جرائم قتل الايمو في العراق

قتل الإيمو في العراق هي سلسلة من حملة جرائم قتل كانت جزءًا ضد المراهقين العراقيين الذين يرتدون ملابس الإيمو التي نفذتها المليشيات كاحدى اساليب محاربة الثقافة الغربية. تم اختطاف وتعذيب وقتل ما بين 6 الى 70 [1] شابًا في بغداد والعراق خلال شهر مارس(اذار) 2012. [2] [3] [4] في سبتمبر(ايلول) 2012، ذكرت بي بي سي نيوز أن الرجال المثليين في بغداد قالوا إن عمليات القتل لم تتراجع. [5]

جرائم قتل الايمو في العراق
المعلومات
البلد العراق  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الإحداثيات 33°19′30″N 44°25′19″E / 33.325°N 44.422°E / 33.325; 44.422   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
التاريخ مارس(اذار) 2012
الهدف مراهقي الايمو
الأسلحة الاسلحة البيضاء, الاسلحة النارية, طوب البناء
الخسائر
الوفيات بين 7 الى 60 ضحية
خريطة

الخلفية

عدل

اكتسبت ثقافة الإيمو شعبية بين المراهقين العراقيين في عام 2011. [6] كما أصبحت اكثر شعبية في الدول العربية الأخرى. الإيمو هو فرع من موسيقى الترنتيف روك ، [7] يرتبط في معظم أنحاء العالم بثياب المراهقين الغريبة ومحاولة الاختلاف عن المجتمع ، ولكن في العالم العربي يرتبط هذا ايضاً بقوة بكلاً من المثلية الجنسية وعبادة الشيطان . [8] لمثلية الجنسية وضع قانوني غير واضح بالعراق ولكنها من المحرمات وفق الاسلام، ويتعرض العديد من الأشخاص من مجتمع الميم في العراق للتمييز أو سوء المعاملة أو القتل. [9] [10] يقول النشطاء إن المضايقات ضد المثليين قد زادت منذ غزو العراق وما تلاها ، حيث يتعرض المثليين العراقيين للمضايقة من قبل قوات الأمن، بالضرب والقتل على يد المليشيات في المناطق بغداد منذ عام 2006 على الأقل [11] [12]

في فبراير(شباط) 2012، نشرت شرطة الآداب في بغداد بياناً على موقع وزارة الداخلية العراقية تنتقد فيه مراهقي الإيمو لارتدائهم "ملابس غريبة وضيقة والتي عليها صور جماجم" و"حلقات في أنوفهم وألسنتهم". وأدان البيان الإيمو ووصفها بأن اصلها شيطاني ، ونقل عن العقيد مشتاق طالب المحمداوي [الإنجليزية] قوله إن شرطة الآداب حصلت على موافقة رسمية من وزارة الداخلية للقضاء على "الظاهرة" في أسرع وقت ممكن "لأنها تؤثر سلباً على المجتمع وقد تصبح خطراً " على حد وصفه. [13] ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه في الأسابيع التالية، بدأت تظهر منشورات مناهضة للإيمو تهددهم بالقتل كتب فيها "ان على الرجال الشواذ قص شعرهم، وان يتوقفوا عن ارتداء ملابس التي تشير الى عبدة الشيطان والتوقف عن سماع الميتال والإيمو والراب". حيث بدأة تظهر هذه المنشورات بالكثيير من احياء بغداد عام 2011. [11]

القتل

عدل

ويقول ضباط أمن وزارة الداخلية إن عدد القتلى ستة. ومع ذلك، ذكرت وكالة رويترز أن مسؤولي المستشفى والأمن قدروا العدد بـ 14 أو أكثر، وقالت جماعيات حقوق الإنسان مثل محكمة بروكسل إن عدد الجثث قد يصل إلى 100. [14] وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مسؤولاً بوزارة الداخلية لم يذكر اسمه قدّر العدد بـ 58، وقال إن جميعهم من الذكور باستثناء واحدة. [15] وبحسب بي بي سي، فإن الأمم المتحدة تقدر عدد القتلى بـ 12 شخصًا على الأقل، لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. [16]

وقد تم العثور على الجثث في حاويات القمامة، بعد تعرضهم للضرب المبرح حتى الموت بطوب البناء [17] [18] في ممارسة تعرف باسم " "القتل بالبلوكة". [19] وقال شخص لصحيفة "الأخبار" اللبنانية التي تتخذ من بيروت مقراً لها إنه نجا من هجوم، "في البداية يلقون الطوب على ذراعي الصبي، ثم على ساقيه، ثم تكون الضربة النهائية على رأسه، وإذا لم يمت بعدها، يعيدون من جديد." [20]

مسؤولية جرائم القتل

عدل

وقد دعت جماعات حقوق الإنسان الدولية السلطات العراقية إلى التحقيق في عمليات القتل، [21] قائلين إنها من عمل المليشيات والشرطة، [22] بما في ذلك مجموعات مثل جيش المهدي ، الذي أنشأه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في عام 2003. . [11] تكهن بعض المعلقين العراقيين واستاذ تاريخ الشرق الاوسط الامريكي مارك ليفين بأن انشغال المليشيات مع مراهقي الإيمو يخدم مصالح الحكومة العراقية من خلال إبقاء المجموعات مشغولة، وصرف غضبهم ونقمهم عن أهداف أخرى محتملة في العراق. [23] وذكرت قناة السومرية العراقية أن الصدر نفى مسؤوليته عن استهداف الايمو، ووصف مراهقي الإيمو بالاغبياء وشاذين عن الطبيعة، لكنه قال إنه يجب التعامل معهم بالوسائل القانونية. [2] [24] [25]

بعد تغطية جرائم القتل، نفى المسؤولين العراقيين وجود أي حملة لاستهداف المراهقيين المثليين أو الإيمو، [26] وقالوا إن القصة تم اختلاقها لخدمة أجندات مناهضة لاسلام ومعادية لحكومة. يقولون أن المراهقين يمكنهم ارتداء ملابسهم كما يحلو لهم، وأن الحكومة ستحميهم. [11] [24] [25]

في سبتمبر(أيلول) 2012، أجرت بي بي سي مقابلة مع 17 رجلاً مثلياً ورجل شرطة سابق في بغداد، وصرح جميعهم انه قد تم قتل اصدقاء او شركاء لهم بالاحداث، وذكرت أنهم جميعاً يلقون باللوم على وزارة الداخلية العراقية في التحريض على جرائم القتل، وقالوا إن الاعتقالات والقتل لا يزال مستمراً. [16]

ما بعد الفاجعة

عدل

في مايو 2012، نتيجة لعمليات قتل الإيمو، وفقًا منظمة الخروج للعلن، قامت الحكومة الهولندية بتوسيع سياسة اللجوء الخاصة بها تجاه المثليين العراقيين. [27]

زعم تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عام 2013 حول ممارسات حقوق الإنسان في العراق أنه في عام 2013، أنشأ مجلس الوزراء العراقي لجنة وزارية مشتركة أصدرت بيانًا جاء فيه أن اعضاء مجتمع الميم "لا يختلفون" عن الآخرين، وأن ذلك أنشأ ميثاقًا رسمياً لوصف الحماية الأساسية المستحقة لهم. [28]

الاسباب

عدل

يزعم محلل الاستخبارات الإسرائيلية دانييل برود أن جرائم القتل هذه ما هي الا جزء من تحول شامل بين الشيعة العراقيين نحو أن يصبحوا "أكثر تديناً وأكثر محافظة وأكثر اصولية"، بهدف تعزيز سلطتهم من خلال إنشاء "حكومة شيعية ثيقراطية". [29]

قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، كانت الأقليات الجنسية هناك تتمتع بقدر طفيف من الحرية. [30] لكن كان لغزو العراق ايصال حزب الدعوة الإسلامي المحافظ إلى رأس السلطة [30] وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش إنه منذ عام 2004، قُتل مئات من الرجال المثليين بالعراق. وقيل إن هذه الحملة يقودها جيش المهدي ، وقيل إن قوات الأمن العراقية "تواطأت وانضمت إلى القتل". وقال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن القتلة يقتحمون المنازل ويلتقطون الناس في الشوارع، ويستجوبونهم لاستخراج أسماء المزيد من الضحايا، ثم يقتلونهم وينكلون بجثثهم. [31]

بحلول عام 2007، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان "العراقية LGBT" ومقرها لندن، أطلقت المنظمات السياسية والدينية العراقية حملة منظمة ومنسقة لمطاردة واعتقال وتعذيب وقتل كل من تعتبره مثليًا. يقول مجتمع الميم العراقي إن الحكومة العراقية تجبر المثليين على إعطاء أسماء وعناوين مثليين آخرين، ثم تعتقلهم وتسلمهم إلى المليشيات لقتلهم. [32]

في صحيفة الغارديان ، وصف الناشط الأمريكي في مجال حقوق الإنسان سكوت لونغ العراق بأنه "مجتمع منهار مع عملية سياسية معطلة وجمهور متقسم" وقال "ليس من الخطأ فحسب، بل من غير المجدي أن نطلق على جرائم القتل هذه اسم "قتل المثليين". ودعا العراق إلى بدء نقاش حول الاختلاف بالمجتمع، قائلا إن "العراقيين بحاجة إلى مناقشة الأسباب التي جعلت أهوال العقود الأربعة الماضية تجعل الاختلاف غير قابل لتحمل". [33]

أنظر أيضا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ "Iraq's Emo killings: A horror story out of control?". BBC News. 21 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-10-09.
  2. ^ ا ب Healy، Jack (11 مارس 2012). "Killings Strike Fear in Iraqi Gay and Emo Youth". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2024-04-25. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.
  3. ^ "MP slams as "crime" killings of "emo" youths". Aswat al-Iraq. 11 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2013-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-12.
  4. ^ Tawfeeq، Mohammed (11 مارس 2012). "Iraqi murders put gay and emo youth on edge". CNN. مؤرشف من الأصل في 2023-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-12.
  5. ^ Antelava، Natalia (12 سبتمبر 2012). "BBC investigation reveals police persecution of gays in Iraq". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-09-27.
  6. ^ "Iraq's Emo Youth Fear Threats". 23 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-07-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-07.
  7. ^ "The Evolution of Emo and its Theoretical implications" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-07-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-07.
  8. ^ Bambury، Brent (17 مارس 2012). "Iraq emo killings: Associated Press Bureau Chief in Baghdad Lara Jakes talks about emo culture in Iraq (audio report)". Canadian Broadcasting Corporation | CBC Radio. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-09-27.
  9. ^ "Iraqi 'emo' youths reportedly killed by conservative militias". BBC News. 11 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2024-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.
  10. ^ France، David (يناير 2007). "Dying to Come Out: The War on Gays in Iraq". جي كيو (مجلة). مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-21.
  11. ^ ا ب ج د Healy، Jack (11 مارس 2012). "Killings Strike Fear in Iraqi Gay and Emo Youth". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2024-04-25. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.Healy, Jack (11 March 2012). "Killings Strike Fear in Iraqi Gay and Emo Youth". The New York Times. Retrieved 11 March 2012.
  12. ^ Taete، Jamie Lee Curtis (9 مارس 2012). "IS THE IRAQI GOVERNMENT KILLING LGBT PEOPLE?". Vice magazine. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.
  13. ^ Abramovitch, Seth (10 Mar 2012). "Truth Check: Is Iraq Killing Hundreds of Emo Teens?". The Atlantic (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-07-27. Retrieved 2021-04-07.
  14. ^ "Emerging from Iraq: Reports of Kidnapping and Murder of Gay and Lesbian People". International Gay and Lesbian Human Rights Commission. مؤرشف من الأصل في 2012-03-12. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.
  15. ^ Associated Press (11 مارس 2012). "Violent 'Emo Killings' Rattle Iraqi Youth". NPR. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-12.
  16. ^ ا ب Antelava، Natalia (12 سبتمبر 2012). "BBC investigation reveals police persecution of gays in Iraq". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-09-27.Antelava, Natalia (12 September 2012). "BBC investigation reveals police persecution of gays in Iraq". BBC News. Retrieved 27 September 2012.
  17. ^ "Dozens of Iraqi teenagers stoned to death for 'emo' haircuts: activists". Al Arabiya News. 9 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.
  18. ^ "'Emo' killings in Iraq create different reactions among religious clerics". Al Arabiya News. 10 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-03-11. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.
  19. ^ Levine، Mark (20 مارس 2012). "Killing emos, and the future, in Iraq". Al Jazeera. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-26.
  20. ^ "Iraqi teenagers stoned to death for "emo" haircuts". Al Akhbar. 9 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-03-11. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-12.
  21. ^ "Rights groups urge Iraq to investigate 'emo' killings". Al Arabiya. Agence France-Presse. 16 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-26.
  22. ^ Taete، Jamie Lee Curtis (9 مارس 2012). "IS THE IRAQI GOVERNMENT KILLING LGBT PEOPLE?". Vice magazine. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11.Taete, Jamie Lee Curtis (9 March 2012). "IS THE IRAQI GOVERNMENT KILLING LGBT PEOPLE?". Vice magazine. Retrieved 11 March 2012.
  23. ^ Levine، Mark (20 مارس 2012). "Killing emos, and the future, in Iraq". Al Jazeera. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-26.Levine, Mark (20 March 2012). "Killing emos, and the future, in Iraq". Al Jazeera. Retrieved 26 March 2012.
  24. ^ ا ب "Dozens of Iraqi teenagers stoned to death for 'emo' haircuts: activists". Al Arabiya News. 9 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11."Dozens of Iraqi teenagers stoned to death for 'emo' haircuts: activists". Al Arabiya News. 9 March 2012. Retrieved 11 March 2012.
  25. ^ ا ب "'Emo' killings in Iraq create different reactions among religious clerics". Al Arabiya News. 10 مارس 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-03-11. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-11."'Emo' killings in Iraq create different reactions among religious clerics". Al Arabiya News. 10 March 2012. Archived from the original on 11 March 2012. Retrieved 11 March 2012.
  26. ^ Ruhayem، Rami (20 مارس 2012). "Iraq's Emo killings: A horror story out of control?". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2023-10-09. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-26.
  27. ^ "Iraq Baseline Study 2013" (PDF). The International Gay and Lesbian Human Rights Commission (IGLHRC). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2013-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-16.
  28. ^ "Iraq Human Rights Report 2013" (PDF). United States Department of State • Bureau of Democracy, Human Rights and Labor. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-07-27. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-16.
  29. ^ Brode، Daniel (21 مارس 2012). "Iraq: The Next Shiite Islamic Republic?". Middle East Online. مؤرشف من الأصل في 2015-12-22. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-26.
  30. ^ ا ب "Witch-hunt in Iraq" (بالإنجليزية البريطانية). BBC News. 12 Sep 2012. Archived from the original on 2023-07-27. Retrieved 2021-04-07.
  31. ^ "Anti-gay attacks on rise in Iraq". BBC News. 17 أغسطس 2009. مؤرشف من الأصل في 2023-11-21. اطلع عليه بتاريخ 2012-09-27.
  32. ^ Hilli، Ali (11 سبتمبر 2012). "Viewpoint: Iraqi gays in 'hell on earth'". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2023-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-09-27.
  33. ^ Long، Scott (18 مارس 2012). "Massacre of emos in Iraq goes to core of a damaged society". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 2023-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-27.