وزوجها حتى حصلت على حضانة الأطفال. ثم عملت كمحاضرة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي من عام 1964 حتى عام 1966.[10] بدأت سميث في تدريس علم الاجتماع، وكانت المعلمة الوحيدة في كلية من أصل 44 كلية.[11]

انتقلت سميث في عام 1968 مع ولديها إلى فانكوفر في كولومبيا البريطانية للتدريس في جامعة كولومبيا البريطانية، حيث ساعدت في إنشاء برنامج دراسات المرأة. انتقلت في عام 1977 إلى تورونتو في أونتاريو للعمل في معهد أونتاريو للدراسات التربوية، حيث عاشت حتى تقاعدت.[12] أصبحت في عام 1994 أستاذة مساعدة في جامعة فيكتوريا، وواصلت عملها في الإثنوغرافيا المؤسسية. عملت سميث في المجلس الاستشاري الدولي للمجلة النسوية ساينز.[13]

ماتت سميث من مضاعفات حادث السقوط في منزلها في فانكوفر في 3 يونيو 2022، عن عمر يناهز 95 عامًا.[14]

نظرية وجهة النظر

عدل

ابتكرت المنظرة النسوية الأمريكية ساندرا هاردينغ مفهوم نظرية وجهة النظر قبل سميث، من أجل التأكيد على معرفة النساء، بحجة أن التسلسلات الهرمية خلقت بشكل طبيعي الجهل بالواقع الاجتماعي والأسئلة الحرجة بين أولئك الذين فضلتهم التسلسلات الهرمية. كان لمن في أسفل هذه السلالم منظور يسهل شرح المشكلات الاجتماعية.[15]

طورت سميث مفهومها لوجهة النظر خلال فترة دراستها كطالبة دراسات عليا في ستينيات القرن العشرين، وصقلت نظرية هاردينغ. أدركت سميث خلال ذلك الوقت أنها عاشت «شخصيتين، في المنزل والجامعة» إذ لم تستطع المزج بين هذين العالمين. سلطت سميث الضوء على حقيقة أن علم الاجتماع افتقر إلى الاعتراف بوجهة النظر. وقد تشكلت نُهج ونظريات علم الاجتماع وبُنيت في عالم اجتماعي يهيمن عليه الذكور، متجاهلين عن غير قصد عالم النساء المرتبط بالتكاثر الجنسي، والأطفال، والشؤون المنزلية. يُنظر إلى واجبات المرأة على أنها أجزاء طبيعية من المجتمع، وليست دخيلة على الثقافة. تعتقد سميث أن طرح الأسئلة من منظور الأنثى يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة للمؤسسات الاجتماعية.[16]

ترى سميث أن الفصل المستمر الذي تختبره مجموعات الأقليات بين العالم كما يعيشونه، واضطرارهم المستمر للتكيف مع وجهة نظر المجموعة المهيمنة يخلق الاضطهاد، والذي يمكن أن يؤدي إلى شعور أفراد المجموعة المهمشة بالغربة عن ذواتهم «الحقيقية».

مثال

عدل

استخدمت سميث قصة معينة في أغلب الأوقات كمثال على أهمية نظرية وجهة النظر، والتي تقتضي:

أنها لاحظت ذات يوم أثناء ركوب القطار في أونتاريو، عائلة من الهنود يقفون معًا بجانب النهر، يشاهدون القطار مارًا. وأدركت فقط بعد وضع هذه الافتراضات الأولية، أنها مجرد افتراضات، وليس لديها طريقة لمعرفة ما إذا كانت صحيحة أو لا. أطلقت عليهم لقب «هنود» لكنها لم تعرف على وجه اليقين ما هي أصولهم. لقد وصفتهم بالعائلة، ومن الممكن ألا يكون ذلك حقيقيًا. قالت أيضًا إنهم كانوا يشاهدون القطار وهو يمر، وهو افتراض ظهر فقط بناءً على موقعها في الزمان والمكان، وموقعها في القطار وهي تنظر إلى «العائلة».[17]

كان ذلك بالنسبة لسميث بمثابة تمثيل لامتيازها الخاص، والذي وضعت من خلاله افتراضات وفرضتها على الفور على مجموعة «الهنود». ساعدها ذلك في الوصول إلى استنتاج مفاده أن التجارب تختلف باختلاف المكان والزمان والظروف، وأنه من غير العدل إنشاء مجتمع- والتحكم بالعلاقات- على أساس وجهة نظر/كينونة.[18]

الإثنوغرافيا المؤسسية

عدل

الإثنوغرافيا المؤسسية، هي وسيلة تحقيق سوسيولوجية طورتها سميث، إذ ابتكرتها لاستكشاف العلاقات الاجتماعية التي تنظم حياة الناس اليومية. يصبح النشاط اليومي العادي موقعًا للتحقيق في التنظيم الاجتماعي بالنسبة للإثنوغرافيا المؤسسية. طورت سميث الإثنوغرافيا المؤسسية باعتبارها سوسيولوجيا نسوية ماركسية «للنساء، وللناس»، ويستخدمها الباحثون الآن في العلوم الاجتماعية، والتعليم، والخدمات الإنسانية، وأبحاث السياسات كوسيلة لرسم خرائط العلاقات متعددة المواقع والتي تنسق أنشطة الأفراد داخل المؤسسات. أصرت سميث على أن مخططها للإثنوغرافيا المؤسسية سيتوسع بطريقة تعاونية بين علماء الاجتماع، مع التركيز على الشبكات اللازمة لتقدم الفكرة.[19]

تشعب الوعي

عدل

يُعرّف التشعب على أنه تقسيم أو فصل إلى جزأين أو فرعين. ويشير تشعب الوعي المرتبط تحديدًا بنظرية وجهة النظر إلى الفصل بين نمطي الكينونة بالنسبة للمرأة. وباعتبار مجال علم الاجتماع مجالًا يهيمن عليه الذكور، فعلى النساء الكفاح لتجاوز أدوارهن المتوقعة كربات بيوت وأمهات، والانتقال من المجال المحلي للمنزل إلى المجال المجتمعي «المحلي الإضافي».  لذلك، قسمت النساء وعيهن إلى قسمين من أجل إثبات أنفسهن ككائنات ذات معرفة وكفاءة ضمن المجتمع ومجال علم الاجتماع.[20]

المراجع

عدل
  1. ^ https://www.kudoboard.com/boards/92REPim8. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  2. ^ http://www.asanet.org/about/awards/duboiscareer/smith.cfm. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  3. ^ Smyth، Deirdre Mary (1999). A Few Laced Genes: Sociology, the Women's Movement and the Work of Dorothy E. Smith (PDF) (Doctor of Philosophy thesis). University of Toronto. ص. 43. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-09-30.
  4. ^ Allan، Kenneth (2011). Contemporary social and sociological theory : visualizing social worlds (ط. 2nd). Los Angeles: SAGE. ص. 385. ISBN:9781412978200. مؤرشف من الأصل في 2022-10-04. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-05.
  5. ^ Dorothy Edith Smith: History & Feminist theory نسخة محفوظة 2022-10-05 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ "Papers of Dorothy Foster Place". Archives Hub. مؤرشف من الأصل في 2022-10-07. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-17.
  7. ^ Risen، Clay (16 يونيو 2022). "Dorothy E. Smith, Groundbreaker in Feminist Sociology, Dies at 95". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-16.
  8. ^ Graham، George؛ Valentine، Elizabeth R. (2004). Identifying the mind : selected papers of U.T. Place. New York, N.Y.: Oxford University Press. ص. 5. ISBN:978-0195161373. مؤرشف من الأصل في 2022-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-05.
  9. ^ Smith، Dorothy (2 فبراير 2005). "Dorothy E. Smith". UQAC. مؤرشف من الأصل في 2022-10-04. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-05.
  10. ^ Wallace,R. & Wolf, A., "Contemporary Sociological Theory" 6th Edition (2006), Pearson Prentice-Hall. p. 297-298
  11. ^ "Dorothy Smith: History & Feminist theory". SchoolWorkHelper (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2022-11-01. Retrieved 2021-10-21.
  12. ^ Appelrouth، S؛ Edles، L.D (2020). Classical and contemporary sociological theory: Text and readings. Sage Publications. ص. 560–566.
  13. ^ "Masthead". Signs: Journal of Women in Culture and Society (بالإنجليزية الأمريكية). 22 Aug 2012. Archived from the original on 2022-08-10. Retrieved 2017-08-22.
  14. ^ "Dorothy E. Smith". Kudoboard. مؤرشف من الأصل في 2022-11-01. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-07.
  15. ^ Smythe, Deirdre (Apr 2009). "A few laced genes: women's standpoint in the feminist ancestry of Dorothy E. Smith". History of the Human Sciences (بالإنجليزية). 22 (2): 22–57. DOI:10.1177/0952695108101285. ISSN:0952-6951. PMID:19999830. S2CID:27464035. Archived from the original on 2022-10-08.
  16. ^ Appelrouth، Scott؛ Edles، Laura Delfor (2008). Classical and Contemporary Sociological Theory: Readings and Text (ط. First). Pine Forge Press. ISBN:978-0761927938. مؤرشف من الأصل في 2022-06-28.
  17. ^ Smith, D. E. (1990). The conceptual practices of power: A feminist sociology of knowledge. Boston: Northeastern University Press.
  18. ^ Lemert, C. C. (2004). Social theory: The multicultural and classic readings (4th ed.). Boulder, CO: Westview Press.
  19. ^ Devault، Marjorie L. (2006). "Introduction: What is Institutional Ethnography?". Social Problems. ج. 53 ع. 3: 294–298. DOI:10.1525/sp.2006.53.3.294. JSTOR:10.1525/sp.2006.53.3.294.
  20. ^ DeVault, Marjorie L. (15 Feb 2007), "Ruling Relations", In Ritzer, George (ed.), The Blackwell Encyclopedia of Sociology (بالإنجليزية), Oxford, UK: John Wiley & Sons, Ltd, pp. wbeosr082, DOI:10.1002/9781405165518.wbeosr082, ISBN:978-1-4051-2433-1, Archived from the original on 2022-10-07, Retrieved 2022-10-04