التفاصيل لمدخلة السجل 8000363

03:30، 4 أغسطس 2022: ياموسهل يارب (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 31; مؤديا الفعل "edit" في محمد آغا بك. الأفعال المتخذة: عدم السماح، ‏وسم; وصف المرشح: سلسلة محرفية بدون فراغات (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

محمد [[آغا]] [[بك]] [[محمد علي باشا|محمد علي باشة]] ولد يوم([[1]] [[مارس]] [[سنة|عام]] [[1984]] ) [[حصل علي شهادة]] [[دكتوراه|دكتوراة]] ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Doctorat)‏ من [[جامعة عين شمس]] تقع في [[القاهرة]] عام 2006 مكن منح درجة «[[دكتوراه فخرية]]» لشخصيات معينة تعبيرًا عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي. في [[ألمانيا]] مثلاً تمّ إسناد هذا اللقب لفرديناند بورشه، وحتى يتم التمييز بالنسبة للدكتوراه العادية يتم إضافة الحرفين H.C. أي Honoris Causa. ويمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة.

تستلزم مرحلة دراسة الدكتوراه سنتين كحدّ أدنى في معظم المؤسسات التعليمية في دول العالم، حيث لا تجوز مناقشة الدكتوراه قبل هذه المدّة، ولكن في أغلب الأحيان تستغرق أكثر من ذلك بكثير. تتضمن أطروحة الدكتوراه إنجاز بحث مبتكر وأصيل أو مجموعة أبحاث متجانسة هي [[أطروحة أكاديمية|أطروحة]]. يتم تقييم الأطروحة ومناقشتها أمام مجموعة أساتذة مختصين في مجال الأطروحة.

وتوفي اخية الكبير محمود آغا [[سنة]] [[2007]] دي كانت صدمة في حيات محمد آغا وفكر في مجال الاجهزة

ثم لجئ وفكر في مجال الاجهزة الكهربائية ثم فتح [http://mohamedelagha.com شركة الأغا] [[يوم]] [[1]] [[يناير]] [[2022]]

واسس نفس بنفسة وتعامل مع هذه الشركات شركة [[توشيبا]] شركة [[شارب]] شركة ترنيدوا شركة فريش شركة ال جي
{| class="wikitable sortable mw-collapsible mw-collapsed"
|+محمد آغا بك[[ملف:Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg|حدود|مركز|تصغير]]
!الأسم
!
!
!محمد آغا بك
|-
!الشهرة
!
!
!محمد الأغا قوص
|-
|المهنة او الوظيفة
|
|
|دكتور سابقا
ومدير شركة الأغا للأجهزة الكهربائية
|-
|الديانة
|
|
|مسلم
|-
|تاريخ ميللادة
|
|
|1-مارس [[1984]]
|}

== خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية. ==

# إتمام الدراسة الجامعيّة المنتظمة (ويجب أن تكون الجامعة مُعترف بها) مع الحصول على درجةٍ لا تقل عن الجيّد.
# إتمام متطلّبات اللغة مثل: الحصول على شهادة التوفل الإنجليزيّة.
# وبعدَ إتمام الشروط السابقة يحقّ للطالب التّقديم إلى الماجستير في موضوع معيّن يؤهّلهُ للالتحاقِ بها.
# إتمام رسالة الماجستير لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر.
# التقديم لرسالةِ الدكتوراه لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر بحسب سياسات الجامعة.
# ومِن شروطِ الحصولِ على شهادةِ الدكتوراه فِي مجالٍ مُعيّن إنجازُ بحثٍ مُبتكر وجديد أو مجموعةٌ مِنَ الأبحاثِ فِي موضوعٍ مُعيّن فَقَط، ومناقشةِ هذِهِ الأفكارِ والبحوثاتِ العلميّة أمام مجموعَةٍ مِنَ الأساتذة المُتَخَصّصين فِي نَفسِ المجال، مَع توضيحِ الفِكرَةِ وتوصيلها لهم.

أطلقت الجامعات الإنكليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها، لأن الفلسفة بمعناها التقليدي كانت تُطلَق في الماضي على مختلف المعارف والعلوم العامّة.

أمّا كلمة «دكتوراه» فهي مشتقة من الكلمة [[اللاتينية]] (Docere) والتي تعني «درّس، علّم». وجدير بالذكر أن إطلاق لقب «دكتور» على الطبيب لم يكن سوى مجازاَ لغويّاَ حوّله الزمن إلى رديف للشخص المتعلم والدارس.'''البك''' أو '''الباي''' أو '''البيك''' أو '''البيه''' كلمة ولقب [[اللغة التركية|تركي]]، كان يستخدم في [[الدولة العثمانية]]. ويستخدم في العديد من اللغات والبلدان، مثل (اللغة الألبانية: bej), و(البوسنية: beg), و(اللغة الفارسية /, بگ / Beg or Beyg ). معناها السيد أو الأمير أو ذو شأن عظيم وهي تلفظ (بيه) ومن هنا سمي مؤدب الملك في بلاد فارس (أتابك أي السيد الأب)، ثم أطلقت أتابك على الوزير ووكيله وعلى الأمير نفسه. هذه الكلمة كانت قبل في مقابل الباشا في معنى وال أو حاكم إقليم أو أمير تابع لسلطان كما هو الشأن في بك تونس ([[باي تونس]]) ثم صارت الآن تطلق على كبار موظفي الجيش بحرياً وبرياً وتوسع فيها حتى صارت تعطى الآن لقباً تشريفياً بدون مراعاة وظيفة أو وراثة. (عن دائرة معارف القرن العشرين تأليف محمد فريد وجدي المجلد الثاني دار الفكر بيروت ص 286). في [[مصر]] قبل الثورة، كان هذا اللقب يلي لقب [[باشا|الباشا]]. لقب عادة ما يطبق على زعماء القبائل الصغيرة. بعد الثورة في مصر، نزل من عليائه في تلك الحقبة، وكان يطلق على كبار الموظفين كمديري العموم ووكلاء الوزارات وضباط الشرطة ووكلاء النيابة. ورغم أن أصل الكلمة [[تركيا|تركي]] لكنها انتشرت في [[مصر]] بعد العهد العثماني


تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا.

كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد.

=== ضم السودان ===
المقالة الرئيسة: [[حملة محمد علي باشا على السودان (1820-24)]]

كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ [[السودان]]. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء [[ذهب|الذهب]] [[ألماس|والماس]] الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة [[سنار]]، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى [[دنقلا|دنقلة]].

انطلقت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في [[20 يوليو]] سنة [[1820]]، بقيادة [[إسماعيل كامل باشا|إسماعيل باشا]] ثالث أبناء محمد علي. سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من [[أسوان]] إلى [[وادي حلفا]] إلى [[دنقلا|دنقلة]]، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي [[4 نوفمبر]] من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في [[كورتي]]. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على [[بربر (مدينة)|بربر]] في [[10 مارس]] سنة [[1821]]، ثم [[شندي]] الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على [[أم درمان]]، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة [[الخرطوم]] لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية.

وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم [[كردفان]]. وفي شهر أبريل من عام [[1821]]، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في [[بارا]]، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة [[الأبيض (مدينة)|الأبيض]]، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة [[سنار]]، فاستولى على مدينة [[ود مدني]]، فقدم ملكها الملك «بادي» ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821.

وفي أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على [[ولاية النيل الأزرق|منطقة النيل الأزرق]]، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام [[1822]]. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر.

بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى [[شندي]] في ديسمبر من عام [[1822]]، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]]. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي.

=== حرب المورة ===
المقالة الرئيسة: [[حرب استقلال اليونان]]

كانت [[اليونان|بلاد اليونان]]، حتى أوائل [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، جزءًا من [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]]، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن [[الحروب النابليونية]]، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار [[الثورة الفرنسية]]، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر. وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام [[1820]]، واتخذت مراكز لها في كل من [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] [[النمسا|والنمسا]] لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل «الجمعية الأخوية» ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ [[نقحرة]]: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء [[الإمبراطورية البيزنطية]] والاستيلاء على العاصمة [[إسطنبول|الآستانة]]، وإخراج المسلمين من [[أوروبا]] ودفعهم إلى [[آسيا]]. وقد اتخذت الثورة في إقليم [[بيلوبونيز|المورة]] بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن. واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها إستراتيجيًا ضد القوّات العثمانية. وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان [[محمود الثاني]] من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار.
لوحة ''الغارة على ميسولونغي''، يظهر فيها الثوّار اليونانيون وهم يُقاتلون الجيش المصري والعثماني. بريشة ثيودور ڤريزاكيس ([[1855]]).

لوحة ''إبراهيم يُهاجم ميسولونغي''، وهي تُظهر الهجوم المصري على المدينة بقيادة إبراهيم باشا، بريشة غوزيپي پيترو مزّولا.

قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد [[إسلام|الإسلام]] ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة [[كريت]] وأخمدت الثورة فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام [[1825]]، وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر [[معركة نافارين|ناڤارين]]، أهم مواقع شبه الجزيرة. وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام [[1825]]، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في [[هيدرا (جزيرة)|هيدرا]] وأستبزيا وميناء نوپلي [[ميسولونغي|وميسولونغي]]. وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار.
الأسطولين العثماني والمصري تلتهمهما النيران في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]].

نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون [[الرأي العام (توضيح)|الرأي العام]] في [[أوروبا]] بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة. وفعلاً دعت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول [[سانت بطرسبرغ|سان بطرسبيرغ]]، الذي انضمت إليه [[فرنسا]] بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني. لكن سقوط [[ميسولونغي]] قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه [[اليونان]] لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري. وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين [[معركة نافارين|وضربتهما]]، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في [[20 أكتوبر]] سنة [[1827|1827م]]، الموافق فيه [[29 ربيع الأول]] سنة [[1243 هـ|1243هـ]].

عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية [[معركة نافارين|وانتصارها البحري في ناڤارين]] اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين. فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في [[اليونان|بلاد اليونان]]، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية، وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال [[فرنسا]] قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف [[مصر]]، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان. وفي [[7 سبتمبر]] سنة [[1828|1828م]]، الموافق فيه [[26 صفر]] سنة [[1244|1244هـ]]، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية، إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية.

== الحملة على الشام ==

=== أسبابها ===
السلطان [[محمود الثاني|محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"]]، سلطان الدولة العثمانية منذ سنة [[1808]] حتى سنة [[1839]]، وعد محمد علي باشا بتوليته على [[بلاد الشام]] لقاء خدماته الجليلة للسلطنة، لكنه عاد وأخلف الوعد خوفًا على وحدة أراضي الدولة.

خرج محمد علي باشا من [[حرب الاستقلال اليونانية|الحرب اليونانية]] من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]] ببسط نفوذه على [[شبه الجزيرة العربية]]، وأتاح له دخول [[السودان]] ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية، أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه [[بلاد الشام]]. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها [[الدولة العثمانية|للدولة العثمانية]] أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة [[كريت]] تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم [[مصر]] هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد، ورأى أن يضم [[بلاد الشام]] إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي.

أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه. أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من [[خشب|الخشب]] [[فحم حجري|والفحم الحجري]] [[نحاس|والنحاس]] [[حديد|والحديد]] التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها [[الأناضول|بالأناضول]]، وعلاقاتها التجارية [[آسيا الوسطى|بأواسط آسيا]] حيث تمر قوافل التجارة، وبسبب موقعها على [[الحج في الإسلام|طريق الحج إلى البيت الحرام]].

والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ [[بلاد الشام]] منذ عام [[1810]]، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان، فطلب من [[محمود الثاني]]، في عام [[1813]]، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين. ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها. مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي [[عكا]]، [[بشير الثاني الشهابي|وبشير الثاني الشهابي]] أمير [[لبنان]]، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي [[دمشق]] عام [[1821]]، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق.
الأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الثاني الشهابي "الكبير"]]، أمير [[لبنان]] منذ سنة [[1788]] حتى سنة [[1840]]، كان حليفًا أساسيًا وصديقًا مقربًا من محمد علي باشا.

أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت [[الدولة العثمانية]] تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى [[مصر]]، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه، ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة. أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام [[1825]] عندما صارح [[فريق أول (رتبة عسكرية)|الفريق أول]] الفرنسي «بواييه» بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من [[حرب الاستقلال اليونانية|حرب المورة]]، إلى وضع يده على [[بلاد الشام]] بما فيها ولاية [[عكا]]، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف [[دجلة]] [[الفرات|والفرات]]، وفي [[اليمن|بلاد اليمن]] والجزء الأوسط من [[شبه الجزيرة العربية]]. وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، بأنه سيكون المدافع عن حقوق [[عرب|الشعوب العربية]] التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف، وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام [[1829]]، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية.

ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام [[1832]]، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في [[الوطن العربي|إمبراطورية عربية]]، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]]، ثم التوسع بعد ذلك نحو [[حلب]] [[بغداد|وبغداد]] عبر كل الولايات العربية. وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام [[1813]]، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في [[الحجاز]]، وبين حملته التي قام بها في عام [[1831]]. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة [[كنج يوسف باشا|يوسف كنج]] إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية. لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ [[الدولة العثمانية]] نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها. فقد كان مؤمنًا بوحدة [[العالم الإسلامي]] بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد [[معركة نافارين|كارثة ناڤارين]]، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة [[إسلام|الدين الإسلامي]]. وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى.

تُعد حروب محمد علي باشا في [[بلاد الشام]] حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في [[مصر]]، وأن السلطان [[محمود الثاني]] لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع. ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية. وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام.

=== مراحلها ===
مرّت الحروب في [[بلاد الشام]] بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى [[اتفاقية كوتاهيه|باتفاقية كوتاهية]]، عام [[1833]]، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية [[إتفاقية لندن (توضيح)|باتفاقية لندن]] عام [[1840]]، وقضت بانسحاب الجيش المصري.

==== المرحلة الأولى ====
لوحة ''ثلاثة فلاحين'' ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Trois fellahs)‏، بريشة شارل جبرائيل غلاير ([[1835]])، وقد صوّر فيها 3 فلاحين مصريين. كانت مسألة الفلاحين السبب الرئيسي وراء الحملة المصرية على الشام.

تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا [[عبد الله باشا الخزندار|وعبد الله باشا]] والي عكا، فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي [[عكا]] إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في [[زراعة|الزراعة]]، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام. زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في [[14 أكتوبر]]/[[تشرين الأول]] سنة [[1831|1831م]]، الموافق [[7 جمادى الأولى]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، تحت قيادة [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء [[عكا]] التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل [[نابليون بونابرت|لنابليون بونابرت]] من قبل حين حاصرها سنة [[1799]]. وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على [[صور (توضيح)|صور]] [[صيدا|وصيدا]] [[بيروت|وبيروت]] [[جبيل|وجبيل]]. ولمّا استعصت عليهم [[طرابلس (لبنان)|طرابلس]] أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم.

اضطربت [[الدولة العثمانية]] أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي [[حلب]]، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي [[حمص]]، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى [[عكا]] لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في [[28 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق فيه [[27 ذو الحجة|27 ذي الحجة]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى [[مصر]]. وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين.
[[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، فاتح [[بلاد الشام]] وقائد العمليات العسكرية فيها، بريشة شارل فيليپ لاريڤيار.

جزع [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] لسقوط [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]] وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة [[سرعسكر|السرعسكر]] حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من [[بلاد الشام]]، وأصدر في الوقت نفسه [[فرمان|فرمانًا]] أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة. اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في [[29 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[10 صفر]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، وسيطر على [[حماة]] ودخل إثر ذلك مدينة [[حلب]]، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال. انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين [[بلاد الشام]] [[الأناضول|والأناضول]]، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء [[إسكندرونة|الإسكندرونة]] وسيطر على الممر، كما احتل ميناء [[سن اليأس|إياس]]، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية [[أضنة]] [[طرسوس|وطرسوس]].

وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة [[قونية]]، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها [[معركة قونية]] في [[20 ديسمبر]]/[[كانون الأول]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[27 رجب]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] [[رشيد محمد خوجة باشا|محمد رشيد باشا]]. وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى [[إسطنبول|الآستانة]]، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد [[أوروبا الغربية|بالدول الأوروبية]] للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]]،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%207|7]])</small></sup> إذ كانت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%208|8]])</small></sup> وكانت [[فرنسا]] تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] على الحياد. أرسلت روسيا عام [[1833]] [[أسطول|أسطولاً بحريًا]] إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه [[إسطنبول|الآستانة]] حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي [[الدولة العثمانية]] لتقوّي مركزها في الممرات البحرية، فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن [[روس|الروس]] رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من [[الأناضول]]. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما. واستخدمت [[فرنسا]] علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السلطان، وأن لا يتشدد في طلباته، وأن يكتفي من فتوحه بسناجق [[صيدا]] [[طرابلس (لبنان)|وطرابلس]] [[القدس|والقدس]] [[نابلس|ونابلس]]. رفض محمد علي باشا وجهة النظر الفرنسية، وأصرّ على ضم [[بلاد الشام]] وولاية [[أضنة]]، وجعل [[جبال طوروس]] الحد الفاصل بين الدولة العثمانية وممتلكاته، وأمر ابنه بالتقدم في فتوحه بهدف الضغط على السلطان.
المناطق الخاضعة لسلطان محمد علي بعد انتهاء حملته على بلاد الشام.
وبذلت [[فرنسا]] جهودًا مضنية للتوفيق بين وجهتي النظر، العثمانية والمصرية، وهدّدت، في إحدى مراحل المفاوضات، بقطع العلاقة مع [[مصر]]. وأخيرًا توصل الجانبان إلى توقيع [[اتفاقية كوتاهيه]]، في [[4 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1833|1833م]]، الموافق فيه [[14 ذو الحجة|14 ذي الحجة]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، تنازل [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] بموجبها عن كامل [[بلاد الشام]]، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية [[مصر]] [[كريت|وكريت]] وكامل [[سوريا]] الطبيعية (بما يشمل [[لبنان]] [[فلسطين|وفلسطين]] [[أضنة|وأضنة]])، وبولاية ابنه إبراهيم على [[جدة|جدّة]]. وقد تعهد محمد علي لقاء ذلك، بأن يؤدي للسلطان كل عام الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل. وهكذا جلا إبراهيم باشا عن [[الأناضول]]، وانتهت المرحلة الأولى لحروب الشام، وبدا أن الأزمة قد انتهت أيضًا.

==== المرحلة الثانية ====
لم تكن التسوية، التي تمّت في [[كوتاهية]]، إلا تسوية مؤقتة، إذ أن محمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحه، ومن جهته وافق السلطان [[محمود الثاني]] على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر، ولمّا كان التفكير السياسي لكل طرف على هذا الشكل من التناقض، كان لا بد من استئناف الحرب لتقرير النتيجة النهائية. ونفّذ السلطان سياسة إستراتيجية من شقين: إنه راح يُحرّض سكان [[بلاد الشام]] ضد الحكم المصري من جهة،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%209|9]])</small></sup> وقام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، من جهة أخرى. وأدرك محمد علي باشا، بعد التطورات السياسية، بأنّ مواقف الدول الأوروبية كانت لغير صالحه، وبأنّ خططه الانفصالية غير قابلة للتحقيق، لكنه لم يفقد الأمل باعتراف السلطنة بالحقوق الوراثية لعائلته في حكم المناطق التي كانت تحت إدارته، وحاول أن ينتهز الفرصة لإجراء محادثات جديدة، فأجرى مباحثات مع مبعوث السلطان، صارم أفندي، في [[مصر]] انتهت بالفشل بسبب التصلّب في المواقف.<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2010|10]])</small></sup>

وهكذا تطورت الأمور السياسية نحو التأزم، وأضحت الحرب بين الجانبين أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في [[إسطنبول|الآستانة]] بشكل نشط ومكثف، وتابعت [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] الميول العسكرية لدى السلطان باهتمام بالغ. استغل السلطان ثورة سكان [[بلاد الشام]] على الحكم المصري، ودفع بجيش في ربيع عام [[1839]]، بقيادة حافظ باشا، إلى بلاد الشام، وكان ظهوره عند الحدود كافيًا لإيصال الأزمة إلى ذروتها، أما إبراهيم باشا فقد كان يترقب، تنفيذًا لرغبة أبيه في اجتناب كل ما يُظهره بمظهر المعتدي. وبعد أن احتشد الجمعان، أصدر السلطان أمره إلى حافظ باشا بمهاجمة إبراهيم باشا المتحصن في حلب. ويبدو أن محمد علي تملّكه الفرح لتحمّل السلطان وقائده مسؤولية البدء بالعمليات العسكرية المعادية، لذلك أمر ابنه بمهاجمة الجيش العثماني، وكان ذلك في [[15 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1839|1839م]]، الموافق [[2 ربيع الآخر]] سنة [[1255 هـ|1255هـ]]. وفي [[معركة نسيب]] (الواقعة شرق [[عنتاب]] في [[الجزيرة الفراتية]])، مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثة حقيقية، إذ كاد الجيش أن يُفنى عن بكرة أبيه، وأسر المصريون نحوًا من خمسة عشر ألف جندي، وغنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن. وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ الهزيمة.
السلطان [[عبد المجيد الأول|عبد المجيد خان الأول]]، سلطان [[الدولة العثمانية]] منذ عام [[1839]] حتى عام [[1861]]. شهد بداية عهده نهاية الحكم المصري لبلاد الشام.

خلف السلطان [[عبد المجيد الأول]] أباه السلطان [[محمود الثاني]]، وهو صبي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي. فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته. وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] [[بروسيا|وبروسيا]] [[النمسا|والنمسا]]، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي. وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحلّ محل السلطنة العثمانية، الضعيفة، في [[المشرق العربي]]، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى [[الهند]]. أما [[فرنسا]] فقد انفردت في سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة. ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام [[1840]] مع [[الحكومة العثمانية]] مؤتمرًا في [[لندن]] بحث فيه المجتمعون ما دُعي «[[المسألة الشرقية|بالمسألة الشرقية]]»، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي. وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية [[مصر]] وراثيًا، وولاية [[عكا]] مدى حياته. واشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد علي قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا. أما إذا لم يُجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر.

كان محمد علي باشا من جهته مصممًا على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرّته عليها [[اتفاقية كوتاهيه]]، وأخذ يراهن على مساعدة [[فرنسا]] وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولمّا أبلغته [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] وقناصل الدول الأوروبية في [[مصر]] شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يُصدر أي ردّ رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادي عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية [[عكا]]. ومرّت الأيام العشرة الثانية من دون أن يقبل صراحة تنفيذ بنود الاتفاقية، فعدّ قناصل الدول الأوروبية أن ذلك يعني الرفض، عندئذ أصدر السلطان [[فرمان|فرمانًا]] بخلعه من ولاية مصر. أمام هذا الأمر شرعت الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تمهيدية لتنفيذ تعهداتها، فأمرت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] أسطولها في [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]] أن يقطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام وضرب موانئ هذه البلاد، وأوعزت إلى سفيرها في [[إسطنبول|الآستانة]] بإشعال نار الثورة ضد محمد علي في المدن والقرى الشاميّة، كما قطعت الدول الأوروبية الأربع علاقاتها بمصر.

استقبل محمد علي باشا نبأ عزله بهدوء، وأعرب عن أمله بالتغلب على هذه المحنة، ثم جنح للسلم عندما ظهر [[فريق أول (رتبة عسكرية)|أمير البحر]] البريطاني «نابييه» أمام [[الإسكندرية]]، مهددًا [[حرب|بلغة الحديد والنار]]، ورأى أن [[فرنسا]] غير قادرة على مقاومة [[أوروبا]] كلها، لذلك وقّع اتفاقية مع أمير البحر المذكور وعد فيها بالإذعان لرغبات الدول الكبرى والجلاء عن [[بلاد الشام]] بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، لكن الدولة العثمانية رفضت هذا الشرط بإيعاز من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]. ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشدّدت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] على تبني وجهة نظر محمد علي باشا وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية - المصرية، وجلا المصريون عن الشام.

== بناء الدولة ==
مقابلة الرسام ديفيد روبرت مع محمد علي في قصر الإسكندرية عام 1839.
اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق [[أوروبا|الأوروبي]] في [[مصر]]، واستعان في مشروعاته [[اقتصاد|الاقتصادية]] والعلمية بخبراء [[أوروبا|أوروبيين]] ومنهم بصفة خاصة [[هنري دو سان سيمون|السان سيمونيون]] [[فرنسا|الفرنسيون]] الذين أمضوا في [[مصر]] بضع سنوات في [[عقد 1830|ثلاثينات القرن التاسع عشر]] وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي.

=== عسكريًا ===
أدرك محمد علي أنه لتحقيق أهدافه التوسعية، كان لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له تلك الأهداف. قبل وفي بداية عهد محمد علي، كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من [[كرد|الأكراد]] [[ألبانيا|والألبان]] [[شركس|والشراكسة]]، إضافة إلى تلك القوات جماعات من [[بدو|الأعراب]] الذين كان الولاة يلجأون إليهم [[مرتزق|كمرتزقة]]، وكانت أعمالها لا تتعدى أساليب [[حرب عصابات|حرب العصابات]] والكرّ والفرّ. رأى محمد على أن هذا الجيش لا يعتمد عليه، فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث.

==== الجيش ====
محمد علي باشا يستعرض جيشه حديث النشأة.
كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام [[1815]]، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في [[حي بولاق|بولاق]]. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة.
[[عقيد (رتبة عسكرية)|العقيد (كولونيل)]] سيڤ، أو [[سليمان باشا الفرنساوي]]، ضابط فرنسي قدم إلى مصر حيث لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الجيش النظامي المصري.

لجأ محمد علي مجددًا إلى الحيلة، ففي عام [[1820]]، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في [[أسوان]]، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى [[سليمان باشا الفرنساوي|جوزيف سيڤ]] جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي. وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري.

بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا تحجج بحاجته إليهم في تأمين الثغور، وأرسلهم إلى دمياط ورشيد ليخلي القاهرة، وليطمئنهم أرسل معهم بعض أبنائه كقادة لهم، ثم أرسل إلى ابنه إسماعيل ليمده بعشرين ألفًا من السودانيين ليتم تدريبهم على الجندية في معسكرات أعدها لهم في [[بني عديات|بني عدي]]، على أيدي الضباط الجدد. إلا أن التجربة فشلت لتفشي الأمراض بين الجنود السودانيين، لاختلاف المناخ، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا تحت راية الجيش بالكرامة وبحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام [[1824]]، أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة.

بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام [[1833]]، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام [[1839]]. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شؤون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب. كانت أول مشاركات هذا الجيش في حرب المورة، التي أظهرت ما وصلت إليه العسكرية المصرية، وهو ما جعل لها شأنًا بين القوى العسكرية المعاصرة، وقد اعتمد عليه إبراهيم باشا في حملته على الشام والأناضول

==== الأسطول ====
عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سفن لنقل الجنود عبر [[البحر الأحمر]]، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور [[جمل|الجمال]] إلى [[السويس]] ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة. وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه.

اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، كما تعاقد على بناء سفن أخرى في موانئ أوروبا. ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]] أمام أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا الأكثر تطوّرًا، لم ييأس محمد علي وأمر في عام [[1829]] ببناء «ترسانة الإسكندرية»، التي عهد في إدارتها إلى مهندس فرنسي اسمه سريزي. قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام [[1837]]، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة [[مدفع]]، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. ومن شدة اهتمام محمد على بهذه الترسانة كان يزورها باستمرار، وكان يستحث العمال على العمل، ويحضر حفلات تدشين السفن الجديدة.

==== التعليم العسكري ====
توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في [[فرشوط]] [[النخيلة (توضيح)|والنخيلة]] [[جرجا|وجرجا]]. كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى [[أبو زعبل|أبي زعبل]] حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ.
رسم يُظهر محمد علي باشا وابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، والعقيد [[سليمان باشا الفرنساوي]]: بناة [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري الحديث]].

أضاف محمد علي بعد ذلك، مدرسة [[مشاة|للبيادة]] في [[الخانكة|الخانقاه]]، والتي نقلت إلى دمياط عام [[1834]]، ثم إلى أبي زعبل عام [[1841]]، ومدرسة [[سلاح الفرسان|للسواري]] بالجيزة عام [[1831]]، وأخرى [[مدفعية|للمدفعية]] في [[حي طره|طره]] عام [[1831]] أيضًا. كما أسس مدرسة لأركان الحرب في [[15 أكتوبر]] سنة [[1825]] بالقرب من الخانقاه، ومدرسة [[موسيقى|للموسيقى]] العسكرية. وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في [[رأس التين]]. ولإعداد الضباط البحريين، أسس محمد علي مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية، ولما اتسع نطاقها قسمت إلى فرقتين كل واحدة منها على سفينة.

==== الصناعات العسكرية ====
رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة [[مدفع|والمدافع]] في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام [[1827]]، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد. كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج. وفي عام [[1831]]، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا [[مسدس (توضيح)|الطبنجات]] [[سيف|والسيوف]].

كما أسس معملاً [[بارود|للكهرجالات]] في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في [[الأشمونين]] [[إهناسيا|وإهناسيا]] [[البدرشين|والبدرشين]] [[الفيوم (مدينة)|والفيوم]] والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام [[1833]]، نحو 15,800 [[قنطار]].

=== تعليميًا ===
أدرك محمد علي أنه لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوي. لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة [[الجامع الأزهر|الأزهريين]] إلى [[أوروبا]] للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة.

==== البعثات العلمية ====
[[بيمارستان]] القاهرة، 1838م
في عام [[1813]]، ابتعث محمد علي أول البعثات التعليمية إلى أوروبا، وكانت وجهتها إلى [[إيطاليا]]، حيث أوفد عدد من الطلبة إلى [[ليفورنو]] [[ميلانو|وميلانو]] [[فلورنسا|وفلورنسا]] [[روما|وروما]] لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والهندسة [[طباعة|والطباعة]]، ثم أتبعها ببعثات [[فرنسا|لفرنسا]] [[إنجلترا|وإنجلترا]]. كانت البعثات الأولى صغيرة، حيث كان جملة من بعث خلالها لا يتعدى 28 طالبًا، ورغم ذلك فقد لمع منهم عثمان نور الدين الذي أصبح أميرالاي الأسطول المصري ونقولا مسابكي الذي أسس مطبعة بولاق بأمر من محمد علي عام [[1821]].

إلا أن العصر الذهبي لتلك البعثات، كان مع بعثة عام [[1826]] التي تكونت من 44 طالبًا لدراسة العلوم العسكرية والإدارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والمعادن والكيمياء والهيدروليكا وصب المعادن وصناعة الأسلحة والطباعة والعمارة والترجمة. تبع تلك الحملة حملة ثانية عام 1828 إلى فرنسا، وثالثة عام 1829 إلى فرنسا وإنجلترا [[النمسا|والنمسا]]، ورابعة تخصصت في العلوم الطبية فقط عام 1832. وشهد عام 1844، أكبر تلك البعثات العلمية والتي أرسلت إلى فرنسا، وعرفت باسم «بعثة الأنجال» لأنها ضمت 83 طالبًا بينهم اثنين من أبناء محمد علي واثنين من أحفاده. كان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه. كما أمر محمد علي بتوجيه ثلاث حملات بقيادة [[محمد سليم القبطان|البكباشي سليم القبطان]] أعوام [[1839]]، [[1840]]، [[1841|و1841]] لاستكشاف منابع [[نهر النيل|النيل]]. كان لتلك الحملات الفضل الكبير في استكشاف تلك المناطق ومعرفة أحوالها.

==== المدارس العليا ====
أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك «المدارس العليا»، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل بنصيحة من [[أنطوان كلوت|كلوت بك]] للوفاء باحتياجات الجيش من [[طبيب|الأطباء]]، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، وأخرى للقابلات (الولادة) عام 1829. ثم أنشأت مدرسة [[هندسة عسكرية|المهندسخانة]] في بولاق للهندسة العسكرية، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834، ومدرسة الألسن في الأزبكية عام 1836، ومدرسة الزراعة [[نبروه|بنبروه]] عام ومدرسة المحاسبة في السيدة زينب عام 1837، ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع عام 1839، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4,500 طالب.

==== المدارس الابتدائية ====
لما تقدمت المدارس العليا واتسع نطاقها، قرر محمد علي إنشاء «ديوان المدارس» عام 1837، وعهد بإدارته إلى بعض أعضاء البعثات العائدين لمصر، لتنظيم التعليم بالمدارس. قرر هذا الديوان توسيع قاعدة التعليم في مصر، فوضع لائحة لنشر التعليم الابتدائي، نصت على ضرورة إنشاء 50 مدرسة ابتدائية، وهو ما وافق عليه محمد علي، وأمر بإنشائها على أن يكون 4 منها بالقاهرة وواحدة بالإسكندرية تضم كل منها 200 تلميذ، والباقي توزع على مختلف الأقاليم وتضم كل منها 100 تلميذ.

=== اقتصاديًا ===
لكي يحقق محمد علي الاستقلال السياسي، كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لذا عمد إلى تنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين الذين عملوا في تلك المجالات بالسخرة.

==== الصناعة ====
بني محمد علي قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع [[غزل (توضيح)|للغزل]] [[نسيج (توضيح)|والنسيج]] ومصنعا [[جوخ|للجوخ]] في بولاق ومصنعا [[حبل|للحبال]] اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا [[نسيج (قماش)|للأقمشة]] [[حرير|الحريرية]] وآخر [[صوف|للصوف]] ومصنعا لنسيج [[كتان|الكتان]] ومصنع [[طربوش|الطرابيش]] [[فوة (توضيح)|بفوه]]، ومعمل [[سبك|سبك الحديد]] ببولاق ومصنع ألواح [[نحاس|النحاس]] التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج [[سكر|السكر]]، ومصانع [[نيلة|النيلة]] [[صابون|والصابون]] [[دباغة|ودباغة الجلود]] برشيد ومصنعا [[زجاج|للزجاج]] [[خزف|والصيني]] ومصنعا [[شمع|للشمع]] ومعاصر [[زيت|للزيوت]]. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية.

==== الزراعة ====
اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالريّ وشق العديد من الترع وشيّد [[جسر (توضيح)|الجسور]] [[قنطرة (توضيح)|والقناطر]]. كما وسّع نطاق الزراعة، فخصص نحو 3,000 فدان لزراعة [[توت (توضيح)|التوت]] للاستفادة منه في إنتاج الحرير الطبيعي، [[زيتون|والزيتون]] لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران. وفي عام 1821، أدخل زراعة صنف جديد من [[قطن|القطن]] يصلح لصناعة الملابس، بعد أن كان الصنف الشائع لا يصلح إلا للاستخدام في التنجيد.

==== التجارة ====
بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية. كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وتعبيد طريق [[السويس]]-القاهرة وتأمينه لتسيير القوافل، دورًا في إعادة حركة التجارة بين [[الهند]] وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836.

=== إداريًا ===

==== نظام الحكم ====
ملف:أسرة محمد علي باشا.JPG

محمد علي باشا في جلسة بمجلس المشورة.
خزانة أختام محمد علي باشا، محفوظة اليوم في مكتبة الإسكندرية.
حكم محمد علي مصر حكمًا [[أوتوقراطية|أوتوقراطيًا]] مع ميل لاستشارة بعض المقربين قبل إبرام الأمور، إلا أنه اختلف عن الحكم الاستبدادي للمماليك في أنه كان يخضع لنظام إداري بدلاً من الفوضى التي سادت عصر المماليك. فقد أسس محمد علي مجلسًا حكوميًا عرف باسم «الديوان العالي» مقره القلعة يترأسه نائب الوالي محمد علي، ويخضع لسلطة هذا الديوان دواوين تختص بشؤون الحربية والبحرية والتجارة والشؤون الخارجية والمدارس والأبنية والأشغال. كما أسس مجلسًا للمشورة يضم كبار رجال الدولة وعدد من الأعيان والعلماء، ينعقد كل عام ويختص بمناقشة مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية. وفي عام 1837، وضع محمد علي قانونًا أساسيًا عرف بقانون «السياستنامة»، يحدد فيه سلطات كل ديوان من الدواوين الحكومية.

==== التقسيم الإداري ====
قسّم محمد علي مصر إلى سبع مديريات أربعة في الوجه البحري وهي الأولى ضمت [[محافظة البحيرة|البحيرة]] [[محافظة القليوبية|والقليوبية]] [[محافظة الجيزة|والجيزة]] والثانية [[محافظة المنوفية|المنوفية]] [[محافظة الغربية|والغربية]] والثالثة [[الدقهلية (محافظة)|الدقهلية]] والرابعة [[محافظة الشرقية|الشرقية]]، وواحدة في مصر الوسطى وشملت [[محافظة بني سويف|بني سويف]] [[محافظة الفيوم|والفيوم]] [[محافظة المنيا|والمنيا]]، واثنتان في مصر العليا الأولى من جنوب المنيا إلى شمال [[محافظة قنا|قنا]] والثانية من قنا إلى [[وادي حلفا]]، إضافة إلى خمس محافظات وهي القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس.

==== النظام المالي ====
لوحة لمحمد علي باشا، بريشة السير دايڤيد ولكي.
ألغى محمد علي نظام «الالتزام» الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، مما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبوا تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام «الاحتكار» الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري، وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي. كما أجهد محمد علي الشعب [[ضريبة|بالضرائب]] التي كان يفرضها على الشعب، كلما احتاج لتمويل أحد حملاته أو مشاريعه دون نظام محدد، شملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية. وكما احتكر محمد علي الأراضي والزراعة، احتكر أيضًا الصناعة والتجارة، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها.

=== عمرانيًا ===
اهتم محمد علي ببعض النواحي العمرانية التي تخدم دولته الناشئة، فأسس المدن مثل [[الخرطوم]] [[كسلا|وكسلا]]، وأقام [[قلعة|القلاع]] للدفاع عن الثغور وعاصمة البلاد، كما شيّد [[منارة|فنارا]] لإرشاد السفن في رأس التين بالإسكندرية. وعني أيضًا ببناء القصور ودور الحكومة، وأنشأ [[دار المحفوظات العمومية (مصر)|دفترخانة]] لحفظ الوثائق الحكومية، ودار للآثار بعدما أصدر أمرًا بمنع خروج الآثار من مصر، وعبّد الطرق التجارية ونظّم حركة [[بريد|البريد]] وجعل له محطات لإراحة [[خيل|الجياد]].

=== اجتماعيًا ===
تدرّج المجتمع في عهد محمد علي إلى عدة طبقات اجتماعية أعلاها الطبقة الحاكمة التي ضمت أسرة محمد علي وكبار رجاله وموظفي الدولة من المتعلمين في المدارس والمبتعثين للخارج، ثم طبقة العلماء والأعيان فالمزارعين وعمال المصانع [[بدو|والعربان]] والرقيق من اليونانيين الذين أسروا في حرب المورة والجواري [[شركس|الشركسيات]] [[الإمبراطورية الإثيوبية|والحبشيات]] والسودانيات اللاتي كن يخدمن في بيوت الأثرياء. وقد ارتفع تعداد السكان في عهد محمد علي من 2,514,400 نسمة عام 1823، إلى 4,476,440 نسمة عام 1845. وكان محمد علي باشا متسامحًا واسع الأفق في الشؤون الدينية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2011|11]])</small></sup> فقرَّب إليه المسيحيين كما المسلمين، واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته.

== نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة ==
رسم لمحمد علي باشا من سنواته الأخيرة، وبالتحديد من عام [[1841]].

بعد انسحاب الجنود المصرية من [[بلاد الشام]] وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع [[الدولة العثمانية]] بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن [[فرنسا]] ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل [[مصر]] أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من [[جنون ارتياب|جنون الارتياب]]، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة [[شيخوخة|تقدمه بالسن]]، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض [[زحار|الزحار]].

ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة [[1844]] تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون [[فرنك فرنسي|فرنك]]، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14,081,500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75,227,500 قرش. وتخوّف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] الذي اقترح أن تقوم أحب شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام.

بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا [[سل|بالسل]]، واشتد عليه [[روماتزم|داء المفاصل]]، وأخذ يبصق [[دم|دمًا]] عند [[سعال|السعال]]، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى [[إيطاليا]] للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله [[عبد المجيد الأول|للسلطان]] عندما زار [[إسطنبول|الآستانة]] في سنة [[1846]]، حيث عبّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟» بعد ذلك عاد محمد علي إلى [[مصر]] وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه [[شيخوخة|الشيخوخة]]، وبحلول عام [[1848]] كان قد أصيب [[خرف|بالخرف]] وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة.

=== وفاته ===
[[مسجد محمد علي|جامع محمد علي باشا]] في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة القاهرة]]، حيث يرقد

ضريح محمد علي باشا.
تمثال محمد علي باشا في [[ميدان المنشية]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]].

حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنيّة في [[10 نوفمبر]]/[[تشرين الثاني]] سنة [[1848]]، فخلفه ابن أخيه طوسون، [[عباس حلمي الأول|عبّاس حلمي]]. وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في [[قصر رأس التين]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]] بتاريخ [[2 أغسطس]] سنة [[1849|1849م]]، الموافق فيه [[13 رمضان]] سنة [[1265 هـ|1265هـ]]، فنُقل جثمانه إلى [[القاهرة]] حيث دُفن في [[مسجد محمد علي|الجامع]] الذي كان قد بناه قبل زمن في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة المدينة]]. كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم، وكان يحمل له شيئًا من الضغينة. يقول القنصل البريطاني جون موراي، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع محمد علي إلى مثواه الأخير:<blockquote>... كان الحضور في الجنازة حضورًا هزيلاً غثًا؛ كثير من القناصل والسفراء لم يُدعوا للمشاركة، ولم تُغلق الحوانيت ولا الدوائر الحكومية.. باختصار، يسود انطباع عام مفاده أن عبّاس باشا هو الجدير باللوم، فقد قلل من شأن جدّه وذكراه اللامعة، ولم يحترم ذكراه حق الاحترام، وكيف لا يكون ذلك وقد سمح أن يُقام مأتم هذا الرجل على هذا الشكل البائس وأهمل العناية به أشد الإهمال.

...إن تعلّق وتبجيل جميع طبقات المجتمع المصري لاسم محمد علي لهو مأتم أعظم شأنًا وأكثر شرفًا من أي جنازة أخرى يُقدمها له خلفاؤه. يتحدث الأهالي الكبار ممن يتذكر عن الفوضى والظلم الذي غرقت به البلاد قبل وصوله؛ ويُقارن الشباب حكمه بحكم خلفه المتقلّب والمتذبذب؛ كل طبقات الشعب من ترك وعرب، لا تتردد في قول أن مصر المزدهرة المتحضرة ماتت مع محمد علي...في واقع الأمر يا سيدي، لا يمكننا ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن محمد علي، على الرغم من كل أخطائه، كان رجلاً عظيم الشأن.</blockquote>

=== إرثه ===
إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين وفي الأوساط العامّة، هي تلك التي تقول أن محمد علي باشا هو «والد مصر الحديثة»، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذي استطاع تجريد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ [[معركة الريدانية|الفتح العثماني لمصر عام 1517]]. وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن [[الدولة العثمانية]]، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوي يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول [[حراك اجتماعي]] في المجتمع المصري، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته [[مصر|لمصر]] [[السودان|والسودان]] طيلة 150 عامًا تقريبًا، كانت مصر فيها دولة تتمتع باستقلال ذاتي قانوني في ظل الدولة العثمانية، ومن ثم في ظل الحماية البريطانية.

يرى قسم آخر من الناس، أن محمد علي باشا لم يكن باني مصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، بدءًا من [[الأسرة المصرية الحادية والثلاثون|الفرس في عام 525 ق.م]]. وحجج أصحاب هذا الرأي تتمثل بعدّة نقاط، منها أن محمد علي لم يتكلم [[اللغة العربية|العربية]] أو يجعلها اللغة الرسمية في بلاطه، وإنما استعاض عنها [[لغة تركية عثمانية|بالتركية]]، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها، وإنه أرهق المصريين بالضرائب وأعمال السخرة والتجنيد الإجباري. ومن أبرز المواضيع التي تجعل البعض يتحفّظ على عهد محمد علي باشا، قصة عزمه على هدم [[الهرم الأكبر]] واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس [[دلتا النيل]] في منطقة [[شلقان]]، التي أصبحت فيما بعد [[القناطر الخيرية]]، والتي تراجع عنها بعد أن أقنعه المهندس الفرنسي [[لينان دو بلفون]] بعدم جدواها. على العموم تعتبر النظرة سالفة الذكر النظرة الأقل قبولاً عند المؤرخين وبالذات [[عرب|العرب]] منهم.



تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا.

كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد.

== المراجع ==

# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-707996eac8f0837acc3191063b5a154e2af9a1f9%201-0|^]]''' مُعرِّف الضَّبط الاستناديِّ في قاعدة البيانات الوطنيَّة التشيكيَّة (NKCR AUT): <nowiki>https://aleph.nkp.cz/F/?func=find-c&local_base=aut&ccl_term=ica=jo20211123715</nowiki> — تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2022
# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-2|^]]''' الرافعي, عبد الرحمن (2000). "الزعامة الشعبية في السنوات الأولى من حكم محمد علي". تاريخ الحركة القومية، وتطور نظام الحكم، ج3 عصر محمد علي. القاهرة: مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب. صفحات ص 39. ISBN 977-01-6930-7.
# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-3|^]]''' 'مقولة "محمد علي:مؤسس مصر الحديثة" مقولة تاريخية، أي أن لها أصولا تاريخية محددة، وأنها محكومة منذ البداية بمصالح ومطامح محددة، على رأسها مصالح ومطامح محمد علي نفسه، الذي كان على دراية بالغة بدوره في تاريخ مصر، 4 -بل في تاريخ الدولة العثمانية ككل. وبالتالي يجب أن نأخذ باعتبارنا عندما نتناول هذه المقولة أن محمد علي نفسه كان أول من روج لها. '[[خالد فهمي]]. كل رجال الباشا ''محمد علي:مؤسس مصر الحديثة محمد علي وجيشه وبناء مصر 5 5 5-الحديثة'' ص32. ط1 2001، دار الشروق
# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-4|^]]''' خطبة العرش للخدوي إسماعيل وكانت تسمى مقالة الافتتاح لمجلس شورى النواب في [[25 نوفمبر]] [[1866]] وصدرها: "من المعلوم أن جدي المرحوم عندما تولى مصر وجدها خالية من آثار العمار، ووجد أهلها مسلوبي الأمن والراحة، فصرف 5=الهمم العالية لتأمين الأهالي وتمدين البلاد بإيجاد الأسباب والوسائل اللازمة حتى وفقه الله لما أرداه من تأسيس عمارية الأقطار المصرية..." عبد الرحمن الرافعي. عصر إسماعيل،
# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-7|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: تحقق من قيمة <code>|مسار=</code> ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#bad%20url|مساعدة]])
# -
# ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-1|<sup>''ب''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-2|<sup>''ت''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-3|<sup>''ث''</sup>]]
# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-11|^]]''' فاروق مصر: محمد علي باشا والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع [[واي باك مشين]].
# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-12|^]]''' Cleveland, William L, ''A History of the Modern Middle East'', (Boulder: Westview Press, 2009), 65-66
# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-16|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: <code>|الأول=</code> has generic name ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#generic%20name|مساعدة]])، <code>|صفحات=</code> has extra text ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#extra%20text%20pages|مساعدة]]
# ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-1|<sup>''ب''</sup>]] كان زمان في مصر وفي كل مكان، العدد الأول، زوجات ومستولدات ملوك مصرنسخة محفوظة 09 يونيو 2012 على موقع [[واي باك مشين]].

=== حواش ===

* الدلاة تعني المجانين، هم جنود [[كرد|أكراد]] اشتهروا بالبسالة والتهور، لذا عرفوا بهذا الاسم.
* الكيس يعادل 500 [[قرش (عملة)|قرش عثماني]].
* كانت [[الإسكندرية]] حتى ذلك الحين تخضع للسلطان مباشرة ويرسل لها حكام مثلها مثل الثغور، ولا تخضع لسلطة والي مصر.
* عندما سمع أمين بك أصوات [[رصاص|الرصاص]]، هرع إلى [[قلعة القاهرة (توضيح)|سور القلعة]]، ولكز [[خيل|جواده]] بضربة عنيفة، فهوى به من ذلك الارتفاع، وقبل أن يصل الحصان إلى الأرض قفز من فوق ظهر الحصان فنجا من الموت. فر أمين بك بعد ذلك، واستجار بالأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الشهابي]] في [[لبنان]]. كما كان أمين بك هذا هو الملهم [[جرجي زيدان|لجرجي زيدان]] لكتابة روايته «المملوك الشارد».
* حين علم محمد علي بانتقاد الغرب لحادثة [[مذبحة القلعة]]، التي عدوها عملاً منافيًا للإنسانية. صرح بأنه يبغي رسم صورة يضع فيها مذبحة المماليك بجانب [[اغتيال|الاغتيال]] الذي دبّره [[نابليون بونابرت]] للدوق «دانجان» حيث اتهمه ظلمًا بالتآمر عليه، وأمر بقتله بعد محاكمة صورية.
* ظهرت [[سلفية وهابية|الدعوة الوهّابية]] في [[شبه الجزيرة العربية]] حوالي منتصف [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] على يد زعيمها الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب]]، فنُسبت إليه وسُمي أتباعه بالوهّابيين. استمد محمد بن عبد الوهاب دعوته من طريقة الإمام [[ابن تيمية]]، فالمذهب الوهّابي هو في أصوله [[حنابلة|المذهب الحنبلي]]، والفكرة التي دعا إليها ابن عبد الوهاب فكرة صالحة في جوهرها، لكن بعض الباحثين وعلماء [[شريعة إسلامية|الشريعة]] يرون أنه غالى فيها وتشدد حتى أضحى أساسها تكفير كل من لم يأخذ بها، وإنه من هنا جاءت تسمية الوهّابيين للمخالفين لهم «مشركين». وقد ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده على ذلك بعدّة أقوال، أبرزها أنه لم يُكفّر إلا [[تعدد الآلهة|المشركين]]، ولم يحصل أن كفّر بالظن، والموالاة، أو كفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، وإن من يقولون بذلك إنما يريدون تنفير الناس عن [[إسلام|دين الله ورسوله]].
* كانت [[الإمبراطورية الروسية]] أشد الدول الأوروبية قلقًا، فقد نظرت بعين الخوف والقلق إلى تقدم الجيش المصري واقترابه من [[إسطنبول|الآستانة]]، وخشيت من اتساع نفوذ محمد علي باشا حتى المضائق [[البحر الأسود|والبحر الأسود]]، فيصبح بوسعه تأسيس دولة قوية تقوم على أنقاض [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] المتداعية، ويتعارض ذلك مع سياستها تجاه هذه السلطنة التي كانت قد قررتها في عام [[1829]] في الاجتماع الموسع الذي عقده القيصر [[نيكولاي الأول|نيقولا الأول]] عقب توقيع معاهدة أدرنة، والقاضية بعدم تقسيم أراضيها.
* كان الساسة البريطانيون أقرب إلى التردد في اختيار الموقف الذي يخدم سياسة بلدهم، لذلك لم يعطوا في البداية الأزمة المصرية الأهمية اللازمة، وبخاصة أنهم رفضوا طلب [[محمود الثاني|السلطان]] بمد يد المساعدة، وكان موقفهم هذا أقرب إلى مصالح محمد علي باشا منه إلى مصالح السلطان. أما المسألة البلجيكية فهي في جوهرها [[استقلال|حركة استقلال قومي]] عن [[هولندا]] تدخلت فيها [[فرنسا]] بحجة ضم [[بلجيكا]] أو جزء منها، الأمر الذي عارضته [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]، لأن من شأن ذلك أن يخل بالتسوية الإقليمية التي أقرّتها [[معاهدة فيينا|معاهدة ڤيينا]] عام [[1815]]. وقد رأى وزير الخارجية البريطاني آنذاك، أن بلجيكا يمكن إذا ما تحولت إلى دولة أن تُستخدم درعًا ضد بريطانيا من قبل فرنسا. ولم تُحل هذه القضية إلا في [[19 أبريل]] سنة [[1839]] وفقًا لمعاهدة وقعتها الدول الخمس الكبرى أقرّت باستقلال بلجيكا.
* كان لدى سكان [[بلاد الشام]] من الدوافع ما حملهم فعلاً على إعلان الثورة على الحكم المصري بفعل إجرائاته التي لم يعهدوها من قبل. فعلى الرغم من أن [[شوام|الشوام]] استقبلوا إبراهيم باشا استقبال المحرر المنقذ من الولاة العثمانيين وظلمهم، إلا أنه بعد استقرار الحكم المصري رأوا فيه احتلالاً مفروضًا عليهم، خصوصًا بعد أن قام [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] بزيادة الضرائب بسبب النفقات الباهظة للجيش المصري، على نحو لم يعرفه الناس قبلاً، فقد كان الشوام يدفعون في عهد واليي [[عكا]] العثمانيين، سليمان باشا وعبد الله باشا، مليونين ونصف مليون قرش ضريبة سنوية، فأصبحوا في أواخر عهد إبراهيم باشا يدفعون أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، أي ما يُقارب ثمانية ملايين ونصف مليون قرش. أضف إلى ذلك أن حكم إبراهيم باشا ظل عسكريًا بسبب خوف والده محمد علي من عودة العثمانيين لاسترجاع الشام، ففُرض التجنيد الإجباري على الناس، وسُخروا في شق [[طريق|الطرقات]] وترميم [[حصن|الحصون]] واستخراج [[معدن|المعادن]].
* جرت المباحثات في جو أقرب إلى التشنج. وعرض صارم أفندي أن يضم محمد علي كل بلاد الشام الجنوبية بدون أن يُطبق على هذا الجزء مبدأ الوراثة شأن [[مصر]] [[شبه الجزيرة العربية|وشبه الجزيرة العربية]]، في حين أصرّ محمد علي من جهته على الانفصال والاستقلال بمصر [[بلاد الشام|وبلاد الشام]].
* من الوقائع التي تدل على تسامح محمد علي مع غير المسلمين، وبشكل خاص المسيحيين، المرسوم الذي أصدره ليهدئ من روع رهبان [[دير سانت كاترين|دير القديسة كاترين]] في [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]] بعدما تمركزت قوّات كبيرة العدد من [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري]] في شبه الجزيرة تلك، خلال عهد الحروب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]]، وقد جاء فيه: «صدر المرسوم الشريف الواجب القبول والتشريف والاتباع عن ديوان [[مصر]] المحروسة إلى قدوة الملة [[مسيحية|المسيحية]] وعمدة الطائفة [[عيسى بن مريم|العيسوية]] الرهبان سكان الدير بجبل سيناء ختمت عواقبهم بالخير والرشاد تحيطون علمًا أنه قد طرق مسامعنا حاصل عندكم خوف وزعل بخصوص قدوم العساكر المرسلة إلى [[الحجاز]]، والحال أننا لا نرضى إلاّ كامل راحتكم واستراحتكم في محل مواطنكم بالدير [[جبل موسى (مصر)|بجبل سيناء]] وتكونوا مطمئنين ومستريحين من هذا القبيل وعليكم أمان الله تعالى وأمان [[محمد|رسوله]] ثم أماننا السعيد. ولم تخشوا من شيء جملة كافية ولا أحد يعترض لكم بوجه من الوجوه ويكون لكم الحماية والصيانة في ديركم محل وطنكم بجبل سيناء ولم تهتموا من شيء مطلقًا، فبناء على ذلك أصدرنا هذا المرسوم الشريف عند وصوله إليكم يكون العمل بمضمونه وبمقتضاه واعتمدوه غاية الاعتماد».
* تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة [[موسوعة بريتانيكا|لدائرة المعارف البريطانية]] لسنة [[1911]] وهي الآن ضمن [[ملكية عامة|الملكية العامة]].

== المصادر[عدل] ==

* Ahmed, Jamal Mohammed. ''The Intellectual Origins of Egyptian Nationalism''. New York: Oxford University Press, 1960.
* Berger, Morroe. ''Military Elite and Social Change: Egypt Since Napoleon''. Princeton, New Jersey: Center for International Studies: Woodrow Wilson School for Public and International Affaris, 1960.
* Dodwell, Henry. ''The Founder of Modern Egypt: A Study of Muhammad ‘Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1967.
* Fahmy, Khaled. 1997. ''All The Pasha's Men: Mehmed Ali, his army and the making of modern Egypt.'' New York: American University in Cairo Press. ISBN 977-424-696-9
* Fahmy, Khaled. 1998. "The era of Muhammad 'Ali Pasha, 1805-1848" in ''The Cambridge History of Egypt: Modern Egypt, from 1517 to the end of the twentieth century.'' M.W. Daly, ed. pp. 139–179, Vol. 2. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-47211-3
* Goldschmidt, Arthur, Jr. ''Modern Egypt: The Formation of a Nation-State''. Boulder, Colorado: Westview Press, 1988.
* Hill, Richard. ''Egypt in the Sudan 1820-1881''. London: Oxford University Press, 1959.
* [[ألبرت حوراني]]. 2002. ''A History of the Arab Peoples.'' London: Faber and Faber. ISBN 0-446-39392-4
* [[عبد الرحمن الجبرتي]]. 1994. ''<nowiki/>'Abd al-Rahman al-Jabarti's History of Egypt.'' 4 vols. T. Philipp and M. Perlmann, translators. Stuttgart: Franz Steiner Verlag. ISBN 3-515-05756-0
* Jarvis, H. Wood. ''Pharaoh to Farouk''. London: John Murray Limited, 1956.
* Lacouture, Jean and Simonne Lacouture. ''Egypt in Transition''. Translated by Francis Scarfe. New York: Criterion Books, 1958.
* Marlowe, John. ''A History of Modern Egypt and Anglo-Egyptian Relations 1800-1953''. New York: Praeger, 1954.
* Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. ''Egypt in the Reign of Muhammad Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1984.
* Pollard, Lisa. ''Nurturing the Nation: The Family Politics of Modernizing, Colonizing, and Liberating Egypt, 1805-1923''. Berkeley, California: University of California Press, 2005.
* Rivlin, Helen Anne B. ''The Agricultural Policy of Muhammad ‘Alī in Egypt''. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 1961.
* Vatikiotis, P.J. 1991. ''The History of Modern Egypt: From Muhammad Ali to Mubarak.'' Baltimore: The Johns Hopkins University Press. ISBN 0-8018-4215-8
* Finkel, Caroline, ''Osman's Dream'', (Basic Books, 2005), 57; "Istanbul was only adopted as the city's official name in 1930..".

== وصلات خارجية ==

* مادة وثائقية عن محمد علي من قناة الجزيرة على [[يوتيوب]]
* شكوك حول أصول محمد علي الألبانية، من جريدة الاتحاد، بقلم الدكتور محمد علي الصويركي.
* بيت محمد علي (الباشاوات - الخديويات- السلاطين- ملوك مصر): تاريخ الحُكّام والسُلالات الحاكمة.
* صورة وصفية لحياة محمد علي، باشا مصر وسوريا والجزيرة العربية

{| class="wikitable"
! colspan="3" |المناصب السياسية
|-
| rowspan="1" |سبقه
[[خورشيد باشا|أحمد خورشيد باشا]]
| rowspan="1" |'''[[الأسرة العلوية|والي مصر والسودان]]'''
[[17 مايو]] [[1805]] - [[2 مارس]] [[1848]]
| rowspan="1" |تبعه
[[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]
|}
{| class="wikitable"
|
|في [[ويكيميديا كومنز|كومنز]] صور وملفات عن: محمد علي باشا
|}

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
4
اسم حساب المستخدم (user_name)
'ياموسهل يارب'
عمر حساب المستخدم (user_age)
132449
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*', 1 => 'user' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app)
false
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
المجموعات العالميَّة التي يمتلكها الحساب (global_user_groups)
[]
هوية الصفحة (page_id)
0
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'محمد آغا بك'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'محمد آغا بك'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[]
عمر الصفحة (بالثواني) (page_age)
0
أول مستخدم ساهم في الصفحة (page_first_contributor)
''
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
''
نموذج المحتوى القديم (old_content_model)
''
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model)
'wikitext'
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
''
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'محمد [[آغا]] [[بك]] [[محمد علي باشا|محمد علي باشة]] ولد يوم([[1]] [[مارس]] [[سنة|عام]] [[1984]] ) [[حصل علي شهادة]] [[دكتوراه|دكتوراة]] ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Doctorat)‏ من [[جامعة عين شمس]] تقع في [[القاهرة]] عام 2006 مكن منح درجة «[[دكتوراه فخرية]]» لشخصيات معينة تعبيرًا عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي. في [[ألمانيا]] مثلاً تمّ إسناد هذا اللقب لفرديناند بورشه، وحتى يتم التمييز بالنسبة للدكتوراه العادية يتم إضافة الحرفين H.C. أي Honoris Causa. ويمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة. تستلزم مرحلة دراسة الدكتوراه سنتين كحدّ أدنى في معظم المؤسسات التعليمية في دول العالم، حيث لا تجوز مناقشة الدكتوراه قبل هذه المدّة، ولكن في أغلب الأحيان تستغرق أكثر من ذلك بكثير. تتضمن أطروحة الدكتوراه إنجاز بحث مبتكر وأصيل أو مجموعة أبحاث متجانسة هي [[أطروحة أكاديمية|أطروحة]]. يتم تقييم الأطروحة ومناقشتها أمام مجموعة أساتذة مختصين في مجال الأطروحة. وتوفي اخية الكبير محمود آغا [[سنة]] [[2007]] دي كانت صدمة في حيات محمد آغا وفكر في مجال الاجهزة ثم لجئ وفكر في مجال الاجهزة الكهربائية ثم فتح [http://mohamedelagha.com شركة الأغا] [[يوم]] [[1]] [[يناير]] [[2022]] واسس نفس بنفسة وتعامل مع هذه الشركات شركة [[توشيبا]] شركة [[شارب]] شركة ترنيدوا شركة فريش شركة ال جي {| class="wikitable sortable mw-collapsible mw-collapsed" |+محمد آغا بك[[ملف:Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg|حدود|مركز|تصغير]] !الأسم ! ! !محمد آغا بك |- !الشهرة ! ! !محمد الأغا قوص |- |المهنة او الوظيفة | | |دكتور سابقا ومدير شركة الأغا للأجهزة الكهربائية |- |الديانة | | |مسلم |- |تاريخ ميللادة | | |1-مارس [[1984]] |} == خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية. == # إتمام الدراسة الجامعيّة المنتظمة (ويجب أن تكون الجامعة مُعترف بها) مع الحصول على درجةٍ لا تقل عن الجيّد. # إتمام متطلّبات اللغة مثل: الحصول على شهادة التوفل الإنجليزيّة. # وبعدَ إتمام الشروط السابقة يحقّ للطالب التّقديم إلى الماجستير في موضوع معيّن يؤهّلهُ للالتحاقِ بها. # إتمام رسالة الماجستير لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر. # التقديم لرسالةِ الدكتوراه لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر بحسب سياسات الجامعة. # ومِن شروطِ الحصولِ على شهادةِ الدكتوراه فِي مجالٍ مُعيّن إنجازُ بحثٍ مُبتكر وجديد أو مجموعةٌ مِنَ الأبحاثِ فِي موضوعٍ مُعيّن فَقَط، ومناقشةِ هذِهِ الأفكارِ والبحوثاتِ العلميّة أمام مجموعَةٍ مِنَ الأساتذة المُتَخَصّصين فِي نَفسِ المجال، مَع توضيحِ الفِكرَةِ وتوصيلها لهم. أطلقت الجامعات الإنكليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها، لأن الفلسفة بمعناها التقليدي كانت تُطلَق في الماضي على مختلف المعارف والعلوم العامّة. أمّا كلمة «دكتوراه» فهي مشتقة من الكلمة [[اللاتينية]] (Docere) والتي تعني «درّس، علّم». وجدير بالذكر أن إطلاق لقب «دكتور» على الطبيب لم يكن سوى مجازاَ لغويّاَ حوّله الزمن إلى رديف للشخص المتعلم والدارس.'''البك''' أو '''الباي''' أو '''البيك''' أو '''البيه''' كلمة ولقب [[اللغة التركية|تركي]]، كان يستخدم في [[الدولة العثمانية]]. ويستخدم في العديد من اللغات والبلدان، مثل (اللغة الألبانية: bej), و(البوسنية: beg), و(اللغة الفارسية /, بگ / Beg or Beyg ). معناها السيد أو الأمير أو ذو شأن عظيم وهي تلفظ (بيه) ومن هنا سمي مؤدب الملك في بلاد فارس (أتابك أي السيد الأب)، ثم أطلقت أتابك على الوزير ووكيله وعلى الأمير نفسه. هذه الكلمة كانت قبل في مقابل الباشا في معنى وال أو حاكم إقليم أو أمير تابع لسلطان كما هو الشأن في بك تونس ([[باي تونس]]) ثم صارت الآن تطلق على كبار موظفي الجيش بحرياً وبرياً وتوسع فيها حتى صارت تعطى الآن لقباً تشريفياً بدون مراعاة وظيفة أو وراثة. (عن دائرة معارف القرن العشرين تأليف محمد فريد وجدي المجلد الثاني دار الفكر بيروت ص 286). في [[مصر]] قبل الثورة، كان هذا اللقب يلي لقب [[باشا|الباشا]]. لقب عادة ما يطبق على زعماء القبائل الصغيرة. بعد الثورة في مصر، نزل من عليائه في تلك الحقبة، وكان يطلق على كبار الموظفين كمديري العموم ووكلاء الوزارات وضباط الشرطة ووكلاء النيابة. ورغم أن أصل الكلمة [[تركيا|تركي]] لكنها انتشرت في [[مصر]] بعد العهد العثماني تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. === ضم السودان === المقالة الرئيسة: [[حملة محمد علي باشا على السودان (1820-24)]] كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ [[السودان]]. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء [[ذهب|الذهب]] [[ألماس|والماس]] الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة [[سنار]]، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى [[دنقلا|دنقلة]]. انطلقت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في [[20 يوليو]] سنة [[1820]]، بقيادة [[إسماعيل كامل باشا|إسماعيل باشا]] ثالث أبناء محمد علي. سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من [[أسوان]] إلى [[وادي حلفا]] إلى [[دنقلا|دنقلة]]، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي [[4 نوفمبر]] من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في [[كورتي]]. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على [[بربر (مدينة)|بربر]] في [[10 مارس]] سنة [[1821]]، ثم [[شندي]] الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على [[أم درمان]]، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة [[الخرطوم]] لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية. وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم [[كردفان]]. وفي شهر أبريل من عام [[1821]]، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في [[بارا]]، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة [[الأبيض (مدينة)|الأبيض]]، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة [[سنار]]، فاستولى على مدينة [[ود مدني]]، فقدم ملكها الملك «بادي» ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821. وفي أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على [[ولاية النيل الأزرق|منطقة النيل الأزرق]]، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام [[1822]]. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر. بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى [[شندي]] في ديسمبر من عام [[1822]]، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]]. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي. === حرب المورة === المقالة الرئيسة: [[حرب استقلال اليونان]] كانت [[اليونان|بلاد اليونان]]، حتى أوائل [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، جزءًا من [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]]، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن [[الحروب النابليونية]]، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار [[الثورة الفرنسية]]، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر. وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام [[1820]]، واتخذت مراكز لها في كل من [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] [[النمسا|والنمسا]] لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل «الجمعية الأخوية» ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ [[نقحرة]]: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء [[الإمبراطورية البيزنطية]] والاستيلاء على العاصمة [[إسطنبول|الآستانة]]، وإخراج المسلمين من [[أوروبا]] ودفعهم إلى [[آسيا]]. وقد اتخذت الثورة في إقليم [[بيلوبونيز|المورة]] بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن. واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها إستراتيجيًا ضد القوّات العثمانية. وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان [[محمود الثاني]] من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار. لوحة ''الغارة على ميسولونغي''، يظهر فيها الثوّار اليونانيون وهم يُقاتلون الجيش المصري والعثماني. بريشة ثيودور ڤريزاكيس ([[1855]]). لوحة ''إبراهيم يُهاجم ميسولونغي''، وهي تُظهر الهجوم المصري على المدينة بقيادة إبراهيم باشا، بريشة غوزيپي پيترو مزّولا. قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد [[إسلام|الإسلام]] ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة [[كريت]] وأخمدت الثورة فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام [[1825]]، وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر [[معركة نافارين|ناڤارين]]، أهم مواقع شبه الجزيرة. وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام [[1825]]، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في [[هيدرا (جزيرة)|هيدرا]] وأستبزيا وميناء نوپلي [[ميسولونغي|وميسولونغي]]. وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار. الأسطولين العثماني والمصري تلتهمهما النيران في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]]. نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون [[الرأي العام (توضيح)|الرأي العام]] في [[أوروبا]] بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة. وفعلاً دعت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول [[سانت بطرسبرغ|سان بطرسبيرغ]]، الذي انضمت إليه [[فرنسا]] بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني. لكن سقوط [[ميسولونغي]] قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه [[اليونان]] لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري. وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين [[معركة نافارين|وضربتهما]]، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في [[20 أكتوبر]] سنة [[1827|1827م]]، الموافق فيه [[29 ربيع الأول]] سنة [[1243 هـ|1243هـ]]. عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية [[معركة نافارين|وانتصارها البحري في ناڤارين]] اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين. فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في [[اليونان|بلاد اليونان]]، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية، وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال [[فرنسا]] قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف [[مصر]]، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان. وفي [[7 سبتمبر]] سنة [[1828|1828م]]، الموافق فيه [[26 صفر]] سنة [[1244|1244هـ]]، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية، إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية. == الحملة على الشام == === أسبابها === السلطان [[محمود الثاني|محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"]]، سلطان الدولة العثمانية منذ سنة [[1808]] حتى سنة [[1839]]، وعد محمد علي باشا بتوليته على [[بلاد الشام]] لقاء خدماته الجليلة للسلطنة، لكنه عاد وأخلف الوعد خوفًا على وحدة أراضي الدولة. خرج محمد علي باشا من [[حرب الاستقلال اليونانية|الحرب اليونانية]] من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]] ببسط نفوذه على [[شبه الجزيرة العربية]]، وأتاح له دخول [[السودان]] ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية، أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه [[بلاد الشام]]. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها [[الدولة العثمانية|للدولة العثمانية]] أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة [[كريت]] تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم [[مصر]] هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد، ورأى أن يضم [[بلاد الشام]] إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي. أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه. أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من [[خشب|الخشب]] [[فحم حجري|والفحم الحجري]] [[نحاس|والنحاس]] [[حديد|والحديد]] التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها [[الأناضول|بالأناضول]]، وعلاقاتها التجارية [[آسيا الوسطى|بأواسط آسيا]] حيث تمر قوافل التجارة، وبسبب موقعها على [[الحج في الإسلام|طريق الحج إلى البيت الحرام]]. والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ [[بلاد الشام]] منذ عام [[1810]]، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان، فطلب من [[محمود الثاني]]، في عام [[1813]]، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين. ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها. مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي [[عكا]]، [[بشير الثاني الشهابي|وبشير الثاني الشهابي]] أمير [[لبنان]]، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي [[دمشق]] عام [[1821]]، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق. الأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الثاني الشهابي "الكبير"]]، أمير [[لبنان]] منذ سنة [[1788]] حتى سنة [[1840]]، كان حليفًا أساسيًا وصديقًا مقربًا من محمد علي باشا. أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت [[الدولة العثمانية]] تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى [[مصر]]، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه، ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة. أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام [[1825]] عندما صارح [[فريق أول (رتبة عسكرية)|الفريق أول]] الفرنسي «بواييه» بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من [[حرب الاستقلال اليونانية|حرب المورة]]، إلى وضع يده على [[بلاد الشام]] بما فيها ولاية [[عكا]]، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف [[دجلة]] [[الفرات|والفرات]]، وفي [[اليمن|بلاد اليمن]] والجزء الأوسط من [[شبه الجزيرة العربية]]. وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، بأنه سيكون المدافع عن حقوق [[عرب|الشعوب العربية]] التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف، وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام [[1829]]، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية. ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام [[1832]]، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في [[الوطن العربي|إمبراطورية عربية]]، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]]، ثم التوسع بعد ذلك نحو [[حلب]] [[بغداد|وبغداد]] عبر كل الولايات العربية. وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام [[1813]]، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في [[الحجاز]]، وبين حملته التي قام بها في عام [[1831]]. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة [[كنج يوسف باشا|يوسف كنج]] إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية. لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ [[الدولة العثمانية]] نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها. فقد كان مؤمنًا بوحدة [[العالم الإسلامي]] بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد [[معركة نافارين|كارثة ناڤارين]]، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة [[إسلام|الدين الإسلامي]]. وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى. تُعد حروب محمد علي باشا في [[بلاد الشام]] حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في [[مصر]]، وأن السلطان [[محمود الثاني]] لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع. ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية. وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام. === مراحلها === مرّت الحروب في [[بلاد الشام]] بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى [[اتفاقية كوتاهيه|باتفاقية كوتاهية]]، عام [[1833]]، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية [[إتفاقية لندن (توضيح)|باتفاقية لندن]] عام [[1840]]، وقضت بانسحاب الجيش المصري. ==== المرحلة الأولى ==== لوحة ''ثلاثة فلاحين'' ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Trois fellahs)‏، بريشة شارل جبرائيل غلاير ([[1835]])، وقد صوّر فيها 3 فلاحين مصريين. كانت مسألة الفلاحين السبب الرئيسي وراء الحملة المصرية على الشام. تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا [[عبد الله باشا الخزندار|وعبد الله باشا]] والي عكا، فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي [[عكا]] إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في [[زراعة|الزراعة]]، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام. زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في [[14 أكتوبر]]/[[تشرين الأول]] سنة [[1831|1831م]]، الموافق [[7 جمادى الأولى]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، تحت قيادة [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء [[عكا]] التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل [[نابليون بونابرت|لنابليون بونابرت]] من قبل حين حاصرها سنة [[1799]]. وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على [[صور (توضيح)|صور]] [[صيدا|وصيدا]] [[بيروت|وبيروت]] [[جبيل|وجبيل]]. ولمّا استعصت عليهم [[طرابلس (لبنان)|طرابلس]] أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم. اضطربت [[الدولة العثمانية]] أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي [[حلب]]، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي [[حمص]]، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى [[عكا]] لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في [[28 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق فيه [[27 ذو الحجة|27 ذي الحجة]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى [[مصر]]. وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين. [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، فاتح [[بلاد الشام]] وقائد العمليات العسكرية فيها، بريشة شارل فيليپ لاريڤيار. جزع [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] لسقوط [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]] وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة [[سرعسكر|السرعسكر]] حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من [[بلاد الشام]]، وأصدر في الوقت نفسه [[فرمان|فرمانًا]] أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة. اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في [[29 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[10 صفر]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، وسيطر على [[حماة]] ودخل إثر ذلك مدينة [[حلب]]، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال. انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين [[بلاد الشام]] [[الأناضول|والأناضول]]، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء [[إسكندرونة|الإسكندرونة]] وسيطر على الممر، كما احتل ميناء [[سن اليأس|إياس]]، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية [[أضنة]] [[طرسوس|وطرسوس]]. وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة [[قونية]]، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها [[معركة قونية]] في [[20 ديسمبر]]/[[كانون الأول]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[27 رجب]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] [[رشيد محمد خوجة باشا|محمد رشيد باشا]]. وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى [[إسطنبول|الآستانة]]، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد [[أوروبا الغربية|بالدول الأوروبية]] للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]]،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%207|7]])</small></sup> إذ كانت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%208|8]])</small></sup> وكانت [[فرنسا]] تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] على الحياد. أرسلت روسيا عام [[1833]] [[أسطول|أسطولاً بحريًا]] إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه [[إسطنبول|الآستانة]] حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي [[الدولة العثمانية]] لتقوّي مركزها في الممرات البحرية، فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن [[روس|الروس]] رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من [[الأناضول]]. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما. واستخدمت [[فرنسا]] علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السلطان، وأن لا يتشدد في طلباته، وأن يكتفي من فتوحه بسناجق [[صيدا]] [[طرابلس (لبنان)|وطرابلس]] [[القدس|والقدس]] [[نابلس|ونابلس]]. رفض محمد علي باشا وجهة النظر الفرنسية، وأصرّ على ضم [[بلاد الشام]] وولاية [[أضنة]]، وجعل [[جبال طوروس]] الحد الفاصل بين الدولة العثمانية وممتلكاته، وأمر ابنه بالتقدم في فتوحه بهدف الضغط على السلطان. المناطق الخاضعة لسلطان محمد علي بعد انتهاء حملته على بلاد الشام. وبذلت [[فرنسا]] جهودًا مضنية للتوفيق بين وجهتي النظر، العثمانية والمصرية، وهدّدت، في إحدى مراحل المفاوضات، بقطع العلاقة مع [[مصر]]. وأخيرًا توصل الجانبان إلى توقيع [[اتفاقية كوتاهيه]]، في [[4 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1833|1833م]]، الموافق فيه [[14 ذو الحجة|14 ذي الحجة]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، تنازل [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] بموجبها عن كامل [[بلاد الشام]]، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية [[مصر]] [[كريت|وكريت]] وكامل [[سوريا]] الطبيعية (بما يشمل [[لبنان]] [[فلسطين|وفلسطين]] [[أضنة|وأضنة]])، وبولاية ابنه إبراهيم على [[جدة|جدّة]]. وقد تعهد محمد علي لقاء ذلك، بأن يؤدي للسلطان كل عام الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل. وهكذا جلا إبراهيم باشا عن [[الأناضول]]، وانتهت المرحلة الأولى لحروب الشام، وبدا أن الأزمة قد انتهت أيضًا. ==== المرحلة الثانية ==== لم تكن التسوية، التي تمّت في [[كوتاهية]]، إلا تسوية مؤقتة، إذ أن محمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحه، ومن جهته وافق السلطان [[محمود الثاني]] على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر، ولمّا كان التفكير السياسي لكل طرف على هذا الشكل من التناقض، كان لا بد من استئناف الحرب لتقرير النتيجة النهائية. ونفّذ السلطان سياسة إستراتيجية من شقين: إنه راح يُحرّض سكان [[بلاد الشام]] ضد الحكم المصري من جهة،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%209|9]])</small></sup> وقام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، من جهة أخرى. وأدرك محمد علي باشا، بعد التطورات السياسية، بأنّ مواقف الدول الأوروبية كانت لغير صالحه، وبأنّ خططه الانفصالية غير قابلة للتحقيق، لكنه لم يفقد الأمل باعتراف السلطنة بالحقوق الوراثية لعائلته في حكم المناطق التي كانت تحت إدارته، وحاول أن ينتهز الفرصة لإجراء محادثات جديدة، فأجرى مباحثات مع مبعوث السلطان، صارم أفندي، في [[مصر]] انتهت بالفشل بسبب التصلّب في المواقف.<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2010|10]])</small></sup> وهكذا تطورت الأمور السياسية نحو التأزم، وأضحت الحرب بين الجانبين أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في [[إسطنبول|الآستانة]] بشكل نشط ومكثف، وتابعت [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] الميول العسكرية لدى السلطان باهتمام بالغ. استغل السلطان ثورة سكان [[بلاد الشام]] على الحكم المصري، ودفع بجيش في ربيع عام [[1839]]، بقيادة حافظ باشا، إلى بلاد الشام، وكان ظهوره عند الحدود كافيًا لإيصال الأزمة إلى ذروتها، أما إبراهيم باشا فقد كان يترقب، تنفيذًا لرغبة أبيه في اجتناب كل ما يُظهره بمظهر المعتدي. وبعد أن احتشد الجمعان، أصدر السلطان أمره إلى حافظ باشا بمهاجمة إبراهيم باشا المتحصن في حلب. ويبدو أن محمد علي تملّكه الفرح لتحمّل السلطان وقائده مسؤولية البدء بالعمليات العسكرية المعادية، لذلك أمر ابنه بمهاجمة الجيش العثماني، وكان ذلك في [[15 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1839|1839م]]، الموافق [[2 ربيع الآخر]] سنة [[1255 هـ|1255هـ]]. وفي [[معركة نسيب]] (الواقعة شرق [[عنتاب]] في [[الجزيرة الفراتية]])، مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثة حقيقية، إذ كاد الجيش أن يُفنى عن بكرة أبيه، وأسر المصريون نحوًا من خمسة عشر ألف جندي، وغنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن. وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ الهزيمة. السلطان [[عبد المجيد الأول|عبد المجيد خان الأول]]، سلطان [[الدولة العثمانية]] منذ عام [[1839]] حتى عام [[1861]]. شهد بداية عهده نهاية الحكم المصري لبلاد الشام. خلف السلطان [[عبد المجيد الأول]] أباه السلطان [[محمود الثاني]]، وهو صبي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي. فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته. وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] [[بروسيا|وبروسيا]] [[النمسا|والنمسا]]، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي. وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحلّ محل السلطنة العثمانية، الضعيفة، في [[المشرق العربي]]، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى [[الهند]]. أما [[فرنسا]] فقد انفردت في سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة. ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام [[1840]] مع [[الحكومة العثمانية]] مؤتمرًا في [[لندن]] بحث فيه المجتمعون ما دُعي «[[المسألة الشرقية|بالمسألة الشرقية]]»، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي. وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية [[مصر]] وراثيًا، وولاية [[عكا]] مدى حياته. واشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد علي قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا. أما إذا لم يُجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر. كان محمد علي باشا من جهته مصممًا على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرّته عليها [[اتفاقية كوتاهيه]]، وأخذ يراهن على مساعدة [[فرنسا]] وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولمّا أبلغته [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] وقناصل الدول الأوروبية في [[مصر]] شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يُصدر أي ردّ رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادي عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية [[عكا]]. ومرّت الأيام العشرة الثانية من دون أن يقبل صراحة تنفيذ بنود الاتفاقية، فعدّ قناصل الدول الأوروبية أن ذلك يعني الرفض، عندئذ أصدر السلطان [[فرمان|فرمانًا]] بخلعه من ولاية مصر. أمام هذا الأمر شرعت الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تمهيدية لتنفيذ تعهداتها، فأمرت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] أسطولها في [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]] أن يقطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام وضرب موانئ هذه البلاد، وأوعزت إلى سفيرها في [[إسطنبول|الآستانة]] بإشعال نار الثورة ضد محمد علي في المدن والقرى الشاميّة، كما قطعت الدول الأوروبية الأربع علاقاتها بمصر. استقبل محمد علي باشا نبأ عزله بهدوء، وأعرب عن أمله بالتغلب على هذه المحنة، ثم جنح للسلم عندما ظهر [[فريق أول (رتبة عسكرية)|أمير البحر]] البريطاني «نابييه» أمام [[الإسكندرية]]، مهددًا [[حرب|بلغة الحديد والنار]]، ورأى أن [[فرنسا]] غير قادرة على مقاومة [[أوروبا]] كلها، لذلك وقّع اتفاقية مع أمير البحر المذكور وعد فيها بالإذعان لرغبات الدول الكبرى والجلاء عن [[بلاد الشام]] بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، لكن الدولة العثمانية رفضت هذا الشرط بإيعاز من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]. ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشدّدت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] على تبني وجهة نظر محمد علي باشا وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية - المصرية، وجلا المصريون عن الشام. == بناء الدولة == مقابلة الرسام ديفيد روبرت مع محمد علي في قصر الإسكندرية عام 1839. اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق [[أوروبا|الأوروبي]] في [[مصر]]، واستعان في مشروعاته [[اقتصاد|الاقتصادية]] والعلمية بخبراء [[أوروبا|أوروبيين]] ومنهم بصفة خاصة [[هنري دو سان سيمون|السان سيمونيون]] [[فرنسا|الفرنسيون]] الذين أمضوا في [[مصر]] بضع سنوات في [[عقد 1830|ثلاثينات القرن التاسع عشر]] وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي. === عسكريًا === أدرك محمد علي أنه لتحقيق أهدافه التوسعية، كان لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له تلك الأهداف. قبل وفي بداية عهد محمد علي، كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من [[كرد|الأكراد]] [[ألبانيا|والألبان]] [[شركس|والشراكسة]]، إضافة إلى تلك القوات جماعات من [[بدو|الأعراب]] الذين كان الولاة يلجأون إليهم [[مرتزق|كمرتزقة]]، وكانت أعمالها لا تتعدى أساليب [[حرب عصابات|حرب العصابات]] والكرّ والفرّ. رأى محمد على أن هذا الجيش لا يعتمد عليه، فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث. ==== الجيش ==== محمد علي باشا يستعرض جيشه حديث النشأة. كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام [[1815]]، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في [[حي بولاق|بولاق]]. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة. [[عقيد (رتبة عسكرية)|العقيد (كولونيل)]] سيڤ، أو [[سليمان باشا الفرنساوي]]، ضابط فرنسي قدم إلى مصر حيث لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الجيش النظامي المصري. لجأ محمد علي مجددًا إلى الحيلة، ففي عام [[1820]]، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في [[أسوان]]، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى [[سليمان باشا الفرنساوي|جوزيف سيڤ]] جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي. وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري. بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا تحجج بحاجته إليهم في تأمين الثغور، وأرسلهم إلى دمياط ورشيد ليخلي القاهرة، وليطمئنهم أرسل معهم بعض أبنائه كقادة لهم، ثم أرسل إلى ابنه إسماعيل ليمده بعشرين ألفًا من السودانيين ليتم تدريبهم على الجندية في معسكرات أعدها لهم في [[بني عديات|بني عدي]]، على أيدي الضباط الجدد. إلا أن التجربة فشلت لتفشي الأمراض بين الجنود السودانيين، لاختلاف المناخ، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا تحت راية الجيش بالكرامة وبحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام [[1824]]، أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة. بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام [[1833]]، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام [[1839]]. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شؤون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب. كانت أول مشاركات هذا الجيش في حرب المورة، التي أظهرت ما وصلت إليه العسكرية المصرية، وهو ما جعل لها شأنًا بين القوى العسكرية المعاصرة، وقد اعتمد عليه إبراهيم باشا في حملته على الشام والأناضول ==== الأسطول ==== عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سفن لنقل الجنود عبر [[البحر الأحمر]]، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور [[جمل|الجمال]] إلى [[السويس]] ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة. وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه. اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، كما تعاقد على بناء سفن أخرى في موانئ أوروبا. ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]] أمام أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا الأكثر تطوّرًا، لم ييأس محمد علي وأمر في عام [[1829]] ببناء «ترسانة الإسكندرية»، التي عهد في إدارتها إلى مهندس فرنسي اسمه سريزي. قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام [[1837]]، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة [[مدفع]]، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. ومن شدة اهتمام محمد على بهذه الترسانة كان يزورها باستمرار، وكان يستحث العمال على العمل، ويحضر حفلات تدشين السفن الجديدة. ==== التعليم العسكري ==== توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في [[فرشوط]] [[النخيلة (توضيح)|والنخيلة]] [[جرجا|وجرجا]]. كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى [[أبو زعبل|أبي زعبل]] حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ. رسم يُظهر محمد علي باشا وابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، والعقيد [[سليمان باشا الفرنساوي]]: بناة [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري الحديث]]. أضاف محمد علي بعد ذلك، مدرسة [[مشاة|للبيادة]] في [[الخانكة|الخانقاه]]، والتي نقلت إلى دمياط عام [[1834]]، ثم إلى أبي زعبل عام [[1841]]، ومدرسة [[سلاح الفرسان|للسواري]] بالجيزة عام [[1831]]، وأخرى [[مدفعية|للمدفعية]] في [[حي طره|طره]] عام [[1831]] أيضًا. كما أسس مدرسة لأركان الحرب في [[15 أكتوبر]] سنة [[1825]] بالقرب من الخانقاه، ومدرسة [[موسيقى|للموسيقى]] العسكرية. وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في [[رأس التين]]. ولإعداد الضباط البحريين، أسس محمد علي مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية، ولما اتسع نطاقها قسمت إلى فرقتين كل واحدة منها على سفينة. ==== الصناعات العسكرية ==== رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة [[مدفع|والمدافع]] في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام [[1827]]، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد. كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج. وفي عام [[1831]]، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا [[مسدس (توضيح)|الطبنجات]] [[سيف|والسيوف]]. كما أسس معملاً [[بارود|للكهرجالات]] في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في [[الأشمونين]] [[إهناسيا|وإهناسيا]] [[البدرشين|والبدرشين]] [[الفيوم (مدينة)|والفيوم]] والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام [[1833]]، نحو 15,800 [[قنطار]]. === تعليميًا === أدرك محمد علي أنه لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوي. لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة [[الجامع الأزهر|الأزهريين]] إلى [[أوروبا]] للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة. ==== البعثات العلمية ==== [[بيمارستان]] القاهرة، 1838م في عام [[1813]]، ابتعث محمد علي أول البعثات التعليمية إلى أوروبا، وكانت وجهتها إلى [[إيطاليا]]، حيث أوفد عدد من الطلبة إلى [[ليفورنو]] [[ميلانو|وميلانو]] [[فلورنسا|وفلورنسا]] [[روما|وروما]] لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والهندسة [[طباعة|والطباعة]]، ثم أتبعها ببعثات [[فرنسا|لفرنسا]] [[إنجلترا|وإنجلترا]]. كانت البعثات الأولى صغيرة، حيث كان جملة من بعث خلالها لا يتعدى 28 طالبًا، ورغم ذلك فقد لمع منهم عثمان نور الدين الذي أصبح أميرالاي الأسطول المصري ونقولا مسابكي الذي أسس مطبعة بولاق بأمر من محمد علي عام [[1821]]. إلا أن العصر الذهبي لتلك البعثات، كان مع بعثة عام [[1826]] التي تكونت من 44 طالبًا لدراسة العلوم العسكرية والإدارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والمعادن والكيمياء والهيدروليكا وصب المعادن وصناعة الأسلحة والطباعة والعمارة والترجمة. تبع تلك الحملة حملة ثانية عام 1828 إلى فرنسا، وثالثة عام 1829 إلى فرنسا وإنجلترا [[النمسا|والنمسا]]، ورابعة تخصصت في العلوم الطبية فقط عام 1832. وشهد عام 1844، أكبر تلك البعثات العلمية والتي أرسلت إلى فرنسا، وعرفت باسم «بعثة الأنجال» لأنها ضمت 83 طالبًا بينهم اثنين من أبناء محمد علي واثنين من أحفاده. كان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه. كما أمر محمد علي بتوجيه ثلاث حملات بقيادة [[محمد سليم القبطان|البكباشي سليم القبطان]] أعوام [[1839]]، [[1840]]، [[1841|و1841]] لاستكشاف منابع [[نهر النيل|النيل]]. كان لتلك الحملات الفضل الكبير في استكشاف تلك المناطق ومعرفة أحوالها. ==== المدارس العليا ==== أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك «المدارس العليا»، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل بنصيحة من [[أنطوان كلوت|كلوت بك]] للوفاء باحتياجات الجيش من [[طبيب|الأطباء]]، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، وأخرى للقابلات (الولادة) عام 1829. ثم أنشأت مدرسة [[هندسة عسكرية|المهندسخانة]] في بولاق للهندسة العسكرية، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834، ومدرسة الألسن في الأزبكية عام 1836، ومدرسة الزراعة [[نبروه|بنبروه]] عام ومدرسة المحاسبة في السيدة زينب عام 1837، ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع عام 1839، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4,500 طالب. ==== المدارس الابتدائية ==== لما تقدمت المدارس العليا واتسع نطاقها، قرر محمد علي إنشاء «ديوان المدارس» عام 1837، وعهد بإدارته إلى بعض أعضاء البعثات العائدين لمصر، لتنظيم التعليم بالمدارس. قرر هذا الديوان توسيع قاعدة التعليم في مصر، فوضع لائحة لنشر التعليم الابتدائي، نصت على ضرورة إنشاء 50 مدرسة ابتدائية، وهو ما وافق عليه محمد علي، وأمر بإنشائها على أن يكون 4 منها بالقاهرة وواحدة بالإسكندرية تضم كل منها 200 تلميذ، والباقي توزع على مختلف الأقاليم وتضم كل منها 100 تلميذ. === اقتصاديًا === لكي يحقق محمد علي الاستقلال السياسي، كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لذا عمد إلى تنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين الذين عملوا في تلك المجالات بالسخرة. ==== الصناعة ==== بني محمد علي قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع [[غزل (توضيح)|للغزل]] [[نسيج (توضيح)|والنسيج]] ومصنعا [[جوخ|للجوخ]] في بولاق ومصنعا [[حبل|للحبال]] اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا [[نسيج (قماش)|للأقمشة]] [[حرير|الحريرية]] وآخر [[صوف|للصوف]] ومصنعا لنسيج [[كتان|الكتان]] ومصنع [[طربوش|الطرابيش]] [[فوة (توضيح)|بفوه]]، ومعمل [[سبك|سبك الحديد]] ببولاق ومصنع ألواح [[نحاس|النحاس]] التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج [[سكر|السكر]]، ومصانع [[نيلة|النيلة]] [[صابون|والصابون]] [[دباغة|ودباغة الجلود]] برشيد ومصنعا [[زجاج|للزجاج]] [[خزف|والصيني]] ومصنعا [[شمع|للشمع]] ومعاصر [[زيت|للزيوت]]. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية. ==== الزراعة ==== اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالريّ وشق العديد من الترع وشيّد [[جسر (توضيح)|الجسور]] [[قنطرة (توضيح)|والقناطر]]. كما وسّع نطاق الزراعة، فخصص نحو 3,000 فدان لزراعة [[توت (توضيح)|التوت]] للاستفادة منه في إنتاج الحرير الطبيعي، [[زيتون|والزيتون]] لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران. وفي عام 1821، أدخل زراعة صنف جديد من [[قطن|القطن]] يصلح لصناعة الملابس، بعد أن كان الصنف الشائع لا يصلح إلا للاستخدام في التنجيد. ==== التجارة ==== بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية. كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وتعبيد طريق [[السويس]]-القاهرة وتأمينه لتسيير القوافل، دورًا في إعادة حركة التجارة بين [[الهند]] وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836. === إداريًا === ==== نظام الحكم ==== ملف:أسرة محمد علي باشا.JPG محمد علي باشا في جلسة بمجلس المشورة. خزانة أختام محمد علي باشا، محفوظة اليوم في مكتبة الإسكندرية. حكم محمد علي مصر حكمًا [[أوتوقراطية|أوتوقراطيًا]] مع ميل لاستشارة بعض المقربين قبل إبرام الأمور، إلا أنه اختلف عن الحكم الاستبدادي للمماليك في أنه كان يخضع لنظام إداري بدلاً من الفوضى التي سادت عصر المماليك. فقد أسس محمد علي مجلسًا حكوميًا عرف باسم «الديوان العالي» مقره القلعة يترأسه نائب الوالي محمد علي، ويخضع لسلطة هذا الديوان دواوين تختص بشؤون الحربية والبحرية والتجارة والشؤون الخارجية والمدارس والأبنية والأشغال. كما أسس مجلسًا للمشورة يضم كبار رجال الدولة وعدد من الأعيان والعلماء، ينعقد كل عام ويختص بمناقشة مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية. وفي عام 1837، وضع محمد علي قانونًا أساسيًا عرف بقانون «السياستنامة»، يحدد فيه سلطات كل ديوان من الدواوين الحكومية. ==== التقسيم الإداري ==== قسّم محمد علي مصر إلى سبع مديريات أربعة في الوجه البحري وهي الأولى ضمت [[محافظة البحيرة|البحيرة]] [[محافظة القليوبية|والقليوبية]] [[محافظة الجيزة|والجيزة]] والثانية [[محافظة المنوفية|المنوفية]] [[محافظة الغربية|والغربية]] والثالثة [[الدقهلية (محافظة)|الدقهلية]] والرابعة [[محافظة الشرقية|الشرقية]]، وواحدة في مصر الوسطى وشملت [[محافظة بني سويف|بني سويف]] [[محافظة الفيوم|والفيوم]] [[محافظة المنيا|والمنيا]]، واثنتان في مصر العليا الأولى من جنوب المنيا إلى شمال [[محافظة قنا|قنا]] والثانية من قنا إلى [[وادي حلفا]]، إضافة إلى خمس محافظات وهي القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس. ==== النظام المالي ==== لوحة لمحمد علي باشا، بريشة السير دايڤيد ولكي. ألغى محمد علي نظام «الالتزام» الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، مما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبوا تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام «الاحتكار» الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري، وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي. كما أجهد محمد علي الشعب [[ضريبة|بالضرائب]] التي كان يفرضها على الشعب، كلما احتاج لتمويل أحد حملاته أو مشاريعه دون نظام محدد، شملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية. وكما احتكر محمد علي الأراضي والزراعة، احتكر أيضًا الصناعة والتجارة، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها. === عمرانيًا === اهتم محمد علي ببعض النواحي العمرانية التي تخدم دولته الناشئة، فأسس المدن مثل [[الخرطوم]] [[كسلا|وكسلا]]، وأقام [[قلعة|القلاع]] للدفاع عن الثغور وعاصمة البلاد، كما شيّد [[منارة|فنارا]] لإرشاد السفن في رأس التين بالإسكندرية. وعني أيضًا ببناء القصور ودور الحكومة، وأنشأ [[دار المحفوظات العمومية (مصر)|دفترخانة]] لحفظ الوثائق الحكومية، ودار للآثار بعدما أصدر أمرًا بمنع خروج الآثار من مصر، وعبّد الطرق التجارية ونظّم حركة [[بريد|البريد]] وجعل له محطات لإراحة [[خيل|الجياد]]. === اجتماعيًا === تدرّج المجتمع في عهد محمد علي إلى عدة طبقات اجتماعية أعلاها الطبقة الحاكمة التي ضمت أسرة محمد علي وكبار رجاله وموظفي الدولة من المتعلمين في المدارس والمبتعثين للخارج، ثم طبقة العلماء والأعيان فالمزارعين وعمال المصانع [[بدو|والعربان]] والرقيق من اليونانيين الذين أسروا في حرب المورة والجواري [[شركس|الشركسيات]] [[الإمبراطورية الإثيوبية|والحبشيات]] والسودانيات اللاتي كن يخدمن في بيوت الأثرياء. وقد ارتفع تعداد السكان في عهد محمد علي من 2,514,400 نسمة عام 1823، إلى 4,476,440 نسمة عام 1845. وكان محمد علي باشا متسامحًا واسع الأفق في الشؤون الدينية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2011|11]])</small></sup> فقرَّب إليه المسيحيين كما المسلمين، واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته. == نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة == رسم لمحمد علي باشا من سنواته الأخيرة، وبالتحديد من عام [[1841]]. بعد انسحاب الجنود المصرية من [[بلاد الشام]] وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع [[الدولة العثمانية]] بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن [[فرنسا]] ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل [[مصر]] أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من [[جنون ارتياب|جنون الارتياب]]، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة [[شيخوخة|تقدمه بالسن]]، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض [[زحار|الزحار]]. ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة [[1844]] تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون [[فرنك فرنسي|فرنك]]، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14,081,500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75,227,500 قرش. وتخوّف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] الذي اقترح أن تقوم أحب شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام. بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا [[سل|بالسل]]، واشتد عليه [[روماتزم|داء المفاصل]]، وأخذ يبصق [[دم|دمًا]] عند [[سعال|السعال]]، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى [[إيطاليا]] للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله [[عبد المجيد الأول|للسلطان]] عندما زار [[إسطنبول|الآستانة]] في سنة [[1846]]، حيث عبّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟» بعد ذلك عاد محمد علي إلى [[مصر]] وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه [[شيخوخة|الشيخوخة]]، وبحلول عام [[1848]] كان قد أصيب [[خرف|بالخرف]] وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة. === وفاته === [[مسجد محمد علي|جامع محمد علي باشا]] في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة القاهرة]]، حيث يرقد ضريح محمد علي باشا. تمثال محمد علي باشا في [[ميدان المنشية]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]]. حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنيّة في [[10 نوفمبر]]/[[تشرين الثاني]] سنة [[1848]]، فخلفه ابن أخيه طوسون، [[عباس حلمي الأول|عبّاس حلمي]]. وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في [[قصر رأس التين]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]] بتاريخ [[2 أغسطس]] سنة [[1849|1849م]]، الموافق فيه [[13 رمضان]] سنة [[1265 هـ|1265هـ]]، فنُقل جثمانه إلى [[القاهرة]] حيث دُفن في [[مسجد محمد علي|الجامع]] الذي كان قد بناه قبل زمن في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة المدينة]]. كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم، وكان يحمل له شيئًا من الضغينة. يقول القنصل البريطاني جون موراي، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع محمد علي إلى مثواه الأخير:<blockquote>... كان الحضور في الجنازة حضورًا هزيلاً غثًا؛ كثير من القناصل والسفراء لم يُدعوا للمشاركة، ولم تُغلق الحوانيت ولا الدوائر الحكومية.. باختصار، يسود انطباع عام مفاده أن عبّاس باشا هو الجدير باللوم، فقد قلل من شأن جدّه وذكراه اللامعة، ولم يحترم ذكراه حق الاحترام، وكيف لا يكون ذلك وقد سمح أن يُقام مأتم هذا الرجل على هذا الشكل البائس وأهمل العناية به أشد الإهمال. ...إن تعلّق وتبجيل جميع طبقات المجتمع المصري لاسم محمد علي لهو مأتم أعظم شأنًا وأكثر شرفًا من أي جنازة أخرى يُقدمها له خلفاؤه. يتحدث الأهالي الكبار ممن يتذكر عن الفوضى والظلم الذي غرقت به البلاد قبل وصوله؛ ويُقارن الشباب حكمه بحكم خلفه المتقلّب والمتذبذب؛ كل طبقات الشعب من ترك وعرب، لا تتردد في قول أن مصر المزدهرة المتحضرة ماتت مع محمد علي...في واقع الأمر يا سيدي، لا يمكننا ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن محمد علي، على الرغم من كل أخطائه، كان رجلاً عظيم الشأن.</blockquote> === إرثه === إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين وفي الأوساط العامّة، هي تلك التي تقول أن محمد علي باشا هو «والد مصر الحديثة»، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذي استطاع تجريد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ [[معركة الريدانية|الفتح العثماني لمصر عام 1517]]. وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن [[الدولة العثمانية]]، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوي يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول [[حراك اجتماعي]] في المجتمع المصري، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته [[مصر|لمصر]] [[السودان|والسودان]] طيلة 150 عامًا تقريبًا، كانت مصر فيها دولة تتمتع باستقلال ذاتي قانوني في ظل الدولة العثمانية، ومن ثم في ظل الحماية البريطانية. يرى قسم آخر من الناس، أن محمد علي باشا لم يكن باني مصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، بدءًا من [[الأسرة المصرية الحادية والثلاثون|الفرس في عام 525 ق.م]]. وحجج أصحاب هذا الرأي تتمثل بعدّة نقاط، منها أن محمد علي لم يتكلم [[اللغة العربية|العربية]] أو يجعلها اللغة الرسمية في بلاطه، وإنما استعاض عنها [[لغة تركية عثمانية|بالتركية]]، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها، وإنه أرهق المصريين بالضرائب وأعمال السخرة والتجنيد الإجباري. ومن أبرز المواضيع التي تجعل البعض يتحفّظ على عهد محمد علي باشا، قصة عزمه على هدم [[الهرم الأكبر]] واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس [[دلتا النيل]] في منطقة [[شلقان]]، التي أصبحت فيما بعد [[القناطر الخيرية]]، والتي تراجع عنها بعد أن أقنعه المهندس الفرنسي [[لينان دو بلفون]] بعدم جدواها. على العموم تعتبر النظرة سالفة الذكر النظرة الأقل قبولاً عند المؤرخين وبالذات [[عرب|العرب]] منهم. تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. == المراجع == # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-707996eac8f0837acc3191063b5a154e2af9a1f9%201-0|^]]''' مُعرِّف الضَّبط الاستناديِّ في قاعدة البيانات الوطنيَّة التشيكيَّة (NKCR AUT): <nowiki>https://aleph.nkp.cz/F/?func=find-c&local_base=aut&ccl_term=ica=jo20211123715</nowiki> — تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2022 # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-2|^]]''' الرافعي, عبد الرحمن (2000). "الزعامة الشعبية في السنوات الأولى من حكم محمد علي". تاريخ الحركة القومية، وتطور نظام الحكم، ج3 عصر محمد علي. القاهرة: مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب. صفحات ص 39. ISBN 977-01-6930-7. # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-3|^]]''' 'مقولة "محمد علي:مؤسس مصر الحديثة" مقولة تاريخية، أي أن لها أصولا تاريخية محددة، وأنها محكومة منذ البداية بمصالح ومطامح محددة، على رأسها مصالح ومطامح محمد علي نفسه، الذي كان على دراية بالغة بدوره في تاريخ مصر، 4 -بل في تاريخ الدولة العثمانية ككل. وبالتالي يجب أن نأخذ باعتبارنا عندما نتناول هذه المقولة أن محمد علي نفسه كان أول من روج لها. '[[خالد فهمي]]. كل رجال الباشا ''محمد علي:مؤسس مصر الحديثة محمد علي وجيشه وبناء مصر 5 5 5-الحديثة'' ص32. ط1 2001، دار الشروق # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-4|^]]''' خطبة العرش للخدوي إسماعيل وكانت تسمى مقالة الافتتاح لمجلس شورى النواب في [[25 نوفمبر]] [[1866]] وصدرها: "من المعلوم أن جدي المرحوم عندما تولى مصر وجدها خالية من آثار العمار، ووجد أهلها مسلوبي الأمن والراحة، فصرف 5=الهمم العالية لتأمين الأهالي وتمدين البلاد بإيجاد الأسباب والوسائل اللازمة حتى وفقه الله لما أرداه من تأسيس عمارية الأقطار المصرية..." عبد الرحمن الرافعي. عصر إسماعيل، # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-7|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: تحقق من قيمة <code>|مسار=</code> ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#bad%20url|مساعدة]]) # - # ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-1|<sup>''ب''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-2|<sup>''ت''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-3|<sup>''ث''</sup>]] # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-11|^]]''' فاروق مصر: محمد علي باشا والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع [[واي باك مشين]]. # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-12|^]]''' Cleveland, William L, ''A History of the Modern Middle East'', (Boulder: Westview Press, 2009), 65-66 # '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-16|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: <code>|الأول=</code> has generic name ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#generic%20name|مساعدة]])، <code>|صفحات=</code> has extra text ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#extra%20text%20pages|مساعدة]] # ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-1|<sup>''ب''</sup>]] كان زمان في مصر وفي كل مكان، العدد الأول، زوجات ومستولدات ملوك مصرنسخة محفوظة 09 يونيو 2012 على موقع [[واي باك مشين]]. === حواش === * الدلاة تعني المجانين، هم جنود [[كرد|أكراد]] اشتهروا بالبسالة والتهور، لذا عرفوا بهذا الاسم. * الكيس يعادل 500 [[قرش (عملة)|قرش عثماني]]. * كانت [[الإسكندرية]] حتى ذلك الحين تخضع للسلطان مباشرة ويرسل لها حكام مثلها مثل الثغور، ولا تخضع لسلطة والي مصر. * عندما سمع أمين بك أصوات [[رصاص|الرصاص]]، هرع إلى [[قلعة القاهرة (توضيح)|سور القلعة]]، ولكز [[خيل|جواده]] بضربة عنيفة، فهوى به من ذلك الارتفاع، وقبل أن يصل الحصان إلى الأرض قفز من فوق ظهر الحصان فنجا من الموت. فر أمين بك بعد ذلك، واستجار بالأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الشهابي]] في [[لبنان]]. كما كان أمين بك هذا هو الملهم [[جرجي زيدان|لجرجي زيدان]] لكتابة روايته «المملوك الشارد». * حين علم محمد علي بانتقاد الغرب لحادثة [[مذبحة القلعة]]، التي عدوها عملاً منافيًا للإنسانية. صرح بأنه يبغي رسم صورة يضع فيها مذبحة المماليك بجانب [[اغتيال|الاغتيال]] الذي دبّره [[نابليون بونابرت]] للدوق «دانجان» حيث اتهمه ظلمًا بالتآمر عليه، وأمر بقتله بعد محاكمة صورية. * ظهرت [[سلفية وهابية|الدعوة الوهّابية]] في [[شبه الجزيرة العربية]] حوالي منتصف [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] على يد زعيمها الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب]]، فنُسبت إليه وسُمي أتباعه بالوهّابيين. استمد محمد بن عبد الوهاب دعوته من طريقة الإمام [[ابن تيمية]]، فالمذهب الوهّابي هو في أصوله [[حنابلة|المذهب الحنبلي]]، والفكرة التي دعا إليها ابن عبد الوهاب فكرة صالحة في جوهرها، لكن بعض الباحثين وعلماء [[شريعة إسلامية|الشريعة]] يرون أنه غالى فيها وتشدد حتى أضحى أساسها تكفير كل من لم يأخذ بها، وإنه من هنا جاءت تسمية الوهّابيين للمخالفين لهم «مشركين». وقد ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده على ذلك بعدّة أقوال، أبرزها أنه لم يُكفّر إلا [[تعدد الآلهة|المشركين]]، ولم يحصل أن كفّر بالظن، والموالاة، أو كفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، وإن من يقولون بذلك إنما يريدون تنفير الناس عن [[إسلام|دين الله ورسوله]]. * كانت [[الإمبراطورية الروسية]] أشد الدول الأوروبية قلقًا، فقد نظرت بعين الخوف والقلق إلى تقدم الجيش المصري واقترابه من [[إسطنبول|الآستانة]]، وخشيت من اتساع نفوذ محمد علي باشا حتى المضائق [[البحر الأسود|والبحر الأسود]]، فيصبح بوسعه تأسيس دولة قوية تقوم على أنقاض [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] المتداعية، ويتعارض ذلك مع سياستها تجاه هذه السلطنة التي كانت قد قررتها في عام [[1829]] في الاجتماع الموسع الذي عقده القيصر [[نيكولاي الأول|نيقولا الأول]] عقب توقيع معاهدة أدرنة، والقاضية بعدم تقسيم أراضيها. * كان الساسة البريطانيون أقرب إلى التردد في اختيار الموقف الذي يخدم سياسة بلدهم، لذلك لم يعطوا في البداية الأزمة المصرية الأهمية اللازمة، وبخاصة أنهم رفضوا طلب [[محمود الثاني|السلطان]] بمد يد المساعدة، وكان موقفهم هذا أقرب إلى مصالح محمد علي باشا منه إلى مصالح السلطان. أما المسألة البلجيكية فهي في جوهرها [[استقلال|حركة استقلال قومي]] عن [[هولندا]] تدخلت فيها [[فرنسا]] بحجة ضم [[بلجيكا]] أو جزء منها، الأمر الذي عارضته [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]، لأن من شأن ذلك أن يخل بالتسوية الإقليمية التي أقرّتها [[معاهدة فيينا|معاهدة ڤيينا]] عام [[1815]]. وقد رأى وزير الخارجية البريطاني آنذاك، أن بلجيكا يمكن إذا ما تحولت إلى دولة أن تُستخدم درعًا ضد بريطانيا من قبل فرنسا. ولم تُحل هذه القضية إلا في [[19 أبريل]] سنة [[1839]] وفقًا لمعاهدة وقعتها الدول الخمس الكبرى أقرّت باستقلال بلجيكا. * كان لدى سكان [[بلاد الشام]] من الدوافع ما حملهم فعلاً على إعلان الثورة على الحكم المصري بفعل إجرائاته التي لم يعهدوها من قبل. فعلى الرغم من أن [[شوام|الشوام]] استقبلوا إبراهيم باشا استقبال المحرر المنقذ من الولاة العثمانيين وظلمهم، إلا أنه بعد استقرار الحكم المصري رأوا فيه احتلالاً مفروضًا عليهم، خصوصًا بعد أن قام [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] بزيادة الضرائب بسبب النفقات الباهظة للجيش المصري، على نحو لم يعرفه الناس قبلاً، فقد كان الشوام يدفعون في عهد واليي [[عكا]] العثمانيين، سليمان باشا وعبد الله باشا، مليونين ونصف مليون قرش ضريبة سنوية، فأصبحوا في أواخر عهد إبراهيم باشا يدفعون أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، أي ما يُقارب ثمانية ملايين ونصف مليون قرش. أضف إلى ذلك أن حكم إبراهيم باشا ظل عسكريًا بسبب خوف والده محمد علي من عودة العثمانيين لاسترجاع الشام، ففُرض التجنيد الإجباري على الناس، وسُخروا في شق [[طريق|الطرقات]] وترميم [[حصن|الحصون]] واستخراج [[معدن|المعادن]]. * جرت المباحثات في جو أقرب إلى التشنج. وعرض صارم أفندي أن يضم محمد علي كل بلاد الشام الجنوبية بدون أن يُطبق على هذا الجزء مبدأ الوراثة شأن [[مصر]] [[شبه الجزيرة العربية|وشبه الجزيرة العربية]]، في حين أصرّ محمد علي من جهته على الانفصال والاستقلال بمصر [[بلاد الشام|وبلاد الشام]]. * من الوقائع التي تدل على تسامح محمد علي مع غير المسلمين، وبشكل خاص المسيحيين، المرسوم الذي أصدره ليهدئ من روع رهبان [[دير سانت كاترين|دير القديسة كاترين]] في [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]] بعدما تمركزت قوّات كبيرة العدد من [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري]] في شبه الجزيرة تلك، خلال عهد الحروب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]]، وقد جاء فيه: «صدر المرسوم الشريف الواجب القبول والتشريف والاتباع عن ديوان [[مصر]] المحروسة إلى قدوة الملة [[مسيحية|المسيحية]] وعمدة الطائفة [[عيسى بن مريم|العيسوية]] الرهبان سكان الدير بجبل سيناء ختمت عواقبهم بالخير والرشاد تحيطون علمًا أنه قد طرق مسامعنا حاصل عندكم خوف وزعل بخصوص قدوم العساكر المرسلة إلى [[الحجاز]]، والحال أننا لا نرضى إلاّ كامل راحتكم واستراحتكم في محل مواطنكم بالدير [[جبل موسى (مصر)|بجبل سيناء]] وتكونوا مطمئنين ومستريحين من هذا القبيل وعليكم أمان الله تعالى وأمان [[محمد|رسوله]] ثم أماننا السعيد. ولم تخشوا من شيء جملة كافية ولا أحد يعترض لكم بوجه من الوجوه ويكون لكم الحماية والصيانة في ديركم محل وطنكم بجبل سيناء ولم تهتموا من شيء مطلقًا، فبناء على ذلك أصدرنا هذا المرسوم الشريف عند وصوله إليكم يكون العمل بمضمونه وبمقتضاه واعتمدوه غاية الاعتماد». * تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة [[موسوعة بريتانيكا|لدائرة المعارف البريطانية]] لسنة [[1911]] وهي الآن ضمن [[ملكية عامة|الملكية العامة]]. == المصادر[عدل] == * Ahmed, Jamal Mohammed. ''The Intellectual Origins of Egyptian Nationalism''. New York: Oxford University Press, 1960. * Berger, Morroe. ''Military Elite and Social Change: Egypt Since Napoleon''. Princeton, New Jersey: Center for International Studies: Woodrow Wilson School for Public and International Affaris, 1960. * Dodwell, Henry. ''The Founder of Modern Egypt: A Study of Muhammad ‘Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1967. * Fahmy, Khaled. 1997. ''All The Pasha's Men: Mehmed Ali, his army and the making of modern Egypt.'' New York: American University in Cairo Press. ISBN 977-424-696-9 * Fahmy, Khaled. 1998. "The era of Muhammad 'Ali Pasha, 1805-1848" in ''The Cambridge History of Egypt: Modern Egypt, from 1517 to the end of the twentieth century.'' M.W. Daly, ed. pp. 139–179, Vol. 2. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-47211-3 * Goldschmidt, Arthur, Jr. ''Modern Egypt: The Formation of a Nation-State''. Boulder, Colorado: Westview Press, 1988. * Hill, Richard. ''Egypt in the Sudan 1820-1881''. London: Oxford University Press, 1959. * [[ألبرت حوراني]]. 2002. ''A History of the Arab Peoples.'' London: Faber and Faber. ISBN 0-446-39392-4 * [[عبد الرحمن الجبرتي]]. 1994. ''<nowiki/>'Abd al-Rahman al-Jabarti's History of Egypt.'' 4 vols. T. Philipp and M. Perlmann, translators. Stuttgart: Franz Steiner Verlag. ISBN 3-515-05756-0 * Jarvis, H. Wood. ''Pharaoh to Farouk''. London: John Murray Limited, 1956. * Lacouture, Jean and Simonne Lacouture. ''Egypt in Transition''. Translated by Francis Scarfe. New York: Criterion Books, 1958. * Marlowe, John. ''A History of Modern Egypt and Anglo-Egyptian Relations 1800-1953''. New York: Praeger, 1954. * Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. ''Egypt in the Reign of Muhammad Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1984. * Pollard, Lisa. ''Nurturing the Nation: The Family Politics of Modernizing, Colonizing, and Liberating Egypt, 1805-1923''. Berkeley, California: University of California Press, 2005. * Rivlin, Helen Anne B. ''The Agricultural Policy of Muhammad ‘Alī in Egypt''. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 1961. * Vatikiotis, P.J. 1991. ''The History of Modern Egypt: From Muhammad Ali to Mubarak.'' Baltimore: The Johns Hopkins University Press. ISBN 0-8018-4215-8 * Finkel, Caroline, ''Osman's Dream'', (Basic Books, 2005), 57; "Istanbul was only adopted as the city's official name in 1930..". == وصلات خارجية == * مادة وثائقية عن محمد علي من قناة الجزيرة على [[يوتيوب]] * شكوك حول أصول محمد علي الألبانية، من جريدة الاتحاد، بقلم الدكتور محمد علي الصويركي. * بيت محمد علي (الباشاوات - الخديويات- السلاطين- ملوك مصر): تاريخ الحُكّام والسُلالات الحاكمة. * صورة وصفية لحياة محمد علي، باشا مصر وسوريا والجزيرة العربية {| class="wikitable" ! colspan="3" |المناصب السياسية |- | rowspan="1" |سبقه [[خورشيد باشا|أحمد خورشيد باشا]] | rowspan="1" |'''[[الأسرة العلوية|والي مصر والسودان]]''' [[17 مايو]] [[1805]] - [[2 مارس]] [[1848]] | rowspan="1" |تبعه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] |} {| class="wikitable" | |في [[ويكيميديا كومنز|كومنز]] صور وملفات عن: محمد علي باشا |}'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -1,0 +1,314 @@ +محمد [[آغا]] [[بك]] [[محمد علي باشا|محمد علي باشة]] ولد يوم([[1]] [[مارس]] [[سنة|عام]] [[1984]] ) [[حصل علي شهادة]] [[دكتوراه|دكتوراة]] ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Doctorat)‏ من [[جامعة عين شمس]] تقع في [[القاهرة]] عام 2006 مكن منح درجة «[[دكتوراه فخرية]]» لشخصيات معينة تعبيرًا عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي. في [[ألمانيا]] مثلاً تمّ إسناد هذا اللقب لفرديناند بورشه، وحتى يتم التمييز بالنسبة للدكتوراه العادية يتم إضافة الحرفين H.C. أي Honoris Causa. ويمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة. + +تستلزم مرحلة دراسة الدكتوراه سنتين كحدّ أدنى في معظم المؤسسات التعليمية في دول العالم، حيث لا تجوز مناقشة الدكتوراه قبل هذه المدّة، ولكن في أغلب الأحيان تستغرق أكثر من ذلك بكثير. تتضمن أطروحة الدكتوراه إنجاز بحث مبتكر وأصيل أو مجموعة أبحاث متجانسة هي [[أطروحة أكاديمية|أطروحة]]. يتم تقييم الأطروحة ومناقشتها أمام مجموعة أساتذة مختصين في مجال الأطروحة. + +وتوفي اخية الكبير محمود آغا [[سنة]] [[2007]] دي كانت صدمة في حيات محمد آغا وفكر في مجال الاجهزة + +ثم لجئ وفكر في مجال الاجهزة الكهربائية ثم فتح [http://mohamedelagha.com شركة الأغا] [[يوم]] [[1]] [[يناير]] [[2022]] + +واسس نفس بنفسة وتعامل مع هذه الشركات شركة [[توشيبا]] شركة [[شارب]] شركة ترنيدوا شركة فريش شركة ال جي +{| class="wikitable sortable mw-collapsible mw-collapsed" +|+محمد آغا بك[[ملف:Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg|حدود|مركز|تصغير]] +!الأسم +! +! +!محمد آغا بك +|- +!الشهرة +! +! +!محمد الأغا قوص +|- +|المهنة او الوظيفة +| +| +|دكتور سابقا +ومدير شركة الأغا للأجهزة الكهربائية +|- +|الديانة +| +| +|مسلم +|- +|تاريخ ميللادة +| +| +|1-مارس [[1984]] +|} + +== خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية. == + +# إتمام الدراسة الجامعيّة المنتظمة (ويجب أن تكون الجامعة مُعترف بها) مع الحصول على درجةٍ لا تقل عن الجيّد. +# إتمام متطلّبات اللغة مثل: الحصول على شهادة التوفل الإنجليزيّة. +# وبعدَ إتمام الشروط السابقة يحقّ للطالب التّقديم إلى الماجستير في موضوع معيّن يؤهّلهُ للالتحاقِ بها. +# إتمام رسالة الماجستير لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر. +# التقديم لرسالةِ الدكتوراه لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر بحسب سياسات الجامعة. +# ومِن شروطِ الحصولِ على شهادةِ الدكتوراه فِي مجالٍ مُعيّن إنجازُ بحثٍ مُبتكر وجديد أو مجموعةٌ مِنَ الأبحاثِ فِي موضوعٍ مُعيّن فَقَط، ومناقشةِ هذِهِ الأفكارِ والبحوثاتِ العلميّة أمام مجموعَةٍ مِنَ الأساتذة المُتَخَصّصين فِي نَفسِ المجال، مَع توضيحِ الفِكرَةِ وتوصيلها لهم. + +أطلقت الجامعات الإنكليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها، لأن الفلسفة بمعناها التقليدي كانت تُطلَق في الماضي على مختلف المعارف والعلوم العامّة. + +أمّا كلمة «دكتوراه» فهي مشتقة من الكلمة [[اللاتينية]] (Docere) والتي تعني «درّس، علّم». وجدير بالذكر أن إطلاق لقب «دكتور» على الطبيب لم يكن سوى مجازاَ لغويّاَ حوّله الزمن إلى رديف للشخص المتعلم والدارس.'''البك''' أو '''الباي''' أو '''البيك''' أو '''البيه''' كلمة ولقب [[اللغة التركية|تركي]]، كان يستخدم في [[الدولة العثمانية]]. ويستخدم في العديد من اللغات والبلدان، مثل (اللغة الألبانية: bej), و(البوسنية: beg), و(اللغة الفارسية /, بگ / Beg or Beyg ). معناها السيد أو الأمير أو ذو شأن عظيم وهي تلفظ (بيه) ومن هنا سمي مؤدب الملك في بلاد فارس (أتابك أي السيد الأب)، ثم أطلقت أتابك على الوزير ووكيله وعلى الأمير نفسه. هذه الكلمة كانت قبل في مقابل الباشا في معنى وال أو حاكم إقليم أو أمير تابع لسلطان كما هو الشأن في بك تونس ([[باي تونس]]) ثم صارت الآن تطلق على كبار موظفي الجيش بحرياً وبرياً وتوسع فيها حتى صارت تعطى الآن لقباً تشريفياً بدون مراعاة وظيفة أو وراثة. (عن دائرة معارف القرن العشرين تأليف محمد فريد وجدي المجلد الثاني دار الفكر بيروت ص 286). في [[مصر]] قبل الثورة، كان هذا اللقب يلي لقب [[باشا|الباشا]]. لقب عادة ما يطبق على زعماء القبائل الصغيرة. بعد الثورة في مصر، نزل من عليائه في تلك الحقبة، وكان يطلق على كبار الموظفين كمديري العموم ووكلاء الوزارات وضباط الشرطة ووكلاء النيابة. ورغم أن أصل الكلمة [[تركيا|تركي]] لكنها انتشرت في [[مصر]] بعد العهد العثماني + + +تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. + +كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. + +=== ضم السودان === +المقالة الرئيسة: [[حملة محمد علي باشا على السودان (1820-24)]] + +كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ [[السودان]]. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء [[ذهب|الذهب]] [[ألماس|والماس]] الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة [[سنار]]، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى [[دنقلا|دنقلة]]. + +انطلقت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في [[20 يوليو]] سنة [[1820]]، بقيادة [[إسماعيل كامل باشا|إسماعيل باشا]] ثالث أبناء محمد علي. سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من [[أسوان]] إلى [[وادي حلفا]] إلى [[دنقلا|دنقلة]]، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي [[4 نوفمبر]] من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في [[كورتي]]. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على [[بربر (مدينة)|بربر]] في [[10 مارس]] سنة [[1821]]، ثم [[شندي]] الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على [[أم درمان]]، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة [[الخرطوم]] لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية. + +وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم [[كردفان]]. وفي شهر أبريل من عام [[1821]]، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في [[بارا]]، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة [[الأبيض (مدينة)|الأبيض]]، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة [[سنار]]، فاستولى على مدينة [[ود مدني]]، فقدم ملكها الملك «بادي» ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821. + +وفي أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على [[ولاية النيل الأزرق|منطقة النيل الأزرق]]، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام [[1822]]. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر. + +بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى [[شندي]] في ديسمبر من عام [[1822]]، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]]. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي. + +=== حرب المورة === +المقالة الرئيسة: [[حرب استقلال اليونان]] + +كانت [[اليونان|بلاد اليونان]]، حتى أوائل [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، جزءًا من [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]]، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن [[الحروب النابليونية]]، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار [[الثورة الفرنسية]]، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر. وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام [[1820]]، واتخذت مراكز لها في كل من [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] [[النمسا|والنمسا]] لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل «الجمعية الأخوية» ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ [[نقحرة]]: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء [[الإمبراطورية البيزنطية]] والاستيلاء على العاصمة [[إسطنبول|الآستانة]]، وإخراج المسلمين من [[أوروبا]] ودفعهم إلى [[آسيا]]. وقد اتخذت الثورة في إقليم [[بيلوبونيز|المورة]] بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن. واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها إستراتيجيًا ضد القوّات العثمانية. وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان [[محمود الثاني]] من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار. +لوحة ''الغارة على ميسولونغي''، يظهر فيها الثوّار اليونانيون وهم يُقاتلون الجيش المصري والعثماني. بريشة ثيودور ڤريزاكيس ([[1855]]). + +لوحة ''إبراهيم يُهاجم ميسولونغي''، وهي تُظهر الهجوم المصري على المدينة بقيادة إبراهيم باشا، بريشة غوزيپي پيترو مزّولا. + +قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد [[إسلام|الإسلام]] ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة [[كريت]] وأخمدت الثورة فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام [[1825]]، وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر [[معركة نافارين|ناڤارين]]، أهم مواقع شبه الجزيرة. وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام [[1825]]، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في [[هيدرا (جزيرة)|هيدرا]] وأستبزيا وميناء نوپلي [[ميسولونغي|وميسولونغي]]. وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار. +الأسطولين العثماني والمصري تلتهمهما النيران في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]]. + +نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون [[الرأي العام (توضيح)|الرأي العام]] في [[أوروبا]] بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة. وفعلاً دعت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول [[سانت بطرسبرغ|سان بطرسبيرغ]]، الذي انضمت إليه [[فرنسا]] بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني. لكن سقوط [[ميسولونغي]] قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه [[اليونان]] لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري. وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين [[معركة نافارين|وضربتهما]]، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في [[20 أكتوبر]] سنة [[1827|1827م]]، الموافق فيه [[29 ربيع الأول]] سنة [[1243 هـ|1243هـ]]. + +عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية [[معركة نافارين|وانتصارها البحري في ناڤارين]] اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين. فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في [[اليونان|بلاد اليونان]]، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية، وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال [[فرنسا]] قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف [[مصر]]، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان. وفي [[7 سبتمبر]] سنة [[1828|1828م]]، الموافق فيه [[26 صفر]] سنة [[1244|1244هـ]]، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية، إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية. + +== الحملة على الشام == + +=== أسبابها === +السلطان [[محمود الثاني|محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"]]، سلطان الدولة العثمانية منذ سنة [[1808]] حتى سنة [[1839]]، وعد محمد علي باشا بتوليته على [[بلاد الشام]] لقاء خدماته الجليلة للسلطنة، لكنه عاد وأخلف الوعد خوفًا على وحدة أراضي الدولة. + +خرج محمد علي باشا من [[حرب الاستقلال اليونانية|الحرب اليونانية]] من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]] ببسط نفوذه على [[شبه الجزيرة العربية]]، وأتاح له دخول [[السودان]] ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية، أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه [[بلاد الشام]]. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها [[الدولة العثمانية|للدولة العثمانية]] أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة [[كريت]] تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم [[مصر]] هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد، ورأى أن يضم [[بلاد الشام]] إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي. + +أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه. أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من [[خشب|الخشب]] [[فحم حجري|والفحم الحجري]] [[نحاس|والنحاس]] [[حديد|والحديد]] التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها [[الأناضول|بالأناضول]]، وعلاقاتها التجارية [[آسيا الوسطى|بأواسط آسيا]] حيث تمر قوافل التجارة، وبسبب موقعها على [[الحج في الإسلام|طريق الحج إلى البيت الحرام]]. + +والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ [[بلاد الشام]] منذ عام [[1810]]، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان، فطلب من [[محمود الثاني]]، في عام [[1813]]، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين. ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها. مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي [[عكا]]، [[بشير الثاني الشهابي|وبشير الثاني الشهابي]] أمير [[لبنان]]، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي [[دمشق]] عام [[1821]]، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق. +الأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الثاني الشهابي "الكبير"]]، أمير [[لبنان]] منذ سنة [[1788]] حتى سنة [[1840]]، كان حليفًا أساسيًا وصديقًا مقربًا من محمد علي باشا. + +أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت [[الدولة العثمانية]] تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى [[مصر]]، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه، ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة. أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام [[1825]] عندما صارح [[فريق أول (رتبة عسكرية)|الفريق أول]] الفرنسي «بواييه» بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من [[حرب الاستقلال اليونانية|حرب المورة]]، إلى وضع يده على [[بلاد الشام]] بما فيها ولاية [[عكا]]، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف [[دجلة]] [[الفرات|والفرات]]، وفي [[اليمن|بلاد اليمن]] والجزء الأوسط من [[شبه الجزيرة العربية]]. وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، بأنه سيكون المدافع عن حقوق [[عرب|الشعوب العربية]] التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف، وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام [[1829]]، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية. + +ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام [[1832]]، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في [[الوطن العربي|إمبراطورية عربية]]، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]]، ثم التوسع بعد ذلك نحو [[حلب]] [[بغداد|وبغداد]] عبر كل الولايات العربية. وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام [[1813]]، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في [[الحجاز]]، وبين حملته التي قام بها في عام [[1831]]. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة [[كنج يوسف باشا|يوسف كنج]] إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية. لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ [[الدولة العثمانية]] نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها. فقد كان مؤمنًا بوحدة [[العالم الإسلامي]] بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد [[معركة نافارين|كارثة ناڤارين]]، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة [[إسلام|الدين الإسلامي]]. وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى. + +تُعد حروب محمد علي باشا في [[بلاد الشام]] حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في [[مصر]]، وأن السلطان [[محمود الثاني]] لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع. ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية. وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام. + +=== مراحلها === +مرّت الحروب في [[بلاد الشام]] بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى [[اتفاقية كوتاهيه|باتفاقية كوتاهية]]، عام [[1833]]، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية [[إتفاقية لندن (توضيح)|باتفاقية لندن]] عام [[1840]]، وقضت بانسحاب الجيش المصري. + +==== المرحلة الأولى ==== +لوحة ''ثلاثة فلاحين'' ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Trois fellahs)‏، بريشة شارل جبرائيل غلاير ([[1835]])، وقد صوّر فيها 3 فلاحين مصريين. كانت مسألة الفلاحين السبب الرئيسي وراء الحملة المصرية على الشام. + +تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا [[عبد الله باشا الخزندار|وعبد الله باشا]] والي عكا، فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي [[عكا]] إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في [[زراعة|الزراعة]]، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام. زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في [[14 أكتوبر]]/[[تشرين الأول]] سنة [[1831|1831م]]، الموافق [[7 جمادى الأولى]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، تحت قيادة [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء [[عكا]] التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل [[نابليون بونابرت|لنابليون بونابرت]] من قبل حين حاصرها سنة [[1799]]. وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على [[صور (توضيح)|صور]] [[صيدا|وصيدا]] [[بيروت|وبيروت]] [[جبيل|وجبيل]]. ولمّا استعصت عليهم [[طرابلس (لبنان)|طرابلس]] أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم. + +اضطربت [[الدولة العثمانية]] أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي [[حلب]]، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي [[حمص]]، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى [[عكا]] لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في [[28 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق فيه [[27 ذو الحجة|27 ذي الحجة]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى [[مصر]]. وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين. +[[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، فاتح [[بلاد الشام]] وقائد العمليات العسكرية فيها، بريشة شارل فيليپ لاريڤيار. + +جزع [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] لسقوط [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]] وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة [[سرعسكر|السرعسكر]] حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من [[بلاد الشام]]، وأصدر في الوقت نفسه [[فرمان|فرمانًا]] أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة. اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في [[29 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[10 صفر]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، وسيطر على [[حماة]] ودخل إثر ذلك مدينة [[حلب]]، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال. انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين [[بلاد الشام]] [[الأناضول|والأناضول]]، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء [[إسكندرونة|الإسكندرونة]] وسيطر على الممر، كما احتل ميناء [[سن اليأس|إياس]]، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية [[أضنة]] [[طرسوس|وطرسوس]]. + +وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة [[قونية]]، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها [[معركة قونية]] في [[20 ديسمبر]]/[[كانون الأول]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[27 رجب]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] [[رشيد محمد خوجة باشا|محمد رشيد باشا]]. وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى [[إسطنبول|الآستانة]]، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد [[أوروبا الغربية|بالدول الأوروبية]] للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]]،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%207|7]])</small></sup> إذ كانت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%208|8]])</small></sup> وكانت [[فرنسا]] تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] على الحياد. أرسلت روسيا عام [[1833]] [[أسطول|أسطولاً بحريًا]] إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه [[إسطنبول|الآستانة]] حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي [[الدولة العثمانية]] لتقوّي مركزها في الممرات البحرية، فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن [[روس|الروس]] رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من [[الأناضول]]. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما. واستخدمت [[فرنسا]] علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السلطان، وأن لا يتشدد في طلباته، وأن يكتفي من فتوحه بسناجق [[صيدا]] [[طرابلس (لبنان)|وطرابلس]] [[القدس|والقدس]] [[نابلس|ونابلس]]. رفض محمد علي باشا وجهة النظر الفرنسية، وأصرّ على ضم [[بلاد الشام]] وولاية [[أضنة]]، وجعل [[جبال طوروس]] الحد الفاصل بين الدولة العثمانية وممتلكاته، وأمر ابنه بالتقدم في فتوحه بهدف الضغط على السلطان. +المناطق الخاضعة لسلطان محمد علي بعد انتهاء حملته على بلاد الشام. +وبذلت [[فرنسا]] جهودًا مضنية للتوفيق بين وجهتي النظر، العثمانية والمصرية، وهدّدت، في إحدى مراحل المفاوضات، بقطع العلاقة مع [[مصر]]. وأخيرًا توصل الجانبان إلى توقيع [[اتفاقية كوتاهيه]]، في [[4 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1833|1833م]]، الموافق فيه [[14 ذو الحجة|14 ذي الحجة]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، تنازل [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] بموجبها عن كامل [[بلاد الشام]]، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية [[مصر]] [[كريت|وكريت]] وكامل [[سوريا]] الطبيعية (بما يشمل [[لبنان]] [[فلسطين|وفلسطين]] [[أضنة|وأضنة]])، وبولاية ابنه إبراهيم على [[جدة|جدّة]]. وقد تعهد محمد علي لقاء ذلك، بأن يؤدي للسلطان كل عام الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل. وهكذا جلا إبراهيم باشا عن [[الأناضول]]، وانتهت المرحلة الأولى لحروب الشام، وبدا أن الأزمة قد انتهت أيضًا. + +==== المرحلة الثانية ==== +لم تكن التسوية، التي تمّت في [[كوتاهية]]، إلا تسوية مؤقتة، إذ أن محمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحه، ومن جهته وافق السلطان [[محمود الثاني]] على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر، ولمّا كان التفكير السياسي لكل طرف على هذا الشكل من التناقض، كان لا بد من استئناف الحرب لتقرير النتيجة النهائية. ونفّذ السلطان سياسة إستراتيجية من شقين: إنه راح يُحرّض سكان [[بلاد الشام]] ضد الحكم المصري من جهة،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%209|9]])</small></sup> وقام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، من جهة أخرى. وأدرك محمد علي باشا، بعد التطورات السياسية، بأنّ مواقف الدول الأوروبية كانت لغير صالحه، وبأنّ خططه الانفصالية غير قابلة للتحقيق، لكنه لم يفقد الأمل باعتراف السلطنة بالحقوق الوراثية لعائلته في حكم المناطق التي كانت تحت إدارته، وحاول أن ينتهز الفرصة لإجراء محادثات جديدة، فأجرى مباحثات مع مبعوث السلطان، صارم أفندي، في [[مصر]] انتهت بالفشل بسبب التصلّب في المواقف.<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2010|10]])</small></sup> + +وهكذا تطورت الأمور السياسية نحو التأزم، وأضحت الحرب بين الجانبين أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في [[إسطنبول|الآستانة]] بشكل نشط ومكثف، وتابعت [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] الميول العسكرية لدى السلطان باهتمام بالغ. استغل السلطان ثورة سكان [[بلاد الشام]] على الحكم المصري، ودفع بجيش في ربيع عام [[1839]]، بقيادة حافظ باشا، إلى بلاد الشام، وكان ظهوره عند الحدود كافيًا لإيصال الأزمة إلى ذروتها، أما إبراهيم باشا فقد كان يترقب، تنفيذًا لرغبة أبيه في اجتناب كل ما يُظهره بمظهر المعتدي. وبعد أن احتشد الجمعان، أصدر السلطان أمره إلى حافظ باشا بمهاجمة إبراهيم باشا المتحصن في حلب. ويبدو أن محمد علي تملّكه الفرح لتحمّل السلطان وقائده مسؤولية البدء بالعمليات العسكرية المعادية، لذلك أمر ابنه بمهاجمة الجيش العثماني، وكان ذلك في [[15 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1839|1839م]]، الموافق [[2 ربيع الآخر]] سنة [[1255 هـ|1255هـ]]. وفي [[معركة نسيب]] (الواقعة شرق [[عنتاب]] في [[الجزيرة الفراتية]])، مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثة حقيقية، إذ كاد الجيش أن يُفنى عن بكرة أبيه، وأسر المصريون نحوًا من خمسة عشر ألف جندي، وغنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن. وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ الهزيمة. +السلطان [[عبد المجيد الأول|عبد المجيد خان الأول]]، سلطان [[الدولة العثمانية]] منذ عام [[1839]] حتى عام [[1861]]. شهد بداية عهده نهاية الحكم المصري لبلاد الشام. + +خلف السلطان [[عبد المجيد الأول]] أباه السلطان [[محمود الثاني]]، وهو صبي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي. فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته. وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] [[بروسيا|وبروسيا]] [[النمسا|والنمسا]]، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي. وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحلّ محل السلطنة العثمانية، الضعيفة، في [[المشرق العربي]]، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى [[الهند]]. أما [[فرنسا]] فقد انفردت في سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة. ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام [[1840]] مع [[الحكومة العثمانية]] مؤتمرًا في [[لندن]] بحث فيه المجتمعون ما دُعي «[[المسألة الشرقية|بالمسألة الشرقية]]»، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي. وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية [[مصر]] وراثيًا، وولاية [[عكا]] مدى حياته. واشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد علي قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا. أما إذا لم يُجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر. + +كان محمد علي باشا من جهته مصممًا على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرّته عليها [[اتفاقية كوتاهيه]]، وأخذ يراهن على مساعدة [[فرنسا]] وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولمّا أبلغته [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] وقناصل الدول الأوروبية في [[مصر]] شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يُصدر أي ردّ رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادي عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية [[عكا]]. ومرّت الأيام العشرة الثانية من دون أن يقبل صراحة تنفيذ بنود الاتفاقية، فعدّ قناصل الدول الأوروبية أن ذلك يعني الرفض، عندئذ أصدر السلطان [[فرمان|فرمانًا]] بخلعه من ولاية مصر. أمام هذا الأمر شرعت الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تمهيدية لتنفيذ تعهداتها، فأمرت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] أسطولها في [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]] أن يقطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام وضرب موانئ هذه البلاد، وأوعزت إلى سفيرها في [[إسطنبول|الآستانة]] بإشعال نار الثورة ضد محمد علي في المدن والقرى الشاميّة، كما قطعت الدول الأوروبية الأربع علاقاتها بمصر. + +استقبل محمد علي باشا نبأ عزله بهدوء، وأعرب عن أمله بالتغلب على هذه المحنة، ثم جنح للسلم عندما ظهر [[فريق أول (رتبة عسكرية)|أمير البحر]] البريطاني «نابييه» أمام [[الإسكندرية]]، مهددًا [[حرب|بلغة الحديد والنار]]، ورأى أن [[فرنسا]] غير قادرة على مقاومة [[أوروبا]] كلها، لذلك وقّع اتفاقية مع أمير البحر المذكور وعد فيها بالإذعان لرغبات الدول الكبرى والجلاء عن [[بلاد الشام]] بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، لكن الدولة العثمانية رفضت هذا الشرط بإيعاز من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]. ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشدّدت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] على تبني وجهة نظر محمد علي باشا وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية - المصرية، وجلا المصريون عن الشام. + +== بناء الدولة == +مقابلة الرسام ديفيد روبرت مع محمد علي في قصر الإسكندرية عام 1839. +اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق [[أوروبا|الأوروبي]] في [[مصر]]، واستعان في مشروعاته [[اقتصاد|الاقتصادية]] والعلمية بخبراء [[أوروبا|أوروبيين]] ومنهم بصفة خاصة [[هنري دو سان سيمون|السان سيمونيون]] [[فرنسا|الفرنسيون]] الذين أمضوا في [[مصر]] بضع سنوات في [[عقد 1830|ثلاثينات القرن التاسع عشر]] وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي. + +=== عسكريًا === +أدرك محمد علي أنه لتحقيق أهدافه التوسعية، كان لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له تلك الأهداف. قبل وفي بداية عهد محمد علي، كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من [[كرد|الأكراد]] [[ألبانيا|والألبان]] [[شركس|والشراكسة]]، إضافة إلى تلك القوات جماعات من [[بدو|الأعراب]] الذين كان الولاة يلجأون إليهم [[مرتزق|كمرتزقة]]، وكانت أعمالها لا تتعدى أساليب [[حرب عصابات|حرب العصابات]] والكرّ والفرّ. رأى محمد على أن هذا الجيش لا يعتمد عليه، فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث. + +==== الجيش ==== +محمد علي باشا يستعرض جيشه حديث النشأة. +كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام [[1815]]، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في [[حي بولاق|بولاق]]. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة. +[[عقيد (رتبة عسكرية)|العقيد (كولونيل)]] سيڤ، أو [[سليمان باشا الفرنساوي]]، ضابط فرنسي قدم إلى مصر حيث لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الجيش النظامي المصري. + +لجأ محمد علي مجددًا إلى الحيلة، ففي عام [[1820]]، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في [[أسوان]]، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى [[سليمان باشا الفرنساوي|جوزيف سيڤ]] جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي. وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري. + +بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا تحجج بحاجته إليهم في تأمين الثغور، وأرسلهم إلى دمياط ورشيد ليخلي القاهرة، وليطمئنهم أرسل معهم بعض أبنائه كقادة لهم، ثم أرسل إلى ابنه إسماعيل ليمده بعشرين ألفًا من السودانيين ليتم تدريبهم على الجندية في معسكرات أعدها لهم في [[بني عديات|بني عدي]]، على أيدي الضباط الجدد. إلا أن التجربة فشلت لتفشي الأمراض بين الجنود السودانيين، لاختلاف المناخ، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا تحت راية الجيش بالكرامة وبحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام [[1824]]، أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة. + +بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام [[1833]]، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام [[1839]]. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شؤون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب. كانت أول مشاركات هذا الجيش في حرب المورة، التي أظهرت ما وصلت إليه العسكرية المصرية، وهو ما جعل لها شأنًا بين القوى العسكرية المعاصرة، وقد اعتمد عليه إبراهيم باشا في حملته على الشام والأناضول + +==== الأسطول ==== +عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سفن لنقل الجنود عبر [[البحر الأحمر]]، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور [[جمل|الجمال]] إلى [[السويس]] ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة. وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه. + +اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، كما تعاقد على بناء سفن أخرى في موانئ أوروبا. ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]] أمام أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا الأكثر تطوّرًا، لم ييأس محمد علي وأمر في عام [[1829]] ببناء «ترسانة الإسكندرية»، التي عهد في إدارتها إلى مهندس فرنسي اسمه سريزي. قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام [[1837]]، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة [[مدفع]]، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. ومن شدة اهتمام محمد على بهذه الترسانة كان يزورها باستمرار، وكان يستحث العمال على العمل، ويحضر حفلات تدشين السفن الجديدة. + +==== التعليم العسكري ==== +توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في [[فرشوط]] [[النخيلة (توضيح)|والنخيلة]] [[جرجا|وجرجا]]. كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى [[أبو زعبل|أبي زعبل]] حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ. +رسم يُظهر محمد علي باشا وابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، والعقيد [[سليمان باشا الفرنساوي]]: بناة [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري الحديث]]. + +أضاف محمد علي بعد ذلك، مدرسة [[مشاة|للبيادة]] في [[الخانكة|الخانقاه]]، والتي نقلت إلى دمياط عام [[1834]]، ثم إلى أبي زعبل عام [[1841]]، ومدرسة [[سلاح الفرسان|للسواري]] بالجيزة عام [[1831]]، وأخرى [[مدفعية|للمدفعية]] في [[حي طره|طره]] عام [[1831]] أيضًا. كما أسس مدرسة لأركان الحرب في [[15 أكتوبر]] سنة [[1825]] بالقرب من الخانقاه، ومدرسة [[موسيقى|للموسيقى]] العسكرية. وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في [[رأس التين]]. ولإعداد الضباط البحريين، أسس محمد علي مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية، ولما اتسع نطاقها قسمت إلى فرقتين كل واحدة منها على سفينة. + +==== الصناعات العسكرية ==== +رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة [[مدفع|والمدافع]] في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام [[1827]]، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد. كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج. وفي عام [[1831]]، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا [[مسدس (توضيح)|الطبنجات]] [[سيف|والسيوف]]. + +كما أسس معملاً [[بارود|للكهرجالات]] في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في [[الأشمونين]] [[إهناسيا|وإهناسيا]] [[البدرشين|والبدرشين]] [[الفيوم (مدينة)|والفيوم]] والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام [[1833]]، نحو 15,800 [[قنطار]]. + +=== تعليميًا === +أدرك محمد علي أنه لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوي. لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة [[الجامع الأزهر|الأزهريين]] إلى [[أوروبا]] للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة. + +==== البعثات العلمية ==== +[[بيمارستان]] القاهرة، 1838م +في عام [[1813]]، ابتعث محمد علي أول البعثات التعليمية إلى أوروبا، وكانت وجهتها إلى [[إيطاليا]]، حيث أوفد عدد من الطلبة إلى [[ليفورنو]] [[ميلانو|وميلانو]] [[فلورنسا|وفلورنسا]] [[روما|وروما]] لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والهندسة [[طباعة|والطباعة]]، ثم أتبعها ببعثات [[فرنسا|لفرنسا]] [[إنجلترا|وإنجلترا]]. كانت البعثات الأولى صغيرة، حيث كان جملة من بعث خلالها لا يتعدى 28 طالبًا، ورغم ذلك فقد لمع منهم عثمان نور الدين الذي أصبح أميرالاي الأسطول المصري ونقولا مسابكي الذي أسس مطبعة بولاق بأمر من محمد علي عام [[1821]]. + +إلا أن العصر الذهبي لتلك البعثات، كان مع بعثة عام [[1826]] التي تكونت من 44 طالبًا لدراسة العلوم العسكرية والإدارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والمعادن والكيمياء والهيدروليكا وصب المعادن وصناعة الأسلحة والطباعة والعمارة والترجمة. تبع تلك الحملة حملة ثانية عام 1828 إلى فرنسا، وثالثة عام 1829 إلى فرنسا وإنجلترا [[النمسا|والنمسا]]، ورابعة تخصصت في العلوم الطبية فقط عام 1832. وشهد عام 1844، أكبر تلك البعثات العلمية والتي أرسلت إلى فرنسا، وعرفت باسم «بعثة الأنجال» لأنها ضمت 83 طالبًا بينهم اثنين من أبناء محمد علي واثنين من أحفاده. كان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه. كما أمر محمد علي بتوجيه ثلاث حملات بقيادة [[محمد سليم القبطان|البكباشي سليم القبطان]] أعوام [[1839]]، [[1840]]، [[1841|و1841]] لاستكشاف منابع [[نهر النيل|النيل]]. كان لتلك الحملات الفضل الكبير في استكشاف تلك المناطق ومعرفة أحوالها. + +==== المدارس العليا ==== +أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك «المدارس العليا»، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل بنصيحة من [[أنطوان كلوت|كلوت بك]] للوفاء باحتياجات الجيش من [[طبيب|الأطباء]]، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، وأخرى للقابلات (الولادة) عام 1829. ثم أنشأت مدرسة [[هندسة عسكرية|المهندسخانة]] في بولاق للهندسة العسكرية، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834، ومدرسة الألسن في الأزبكية عام 1836، ومدرسة الزراعة [[نبروه|بنبروه]] عام ومدرسة المحاسبة في السيدة زينب عام 1837، ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع عام 1839، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4,500 طالب. + +==== المدارس الابتدائية ==== +لما تقدمت المدارس العليا واتسع نطاقها، قرر محمد علي إنشاء «ديوان المدارس» عام 1837، وعهد بإدارته إلى بعض أعضاء البعثات العائدين لمصر، لتنظيم التعليم بالمدارس. قرر هذا الديوان توسيع قاعدة التعليم في مصر، فوضع لائحة لنشر التعليم الابتدائي، نصت على ضرورة إنشاء 50 مدرسة ابتدائية، وهو ما وافق عليه محمد علي، وأمر بإنشائها على أن يكون 4 منها بالقاهرة وواحدة بالإسكندرية تضم كل منها 200 تلميذ، والباقي توزع على مختلف الأقاليم وتضم كل منها 100 تلميذ. + +=== اقتصاديًا === +لكي يحقق محمد علي الاستقلال السياسي، كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لذا عمد إلى تنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين الذين عملوا في تلك المجالات بالسخرة. + +==== الصناعة ==== +بني محمد علي قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع [[غزل (توضيح)|للغزل]] [[نسيج (توضيح)|والنسيج]] ومصنعا [[جوخ|للجوخ]] في بولاق ومصنعا [[حبل|للحبال]] اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا [[نسيج (قماش)|للأقمشة]] [[حرير|الحريرية]] وآخر [[صوف|للصوف]] ومصنعا لنسيج [[كتان|الكتان]] ومصنع [[طربوش|الطرابيش]] [[فوة (توضيح)|بفوه]]، ومعمل [[سبك|سبك الحديد]] ببولاق ومصنع ألواح [[نحاس|النحاس]] التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج [[سكر|السكر]]، ومصانع [[نيلة|النيلة]] [[صابون|والصابون]] [[دباغة|ودباغة الجلود]] برشيد ومصنعا [[زجاج|للزجاج]] [[خزف|والصيني]] ومصنعا [[شمع|للشمع]] ومعاصر [[زيت|للزيوت]]. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية. + +==== الزراعة ==== +اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالريّ وشق العديد من الترع وشيّد [[جسر (توضيح)|الجسور]] [[قنطرة (توضيح)|والقناطر]]. كما وسّع نطاق الزراعة، فخصص نحو 3,000 فدان لزراعة [[توت (توضيح)|التوت]] للاستفادة منه في إنتاج الحرير الطبيعي، [[زيتون|والزيتون]] لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران. وفي عام 1821، أدخل زراعة صنف جديد من [[قطن|القطن]] يصلح لصناعة الملابس، بعد أن كان الصنف الشائع لا يصلح إلا للاستخدام في التنجيد. + +==== التجارة ==== +بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية. كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وتعبيد طريق [[السويس]]-القاهرة وتأمينه لتسيير القوافل، دورًا في إعادة حركة التجارة بين [[الهند]] وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836. + +=== إداريًا === + +==== نظام الحكم ==== +ملف:أسرة محمد علي باشا.JPG + +محمد علي باشا في جلسة بمجلس المشورة. +خزانة أختام محمد علي باشا، محفوظة اليوم في مكتبة الإسكندرية. +حكم محمد علي مصر حكمًا [[أوتوقراطية|أوتوقراطيًا]] مع ميل لاستشارة بعض المقربين قبل إبرام الأمور، إلا أنه اختلف عن الحكم الاستبدادي للمماليك في أنه كان يخضع لنظام إداري بدلاً من الفوضى التي سادت عصر المماليك. فقد أسس محمد علي مجلسًا حكوميًا عرف باسم «الديوان العالي» مقره القلعة يترأسه نائب الوالي محمد علي، ويخضع لسلطة هذا الديوان دواوين تختص بشؤون الحربية والبحرية والتجارة والشؤون الخارجية والمدارس والأبنية والأشغال. كما أسس مجلسًا للمشورة يضم كبار رجال الدولة وعدد من الأعيان والعلماء، ينعقد كل عام ويختص بمناقشة مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية. وفي عام 1837، وضع محمد علي قانونًا أساسيًا عرف بقانون «السياستنامة»، يحدد فيه سلطات كل ديوان من الدواوين الحكومية. + +==== التقسيم الإداري ==== +قسّم محمد علي مصر إلى سبع مديريات أربعة في الوجه البحري وهي الأولى ضمت [[محافظة البحيرة|البحيرة]] [[محافظة القليوبية|والقليوبية]] [[محافظة الجيزة|والجيزة]] والثانية [[محافظة المنوفية|المنوفية]] [[محافظة الغربية|والغربية]] والثالثة [[الدقهلية (محافظة)|الدقهلية]] والرابعة [[محافظة الشرقية|الشرقية]]، وواحدة في مصر الوسطى وشملت [[محافظة بني سويف|بني سويف]] [[محافظة الفيوم|والفيوم]] [[محافظة المنيا|والمنيا]]، واثنتان في مصر العليا الأولى من جنوب المنيا إلى شمال [[محافظة قنا|قنا]] والثانية من قنا إلى [[وادي حلفا]]، إضافة إلى خمس محافظات وهي القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس. + +==== النظام المالي ==== +لوحة لمحمد علي باشا، بريشة السير دايڤيد ولكي. +ألغى محمد علي نظام «الالتزام» الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، مما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبوا تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام «الاحتكار» الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري، وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي. كما أجهد محمد علي الشعب [[ضريبة|بالضرائب]] التي كان يفرضها على الشعب، كلما احتاج لتمويل أحد حملاته أو مشاريعه دون نظام محدد، شملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية. وكما احتكر محمد علي الأراضي والزراعة، احتكر أيضًا الصناعة والتجارة، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها. + +=== عمرانيًا === +اهتم محمد علي ببعض النواحي العمرانية التي تخدم دولته الناشئة، فأسس المدن مثل [[الخرطوم]] [[كسلا|وكسلا]]، وأقام [[قلعة|القلاع]] للدفاع عن الثغور وعاصمة البلاد، كما شيّد [[منارة|فنارا]] لإرشاد السفن في رأس التين بالإسكندرية. وعني أيضًا ببناء القصور ودور الحكومة، وأنشأ [[دار المحفوظات العمومية (مصر)|دفترخانة]] لحفظ الوثائق الحكومية، ودار للآثار بعدما أصدر أمرًا بمنع خروج الآثار من مصر، وعبّد الطرق التجارية ونظّم حركة [[بريد|البريد]] وجعل له محطات لإراحة [[خيل|الجياد]]. + +=== اجتماعيًا === +تدرّج المجتمع في عهد محمد علي إلى عدة طبقات اجتماعية أعلاها الطبقة الحاكمة التي ضمت أسرة محمد علي وكبار رجاله وموظفي الدولة من المتعلمين في المدارس والمبتعثين للخارج، ثم طبقة العلماء والأعيان فالمزارعين وعمال المصانع [[بدو|والعربان]] والرقيق من اليونانيين الذين أسروا في حرب المورة والجواري [[شركس|الشركسيات]] [[الإمبراطورية الإثيوبية|والحبشيات]] والسودانيات اللاتي كن يخدمن في بيوت الأثرياء. وقد ارتفع تعداد السكان في عهد محمد علي من 2,514,400 نسمة عام 1823، إلى 4,476,440 نسمة عام 1845. وكان محمد علي باشا متسامحًا واسع الأفق في الشؤون الدينية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2011|11]])</small></sup> فقرَّب إليه المسيحيين كما المسلمين، واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته. + +== نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة == +رسم لمحمد علي باشا من سنواته الأخيرة، وبالتحديد من عام [[1841]]. + +بعد انسحاب الجنود المصرية من [[بلاد الشام]] وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع [[الدولة العثمانية]] بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن [[فرنسا]] ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل [[مصر]] أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من [[جنون ارتياب|جنون الارتياب]]، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة [[شيخوخة|تقدمه بالسن]]، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض [[زحار|الزحار]]. + +ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة [[1844]] تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون [[فرنك فرنسي|فرنك]]، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14,081,500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75,227,500 قرش. وتخوّف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] الذي اقترح أن تقوم أحب شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام. + +بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا [[سل|بالسل]]، واشتد عليه [[روماتزم|داء المفاصل]]، وأخذ يبصق [[دم|دمًا]] عند [[سعال|السعال]]، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى [[إيطاليا]] للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله [[عبد المجيد الأول|للسلطان]] عندما زار [[إسطنبول|الآستانة]] في سنة [[1846]]، حيث عبّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟» بعد ذلك عاد محمد علي إلى [[مصر]] وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه [[شيخوخة|الشيخوخة]]، وبحلول عام [[1848]] كان قد أصيب [[خرف|بالخرف]] وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة. + +=== وفاته === +[[مسجد محمد علي|جامع محمد علي باشا]] في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة القاهرة]]، حيث يرقد + +ضريح محمد علي باشا. +تمثال محمد علي باشا في [[ميدان المنشية]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]]. + +حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنيّة في [[10 نوفمبر]]/[[تشرين الثاني]] سنة [[1848]]، فخلفه ابن أخيه طوسون، [[عباس حلمي الأول|عبّاس حلمي]]. وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في [[قصر رأس التين]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]] بتاريخ [[2 أغسطس]] سنة [[1849|1849م]]، الموافق فيه [[13 رمضان]] سنة [[1265 هـ|1265هـ]]، فنُقل جثمانه إلى [[القاهرة]] حيث دُفن في [[مسجد محمد علي|الجامع]] الذي كان قد بناه قبل زمن في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة المدينة]]. كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم، وكان يحمل له شيئًا من الضغينة. يقول القنصل البريطاني جون موراي، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع محمد علي إلى مثواه الأخير:<blockquote>... كان الحضور في الجنازة حضورًا هزيلاً غثًا؛ كثير من القناصل والسفراء لم يُدعوا للمشاركة، ولم تُغلق الحوانيت ولا الدوائر الحكومية.. باختصار، يسود انطباع عام مفاده أن عبّاس باشا هو الجدير باللوم، فقد قلل من شأن جدّه وذكراه اللامعة، ولم يحترم ذكراه حق الاحترام، وكيف لا يكون ذلك وقد سمح أن يُقام مأتم هذا الرجل على هذا الشكل البائس وأهمل العناية به أشد الإهمال. + +...إن تعلّق وتبجيل جميع طبقات المجتمع المصري لاسم محمد علي لهو مأتم أعظم شأنًا وأكثر شرفًا من أي جنازة أخرى يُقدمها له خلفاؤه. يتحدث الأهالي الكبار ممن يتذكر عن الفوضى والظلم الذي غرقت به البلاد قبل وصوله؛ ويُقارن الشباب حكمه بحكم خلفه المتقلّب والمتذبذب؛ كل طبقات الشعب من ترك وعرب، لا تتردد في قول أن مصر المزدهرة المتحضرة ماتت مع محمد علي...في واقع الأمر يا سيدي، لا يمكننا ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن محمد علي، على الرغم من كل أخطائه، كان رجلاً عظيم الشأن.</blockquote> + +=== إرثه === +إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين وفي الأوساط العامّة، هي تلك التي تقول أن محمد علي باشا هو «والد مصر الحديثة»، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذي استطاع تجريد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ [[معركة الريدانية|الفتح العثماني لمصر عام 1517]]. وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن [[الدولة العثمانية]]، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوي يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول [[حراك اجتماعي]] في المجتمع المصري، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته [[مصر|لمصر]] [[السودان|والسودان]] طيلة 150 عامًا تقريبًا، كانت مصر فيها دولة تتمتع باستقلال ذاتي قانوني في ظل الدولة العثمانية، ومن ثم في ظل الحماية البريطانية. + +يرى قسم آخر من الناس، أن محمد علي باشا لم يكن باني مصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، بدءًا من [[الأسرة المصرية الحادية والثلاثون|الفرس في عام 525 ق.م]]. وحجج أصحاب هذا الرأي تتمثل بعدّة نقاط، منها أن محمد علي لم يتكلم [[اللغة العربية|العربية]] أو يجعلها اللغة الرسمية في بلاطه، وإنما استعاض عنها [[لغة تركية عثمانية|بالتركية]]، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها، وإنه أرهق المصريين بالضرائب وأعمال السخرة والتجنيد الإجباري. ومن أبرز المواضيع التي تجعل البعض يتحفّظ على عهد محمد علي باشا، قصة عزمه على هدم [[الهرم الأكبر]] واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس [[دلتا النيل]] في منطقة [[شلقان]]، التي أصبحت فيما بعد [[القناطر الخيرية]]، والتي تراجع عنها بعد أن أقنعه المهندس الفرنسي [[لينان دو بلفون]] بعدم جدواها. على العموم تعتبر النظرة سالفة الذكر النظرة الأقل قبولاً عند المؤرخين وبالذات [[عرب|العرب]] منهم. + + + +تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. + +كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. + +== المراجع == + +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-707996eac8f0837acc3191063b5a154e2af9a1f9%201-0|^]]''' مُعرِّف الضَّبط الاستناديِّ في قاعدة البيانات الوطنيَّة التشيكيَّة (NKCR AUT): <nowiki>https://aleph.nkp.cz/F/?func=find-c&local_base=aut&ccl_term=ica=jo20211123715</nowiki> — تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2022 +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-2|^]]''' الرافعي, عبد الرحمن (2000). "الزعامة الشعبية في السنوات الأولى من حكم محمد علي". تاريخ الحركة القومية، وتطور نظام الحكم، ج3 عصر محمد علي. القاهرة: مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب. صفحات ص 39. ISBN 977-01-6930-7. +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-3|^]]''' 'مقولة "محمد علي:مؤسس مصر الحديثة" مقولة تاريخية، أي أن لها أصولا تاريخية محددة، وأنها محكومة منذ البداية بمصالح ومطامح محددة، على رأسها مصالح ومطامح محمد علي نفسه، الذي كان على دراية بالغة بدوره في تاريخ مصر، 4 -بل في تاريخ الدولة العثمانية ككل. وبالتالي يجب أن نأخذ باعتبارنا عندما نتناول هذه المقولة أن محمد علي نفسه كان أول من روج لها. '[[خالد فهمي]]. كل رجال الباشا ''محمد علي:مؤسس مصر الحديثة محمد علي وجيشه وبناء مصر 5 5 5-الحديثة'' ص32. ط1 2001، دار الشروق +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-4|^]]''' خطبة العرش للخدوي إسماعيل وكانت تسمى مقالة الافتتاح لمجلس شورى النواب في [[25 نوفمبر]] [[1866]] وصدرها: "من المعلوم أن جدي المرحوم عندما تولى مصر وجدها خالية من آثار العمار، ووجد أهلها مسلوبي الأمن والراحة، فصرف 5=الهمم العالية لتأمين الأهالي وتمدين البلاد بإيجاد الأسباب والوسائل اللازمة حتى وفقه الله لما أرداه من تأسيس عمارية الأقطار المصرية..." عبد الرحمن الرافعي. عصر إسماعيل، +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-7|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: تحقق من قيمة <code>|مسار=</code> ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#bad%20url|مساعدة]]) +# - +# ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-1|<sup>''ب''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-2|<sup>''ت''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-3|<sup>''ث''</sup>]] +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-11|^]]''' فاروق مصر: محمد علي باشا والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع [[واي باك مشين]]. +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-12|^]]''' Cleveland, William L, ''A History of the Modern Middle East'', (Boulder: Westview Press, 2009), 65-66 +# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-16|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: <code>|الأول=</code> has generic name ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#generic%20name|مساعدة]])، <code>|صفحات=</code> has extra text ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#extra%20text%20pages|مساعدة]] +# ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-1|<sup>''ب''</sup>]] كان زمان في مصر وفي كل مكان، العدد الأول، زوجات ومستولدات ملوك مصرنسخة محفوظة 09 يونيو 2012 على موقع [[واي باك مشين]]. + +=== حواش === + +* الدلاة تعني المجانين، هم جنود [[كرد|أكراد]] اشتهروا بالبسالة والتهور، لذا عرفوا بهذا الاسم. +* الكيس يعادل 500 [[قرش (عملة)|قرش عثماني]]. +* كانت [[الإسكندرية]] حتى ذلك الحين تخضع للسلطان مباشرة ويرسل لها حكام مثلها مثل الثغور، ولا تخضع لسلطة والي مصر. +* عندما سمع أمين بك أصوات [[رصاص|الرصاص]]، هرع إلى [[قلعة القاهرة (توضيح)|سور القلعة]]، ولكز [[خيل|جواده]] بضربة عنيفة، فهوى به من ذلك الارتفاع، وقبل أن يصل الحصان إلى الأرض قفز من فوق ظهر الحصان فنجا من الموت. فر أمين بك بعد ذلك، واستجار بالأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الشهابي]] في [[لبنان]]. كما كان أمين بك هذا هو الملهم [[جرجي زيدان|لجرجي زيدان]] لكتابة روايته «المملوك الشارد». +* حين علم محمد علي بانتقاد الغرب لحادثة [[مذبحة القلعة]]، التي عدوها عملاً منافيًا للإنسانية. صرح بأنه يبغي رسم صورة يضع فيها مذبحة المماليك بجانب [[اغتيال|الاغتيال]] الذي دبّره [[نابليون بونابرت]] للدوق «دانجان» حيث اتهمه ظلمًا بالتآمر عليه، وأمر بقتله بعد محاكمة صورية. +* ظهرت [[سلفية وهابية|الدعوة الوهّابية]] في [[شبه الجزيرة العربية]] حوالي منتصف [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] على يد زعيمها الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب]]، فنُسبت إليه وسُمي أتباعه بالوهّابيين. استمد محمد بن عبد الوهاب دعوته من طريقة الإمام [[ابن تيمية]]، فالمذهب الوهّابي هو في أصوله [[حنابلة|المذهب الحنبلي]]، والفكرة التي دعا إليها ابن عبد الوهاب فكرة صالحة في جوهرها، لكن بعض الباحثين وعلماء [[شريعة إسلامية|الشريعة]] يرون أنه غالى فيها وتشدد حتى أضحى أساسها تكفير كل من لم يأخذ بها، وإنه من هنا جاءت تسمية الوهّابيين للمخالفين لهم «مشركين». وقد ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده على ذلك بعدّة أقوال، أبرزها أنه لم يُكفّر إلا [[تعدد الآلهة|المشركين]]، ولم يحصل أن كفّر بالظن، والموالاة، أو كفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، وإن من يقولون بذلك إنما يريدون تنفير الناس عن [[إسلام|دين الله ورسوله]]. +* كانت [[الإمبراطورية الروسية]] أشد الدول الأوروبية قلقًا، فقد نظرت بعين الخوف والقلق إلى تقدم الجيش المصري واقترابه من [[إسطنبول|الآستانة]]، وخشيت من اتساع نفوذ محمد علي باشا حتى المضائق [[البحر الأسود|والبحر الأسود]]، فيصبح بوسعه تأسيس دولة قوية تقوم على أنقاض [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] المتداعية، ويتعارض ذلك مع سياستها تجاه هذه السلطنة التي كانت قد قررتها في عام [[1829]] في الاجتماع الموسع الذي عقده القيصر [[نيكولاي الأول|نيقولا الأول]] عقب توقيع معاهدة أدرنة، والقاضية بعدم تقسيم أراضيها. +* كان الساسة البريطانيون أقرب إلى التردد في اختيار الموقف الذي يخدم سياسة بلدهم، لذلك لم يعطوا في البداية الأزمة المصرية الأهمية اللازمة، وبخاصة أنهم رفضوا طلب [[محمود الثاني|السلطان]] بمد يد المساعدة، وكان موقفهم هذا أقرب إلى مصالح محمد علي باشا منه إلى مصالح السلطان. أما المسألة البلجيكية فهي في جوهرها [[استقلال|حركة استقلال قومي]] عن [[هولندا]] تدخلت فيها [[فرنسا]] بحجة ضم [[بلجيكا]] أو جزء منها، الأمر الذي عارضته [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]، لأن من شأن ذلك أن يخل بالتسوية الإقليمية التي أقرّتها [[معاهدة فيينا|معاهدة ڤيينا]] عام [[1815]]. وقد رأى وزير الخارجية البريطاني آنذاك، أن بلجيكا يمكن إذا ما تحولت إلى دولة أن تُستخدم درعًا ضد بريطانيا من قبل فرنسا. ولم تُحل هذه القضية إلا في [[19 أبريل]] سنة [[1839]] وفقًا لمعاهدة وقعتها الدول الخمس الكبرى أقرّت باستقلال بلجيكا. +* كان لدى سكان [[بلاد الشام]] من الدوافع ما حملهم فعلاً على إعلان الثورة على الحكم المصري بفعل إجرائاته التي لم يعهدوها من قبل. فعلى الرغم من أن [[شوام|الشوام]] استقبلوا إبراهيم باشا استقبال المحرر المنقذ من الولاة العثمانيين وظلمهم، إلا أنه بعد استقرار الحكم المصري رأوا فيه احتلالاً مفروضًا عليهم، خصوصًا بعد أن قام [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] بزيادة الضرائب بسبب النفقات الباهظة للجيش المصري، على نحو لم يعرفه الناس قبلاً، فقد كان الشوام يدفعون في عهد واليي [[عكا]] العثمانيين، سليمان باشا وعبد الله باشا، مليونين ونصف مليون قرش ضريبة سنوية، فأصبحوا في أواخر عهد إبراهيم باشا يدفعون أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، أي ما يُقارب ثمانية ملايين ونصف مليون قرش. أضف إلى ذلك أن حكم إبراهيم باشا ظل عسكريًا بسبب خوف والده محمد علي من عودة العثمانيين لاسترجاع الشام، ففُرض التجنيد الإجباري على الناس، وسُخروا في شق [[طريق|الطرقات]] وترميم [[حصن|الحصون]] واستخراج [[معدن|المعادن]]. +* جرت المباحثات في جو أقرب إلى التشنج. وعرض صارم أفندي أن يضم محمد علي كل بلاد الشام الجنوبية بدون أن يُطبق على هذا الجزء مبدأ الوراثة شأن [[مصر]] [[شبه الجزيرة العربية|وشبه الجزيرة العربية]]، في حين أصرّ محمد علي من جهته على الانفصال والاستقلال بمصر [[بلاد الشام|وبلاد الشام]]. +* من الوقائع التي تدل على تسامح محمد علي مع غير المسلمين، وبشكل خاص المسيحيين، المرسوم الذي أصدره ليهدئ من روع رهبان [[دير سانت كاترين|دير القديسة كاترين]] في [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]] بعدما تمركزت قوّات كبيرة العدد من [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري]] في شبه الجزيرة تلك، خلال عهد الحروب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]]، وقد جاء فيه: «صدر المرسوم الشريف الواجب القبول والتشريف والاتباع عن ديوان [[مصر]] المحروسة إلى قدوة الملة [[مسيحية|المسيحية]] وعمدة الطائفة [[عيسى بن مريم|العيسوية]] الرهبان سكان الدير بجبل سيناء ختمت عواقبهم بالخير والرشاد تحيطون علمًا أنه قد طرق مسامعنا حاصل عندكم خوف وزعل بخصوص قدوم العساكر المرسلة إلى [[الحجاز]]، والحال أننا لا نرضى إلاّ كامل راحتكم واستراحتكم في محل مواطنكم بالدير [[جبل موسى (مصر)|بجبل سيناء]] وتكونوا مطمئنين ومستريحين من هذا القبيل وعليكم أمان الله تعالى وأمان [[محمد|رسوله]] ثم أماننا السعيد. ولم تخشوا من شيء جملة كافية ولا أحد يعترض لكم بوجه من الوجوه ويكون لكم الحماية والصيانة في ديركم محل وطنكم بجبل سيناء ولم تهتموا من شيء مطلقًا، فبناء على ذلك أصدرنا هذا المرسوم الشريف عند وصوله إليكم يكون العمل بمضمونه وبمقتضاه واعتمدوه غاية الاعتماد». +* تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة [[موسوعة بريتانيكا|لدائرة المعارف البريطانية]] لسنة [[1911]] وهي الآن ضمن [[ملكية عامة|الملكية العامة]]. + +== المصادر[عدل] == + +* Ahmed, Jamal Mohammed. ''The Intellectual Origins of Egyptian Nationalism''. New York: Oxford University Press, 1960. +* Berger, Morroe. ''Military Elite and Social Change: Egypt Since Napoleon''. Princeton, New Jersey: Center for International Studies: Woodrow Wilson School for Public and International Affaris, 1960. +* Dodwell, Henry. ''The Founder of Modern Egypt: A Study of Muhammad ‘Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1967. +* Fahmy, Khaled. 1997. ''All The Pasha's Men: Mehmed Ali, his army and the making of modern Egypt.'' New York: American University in Cairo Press. ISBN 977-424-696-9 +* Fahmy, Khaled. 1998. "The era of Muhammad 'Ali Pasha, 1805-1848" in ''The Cambridge History of Egypt: Modern Egypt, from 1517 to the end of the twentieth century.'' M.W. Daly, ed. pp. 139–179, Vol. 2. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-47211-3 +* Goldschmidt, Arthur, Jr. ''Modern Egypt: The Formation of a Nation-State''. Boulder, Colorado: Westview Press, 1988. +* Hill, Richard. ''Egypt in the Sudan 1820-1881''. London: Oxford University Press, 1959. +* [[ألبرت حوراني]]. 2002. ''A History of the Arab Peoples.'' London: Faber and Faber. ISBN 0-446-39392-4 +* [[عبد الرحمن الجبرتي]]. 1994. ''<nowiki/>'Abd al-Rahman al-Jabarti's History of Egypt.'' 4 vols. T. Philipp and M. Perlmann, translators. Stuttgart: Franz Steiner Verlag. ISBN 3-515-05756-0 +* Jarvis, H. Wood. ''Pharaoh to Farouk''. London: John Murray Limited, 1956. +* Lacouture, Jean and Simonne Lacouture. ''Egypt in Transition''. Translated by Francis Scarfe. New York: Criterion Books, 1958. +* Marlowe, John. ''A History of Modern Egypt and Anglo-Egyptian Relations 1800-1953''. New York: Praeger, 1954. +* Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. ''Egypt in the Reign of Muhammad Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1984. +* Pollard, Lisa. ''Nurturing the Nation: The Family Politics of Modernizing, Colonizing, and Liberating Egypt, 1805-1923''. Berkeley, California: University of California Press, 2005. +* Rivlin, Helen Anne B. ''The Agricultural Policy of Muhammad ‘Alī in Egypt''. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 1961. +* Vatikiotis, P.J. 1991. ''The History of Modern Egypt: From Muhammad Ali to Mubarak.'' Baltimore: The Johns Hopkins University Press. ISBN 0-8018-4215-8 +* Finkel, Caroline, ''Osman's Dream'', (Basic Books, 2005), 57; "Istanbul was only adopted as the city's official name in 1930..". + +== وصلات خارجية == + +* مادة وثائقية عن محمد علي من قناة الجزيرة على [[يوتيوب]] +* شكوك حول أصول محمد علي الألبانية، من جريدة الاتحاد، بقلم الدكتور محمد علي الصويركي. +* بيت محمد علي (الباشاوات - الخديويات- السلاطين- ملوك مصر): تاريخ الحُكّام والسُلالات الحاكمة. +* صورة وصفية لحياة محمد علي، باشا مصر وسوريا والجزيرة العربية + +{| class="wikitable" +! colspan="3" |المناصب السياسية +|- +| rowspan="1" |سبقه +[[خورشيد باشا|أحمد خورشيد باشا]] +| rowspan="1" |'''[[الأسرة العلوية|والي مصر والسودان]]''' +[[17 مايو]] [[1805]] - [[2 مارس]] [[1848]] +| rowspan="1" |تبعه +[[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] +|} +{| class="wikitable" +| +|في [[ويكيميديا كومنز|كومنز]] صور وملفات عن: محمد علي باشا +|} '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
109757
حجم الصفحة القديم (old_size)
0
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
109757
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => 'محمد [[آغا]] [[بك]] [[محمد علي باشا|محمد علي باشة]] ولد يوم([[1]] [[مارس]] [[سنة|عام]] [[1984]] ) [[حصل علي شهادة]] [[دكتوراه|دكتوراة]] ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Doctorat)‏ من [[جامعة عين شمس]] تقع في [[القاهرة]] عام 2006 مكن منح درجة «[[دكتوراه فخرية]]» لشخصيات معينة تعبيرًا عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي. في [[ألمانيا]] مثلاً تمّ إسناد هذا اللقب لفرديناند بورشه، وحتى يتم التمييز بالنسبة للدكتوراه العادية يتم إضافة الحرفين H.C. أي Honoris Causa. ويمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة.', 1 => '', 2 => 'تستلزم مرحلة دراسة الدكتوراه سنتين كحدّ أدنى في معظم المؤسسات التعليمية في دول العالم، حيث لا تجوز مناقشة الدكتوراه قبل هذه المدّة، ولكن في أغلب الأحيان تستغرق أكثر من ذلك بكثير. تتضمن أطروحة الدكتوراه إنجاز بحث مبتكر وأصيل أو مجموعة أبحاث متجانسة هي [[أطروحة أكاديمية|أطروحة]]. يتم تقييم الأطروحة ومناقشتها أمام مجموعة أساتذة مختصين في مجال الأطروحة.', 3 => '', 4 => 'وتوفي اخية الكبير محمود آغا [[سنة]] [[2007]] دي كانت صدمة في حيات محمد آغا وفكر في مجال الاجهزة', 5 => '', 6 => 'ثم لجئ وفكر في مجال الاجهزة الكهربائية ثم فتح [http://mohamedelagha.com شركة الأغا] [[يوم]] [[1]] [[يناير]] [[2022]]', 7 => '', 8 => 'واسس نفس بنفسة وتعامل مع هذه الشركات شركة [[توشيبا]] شركة [[شارب]] شركة ترنيدوا شركة فريش شركة ال جي', 9 => '{| class="wikitable sortable mw-collapsible mw-collapsed"', 10 => '|+محمد آغا بك[[ملف:Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg|حدود|مركز|تصغير]]', 11 => '!الأسم', 12 => '!', 13 => '!', 14 => '!محمد آغا بك', 15 => '|-', 16 => '!الشهرة', 17 => '!', 18 => '!', 19 => '!محمد الأغا قوص', 20 => '|-', 21 => '|المهنة او الوظيفة', 22 => '|', 23 => '|', 24 => '|دكتور سابقا ', 25 => 'ومدير شركة الأغا للأجهزة الكهربائية', 26 => '|-', 27 => '|الديانة', 28 => '|', 29 => '|', 30 => '|مسلم', 31 => '|-', 32 => '|تاريخ ميللادة', 33 => '|', 34 => '|', 35 => '|1-مارس [[1984]]', 36 => '|}', 37 => '', 38 => '== خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية. ==', 39 => '', 40 => '# إتمام الدراسة الجامعيّة المنتظمة (ويجب أن تكون الجامعة مُعترف بها) مع الحصول على درجةٍ لا تقل عن الجيّد.', 41 => '# إتمام متطلّبات اللغة مثل: الحصول على شهادة التوفل الإنجليزيّة.', 42 => '# وبعدَ إتمام الشروط السابقة يحقّ للطالب التّقديم إلى الماجستير في موضوع معيّن يؤهّلهُ للالتحاقِ بها.', 43 => '# إتمام رسالة الماجستير لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر.', 44 => '# التقديم لرسالةِ الدكتوراه لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر بحسب سياسات الجامعة.', 45 => '# ومِن شروطِ الحصولِ على شهادةِ الدكتوراه فِي مجالٍ مُعيّن إنجازُ بحثٍ مُبتكر وجديد أو مجموعةٌ مِنَ الأبحاثِ فِي موضوعٍ مُعيّن فَقَط، ومناقشةِ هذِهِ الأفكارِ والبحوثاتِ العلميّة أمام مجموعَةٍ مِنَ الأساتذة المُتَخَصّصين فِي نَفسِ المجال، مَع توضيحِ الفِكرَةِ وتوصيلها لهم.', 46 => '', 47 => 'أطلقت الجامعات الإنكليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها، لأن الفلسفة بمعناها التقليدي كانت تُطلَق في الماضي على مختلف المعارف والعلوم العامّة.', 48 => '', 49 => 'أمّا كلمة «دكتوراه» فهي مشتقة من الكلمة [[اللاتينية]] (Docere) والتي تعني «درّس، علّم». وجدير بالذكر أن إطلاق لقب «دكتور» على الطبيب لم يكن سوى مجازاَ لغويّاَ حوّله الزمن إلى رديف للشخص المتعلم والدارس.'''البك''' أو '''الباي''' أو '''البيك''' أو '''البيه''' كلمة ولقب [[اللغة التركية|تركي]]، كان يستخدم في [[الدولة العثمانية]]. ويستخدم في العديد من اللغات والبلدان، مثل (اللغة الألبانية: bej), و(البوسنية: beg), و(اللغة الفارسية /, بگ / Beg or Beyg ). معناها السيد أو الأمير أو ذو شأن عظيم وهي تلفظ (بيه) ومن هنا سمي مؤدب الملك في بلاد فارس (أتابك أي السيد الأب)، ثم أطلقت أتابك على الوزير ووكيله وعلى الأمير نفسه. هذه الكلمة كانت قبل في مقابل الباشا في معنى وال أو حاكم إقليم أو أمير تابع لسلطان كما هو الشأن في بك تونس ([[باي تونس]]) ثم صارت الآن تطلق على كبار موظفي الجيش بحرياً وبرياً وتوسع فيها حتى صارت تعطى الآن لقباً تشريفياً بدون مراعاة وظيفة أو وراثة. (عن دائرة معارف القرن العشرين تأليف محمد فريد وجدي المجلد الثاني دار الفكر بيروت ص 286). في [[مصر]] قبل الثورة، كان هذا اللقب يلي لقب [[باشا|الباشا]]. لقب عادة ما يطبق على زعماء القبائل الصغيرة. بعد الثورة في مصر، نزل من عليائه في تلك الحقبة، وكان يطلق على كبار الموظفين كمديري العموم ووكلاء الوزارات وضباط الشرطة ووكلاء النيابة. ورغم أن أصل الكلمة [[تركيا|تركي]] لكنها انتشرت في [[مصر]] بعد العهد العثماني', 50 => '', 51 => '', 52 => 'تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا.', 53 => '', 54 => 'كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد.', 55 => '', 56 => '=== ضم السودان ===', 57 => 'المقالة الرئيسة: [[حملة محمد علي باشا على السودان (1820-24)]]', 58 => '', 59 => 'كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ [[السودان]]. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء [[ذهب|الذهب]] [[ألماس|والماس]] الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة [[سنار]]، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى [[دنقلا|دنقلة]].', 60 => '', 61 => 'انطلقت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في [[20 يوليو]] سنة [[1820]]، بقيادة [[إسماعيل كامل باشا|إسماعيل باشا]] ثالث أبناء محمد علي. سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من [[أسوان]] إلى [[وادي حلفا]] إلى [[دنقلا|دنقلة]]، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي [[4 نوفمبر]] من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في [[كورتي]]. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على [[بربر (مدينة)|بربر]] في [[10 مارس]] سنة [[1821]]، ثم [[شندي]] الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على [[أم درمان]]، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة [[الخرطوم]] لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية.', 62 => '', 63 => 'وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم [[كردفان]]. وفي شهر أبريل من عام [[1821]]، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في [[بارا]]، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة [[الأبيض (مدينة)|الأبيض]]، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة [[سنار]]، فاستولى على مدينة [[ود مدني]]، فقدم ملكها الملك «بادي» ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821.', 64 => '', 65 => 'وفي أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على [[ولاية النيل الأزرق|منطقة النيل الأزرق]]، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام [[1822]]. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر.', 66 => '', 67 => 'بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى [[شندي]] في ديسمبر من عام [[1822]]، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]]. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي.', 68 => '', 69 => '=== حرب المورة ===', 70 => 'المقالة الرئيسة: [[حرب استقلال اليونان]]', 71 => '', 72 => 'كانت [[اليونان|بلاد اليونان]]، حتى أوائل [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، جزءًا من [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]]، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن [[الحروب النابليونية]]، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار [[الثورة الفرنسية]]، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر. وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام [[1820]]، واتخذت مراكز لها في كل من [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] [[النمسا|والنمسا]] لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل «الجمعية الأخوية» ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ [[نقحرة]]: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء [[الإمبراطورية البيزنطية]] والاستيلاء على العاصمة [[إسطنبول|الآستانة]]، وإخراج المسلمين من [[أوروبا]] ودفعهم إلى [[آسيا]]. وقد اتخذت الثورة في إقليم [[بيلوبونيز|المورة]] بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن. واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها إستراتيجيًا ضد القوّات العثمانية. وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان [[محمود الثاني]] من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار.', 73 => 'لوحة ''الغارة على ميسولونغي''، يظهر فيها الثوّار اليونانيون وهم يُقاتلون الجيش المصري والعثماني. بريشة ثيودور ڤريزاكيس ([[1855]]).', 74 => '', 75 => 'لوحة ''إبراهيم يُهاجم ميسولونغي''، وهي تُظهر الهجوم المصري على المدينة بقيادة إبراهيم باشا، بريشة غوزيپي پيترو مزّولا.', 76 => '', 77 => 'قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد [[إسلام|الإسلام]] ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة [[كريت]] وأخمدت الثورة فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام [[1825]]، وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر [[معركة نافارين|ناڤارين]]، أهم مواقع شبه الجزيرة. وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام [[1825]]، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في [[هيدرا (جزيرة)|هيدرا]] وأستبزيا وميناء نوپلي [[ميسولونغي|وميسولونغي]]. وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار.', 78 => 'الأسطولين العثماني والمصري تلتهمهما النيران في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]].', 79 => '', 80 => 'نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون [[الرأي العام (توضيح)|الرأي العام]] في [[أوروبا]] بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة. وفعلاً دعت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول [[سانت بطرسبرغ|سان بطرسبيرغ]]، الذي انضمت إليه [[فرنسا]] بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني. لكن سقوط [[ميسولونغي]] قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه [[اليونان]] لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري. وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين [[معركة نافارين|وضربتهما]]، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في [[20 أكتوبر]] سنة [[1827|1827م]]، الموافق فيه [[29 ربيع الأول]] سنة [[1243 هـ|1243هـ]].', 81 => '', 82 => 'عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية [[معركة نافارين|وانتصارها البحري في ناڤارين]] اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين. فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في [[اليونان|بلاد اليونان]]، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية، وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال [[فرنسا]] قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف [[مصر]]، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان. وفي [[7 سبتمبر]] سنة [[1828|1828م]]، الموافق فيه [[26 صفر]] سنة [[1244|1244هـ]]، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية، إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية.', 83 => '', 84 => '== الحملة على الشام ==', 85 => '', 86 => '=== أسبابها ===', 87 => 'السلطان [[محمود الثاني|محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"]]، سلطان الدولة العثمانية منذ سنة [[1808]] حتى سنة [[1839]]، وعد محمد علي باشا بتوليته على [[بلاد الشام]] لقاء خدماته الجليلة للسلطنة، لكنه عاد وأخلف الوعد خوفًا على وحدة أراضي الدولة.', 88 => '', 89 => 'خرج محمد علي باشا من [[حرب الاستقلال اليونانية|الحرب اليونانية]] من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]] ببسط نفوذه على [[شبه الجزيرة العربية]]، وأتاح له دخول [[السودان]] ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية، أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه [[بلاد الشام]]. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها [[الدولة العثمانية|للدولة العثمانية]] أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة [[كريت]] تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم [[مصر]] هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد، ورأى أن يضم [[بلاد الشام]] إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي.', 90 => '', 91 => 'أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه. أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من [[خشب|الخشب]] [[فحم حجري|والفحم الحجري]] [[نحاس|والنحاس]] [[حديد|والحديد]] التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها [[الأناضول|بالأناضول]]، وعلاقاتها التجارية [[آسيا الوسطى|بأواسط آسيا]] حيث تمر قوافل التجارة، وبسبب موقعها على [[الحج في الإسلام|طريق الحج إلى البيت الحرام]].', 92 => '', 93 => 'والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ [[بلاد الشام]] منذ عام [[1810]]، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان، فطلب من [[محمود الثاني]]، في عام [[1813]]، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين. ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها. مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي [[عكا]]، [[بشير الثاني الشهابي|وبشير الثاني الشهابي]] أمير [[لبنان]]، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي [[دمشق]] عام [[1821]]، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق.', 94 => 'الأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الثاني الشهابي "الكبير"]]، أمير [[لبنان]] منذ سنة [[1788]] حتى سنة [[1840]]، كان حليفًا أساسيًا وصديقًا مقربًا من محمد علي باشا.', 95 => '', 96 => 'أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت [[الدولة العثمانية]] تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى [[مصر]]، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه، ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة. أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام [[1825]] عندما صارح [[فريق أول (رتبة عسكرية)|الفريق أول]] الفرنسي «بواييه» بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من [[حرب الاستقلال اليونانية|حرب المورة]]، إلى وضع يده على [[بلاد الشام]] بما فيها ولاية [[عكا]]، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف [[دجلة]] [[الفرات|والفرات]]، وفي [[اليمن|بلاد اليمن]] والجزء الأوسط من [[شبه الجزيرة العربية]]. وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، بأنه سيكون المدافع عن حقوق [[عرب|الشعوب العربية]] التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف، وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام [[1829]]، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية.', 97 => '', 98 => 'ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام [[1832]]، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في [[الوطن العربي|إمبراطورية عربية]]، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]]، ثم التوسع بعد ذلك نحو [[حلب]] [[بغداد|وبغداد]] عبر كل الولايات العربية. وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام [[1813]]، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في [[الحجاز]]، وبين حملته التي قام بها في عام [[1831]]. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة [[كنج يوسف باشا|يوسف كنج]] إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية. لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ [[الدولة العثمانية]] نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها. فقد كان مؤمنًا بوحدة [[العالم الإسلامي]] بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد [[معركة نافارين|كارثة ناڤارين]]، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة [[إسلام|الدين الإسلامي]]. وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى.', 99 => '', 100 => 'تُعد حروب محمد علي باشا في [[بلاد الشام]] حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في [[مصر]]، وأن السلطان [[محمود الثاني]] لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع. ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية. وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام.', 101 => '', 102 => '=== مراحلها ===', 103 => 'مرّت الحروب في [[بلاد الشام]] بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى [[اتفاقية كوتاهيه|باتفاقية كوتاهية]]، عام [[1833]]، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية [[إتفاقية لندن (توضيح)|باتفاقية لندن]] عام [[1840]]، وقضت بانسحاب الجيش المصري.', 104 => '', 105 => '==== المرحلة الأولى ====', 106 => 'لوحة ''ثلاثة فلاحين'' ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Trois fellahs)‏، بريشة شارل جبرائيل غلاير ([[1835]])، وقد صوّر فيها 3 فلاحين مصريين. كانت مسألة الفلاحين السبب الرئيسي وراء الحملة المصرية على الشام.', 107 => '', 108 => 'تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا [[عبد الله باشا الخزندار|وعبد الله باشا]] والي عكا، فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي [[عكا]] إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في [[زراعة|الزراعة]]، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام. زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في [[14 أكتوبر]]/[[تشرين الأول]] سنة [[1831|1831م]]، الموافق [[7 جمادى الأولى]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، تحت قيادة [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء [[عكا]] التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل [[نابليون بونابرت|لنابليون بونابرت]] من قبل حين حاصرها سنة [[1799]]. وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على [[صور (توضيح)|صور]] [[صيدا|وصيدا]] [[بيروت|وبيروت]] [[جبيل|وجبيل]]. ولمّا استعصت عليهم [[طرابلس (لبنان)|طرابلس]] أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم.', 109 => '', 110 => 'اضطربت [[الدولة العثمانية]] أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي [[حلب]]، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي [[حمص]]، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى [[عكا]] لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في [[28 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق فيه [[27 ذو الحجة|27 ذي الحجة]] سنة [[1247 هـ|1247هـ]]، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى [[مصر]]. وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين.', 111 => '[[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا بن محمد علي]]، فاتح [[بلاد الشام]] وقائد العمليات العسكرية فيها، بريشة شارل فيليپ لاريڤيار.', 112 => '', 113 => 'جزع [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] لسقوط [[عكا]] [[دمشق|ودمشق]] وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة [[سرعسكر|السرعسكر]] حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من [[بلاد الشام]]، وأصدر في الوقت نفسه [[فرمان|فرمانًا]] أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة. اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في [[29 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[10 صفر]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، وسيطر على [[حماة]] ودخل إثر ذلك مدينة [[حلب]]، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال. انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين [[بلاد الشام]] [[الأناضول|والأناضول]]، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء [[إسكندرونة|الإسكندرونة]] وسيطر على الممر، كما احتل ميناء [[سن اليأس|إياس]]، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية [[أضنة]] [[طرسوس|وطرسوس]].', 114 => '', 115 => 'وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة [[قونية]]، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها [[معركة قونية]] في [[20 ديسمبر]]/[[كانون الأول]] سنة [[1832|1832م]]، الموافق [[27 رجب]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] [[رشيد محمد خوجة باشا|محمد رشيد باشا]]. وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى [[إسطنبول|الآستانة]]، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد [[أوروبا الغربية|بالدول الأوروبية]] للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]]،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%207|7]])</small></sup> إذ كانت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%208|8]])</small></sup> وكانت [[فرنسا]] تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] على الحياد. أرسلت روسيا عام [[1833]] [[أسطول|أسطولاً بحريًا]] إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه [[إسطنبول|الآستانة]] حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي [[الدولة العثمانية]] لتقوّي مركزها في الممرات البحرية، فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن [[روس|الروس]] رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من [[الأناضول]]. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما. واستخدمت [[فرنسا]] علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السلطان، وأن لا يتشدد في طلباته، وأن يكتفي من فتوحه بسناجق [[صيدا]] [[طرابلس (لبنان)|وطرابلس]] [[القدس|والقدس]] [[نابلس|ونابلس]]. رفض محمد علي باشا وجهة النظر الفرنسية، وأصرّ على ضم [[بلاد الشام]] وولاية [[أضنة]]، وجعل [[جبال طوروس]] الحد الفاصل بين الدولة العثمانية وممتلكاته، وأمر ابنه بالتقدم في فتوحه بهدف الضغط على السلطان.', 116 => 'المناطق الخاضعة لسلطان محمد علي بعد انتهاء حملته على بلاد الشام.', 117 => 'وبذلت [[فرنسا]] جهودًا مضنية للتوفيق بين وجهتي النظر، العثمانية والمصرية، وهدّدت، في إحدى مراحل المفاوضات، بقطع العلاقة مع [[مصر]]. وأخيرًا توصل الجانبان إلى توقيع [[اتفاقية كوتاهيه]]، في [[4 مايو]]/[[أيار]] سنة [[1833|1833م]]، الموافق فيه [[14 ذو الحجة|14 ذي الحجة]] سنة [[1248 هـ|1248هـ]]، تنازل [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] بموجبها عن كامل [[بلاد الشام]]، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية [[مصر]] [[كريت|وكريت]] وكامل [[سوريا]] الطبيعية (بما يشمل [[لبنان]] [[فلسطين|وفلسطين]] [[أضنة|وأضنة]])، وبولاية ابنه إبراهيم على [[جدة|جدّة]]. وقد تعهد محمد علي لقاء ذلك، بأن يؤدي للسلطان كل عام الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل. وهكذا جلا إبراهيم باشا عن [[الأناضول]]، وانتهت المرحلة الأولى لحروب الشام، وبدا أن الأزمة قد انتهت أيضًا.', 118 => '', 119 => '==== المرحلة الثانية ====', 120 => 'لم تكن التسوية، التي تمّت في [[كوتاهية]]، إلا تسوية مؤقتة، إذ أن محمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحه، ومن جهته وافق السلطان [[محمود الثاني]] على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر، ولمّا كان التفكير السياسي لكل طرف على هذا الشكل من التناقض، كان لا بد من استئناف الحرب لتقرير النتيجة النهائية. ونفّذ السلطان سياسة إستراتيجية من شقين: إنه راح يُحرّض سكان [[بلاد الشام]] ضد الحكم المصري من جهة،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%209|9]])</small></sup> وقام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، من جهة أخرى. وأدرك محمد علي باشا، بعد التطورات السياسية، بأنّ مواقف الدول الأوروبية كانت لغير صالحه، وبأنّ خططه الانفصالية غير قابلة للتحقيق، لكنه لم يفقد الأمل باعتراف السلطنة بالحقوق الوراثية لعائلته في حكم المناطق التي كانت تحت إدارته، وحاول أن ينتهز الفرصة لإجراء محادثات جديدة، فأجرى مباحثات مع مبعوث السلطان، صارم أفندي، في [[مصر]] انتهت بالفشل بسبب التصلّب في المواقف.<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2010|10]])</small></sup>', 121 => '', 122 => 'وهكذا تطورت الأمور السياسية نحو التأزم، وأضحت الحرب بين الجانبين أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في [[إسطنبول|الآستانة]] بشكل نشط ومكثف، وتابعت [[أوروبا الغربية|الدول الأوروبية]] الميول العسكرية لدى السلطان باهتمام بالغ. استغل السلطان ثورة سكان [[بلاد الشام]] على الحكم المصري، ودفع بجيش في ربيع عام [[1839]]، بقيادة حافظ باشا، إلى بلاد الشام، وكان ظهوره عند الحدود كافيًا لإيصال الأزمة إلى ذروتها، أما إبراهيم باشا فقد كان يترقب، تنفيذًا لرغبة أبيه في اجتناب كل ما يُظهره بمظهر المعتدي. وبعد أن احتشد الجمعان، أصدر السلطان أمره إلى حافظ باشا بمهاجمة إبراهيم باشا المتحصن في حلب. ويبدو أن محمد علي تملّكه الفرح لتحمّل السلطان وقائده مسؤولية البدء بالعمليات العسكرية المعادية، لذلك أمر ابنه بمهاجمة الجيش العثماني، وكان ذلك في [[15 يونيو]]/[[حزيران]] سنة [[1839|1839م]]، الموافق [[2 ربيع الآخر]] سنة [[1255 هـ|1255هـ]]. وفي [[معركة نسيب]] (الواقعة شرق [[عنتاب]] في [[الجزيرة الفراتية]])، مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثة حقيقية، إذ كاد الجيش أن يُفنى عن بكرة أبيه، وأسر المصريون نحوًا من خمسة عشر ألف جندي، وغنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن. وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ الهزيمة.', 123 => 'السلطان [[عبد المجيد الأول|عبد المجيد خان الأول]]، سلطان [[الدولة العثمانية]] منذ عام [[1839]] حتى عام [[1861]]. شهد بداية عهده نهاية الحكم المصري لبلاد الشام.', 124 => '', 125 => 'خلف السلطان [[عبد المجيد الأول]] أباه السلطان [[محمود الثاني]]، وهو صبي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي. فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته. وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] [[بروسيا|وبروسيا]] [[النمسا|والنمسا]]، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي. وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحلّ محل السلطنة العثمانية، الضعيفة، في [[المشرق العربي]]، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى [[الهند]]. أما [[فرنسا]] فقد انفردت في سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة. ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام [[1840]] مع [[الحكومة العثمانية]] مؤتمرًا في [[لندن]] بحث فيه المجتمعون ما دُعي «[[المسألة الشرقية|بالمسألة الشرقية]]»، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي. وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية [[مصر]] وراثيًا، وولاية [[عكا]] مدى حياته. واشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد علي قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا. أما إذا لم يُجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر.', 126 => '', 127 => 'كان محمد علي باشا من جهته مصممًا على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرّته عليها [[اتفاقية كوتاهيه]]، وأخذ يراهن على مساعدة [[فرنسا]] وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولمّا أبلغته [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] وقناصل الدول الأوروبية في [[مصر]] شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يُصدر أي ردّ رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادي عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية [[عكا]]. ومرّت الأيام العشرة الثانية من دون أن يقبل صراحة تنفيذ بنود الاتفاقية، فعدّ قناصل الدول الأوروبية أن ذلك يعني الرفض، عندئذ أصدر السلطان [[فرمان|فرمانًا]] بخلعه من ولاية مصر. أمام هذا الأمر شرعت الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تمهيدية لتنفيذ تعهداتها، فأمرت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] أسطولها في [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]] أن يقطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام وضرب موانئ هذه البلاد، وأوعزت إلى سفيرها في [[إسطنبول|الآستانة]] بإشعال نار الثورة ضد محمد علي في المدن والقرى الشاميّة، كما قطعت الدول الأوروبية الأربع علاقاتها بمصر.', 128 => '', 129 => 'استقبل محمد علي باشا نبأ عزله بهدوء، وأعرب عن أمله بالتغلب على هذه المحنة، ثم جنح للسلم عندما ظهر [[فريق أول (رتبة عسكرية)|أمير البحر]] البريطاني «نابييه» أمام [[الإسكندرية]]، مهددًا [[حرب|بلغة الحديد والنار]]، ورأى أن [[فرنسا]] غير قادرة على مقاومة [[أوروبا]] كلها، لذلك وقّع اتفاقية مع أمير البحر المذكور وعد فيها بالإذعان لرغبات الدول الكبرى والجلاء عن [[بلاد الشام]] بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، لكن الدولة العثمانية رفضت هذا الشرط بإيعاز من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]. ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشدّدت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كل من [[النمسا]] [[بروسيا|وبروسيا]] في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا [[الإمبراطورية الروسية|وروسيا]] على تبني وجهة نظر محمد علي باشا وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية - المصرية، وجلا المصريون عن الشام.', 130 => '', 131 => '== بناء الدولة ==', 132 => 'مقابلة الرسام ديفيد روبرت مع محمد علي في قصر الإسكندرية عام 1839.', 133 => 'اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق [[أوروبا|الأوروبي]] في [[مصر]]، واستعان في مشروعاته [[اقتصاد|الاقتصادية]] والعلمية بخبراء [[أوروبا|أوروبيين]] ومنهم بصفة خاصة [[هنري دو سان سيمون|السان سيمونيون]] [[فرنسا|الفرنسيون]] الذين أمضوا في [[مصر]] بضع سنوات في [[عقد 1830|ثلاثينات القرن التاسع عشر]] وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي.', 134 => '', 135 => '=== عسكريًا ===', 136 => 'أدرك محمد علي أنه لتحقيق أهدافه التوسعية، كان لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له تلك الأهداف. قبل وفي بداية عهد محمد علي، كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من [[كرد|الأكراد]] [[ألبانيا|والألبان]] [[شركس|والشراكسة]]، إضافة إلى تلك القوات جماعات من [[بدو|الأعراب]] الذين كان الولاة يلجأون إليهم [[مرتزق|كمرتزقة]]، وكانت أعمالها لا تتعدى أساليب [[حرب عصابات|حرب العصابات]] والكرّ والفرّ. رأى محمد على أن هذا الجيش لا يعتمد عليه، فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث.', 137 => '', 138 => '==== الجيش ====', 139 => 'محمد علي باشا يستعرض جيشه حديث النشأة.', 140 => 'كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام [[1815]]، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في [[حي بولاق|بولاق]]. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة.', 141 => '[[عقيد (رتبة عسكرية)|العقيد (كولونيل)]] سيڤ، أو [[سليمان باشا الفرنساوي]]، ضابط فرنسي قدم إلى مصر حيث لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الجيش النظامي المصري.', 142 => '', 143 => 'لجأ محمد علي مجددًا إلى الحيلة، ففي عام [[1820]]، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في [[أسوان]]، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى [[سليمان باشا الفرنساوي|جوزيف سيڤ]] جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي. وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري.', 144 => '', 145 => 'بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا تحجج بحاجته إليهم في تأمين الثغور، وأرسلهم إلى دمياط ورشيد ليخلي القاهرة، وليطمئنهم أرسل معهم بعض أبنائه كقادة لهم، ثم أرسل إلى ابنه إسماعيل ليمده بعشرين ألفًا من السودانيين ليتم تدريبهم على الجندية في معسكرات أعدها لهم في [[بني عديات|بني عدي]]، على أيدي الضباط الجدد. إلا أن التجربة فشلت لتفشي الأمراض بين الجنود السودانيين، لاختلاف المناخ، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا تحت راية الجيش بالكرامة وبحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام [[1824]]، أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة.', 146 => '', 147 => 'بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام [[1833]]، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام [[1839]]. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شؤون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب. كانت أول مشاركات هذا الجيش في حرب المورة، التي أظهرت ما وصلت إليه العسكرية المصرية، وهو ما جعل لها شأنًا بين القوى العسكرية المعاصرة، وقد اعتمد عليه إبراهيم باشا في حملته على الشام والأناضول', 148 => '', 149 => '==== الأسطول ====', 150 => 'عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سفن لنقل الجنود عبر [[البحر الأحمر]]، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور [[جمل|الجمال]] إلى [[السويس]] ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة. وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه.', 151 => '', 152 => 'اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، كما تعاقد على بناء سفن أخرى في موانئ أوروبا. ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في [[معركة نافارين|معركة ناڤارين]] أمام أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا الأكثر تطوّرًا، لم ييأس محمد علي وأمر في عام [[1829]] ببناء «ترسانة الإسكندرية»، التي عهد في إدارتها إلى مهندس فرنسي اسمه سريزي. قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام [[1837]]، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة [[مدفع]]، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. ومن شدة اهتمام محمد على بهذه الترسانة كان يزورها باستمرار، وكان يستحث العمال على العمل، ويحضر حفلات تدشين السفن الجديدة.', 153 => '', 154 => '==== التعليم العسكري ====', 155 => 'توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في [[فرشوط]] [[النخيلة (توضيح)|والنخيلة]] [[جرجا|وجرجا]]. كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى [[أبو زعبل|أبي زعبل]] حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ.', 156 => 'رسم يُظهر محمد علي باشا وابنه [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، والعقيد [[سليمان باشا الفرنساوي]]: بناة [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري الحديث]].', 157 => '', 158 => 'أضاف محمد علي بعد ذلك، مدرسة [[مشاة|للبيادة]] في [[الخانكة|الخانقاه]]، والتي نقلت إلى دمياط عام [[1834]]، ثم إلى أبي زعبل عام [[1841]]، ومدرسة [[سلاح الفرسان|للسواري]] بالجيزة عام [[1831]]، وأخرى [[مدفعية|للمدفعية]] في [[حي طره|طره]] عام [[1831]] أيضًا. كما أسس مدرسة لأركان الحرب في [[15 أكتوبر]] سنة [[1825]] بالقرب من الخانقاه، ومدرسة [[موسيقى|للموسيقى]] العسكرية. وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في [[رأس التين]]. ولإعداد الضباط البحريين، أسس محمد علي مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية، ولما اتسع نطاقها قسمت إلى فرقتين كل واحدة منها على سفينة.', 159 => '', 160 => '==== الصناعات العسكرية ====', 161 => 'رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة [[مدفع|والمدافع]] في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام [[1827]]، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد. كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج. وفي عام [[1831]]، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا [[مسدس (توضيح)|الطبنجات]] [[سيف|والسيوف]].', 162 => '', 163 => 'كما أسس معملاً [[بارود|للكهرجالات]] في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في [[الأشمونين]] [[إهناسيا|وإهناسيا]] [[البدرشين|والبدرشين]] [[الفيوم (مدينة)|والفيوم]] والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام [[1833]]، نحو 15,800 [[قنطار]].', 164 => '', 165 => '=== تعليميًا ===', 166 => 'أدرك محمد علي أنه لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوي. لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة [[الجامع الأزهر|الأزهريين]] إلى [[أوروبا]] للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة.', 167 => '', 168 => '==== البعثات العلمية ====', 169 => '[[بيمارستان]] القاهرة، 1838م', 170 => 'في عام [[1813]]، ابتعث محمد علي أول البعثات التعليمية إلى أوروبا، وكانت وجهتها إلى [[إيطاليا]]، حيث أوفد عدد من الطلبة إلى [[ليفورنو]] [[ميلانو|وميلانو]] [[فلورنسا|وفلورنسا]] [[روما|وروما]] لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والهندسة [[طباعة|والطباعة]]، ثم أتبعها ببعثات [[فرنسا|لفرنسا]] [[إنجلترا|وإنجلترا]]. كانت البعثات الأولى صغيرة، حيث كان جملة من بعث خلالها لا يتعدى 28 طالبًا، ورغم ذلك فقد لمع منهم عثمان نور الدين الذي أصبح أميرالاي الأسطول المصري ونقولا مسابكي الذي أسس مطبعة بولاق بأمر من محمد علي عام [[1821]].', 171 => '', 172 => 'إلا أن العصر الذهبي لتلك البعثات، كان مع بعثة عام [[1826]] التي تكونت من 44 طالبًا لدراسة العلوم العسكرية والإدارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والمعادن والكيمياء والهيدروليكا وصب المعادن وصناعة الأسلحة والطباعة والعمارة والترجمة. تبع تلك الحملة حملة ثانية عام 1828 إلى فرنسا، وثالثة عام 1829 إلى فرنسا وإنجلترا [[النمسا|والنمسا]]، ورابعة تخصصت في العلوم الطبية فقط عام 1832. وشهد عام 1844، أكبر تلك البعثات العلمية والتي أرسلت إلى فرنسا، وعرفت باسم «بعثة الأنجال» لأنها ضمت 83 طالبًا بينهم اثنين من أبناء محمد علي واثنين من أحفاده. كان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه. كما أمر محمد علي بتوجيه ثلاث حملات بقيادة [[محمد سليم القبطان|البكباشي سليم القبطان]] أعوام [[1839]]، [[1840]]، [[1841|و1841]] لاستكشاف منابع [[نهر النيل|النيل]]. كان لتلك الحملات الفضل الكبير في استكشاف تلك المناطق ومعرفة أحوالها.', 173 => '', 174 => '==== المدارس العليا ====', 175 => 'أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك «المدارس العليا»، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل بنصيحة من [[أنطوان كلوت|كلوت بك]] للوفاء باحتياجات الجيش من [[طبيب|الأطباء]]، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، وأخرى للقابلات (الولادة) عام 1829. ثم أنشأت مدرسة [[هندسة عسكرية|المهندسخانة]] في بولاق للهندسة العسكرية، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834، ومدرسة الألسن في الأزبكية عام 1836، ومدرسة الزراعة [[نبروه|بنبروه]] عام ومدرسة المحاسبة في السيدة زينب عام 1837، ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع عام 1839، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4,500 طالب.', 176 => '', 177 => '==== المدارس الابتدائية ====', 178 => 'لما تقدمت المدارس العليا واتسع نطاقها، قرر محمد علي إنشاء «ديوان المدارس» عام 1837، وعهد بإدارته إلى بعض أعضاء البعثات العائدين لمصر، لتنظيم التعليم بالمدارس. قرر هذا الديوان توسيع قاعدة التعليم في مصر، فوضع لائحة لنشر التعليم الابتدائي، نصت على ضرورة إنشاء 50 مدرسة ابتدائية، وهو ما وافق عليه محمد علي، وأمر بإنشائها على أن يكون 4 منها بالقاهرة وواحدة بالإسكندرية تضم كل منها 200 تلميذ، والباقي توزع على مختلف الأقاليم وتضم كل منها 100 تلميذ.', 179 => '', 180 => '=== اقتصاديًا ===', 181 => 'لكي يحقق محمد علي الاستقلال السياسي، كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لذا عمد إلى تنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين الذين عملوا في تلك المجالات بالسخرة.', 182 => '', 183 => '==== الصناعة ====', 184 => 'بني محمد علي قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع [[غزل (توضيح)|للغزل]] [[نسيج (توضيح)|والنسيج]] ومصنعا [[جوخ|للجوخ]] في بولاق ومصنعا [[حبل|للحبال]] اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا [[نسيج (قماش)|للأقمشة]] [[حرير|الحريرية]] وآخر [[صوف|للصوف]] ومصنعا لنسيج [[كتان|الكتان]] ومصنع [[طربوش|الطرابيش]] [[فوة (توضيح)|بفوه]]، ومعمل [[سبك|سبك الحديد]] ببولاق ومصنع ألواح [[نحاس|النحاس]] التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج [[سكر|السكر]]، ومصانع [[نيلة|النيلة]] [[صابون|والصابون]] [[دباغة|ودباغة الجلود]] برشيد ومصنعا [[زجاج|للزجاج]] [[خزف|والصيني]] ومصنعا [[شمع|للشمع]] ومعاصر [[زيت|للزيوت]]. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية.', 185 => '', 186 => '==== الزراعة ====', 187 => 'اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالريّ وشق العديد من الترع وشيّد [[جسر (توضيح)|الجسور]] [[قنطرة (توضيح)|والقناطر]]. كما وسّع نطاق الزراعة، فخصص نحو 3,000 فدان لزراعة [[توت (توضيح)|التوت]] للاستفادة منه في إنتاج الحرير الطبيعي، [[زيتون|والزيتون]] لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران. وفي عام 1821، أدخل زراعة صنف جديد من [[قطن|القطن]] يصلح لصناعة الملابس، بعد أن كان الصنف الشائع لا يصلح إلا للاستخدام في التنجيد.', 188 => '', 189 => '==== التجارة ====', 190 => 'بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية. كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وتعبيد طريق [[السويس]]-القاهرة وتأمينه لتسيير القوافل، دورًا في إعادة حركة التجارة بين [[الهند]] وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836.', 191 => '', 192 => '=== إداريًا ===', 193 => '', 194 => '==== نظام الحكم ====', 195 => 'ملف:أسرة محمد علي باشا.JPG', 196 => '', 197 => 'محمد علي باشا في جلسة بمجلس المشورة.', 198 => 'خزانة أختام محمد علي باشا، محفوظة اليوم في مكتبة الإسكندرية.', 199 => 'حكم محمد علي مصر حكمًا [[أوتوقراطية|أوتوقراطيًا]] مع ميل لاستشارة بعض المقربين قبل إبرام الأمور، إلا أنه اختلف عن الحكم الاستبدادي للمماليك في أنه كان يخضع لنظام إداري بدلاً من الفوضى التي سادت عصر المماليك. فقد أسس محمد علي مجلسًا حكوميًا عرف باسم «الديوان العالي» مقره القلعة يترأسه نائب الوالي محمد علي، ويخضع لسلطة هذا الديوان دواوين تختص بشؤون الحربية والبحرية والتجارة والشؤون الخارجية والمدارس والأبنية والأشغال. كما أسس مجلسًا للمشورة يضم كبار رجال الدولة وعدد من الأعيان والعلماء، ينعقد كل عام ويختص بمناقشة مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية. وفي عام 1837، وضع محمد علي قانونًا أساسيًا عرف بقانون «السياستنامة»، يحدد فيه سلطات كل ديوان من الدواوين الحكومية.', 200 => '', 201 => '==== التقسيم الإداري ====', 202 => 'قسّم محمد علي مصر إلى سبع مديريات أربعة في الوجه البحري وهي الأولى ضمت [[محافظة البحيرة|البحيرة]] [[محافظة القليوبية|والقليوبية]] [[محافظة الجيزة|والجيزة]] والثانية [[محافظة المنوفية|المنوفية]] [[محافظة الغربية|والغربية]] والثالثة [[الدقهلية (محافظة)|الدقهلية]] والرابعة [[محافظة الشرقية|الشرقية]]، وواحدة في مصر الوسطى وشملت [[محافظة بني سويف|بني سويف]] [[محافظة الفيوم|والفيوم]] [[محافظة المنيا|والمنيا]]، واثنتان في مصر العليا الأولى من جنوب المنيا إلى شمال [[محافظة قنا|قنا]] والثانية من قنا إلى [[وادي حلفا]]، إضافة إلى خمس محافظات وهي القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس.', 203 => '', 204 => '==== النظام المالي ====', 205 => 'لوحة لمحمد علي باشا، بريشة السير دايڤيد ولكي.', 206 => 'ألغى محمد علي نظام «الالتزام» الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، مما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبوا تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام «الاحتكار» الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري، وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي. كما أجهد محمد علي الشعب [[ضريبة|بالضرائب]] التي كان يفرضها على الشعب، كلما احتاج لتمويل أحد حملاته أو مشاريعه دون نظام محدد، شملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية. وكما احتكر محمد علي الأراضي والزراعة، احتكر أيضًا الصناعة والتجارة، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها.', 207 => '', 208 => '=== عمرانيًا ===', 209 => 'اهتم محمد علي ببعض النواحي العمرانية التي تخدم دولته الناشئة، فأسس المدن مثل [[الخرطوم]] [[كسلا|وكسلا]]، وأقام [[قلعة|القلاع]] للدفاع عن الثغور وعاصمة البلاد، كما شيّد [[منارة|فنارا]] لإرشاد السفن في رأس التين بالإسكندرية. وعني أيضًا ببناء القصور ودور الحكومة، وأنشأ [[دار المحفوظات العمومية (مصر)|دفترخانة]] لحفظ الوثائق الحكومية، ودار للآثار بعدما أصدر أمرًا بمنع خروج الآثار من مصر، وعبّد الطرق التجارية ونظّم حركة [[بريد|البريد]] وجعل له محطات لإراحة [[خيل|الجياد]].', 210 => '', 211 => '=== اجتماعيًا ===', 212 => 'تدرّج المجتمع في عهد محمد علي إلى عدة طبقات اجتماعية أعلاها الطبقة الحاكمة التي ضمت أسرة محمد علي وكبار رجاله وموظفي الدولة من المتعلمين في المدارس والمبتعثين للخارج، ثم طبقة العلماء والأعيان فالمزارعين وعمال المصانع [[بدو|والعربان]] والرقيق من اليونانيين الذين أسروا في حرب المورة والجواري [[شركس|الشركسيات]] [[الإمبراطورية الإثيوبية|والحبشيات]] والسودانيات اللاتي كن يخدمن في بيوت الأثرياء. وقد ارتفع تعداد السكان في عهد محمد علي من 2,514,400 نسمة عام 1823، إلى 4,476,440 نسمة عام 1845. وكان محمد علي باشا متسامحًا واسع الأفق في الشؤون الدينية،<sup><small>([[محمد علي باشا#fn%2011|11]])</small></sup> فقرَّب إليه المسيحيين كما المسلمين، واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته.', 213 => '', 214 => '== نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة ==', 215 => 'رسم لمحمد علي باشا من سنواته الأخيرة، وبالتحديد من عام [[1841]].', 216 => '', 217 => 'بعد انسحاب الجنود المصرية من [[بلاد الشام]] وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع [[الدولة العثمانية]] بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن [[فرنسا]] ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل [[مصر]] أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من [[جنون ارتياب|جنون الارتياب]]، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة [[شيخوخة|تقدمه بالسن]]، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض [[زحار|الزحار]].', 218 => '', 219 => 'ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة [[1844]] تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون [[فرنك فرنسي|فرنك]]، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14,081,500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75,227,500 قرش. وتخوّف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] الذي اقترح أن تقوم أحب شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام.', 220 => '', 221 => 'بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا [[سل|بالسل]]، واشتد عليه [[روماتزم|داء المفاصل]]، وأخذ يبصق [[دم|دمًا]] عند [[سعال|السعال]]، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى [[إيطاليا]] للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله [[عبد المجيد الأول|للسلطان]] عندما زار [[إسطنبول|الآستانة]] في سنة [[1846]]، حيث عبّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟» بعد ذلك عاد محمد علي إلى [[مصر]] وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه [[شيخوخة|الشيخوخة]]، وبحلول عام [[1848]] كان قد أصيب [[خرف|بالخرف]] وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة.', 222 => '', 223 => '=== وفاته ===', 224 => '[[مسجد محمد علي|جامع محمد علي باشا]] في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة القاهرة]]، حيث يرقد', 225 => '', 226 => 'ضريح محمد علي باشا.', 227 => 'تمثال محمد علي باشا في [[ميدان المنشية]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]].', 228 => '', 229 => 'حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنيّة في [[10 نوفمبر]]/[[تشرين الثاني]] سنة [[1848]]، فخلفه ابن أخيه طوسون، [[عباس حلمي الأول|عبّاس حلمي]]. وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في [[قصر رأس التين]] [[الإسكندرية|بالإسكندرية]] بتاريخ [[2 أغسطس]] سنة [[1849|1849م]]، الموافق فيه [[13 رمضان]] سنة [[1265 هـ|1265هـ]]، فنُقل جثمانه إلى [[القاهرة]] حيث دُفن في [[مسجد محمد علي|الجامع]] الذي كان قد بناه قبل زمن في [[قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)|قلعة المدينة]]. كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم، وكان يحمل له شيئًا من الضغينة. يقول القنصل البريطاني جون موراي، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع محمد علي إلى مثواه الأخير:<blockquote>... كان الحضور في الجنازة حضورًا هزيلاً غثًا؛ كثير من القناصل والسفراء لم يُدعوا للمشاركة، ولم تُغلق الحوانيت ولا الدوائر الحكومية.. باختصار، يسود انطباع عام مفاده أن عبّاس باشا هو الجدير باللوم، فقد قلل من شأن جدّه وذكراه اللامعة، ولم يحترم ذكراه حق الاحترام، وكيف لا يكون ذلك وقد سمح أن يُقام مأتم هذا الرجل على هذا الشكل البائس وأهمل العناية به أشد الإهمال.', 230 => '', 231 => '...إن تعلّق وتبجيل جميع طبقات المجتمع المصري لاسم محمد علي لهو مأتم أعظم شأنًا وأكثر شرفًا من أي جنازة أخرى يُقدمها له خلفاؤه. يتحدث الأهالي الكبار ممن يتذكر عن الفوضى والظلم الذي غرقت به البلاد قبل وصوله؛ ويُقارن الشباب حكمه بحكم خلفه المتقلّب والمتذبذب؛ كل طبقات الشعب من ترك وعرب، لا تتردد في قول أن مصر المزدهرة المتحضرة ماتت مع محمد علي...في واقع الأمر يا سيدي، لا يمكننا ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن محمد علي، على الرغم من كل أخطائه، كان رجلاً عظيم الشأن.</blockquote>', 232 => '', 233 => '=== إرثه ===', 234 => 'إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين وفي الأوساط العامّة، هي تلك التي تقول أن محمد علي باشا هو «والد مصر الحديثة»، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذي استطاع تجريد [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ [[معركة الريدانية|الفتح العثماني لمصر عام 1517]]. وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن [[الدولة العثمانية]]، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوي يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول [[حراك اجتماعي]] في المجتمع المصري، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته [[مصر|لمصر]] [[السودان|والسودان]] طيلة 150 عامًا تقريبًا، كانت مصر فيها دولة تتمتع باستقلال ذاتي قانوني في ظل الدولة العثمانية، ومن ثم في ظل الحماية البريطانية.', 235 => '', 236 => 'يرى قسم آخر من الناس، أن محمد علي باشا لم يكن باني مصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، بدءًا من [[الأسرة المصرية الحادية والثلاثون|الفرس في عام 525 ق.م]]. وحجج أصحاب هذا الرأي تتمثل بعدّة نقاط، منها أن محمد علي لم يتكلم [[اللغة العربية|العربية]] أو يجعلها اللغة الرسمية في بلاطه، وإنما استعاض عنها [[لغة تركية عثمانية|بالتركية]]، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها، وإنه أرهق المصريين بالضرائب وأعمال السخرة والتجنيد الإجباري. ومن أبرز المواضيع التي تجعل البعض يتحفّظ على عهد محمد علي باشا، قصة عزمه على هدم [[الهرم الأكبر]] واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس [[دلتا النيل]] في منطقة [[شلقان]]، التي أصبحت فيما بعد [[القناطر الخيرية]]، والتي تراجع عنها بعد أن أقنعه المهندس الفرنسي [[لينان دو بلفون]] بعدم جدواها. على العموم تعتبر النظرة سالفة الذكر النظرة الأقل قبولاً عند المؤرخين وبالذات [[عرب|العرب]] منهم.', 237 => '', 238 => '', 239 => '', 240 => 'تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]، [[طوسون باشا|أحمد طوسون باشا]]، [[الخديوي إسماعيل|إسماعيل باشا]]، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا.', 241 => '', 242 => 'كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا [[شريعة إسلامية|للشريعة الإسلامية]]، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها [[محمد سعيد باشا]]، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد.', 243 => '', 244 => '== المراجع ==', 245 => '', 246 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-707996eac8f0837acc3191063b5a154e2af9a1f9%201-0|^]]''' مُعرِّف الضَّبط الاستناديِّ في قاعدة البيانات الوطنيَّة التشيكيَّة (NKCR AUT): <nowiki>https://aleph.nkp.cz/F/?func=find-c&local_base=aut&ccl_term=ica=jo20211123715</nowiki> — تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2022', 247 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-2|^]]''' الرافعي, عبد الرحمن (2000). "الزعامة الشعبية في السنوات الأولى من حكم محمد علي". تاريخ الحركة القومية، وتطور نظام الحكم، ج3 عصر محمد علي. القاهرة: مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب. صفحات ص 39. ISBN 977-01-6930-7.', 248 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-3|^]]''' 'مقولة "محمد علي:مؤسس مصر الحديثة" مقولة تاريخية، أي أن لها أصولا تاريخية محددة، وأنها محكومة منذ البداية بمصالح ومطامح محددة، على رأسها مصالح ومطامح محمد علي نفسه، الذي كان على دراية بالغة بدوره في تاريخ مصر، 4 -بل في تاريخ الدولة العثمانية ككل. وبالتالي يجب أن نأخذ باعتبارنا عندما نتناول هذه المقولة أن محمد علي نفسه كان أول من روج لها. '[[خالد فهمي]]. كل رجال الباشا ''محمد علي:مؤسس مصر الحديثة محمد علي وجيشه وبناء مصر 5 5 5-الحديثة'' ص32. ط1 2001، دار الشروق', 249 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-4|^]]''' خطبة العرش للخدوي إسماعيل وكانت تسمى مقالة الافتتاح لمجلس شورى النواب في [[25 نوفمبر]] [[1866]] وصدرها: "من المعلوم أن جدي المرحوم عندما تولى مصر وجدها خالية من آثار العمار، ووجد أهلها مسلوبي الأمن والراحة، فصرف 5=الهمم العالية لتأمين الأهالي وتمدين البلاد بإيجاد الأسباب والوسائل اللازمة حتى وفقه الله لما أرداه من تأسيس عمارية الأقطار المصرية..." عبد الرحمن الرافعي. عصر إسماعيل، ', 250 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-7|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: تحقق من قيمة <code>|مسار=</code> ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#bad%20url|مساعدة]])', 251 => '# - ', 252 => '# ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-1|<sup>''ب''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-2|<sup>''ت''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D9%85%D8%B5%D8%B11%2010-3|<sup>''ث''</sup>]] ', 253 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-11|^]]''' فاروق مصر: محمد علي باشا والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع [[واي باك مشين]].', 254 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-12|^]]''' Cleveland, William L, ''A History of the Modern Middle East'', (Boulder: Westview Press, 2009), 65-66', 255 => '# '''[[محمد علي باشا#cite%20ref-16|^]]'''  <code><nowiki>{{</nowiki>[[قالب:استشهاد بكتاب|استشهاد بكتاب]]<nowiki>}}</nowiki></code>: <code>|الأول=</code> has generic name ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#generic%20name|مساعدة]])، <code>|صفحات=</code> has extra text ([[مساعدة:أخطاء الاستشهاد#extra%20text%20pages|مساعدة]]', 256 => '# ↑ [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-0|تعدى إلى الأعلى ل:<sup>''أ''</sup>]] [[محمد علي باشا#cite%20ref-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%20139-1|<sup>''ب''</sup>]] كان زمان في مصر وفي كل مكان، العدد الأول، زوجات ومستولدات ملوك مصرنسخة محفوظة 09 يونيو 2012 على موقع [[واي باك مشين]].', 257 => '', 258 => '=== حواش ===', 259 => '', 260 => '* الدلاة تعني المجانين، هم جنود [[كرد|أكراد]] اشتهروا بالبسالة والتهور، لذا عرفوا بهذا الاسم.', 261 => '* الكيس يعادل 500 [[قرش (عملة)|قرش عثماني]].', 262 => '* كانت [[الإسكندرية]] حتى ذلك الحين تخضع للسلطان مباشرة ويرسل لها حكام مثلها مثل الثغور، ولا تخضع لسلطة والي مصر.', 263 => '* عندما سمع أمين بك أصوات [[رصاص|الرصاص]]، هرع إلى [[قلعة القاهرة (توضيح)|سور القلعة]]، ولكز [[خيل|جواده]] بضربة عنيفة، فهوى به من ذلك الارتفاع، وقبل أن يصل الحصان إلى الأرض قفز من فوق ظهر الحصان فنجا من الموت. فر أمين بك بعد ذلك، واستجار بالأمير [[بشير الثاني الشهابي|بشير الشهابي]] في [[لبنان]]. كما كان أمين بك هذا هو الملهم [[جرجي زيدان|لجرجي زيدان]] لكتابة روايته «المملوك الشارد».', 264 => '* حين علم محمد علي بانتقاد الغرب لحادثة [[مذبحة القلعة]]، التي عدوها عملاً منافيًا للإنسانية. صرح بأنه يبغي رسم صورة يضع فيها مذبحة المماليك بجانب [[اغتيال|الاغتيال]] الذي دبّره [[نابليون بونابرت]] للدوق «دانجان» حيث اتهمه ظلمًا بالتآمر عليه، وأمر بقتله بعد محاكمة صورية.', 265 => '* ظهرت [[سلفية وهابية|الدعوة الوهّابية]] في [[شبه الجزيرة العربية]] حوالي منتصف [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] على يد زعيمها الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب]]، فنُسبت إليه وسُمي أتباعه بالوهّابيين. استمد محمد بن عبد الوهاب دعوته من طريقة الإمام [[ابن تيمية]]، فالمذهب الوهّابي هو في أصوله [[حنابلة|المذهب الحنبلي]]، والفكرة التي دعا إليها ابن عبد الوهاب فكرة صالحة في جوهرها، لكن بعض الباحثين وعلماء [[شريعة إسلامية|الشريعة]] يرون أنه غالى فيها وتشدد حتى أضحى أساسها تكفير كل من لم يأخذ بها، وإنه من هنا جاءت تسمية الوهّابيين للمخالفين لهم «مشركين». وقد ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده على ذلك بعدّة أقوال، أبرزها أنه لم يُكفّر إلا [[تعدد الآلهة|المشركين]]، ولم يحصل أن كفّر بالظن، والموالاة، أو كفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، وإن من يقولون بذلك إنما يريدون تنفير الناس عن [[إسلام|دين الله ورسوله]].', 266 => '* كانت [[الإمبراطورية الروسية]] أشد الدول الأوروبية قلقًا، فقد نظرت بعين الخوف والقلق إلى تقدم الجيش المصري واقترابه من [[إسطنبول|الآستانة]]، وخشيت من اتساع نفوذ محمد علي باشا حتى المضائق [[البحر الأسود|والبحر الأسود]]، فيصبح بوسعه تأسيس دولة قوية تقوم على أنقاض [[الدولة العثمانية|السلطنة العثمانية]] المتداعية، ويتعارض ذلك مع سياستها تجاه هذه السلطنة التي كانت قد قررتها في عام [[1829]] في الاجتماع الموسع الذي عقده القيصر [[نيكولاي الأول|نيقولا الأول]] عقب توقيع معاهدة أدرنة، والقاضية بعدم تقسيم أراضيها.', 267 => '* كان الساسة البريطانيون أقرب إلى التردد في اختيار الموقف الذي يخدم سياسة بلدهم، لذلك لم يعطوا في البداية الأزمة المصرية الأهمية اللازمة، وبخاصة أنهم رفضوا طلب [[محمود الثاني|السلطان]] بمد يد المساعدة، وكان موقفهم هذا أقرب إلى مصالح محمد علي باشا منه إلى مصالح السلطان. أما المسألة البلجيكية فهي في جوهرها [[استقلال|حركة استقلال قومي]] عن [[هولندا]] تدخلت فيها [[فرنسا]] بحجة ضم [[بلجيكا]] أو جزء منها، الأمر الذي عارضته [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]، لأن من شأن ذلك أن يخل بالتسوية الإقليمية التي أقرّتها [[معاهدة فيينا|معاهدة ڤيينا]] عام [[1815]]. وقد رأى وزير الخارجية البريطاني آنذاك، أن بلجيكا يمكن إذا ما تحولت إلى دولة أن تُستخدم درعًا ضد بريطانيا من قبل فرنسا. ولم تُحل هذه القضية إلا في [[19 أبريل]] سنة [[1839]] وفقًا لمعاهدة وقعتها الدول الخمس الكبرى أقرّت باستقلال بلجيكا.', 268 => '* كان لدى سكان [[بلاد الشام]] من الدوافع ما حملهم فعلاً على إعلان الثورة على الحكم المصري بفعل إجرائاته التي لم يعهدوها من قبل. فعلى الرغم من أن [[شوام|الشوام]] استقبلوا إبراهيم باشا استقبال المحرر المنقذ من الولاة العثمانيين وظلمهم، إلا أنه بعد استقرار الحكم المصري رأوا فيه احتلالاً مفروضًا عليهم، خصوصًا بعد أن قام [[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]] بزيادة الضرائب بسبب النفقات الباهظة للجيش المصري، على نحو لم يعرفه الناس قبلاً، فقد كان الشوام يدفعون في عهد واليي [[عكا]] العثمانيين، سليمان باشا وعبد الله باشا، مليونين ونصف مليون قرش ضريبة سنوية، فأصبحوا في أواخر عهد إبراهيم باشا يدفعون أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، أي ما يُقارب ثمانية ملايين ونصف مليون قرش. أضف إلى ذلك أن حكم إبراهيم باشا ظل عسكريًا بسبب خوف والده محمد علي من عودة العثمانيين لاسترجاع الشام، ففُرض التجنيد الإجباري على الناس، وسُخروا في شق [[طريق|الطرقات]] وترميم [[حصن|الحصون]] واستخراج [[معدن|المعادن]].', 269 => '* جرت المباحثات في جو أقرب إلى التشنج. وعرض صارم أفندي أن يضم محمد علي كل بلاد الشام الجنوبية بدون أن يُطبق على هذا الجزء مبدأ الوراثة شأن [[مصر]] [[شبه الجزيرة العربية|وشبه الجزيرة العربية]]، في حين أصرّ محمد علي من جهته على الانفصال والاستقلال بمصر [[بلاد الشام|وبلاد الشام]].', 270 => '* من الوقائع التي تدل على تسامح محمد علي مع غير المسلمين، وبشكل خاص المسيحيين، المرسوم الذي أصدره ليهدئ من روع رهبان [[دير سانت كاترين|دير القديسة كاترين]] في [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]] بعدما تمركزت قوّات كبيرة العدد من [[القوات المسلحة المصرية|الجيش المصري]] في شبه الجزيرة تلك، خلال عهد الحروب مع [[سلفية وهابية|الوهّابيين]]، وقد جاء فيه: «صدر المرسوم الشريف الواجب القبول والتشريف والاتباع عن ديوان [[مصر]] المحروسة إلى قدوة الملة [[مسيحية|المسيحية]] وعمدة الطائفة [[عيسى بن مريم|العيسوية]] الرهبان سكان الدير بجبل سيناء ختمت عواقبهم بالخير والرشاد تحيطون علمًا أنه قد طرق مسامعنا حاصل عندكم خوف وزعل بخصوص قدوم العساكر المرسلة إلى [[الحجاز]]، والحال أننا لا نرضى إلاّ كامل راحتكم واستراحتكم في محل مواطنكم بالدير [[جبل موسى (مصر)|بجبل سيناء]] وتكونوا مطمئنين ومستريحين من هذا القبيل وعليكم أمان الله تعالى وأمان [[محمد|رسوله]] ثم أماننا السعيد. ولم تخشوا من شيء جملة كافية ولا أحد يعترض لكم بوجه من الوجوه ويكون لكم الحماية والصيانة في ديركم محل وطنكم بجبل سيناء ولم تهتموا من شيء مطلقًا، فبناء على ذلك أصدرنا هذا المرسوم الشريف عند وصوله إليكم يكون العمل بمضمونه وبمقتضاه واعتمدوه غاية الاعتماد».', 271 => '* تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة [[موسوعة بريتانيكا|لدائرة المعارف البريطانية]] لسنة [[1911]] وهي الآن ضمن [[ملكية عامة|الملكية العامة]].', 272 => '', 273 => '== المصادر[عدل] ==', 274 => '', 275 => '* Ahmed, Jamal Mohammed. ''The Intellectual Origins of Egyptian Nationalism''. New York: Oxford University Press, 1960.', 276 => '* Berger, Morroe. ''Military Elite and Social Change: Egypt Since Napoleon''. Princeton, New Jersey: Center for International Studies: Woodrow Wilson School for Public and International Affaris, 1960.', 277 => '* Dodwell, Henry. ''The Founder of Modern Egypt: A Study of Muhammad ‘Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1967.', 278 => '* Fahmy, Khaled. 1997. ''All The Pasha's Men: Mehmed Ali, his army and the making of modern Egypt.'' New York: American University in Cairo Press. ISBN 977-424-696-9', 279 => '* Fahmy, Khaled. 1998. "The era of Muhammad 'Ali Pasha, 1805-1848" in ''The Cambridge History of Egypt: Modern Egypt, from 1517 to the end of the twentieth century.'' M.W. Daly, ed. pp. 139–179, Vol. 2. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-47211-3', 280 => '* Goldschmidt, Arthur, Jr. ''Modern Egypt: The Formation of a Nation-State''. Boulder, Colorado: Westview Press, 1988.', 281 => '* Hill, Richard. ''Egypt in the Sudan 1820-1881''. London: Oxford University Press, 1959.', 282 => '* [[ألبرت حوراني]]. 2002. ''A History of the Arab Peoples.'' London: Faber and Faber. ISBN 0-446-39392-4', 283 => '* [[عبد الرحمن الجبرتي]]. 1994. ''<nowiki/>'Abd al-Rahman al-Jabarti's History of Egypt.'' 4 vols. T. Philipp and M. Perlmann, translators. Stuttgart: Franz Steiner Verlag. ISBN 3-515-05756-0', 284 => '* Jarvis, H. Wood. ''Pharaoh to Farouk''. London: John Murray Limited, 1956.', 285 => '* Lacouture, Jean and Simonne Lacouture. ''Egypt in Transition''. Translated by Francis Scarfe. New York: Criterion Books, 1958.', 286 => '* Marlowe, John. ''A History of Modern Egypt and Anglo-Egyptian Relations 1800-1953''. New York: Praeger, 1954.', 287 => '* Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. ''Egypt in the Reign of Muhammad Ali''. Cambridge: Cambridge University Press, 1984.', 288 => '* Pollard, Lisa. ''Nurturing the Nation: The Family Politics of Modernizing, Colonizing, and Liberating Egypt, 1805-1923''. Berkeley, California: University of California Press, 2005.', 289 => '* Rivlin, Helen Anne B. ''The Agricultural Policy of Muhammad ‘Alī in Egypt''. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 1961.', 290 => '* Vatikiotis, P.J. 1991. ''The History of Modern Egypt: From Muhammad Ali to Mubarak.'' Baltimore: The Johns Hopkins University Press. ISBN 0-8018-4215-8', 291 => '* Finkel, Caroline, ''Osman's Dream'', (Basic Books, 2005), 57; "Istanbul was only adopted as the city's official name in 1930..".', 292 => '', 293 => '== وصلات خارجية ==', 294 => '', 295 => '* مادة وثائقية عن محمد علي من قناة الجزيرة على [[يوتيوب]]', 296 => '* شكوك حول أصول محمد علي الألبانية، من جريدة الاتحاد، بقلم الدكتور محمد علي الصويركي.', 297 => '* بيت محمد علي (الباشاوات - الخديويات- السلاطين- ملوك مصر): تاريخ الحُكّام والسُلالات الحاكمة.', 298 => '* صورة وصفية لحياة محمد علي، باشا مصر وسوريا والجزيرة العربية', 299 => '', 300 => '{| class="wikitable"', 301 => '! colspan="3" |المناصب السياسية', 302 => '|-', 303 => '| rowspan="1" |سبقه', 304 => '[[خورشيد باشا|أحمد خورشيد باشا]]', 305 => '| rowspan="1" |'''[[الأسرة العلوية|والي مصر والسودان]]'''', 306 => '[[17 مايو]] [[1805]] - [[2 مارس]] [[1848]]', 307 => '| rowspan="1" |تبعه', 308 => '[[إبراهيم باشا (توضيح)|إبراهيم باشا]]', 309 => '|}', 310 => '{| class="wikitable"', 311 => '|', 312 => '|في [[ويكيميديا كومنز|كومنز]] صور وملفات عن: محمد علي باشا', 313 => '|}' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[]
نص الصفحة الجديد، مجردا من أية تهيئة (new_text)
'محمد آغا بك محمد علي باشة ولد يوم(1 مارس عام 1984 ) حصل علي شهادة دكتوراة (بالفرنسية: Doctorat)‏ من جامعة عين شمس تقع في القاهرة عام 2006 مكن منح درجة «دكتوراه فخرية» لشخصيات معينة تعبيرًا عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي. في ألمانيا مثلاً تمّ إسناد هذا اللقب لفرديناند بورشه، وحتى يتم التمييز بالنسبة للدكتوراه العادية يتم إضافة الحرفين H.C. أي Honoris Causa. ويمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة. تستلزم مرحلة دراسة الدكتوراه سنتين كحدّ أدنى في معظم المؤسسات التعليمية في دول العالم، حيث لا تجوز مناقشة الدكتوراه قبل هذه المدّة، ولكن في أغلب الأحيان تستغرق أكثر من ذلك بكثير. تتضمن أطروحة الدكتوراه إنجاز بحث مبتكر وأصيل أو مجموعة أبحاث متجانسة هي أطروحة. يتم تقييم الأطروحة ومناقشتها أمام مجموعة أساتذة مختصين في مجال الأطروحة. وتوفي اخية الكبير محمود آغا سنة 2007 دي كانت صدمة في حيات محمد آغا وفكر في مجال الاجهزة ثم لجئ وفكر في مجال الاجهزة الكهربائية ثم فتح شركة الأغا يوم 1 يناير 2022 واسس نفس بنفسة وتعامل مع هذه الشركات شركة توشيبا شركة شارب شركة ترنيدوا شركة فريش شركة ال جي محمد آغا بك الأسم محمد آغا بك الشهرة محمد الأغا قوص المهنة او الوظيفة دكتور سابقا ومدير شركة الأغا للأجهزة الكهربائية الديانة مسلم تاريخ ميللادة 1-مارس 1984 محتويات 1 خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية. 1.1 ضم السودان 1.2 حرب المورة 2 الحملة على الشام 2.1 أسبابها 2.2 مراحلها 2.2.1 المرحلة الأولى 2.2.2 المرحلة الثانية 3 بناء الدولة 3.1 عسكريًا 3.1.1 الجيش 3.1.2 الأسطول 3.1.3 التعليم العسكري 3.1.4 الصناعات العسكرية 3.2 تعليميًا 3.2.1 البعثات العلمية 3.2.2 المدارس العليا 3.2.3 المدارس الابتدائية 3.3 اقتصاديًا 3.3.1 الصناعة 3.3.2 الزراعة 3.3.3 التجارة 3.4 إداريًا 3.4.1 نظام الحكم 3.4.2 التقسيم الإداري 3.4.3 النظام المالي 3.5 عمرانيًا 3.6 اجتماعيًا 4 نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة 4.1 وفاته 4.2 إرثه 5 المراجع 5.1 حواش 6 المصادر[عدل] 7 وصلات خارجية خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية.[عدل المصدر] إتمام الدراسة الجامعيّة المنتظمة (ويجب أن تكون الجامعة مُعترف بها) مع الحصول على درجةٍ لا تقل عن الجيّد. إتمام متطلّبات اللغة مثل: الحصول على شهادة التوفل الإنجليزيّة. وبعدَ إتمام الشروط السابقة يحقّ للطالب التّقديم إلى الماجستير في موضوع معيّن يؤهّلهُ للالتحاقِ بها. إتمام رسالة الماجستير لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر. التقديم لرسالةِ الدكتوراه لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر بحسب سياسات الجامعة. ومِن شروطِ الحصولِ على شهادةِ الدكتوراه فِي مجالٍ مُعيّن إنجازُ بحثٍ مُبتكر وجديد أو مجموعةٌ مِنَ الأبحاثِ فِي موضوعٍ مُعيّن فَقَط، ومناقشةِ هذِهِ الأفكارِ والبحوثاتِ العلميّة أمام مجموعَةٍ مِنَ الأساتذة المُتَخَصّصين فِي نَفسِ المجال، مَع توضيحِ الفِكرَةِ وتوصيلها لهم. أطلقت الجامعات الإنكليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها، لأن الفلسفة بمعناها التقليدي كانت تُطلَق في الماضي على مختلف المعارف والعلوم العامّة. أمّا كلمة «دكتوراه» فهي مشتقة من الكلمة اللاتينية (Docere) والتي تعني «درّس، علّم». وجدير بالذكر أن إطلاق لقب «دكتور» على الطبيب لم يكن سوى مجازاَ لغويّاَ حوّله الزمن إلى رديف للشخص المتعلم والدارس.البك أو الباي أو البيك أو البيه كلمة ولقب تركي، كان يستخدم في الدولة العثمانية. ويستخدم في العديد من اللغات والبلدان، مثل (اللغة الألبانية: bej), و(البوسنية: beg), و(اللغة الفارسية /, بگ / Beg or Beyg ). معناها السيد أو الأمير أو ذو شأن عظيم وهي تلفظ (بيه) ومن هنا سمي مؤدب الملك في بلاد فارس (أتابك أي السيد الأب)، ثم أطلقت أتابك على الوزير ووكيله وعلى الأمير نفسه. هذه الكلمة كانت قبل في مقابل الباشا في معنى وال أو حاكم إقليم أو أمير تابع لسلطان كما هو الشأن في بك تونس (باي تونس) ثم صارت الآن تطلق على كبار موظفي الجيش بحرياً وبرياً وتوسع فيها حتى صارت تعطى الآن لقباً تشريفياً بدون مراعاة وظيفة أو وراثة. (عن دائرة معارف القرن العشرين تأليف محمد فريد وجدي المجلد الثاني دار الفكر بيروت ص 286). في مصر قبل الثورة، كان هذا اللقب يلي لقب الباشا. لقب عادة ما يطبق على زعماء القبائل الصغيرة. بعد الثورة في مصر، نزل من عليائه في تلك الحقبة، وكان يطلق على كبار الموظفين كمديري العموم ووكلاء الوزارات وضباط الشرطة ووكلاء النيابة. ورغم أن أصل الكلمة تركي لكنها انتشرت في مصر بعد العهد العثماني تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: إبراهيم باشا، أحمد طوسون باشا، إسماعيل باشا، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا للشريعة الإسلامية، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها محمد سعيد باشا، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. ضم السودان[عدل المصدر] المقالة الرئيسة: حملة محمد علي باشا على السودان (1820-24) كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ السودان. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء الذهب والماس الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة سنار، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى دنقلة. انطلقت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في 20 يوليو سنة 1820، بقيادة إسماعيل باشا ثالث أبناء محمد علي. سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من أسوان إلى وادي حلفا إلى دنقلة، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي 4 نوفمبر من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في كورتي. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على بربر في 10 مارس سنة 1821، ثم شندي الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على أم درمان، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة الخرطوم لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية. وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم كردفان. وفي شهر أبريل من عام 1821، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في بارا، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة الأبيض، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة سنار، فاستولى على مدينة ود مدني، فقدم ملكها الملك «بادي» ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821. وفي أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على منطقة النيل الأزرق، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام 1822. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر. بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى شندي في ديسمبر من عام 1822، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود الحبشة. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي. حرب المورة[عدل المصدر] المقالة الرئيسة: حرب استقلال اليونان كانت بلاد اليونان، حتى أوائل القرن التاسع عشر، جزءًا من السلطنة العثمانية، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن الحروب النابليونية، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار الثورة الفرنسية، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر. وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام 1820، واتخذت مراكز لها في كل من روسيا والنمسا لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل «الجمعية الأخوية» (باليونانية: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ نقحرة: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء الإمبراطورية البيزنطية والاستيلاء على العاصمة الآستانة، وإخراج المسلمين من أوروبا ودفعهم إلى آسيا. وقد اتخذت الثورة في إقليم المورة بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن. واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها إستراتيجيًا ضد القوّات العثمانية. وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان محمود الثاني من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار. لوحة الغارة على ميسولونغي، يظهر فيها الثوّار اليونانيون وهم يُقاتلون الجيش المصري والعثماني. بريشة ثيودور ڤريزاكيس (1855). لوحة إبراهيم يُهاجم ميسولونغي، وهي تُظهر الهجوم المصري على المدينة بقيادة إبراهيم باشا، بريشة غوزيپي پيترو مزّولا. قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد الإسلام ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة كريت وأخمدت الثورة فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه إبراهيم باشا، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام 1825، وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر ناڤارين، أهم مواقع شبه الجزيرة. وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام 1825، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في هيدرا وأستبزيا وميناء نوپلي وميسولونغي. وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار. الأسطولين العثماني والمصري تلتهمهما النيران في معركة ناڤارين. نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون الرأي العام في أوروبا بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة. وفعلاً دعت بريطانيا روسيا للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول سان بطرسبيرغ، الذي انضمت إليه فرنسا بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث الباب العالي على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني. لكن سقوط ميسولونغي قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه اليونان لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري. وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين وضربتهما، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في 20 أكتوبر سنة 1827م، الموافق فيه 29 ربيع الأول سنة 1243هـ. عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية وانتصارها البحري في ناڤارين اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين. فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في بلاد اليونان، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية، وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال فرنسا قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف مصر، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان. وفي 7 سبتمبر سنة 1828م، الموافق فيه 26 صفر سنة 1244هـ، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية، إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية. الحملة على الشام[عدل المصدر] أسبابها[عدل المصدر] السلطان محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"، سلطان الدولة العثمانية منذ سنة 1808 حتى سنة 1839، وعد محمد علي باشا بتوليته على بلاد الشام لقاء خدماته الجليلة للسلطنة، لكنه عاد وأخلف الوعد خوفًا على وحدة أراضي الدولة. خرج محمد علي باشا من الحرب اليونانية من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع الوهّابيين ببسط نفوذه على شبه الجزيرة العربية، وأتاح له دخول السودان ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية، أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه بلاد الشام. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها للدولة العثمانية أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة كريت تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم مصر هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد، ورأى أن يضم بلاد الشام إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي. أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه. أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من الخشب والفحم الحجري والنحاس والحديد التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها بالأناضول، وعلاقاتها التجارية بأواسط آسيا حيث تمر قوافل التجارة، وبسبب موقعها على طريق الحج إلى البيت الحرام. والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ بلاد الشام منذ عام 1810، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان، فطلب من محمود الثاني، في عام 1813، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين. ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها. مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي عكا، وبشير الثاني الشهابي أمير لبنان، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي دمشق عام 1821، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق. الأمير بشير الثاني الشهابي "الكبير"، أمير لبنان منذ سنة 1788 حتى سنة 1840، كان حليفًا أساسيًا وصديقًا مقربًا من محمد علي باشا. أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت الدولة العثمانية تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد الباب العالي حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى مصر، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه، ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة. أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام 1825 عندما صارح الفريق أول الفرنسي «بواييه» بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من حرب المورة، إلى وضع يده على بلاد الشام بما فيها ولاية عكا، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف دجلة والفرات، وفي بلاد اليمن والجزء الأوسط من شبه الجزيرة العربية. وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده إبراهيم باشا، بأنه سيكون المدافع عن حقوق الشعوب العربية التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف، وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام 1829، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية. ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام 1832، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في إمبراطورية عربية، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق عكا ودمشق، ثم التوسع بعد ذلك نحو حلب وبغداد عبر كل الولايات العربية. وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام 1813، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في الحجاز، وبين حملته التي قام بها في عام 1831. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن الباب العالي رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة يوسف كنج إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية. لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ الدولة العثمانية نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها. فقد كان مؤمنًا بوحدة العالم الإسلامي بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد كارثة ناڤارين، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة الدين الإسلامي. وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل الدول الأوروبية في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى. تُعد حروب محمد علي باشا في بلاد الشام حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في مصر، وأن السلطان محمود الثاني لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع. ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية. وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام. مراحلها[عدل المصدر] مرّت الحروب في بلاد الشام بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى باتفاقية كوتاهية، عام 1833، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية باتفاقية لندن عام 1840، وقضت بانسحاب الجيش المصري. المرحلة الأولى[عدل المصدر] لوحة ثلاثة فلاحين (بالفرنسية: Trois fellahs)‏، بريشة شارل جبرائيل غلاير (1835)، وقد صوّر فيها 3 فلاحين مصريين. كانت مسألة الفلاحين السبب الرئيسي وراء الحملة المصرية على الشام. تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا وعبد الله باشا والي عكا، فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي عكا إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في الزراعة، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام. زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في 14 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1831م، الموافق 7 جمادى الأولى سنة 1247هـ، تحت قيادة إبراهيم باشا بن محمد علي، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء عكا التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل لنابليون بونابرت من قبل حين حاصرها سنة 1799. وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على صور وصيدا وبيروت وجبيل. ولمّا استعصت عليهم طرابلس أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم. اضطربت الدولة العثمانية أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي حلب، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي حمص، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى عكا لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في 28 مايو/أيار سنة 1832م، الموافق فيه 27 ذي الحجة سنة 1247هـ، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى مصر. وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين. إبراهيم باشا بن محمد علي، فاتح بلاد الشام وقائد العمليات العسكرية فيها، بريشة شارل فيليپ لاريڤيار. جزع الباب العالي لسقوط عكا ودمشق وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة السرعسكر حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من بلاد الشام، وأصدر في الوقت نفسه فرمانًا أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة. اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في 29 يونيو/حزيران سنة 1832م، الموافق 10 صفر سنة 1248هـ، وسيطر على حماة ودخل إثر ذلك مدينة حلب، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال. انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين بلاد الشام والأناضول، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء الإسكندرونة وسيطر على الممر، كما احتل ميناء إياس، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية أضنة وطرسوس. وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة قونية، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها معركة قونية في 20 ديسمبر/كانون الأول سنة 1832م، الموافق 27 رجب سنة 1248هـ، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم الصدر الأعظم محمد رشيد باشا. وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى الآستانة، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد بالدول الأوروبية للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا روسيا،(7) إذ كانت بريطانيا منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية،(8) وكانت فرنسا تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من النمسا وبروسيا على الحياد. أرسلت روسيا عام 1833 أسطولاً بحريًا إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه الآستانة حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي الدولة العثمانية لتقوّي مركزها في الممرات البحرية، فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن الروس رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من الأناضول. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما. واستخدمت فرنسا علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السلطان، وأن لا يتشدد في طلباته، وأن يكتفي من فتوحه بسناجق صيدا وطرابلس والقدس ونابلس. رفض محمد علي باشا وجهة النظر الفرنسية، وأصرّ على ضم بلاد الشام وولاية أضنة، وجعل جبال طوروس الحد الفاصل بين الدولة العثمانية وممتلكاته، وأمر ابنه بالتقدم في فتوحه بهدف الضغط على السلطان. المناطق الخاضعة لسلطان محمد علي بعد انتهاء حملته على بلاد الشام. وبذلت فرنسا جهودًا مضنية للتوفيق بين وجهتي النظر، العثمانية والمصرية، وهدّدت، في إحدى مراحل المفاوضات، بقطع العلاقة مع مصر. وأخيرًا توصل الجانبان إلى توقيع اتفاقية كوتاهيه، في 4 مايو/أيار سنة 1833م، الموافق فيه 14 ذي الحجة سنة 1248هـ، تنازل الباب العالي بموجبها عن كامل بلاد الشام، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية مصر وكريت وكامل سوريا الطبيعية (بما يشمل لبنان وفلسطين وأضنة)، وبولاية ابنه إبراهيم على جدّة. وقد تعهد محمد علي لقاء ذلك، بأن يؤدي للسلطان كل عام الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل. وهكذا جلا إبراهيم باشا عن الأناضول، وانتهت المرحلة الأولى لحروب الشام، وبدا أن الأزمة قد انتهت أيضًا. المرحلة الثانية[عدل المصدر] لم تكن التسوية، التي تمّت في كوتاهية، إلا تسوية مؤقتة، إذ أن محمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحه، ومن جهته وافق السلطان محمود الثاني على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر، ولمّا كان التفكير السياسي لكل طرف على هذا الشكل من التناقض، كان لا بد من استئناف الحرب لتقرير النتيجة النهائية. ونفّذ السلطان سياسة إستراتيجية من شقين: إنه راح يُحرّض سكان بلاد الشام ضد الحكم المصري من جهة،(9) وقام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، من جهة أخرى. وأدرك محمد علي باشا، بعد التطورات السياسية، بأنّ مواقف الدول الأوروبية كانت لغير صالحه، وبأنّ خططه الانفصالية غير قابلة للتحقيق، لكنه لم يفقد الأمل باعتراف السلطنة بالحقوق الوراثية لعائلته في حكم المناطق التي كانت تحت إدارته، وحاول أن ينتهز الفرصة لإجراء محادثات جديدة، فأجرى مباحثات مع مبعوث السلطان، صارم أفندي، في مصر انتهت بالفشل بسبب التصلّب في المواقف.(10) وهكذا تطورت الأمور السياسية نحو التأزم، وأضحت الحرب بين الجانبين أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في الآستانة بشكل نشط ومكثف، وتابعت الدول الأوروبية الميول العسكرية لدى السلطان باهتمام بالغ. استغل السلطان ثورة سكان بلاد الشام على الحكم المصري، ودفع بجيش في ربيع عام 1839، بقيادة حافظ باشا، إلى بلاد الشام، وكان ظهوره عند الحدود كافيًا لإيصال الأزمة إلى ذروتها، أما إبراهيم باشا فقد كان يترقب، تنفيذًا لرغبة أبيه في اجتناب كل ما يُظهره بمظهر المعتدي. وبعد أن احتشد الجمعان، أصدر السلطان أمره إلى حافظ باشا بمهاجمة إبراهيم باشا المتحصن في حلب. ويبدو أن محمد علي تملّكه الفرح لتحمّل السلطان وقائده مسؤولية البدء بالعمليات العسكرية المعادية، لذلك أمر ابنه بمهاجمة الجيش العثماني، وكان ذلك في 15 يونيو/حزيران سنة 1839م، الموافق 2 ربيع الآخر سنة 1255هـ. وفي معركة نسيب (الواقعة شرق عنتاب في الجزيرة الفراتية)، مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثة حقيقية، إذ كاد الجيش أن يُفنى عن بكرة أبيه، وأسر المصريون نحوًا من خمسة عشر ألف جندي، وغنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن. وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ الهزيمة. السلطان عبد المجيد خان الأول، سلطان الدولة العثمانية منذ عام 1839 حتى عام 1861. شهد بداية عهده نهاية الحكم المصري لبلاد الشام. خلف السلطان عبد المجيد الأول أباه السلطان محمود الثاني، وهو صبي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي. فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته. وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي. وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحلّ محل السلطنة العثمانية، الضعيفة، في المشرق العربي، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى الهند. أما فرنسا فقد انفردت في سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة. ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام 1840 مع الحكومة العثمانية مؤتمرًا في لندن بحث فيه المجتمعون ما دُعي «بالمسألة الشرقية»، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي. وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية مصر وراثيًا، وولاية عكا مدى حياته. واشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد علي قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا. أما إذا لم يُجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر. كان محمد علي باشا من جهته مصممًا على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرّته عليها اتفاقية كوتاهيه، وأخذ يراهن على مساعدة فرنسا وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولمّا أبلغته السلطنة العثمانية وقناصل الدول الأوروبية في مصر شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يُصدر أي ردّ رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادي عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية عكا. ومرّت الأيام العشرة الثانية من دون أن يقبل صراحة تنفيذ بنود الاتفاقية، فعدّ قناصل الدول الأوروبية أن ذلك يعني الرفض، عندئذ أصدر السلطان فرمانًا بخلعه من ولاية مصر. أمام هذا الأمر شرعت الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تمهيدية لتنفيذ تعهداتها، فأمرت بريطانيا أسطولها في البحر المتوسط أن يقطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام وضرب موانئ هذه البلاد، وأوعزت إلى سفيرها في الآستانة بإشعال نار الثورة ضد محمد علي في المدن والقرى الشاميّة، كما قطعت الدول الأوروبية الأربع علاقاتها بمصر. استقبل محمد علي باشا نبأ عزله بهدوء، وأعرب عن أمله بالتغلب على هذه المحنة، ثم جنح للسلم عندما ظهر أمير البحر البريطاني «نابييه» أمام الإسكندرية، مهددًا بلغة الحديد والنار، ورأى أن فرنسا غير قادرة على مقاومة أوروبا كلها، لذلك وقّع اتفاقية مع أمير البحر المذكور وعد فيها بالإذعان لرغبات الدول الكبرى والجلاء عن بلاد الشام بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، لكن الدولة العثمانية رفضت هذا الشرط بإيعاز من بريطانيا. ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشدّدت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كل من النمسا وبروسيا في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا وروسيا على تبني وجهة نظر محمد علي باشا وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية - المصرية، وجلا المصريون عن الشام. بناء الدولة[عدل المصدر] مقابلة الرسام ديفيد روبرت مع محمد علي في قصر الإسكندرية عام 1839. اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق الأوروبي في مصر، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في ثلاثينات القرن التاسع عشر وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي. عسكريًا[عدل المصدر] أدرك محمد علي أنه لتحقيق أهدافه التوسعية، كان لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له تلك الأهداف. قبل وفي بداية عهد محمد علي، كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من الأكراد والألبان والشراكسة، إضافة إلى تلك القوات جماعات من الأعراب الذين كان الولاة يلجأون إليهم كمرتزقة، وكانت أعمالها لا تتعدى أساليب حرب العصابات والكرّ والفرّ. رأى محمد على أن هذا الجيش لا يعتمد عليه، فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث. الجيش[عدل المصدر] محمد علي باشا يستعرض جيشه حديث النشأة. كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام 1815، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في بولاق. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة. العقيد (كولونيل) سيڤ، أو سليمان باشا الفرنساوي، ضابط فرنسي قدم إلى مصر حيث لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الجيش النظامي المصري. لجأ محمد علي مجددًا إلى الحيلة، ففي عام 1820، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في أسوان، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى جوزيف سيڤ جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي. وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري. بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا تحجج بحاجته إليهم في تأمين الثغور، وأرسلهم إلى دمياط ورشيد ليخلي القاهرة، وليطمئنهم أرسل معهم بعض أبنائه كقادة لهم، ثم أرسل إلى ابنه إسماعيل ليمده بعشرين ألفًا من السودانيين ليتم تدريبهم على الجندية في معسكرات أعدها لهم في بني عدي، على أيدي الضباط الجدد. إلا أن التجربة فشلت لتفشي الأمراض بين الجنود السودانيين، لاختلاف المناخ، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا تحت راية الجيش بالكرامة وبحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام 1824، أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة. بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام 1833، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام 1839. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شؤون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب. كانت أول مشاركات هذا الجيش في حرب المورة، التي أظهرت ما وصلت إليه العسكرية المصرية، وهو ما جعل لها شأنًا بين القوى العسكرية المعاصرة، وقد اعتمد عليه إبراهيم باشا في حملته على الشام والأناضول الأسطول[عدل المصدر] عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سفن لنقل الجنود عبر البحر الأحمر، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور الجمال إلى السويس ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة. وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه. اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، كما تعاقد على بناء سفن أخرى في موانئ أوروبا. ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في معركة ناڤارين أمام أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا الأكثر تطوّرًا، لم ييأس محمد علي وأمر في عام 1829 ببناء «ترسانة الإسكندرية»، التي عهد في إدارتها إلى مهندس فرنسي اسمه سريزي. قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام 1837، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة مدفع، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. ومن شدة اهتمام محمد على بهذه الترسانة كان يزورها باستمرار، وكان يستحث العمال على العمل، ويحضر حفلات تدشين السفن الجديدة. التعليم العسكري[عدل المصدر] توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في فرشوط والنخيلة وجرجا. كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى أبي زعبل حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ. رسم يُظهر محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا، والعقيد سليمان باشا الفرنساوي: بناة الجيش المصري الحديث. أضاف محمد علي بعد ذلك، مدرسة للبيادة في الخانقاه، والتي نقلت إلى دمياط عام 1834، ثم إلى أبي زعبل عام 1841، ومدرسة للسواري بالجيزة عام 1831، وأخرى للمدفعية في طره عام 1831 أيضًا. كما أسس مدرسة لأركان الحرب في 15 أكتوبر سنة 1825 بالقرب من الخانقاه، ومدرسة للموسيقى العسكرية. وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في رأس التين. ولإعداد الضباط البحريين، أسس محمد علي مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية، ولما اتسع نطاقها قسمت إلى فرقتين كل واحدة منها على سفينة. الصناعات العسكرية[عدل المصدر] رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة والمدافع في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام 1827، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد. كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج. وفي عام 1831، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا الطبنجات والسيوف. كما أسس معملاً للكهرجالات في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في الأشمونين وإهناسيا والبدرشين والفيوم والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام 1833، نحو 15,800 قنطار. تعليميًا[عدل المصدر] أدرك محمد علي أنه لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوي. لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة الأزهريين إلى أوروبا للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة. البعثات العلمية[عدل المصدر] بيمارستان القاهرة، 1838م في عام 1813، ابتعث محمد علي أول البعثات التعليمية إلى أوروبا، وكانت وجهتها إلى إيطاليا، حيث أوفد عدد من الطلبة إلى ليفورنو وميلانو وفلورنسا وروما لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والهندسة والطباعة، ثم أتبعها ببعثات لفرنسا وإنجلترا. كانت البعثات الأولى صغيرة، حيث كان جملة من بعث خلالها لا يتعدى 28 طالبًا، ورغم ذلك فقد لمع منهم عثمان نور الدين الذي أصبح أميرالاي الأسطول المصري ونقولا مسابكي الذي أسس مطبعة بولاق بأمر من محمد علي عام 1821. إلا أن العصر الذهبي لتلك البعثات، كان مع بعثة عام 1826 التي تكونت من 44 طالبًا لدراسة العلوم العسكرية والإدارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والمعادن والكيمياء والهيدروليكا وصب المعادن وصناعة الأسلحة والطباعة والعمارة والترجمة. تبع تلك الحملة حملة ثانية عام 1828 إلى فرنسا، وثالثة عام 1829 إلى فرنسا وإنجلترا والنمسا، ورابعة تخصصت في العلوم الطبية فقط عام 1832. وشهد عام 1844، أكبر تلك البعثات العلمية والتي أرسلت إلى فرنسا، وعرفت باسم «بعثة الأنجال» لأنها ضمت 83 طالبًا بينهم اثنين من أبناء محمد علي واثنين من أحفاده. كان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه. كما أمر محمد علي بتوجيه ثلاث حملات بقيادة البكباشي سليم القبطان أعوام 1839، 1840، و1841 لاستكشاف منابع النيل. كان لتلك الحملات الفضل الكبير في استكشاف تلك المناطق ومعرفة أحوالها. المدارس العليا[عدل المصدر] أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك «المدارس العليا»، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل بنصيحة من كلوت بك للوفاء باحتياجات الجيش من الأطباء، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، وأخرى للقابلات (الولادة) عام 1829. ثم أنشأت مدرسة المهندسخانة في بولاق للهندسة العسكرية، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834، ومدرسة الألسن في الأزبكية عام 1836، ومدرسة الزراعة بنبروه عام ومدرسة المحاسبة في السيدة زينب عام 1837، ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع عام 1839، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4,500 طالب. المدارس الابتدائية[عدل المصدر] لما تقدمت المدارس العليا واتسع نطاقها، قرر محمد علي إنشاء «ديوان المدارس» عام 1837، وعهد بإدارته إلى بعض أعضاء البعثات العائدين لمصر، لتنظيم التعليم بالمدارس. قرر هذا الديوان توسيع قاعدة التعليم في مصر، فوضع لائحة لنشر التعليم الابتدائي، نصت على ضرورة إنشاء 50 مدرسة ابتدائية، وهو ما وافق عليه محمد علي، وأمر بإنشائها على أن يكون 4 منها بالقاهرة وواحدة بالإسكندرية تضم كل منها 200 تلميذ، والباقي توزع على مختلف الأقاليم وتضم كل منها 100 تلميذ. اقتصاديًا[عدل المصدر] لكي يحقق محمد علي الاستقلال السياسي، كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لذا عمد إلى تنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين الذين عملوا في تلك المجالات بالسخرة. الصناعة[عدل المصدر] بني محمد علي قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع للغزل والنسيج ومصنعا للجوخ في بولاق ومصنعا للحبال اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا للأقمشة الحريرية وآخر للصوف ومصنعا لنسيج الكتان ومصنع الطرابيش بفوه، ومعمل سبك الحديد ببولاق ومصنع ألواح النحاس التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج السكر، ومصانع النيلة والصابون ودباغة الجلود برشيد ومصنعا للزجاج والصيني ومصنعا للشمع ومعاصر للزيوت. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية. الزراعة[عدل المصدر] اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالريّ وشق العديد من الترع وشيّد الجسور والقناطر. كما وسّع نطاق الزراعة، فخصص نحو 3,000 فدان لزراعة التوت للاستفادة منه في إنتاج الحرير الطبيعي، والزيتون لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران. وفي عام 1821، أدخل زراعة صنف جديد من القطن يصلح لصناعة الملابس، بعد أن كان الصنف الشائع لا يصلح إلا للاستخدام في التنجيد. التجارة[عدل المصدر] بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية. كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وتعبيد طريق السويس-القاهرة وتأمينه لتسيير القوافل، دورًا في إعادة حركة التجارة بين الهند وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836. إداريًا[عدل المصدر] نظام الحكم[عدل المصدر] ملف:أسرة محمد علي باشا.JPG محمد علي باشا في جلسة بمجلس المشورة. خزانة أختام محمد علي باشا، محفوظة اليوم في مكتبة الإسكندرية. حكم محمد علي مصر حكمًا أوتوقراطيًا مع ميل لاستشارة بعض المقربين قبل إبرام الأمور، إلا أنه اختلف عن الحكم الاستبدادي للمماليك في أنه كان يخضع لنظام إداري بدلاً من الفوضى التي سادت عصر المماليك. فقد أسس محمد علي مجلسًا حكوميًا عرف باسم «الديوان العالي» مقره القلعة يترأسه نائب الوالي محمد علي، ويخضع لسلطة هذا الديوان دواوين تختص بشؤون الحربية والبحرية والتجارة والشؤون الخارجية والمدارس والأبنية والأشغال. كما أسس مجلسًا للمشورة يضم كبار رجال الدولة وعدد من الأعيان والعلماء، ينعقد كل عام ويختص بمناقشة مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية. وفي عام 1837، وضع محمد علي قانونًا أساسيًا عرف بقانون «السياستنامة»، يحدد فيه سلطات كل ديوان من الدواوين الحكومية. التقسيم الإداري[عدل المصدر] قسّم محمد علي مصر إلى سبع مديريات أربعة في الوجه البحري وهي الأولى ضمت البحيرة والقليوبية والجيزة والثانية المنوفية والغربية والثالثة الدقهلية والرابعة الشرقية، وواحدة في مصر الوسطى وشملت بني سويف والفيوم والمنيا، واثنتان في مصر العليا الأولى من جنوب المنيا إلى شمال قنا والثانية من قنا إلى وادي حلفا، إضافة إلى خمس محافظات وهي القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس. النظام المالي[عدل المصدر] لوحة لمحمد علي باشا، بريشة السير دايڤيد ولكي. ألغى محمد علي نظام «الالتزام» الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، مما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبوا تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام «الاحتكار» الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري، وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي. كما أجهد محمد علي الشعب بالضرائب التي كان يفرضها على الشعب، كلما احتاج لتمويل أحد حملاته أو مشاريعه دون نظام محدد، شملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية. وكما احتكر محمد علي الأراضي والزراعة، احتكر أيضًا الصناعة والتجارة، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها. عمرانيًا[عدل المصدر] اهتم محمد علي ببعض النواحي العمرانية التي تخدم دولته الناشئة، فأسس المدن مثل الخرطوم وكسلا، وأقام القلاع للدفاع عن الثغور وعاصمة البلاد، كما شيّد فنارا لإرشاد السفن في رأس التين بالإسكندرية. وعني أيضًا ببناء القصور ودور الحكومة، وأنشأ دفترخانة لحفظ الوثائق الحكومية، ودار للآثار بعدما أصدر أمرًا بمنع خروج الآثار من مصر، وعبّد الطرق التجارية ونظّم حركة البريد وجعل له محطات لإراحة الجياد. اجتماعيًا[عدل المصدر] تدرّج المجتمع في عهد محمد علي إلى عدة طبقات اجتماعية أعلاها الطبقة الحاكمة التي ضمت أسرة محمد علي وكبار رجاله وموظفي الدولة من المتعلمين في المدارس والمبتعثين للخارج، ثم طبقة العلماء والأعيان فالمزارعين وعمال المصانع والعربان والرقيق من اليونانيين الذين أسروا في حرب المورة والجواري الشركسيات والحبشيات والسودانيات اللاتي كن يخدمن في بيوت الأثرياء. وقد ارتفع تعداد السكان في عهد محمد علي من 2,514,400 نسمة عام 1823، إلى 4,476,440 نسمة عام 1845. وكان محمد علي باشا متسامحًا واسع الأفق في الشؤون الدينية،(11) فقرَّب إليه المسيحيين كما المسلمين، واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته. نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة[عدل المصدر] رسم لمحمد علي باشا من سنواته الأخيرة، وبالتحديد من عام 1841. بعد انسحاب الجنود المصرية من بلاد الشام وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع الدولة العثمانية بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن فرنسا ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل مصر أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من جنون الارتياب، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة تقدمه بالسن، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض الزحار. ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة 1844 تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون فرنك، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14,081,500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75,227,500 قرش. وتخوّف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على إبراهيم باشا الذي اقترح أن تقوم أحب شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام. بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا بالسل، واشتد عليه داء المفاصل، وأخذ يبصق دمًا عند السعال، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى إيطاليا للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله للسلطان عندما زار الآستانة في سنة 1846، حيث عبّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟» بعد ذلك عاد محمد علي إلى مصر وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه الشيخوخة، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة. وفاته[عدل المصدر] جامع محمد علي باشا في قلعة القاهرة، حيث يرقد ضريح محمد علي باشا. تمثال محمد علي باشا في ميدان المنشية بالإسكندرية. حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنيّة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1848، فخلفه ابن أخيه طوسون، عبّاس حلمي. وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في قصر رأس التين بالإسكندرية بتاريخ 2 أغسطس سنة 1849م، الموافق فيه 13 رمضان سنة 1265هـ، فنُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن في الجامع الذي كان قد بناه قبل زمن في قلعة المدينة. كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم، وكان يحمل له شيئًا من الضغينة. يقول القنصل البريطاني جون موراي، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع محمد علي إلى مثواه الأخير:... كان الحضور في الجنازة حضورًا هزيلاً غثًا؛ كثير من القناصل والسفراء لم يُدعوا للمشاركة، ولم تُغلق الحوانيت ولا الدوائر الحكومية.. باختصار، يسود انطباع عام مفاده أن عبّاس باشا هو الجدير باللوم، فقد قلل من شأن جدّه وذكراه اللامعة، ولم يحترم ذكراه حق الاحترام، وكيف لا يكون ذلك وقد سمح أن يُقام مأتم هذا الرجل على هذا الشكل البائس وأهمل العناية به أشد الإهمال. ...إن تعلّق وتبجيل جميع طبقات المجتمع المصري لاسم محمد علي لهو مأتم أعظم شأنًا وأكثر شرفًا من أي جنازة أخرى يُقدمها له خلفاؤه. يتحدث الأهالي الكبار ممن يتذكر عن الفوضى والظلم الذي غرقت به البلاد قبل وصوله؛ ويُقارن الشباب حكمه بحكم خلفه المتقلّب والمتذبذب؛ كل طبقات الشعب من ترك وعرب، لا تتردد في قول أن مصر المزدهرة المتحضرة ماتت مع محمد علي...في واقع الأمر يا سيدي، لا يمكننا ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن محمد علي، على الرغم من كل أخطائه، كان رجلاً عظيم الشأن. إرثه[عدل المصدر] إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين وفي الأوساط العامّة، هي تلك التي تقول أن محمد علي باشا هو «والد مصر الحديثة»، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذي استطاع تجريد الباب العالي من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ الفتح العثماني لمصر عام 1517. وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن الدولة العثمانية، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوي يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول حراك اجتماعي في المجتمع المصري، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته لمصر والسودان طيلة 150 عامًا تقريبًا، كانت مصر فيها دولة تتمتع باستقلال ذاتي قانوني في ظل الدولة العثمانية، ومن ثم في ظل الحماية البريطانية. يرى قسم آخر من الناس، أن محمد علي باشا لم يكن باني مصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، بدءًا من الفرس في عام 525 ق.م. وحجج أصحاب هذا الرأي تتمثل بعدّة نقاط، منها أن محمد علي لم يتكلم العربية أو يجعلها اللغة الرسمية في بلاطه، وإنما استعاض عنها بالتركية، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها، وإنه أرهق المصريين بالضرائب وأعمال السخرة والتجنيد الإجباري. ومن أبرز المواضيع التي تجعل البعض يتحفّظ على عهد محمد علي باشا، قصة عزمه على هدم الهرم الأكبر واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس دلتا النيل في منطقة شلقان، التي أصبحت فيما بعد القناطر الخيرية، والتي تراجع عنها بعد أن أقنعه المهندس الفرنسي لينان دو بلفون بعدم جدواها. على العموم تعتبر النظرة سالفة الذكر النظرة الأقل قبولاً عند المؤرخين وبالذات العرب منهم. تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: إبراهيم باشا، أحمد طوسون باشا، إسماعيل باشا، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا للشريعة الإسلامية، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها محمد سعيد باشا، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. المراجع[عدل المصدر] ^ مُعرِّف الضَّبط الاستناديِّ في قاعدة البيانات الوطنيَّة التشيكيَّة (NKCR AUT): https://aleph.nkp.cz/F/?func=find-c&amp;local_base=aut&amp;ccl_term=ica=jo20211123715 — تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2022 ^ الرافعي, عبد الرحمن (2000). "الزعامة الشعبية في السنوات الأولى من حكم محمد علي". تاريخ الحركة القومية، وتطور نظام الحكم، ج3 عصر محمد علي. القاهرة: مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب. صفحات ص 39. ISBN 977-01-6930-7. ^ 'مقولة "محمد علي:مؤسس مصر الحديثة" مقولة تاريخية، أي أن لها أصولا تاريخية محددة، وأنها محكومة منذ البداية بمصالح ومطامح محددة، على رأسها مصالح ومطامح محمد علي نفسه، الذي كان على دراية بالغة بدوره في تاريخ مصر، 4 -بل في تاريخ الدولة العثمانية ككل. وبالتالي يجب أن نأخذ باعتبارنا عندما نتناول هذه المقولة أن محمد علي نفسه كان أول من روج لها. 'خالد فهمي. كل رجال الباشا محمد علي:مؤسس مصر الحديثة محمد علي وجيشه وبناء مصر 5 5 5-الحديثة ص32. ط1 2001، دار الشروق ^ خطبة العرش للخدوي إسماعيل وكانت تسمى مقالة الافتتاح لمجلس شورى النواب في 25 نوفمبر 1866 وصدرها: "من المعلوم أن جدي المرحوم عندما تولى مصر وجدها خالية من آثار العمار، ووجد أهلها مسلوبي الأمن والراحة، فصرف 5=الهمم العالية لتأمين الأهالي وتمدين البلاد بإيجاد الأسباب والوسائل اللازمة حتى وفقه الله لما أرداه من تأسيس عمارية الأقطار المصرية..." عبد الرحمن الرافعي. عصر إسماعيل، ^ &#160;{{استشهاد بكتاب}}: تحقق من قيمة |مسار= (مساعدة) - ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت ث ^ فاروق مصر: محمد علي باشا والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين. ^ Cleveland, William L, A History of the Modern Middle East, (Boulder: Westview Press, 2009), 65-66 ^ &#160;{{استشهاد بكتاب}}: |الأول= has generic name (مساعدة)، |صفحات= has extra text (مساعدة ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب كان زمان في مصر وفي كل مكان، العدد الأول، زوجات ومستولدات ملوك مصرنسخة محفوظة 09 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين. حواش[عدل المصدر] الدلاة تعني المجانين، هم جنود أكراد اشتهروا بالبسالة والتهور، لذا عرفوا بهذا الاسم. الكيس يعادل 500 قرش عثماني. كانت الإسكندرية حتى ذلك الحين تخضع للسلطان مباشرة ويرسل لها حكام مثلها مثل الثغور، ولا تخضع لسلطة والي مصر. عندما سمع أمين بك أصوات الرصاص، هرع إلى سور القلعة، ولكز جواده بضربة عنيفة، فهوى به من ذلك الارتفاع، وقبل أن يصل الحصان إلى الأرض قفز من فوق ظهر الحصان فنجا من الموت. فر أمين بك بعد ذلك، واستجار بالأمير بشير الشهابي في لبنان. كما كان أمين بك هذا هو الملهم لجرجي زيدان لكتابة روايته «المملوك الشارد». حين علم محمد علي بانتقاد الغرب لحادثة مذبحة القلعة، التي عدوها عملاً منافيًا للإنسانية. صرح بأنه يبغي رسم صورة يضع فيها مذبحة المماليك بجانب الاغتيال الذي دبّره نابليون بونابرت للدوق «دانجان» حيث اتهمه ظلمًا بالتآمر عليه، وأمر بقتله بعد محاكمة صورية. ظهرت الدعوة الوهّابية في شبه الجزيرة العربية حوالي منتصف القرن الثامن عشر على يد زعيمها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فنُسبت إليه وسُمي أتباعه بالوهّابيين. استمد محمد بن عبد الوهاب دعوته من طريقة الإمام ابن تيمية، فالمذهب الوهّابي هو في أصوله المذهب الحنبلي، والفكرة التي دعا إليها ابن عبد الوهاب فكرة صالحة في جوهرها، لكن بعض الباحثين وعلماء الشريعة يرون أنه غالى فيها وتشدد حتى أضحى أساسها تكفير كل من لم يأخذ بها، وإنه من هنا جاءت تسمية الوهّابيين للمخالفين لهم «مشركين». وقد ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده على ذلك بعدّة أقوال، أبرزها أنه لم يُكفّر إلا المشركين، ولم يحصل أن كفّر بالظن، والموالاة، أو كفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، وإن من يقولون بذلك إنما يريدون تنفير الناس عن دين الله ورسوله. كانت الإمبراطورية الروسية أشد الدول الأوروبية قلقًا، فقد نظرت بعين الخوف والقلق إلى تقدم الجيش المصري واقترابه من الآستانة، وخشيت من اتساع نفوذ محمد علي باشا حتى المضائق والبحر الأسود، فيصبح بوسعه تأسيس دولة قوية تقوم على أنقاض السلطنة العثمانية المتداعية، ويتعارض ذلك مع سياستها تجاه هذه السلطنة التي كانت قد قررتها في عام 1829 في الاجتماع الموسع الذي عقده القيصر نيقولا الأول عقب توقيع معاهدة أدرنة، والقاضية بعدم تقسيم أراضيها. كان الساسة البريطانيون أقرب إلى التردد في اختيار الموقف الذي يخدم سياسة بلدهم، لذلك لم يعطوا في البداية الأزمة المصرية الأهمية اللازمة، وبخاصة أنهم رفضوا طلب السلطان بمد يد المساعدة، وكان موقفهم هذا أقرب إلى مصالح محمد علي باشا منه إلى مصالح السلطان. أما المسألة البلجيكية فهي في جوهرها حركة استقلال قومي عن هولندا تدخلت فيها فرنسا بحجة ضم بلجيكا أو جزء منها، الأمر الذي عارضته بريطانيا، لأن من شأن ذلك أن يخل بالتسوية الإقليمية التي أقرّتها معاهدة ڤيينا عام 1815. وقد رأى وزير الخارجية البريطاني آنذاك، أن بلجيكا يمكن إذا ما تحولت إلى دولة أن تُستخدم درعًا ضد بريطانيا من قبل فرنسا. ولم تُحل هذه القضية إلا في 19 أبريل سنة 1839 وفقًا لمعاهدة وقعتها الدول الخمس الكبرى أقرّت باستقلال بلجيكا. كان لدى سكان بلاد الشام من الدوافع ما حملهم فعلاً على إعلان الثورة على الحكم المصري بفعل إجرائاته التي لم يعهدوها من قبل. فعلى الرغم من أن الشوام استقبلوا إبراهيم باشا استقبال المحرر المنقذ من الولاة العثمانيين وظلمهم، إلا أنه بعد استقرار الحكم المصري رأوا فيه احتلالاً مفروضًا عليهم، خصوصًا بعد أن قام إبراهيم باشا بزيادة الضرائب بسبب النفقات الباهظة للجيش المصري، على نحو لم يعرفه الناس قبلاً، فقد كان الشوام يدفعون في عهد واليي عكا العثمانيين، سليمان باشا وعبد الله باشا، مليونين ونصف مليون قرش ضريبة سنوية، فأصبحوا في أواخر عهد إبراهيم باشا يدفعون أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، أي ما يُقارب ثمانية ملايين ونصف مليون قرش. أضف إلى ذلك أن حكم إبراهيم باشا ظل عسكريًا بسبب خوف والده محمد علي من عودة العثمانيين لاسترجاع الشام، ففُرض التجنيد الإجباري على الناس، وسُخروا في شق الطرقات وترميم الحصون واستخراج المعادن. جرت المباحثات في جو أقرب إلى التشنج. وعرض صارم أفندي أن يضم محمد علي كل بلاد الشام الجنوبية بدون أن يُطبق على هذا الجزء مبدأ الوراثة شأن مصر وشبه الجزيرة العربية، في حين أصرّ محمد علي من جهته على الانفصال والاستقلال بمصر وبلاد الشام. من الوقائع التي تدل على تسامح محمد علي مع غير المسلمين، وبشكل خاص المسيحيين، المرسوم الذي أصدره ليهدئ من روع رهبان دير القديسة كاترين في سيناء بعدما تمركزت قوّات كبيرة العدد من الجيش المصري في شبه الجزيرة تلك، خلال عهد الحروب مع الوهّابيين، وقد جاء فيه: «صدر المرسوم الشريف الواجب القبول والتشريف والاتباع عن ديوان مصر المحروسة إلى قدوة الملة المسيحية وعمدة الطائفة العيسوية الرهبان سكان الدير بجبل سيناء ختمت عواقبهم بالخير والرشاد تحيطون علمًا أنه قد طرق مسامعنا حاصل عندكم خوف وزعل بخصوص قدوم العساكر المرسلة إلى الحجاز، والحال أننا لا نرضى إلاّ كامل راحتكم واستراحتكم في محل مواطنكم بالدير بجبل سيناء وتكونوا مطمئنين ومستريحين من هذا القبيل وعليكم أمان الله تعالى وأمان رسوله ثم أماننا السعيد. ولم تخشوا من شيء جملة كافية ولا أحد يعترض لكم بوجه من الوجوه ويكون لكم الحماية والصيانة في ديركم محل وطنكم بجبل سيناء ولم تهتموا من شيء مطلقًا، فبناء على ذلك أصدرنا هذا المرسوم الشريف عند وصوله إليكم يكون العمل بمضمونه وبمقتضاه واعتمدوه غاية الاعتماد». تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن ضمن الملكية العامة. المصادر[عدل][عدل المصدر] Ahmed, Jamal Mohammed. The Intellectual Origins of Egyptian Nationalism. New York: Oxford University Press, 1960. Berger, Morroe. Military Elite and Social Change: Egypt Since Napoleon. Princeton, New Jersey: Center for International Studies: Woodrow Wilson School for Public and International Affaris, 1960. Dodwell, Henry. The Founder of Modern Egypt: A Study of Muhammad ‘Ali. Cambridge: Cambridge University Press, 1967. Fahmy, Khaled. 1997. All The Pasha's Men: Mehmed Ali, his army and the making of modern Egypt. New York: American University in Cairo Press. ISBN 977-424-696-9 Fahmy, Khaled. 1998. "The era of Muhammad 'Ali Pasha, 1805-1848" in The Cambridge History of Egypt: Modern Egypt, from 1517 to the end of the twentieth century. M.W. Daly, ed. pp. 139–179, Vol. 2. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-47211-3 Goldschmidt, Arthur, Jr. Modern Egypt: The Formation of a Nation-State. Boulder, Colorado: Westview Press, 1988. Hill, Richard. Egypt in the Sudan 1820-1881. London: Oxford University Press, 1959. ألبرت حوراني. 2002. A History of the Arab Peoples. London: Faber and Faber. ISBN 0-446-39392-4 عبد الرحمن الجبرتي. 1994. 'Abd al-Rahman al-Jabarti's History of Egypt. 4 vols. T. Philipp and M. Perlmann, translators. Stuttgart: Franz Steiner Verlag. ISBN 3-515-05756-0 Jarvis, H. Wood. Pharaoh to Farouk. London: John Murray Limited, 1956. Lacouture, Jean and Simonne Lacouture. Egypt in Transition. Translated by Francis Scarfe. New York: Criterion Books, 1958. Marlowe, John. A History of Modern Egypt and Anglo-Egyptian Relations 1800-1953. New York: Praeger, 1954. Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. Egypt in the Reign of Muhammad Ali. Cambridge: Cambridge University Press, 1984. Pollard, Lisa. Nurturing the Nation: The Family Politics of Modernizing, Colonizing, and Liberating Egypt, 1805-1923. Berkeley, California: University of California Press, 2005. Rivlin, Helen Anne B. The Agricultural Policy of Muhammad ‘Alī in Egypt. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 1961. Vatikiotis, P.J. 1991. The History of Modern Egypt: From Muhammad Ali to Mubarak. Baltimore: The Johns Hopkins University Press. ISBN 0-8018-4215-8 Finkel, Caroline, Osman's Dream, (Basic Books, 2005), 57; "Istanbul was only adopted as the city's official name in 1930..". وصلات خارجية[عدل المصدر] مادة وثائقية عن محمد علي من قناة الجزيرة على يوتيوب شكوك حول أصول محمد علي الألبانية، من جريدة الاتحاد، بقلم الدكتور محمد علي الصويركي. بيت محمد علي (الباشاوات - الخديويات- السلاطين- ملوك مصر): تاريخ الحُكّام والسُلالات الحاكمة. صورة وصفية لحياة محمد علي، باشا مصر وسوريا والجزيرة العربية المناصب السياسية سبقه أحمد خورشيد باشا والي مصر والسودان 17 مايو 1805 - 2 مارس 1848 تبعه إبراهيم باشا في كومنز صور وملفات عن: محمد علي باشا'
مصدر HTML المعروض للمراجعة الجديدة (new_html)
'<div class="mw-parser-output"><p>محمد <a href="/wiki/%D8%A2%D8%BA%D8%A7" title="آغا">آغا</a> <a href="/wiki/%D8%A8%D9%83" title="بك">بك</a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="محمد علي باشا">محمد علي باشة</a> ولد يوم(<a href="/wiki/1" class="mw-redirect mw-disambig" title="1">1</a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3" title="مارس">مارس</a> <a href="/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9" title="سنة">عام</a> <a href="/wiki/1984" title="1984">1984</a> ) <a href="/w/index.php?title=%D8%AD%D8%B5%D9%84_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%A9&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="حصل علي شهادة (الصفحة غير موجودة)">حصل علي شهادة</a> <a href="/wiki/%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%87" title="دكتوراه">دكتوراة</a> (<a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="اللغة الفرنسية">بالفرنسية</a>: Doctorat)‏ من <a href="/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%B9%D9%8A%D9%86_%D8%B4%D9%85%D8%B3" title="جامعة عين شمس">جامعة عين شمس</a> تقع في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9" title="القاهرة">القاهرة</a> عام 2006 مكن منح درجة «<a href="/wiki/%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%87_%D9%81%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="دكتوراه فخرية">دكتوراه فخرية</a>» لشخصيات معينة تعبيرًا عن الشكر أو العرفان بالجميل أو الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وذلك حتى لو لم يكن الحائز عليها ذا تكوين أكاديمي. في <a href="/wiki/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7" title="ألمانيا">ألمانيا</a> مثلاً تمّ إسناد هذا اللقب لفرديناند بورشه، وحتى يتم التمييز بالنسبة للدكتوراه العادية يتم إضافة الحرفين H.C. أي Honoris Causa. ويمكن للشخص أن يحصل على أكثر من درجة دكتوراه واحدة. </p><p>تستلزم مرحلة دراسة الدكتوراه سنتين كحدّ أدنى في معظم المؤسسات التعليمية في دول العالم، حيث لا تجوز مناقشة الدكتوراه قبل هذه المدّة، ولكن في أغلب الأحيان تستغرق أكثر من ذلك بكثير. تتضمن أطروحة الدكتوراه إنجاز بحث مبتكر وأصيل أو مجموعة أبحاث متجانسة هي <a href="/wiki/%D8%A3%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A9_%D8%A3%D9%83%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="أطروحة أكاديمية">أطروحة</a>. يتم تقييم الأطروحة ومناقشتها أمام مجموعة أساتذة مختصين في مجال الأطروحة. </p><p>وتوفي اخية الكبير محمود آغا <a href="/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9" title="سنة">سنة</a> <a href="/wiki/2007" title="2007">2007</a> دي كانت صدمة في حيات محمد آغا وفكر في مجال الاجهزة </p><p>ثم لجئ وفكر في مجال الاجهزة الكهربائية ثم فتح <a rel="nofollow" class="external text" href="http://mohamedelagha.com">شركة الأغا</a> <a href="/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85" title="يوم">يوم</a> <a href="/wiki/1" class="mw-redirect mw-disambig" title="1">1</a> <a href="/wiki/%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1" title="يناير">يناير</a> <a href="/wiki/2022" title="2022">2022</a> </p><p>واسس نفس بنفسة وتعامل مع هذه الشركات شركة <a href="/wiki/%D8%AA%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%A8%D8%A7" title="توشيبا">توشيبا</a> شركة <a href="/wiki/%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A8" title="شارب">شارب</a> شركة ترنيدوا شركة فريش شركة ال جي </p> <table class="wikitable sortable mw-collapsible mw-collapsed"> <caption>محمد آغا بك<div class="center"><div class="thumb tnone"><div class="thumbinner" style="width:222px;"><a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg" class="image"><img alt="Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b3/Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg/220px-Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg" decoding="async" width="220" height="161" class="thumbimage" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b3/Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg/330px-Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b3/Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg/440px-Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg 2x" data-file-width="1162" data-file-height="848" /></a> <div class="thumbcaption"><div class="magnify"><a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Mbg8D1197FF-4375-4C39-A1AE-6899293C3861.jpg" class="internal" title="كبّر"></a></div></div></div></div></div> </caption> <tbody><tr> <th>الأسم </th> <th> </th> <th> </th> <th>محمد آغا بك </th></tr> <tr> <th>الشهرة </th> <th> </th> <th> </th> <th>محمد الأغا قوص </th></tr> <tr> <td>المهنة او الوظيفة </td> <td> </td> <td> </td> <td>دكتور سابقا <p>ومدير شركة الأغا للأجهزة الكهربائية </p> </td></tr> <tr> <td>الديانة </td> <td> </td> <td> </td> <td>مسلم </td></tr> <tr> <td>تاريخ ميللادة </td> <td> </td> <td> </td> <td>1-مارس <a href="/wiki/1984" title="1984">1984</a> </td></tr></tbody></table> <div id="toc" class="toc" role="navigation" aria-labelledby="mw-toc-heading"><input type="checkbox" role="button" id="toctogglecheckbox" class="toctogglecheckbox" style="display:none" /><div class="toctitle" lang="ar" dir="rtl"><h2 id="mw-toc-heading">محتويات</h2><span class="toctogglespan"><label class="toctogglelabel" for="toctogglecheckbox"></label></span></div> <ul> <li class="toclevel-1 tocsection-1"><a href="#خطوات_الحُصولِ_على_شهادةِ_الدكتوراةهناك_شروط_عدّة_يجب_أن_تتحقّق_للحصول_على_شهادةِ.Ph.D_وهي:إتمام_الدراسة_الثانوية."><span class="tocnumber">1</span> <span class="toctext">خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية.</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-2"><a href="#ضم_السودان"><span class="tocnumber">1.1</span> <span class="toctext">ضم السودان</span></a></li> <li class="toclevel-2 tocsection-3"><a href="#حرب_المورة"><span class="tocnumber">1.2</span> <span class="toctext">حرب المورة</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-4"><a href="#الحملة_على_الشام"><span class="tocnumber">2</span> <span class="toctext">الحملة على الشام</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-5"><a href="#أسبابها"><span class="tocnumber">2.1</span> <span class="toctext">أسبابها</span></a></li> <li class="toclevel-2 tocsection-6"><a href="#مراحلها"><span class="tocnumber">2.2</span> <span class="toctext">مراحلها</span></a> <ul> <li class="toclevel-3 tocsection-7"><a href="#المرحلة_الأولى"><span class="tocnumber">2.2.1</span> <span class="toctext">المرحلة الأولى</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-8"><a href="#المرحلة_الثانية"><span class="tocnumber">2.2.2</span> <span class="toctext">المرحلة الثانية</span></a></li> </ul> </li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-9"><a href="#بناء_الدولة"><span class="tocnumber">3</span> <span class="toctext">بناء الدولة</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-10"><a href="#عسكريًا"><span class="tocnumber">3.1</span> <span class="toctext">عسكريًا</span></a> <ul> <li class="toclevel-3 tocsection-11"><a href="#الجيش"><span class="tocnumber">3.1.1</span> <span class="toctext">الجيش</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-12"><a href="#الأسطول"><span class="tocnumber">3.1.2</span> <span class="toctext">الأسطول</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-13"><a href="#التعليم_العسكري"><span class="tocnumber">3.1.3</span> <span class="toctext">التعليم العسكري</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-14"><a href="#الصناعات_العسكرية"><span class="tocnumber">3.1.4</span> <span class="toctext">الصناعات العسكرية</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-2 tocsection-15"><a href="#تعليميًا"><span class="tocnumber">3.2</span> <span class="toctext">تعليميًا</span></a> <ul> <li class="toclevel-3 tocsection-16"><a href="#البعثات_العلمية"><span class="tocnumber">3.2.1</span> <span class="toctext">البعثات العلمية</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-17"><a href="#المدارس_العليا"><span class="tocnumber">3.2.2</span> <span class="toctext">المدارس العليا</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-18"><a href="#المدارس_الابتدائية"><span class="tocnumber">3.2.3</span> <span class="toctext">المدارس الابتدائية</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-2 tocsection-19"><a href="#اقتصاديًا"><span class="tocnumber">3.3</span> <span class="toctext">اقتصاديًا</span></a> <ul> <li class="toclevel-3 tocsection-20"><a href="#الصناعة"><span class="tocnumber">3.3.1</span> <span class="toctext">الصناعة</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-21"><a href="#الزراعة"><span class="tocnumber">3.3.2</span> <span class="toctext">الزراعة</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-22"><a href="#التجارة"><span class="tocnumber">3.3.3</span> <span class="toctext">التجارة</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-2 tocsection-23"><a href="#إداريًا"><span class="tocnumber">3.4</span> <span class="toctext">إداريًا</span></a> <ul> <li class="toclevel-3 tocsection-24"><a href="#نظام_الحكم"><span class="tocnumber">3.4.1</span> <span class="toctext">نظام الحكم</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-25"><a href="#التقسيم_الإداري"><span class="tocnumber">3.4.2</span> <span class="toctext">التقسيم الإداري</span></a></li> <li class="toclevel-3 tocsection-26"><a href="#النظام_المالي"><span class="tocnumber">3.4.3</span> <span class="toctext">النظام المالي</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-2 tocsection-27"><a href="#عمرانيًا"><span class="tocnumber">3.5</span> <span class="toctext">عمرانيًا</span></a></li> <li class="toclevel-2 tocsection-28"><a href="#اجتماعيًا"><span class="tocnumber">3.6</span> <span class="toctext">اجتماعيًا</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-29"><a href="#نهاية_محمد_علي_باشا_سنواته_الأخيرة"><span class="tocnumber">4</span> <span class="toctext">نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-30"><a href="#وفاته"><span class="tocnumber">4.1</span> <span class="toctext">وفاته</span></a></li> <li class="toclevel-2 tocsection-31"><a href="#إرثه"><span class="tocnumber">4.2</span> <span class="toctext">إرثه</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-32"><a href="#المراجع"><span class="tocnumber">5</span> <span class="toctext">المراجع</span></a> <ul> <li class="toclevel-2 tocsection-33"><a href="#حواش"><span class="tocnumber">5.1</span> <span class="toctext">حواش</span></a></li> </ul> </li> <li class="toclevel-1 tocsection-34"><a href="#المصادر[عدل]"><span class="tocnumber">6</span> <span class="toctext">المصادر[عدل]</span></a></li> <li class="toclevel-1 tocsection-35"><a href="#وصلات_خارجية"><span class="tocnumber">7</span> <span class="toctext">وصلات خارجية</span></a></li> </ul> </div> <h2><span id=".D8.AE.D8.B7.D9.88.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.84.D8.AD.D9.8F.D8.B5.D9.88.D9.84.D9.90_.D8.B9.D9.84.D9.89_.D8.B4.D9.87.D8.A7.D8.AF.D8.A9.D9.90_.D8.A7.D9.84.D8.AF.D9.83.D8.AA.D9.88.D8.B1.D8.A7.D8.A9.D9.87.D9.86.D8.A7.D9.83_.D8.B4.D8.B1.D9.88.D8.B7_.D8.B9.D8.AF.D9.91.D8.A9_.D9.8A.D8.AC.D8.A8_.D8.A3.D9.86_.D8.AA.D8.AA.D8.AD.D9.82.D9.91.D9.82_.D9.84.D9.84.D8.AD.D8.B5.D9.88.D9.84_.D8.B9.D9.84.D9.89_.D8.B4.D9.87.D8.A7.D8.AF.D8.A9.D9.90.Ph.D_.D9.88.D9.87.D9.8A:.D8.A5.D8.AA.D9.85.D8.A7.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.AF.D8.B1.D8.A7.D8.B3.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.AB.D8.A7.D9.86.D9.88.D9.8A.D8.A9."></span><span class="mw-headline" id="خطوات_الحُصولِ_على_شهادةِ_الدكتوراةهناك_شروط_عدّة_يجب_أن_تتحقّق_للحصول_على_شهادةِ.Ph.D_وهي:إتمام_الدراسة_الثانوية.">خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية.</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=1" title="عدل القسم: خطوات الحُصولِ على شهادةِ الدكتوراةهناك شروط عدّة يجب أن تتحقّق للحصول على شهادةِ.Ph.D وهي:إتمام الدراسة الثانوية.">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <ol><li>إتمام الدراسة الجامعيّة المنتظمة (ويجب أن تكون الجامعة مُعترف بها) مع الحصول على درجةٍ لا تقل عن الجيّد.</li> <li>إتمام متطلّبات اللغة مثل: الحصول على شهادة التوفل الإنجليزيّة.</li> <li>وبعدَ إتمام الشروط السابقة يحقّ للطالب التّقديم إلى الماجستير في موضوع معيّن يؤهّلهُ للالتحاقِ بها.</li> <li>إتمام رسالة الماجستير لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر.</li> <li>التقديم لرسالةِ الدكتوراه لمدّة لا تقل عن سنتين أو أكثر بحسب سياسات الجامعة.</li> <li>ومِن شروطِ الحصولِ على شهادةِ الدكتوراه فِي مجالٍ مُعيّن إنجازُ بحثٍ مُبتكر وجديد أو مجموعةٌ مِنَ الأبحاثِ فِي موضوعٍ مُعيّن فَقَط، ومناقشةِ هذِهِ الأفكارِ والبحوثاتِ العلميّة أمام مجموعَةٍ مِنَ الأساتذة المُتَخَصّصين فِي نَفسِ المجال، مَع توضيحِ الفِكرَةِ وتوصيلها لهم.</li></ol> <p>أطلقت الجامعات الإنكليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها، لأن الفلسفة بمعناها التقليدي كانت تُطلَق في الماضي على مختلف المعارف والعلوم العامّة. </p><p>أمّا كلمة «دكتوراه» فهي مشتقة من الكلمة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="اللاتينية">اللاتينية</a> (Docere) والتي تعني «درّس، علّم». وجدير بالذكر أن إطلاق لقب «دكتور» على الطبيب لم يكن سوى مجازاَ لغويّاَ حوّله الزمن إلى رديف للشخص المتعلم والدارس.<b>البك</b> أو <b>الباي</b> أو <b>البيك</b> أو <b>البيه</b> كلمة ولقب <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9" title="اللغة التركية">تركي</a>، كان يستخدم في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a>. ويستخدم في العديد من اللغات والبلدان، مثل (اللغة الألبانية: bej), و(البوسنية: beg), و(اللغة الفارسية /, بگ / Beg or Beyg ). معناها السيد أو الأمير أو ذو شأن عظيم وهي تلفظ (بيه) ومن هنا سمي مؤدب الملك في بلاد فارس (أتابك أي السيد الأب)، ثم أطلقت أتابك على الوزير ووكيله وعلى الأمير نفسه. هذه الكلمة كانت قبل في مقابل الباشا في معنى وال أو حاكم إقليم أو أمير تابع لسلطان كما هو الشأن في بك تونس (<a href="/wiki/%D8%A8%D8%A7%D9%8A_%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3" title="باي تونس">باي تونس</a>) ثم صارت الآن تطلق على كبار موظفي الجيش بحرياً وبرياً وتوسع فيها حتى صارت تعطى الآن لقباً تشريفياً بدون مراعاة وظيفة أو وراثة. (عن دائرة معارف القرن العشرين تأليف محمد فريد وجدي المجلد الثاني دار الفكر بيروت ص 286). في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> قبل الثورة، كان هذا اللقب يلي لقب <a href="/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="باشا">الباشا</a>. لقب عادة ما يطبق على زعماء القبائل الصغيرة. بعد الثورة في مصر، نزل من عليائه في تلك الحقبة، وكان يطلق على كبار الموظفين كمديري العموم ووكلاء الوزارات وضباط الشرطة ووكلاء النيابة. ورغم أن أصل الكلمة <a href="/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7" title="تركيا">تركي</a> لكنها انتشرت في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> بعد العهد العثماني </p><p><br /> تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a>، <a href="/wiki/%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="طوسون باشا">أحمد طوسون باشا</a>، <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%8A_%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84" title="الخديوي إسماعيل">إسماعيل باشا</a>، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. </p><p>كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا <a href="/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9_%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="شريعة إسلامية">للشريعة الإسلامية</a>، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="محمد سعيد باشا">محمد سعيد باشا</a>، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. </p> <h3><span id=".D8.B6.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B3.D9.88.D8.AF.D8.A7.D9.86"></span><span class="mw-headline" id="ضم_السودان">ضم السودان</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=2" title="عدل القسم: ضم السودان">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>المقالة الرئيسة: <a href="/wiki/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86_(1820-24)" class="mw-redirect" title="حملة محمد علي باشا على السودان (1820-24)">حملة محمد علي باشا على السودان (1820-24)</a> </p><p>كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86" title="السودان">السودان</a>. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء <a href="/wiki/%D8%B0%D9%87%D8%A8" title="ذهب">الذهب</a> <a href="/wiki/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B3" title="ألماس">والماس</a> الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة <a href="/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%B1" title="سنار">سنار</a>، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى <a href="/wiki/%D8%AF%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7" title="دنقلا">دنقلة</a>. </p><p>انطلقت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في <a href="/wiki/20_%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88" title="20 يوليو">20 يوليو</a> سنة <a href="/wiki/1820" title="1820">1820</a>، بقيادة <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84_%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="إسماعيل كامل باشا">إسماعيل باشا</a> ثالث أبناء محمد علي. سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من <a href="/wiki/%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D9%86" title="أسوان">أسوان</a> إلى <a href="/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7" title="وادي حلفا">وادي حلفا</a> إلى <a href="/wiki/%D8%AF%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7" title="دنقلا">دنقلة</a>، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي <a href="/wiki/4_%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1" title="4 نوفمبر">4 نوفمبر</a> من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في <a href="/wiki/%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%8A" title="كورتي">كورتي</a>. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B1%D8%A8%D8%B1_(%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9)" title="بربر (مدينة)">بربر</a> في <a href="/wiki/10_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3" title="10 مارس">10 مارس</a> سنة <a href="/wiki/1821" title="1821">1821</a>، ثم <a href="/wiki/%D8%B4%D9%86%D8%AF%D9%8A" title="شندي">شندي</a> الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على <a href="/wiki/%D8%A3%D9%85_%D8%AF%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86" title="أم درمان">أم درمان</a>، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85" title="الخرطوم">الخرطوم</a> لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية. </p><p>وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم <a href="/wiki/%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%81%D8%A7%D9%86" title="كردفان">كردفان</a>. وفي شهر أبريل من عام <a href="/wiki/1821" title="1821">1821</a>، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في <a href="/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7" title="بارا">بارا</a>، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6_(%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9)" title="الأبيض (مدينة)">الأبيض</a>، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة <a href="/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%B1" title="سنار">سنار</a>، فاستولى على مدينة <a href="/wiki/%D9%88%D8%AF_%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A" title="ود مدني">ود مدني</a>، فقدم ملكها الملك «بادي» ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821. </p><p>وفي أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على <a href="/wiki/%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D8%B1%D9%82" title="ولاية النيل الأزرق">منطقة النيل الأزرق</a>، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام <a href="/wiki/1822" title="1822">1822</a>. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر. </p><p>بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى <a href="/wiki/%D8%B4%D9%86%D8%AF%D9%8A" title="شندي">شندي</a> في ديسمبر من عام <a href="/wiki/1822" title="1822">1822</a>، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الإثيوبية">الحبشة</a>. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي. </p> <h3><span id=".D8.AD.D8.B1.D8.A8_.D8.A7.D9.84.D9.85.D9.88.D8.B1.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="حرب_المورة">حرب المورة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=3" title="عدل القسم: حرب المورة">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>المقالة الرئيسة: <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86" class="mw-redirect" title="حرب استقلال اليونان">حرب استقلال اليونان</a> </p><p>كانت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86" title="اليونان">بلاد اليونان</a>، حتى أوائل <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86_19" title="القرن 19">القرن التاسع عشر</a>، جزءًا من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">السلطنة العثمانية</a>، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الحروب النابليونية">الحروب النابليونية</a>، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="الثورة الفرنسية">الثورة الفرنسية</a>، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر. وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام <a href="/wiki/1820" title="1820">1820</a>، واتخذت مراكز لها في كل من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الروسية">روسيا</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B3%D8%A7" title="النمسا">والنمسا</a> لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل «الجمعية الأخوية» (<a href="/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="لغة يونانية">باليونانية</a>: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ <a href="/wiki/%D9%86%D9%82%D8%AD%D8%B1%D8%A9" title="نقحرة">نقحرة</a>: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D9%86%D8%B7%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية البيزنطية">الإمبراطورية البيزنطية</a> والاستيلاء على العاصمة <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84" title="إسطنبول">الآستانة</a>، وإخراج المسلمين من <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7" title="أوروبا">أوروبا</a> ودفعهم إلى <a href="/wiki/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7" title="آسيا">آسيا</a>. وقد اتخذت الثورة في إقليم <a href="/wiki/%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B2" title="بيلوبونيز">المورة</a> بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن. واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها إستراتيجيًا ضد القوّات العثمانية. وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمود الثاني">محمود الثاني</a> من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار. لوحة <i>الغارة على ميسولونغي</i>، يظهر فيها الثوّار اليونانيون وهم يُقاتلون الجيش المصري والعثماني. بريشة ثيودور ڤريزاكيس (<a href="/wiki/1855" title="1855">1855</a>). </p><p>لوحة <i>إبراهيم يُهاجم ميسولونغي</i>، وهي تُظهر الهجوم المصري على المدينة بقيادة إبراهيم باشا، بريشة غوزيپي پيترو مزّولا. </p><p>قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85" class="mw-redirect" title="إسلام">الإسلام</a> ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة <a href="/wiki/%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%AA" title="كريت">كريت</a> وأخمدت الثورة فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a>، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام <a href="/wiki/1825" title="1825">1825</a>، وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="معركة نافارين">ناڤارين</a>، أهم مواقع شبه الجزيرة. وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام <a href="/wiki/1825" title="1825">1825</a>، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في <a href="/wiki/%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%B1%D8%A7_(%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9)" title="هيدرا (جزيرة)">هيدرا</a> وأستبزيا وميناء نوپلي <a href="/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%B3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%8A" title="ميسولونغي">وميسولونغي</a>. وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار. الأسطولين العثماني والمصري تلتهمهما النيران في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="معركة نافارين">معركة ناڤارين</a>. </p><p>نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="الرأي العام (توضيح)">الرأي العام</a> في <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7" title="أوروبا">أوروبا</a> بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة. وفعلاً دعت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الروسية">روسيا</a> للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول <a href="/wiki/%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AA_%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D8%B3%D8%A8%D8%B1%D8%BA" title="سانت بطرسبرغ">سان بطرسبيرغ</a>، الذي انضمت إليه <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث <a href="/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%A8_%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="قصر طوب قابي">الباب العالي</a> على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني. لكن سقوط <a href="/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%B3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%8A" title="ميسولونغي">ميسولونغي</a> قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86" title="اليونان">اليونان</a> لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري. وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="معركة نافارين">وضربتهما</a>، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في <a href="/wiki/20_%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1" title="20 أكتوبر">20 أكتوبر</a> سنة <a href="/wiki/1827" title="1827">1827م</a>، الموافق فيه <a href="/wiki/29_%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="29 ربيع الأول">29 ربيع الأول</a> سنة <a href="/wiki/1243_%D9%87%D9%80" title="1243 هـ">1243هـ</a>. </p><p>عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="معركة نافارين">وانتصارها البحري في ناڤارين</a> اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين. فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86" title="اليونان">بلاد اليونان</a>، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية، وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a>، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان. وفي <a href="/wiki/7_%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1" title="7 سبتمبر">7 سبتمبر</a> سنة <a href="/wiki/1828" title="1828">1828م</a>، الموافق فيه <a href="/wiki/26_%D8%B5%D9%81%D8%B1" title="26 صفر">26 صفر</a> سنة <a href="/wiki/1244" title="1244">1244هـ</a>، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية، إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية. </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AD.D9.85.D9.84.D8.A9_.D8.B9.D9.84.D9.89_.D8.A7.D9.84.D8.B4.D8.A7.D9.85"></span><span class="mw-headline" id="الحملة_على_الشام">الحملة على الشام</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=4" title="عدل القسم: الحملة على الشام">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <h3><span id=".D8.A3.D8.B3.D8.A8.D8.A7.D8.A8.D9.87.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="أسبابها">أسبابها</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=5" title="عدل القسم: أسبابها">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>السلطان <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمود الثاني">محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"</a>، سلطان الدولة العثمانية منذ سنة <a href="/wiki/1808" title="1808">1808</a> حتى سنة <a href="/wiki/1839" title="1839">1839</a>، وعد محمد علي باشا بتوليته على <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> لقاء خدماته الجليلة للسلطنة، لكنه عاد وأخلف الوعد خوفًا على وحدة أراضي الدولة. </p><p>خرج محمد علي باشا من <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="حرب الاستقلال اليونانية">الحرب اليونانية</a> من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="سلفية وهابية">الوهّابيين</a> ببسط نفوذه على <a href="/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="شبه الجزيرة العربية">شبه الجزيرة العربية</a>، وأتاح له دخول <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86" title="السودان">السودان</a> ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية، أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a>. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">للدولة العثمانية</a> أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة <a href="/wiki/%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%AA" title="كريت">كريت</a> تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد، ورأى أن يضم <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي. </p><p>أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه. أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من <a href="/wiki/%D8%AE%D8%B4%D8%A8" title="خشب">الخشب</a> <a href="/wiki/%D9%81%D8%AD%D9%85_%D8%AD%D8%AC%D8%B1%D9%8A" title="فحم حجري">والفحم الحجري</a> <a href="/wiki/%D9%86%D8%AD%D8%A7%D8%B3" title="نحاس">والنحاس</a> <a href="/wiki/%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF" title="حديد">والحديد</a> التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84" title="الأناضول">بالأناضول</a>، وعلاقاتها التجارية <a href="/wiki/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89" title="آسيا الوسطى">بأواسط آسيا</a> حيث تمر قوافل التجارة، وبسبب موقعها على <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85" title="الحج في الإسلام">طريق الحج إلى البيت الحرام</a>. </p><p>والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> منذ عام <a href="/wiki/1810" title="1810">1810</a>، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان، فطلب من <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمود الثاني">محمود الثاني</a>، في عام <a href="/wiki/1813" title="1813">1813</a>، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين. ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها. مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a>، <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="بشير الثاني الشهابي">وبشير الثاني الشهابي</a> أمير <a href="/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86" title="لبنان">لبنان</a>، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي <a href="/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82" title="دمشق">دمشق</a> عام <a href="/wiki/1821" title="1821">1821</a>، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق. الأمير <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="بشير الثاني الشهابي">بشير الثاني الشهابي "الكبير"</a>، أمير <a href="/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86" title="لبنان">لبنان</a> منذ سنة <a href="/wiki/1788" title="1788">1788</a> حتى سنة <a href="/wiki/1840" title="1840">1840</a>، كان حليفًا أساسيًا وصديقًا مقربًا من محمد علي باشا. </p><p>أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a> تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد <a href="/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%A8_%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="قصر طوب قابي">الباب العالي</a> حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a>، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه، ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة. أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام <a href="/wiki/1825" title="1825">1825</a> عندما صارح <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82_%D8%A3%D9%88%D9%84_(%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%A9_%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9)" title="فريق أول (رتبة عسكرية)">الفريق أول</a> الفرنسي «بواييه» بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="حرب الاستقلال اليونانية">حرب المورة</a>، إلى وضع يده على <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> بما فيها ولاية <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a>، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف <a href="/wiki/%D8%AF%D8%AC%D9%84%D8%A9" title="دجلة">دجلة</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA" title="الفرات">والفرات</a>، وفي <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86" title="اليمن">بلاد اليمن</a> والجزء الأوسط من <a href="/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="شبه الجزيرة العربية">شبه الجزيرة العربية</a>. وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a>، بأنه سيكون المدافع عن حقوق <a href="/wiki/%D8%B9%D8%B1%D8%A8" title="عرب">الشعوب العربية</a> التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف، وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام <a href="/wiki/1829" title="1829">1829</a>، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية. </p><p>ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام <a href="/wiki/1832" title="1832">1832</a>، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A" title="الوطن العربي">إمبراطورية عربية</a>، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a> <a href="/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82" title="دمشق">ودمشق</a>، ثم التوسع بعد ذلك نحو <a href="/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8" title="حلب">حلب</a> <a href="/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF" title="بغداد">وبغداد</a> عبر كل الولايات العربية. وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام <a href="/wiki/1813" title="1813">1813</a>، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B2" title="الحجاز">الحجاز</a>، وبين حملته التي قام بها في عام <a href="/wiki/1831" title="1831">1831</a>. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن <a href="/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%A8_%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="قصر طوب قابي">الباب العالي</a> رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة <a href="/wiki/%D9%83%D9%86%D8%AC_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="كنج يوسف باشا">يوسف كنج</a> إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية. لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a> نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها. فقد كان مؤمنًا بوحدة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A" title="العالم الإسلامي">العالم الإسلامي</a> بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="معركة نافارين">كارثة ناڤارين</a>، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85" class="mw-redirect" title="إسلام">الدين الإسلامي</a>. وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="أوروبا الغربية">الدول الأوروبية</a> في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى. </p><p>تُعد حروب محمد علي باشا في <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a>، وأن السلطان <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمود الثاني">محمود الثاني</a> لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع. ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية. وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام. </p> <h3><span id=".D9.85.D8.B1.D8.A7.D8.AD.D9.84.D9.87.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="مراحلها">مراحلها</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=6" title="عدل القسم: مراحلها">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>مرّت الحروب في <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى <a href="/wiki/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D9%88%D8%AA%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%87" title="اتفاقية كوتاهيه">باتفاقية كوتاهية</a>، عام <a href="/wiki/1833" title="1833">1833</a>، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية <a href="/wiki/%D8%A5%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-redirect mw-disambig" title="إتفاقية لندن (توضيح)">باتفاقية لندن</a> عام <a href="/wiki/1840" title="1840">1840</a>، وقضت بانسحاب الجيش المصري. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B1.D8.AD.D9.84.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.A3.D9.88.D9.84.D9.89"></span><span class="mw-headline" id="المرحلة_الأولى">المرحلة الأولى</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=7" title="عدل القسم: المرحلة الأولى">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>لوحة <i>ثلاثة فلاحين</i> (<a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="اللغة الفرنسية">بالفرنسية</a>: Trois fellahs)‏، بريشة شارل جبرائيل غلاير (<a href="/wiki/1835" title="1835">1835</a>)، وقد صوّر فيها 3 فلاحين مصريين. كانت مسألة الفلاحين السبب الرئيسي وراء الحملة المصرية على الشام. </p><p>تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا <a href="/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%B1&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="عبد الله باشا الخزندار (الصفحة غير موجودة)">وعبد الله باشا</a> والي عكا، فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a> إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في <a href="/wiki/%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A9" title="زراعة">الزراعة</a>، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام. زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في <a href="/wiki/14_%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1" title="14 أكتوبر">14 أكتوبر</a>/<a href="/wiki/%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="تشرين الأول">تشرين الأول</a> سنة <a href="/wiki/1831" title="1831">1831م</a>، الموافق <a href="/wiki/7_%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89" title="7 جمادى الأولى">7 جمادى الأولى</a> سنة <a href="/wiki/1247_%D9%87%D9%80" title="1247 هـ">1247هـ</a>، تحت قيادة <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا بن محمد علي</a>، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a> التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل <a href="/wiki/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA" title="نابليون بونابرت">لنابليون بونابرت</a> من قبل حين حاصرها سنة <a href="/wiki/1799" title="1799">1799</a>. وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على <a href="/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="صور (توضيح)">صور</a> <a href="/wiki/%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A7" title="صيدا">وصيدا</a> <a href="/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA" title="بيروت">وبيروت</a> <a href="/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%8A%D9%84" title="جبيل">وجبيل</a>. ولمّا استعصت عليهم <a href="/wiki/%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3_(%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86)" title="طرابلس (لبنان)">طرابلس</a> أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم. </p><p>اضطربت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a> أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي <a href="/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8" title="حلب">حلب</a>، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي <a href="/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B5" title="حمص">حمص</a>، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a> لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في <a href="/wiki/28_%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88" title="28 مايو">28 مايو</a>/<a href="/wiki/%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%B1" title="أيار">أيار</a> سنة <a href="/wiki/1832" title="1832">1832م</a>، الموافق فيه <a href="/wiki/27_%D8%B0%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A9" title="27 ذو الحجة">27 ذي الحجة</a> سنة <a href="/wiki/1247_%D9%87%D9%80" title="1247 هـ">1247هـ</a>، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a>. وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين. <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا بن محمد علي</a>، فاتح <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> وقائد العمليات العسكرية فيها، بريشة شارل فيليپ لاريڤيار. </p><p>جزع <a href="/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%A8_%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="قصر طوب قابي">الباب العالي</a> لسقوط <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a> <a href="/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82" title="دمشق">ودمشق</a> وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة <a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1" title="سرعسكر">السرعسكر</a> حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a>، وأصدر في الوقت نفسه <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86" title="فرمان">فرمانًا</a> أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة. اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في <a href="/wiki/29_%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88" title="29 يونيو">29 يونيو</a>/<a href="/wiki/%D8%AD%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="حزيران">حزيران</a> سنة <a href="/wiki/1832" title="1832">1832م</a>، الموافق <a href="/wiki/10_%D8%B5%D9%81%D8%B1" title="10 صفر">10 صفر</a> سنة <a href="/wiki/1248_%D9%87%D9%80" title="1248 هـ">1248هـ</a>، وسيطر على <a href="/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%A9" title="حماة">حماة</a> ودخل إثر ذلك مدينة <a href="/wiki/%D8%AD%D9%84%D8%A8" title="حلب">حلب</a>، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال. انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84" title="الأناضول">والأناضول</a>، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A9" class="mw-redirect" title="إسكندرونة">الإسكندرونة</a> وسيطر على الممر، كما احتل ميناء <a href="/wiki/%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A3%D8%B3" title="سن اليأس">إياس</a>، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية <a href="/wiki/%D8%A3%D8%B6%D9%86%D8%A9" title="أضنة">أضنة</a> <a href="/wiki/%D8%B7%D8%B1%D8%B3%D9%88%D8%B3" title="طرسوس">وطرسوس</a>. </p><p>وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة <a href="/wiki/%D9%82%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="قونية">قونية</a>، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%82%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="معركة قونية">معركة قونية</a> في <a href="/wiki/20_%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1" title="20 ديسمبر">20 ديسمبر</a>/<a href="/wiki/%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="كانون الأول">كانون الأول</a> سنة <a href="/wiki/1832" title="1832">1832م</a>، الموافق <a href="/wiki/27_%D8%B1%D8%AC%D8%A8" title="27 رجب">27 رجب</a> سنة <a href="/wiki/1248_%D9%87%D9%80" title="1248 هـ">1248هـ</a>، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم <a href="/wiki/%D8%B5%D8%AF%D8%B1_%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85" title="صدر أعظم">الصدر الأعظم</a> <a href="/wiki/%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%AE%D9%88%D8%AC%D8%A9_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="رشيد محمد خوجة باشا">محمد رشيد باشا</a>. وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84" title="إسطنبول">الآستانة</a>، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="أوروبا الغربية">بالدول الأوروبية</a> للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الروسية">روسيا</a>،<sup><small>(<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#fn_7" title="محمد علي باشا">7</a>)</small></sup> إذ كانت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a> منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية،<sup><small>(<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#fn_8" title="محمد علي باشا">8</a>)</small></sup> وكانت <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B3%D8%A7" title="النمسا">النمسا</a> <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7" title="بروسيا">وبروسيا</a> على الحياد. أرسلت روسيا عام <a href="/wiki/1833" title="1833">1833</a> <a href="/wiki/%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D9%84" title="أسطول">أسطولاً بحريًا</a> إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84" title="إسطنبول">الآستانة</a> حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a> لتقوّي مركزها في الممرات البحرية، فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن <a href="/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%B3" title="روس">الروس</a> رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84" title="الأناضول">الأناضول</a>. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما. واستخدمت <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السلطان، وأن لا يتشدد في طلباته، وأن يكتفي من فتوحه بسناجق <a href="/wiki/%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A7" title="صيدا">صيدا</a> <a href="/wiki/%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3_(%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86)" title="طرابلس (لبنان)">وطرابلس</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3" title="القدس">والقدس</a> <a href="/wiki/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3" title="نابلس">ونابلس</a>. رفض محمد علي باشا وجهة النظر الفرنسية، وأصرّ على ضم <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> وولاية <a href="/wiki/%D8%A3%D8%B6%D9%86%D8%A9" title="أضنة">أضنة</a>، وجعل <a href="/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D9%84_%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%B3" title="جبال طوروس">جبال طوروس</a> الحد الفاصل بين الدولة العثمانية وممتلكاته، وأمر ابنه بالتقدم في فتوحه بهدف الضغط على السلطان. المناطق الخاضعة لسلطان محمد علي بعد انتهاء حملته على بلاد الشام. وبذلت <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> جهودًا مضنية للتوفيق بين وجهتي النظر، العثمانية والمصرية، وهدّدت، في إحدى مراحل المفاوضات، بقطع العلاقة مع <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a>. وأخيرًا توصل الجانبان إلى توقيع <a href="/wiki/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D9%88%D8%AA%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%87" title="اتفاقية كوتاهيه">اتفاقية كوتاهيه</a>، في <a href="/wiki/4_%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88" title="4 مايو">4 مايو</a>/<a href="/wiki/%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%B1" title="أيار">أيار</a> سنة <a href="/wiki/1833" title="1833">1833م</a>، الموافق فيه <a href="/wiki/14_%D8%B0%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A9" title="14 ذو الحجة">14 ذي الحجة</a> سنة <a href="/wiki/1248_%D9%87%D9%80" title="1248 هـ">1248هـ</a>، تنازل <a href="/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%A8_%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="قصر طوب قابي">الباب العالي</a> بموجبها عن كامل <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a>، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> <a href="/wiki/%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%AA" title="كريت">وكريت</a> وكامل <a href="/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7" title="سوريا">سوريا</a> الطبيعية (بما يشمل <a href="/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86" title="لبنان">لبنان</a> <a href="/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86" title="فلسطين">وفلسطين</a> <a href="/wiki/%D8%A3%D8%B6%D9%86%D8%A9" title="أضنة">وأضنة</a>)، وبولاية ابنه إبراهيم على <a href="/wiki/%D8%AC%D8%AF%D8%A9" title="جدة">جدّة</a>. وقد تعهد محمد علي لقاء ذلك، بأن يؤدي للسلطان كل عام الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل. وهكذا جلا إبراهيم باشا عن <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%88%D9%84" title="الأناضول">الأناضول</a>، وانتهت المرحلة الأولى لحروب الشام، وبدا أن الأزمة قد انتهت أيضًا. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B1.D8.AD.D9.84.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.AB.D8.A7.D9.86.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="المرحلة_الثانية">المرحلة الثانية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=8" title="عدل القسم: المرحلة الثانية">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>لم تكن التسوية، التي تمّت في <a href="/wiki/%D9%83%D9%88%D8%AA%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%A9" title="كوتاهية">كوتاهية</a>، إلا تسوية مؤقتة، إذ أن محمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحه، ومن جهته وافق السلطان <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمود الثاني">محمود الثاني</a> على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر، ولمّا كان التفكير السياسي لكل طرف على هذا الشكل من التناقض، كان لا بد من استئناف الحرب لتقرير النتيجة النهائية. ونفّذ السلطان سياسة إستراتيجية من شقين: إنه راح يُحرّض سكان <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> ضد الحكم المصري من جهة،<sup><small>(<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#fn_9" title="محمد علي باشا">9</a>)</small></sup> وقام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، من جهة أخرى. وأدرك محمد علي باشا، بعد التطورات السياسية، بأنّ مواقف الدول الأوروبية كانت لغير صالحه، وبأنّ خططه الانفصالية غير قابلة للتحقيق، لكنه لم يفقد الأمل باعتراف السلطنة بالحقوق الوراثية لعائلته في حكم المناطق التي كانت تحت إدارته، وحاول أن ينتهز الفرصة لإجراء محادثات جديدة، فأجرى مباحثات مع مبعوث السلطان، صارم أفندي، في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> انتهت بالفشل بسبب التصلّب في المواقف.<sup><small>(<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#fn_10" title="محمد علي باشا">10</a>)</small></sup> </p><p>وهكذا تطورت الأمور السياسية نحو التأزم، وأضحت الحرب بين الجانبين أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84" title="إسطنبول">الآستانة</a> بشكل نشط ومكثف، وتابعت <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="أوروبا الغربية">الدول الأوروبية</a> الميول العسكرية لدى السلطان باهتمام بالغ. استغل السلطان ثورة سكان <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> على الحكم المصري، ودفع بجيش في ربيع عام <a href="/wiki/1839" title="1839">1839</a>، بقيادة حافظ باشا، إلى بلاد الشام، وكان ظهوره عند الحدود كافيًا لإيصال الأزمة إلى ذروتها، أما إبراهيم باشا فقد كان يترقب، تنفيذًا لرغبة أبيه في اجتناب كل ما يُظهره بمظهر المعتدي. وبعد أن احتشد الجمعان، أصدر السلطان أمره إلى حافظ باشا بمهاجمة إبراهيم باشا المتحصن في حلب. ويبدو أن محمد علي تملّكه الفرح لتحمّل السلطان وقائده مسؤولية البدء بالعمليات العسكرية المعادية، لذلك أمر ابنه بمهاجمة الجيش العثماني، وكان ذلك في <a href="/wiki/15_%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88" title="15 يونيو">15 يونيو</a>/<a href="/wiki/%D8%AD%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="حزيران">حزيران</a> سنة <a href="/wiki/1839" title="1839">1839م</a>، الموافق <a href="/wiki/2_%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1" title="2 ربيع الآخر">2 ربيع الآخر</a> سنة <a href="/wiki/1255_%D9%87%D9%80" title="1255 هـ">1255هـ</a>. وفي <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A8" class="mw-redirect" title="معركة نسيب">معركة نسيب</a> (الواقعة شرق <a href="/wiki/%D8%B9%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%A8" title="عنتاب">عنتاب</a> في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9" title="الجزيرة الفراتية">الجزيرة الفراتية</a>)، مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثة حقيقية، إذ كاد الجيش أن يُفنى عن بكرة أبيه، وأسر المصريون نحوًا من خمسة عشر ألف جندي، وغنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن. وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ الهزيمة. السلطان <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="عبد المجيد الأول">عبد المجيد خان الأول</a>، سلطان <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a> منذ عام <a href="/wiki/1839" title="1839">1839</a> حتى عام <a href="/wiki/1861" title="1861">1861</a>. شهد بداية عهده نهاية الحكم المصري لبلاد الشام. </p><p>خلف السلطان <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="عبد المجيد الأول">عبد المجيد الأول</a> أباه السلطان <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمود الثاني">محمود الثاني</a>، وهو صبي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي. فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته. وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الروسية">وروسيا</a> <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7" title="بروسيا">وبروسيا</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B3%D8%A7" title="النمسا">والنمسا</a>، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي. وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحلّ محل السلطنة العثمانية، الضعيفة، في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A" title="المشرق العربي">المشرق العربي</a>، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF" title="الهند">الهند</a>. أما <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> فقد انفردت في سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة. ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام <a href="/wiki/1840" title="1840">1840</a> مع <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الحكومة العثمانية">الحكومة العثمانية</a> مؤتمرًا في <a href="/wiki/%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86" title="لندن">لندن</a> بحث فيه المجتمعون ما دُعي «<a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9" title="المسألة الشرقية">بالمسألة الشرقية</a>»، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي. وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> وراثيًا، وولاية <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a> مدى حياته. واشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد علي قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا. أما إذا لم يُجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر. </p><p>كان محمد علي باشا من جهته مصممًا على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرّته عليها <a href="/wiki/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D9%88%D8%AA%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%87" title="اتفاقية كوتاهيه">اتفاقية كوتاهيه</a>، وأخذ يراهن على مساعدة <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولمّا أبلغته <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">السلطنة العثمانية</a> وقناصل الدول الأوروبية في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يُصدر أي ردّ رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادي عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a>. ومرّت الأيام العشرة الثانية من دون أن يقبل صراحة تنفيذ بنود الاتفاقية، فعدّ قناصل الدول الأوروبية أن ذلك يعني الرفض، عندئذ أصدر السلطان <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86" title="فرمان">فرمانًا</a> بخلعه من ولاية مصر. أمام هذا الأمر شرعت الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تمهيدية لتنفيذ تعهداتها، فأمرت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a> أسطولها في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B7" title="البحر الأبيض المتوسط">البحر المتوسط</a> أن يقطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام وضرب موانئ هذه البلاد، وأوعزت إلى سفيرها في <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84" title="إسطنبول">الآستانة</a> بإشعال نار الثورة ضد محمد علي في المدن والقرى الشاميّة، كما قطعت الدول الأوروبية الأربع علاقاتها بمصر. </p><p>استقبل محمد علي باشا نبأ عزله بهدوء، وأعرب عن أمله بالتغلب على هذه المحنة، ثم جنح للسلم عندما ظهر <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82_%D8%A3%D9%88%D9%84_(%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%A9_%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9)" title="فريق أول (رتبة عسكرية)">أمير البحر</a> البريطاني «نابييه» أمام <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="الإسكندرية">الإسكندرية</a>، مهددًا <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8" title="حرب">بلغة الحديد والنار</a>، ورأى أن <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> غير قادرة على مقاومة <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7" title="أوروبا">أوروبا</a> كلها، لذلك وقّع اتفاقية مع أمير البحر المذكور وعد فيها بالإذعان لرغبات الدول الكبرى والجلاء عن <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، لكن الدولة العثمانية رفضت هذا الشرط بإيعاز من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a>. ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشدّدت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كل من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B3%D8%A7" title="النمسا">النمسا</a> <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7" title="بروسيا">وبروسيا</a> في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الروسية">وروسيا</a> على تبني وجهة نظر محمد علي باشا وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية - المصرية، وجلا المصريون عن الشام. </p> <h2><span id=".D8.A8.D9.86.D8.A7.D8.A1_.D8.A7.D9.84.D8.AF.D9.88.D9.84.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="بناء_الدولة">بناء الدولة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=9" title="عدل القسم: بناء الدولة">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>مقابلة الرسام ديفيد روبرت مع محمد علي في قصر الإسكندرية عام 1839. اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7" title="أوروبا">الأوروبي</a> في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a>، واستعان في مشروعاته <a href="/wiki/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF" title="اقتصاد">الاقتصادية</a> والعلمية بخبراء <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7" title="أوروبا">أوروبيين</a> ومنهم بصفة خاصة <a href="/wiki/%D9%87%D9%86%D8%B1%D9%8A_%D8%AF%D9%88_%D8%B3%D8%A7%D9%86_%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86" title="هنري دو سان سيمون">السان سيمونيون</a> <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">الفرنسيون</a> الذين أمضوا في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> بضع سنوات في <a href="/wiki/%D8%B9%D9%82%D8%AF_1830" title="عقد 1830">ثلاثينات القرن التاسع عشر</a> وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي. </p> <h3><span id=".D8.B9.D8.B3.D9.83.D8.B1.D9.8A.D9.8B.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="عسكريًا">عسكريًا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=10" title="عدل القسم: عسكريًا">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>أدرك محمد علي أنه لتحقيق أهدافه التوسعية، كان لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له تلك الأهداف. قبل وفي بداية عهد محمد علي، كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من <a href="/wiki/%D9%83%D8%B1%D8%AF" title="كرد">الأكراد</a> <a href="/wiki/%D8%A3%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7" title="ألبانيا">والألبان</a> <a href="/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%B3" title="شركس">والشراكسة</a>، إضافة إلى تلك القوات جماعات من <a href="/wiki/%D8%A8%D8%AF%D9%88" title="بدو">الأعراب</a> الذين كان الولاة يلجأون إليهم <a href="/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%B2%D9%82" title="مرتزق">كمرتزقة</a>، وكانت أعمالها لا تتعدى أساليب <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA" title="حرب عصابات">حرب العصابات</a> والكرّ والفرّ. رأى محمد على أن هذا الجيش لا يعتمد عليه، فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AC.D9.8A.D8.B4"></span><span class="mw-headline" id="الجيش">الجيش</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=11" title="عدل القسم: الجيش">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>محمد علي باشا يستعرض جيشه حديث النشأة. كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام <a href="/wiki/1815" title="1815">1815</a>، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في <a href="/wiki/%D8%AD%D9%8A_%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%82" class="mw-redirect" title="حي بولاق">بولاق</a>. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة. <a href="/wiki/%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF_(%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%A9_%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9)" title="عقيد (رتبة عسكرية)">العقيد (كولونيل)</a> سيڤ، أو <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A" title="سليمان باشا الفرنساوي">سليمان باشا الفرنساوي</a>، ضابط فرنسي قدم إلى مصر حيث لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الجيش النظامي المصري. </p><p>لجأ محمد علي مجددًا إلى الحيلة، ففي عام <a href="/wiki/1820" title="1820">1820</a>، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في <a href="/wiki/%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D9%86" title="أسوان">أسوان</a>، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A" title="سليمان باشا الفرنساوي">جوزيف سيڤ</a> جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي. وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري. </p><p>بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا تحجج بحاجته إليهم في تأمين الثغور، وأرسلهم إلى دمياط ورشيد ليخلي القاهرة، وليطمئنهم أرسل معهم بعض أبنائه كقادة لهم، ثم أرسل إلى ابنه إسماعيل ليمده بعشرين ألفًا من السودانيين ليتم تدريبهم على الجندية في معسكرات أعدها لهم في <a href="/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA" title="بني عديات">بني عدي</a>، على أيدي الضباط الجدد. إلا أن التجربة فشلت لتفشي الأمراض بين الجنود السودانيين، لاختلاف المناخ، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا تحت راية الجيش بالكرامة وبحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام <a href="/wiki/1824" title="1824">1824</a>، أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة. </p><p>بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام <a href="/wiki/1833" title="1833">1833</a>، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام <a href="/wiki/1839" title="1839">1839</a>. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شؤون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب. كانت أول مشاركات هذا الجيش في حرب المورة، التي أظهرت ما وصلت إليه العسكرية المصرية، وهو ما جعل لها شأنًا بين القوى العسكرية المعاصرة، وقد اعتمد عليه إبراهيم باشا في حملته على الشام والأناضول </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.A3.D8.B3.D8.B7.D9.88.D9.84"></span><span class="mw-headline" id="الأسطول">الأسطول</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=12" title="عدل القسم: الأسطول">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سفن لنقل الجنود عبر <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1" title="البحر الأحمر">البحر الأحمر</a>، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور <a href="/wiki/%D8%AC%D9%85%D9%84" title="جمل">الجمال</a> إلى <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%B3" title="السويس">السويس</a> ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة. وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه. </p><p>اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، كما تعاقد على بناء سفن أخرى في موانئ أوروبا. ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="معركة نافارين">معركة ناڤارين</a> أمام أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا الأكثر تطوّرًا، لم ييأس محمد علي وأمر في عام <a href="/wiki/1829" title="1829">1829</a> ببناء «ترسانة الإسكندرية»، التي عهد في إدارتها إلى مهندس فرنسي اسمه سريزي. قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام <a href="/wiki/1837" title="1837">1837</a>، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة <a href="/wiki/%D9%85%D8%AF%D9%81%D8%B9" title="مدفع">مدفع</a>، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. ومن شدة اهتمام محمد على بهذه الترسانة كان يزورها باستمرار، وكان يستحث العمال على العمل، ويحضر حفلات تدشين السفن الجديدة. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.B9.D9.84.D9.8A.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B3.D9.83.D8.B1.D9.8A"></span><span class="mw-headline" id="التعليم_العسكري">التعليم العسكري</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=13" title="عدل القسم: التعليم العسكري">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%B4%D9%88%D8%B7" title="فرشوط">فرشوط</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AE%D9%8A%D9%84%D8%A9_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="النخيلة (توضيح)">والنخيلة</a> <a href="/wiki/%D8%AC%D8%B1%D8%AC%D8%A7" title="جرجا">وجرجا</a>. كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى <a href="/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B2%D8%B9%D8%A8%D9%84" title="أبو زعبل">أبي زعبل</a> حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ. رسم يُظهر محمد علي باشا وابنه <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a>، والعقيد <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%88%D9%8A" title="سليمان باشا الفرنساوي">سليمان باشا الفرنساوي</a>: بناة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="القوات المسلحة المصرية">الجيش المصري الحديث</a>. </p><p>أضاف محمد علي بعد ذلك، مدرسة <a href="/wiki/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%A9" title="مشاة">للبيادة</a> في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%83%D8%A9" title="الخانكة">الخانقاه</a>، والتي نقلت إلى دمياط عام <a href="/wiki/1834" title="1834">1834</a>، ثم إلى أبي زعبل عام <a href="/wiki/1841" title="1841">1841</a>، ومدرسة <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%86" title="سلاح الفرسان">للسواري</a> بالجيزة عام <a href="/wiki/1831" title="1831">1831</a>، وأخرى <a href="/wiki/%D9%85%D8%AF%D9%81%D8%B9%D9%8A%D8%A9" title="مدفعية">للمدفعية</a> في <a href="/wiki/%D8%AD%D9%8A_%D8%B7%D8%B1%D9%87" title="حي طره">طره</a> عام <a href="/wiki/1831" title="1831">1831</a> أيضًا. كما أسس مدرسة لأركان الحرب في <a href="/wiki/15_%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1" title="15 أكتوبر">15 أكتوبر</a> سنة <a href="/wiki/1825" title="1825">1825</a> بالقرب من الخانقاه، ومدرسة <a href="/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89" title="موسيقى">للموسيقى</a> العسكرية. وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في <a href="/wiki/%D8%B1%D8%A3%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%86" title="رأس التين">رأس التين</a>. ولإعداد الضباط البحريين، أسس محمد علي مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية، ولما اتسع نطاقها قسمت إلى فرقتين كل واحدة منها على سفينة. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.B5.D9.86.D8.A7.D8.B9.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.B3.D9.83.D8.B1.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="الصناعات_العسكرية">الصناعات العسكرية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=14" title="عدل القسم: الصناعات العسكرية">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة <a href="/wiki/%D9%85%D8%AF%D9%81%D8%B9" title="مدفع">والمدافع</a> في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام <a href="/wiki/1827" title="1827">1827</a>، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد. كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج. وفي عام <a href="/wiki/1831" title="1831">1831</a>، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا <a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AF%D8%B3_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="مسدس (توضيح)">الطبنجات</a> <a href="/wiki/%D8%B3%D9%8A%D9%81" title="سيف">والسيوف</a>. </p><p>كما أسس معملاً <a href="/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AF" title="بارود">للكهرجالات</a> في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%85%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%86" title="الأشمونين">الأشمونين</a> <a href="/wiki/%D8%A5%D9%87%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7" title="إهناسيا">وإهناسيا</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%86" title="البدرشين">والبدرشين</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%88%D9%85_(%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9)" title="الفيوم (مدينة)">والفيوم</a> والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام <a href="/wiki/1833" title="1833">1833</a>، نحو 15,800 <a href="/wiki/%D9%82%D9%86%D8%B7%D8%A7%D8%B1" title="قنطار">قنطار</a>. </p> <h3><span id=".D8.AA.D8.B9.D9.84.D9.8A.D9.85.D9.8A.D9.8B.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="تعليميًا">تعليميًا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=15" title="عدل القسم: تعليميًا">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>أدرك محمد علي أنه لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوي. لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1" title="الجامع الأزهر">الأزهريين</a> إلى <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7" title="أوروبا">أوروبا</a> للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.B9.D8.AB.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.85.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="البعثات_العلمية">البعثات العلمية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=16" title="عدل القسم: البعثات العلمية">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p><a href="/wiki/%D8%A8%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86" title="بيمارستان">بيمارستان</a> القاهرة، 1838م في عام <a href="/wiki/1813" title="1813">1813</a>، ابتعث محمد علي أول البعثات التعليمية إلى أوروبا، وكانت وجهتها إلى <a href="/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7" title="إيطاليا">إيطاليا</a>، حيث أوفد عدد من الطلبة إلى <a href="/wiki/%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%86%D9%88" title="ليفورنو">ليفورنو</a> <a href="/wiki/%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%88" title="ميلانو">وميلانو</a> <a href="/wiki/%D9%81%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فلورنسا">وفلورنسا</a> <a href="/wiki/%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7" title="روما">وروما</a> لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والهندسة <a href="/wiki/%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%A9" title="طباعة">والطباعة</a>، ثم أتبعها ببعثات <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">لفرنسا</a> <a href="/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7" title="إنجلترا">وإنجلترا</a>. كانت البعثات الأولى صغيرة، حيث كان جملة من بعث خلالها لا يتعدى 28 طالبًا، ورغم ذلك فقد لمع منهم عثمان نور الدين الذي أصبح أميرالاي الأسطول المصري ونقولا مسابكي الذي أسس مطبعة بولاق بأمر من محمد علي عام <a href="/wiki/1821" title="1821">1821</a>. </p><p>إلا أن العصر الذهبي لتلك البعثات، كان مع بعثة عام <a href="/wiki/1826" title="1826">1826</a> التي تكونت من 44 طالبًا لدراسة العلوم العسكرية والإدارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والمعادن والكيمياء والهيدروليكا وصب المعادن وصناعة الأسلحة والطباعة والعمارة والترجمة. تبع تلك الحملة حملة ثانية عام 1828 إلى فرنسا، وثالثة عام 1829 إلى فرنسا وإنجلترا <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D8%B3%D8%A7" title="النمسا">والنمسا</a>، ورابعة تخصصت في العلوم الطبية فقط عام 1832. وشهد عام 1844، أكبر تلك البعثات العلمية والتي أرسلت إلى فرنسا، وعرفت باسم «بعثة الأنجال» لأنها ضمت 83 طالبًا بينهم اثنين من أبناء محمد علي واثنين من أحفاده. كان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه. كما أمر محمد علي بتوجيه ثلاث حملات بقيادة <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%86" title="محمد سليم القبطان">البكباشي سليم القبطان</a> أعوام <a href="/wiki/1839" title="1839">1839</a>، <a href="/wiki/1840" title="1840">1840</a>، <a href="/wiki/1841" title="1841">و1841</a> لاستكشاف منابع <a href="/wiki/%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84" title="نهر النيل">النيل</a>. كان لتلك الحملات الفضل الكبير في استكشاف تلك المناطق ومعرفة أحوالها. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D8.AF.D8.A7.D8.B1.D8.B3_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.8A.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="المدارس_العليا">المدارس العليا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=17" title="عدل القسم: المدارس العليا">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك «المدارس العليا»، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل بنصيحة من <a href="/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86_%D9%83%D9%84%D9%88%D8%AA" title="أنطوان كلوت">كلوت بك</a> للوفاء باحتياجات الجيش من <a href="/wiki/%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8" title="طبيب">الأطباء</a>، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، وأخرى للقابلات (الولادة) عام 1829. ثم أنشأت مدرسة <a href="/wiki/%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3%D8%A9_%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="هندسة عسكرية">المهندسخانة</a> في بولاق للهندسة العسكرية، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834، ومدرسة الألسن في الأزبكية عام 1836، ومدرسة الزراعة <a href="/wiki/%D9%86%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%87" title="نبروه">بنبروه</a> عام ومدرسة المحاسبة في السيدة زينب عام 1837، ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع عام 1839، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4,500 طالب. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D8.AF.D8.A7.D8.B1.D8.B3_.D8.A7.D9.84.D8.A7.D8.A8.D8.AA.D8.AF.D8.A7.D8.A6.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="المدارس_الابتدائية">المدارس الابتدائية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=18" title="عدل القسم: المدارس الابتدائية">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>لما تقدمت المدارس العليا واتسع نطاقها، قرر محمد علي إنشاء «ديوان المدارس» عام 1837، وعهد بإدارته إلى بعض أعضاء البعثات العائدين لمصر، لتنظيم التعليم بالمدارس. قرر هذا الديوان توسيع قاعدة التعليم في مصر، فوضع لائحة لنشر التعليم الابتدائي، نصت على ضرورة إنشاء 50 مدرسة ابتدائية، وهو ما وافق عليه محمد علي، وأمر بإنشائها على أن يكون 4 منها بالقاهرة وواحدة بالإسكندرية تضم كل منها 200 تلميذ، والباقي توزع على مختلف الأقاليم وتضم كل منها 100 تلميذ. </p> <h3><span id=".D8.A7.D9.82.D8.AA.D8.B5.D8.A7.D8.AF.D9.8A.D9.8B.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="اقتصاديًا">اقتصاديًا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=19" title="عدل القسم: اقتصاديًا">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>لكي يحقق محمد علي الاستقلال السياسي، كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لذا عمد إلى تنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين الذين عملوا في تلك المجالات بالسخرة. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.B5.D9.86.D8.A7.D8.B9.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="الصناعة">الصناعة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=20" title="عدل القسم: الصناعة">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>بني محمد علي قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع <a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%84_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="غزل (توضيح)">للغزل</a> <a href="/wiki/%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="نسيج (توضيح)">والنسيج</a> ومصنعا <a href="/wiki/%D8%AC%D9%88%D8%AE" title="جوخ">للجوخ</a> في بولاق ومصنعا <a href="/wiki/%D8%AD%D8%A8%D9%84" title="حبل">للحبال</a> اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا <a href="/wiki/%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC_(%D9%82%D9%85%D8%A7%D8%B4)" title="نسيج (قماش)">للأقمشة</a> <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1" title="حرير">الحريرية</a> وآخر <a href="/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%81" title="صوف">للصوف</a> ومصنعا لنسيج <a href="/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D9%86" title="كتان">الكتان</a> ومصنع <a href="/wiki/%D8%B7%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%B4" title="طربوش">الطرابيش</a> <a href="/wiki/%D9%81%D9%88%D8%A9_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="فوة (توضيح)">بفوه</a>، ومعمل <a href="/wiki/%D8%B3%D8%A8%D9%83" title="سبك">سبك الحديد</a> ببولاق ومصنع ألواح <a href="/wiki/%D9%86%D8%AD%D8%A7%D8%B3" title="نحاس">النحاس</a> التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج <a href="/wiki/%D8%B3%D9%83%D8%B1" title="سكر">السكر</a>، ومصانع <a href="/wiki/%D9%86%D9%8A%D9%84%D8%A9" title="نيلة">النيلة</a> <a href="/wiki/%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%86" title="صابون">والصابون</a> <a href="/wiki/%D8%AF%D8%A8%D8%A7%D8%BA%D8%A9" title="دباغة">ودباغة الجلود</a> برشيد ومصنعا <a href="/wiki/%D8%B2%D8%AC%D8%A7%D8%AC" title="زجاج">للزجاج</a> <a href="/wiki/%D8%AE%D8%B2%D9%81" title="خزف">والصيني</a> ومصنعا <a href="/wiki/%D8%B4%D9%85%D8%B9" title="شمع">للشمع</a> ومعاصر <a href="/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AA" title="زيت">للزيوت</a>. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.B2.D8.B1.D8.A7.D8.B9.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="الزراعة">الزراعة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=21" title="عدل القسم: الزراعة">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالريّ وشق العديد من الترع وشيّد <a href="/wiki/%D8%AC%D8%B3%D8%B1_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="جسر (توضيح)">الجسور</a> <a href="/wiki/%D9%82%D9%86%D8%B7%D8%B1%D8%A9_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="قنطرة (توضيح)">والقناطر</a>. كما وسّع نطاق الزراعة، فخصص نحو 3,000 فدان لزراعة <a href="/wiki/%D8%AA%D9%88%D8%AA_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="توت (توضيح)">التوت</a> للاستفادة منه في إنتاج الحرير الطبيعي، <a href="/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%86" title="زيتون">والزيتون</a> لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران. وفي عام 1821، أدخل زراعة صنف جديد من <a href="/wiki/%D9%82%D8%B7%D9%86" title="قطن">القطن</a> يصلح لصناعة الملابس، بعد أن كان الصنف الشائع لا يصلح إلا للاستخدام في التنجيد. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.AC.D8.A7.D8.B1.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="التجارة">التجارة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=22" title="عدل القسم: التجارة">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية. كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وتعبيد طريق <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%B3" title="السويس">السويس</a>-القاهرة وتأمينه لتسيير القوافل، دورًا في إعادة حركة التجارة بين <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF" title="الهند">الهند</a> وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836. </p> <h3><span id=".D8.A5.D8.AF.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D9.8B.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="إداريًا">إداريًا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=23" title="عدل القسم: إداريًا">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <h4><span id=".D9.86.D8.B8.D8.A7.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.AD.D9.83.D9.85"></span><span class="mw-headline" id="نظام_الحكم">نظام الحكم</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=24" title="عدل القسم: نظام الحكم">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>ملف:أسرة محمد علي باشا.JPG </p><p>محمد علي باشا في جلسة بمجلس المشورة. خزانة أختام محمد علي باشا، محفوظة اليوم في مكتبة الإسكندرية. حكم محمد علي مصر حكمًا <a href="/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9" title="أوتوقراطية">أوتوقراطيًا</a> مع ميل لاستشارة بعض المقربين قبل إبرام الأمور، إلا أنه اختلف عن الحكم الاستبدادي للمماليك في أنه كان يخضع لنظام إداري بدلاً من الفوضى التي سادت عصر المماليك. فقد أسس محمد علي مجلسًا حكوميًا عرف باسم «الديوان العالي» مقره القلعة يترأسه نائب الوالي محمد علي، ويخضع لسلطة هذا الديوان دواوين تختص بشؤون الحربية والبحرية والتجارة والشؤون الخارجية والمدارس والأبنية والأشغال. كما أسس مجلسًا للمشورة يضم كبار رجال الدولة وعدد من الأعيان والعلماء، ينعقد كل عام ويختص بمناقشة مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية. وفي عام 1837، وضع محمد علي قانونًا أساسيًا عرف بقانون «السياستنامة»، يحدد فيه سلطات كل ديوان من الدواوين الحكومية. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D8.AA.D9.82.D8.B3.D9.8A.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D8.AF.D8.A7.D8.B1.D9.8A"></span><span class="mw-headline" id="التقسيم_الإداري">التقسيم الإداري</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=25" title="عدل القسم: التقسيم الإداري">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>قسّم محمد علي مصر إلى سبع مديريات أربعة في الوجه البحري وهي الأولى ضمت <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9" title="محافظة البحيرة">البحيرة</a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="محافظة القليوبية">والقليوبية</a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B2%D8%A9" title="محافظة الجيزة">والجيزة</a> والثانية <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9" title="محافظة المنوفية">المنوفية</a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="محافظة الغربية">والغربية</a> والثالثة <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%82%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9_(%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9)" class="mw-redirect" title="الدقهلية (محافظة)">الدقهلية</a> والرابعة <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9" title="محافظة الشرقية">الشرقية</a>، وواحدة في مصر الوسطى وشملت <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%81" title="محافظة بني سويف">بني سويف</a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%88%D9%85" title="محافظة الفيوم">والفيوم</a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7" title="محافظة المنيا">والمنيا</a>، واثنتان في مصر العليا الأولى من جنوب المنيا إلى شمال <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9_%D9%82%D9%86%D8%A7" title="محافظة قنا">قنا</a> والثانية من قنا إلى <a href="/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7" title="وادي حلفا">وادي حلفا</a>، إضافة إلى خمس محافظات وهي القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس. </p> <h4><span id=".D8.A7.D9.84.D9.86.D8.B8.D8.A7.D9.85_.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.A7.D9.84.D9.8A"></span><span class="mw-headline" id="النظام_المالي">النظام المالي</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=26" title="عدل القسم: النظام المالي">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4> <p>لوحة لمحمد علي باشا، بريشة السير دايڤيد ولكي. ألغى محمد علي نظام «الالتزام» الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، مما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبوا تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام «الاحتكار» الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري، وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي. كما أجهد محمد علي الشعب <a href="/wiki/%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9" title="ضريبة">بالضرائب</a> التي كان يفرضها على الشعب، كلما احتاج لتمويل أحد حملاته أو مشاريعه دون نظام محدد، شملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية. وكما احتكر محمد علي الأراضي والزراعة، احتكر أيضًا الصناعة والتجارة، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها. </p> <h3><span id=".D8.B9.D9.85.D8.B1.D8.A7.D9.86.D9.8A.D9.8B.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="عمرانيًا">عمرانيًا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=27" title="عدل القسم: عمرانيًا">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>اهتم محمد علي ببعض النواحي العمرانية التي تخدم دولته الناشئة، فأسس المدن مثل <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85" title="الخرطوم">الخرطوم</a> <a href="/wiki/%D9%83%D8%B3%D9%84%D8%A7" title="كسلا">وكسلا</a>، وأقام <a href="/wiki/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9" title="قلعة">القلاع</a> للدفاع عن الثغور وعاصمة البلاد، كما شيّد <a href="/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%A9" title="منارة">فنارا</a> لإرشاد السفن في رأس التين بالإسكندرية. وعني أيضًا ببناء القصور ودور الحكومة، وأنشأ <a href="/wiki/%D8%AF%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%81%D9%88%D8%B8%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9_(%D9%85%D8%B5%D8%B1)" title="دار المحفوظات العمومية (مصر)">دفترخانة</a> لحفظ الوثائق الحكومية، ودار للآثار بعدما أصدر أمرًا بمنع خروج الآثار من مصر، وعبّد الطرق التجارية ونظّم حركة <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AF" title="بريد">البريد</a> وجعل له محطات لإراحة <a href="/wiki/%D8%AE%D9%8A%D9%84" class="mw-redirect" title="خيل">الجياد</a>. </p> <h3><span id=".D8.A7.D8.AC.D8.AA.D9.85.D8.A7.D8.B9.D9.8A.D9.8B.D8.A7"></span><span class="mw-headline" id="اجتماعيًا">اجتماعيًا</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=28" title="عدل القسم: اجتماعيًا">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>تدرّج المجتمع في عهد محمد علي إلى عدة طبقات اجتماعية أعلاها الطبقة الحاكمة التي ضمت أسرة محمد علي وكبار رجاله وموظفي الدولة من المتعلمين في المدارس والمبتعثين للخارج، ثم طبقة العلماء والأعيان فالمزارعين وعمال المصانع <a href="/wiki/%D8%A8%D8%AF%D9%88" title="بدو">والعربان</a> والرقيق من اليونانيين الذين أسروا في حرب المورة والجواري <a href="/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%B3" title="شركس">الشركسيات</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الإثيوبية">والحبشيات</a> والسودانيات اللاتي كن يخدمن في بيوت الأثرياء. وقد ارتفع تعداد السكان في عهد محمد علي من 2,514,400 نسمة عام 1823، إلى 4,476,440 نسمة عام 1845. وكان محمد علي باشا متسامحًا واسع الأفق في الشؤون الدينية،<sup><small>(<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#fn_11" title="محمد علي باشا">11</a>)</small></sup> فقرَّب إليه المسيحيين كما المسلمين، واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته. </p> <h2><span id=".D9.86.D9.87.D8.A7.D9.8A.D8.A9_.D9.85.D8.AD.D9.85.D8.AF_.D8.B9.D9.84.D9.8A_.D8.A8.D8.A7.D8.B4.D8.A7_.D8.B3.D9.86.D9.88.D8.A7.D8.AA.D9.87_.D8.A7.D9.84.D8.A3.D8.AE.D9.8A.D8.B1.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="نهاية_محمد_علي_باشا_سنواته_الأخيرة">نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=29" title="عدل القسم: نهاية محمد علي باشا سنواته الأخيرة">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <p>رسم لمحمد علي باشا من سنواته الأخيرة، وبالتحديد من عام <a href="/wiki/1841" title="1841">1841</a>. </p><p>بعد انسحاب الجنود المصرية من <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a> بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من <a href="/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%88%D9%86_%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%A8" title="جنون ارتياب">جنون الارتياب</a>، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة <a href="/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D9%88%D8%AE%D8%A9" title="شيخوخة">تقدمه بالسن</a>، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض <a href="/wiki/%D8%B2%D8%AD%D8%A7%D8%B1" title="زحار">الزحار</a>. </p><p>ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة <a href="/wiki/1844" title="1844">1844</a> تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D9%83_%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A" title="فرنك فرنسي">فرنك</a>، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14,081,500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75,227,500 قرش. وتخوّف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a> الذي اقترح أن تقوم أحب شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام. </p><p>بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84" title="سل">بالسل</a>، واشتد عليه <a href="/wiki/%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%D8%B2%D9%85" title="روماتزم">داء المفاصل</a>، وأخذ يبصق <a href="/wiki/%D8%AF%D9%85" title="دم">دمًا</a> عند <a href="/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D9%84" title="سعال">السعال</a>، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى <a href="/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7" title="إيطاليا">إيطاليا</a> للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="عبد المجيد الأول">للسلطان</a> عندما زار <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84" title="إسطنبول">الآستانة</a> في سنة <a href="/wiki/1846" title="1846">1846</a>، حيث عبّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟» بعد ذلك عاد محمد علي إلى <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه <a href="/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D9%88%D8%AE%D8%A9" title="شيخوخة">الشيخوخة</a>، وبحلول عام <a href="/wiki/1848" title="1848">1848</a> كان قد أصيب <a href="/wiki/%D8%AE%D8%B1%D9%81" title="خرف">بالخرف</a> وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة. </p> <h3><span id=".D9.88.D9.81.D8.A7.D8.AA.D9.87"></span><span class="mw-headline" id="وفاته">وفاته</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=30" title="عدل القسم: وفاته">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p><a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A" title="مسجد محمد علي">جامع محمد علي باشا</a> في <a href="/wiki/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A_(%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9)" title="قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)">قلعة القاهرة</a>، حيث يرقد </p><p>ضريح محمد علي باشا. تمثال محمد علي باشا في <a href="/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B4%D9%8A%D8%A9" title="ميدان المنشية">ميدان المنشية</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="الإسكندرية">بالإسكندرية</a>. </p><p> حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنيّة في <a href="/wiki/10_%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1" title="10 نوفمبر">10 نوفمبر</a>/<a href="/wiki/%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="تشرين الثاني">تشرين الثاني</a> سنة <a href="/wiki/1848" title="1848">1848</a>، فخلفه ابن أخيه طوسون، <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3_%D8%AD%D9%84%D9%85%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="عباس حلمي الأول">عبّاس حلمي</a>. وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في <a href="/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%B1_%D8%B1%D8%A3%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%86" title="قصر رأس التين">قصر رأس التين</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="الإسكندرية">بالإسكندرية</a> بتاريخ <a href="/wiki/2_%D8%A3%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D8%B3" title="2 أغسطس">2 أغسطس</a> سنة <a href="/wiki/1849" title="1849">1849م</a>، الموافق فيه <a href="/wiki/13_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86" title="13 رمضان">13 رمضان</a> سنة <a href="/wiki/1265_%D9%87%D9%80" title="1265 هـ">1265هـ</a>، فنُقل جثمانه إلى <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9" title="القاهرة">القاهرة</a> حيث دُفن في <a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A" title="مسجد محمد علي">الجامع</a> الذي كان قد بناه قبل زمن في <a href="/wiki/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A_(%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9)" title="قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة)">قلعة المدينة</a>. كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم، وكان يحمل له شيئًا من الضغينة. يقول القنصل البريطاني جون موراي، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع محمد علي إلى مثواه الأخير:</p><blockquote><p>... كان الحضور في الجنازة حضورًا هزيلاً غثًا؛ كثير من القناصل والسفراء لم يُدعوا للمشاركة، ولم تُغلق الحوانيت ولا الدوائر الحكومية.. باختصار، يسود انطباع عام مفاده أن عبّاس باشا هو الجدير باللوم، فقد قلل من شأن جدّه وذكراه اللامعة، ولم يحترم ذكراه حق الاحترام، وكيف لا يكون ذلك وقد سمح أن يُقام مأتم هذا الرجل على هذا الشكل البائس وأهمل العناية به أشد الإهمال. ...إن تعلّق وتبجيل جميع طبقات المجتمع المصري لاسم محمد علي لهو مأتم أعظم شأنًا وأكثر شرفًا من أي جنازة أخرى يُقدمها له خلفاؤه. يتحدث الأهالي الكبار ممن يتذكر عن الفوضى والظلم الذي غرقت به البلاد قبل وصوله؛ ويُقارن الشباب حكمه بحكم خلفه المتقلّب والمتذبذب؛ كل طبقات الشعب من ترك وعرب، لا تتردد في قول أن مصر المزدهرة المتحضرة ماتت مع محمد علي...في واقع الأمر يا سيدي، لا يمكننا ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن محمد علي، على الرغم من كل أخطائه، كان رجلاً عظيم الشأن.</p></blockquote> <h3><span id=".D8.A5.D8.B1.D8.AB.D9.87"></span><span class="mw-headline" id="إرثه">إرثه</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=31" title="عدل القسم: إرثه">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <p>إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين وفي الأوساط العامّة، هي تلك التي تقول أن محمد علي باشا هو «والد مصر الحديثة»، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذي استطاع تجريد <a href="/wiki/%D9%82%D8%B5%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%A8_%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="قصر طوب قابي">الباب العالي</a> من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="معركة الريدانية">الفتح العثماني لمصر عام 1517</a>. وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">الدولة العثمانية</a>، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوي يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83_%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A" title="حراك اجتماعي">حراك اجتماعي</a> في المجتمع المصري، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">لمصر</a> <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86" title="السودان">والسودان</a> طيلة 150 عامًا تقريبًا، كانت مصر فيها دولة تتمتع باستقلال ذاتي قانوني في ظل الدولة العثمانية، ومن ثم في ظل الحماية البريطانية. </p><p>يرى قسم آخر من الناس، أن محمد علي باشا لم يكن باني مصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، بدءًا من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86" title="الأسرة المصرية الحادية والثلاثون">الفرس في عام 525 ق.م</a>. وحجج أصحاب هذا الرأي تتمثل بعدّة نقاط، منها أن محمد علي لم يتكلم <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="اللغة العربية">العربية</a> أو يجعلها اللغة الرسمية في بلاطه، وإنما استعاض عنها <a href="/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="لغة تركية عثمانية">بالتركية</a>، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها، وإنه أرهق المصريين بالضرائب وأعمال السخرة والتجنيد الإجباري. ومن أبرز المواضيع التي تجعل البعض يتحفّظ على عهد محمد علي باشا، قصة عزمه على هدم <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1" title="الهرم الأكبر">الهرم الأكبر</a> واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس <a href="/wiki/%D8%AF%D9%84%D8%AA%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84" title="دلتا النيل">دلتا النيل</a> في منطقة <a href="/wiki/%D8%B4%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86" title="شلقان">شلقان</a>، التي أصبحت فيما بعد <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="القناطر الخيرية">القناطر الخيرية</a>، والتي تراجع عنها بعد أن أقنعه المهندس الفرنسي <a href="/wiki/%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%86_%D8%AF%D9%88_%D8%A8%D9%84%D9%81%D9%88%D9%86" title="لينان دو بلفون">لينان دو بلفون</a> بعدم جدواها. على العموم تعتبر النظرة سالفة الذكر النظرة الأقل قبولاً عند المؤرخين وبالذات <a href="/wiki/%D8%B9%D8%B1%D8%A8" title="عرب">العرب</a> منهم. </p><p><br /> </p><p>تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a>، <a href="/wiki/%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="طوسون باشا">أحمد طوسون باشا</a>، <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%8A_%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84" title="الخديوي إسماعيل">إسماعيل باشا</a>، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم «أوقمش قادين»، ولم يرزق منها أولادًا. </p><p>كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا <a href="/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9_%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="شريعة إسلامية">للشريعة الإسلامية</a>، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="محمد سعيد باشا">محمد سعيد باشا</a>، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. </p> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B1.D8.A7.D8.AC.D8.B9"></span><span class="mw-headline" id="المراجع">المراجع</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=32" title="عدل القسم: المراجع">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <ol><li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-707996eac8f0837acc3191063b5a154e2af9a1f9_1-0" title="محمد علي باشا">^</a></b> مُعرِّف الضَّبط الاستناديِّ في قاعدة البيانات الوطنيَّة التشيكيَّة (NKCR AUT): https://aleph.nkp.cz/F/?func=find-c&amp;local_base=aut&amp;ccl_term=ica=jo20211123715 — تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2022</li> <li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-2" title="محمد علي باشا">^</a></b> الرافعي, عبد الرحمن (2000). "الزعامة الشعبية في السنوات الأولى من حكم محمد علي". تاريخ الحركة القومية، وتطور نظام الحكم، ج3 عصر محمد علي. القاهرة: مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب. صفحات ص 39. <a href="/wiki/%D8%AE%D8%A7%D8%B5:%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/9770169307" class="internal mw-magiclink-isbn">ISBN 977-01-6930-7</a>.</li> <li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-3" title="محمد علي باشا">^</a></b> 'مقولة "محمد علي:مؤسس مصر الحديثة" مقولة تاريخية، أي أن لها أصولا تاريخية محددة، وأنها محكومة منذ البداية بمصالح ومطامح محددة، على رأسها مصالح ومطامح محمد علي نفسه، الذي كان على دراية بالغة بدوره في تاريخ مصر، 4 -بل في تاريخ الدولة العثمانية ككل. وبالتالي يجب أن نأخذ باعتبارنا عندما نتناول هذه المقولة أن محمد علي نفسه كان أول من روج لها. '<a href="/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D9%81%D9%87%D9%85%D9%8A" title="خالد فهمي">خالد فهمي</a>. كل رجال الباشا <i>محمد علي:مؤسس مصر الحديثة محمد علي وجيشه وبناء مصر 5 5 5-الحديثة</i> ص32. ط1 2001، دار الشروق</li> <li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-4" title="محمد علي باشا">^</a></b> خطبة العرش للخدوي إسماعيل وكانت تسمى مقالة الافتتاح لمجلس شورى النواب في <a href="/wiki/25_%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1" title="25 نوفمبر">25 نوفمبر</a> <a href="/wiki/1866" title="1866">1866</a> وصدرها: "من المعلوم أن جدي المرحوم عندما تولى مصر وجدها خالية من آثار العمار، ووجد أهلها مسلوبي الأمن والراحة، فصرف 5=الهمم العالية لتأمين الأهالي وتمدين البلاد بإيجاد الأسباب والوسائل اللازمة حتى وفقه الله لما أرداه من تأسيس عمارية الأقطار المصرية..." عبد الرحمن الرافعي. عصر إسماعيل،</li> <li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-7" title="محمد علي باشا">^</a></b> &#160;<code>{{<a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8" title="قالب:استشهاد بكتاب">استشهاد بكتاب</a>}}</code>: تحقق من قيمة <code>|مسار=</code> (<a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9:%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF#bad_url" title="مساعدة:أخطاء الاستشهاد">مساعدة</a>)</li> <li>-</li> <li>↑ <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-موسوعة_تاريخ_مصر1_10-0" title="محمد علي باشا">تعدى إلى الأعلى ل:<sup><i>أ</i></sup></a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-موسوعة_تاريخ_مصر1_10-1" title="محمد علي باشا"><sup><i>ب</i></sup></a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-موسوعة_تاريخ_مصر1_10-2" title="محمد علي باشا"><sup><i>ت</i></sup></a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-موسوعة_تاريخ_مصر1_10-3" title="محمد علي باشا"><sup><i>ث</i></sup></a></li> <li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-11" title="محمد علي باشا">^</a></b> فاروق مصر: محمد علي باشا والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع <a href="/wiki/%D9%88%D8%A7%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%83_%D9%85%D8%B4%D9%8A%D9%86" title="واي باك مشين">واي باك مشين</a>.</li> <li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-12" title="محمد علي باشا">^</a></b> Cleveland, William L, <i>A History of the Modern Middle East</i>, (Boulder: Westview Press, 2009), 65-66</li> <li><b><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-16" title="محمد علي باشا">^</a></b> &#160;<code>{{<a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8" title="قالب:استشهاد بكتاب">استشهاد بكتاب</a>}}</code>: <code>|الأول=</code> has generic name (<a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9:%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF#generic_name" title="مساعدة:أخطاء الاستشهاد">مساعدة</a>)، <code>|صفحات=</code> has extra text (<a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9:%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF#extra_text_pages" title="مساعدة:أخطاء الاستشهاد">مساعدة</a></li> <li>↑ <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-زوجات_139-0" title="محمد علي باشا">تعدى إلى الأعلى ل:<sup><i>أ</i></sup></a> <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7#cite_ref-زوجات_139-1" title="محمد علي باشا"><sup><i>ب</i></sup></a> كان زمان في مصر وفي كل مكان، العدد الأول، زوجات ومستولدات ملوك مصرنسخة محفوظة 09 يونيو 2012 على موقع <a href="/wiki/%D9%88%D8%A7%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%83_%D9%85%D8%B4%D9%8A%D9%86" title="واي باك مشين">واي باك مشين</a>.</li></ol> <h3><span id=".D8.AD.D9.88.D8.A7.D8.B4"></span><span class="mw-headline" id="حواش">حواش</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=33" title="عدل القسم: حواش">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3> <ul><li>الدلاة تعني المجانين، هم جنود <a href="/wiki/%D9%83%D8%B1%D8%AF" title="كرد">أكراد</a> اشتهروا بالبسالة والتهور، لذا عرفوا بهذا الاسم.</li> <li>الكيس يعادل 500 <a href="/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%B4_(%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A9)" title="قرش (عملة)">قرش عثماني</a>.</li> <li>كانت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="الإسكندرية">الإسكندرية</a> حتى ذلك الحين تخضع للسلطان مباشرة ويرسل لها حكام مثلها مثل الثغور، ولا تخضع لسلطة والي مصر.</li> <li>عندما سمع أمين بك أصوات <a href="/wiki/%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%B5" title="رصاص">الرصاص</a>، هرع إلى <a href="/wiki/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="قلعة القاهرة (توضيح)">سور القلعة</a>، ولكز <a href="/wiki/%D8%AE%D9%8A%D9%84" class="mw-redirect" title="خيل">جواده</a> بضربة عنيفة، فهوى به من ذلك الارتفاع، وقبل أن يصل الحصان إلى الأرض قفز من فوق ظهر الحصان فنجا من الموت. فر أمين بك بعد ذلك، واستجار بالأمير <a href="/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="بشير الثاني الشهابي">بشير الشهابي</a> في <a href="/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86" title="لبنان">لبنان</a>. كما كان أمين بك هذا هو الملهم <a href="/wiki/%D8%AC%D8%B1%D8%AC%D9%8A_%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86" title="جرجي زيدان">لجرجي زيدان</a> لكتابة روايته «المملوك الشارد».</li> <li>حين علم محمد علي بانتقاد الغرب لحادثة <a href="/wiki/%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9" title="مذبحة القلعة">مذبحة القلعة</a>، التي عدوها عملاً منافيًا للإنسانية. صرح بأنه يبغي رسم صورة يضع فيها مذبحة المماليك بجانب <a href="/wiki/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84" title="اغتيال">الاغتيال</a> الذي دبّره <a href="/wiki/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA" title="نابليون بونابرت">نابليون بونابرت</a> للدوق «دانجان» حيث اتهمه ظلمًا بالتآمر عليه، وأمر بقتله بعد محاكمة صورية.</li> <li>ظهرت <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="سلفية وهابية">الدعوة الوهّابية</a> في <a href="/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="شبه الجزيرة العربية">شبه الجزيرة العربية</a> حوالي منتصف <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86_18" title="القرن 18">القرن الثامن عشر</a> على يد زعيمها الشيخ <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8" title="محمد بن عبد الوهاب">محمد بن عبد الوهاب</a>، فنُسبت إليه وسُمي أتباعه بالوهّابيين. استمد محمد بن عبد الوهاب دعوته من طريقة الإمام <a href="/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9" title="ابن تيمية">ابن تيمية</a>، فالمذهب الوهّابي هو في أصوله <a href="/wiki/%D8%AD%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9" title="حنابلة">المذهب الحنبلي</a>، والفكرة التي دعا إليها ابن عبد الوهاب فكرة صالحة في جوهرها، لكن بعض الباحثين وعلماء <a href="/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9_%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="شريعة إسلامية">الشريعة</a> يرون أنه غالى فيها وتشدد حتى أضحى أساسها تكفير كل من لم يأخذ بها، وإنه من هنا جاءت تسمية الوهّابيين للمخالفين لهم «مشركين». وقد ردّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده على ذلك بعدّة أقوال، أبرزها أنه لم يُكفّر إلا <a href="/wiki/%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%84%D9%87%D8%A9" title="تعدد الآلهة">المشركين</a>، ولم يحصل أن كفّر بالظن، والموالاة، أو كفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، وإن من يقولون بذلك إنما يريدون تنفير الناس عن <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85" class="mw-redirect" title="إسلام">دين الله ورسوله</a>.</li> <li>كانت <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9" title="الإمبراطورية الروسية">الإمبراطورية الروسية</a> أشد الدول الأوروبية قلقًا، فقد نظرت بعين الخوف والقلق إلى تقدم الجيش المصري واقترابه من <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84" title="إسطنبول">الآستانة</a>، وخشيت من اتساع نفوذ محمد علي باشا حتى المضائق <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF" title="البحر الأسود">والبحر الأسود</a>، فيصبح بوسعه تأسيس دولة قوية تقوم على أنقاض <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="الدولة العثمانية">السلطنة العثمانية</a> المتداعية، ويتعارض ذلك مع سياستها تجاه هذه السلطنة التي كانت قد قررتها في عام <a href="/wiki/1829" title="1829">1829</a> في الاجتماع الموسع الذي عقده القيصر <a href="/wiki/%D9%86%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84" title="نيكولاي الأول">نيقولا الأول</a> عقب توقيع معاهدة أدرنة، والقاضية بعدم تقسيم أراضيها.</li> <li>كان الساسة البريطانيون أقرب إلى التردد في اختيار الموقف الذي يخدم سياسة بلدهم، لذلك لم يعطوا في البداية الأزمة المصرية الأهمية اللازمة، وبخاصة أنهم رفضوا طلب <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمود الثاني">السلطان</a> بمد يد المساعدة، وكان موقفهم هذا أقرب إلى مصالح محمد علي باشا منه إلى مصالح السلطان. أما المسألة البلجيكية فهي في جوهرها <a href="/wiki/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84" title="استقلال">حركة استقلال قومي</a> عن <a href="/wiki/%D9%87%D9%88%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7" title="هولندا">هولندا</a> تدخلت فيها <a href="/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7" title="فرنسا">فرنسا</a> بحجة ضم <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%83%D8%A7" title="بلجيكا">بلجيكا</a> أو جزء منها، الأمر الذي عارضته <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9" title="المملكة المتحدة">بريطانيا</a>، لأن من شأن ذلك أن يخل بالتسوية الإقليمية التي أقرّتها <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9_%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86%D8%A7" title="معاهدة فيينا">معاهدة ڤيينا</a> عام <a href="/wiki/1815" title="1815">1815</a>. وقد رأى وزير الخارجية البريطاني آنذاك، أن بلجيكا يمكن إذا ما تحولت إلى دولة أن تُستخدم درعًا ضد بريطانيا من قبل فرنسا. ولم تُحل هذه القضية إلا في <a href="/wiki/19_%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84" title="19 أبريل">19 أبريل</a> سنة <a href="/wiki/1839" title="1839">1839</a> وفقًا لمعاهدة وقعتها الدول الخمس الكبرى أقرّت باستقلال بلجيكا.</li> <li>كان لدى سكان <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">بلاد الشام</a> من الدوافع ما حملهم فعلاً على إعلان الثورة على الحكم المصري بفعل إجرائاته التي لم يعهدوها من قبل. فعلى الرغم من أن <a href="/wiki/%D8%B4%D9%88%D8%A7%D9%85" title="شوام">الشوام</a> استقبلوا إبراهيم باشا استقبال المحرر المنقذ من الولاة العثمانيين وظلمهم، إلا أنه بعد استقرار الحكم المصري رأوا فيه احتلالاً مفروضًا عليهم، خصوصًا بعد أن قام <a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a> بزيادة الضرائب بسبب النفقات الباهظة للجيش المصري، على نحو لم يعرفه الناس قبلاً، فقد كان الشوام يدفعون في عهد واليي <a href="/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7" title="عكا">عكا</a> العثمانيين، سليمان باشا وعبد الله باشا، مليونين ونصف مليون قرش ضريبة سنوية، فأصبحوا في أواخر عهد إبراهيم باشا يدفعون أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، أي ما يُقارب ثمانية ملايين ونصف مليون قرش. أضف إلى ذلك أن حكم إبراهيم باشا ظل عسكريًا بسبب خوف والده محمد علي من عودة العثمانيين لاسترجاع الشام، ففُرض التجنيد الإجباري على الناس، وسُخروا في شق <a href="/wiki/%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82" title="طريق">الطرقات</a> وترميم <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B5%D9%86" title="حصن">الحصون</a> واستخراج <a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%86" title="معدن">المعادن</a>.</li> <li>جرت المباحثات في جو أقرب إلى التشنج. وعرض صارم أفندي أن يضم محمد علي كل بلاد الشام الجنوبية بدون أن يُطبق على هذا الجزء مبدأ الوراثة شأن <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> <a href="/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="شبه الجزيرة العربية">وشبه الجزيرة العربية</a>، في حين أصرّ محمد علي من جهته على الانفصال والاستقلال بمصر <a href="/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85" title="بلاد الشام">وبلاد الشام</a>.</li> <li>من الوقائع التي تدل على تسامح محمد علي مع غير المسلمين، وبشكل خاص المسيحيين، المرسوم الذي أصدره ليهدئ من روع رهبان <a href="/wiki/%D8%AF%D9%8A%D8%B1_%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AA_%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%86" title="دير سانت كاترين">دير القديسة كاترين</a> في <a href="/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1" title="شبه جزيرة سيناء">سيناء</a> بعدما تمركزت قوّات كبيرة العدد من <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9" title="القوات المسلحة المصرية">الجيش المصري</a> في شبه الجزيرة تلك، خلال عهد الحروب مع <a href="/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="سلفية وهابية">الوهّابيين</a>، وقد جاء فيه: «صدر المرسوم الشريف الواجب القبول والتشريف والاتباع عن ديوان <a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1" title="مصر">مصر</a> المحروسة إلى قدوة الملة <a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9" class="mw-redirect" title="مسيحية">المسيحية</a> وعمدة الطائفة <a href="/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85" title="عيسى بن مريم">العيسوية</a> الرهبان سكان الدير بجبل سيناء ختمت عواقبهم بالخير والرشاد تحيطون علمًا أنه قد طرق مسامعنا حاصل عندكم خوف وزعل بخصوص قدوم العساكر المرسلة إلى <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B2" title="الحجاز">الحجاز</a>، والحال أننا لا نرضى إلاّ كامل راحتكم واستراحتكم في محل مواطنكم بالدير <a href="/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89_(%D9%85%D8%B5%D8%B1)" class="mw-redirect" title="جبل موسى (مصر)">بجبل سيناء</a> وتكونوا مطمئنين ومستريحين من هذا القبيل وعليكم أمان الله تعالى وأمان <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF" title="محمد">رسوله</a> ثم أماننا السعيد. ولم تخشوا من شيء جملة كافية ولا أحد يعترض لكم بوجه من الوجوه ويكون لكم الحماية والصيانة في ديركم محل وطنكم بجبل سيناء ولم تهتموا من شيء مطلقًا، فبناء على ذلك أصدرنا هذا المرسوم الشريف عند وصوله إليكم يكون العمل بمضمونه وبمقتضاه واعتمدوه غاية الاعتماد».</li> <li>تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة <a href="/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9_%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%83%D8%A7" title="موسوعة بريتانيكا">لدائرة المعارف البريطانية</a> لسنة <a href="/wiki/1911" title="1911">1911</a> وهي الآن ضمن <a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9" title="ملكية عامة">الملكية العامة</a>.</li></ul> <h2><span id=".D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B5.D8.A7.D8.AF.D8.B1.5B.D8.B9.D8.AF.D9.84.5D"></span><span class="mw-headline" id="المصادر[عدل]">المصادر[عدل]</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=34" title="عدل القسم: المصادر[عدل]">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <ul><li>Ahmed, Jamal Mohammed. <i>The Intellectual Origins of Egyptian Nationalism</i>. New York: Oxford University Press, 1960.</li> <li>Berger, Morroe. <i>Military Elite and Social Change: Egypt Since Napoleon</i>. Princeton, New Jersey: Center for International Studies: Woodrow Wilson School for Public and International Affaris, 1960.</li> <li>Dodwell, Henry. <i>The Founder of Modern Egypt: A Study of Muhammad ‘Ali</i>. Cambridge: Cambridge University Press, 1967.</li> <li>Fahmy, Khaled. 1997. <i>All The Pasha's Men: Mehmed Ali, his army and the making of modern Egypt.</i> New York: American University in Cairo Press. <a href="/wiki/%D8%AE%D8%A7%D8%B5:%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/9774246969" class="internal mw-magiclink-isbn">ISBN 977-424-696-9</a></li> <li>Fahmy, Khaled. 1998. "The era of Muhammad 'Ali Pasha, 1805-1848" in <i>The Cambridge History of Egypt: Modern Egypt, from 1517 to the end of the twentieth century.</i> M.W. Daly, ed. pp. 139–179, Vol. 2. Cambridge: Cambridge University Press. <a href="/wiki/%D8%AE%D8%A7%D8%B5:%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/0521472113" class="internal mw-magiclink-isbn">ISBN 0-521-47211-3</a></li> <li>Goldschmidt, Arthur, Jr. <i>Modern Egypt: The Formation of a Nation-State</i>. Boulder, Colorado: Westview Press, 1988.</li> <li>Hill, Richard. <i>Egypt in the Sudan 1820-1881</i>. London: Oxford University Press, 1959.</li> <li><a href="/wiki/%D8%A3%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%AA_%D8%AD%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="ألبرت حوراني">ألبرت حوراني</a>. 2002. <i>A History of the Arab Peoples.</i> London: Faber and Faber. <a href="/wiki/%D8%AE%D8%A7%D8%B5:%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/0446393924" class="internal mw-magiclink-isbn">ISBN 0-446-39392-4</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D8%AA%D9%8A" title="عبد الرحمن الجبرتي">عبد الرحمن الجبرتي</a>. 1994. <i>'Abd al-Rahman al-Jabarti's History of Egypt.</i> 4 vols. T. Philipp and M. Perlmann, translators. Stuttgart: Franz Steiner Verlag. <a href="/wiki/%D8%AE%D8%A7%D8%B5:%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/3515057560" class="internal mw-magiclink-isbn">ISBN 3-515-05756-0</a></li> <li>Jarvis, H. Wood. <i>Pharaoh to Farouk</i>. London: John Murray Limited, 1956.</li> <li>Lacouture, Jean and Simonne Lacouture. <i>Egypt in Transition</i>. Translated by Francis Scarfe. New York: Criterion Books, 1958.</li> <li>Marlowe, John. <i>A History of Modern Egypt and Anglo-Egyptian Relations 1800-1953</i>. New York: Praeger, 1954.</li> <li>Marsot, Afaf Lutfi al-Sayyid. <i>Egypt in the Reign of Muhammad Ali</i>. Cambridge: Cambridge University Press, 1984.</li> <li>Pollard, Lisa. <i>Nurturing the Nation: The Family Politics of Modernizing, Colonizing, and Liberating Egypt, 1805-1923</i>. Berkeley, California: University of California Press, 2005.</li> <li>Rivlin, Helen Anne B. <i>The Agricultural Policy of Muhammad ‘Alī in Egypt</i>. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 1961.</li> <li>Vatikiotis, P.J. 1991. <i>The History of Modern Egypt: From Muhammad Ali to Mubarak.</i> Baltimore: The Johns Hopkins University Press. <a href="/wiki/%D8%AE%D8%A7%D8%B5:%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/0801842158" class="internal mw-magiclink-isbn">ISBN 0-8018-4215-8</a></li> <li>Finkel, Caroline, <i>Osman's Dream</i>, (Basic Books, 2005), 57; "Istanbul was only adopted as the city's official name in 1930..".</li></ul> <h2><span id=".D9.88.D8.B5.D9.84.D8.A7.D8.AA_.D8.AE.D8.A7.D8.B1.D8.AC.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="وصلات_خارجية">وصلات خارجية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A2%D8%BA%D8%A7_%D8%A8%D9%83&amp;action=edit&amp;section=35" title="عدل القسم: وصلات خارجية">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2> <ul><li>مادة وثائقية عن محمد علي من قناة الجزيرة على <a href="/wiki/%D9%8A%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%88%D8%A8" title="يوتيوب">يوتيوب</a></li> <li>شكوك حول أصول محمد علي الألبانية، من جريدة الاتحاد، بقلم الدكتور محمد علي الصويركي.</li> <li>بيت محمد علي (الباشاوات - الخديويات- السلاطين- ملوك مصر): تاريخ الحُكّام والسُلالات الحاكمة.</li> <li>صورة وصفية لحياة محمد علي، باشا مصر وسوريا والجزيرة العربية</li></ul> <table class="wikitable"> <tbody><tr> <th colspan="3">المناصب السياسية </th></tr> <tr> <td rowspan="1">سبقه <p><a href="/wiki/%D8%AE%D9%88%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7" title="خورشيد باشا">أحمد خورشيد باشا</a> </p> </td> <td rowspan="1"><b><a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9" title="الأسرة العلوية">والي مصر والسودان</a></b> <p><a href="/wiki/17_%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88" title="17 مايو">17 مايو</a> <a href="/wiki/1805" title="1805">1805</a> - <a href="/wiki/2_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3" title="2 مارس">2 مارس</a> <a href="/wiki/1848" title="1848">1848</a> </p> </td> <td rowspan="1">تبعه <p><a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)" class="mw-disambig" title="إبراهيم باشا (توضيح)">إبراهيم باشا</a> </p> </td></tr></tbody></table> <table class="wikitable"> <tbody><tr> <td> </td> <td>في <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7_%D9%83%D9%88%D9%85%D9%86%D8%B2" title="ويكيميديا كومنز">كومنز</a> صور وملفات عن: محمد علي باشا </td></tr></tbody></table></div>'
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
false
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
'1659583807'