جماع الأموات
جماع الأموات أو النيكروفيليا هو انجذاب جنسي أو فعل جنسي إلى الجثث. يصنف الانجذاب على أنه أحد أنواع الشذوذ الجنسي تبعاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين.[1]
جماع الأموات | |
---|---|
لوحة "الكراهية" بريشة بيترو باجيتا (1896)
| |
معلومات عامة | |
الاختصاص | طب نفسي |
من أنواع | شذوذ جنسي، وجريمة |
التاريخ | |
وصفها المصدر | قاموس الموسوعة الحديثة |
تعديل مصدري - تعديل |
قام الباحثان روزمان وريزنك (1989) بمراجعة معلومات من 34 حالة لجماع الأموات وقد ظهر بأن دوافع هذا السلوك كالتالي: الحصول على شريك غير قادر على الرفض أو المقاومة (68%)، الاتحاد والتواصل مع شريك جنسي سابق (21%)، الانجذاب الجنسي نحو الجثث (15%)، الراحة أو التغلب على الشعور بالانطواء والانعزالية (15%)، الرفع من تقدير الذات عبر التحكم بضحايا كانوا قد قُتلوا (12%).[2]
تاريخ
عدليُلاحظ وقوع جماع الأموات عبر التاريخ البشري. تشير المكتوبات التاريخية لوجود النيكروفيليا في تاريخ مصر القديمة. ويذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوت في كتاب «تاريخ هيرودوتس» بأن المصريين القدامى كانوا يتركون النساء الجميلات متوفيات لعدة أيام قبل تحنيطهن لمنع تكرار وقوع حالة قام فيها المحنط بالجماع مع جثة امرأة كانت قد توفيت حديثاً.[3][4]
وفقاً لما جاء في التلمود البابلي، فإن هيرودس الأول ملك يهودا كان قد رغب فتاة عذراء، وبعد ما انتحرت لتفادي الزواج منه، قام بحفظ جسدها في العسل لمدة سبع سنوات. يقول البعض أنه حنّطها ليجامعها، وبالمقابل يقول آخرون أنه لم يجامعها.[5][6] لم يذكر المؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس الذي تعد أعماله المصدر الرئيسي لحياة هيرودس أي جماع للأموات من جانبه.[7]
اكتشفت بقايا فخارية تعود لحضارة الموشي تصوّر أشكالاً لهياكل عظمية وهي تجامع بشراً أحياء.[3][8]
عُرف عن الفارس الفرنسي غيل دي ريز اعتدائه الجنسي على جثث ضحاياه.[9][10][11]
في مثال حديث، جيفري دامر كان قاتل متسلسل يعاني من النيكروفيليا. من أجل أن يشعر بالإثارة كان يقتل ضحاياه قبل أن يمارس الجنس معهم. قال دامر بأنه كان يقتل ضحاياه فقط لأنهم أرادوا الرحيل بعد ممارسة الجنس غاضبين منه بسبب تخديره لهم.[12] حالة دامر تتوافق مع الرغبة في «الحصول على شريك غير قادر على الرفض أو المقاومة» وفقاً لدراسة أجراها روزمان وريزنك.
الحروب والصراعات
عدلوقعت حوادث لاغتصاب الثوار جثثاً لنساء في الصراع بين ثوار توباك أمارو الثاني وقوات المستعمر الإسباني خلال القرن الثامن عشر في البيرو.[13]
قامت قوات عسكرية مشاركة في الحرب الروسية العثمانية خلال القرن التاسع عشر بالاعتداء جنسياً على جثث لموتى.[14][15]
وقعت خلال حروب الريف بالمغرب في أوائل القرن العشرين حوداث لجماع الجثث كان قد ارتكبتها بعض الجنود.[16]
قُتِلَ رجل صيني خلال وقائع مذبحة نانجنغ، بعد رفضه لممارسة الجنس مع جثة لامرأة ميتة.[17][18]
أفادت التقارير عن وقوع حالات لاغتصاب جثث القتلى في الإبادة الجماعية الرواندية.[19]
الناحية الدينية
عدلذكرت تقارير بأن رسومات تمثل النيكروفيليا وجدت معروضة على بعض آثار حضارة الموشي. وذكرت أيضاً بأنها اعتبرت طريقة من طرق التواصل مع الموتى.[20]
التصنيف
عدلالبحوث العلمية
عدلفي الحيوانات
عدلكانت ظاهرة جماع الأموات قد رُصِدت في كل من الثدييات والطيور والزواحف والضفادع.[21] وصف روبرت ديكرمان عام 1960 جماع الأموات عند المرموطاويات. وتمارس أنواع محددة من العنكبوتيات والحشرات أكل المثيل الجنسي، أي تقوم الإناث بالتهام الذكر أثناء تزاوجها معه أو قبل ذلك أو بعد وقوع التزاوج.[22]
القانونية
عدلمصر
عدلتعاقب المادة(١٦٠) من قانون العقوبات رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ بالحبس وبغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تزيد على خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين: ...... ثالثاً - كل من انتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها. وتكون العقوبة السجن الذي لا تزيد مدته على خمس سنوات إذا ارتكبت أي منها تنفيذاً لغرض إرهابي.
الإمارات العربية المتحدة
عدلتعاقب المادة 365 من مرسوم بقانون الجرائم والعقوبات الاتحادي رقم 31 لسنة 2021 بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة التي لا تزيد على (10,000) عشرة آلاف درهم كل من انتهك أو دنس حرمة مكان معد لدفن الموتى أو لحفظ رفاتهم أو انتهك حرمة جثة أو رفات آدمي أو دنسها مع علمه بدلالة فعله.
السويد
عدلتنص الفقرتان رقم 16 و 10 من قانون العقوبات السويدي على تجريم مجامعة الأموات، دون ذكره صراحةً. تقع مجامعة الأموات ضمن مجموعة التشريعات لمنع هتك حرمة الجثث أو القبور (بالسويدية: brott mot griftefrid). وقد تنطوي على السجن لمدة تصل إلى السنتين. هناك حالة واحدة مُسجّلة لشخص أُدين بمجامعة الأموات. وحُكِمَ عليه بالخضوع لعلاج وإشراف نفسي على فعلته هذه ولارتكابه لجرائم أخرى كان منها قيامه بإشعال حريق بصورة متعمدة.[23]
البرازيل
عدلتنص المادة 212 من قانون العقوبات البرازيلي (قانون اتحادي رقم 2.848) على الآتي:[24][25]
المادة 212 - الإساءة لجيفة أو لرفاتها:
العقوبة: الحبس من سنة واحدة حتى 3 سنوات، فضلاً عن غرامة.
قد يُدان من يمارس الجنس مع جثة بجرم بموجب الفقرة أعلاه، رغم عدم ذكر ممارسة الجنس مع جثة صراحةً في القانون.
نيوزيلندا
عدليعد «سوء التصرف فيما يخص الرفات البشري» جريمةً، وذلك بموجب الفقرة رقم 150 من قانون الجرائم النيوزيلندي لعام 1961. يُفصّل البند (b) انطباق ذلك في حالة تعرض أو إهانة الفرد و«بصورة غير لائقة أو مخلّة بالآداب لأي جسد بشري ميّت أو رُفاته، سواء أكانت مدفونةً أم لم تكن كذلك». وعليه ينطبق نص القانون السابق لحالة المجامعة الجنسية للجثث ما ينطوي عليه السجن المحتمل لمدة سنتين.[26]
الهند
عدلتنص الفقرة رقم 297 من قانون العقوبات الهندي بعنوان «إنتهاك أماكن الدفن إلخ.» على الآتي:[27]
أي من ينوي على جرح مشاعر أو إهانة دين أي شخص أو بمعرفة أن مشاعر أي شخص ستُجرح على الأرجح، أو أن دين أي شخص سيُهان على الأرجح بذاك، [أو] يرتكب أية انتهاكاتٍ في أي مكان عبادة أو أي مكان لتمثال أو أي مكان خُصص لتأدية الجنازات أو لحفظ رفات الموتى أو يُظهر أية إهانة لجثة أي إنسان أو يسبب إزعاجاً لأي أشخاص مجتمعين لأداء المراسم الجنائزية، سيعاقب بالسجن بكلا الوصفين لسنة واحدة أو بغرامة أو بكليهما.
قد يُدان الشخص بممارسة الجنس مع جثة تبعاً لما ورد في القسم رغم عدم ذكر ممارسة الجنس مع جثة في القانون أعلاه. كما قد يُستشهد بالفقرة رقم 377 من قانون العقوبات الهندي.
جنوب أفريقيا
عدلتنص الفقرة رقم 14 من تعديل القانون الجنائي (الجرائم الجنسية والقضايا المتعلقة) لعام 2007 على حظر ارتكاب فعل جنسي مع جثة.[28]
المملكة المتحدة
عدلجُعِل الجماع الجنسي مع جثة غير قانونياً تبعاً لما جاء في قانون الجرائم الجنسية لعام 2003. يُعرّف هذا لما يوصف أنه «تعرّض جنسي لجثة بشرية»، كما ويُضاف إليه أي مشاهد حقيقية. وفقاً لقانون العدالة الجنائية والهجرة لعام 2008 فإنه من غير القانوني حيازة أشكال تصوير إلكترونية وغيرها من أشكال التصوير الواقعية أو الحقيقية لتعرّض جنسي لجثة بشرية.
الولايات المتحدة
عدللا يوجد قانون على المستوى الفيدرالي يمنع ارتكاب فعل جنسي على الجثث. لكن الكثير من الولايات الأمريكية لها قوانينها الخاصة بهذا الشأن.[29][30]
مراجع
عدل- ^ Robin Goodwin؛ Duncan Cramer (2002). Inappropriate Relationships: The Unconventional, the Disapproved, and the Forbidden. Psychology Press. ص. 174–176.
- ^ Rosman، J. P.؛ Resnick، P. J. (1 يونيو 1989). "Sexual attraction to corpses: A psychiatric review of necrophilia". Bulletin of the American Academy of Psychiatry and the Law. ج. 17 ع. 2: 153–163. PMID:2667656. مؤرشف من الأصل (PDF/HTML) في 2019-12-16.
- ^ ا ب János Boros؛ Iván Münnich؛ Márton Szegedi (1988). Psychology and Criminal Justice: International Review of Theory and Practice. Walter de Gruyter. ص. 242.
- ^ Aggrawal، Anil (2010). Necrophilia: Forensic and Medico-legal Aspects. CRC PRess. ص. 6. ISBN:978-1420089127.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
لا يطابق|تاريخ=
(مساعدة) - ^ Bava Batra 3b.
- ^ "Babylonian Talmud: Tractate Baba Bathra". Sefaria. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 20182019-12-16. اطلع عليه بتاريخ 6 يونيو 2014.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ Schwarz، Seth (2014). The Ancient Jews from Alexander to Muhammad. Cambridge University Press. ص. 59. ISBN:978-1107669291.
- ^ Davis، Nigel (1984). The Rampant God: Eros Throughout the World. Morrow. ص. 297–298.
- ^ Gibson، Dirk C. (2012). Legends, Monsters, Or Serial Murderers?: The Real Story Behind an Ancient Crime. ABC-CLIO. ص. 201.
- ^ Jenks، Chris (2003). Transgression. psychology press. ص. 99.
- ^ Quigleyurl، Christine (2013). The Corpse: A History. McFarland. ص. 322. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ "Psychiatric Testimony of Jeffrey Dahmer". Court Transcripts. Criminal Profiling. مؤرشف من الأصل في 2013-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2012-11-29.
- ^ Walker، Charles F. (2014). The Tupac Amaru Rebellion. Harvard University Press. ص. 10. ISBN:9780674416376.
- ^ Reid، James J (2000). Crisis of the Ottoman Empire: Prelude to Collapse 1839–1878. ص. 451. ISBN:9783515076876.
- ^ Love، Brenda. The Encyclopedia of Unusual Sex Practices. Barricade Books. ص. 176–177. ISBN:9781569800119. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ Aggrawal، Anil (2011). Necrophilia: Forensic and medico-legal aspects. Boca Raton, FL: CRC Press. ص. 13. ISBN:9781420089127.
- ^ Ang، Armando (2005). The brutal holocaust: Japan's World War II atrocities and their aftermath. A1 Pub. ص. 75.
- ^ Gendercide Watch: The Nanjing Massacre نسخة محفوظة 23 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ Ripple، Ashley Denise (2003). A Hermeneutical Analysis of Communication Strategies of Multivocal Narratives of the Rwandan Mass Rapes. ProQuest. ص. 32.
- ^ Swarag. "The Dead Corpse Can Fantasize Physical Pleasure (Web Archive)". OneIndia. Bangalore: Greynium Information Technologies Pvt. Ltd. مؤرشف من الأصل في 2009-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-16.
- ^ de Mattos Brito, L. B., Joventino, I. R., Ribeiro, S. C., & Cascon, P. (2012). "Necrophiliac behavior in the "cururu" toad, Rhinella jimi Steuvax, 2002, (Anura, Bufonidae) from Northeastern Brazil" (PDF). North-Western Journal of Zoology. ج. 8 ع. 2: 365. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-06-23.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) - ^ Polis, G.A. & Farley, R.D. Behavior and Ecology of Mating in the journal of Arachnology 33-46 (1979).
- ^ "Fakta: Nekrofili och brott mot griftefrid". HD (بsv-SE). Archived from the original on 2019-03-09. Retrieved 2017-09-21.
{{استشهاد بخبر}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "Código Penal (Decreto-Lei nº 2.848)". Presidency of the Republic. 7 ديسمبر 1940. مؤرشف من الأصل في 2018-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-07.
- ^ Free translation from Brazilian Portuguese to English.
- ^ Butterworths Crimes Act 1961: Wellington: Butterworths: 2003
- ^ "The Indian Penal Code (IPC): Dowry Law Misuse (IPC 448) By Indian Women". Mynation.net. مؤرشف من الأصل في 2018-12-16. اطلع عليه بتاريخ 2013-12-07.
- ^ "Criminal Law (Sexual Offences and Related Matters) Amendment Act 32 of 2007" (PDF). ديسمبر 2007. sec. 14. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2012-05-23.
- ^ Aggrawal, Anil (2010). Necrophilia: Forensic and Medico-legal Aspects. CRC Press. ص. 201–210.
- ^ Posner, Richard A.؛ Silbaugh, Katharine B. (1996). A Guide to America's Sex Laws. University of Chicago Press. ص. 213–216.