|
|
|
|
*'''<u><small>دراسة تحليلية للعمليات الفدائية ابان الثورة الارترية</small></u>*''' |
|
{{صمخ}} |
|
|
|
تقديم : '''معتز عثمان البيشاوي''' |
|
|
'''_الجزء رقم [_ 1]''' |
|
|
*''مقدمة''* |
|
|
تدور هذه الدراسة من حيث سياقها المكاني و الزماني في إريتريا إبان فترة الكفاح المسلح ضد العدو الأثيوبي و تتخذ العمليات الفدائية موضوعا و المنهج التحليلي و الاستنباطي أداة لتحليل و استنطاق الأحداث و الخروج بفقه سياسي و إستراتيجيات في فقه الثورة غاية و لعلنا نكون قد ابنا عن هدفنا من الدراسة في هذه العجالة و هو الخروج بفقه سياسي يوافق منطق الحاضر و يمكن أن نعالج به مشكلتنا الماثلة أمامنا اليوم |
|
|
*خلفية منهجية* عن كتاب الذاكرة و التاريخ نماذج من بطولات الشعب الارتري للكاتب علي محمد صالح |
|
|
إعتمد الكاتب على المنهج السردي للأحداث الذي يركز على حشد الروايات و عرضها في سياق الإثارة و التشويق حتى يشد القارئ إلى متابعة النص بيد أنه لم يعير إهتماما كبير لمناقشة الأحداث و تفكيفك الظواهر حتى يكشف عن وعي الجماعة في تلك الحقبة و يستنبط القوانين ان صح التعبير من خلال تفكيك الظاهرة أو العمليات و ربطها في سياق متجانس يفضي في نهاية الأمر إلى الخروج بفقه سياسي و مع ذلك يعتبر الكتاب ذو أهمية و قيمة عالية لتوثيقه لاغلب العمليات الفدائية و كما أبنا انفآ سنتبع منهجي التحليل و الاستنباط حتى تكتمل الفائدة من الكتاب |
|
|
|
|
|
وقع اختيارنا على عدة عمليات فدائية سنعرضها في سياقها النصي كما جاءت في الكتاب و لكن مجتزأة فيما يخص مضمون العملية الفدائية فقط مراعاة للقارئ حتى لا يمل و عدم التوسع أكثر في هوامش الأحداث و الانصراف إلى لب الموضوع مباشرة و سنتعرض لكل عملية على حدى لعدم إطالة المقال و من ثم نحللها و نستنبط منها إستراتيجيات عدة من جانب تكشف لنا وعي الثوار الأولى في رؤيتهم لأهمية الاجتماع السياسي و كيفية إدارتهم للعمليات الفدائية و من جانب أخر نستنج منها القيم السياسي التحررية التي وجهة السلوك السياسي لجمهور الثوار في مواجهتهم للقيم الإمبريالية و الاندماجية و إنتصار القيم التحررية في نهاية الأمر و النتائج التي ترتبت عليها |
|
|
نعتقد أن هذه الدارسة لا ترتقي حتى أن تكون مجرد محاولة لفتح ثقب من شعاع النور في جوف الظلام فالاحداث عظيمة و الدروس قيمة لا يمكن أن يظفر بها باحث جملة واحد معتقد أنه نقب و لخص أهم الدروس و العبر من تلك الأحداث فالله نسأل أن ييسر لها الرجال للبحث في هذه الحقبة حتى نستطبع أن نتعرف عليهم عن كثب من خلال تشريح الأحداث بعمق العالم الحاذق و الباحث الماهر |
|
|
|
|
|
لا نريد أن نسترسل أكثر من ذلك في المقدمة خير الكلام ما قل و دل و لكن الموضوع الذي نتناوله أجبرنا أن لا نجمل فيه بشكل يلغي اجزاء كبيرة من جزئياته تحتاج إلى مزيد من التفصيل و إليكم الى أول عملية فدائية |
|
|
*عملية هيكوتا* |
|
|
من _رواية أدم قندفل_ |
|
|
نص العملية كما في الكتاب |
|
|
( قبل التقائي بمجموعتي فكرة في الهجوم على مركز هيكوتا كان السبب هو النقص في الأسلحة إذ أن حكومة عبود السودانية بدأت تضيق الخناق على حركة المواطنين في الحدود و قامت بحملة أبعاد للعمال الارتريين و كان هؤلاء مصدر الأسلحة للثوار فصار اعتمادنا بعد الله على انفسنا و عزمنا ان نتسلح من العدو |
|
|
فكرة الهجوم على المركز فكرة قديمة أقترحها الشهيد محمد إدريس حاج و عرضها على الشهيد عواتي و لكن القائد عواتي لم يتشجع لها إذ قال الشهيد عندئذ نحن لا نملك أسلحة لهذا الهجوم مقارنة مع العدو و اية محاولة للهجوم سوف نقتل فيها جميعا و هذا يعني نهاية الثورة |
|
|
|
|
|
يواصل المناضل قندفل روايته دخلت هيكوتا متنكرا و كنت أمر أمام المركز حتى الاحظ حركة الجنود تمكنت من جمع المعلومات عن الحراس و عددهم |
|
|
من خلال المتابعة عرفت ان في الساعة الثالثة يكون في المركز شخصا واحد فقط للحراسة لذلك عزمت على تنفيذ العملية في الساعة الثانية و النصف قمنا بالاستيلاء على مركبة عامة و كان عددنا حوالي 13 مناضلا وقمت بتوزيعهم وفق الخطة |
|
|
عندما وصلنا المركز أوقفنا العربة بسرعة و تجه كل جندي إلى مكانه و بدأت الهجوم و لكن عندما حاولت اقتحام المكتب تعرض لي من الخلف أحد الحراس إلا أن الجندي الذي كان في البص كان أسرع منه في إطلاق النار تم تنفيذ العملية بنجاح منقطع النظير إذ استولينا على جميع أسلحة المركز و ذخيرته |
|
|
جرحت و قررت الذهاب إلى السودان للعلاج طلب السلطات الإثيوبية من الحكومة السودانية تسليمي لها لتنقذ علي حكم الإعدام و وافقت السلطات السودانية و لكن رفض الجراح عبدالرحيم تسليمي إليهم و هربني إلى ضواحي الخرطوم لتلقي العلاج ) |
|
|
|
|
|
لعلنا بذلنا جهدنا في أن نؤجز بقدر المستطاع بحيث لا يؤثر إجازنا في تغيب أحداث العملية و لكن لا باليد حيلة |
|
|
و نعرض في هذه السانحة الإستراتيجيات التي يمكن استنباطها من خلال استنطاق أحداث العملية و إليكم اول استراتيجية |
|
|
''إستراتيجية'' [1] |
|
|
فقه الموازنات |
|
|
و هذه الموازنة تتجلى في ترجيح الشهيد عواتي لعدم تنفيذهم الهجوم على المركز بسبب الفارغ الكبير بين إمكانياتهم و مقدرات العدو إذ وازن القائد عواتي بين حاجة الثورة إلى السلاح و بين النتائج المترتبة من الهجوم و هي قتل الفدائيين و هذا يعني إجهاض الثورة |
|
|
*إ''ستراتيجية''* [2] |
|
|
فقه المآلات |
|
|
و يتعين في القرار العسكري الذي جانبه الشهيد عواتي الذي مفاسده أكبر من مصالحه حيث لو كان اتخذ قرار الهجوم ربما سيكون مآله كارثي بالنسبة للثورة لذلك فضل عدم الهجوم حفاظا على الجماعة و لاستمرارية الثورة |
|
|
''إستراتيجية'' [3] |
|
|
التسليح من عتاد العدو |
|
|
ما كان للثوار أن يوقفوا عملياتهم الفدائية لانعدام مصادر التسليح و ذلك بسبب تضيق حكومة عبود على الارتريين و أبعاد العمال الارتريين من السودان و منع المواطنين الارتريين من دخول الأراضي السودانية |
|
|
لذلك كان لابد من وجود حل أخر ينقذ الموقف من الانهيار بعد أن احاقت بهم قوات العدو و قعدت لهم بكل صراط يعودون بيد أن الثوار أخذوا طريقا أخر يحتاج جسارة و قوة و هو التسلح من سلاح العدو عبر تنفيذ عمليات نوعية لمراكز العدو يتم فيها الاستيلاء على معداتهم من الأسلحة و الذخائر حتى يستطيعوا تلبيت حاجة الثوار من السلاح مع التزايد الطردي لعدد الثوار جراء كل عملية فدائية |
|
|
و عليه يمكن القول أن عدم توافر عوامل القوة مقارنة مع العدو لا يقف حاجز على المدى البعيد فاستراتيجية التسلح من العدو تؤكد أن التعلل بعدم التكافئ و نقص الإمكانيات ليس مبرر كافي لعدم خوض المعركة كما رأينا كيف ان الثوار تسلحوا من العدم من خلال الاستيلاء على مقدارت العدو |
|
|
|
|
|
نكتفي بهذا القدر حتى لا نطيل في النص و من ثم نواصل ما أنقطع من الحديث في باحث أخر |