ثقافة أرغارية

 

ثقافة أرغارية
خريطة للانتشار الجغرافي التقريبي لثقافة الأرغار
المعطيات
النطاق الجغرافيإسبانيا
الفترةالعصر البرونزي
تواريخ2200–1300 قبل الميلاد
نوع الموقعمواقع أثرية
أهم المواقعإل أرغار، حصن توتانا
يسبقهاحضارة القدور الجرسية، ثقافة ميلارانية
يليهاثقافة موتيلاسية، برونزية شامية، بعد الألغارية

الثقافة الأرغارية (بالإسبانية: Cultura argárica)، التي سميت على اسم موقع إل أرغار بالقرب من بلدة أنتاس، في ما يعرف الآن بمقاطعة ألميرية في جنوب شرق إسبانيا، هي ثقافة من العصر البرونزي المبكر ازدهرت بين حوالي 2200 و1550 قبل الميلاد.[1][2] شكلت واحدة من أهم المجتمعات في أوروبا في الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد. وأنشأت أول مجتمع حضري في غرب البحر الأبيض المتوسط.[3]

تعتبر واحدة من أبرز الثقافات القديمة التي تمت دراستها بفضل حالة الحفظ الممتازة للبقايا الأثرية. ويعتبر هذا المجمع الثقافي مؤشرا على عمليات التسلسل الاجتماعي الهرمي التي انتشرت في جميع أنحاء شرق الأندلس خاصةوشرق إسبانيا عامة.

تم اكتشاف هذه الثقافة الأثرية وتحديدها في نهاية القرن التاسع عشر من قبل الاخوة سيرت. وتتميز بوجود بلدات محصنة تقع في مناطق يصعب الوصول إليها. وكذلك ببيوت مربعة الشكل مبنية بالحجارة والطوب، ومدافن في صناديق جنائزية أو جرار كبيرة أو حتى كهوف تحت أرضية المنازل نفسها. وعرفت بكثرة الأسلحة العسكرية والطبقية الاجتماعية التسلسلية. وتمتد ثقافة الأرغار عبر جنوب شرق شبه الجزيرة الايبيرية، وتحتل مقاطعات غرناطة، ألميريا ومورسيا، وكذلك جزء من جيان وأليكانتي .

وقد استمر بقاء المجتمع الأرغاري لمدة 800-900 سنة تقريبًا، بين منتصف الألفية الثالثة ومنتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، مع التمييز بين مرحلتين على الأقل، حيث كان هناك تسلسل اجتماعي داخلي مستمر وتوسع خارجي في المناطق المجاورة. وفي حوالي عام 1500 قبل الميلاد، اختفى المجتمع الأرغاري فجأة.

مقدمة

عدل

بدأ علماء الآثار والباحثون الآخرون دراسة ثقافة أرغاريك في أعقاب أعمال التنقيب التي قام بها الأخوان البلجيكيان إنريكي ولويس سيريت، مهندسا التعدين في سييرا ألماجريرا، [4] اللذان درسا أكثر من ألف مدفن في مستوطنة إل أرغار خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر.[5] بالإضافة إلى المستوطنة التي تحمل نفس الاسم، اكتشف الأخوين سيريت مستوطنات أخرى مثل إل أوفيسيو، وفوينتي ألامو، وجاتاس، وإيفر، وكلها تقع في ألميرية ومرسية. وفي أعمال التنقيب التي قاموا بها، وجدوا مدافن وفيرة نُفذت في المنازل الأرغاريكية نفسها، والتي كانت سلعها الجنائزية عبارة عن سيوف ورماح خفيفة وخناجر وزخارف معدنية، بالإضافة إلى قطع أثرية من الحجر والعظام المصقولة، والسيراميك، والمنسوجات والنباتات المستأنسة.[6] وبعد ذلك، تم اكتشاف وحفر العديد من المستوطنات الأخرى ذات الخصائص المماثلة، وتقع في أماكن مرتفعة ومحمية جيدًا، لذلك كان يُعتقد في البداية أن نواة الثقافة الأرغارية كانت كلها على هذا النحو، ولكن ومع مرور الزمن بدأت تظهر المزيد من المدن، أصغر حجمًا، وتقع في السهل.[7]

وقد دفعت الاختلافات النوعية والكمية الموجودة في المراسم الجنائزية معظم الباحثين إلى الاعتقاد بأن المجتمع الأرغاري كان يتألف من عدة طبقات هرمية اجتماعية. فوفقًا لبعضهم، كان مجتمعًا يهيمن عليه الزعماء أو الحكام أو الأمراء. ووفقًا لآخرين، كان المجتمع عبارة عن دولة أو على الأقل دولة بدائية.[8]

أصول وامتداد

عدل
 
خريطة شبه الجزيرة الأيبيرية خلال العصر البرونزي. تظهر مناجم القصدير الرئيسية والمجموعات الثقافية المعروفة حوالي عام 1500 قبل الميلاد.

لفترة طويلة كان يعتقد أنه بعد وقت قصير من منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، في نفس الوقت الذي انتشرت فيه حضارة القدور الجرسية، حدث تأثير استعماري جديد في جنوب شرق شبه الجزيرة من قبل أشخاص من المنطقة اليونانية الموكيانية الذين ساروا على خطى الملاحين القدامى، واستقروا في مراكز التعدين المهمة في المرية والمناطق المجاورة لها.في الوقت الحاضر، تم التحقق من أن الثقافة المادية الأرغارية تتوافق بشكل موثوق، وخاصة في الهندسة المعمارية وفي العادات الجنائزية للدفن مع الثقافات الشرقية التي استقرت بين الأراضي القديمة في كنعان وسوريا والأناضول وقبرص وكريت وصقلية واليونان. ويمكن ملاحظة ذلك في جميع المنشورات العلمية التي صدرت حتى الآن تقريبًا.

ولأكثر من قرن من الزمان، ارتبطت أصول هذه الثقافة بمقاطعة المرية، لكن هذه العلاقة موضع تساؤل من قبل بعض الباحثين، الذين يعتبرون أن أصل الثقافة الأرغارية من المرجح أن يكون في الشريط الإقليمي بين نهري فيرا (مقاطعة ألميرية) وغوادالنتين (مقاطعة مورسيا).[9] بالنسبة للباحثين سلفادور فونتنلا وخوان أنطونيو غوميز وميغيل ميراس، فإن موقع مدينة توتانا الحالية والمناطق المحيطة بها سيكون منطقة الاستيطان الأولى الأصلية المحتملة للثقافة الأرغارية.[10]

بعيدًا عن اشكالية تحديد الأصل الدقيق للثقافة الأرغارية، يوجد حاليًا إجماع معين عند تحديد منطقة نفوذ هذه الثقافة في جنوب شرق شبه الجزيرة. بحيث تكون مقاطعتي ألميريا ومورسيا النواة الرئيسية لهذه الثقافة، ثم تتوسع مع الزمن إلى المناطق الحدودية، لتغطي في عقودها الأخيرة الأراضي التي تحتلها حاليًا المقاطعات المذكورة سابقا، بالاضافة الى وسط وشرق غرناطة، وكذلك بعض مناطق جيان وأليكانتي وثيوداد ريال. [11] يحتمل أن مثل هذا التوسع هو نتيجة مباشرة للنزعة العسكرية الأرغارية، التي تتجه نحو مناطق استراتيجية تسمح بالسيطرة على طرق الاتصالات أو الموارد الزراعية أو المعادن. [9]

مراجع

عدل
  1. ^ Lull، Vicente؛ R. Micó؛ Cristina Rihuete Herrada؛ Roberto Risch (2011). "El Argar and the Beginning of Class Society in the Western Mediterranean". Archäologie in Eurasien. ج. 24: 381–414.
  2. ^ Herrada، Cristina Rihuete. "El Argar and the Beginning of Class Society in the western Mediterranean". {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  3. ^ https://www.elespanol.com/cultura/historia/20210224/misterios-sociedad-guerrera-revoluciono-peninsula-iberica-hace/561195210_0.html. {{استشهاد بخبر}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدةالوسيط غير المعروف |autor= تم تجاهله يقترح استخدام |author= (مساعدةالوسيط غير المعروف |fecha= تم تجاهله يقترح استخدام |date= (مساعدةالوسيط غير المعروف |fechaacceso= تم تجاهله يقترح استخدام |access-date= (مساعدةالوسيط غير المعروف |periódico= تم تجاهله (مساعدة)، والوسيط غير المعروف |título= تم تجاهله (مساعدة)
  4. ^ Gilman Guillén، Antonio (1999). Boletín del seminario de estudios de Arte y Arqueología (BSAA) ع. 65: 74–76 http://dialnet.unirioja.es/servlet/listaarticulos?tipo_busqueda=ANUALIDAD&revista_busqueda=226&clave_busqueda=1999. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة) والوسيط |الفصل= تم تجاهله (مساعدة)
  5. ^ González Marcén، Paloma؛ Lull, Vicente؛ Risch, Robert (1992). Arqueología de Europa, 2250-1200 a.قالب:EsdC. Una introducción a la "Edad del Bronce" (ط. 1.ª). Editorial Síntesis. ص. 130. ISBN:84-7738-128-3.
  6. ^ Castro, Pedro V. et alii: «La sociedad argárica», en Marisa Ruiz-Gálvez Priego (ed.): La Edad del Bronce ¿Primera Edad de Oro de España? Sociedad, economía e ideología Ed. Crítica, Barcelona (p.قالب:Esd181), 2001, ISBN 84-8432-299-8
  7. ^ González Marcén، Paloma؛ Lull, Vicente؛ Risch, Robert. Arqueología de Europa, 2250-1200 a.قالب:EsdC. Una introducción a la "Edad del Bronce". ص. 155–156.
  8. ^ {{استشهاد بكتاب}}: استشهاد فارغ! (مساعدة)
  9. ^ ا ب Eiroa García، Jorge Juan (2010). Prehistoria del mundo (ط. primera). Sello Editorial SL. ص. 822–823. ISBN:978-84-937381-5-0.
  10. ^ VV. AA. (2004). Amigos del museo arqueológico de Lorca (المحرر). "Lorca, poblado más extenso y primigenio de la cultura del Argar" (PDF). اطلع عليه بتاريخ 21 de junio de 2013. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  11. ^ Castro، Pedro V.؛ وآخرون. La sociedad argárica. ص. 189. {{استشهاد بكتاب}}: Explicit use of et al. in: |الأول= (مساعدة)