توظيف الإنفوجرافيك في الدعاية الرقمية الإسرائيلية الموجهة للعرب

تعتبر الدعاية الرقمية إحدى الأدوات الفعالة في التواصل ونقل الرسائل السياسية والاجتماعية وقد استخدمت إسرائيل الإنفوجرافيك كوسيلة مبتكرة لتوجيه رسائلها إلى الجمهور العربي. يجمع الإنفوجرافيك بين النصوص والصور والرسوم البيانية بطريقة جذابة تسهل فهم المعلومات المعقدة مما يجعله أداة مثالية للدعاية.

خريطة إسرائيل والدول العربية المحيطة به.

تتضمن استراتيجيات الدعاية الرقمية الإسرائيلية استخدام الإنفوجرافيك لنقل المعلومات حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذلك بهدف تحسين الصورة العامة وتعزيز الفهم والتفاعل مع الجمهور العربي. وقد تم تصميم هذه الرسائل بعناية لتلبية اهتمامات وتوجهات هذا الجمهور.

مقدمة

شكل التطور التقني الحاصل في شبكة الانترنيت ببروز مواقع التواصل الاجتماعي مساراً جديداً لعمل الدعاية بصورة عامة والدعاية الإسرائيلية على وجه التحديد إذ استغلت الاخيرة ذلك التطور لتكشف عن نشاطها الدعائي في تحسين صورتها خارجياً فضلاً عن التقرب ومخاطبة الشعوب المستهدفة بشكل مباشرة مستعينة بفنون جديدة لتحقيق التأثير والاقناع من ابرزها صور الإنفوجرافيك في صفحتي إسرائيل تتكلم بالعربية وإسرائيل باللهجة العراقية على فيس بوك خاصة وان الإنفوجرافيك يتميز بقدرته على ضغط معلومات ورسومات وتقديمها للمستخدم بشكل رسوم توضيحية وأشكال بيانية ورموز بأسلوب مختصر وجاذب.

مرتكزات الدعاية الرقمية الإسرائيلية

تستند السياسية الخارجية الاسرائيلية على ثلاث وسائل هي الدبلوماسية والدعاية والقتال العسكري وتربط الدعاية بين العمل الدبلوماسي والجانب العسكري باتجاهين يتمثل بتهيئة الراي العام العالمي لان يتقبل التحرك العسكري الاسرائيلي كضرورة للدفاع عن النفس والآخر تشكيك الجانب العربي بقدراته القتالية عن طريق توجيه حرب نفسية تزرع حالة اليأس في نفوسهم وتنشط الدعاية الإسرائيلية الراهنة المعروفة باسم هاسبارا على واجهات عدة من الدبلوماسية العامة والعلاقات العامة لتحسين صورة إسرائيل في العالم ودحض الروايات المعادية ضدها كما بدأت بالاهتمام بشبكة الانترنيت لتسويق خطابها والوصول الى الجمهور المستهدف في عام 2002 حينما اصدرت الحكومة الاسرائيلية قراراً لوزاراتها بإدخال المواد الاعلامية ضمن مواقعها الالكترونية ذات مضامين تسهم بشرح السياسة الاسرائيلية وبلغات اجنبية عدة بينها العربية على ان يتم ربطها بمواقع وزارة الخارجية الاسرائيلية ورئاسة الحكومة اذ تستخدم وزارة الخارجية الإسرائيلية بشكل صريح مصطلح الدبلوماسية الرقمية في حين تقترح وزارات اخرى مثل الفنلندية مصطلح الدبلوماسية في العصر الرقمي والفرق بين الاثنين ليس مجرد دلالات فيشير الأخير إلى أن السلوك الدبلوماسي ظل متشابها ولكنه يُمارس الآن في بيئات رقمية جديدة على النقيض من ذلك فإن الدبلوماسية الرقمية هي مصطلح يمكن أن يلمح إلى شكل جديد تمامًا من الدبلوماسية وفقاً للمفهوم الإسرائيلي والذي يندرج ضمن استخدامها للدبلوماسية الرقمية كتعويض عن الضرر الذي لحق بدبلوماسيتها التقليدية نتيجة المقاطعة التي لحقت بهذا الكيان سياسياً واقتصادياً وثقافياً فضلاً عن اهداف اخرى تسعى الى تحقيقها ابرزها تحسين صورتها ومحاولة شرعنة وجودها وسياساتها وتقديم تفسيرات مقنعة حول استخدامها القوة العسكرية فضلاً عن تحديد الطريقة التي يتم بها تناول القضايا عن طريق وسائل الإعلام والمثقفين وشبكات التواصل الاجتماعي ووضع المعايير اللازمة للخطاب السياسي الذي يناسبها وفي عام 2003 أسست المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وإسرائيل "مشروع إسرائيل" وهو منظمة للدعاية والعلاقات العامة تهدف إلى تحسين صورة إسرائيل والدفاع عنها ويعد فرانك لومتز من أهم الناشطين في هذه المنظمة وهو المسؤول عن إعداد الخطط الإعلامية والدعائية وتمارس المنظمة نشاطها من مكتبين في واشنطن والقدس وقد دأبت منذ تأسيسها على إصدار دليل أو معجم دعائي يرسم للقيادات الإعلامية الإسرائيلية منهجا يحدد لها أفضل الأساليب والمضامين التي ينبغي عليها توظيفها عند مخاطبة الرأي العام العالمي عامة مع إرشادات خاصة تتعلق بطريقة مخاطبة الجمهور العربي وتضمن المعجم إرشادات وتوجيهات دعائية تتمثل بالاتي:

• استخدام الكلمات القوية والمؤثرة للفوز بقلوب وعقول جديدة لإسرائيل وكسب ثقة والأصدقاء عن طريق إظهار الاهتمام بمفردات مثل السلام والالتزام بالحل الدبلوماسي لمستقبل أفضل لكل طفل وجيل.
• استخدم التعاطف والتفسير في توظيف عبارات عند التحدث مثل: "أفهم" و"أتعاطف مع أولئك الذين" مع شرح وتفسير المبادئ فمثلاً في حالة وجود هجوم اعلامي متبادل بين المتحدثين الرسميين العرب والإسرائيليين بموضوع لماذا يوجد سياج أمني؟ فيكون الجواب لأن إسرائيل مجبرة على الدفاع عن مواطنيها من الإرهاب والجدار جزء من هذا.
• شيطنة الآخرين وذلك بالتأكيد على التصدي لما اسموه ثقافة الكراهية بعدم تربية الأطفال على الرغبة في قتل الآخرين أو أنفسهم كانتحاريين ويجب على القادة الفلسطينيين إخراج الكتب المدرسية من الفصول الدراسية التي تعرض خرائط الشرق الأوسط بدون إسرائيل.
• اثارة القضايا سيما تلك المتعلقة انتهاك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وقمع الحريات الدينية والسياسية للأقليات في الدول العربية وبالمقابل اظهار واثارة قضايا نجاح إسرائيل في تأسيس نظام سياسي مستقر قائم على الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتعددية السياسية.
• تصوير إسرائيل كدولة صغيرة مهددة باستمرار من قبل أنظمة عربية وإسلامية مثل: إيران وسوريا وتنظيمات مثل: حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
• إبراز التفوق العلمي الإسرائيلي والتطور التكنولوجي.

كما عقد أول مؤتمر دولي للدبلوماسية الرقمية بتل ابيب في 30 مارس 2016 حضره 50 دبلوماسيا من 20 دولة إلى جانب علماء من 25 جامعة واستضافة بعضا من أكثر العقول نفوذاً في الشرق الأوسط في مجال الدبلوماسية الرقمية. يهدف المؤتمر إلى التحقيق في تأثير الرقمنة على الدبلوماسية بشكل عام في عصر رقمي جديد للدبلوماسية والتواصل وخلصت ابرز نتائجه الى الاتي:

• ربط الدبلوماسية الرقمية مع أنشطة الدبلوماسية العامة بعد ان مكنت الأدوات الرقمية الاتصال المباشر بين المنظمات الدبلوماسية والسكان الأجانب.
• الوصول إلى المستخدمين بجميع أنحاء العالم عن طريق اشراكهم الحوار ومشاركة الملايين من المستخدمين للمناقشات المهمة التي تجري داخل إسرائيل وخارجها.
• العمل على قياس فعالية الدبلوماسية الرقمية ومدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين.

أدوات الدعاية الرقمية الإسرائيلية الموجهة للعرب على فيسبوك

يعرف فيسبوك بانه حركة اجتماعية وليس مجرد وسيلة للتواصل ودليل سكان العالم وهو منصة قوية للتنظيم الاجتماعي والثقافي والسياسي والتجاري كما انه طريقة فعالة للنشر الفوري للمعلومات لعدد كبير من الافراد الذين يتشاركون الاهتمام نفسه عبر صفحات او حسابات ينشئها ويمكن ايجاز ابرز الصفحات الإسرائيلية الموجهة للعرب على فيسبوك بالاتي:

• إسرائيل تتكلم بالعربية: تشكل ابرز الصفحات الاسرائيلية الناطقة باللغة العربية والفاعلة على فيسبوك تعرف نفسها الصفحة الرسمية بالعربية لدولة إسرائيل تابعة لوزارة الخارجية الاسرائيلية انشأت في 10 يناير 2011 وبلغ عدد المشتركين والمتابعين حتى عام 2022 حوالي 3.2 مليون متابع عربي وفي مقال نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الاسرائيلية باللغة العربية تعترف بقيام الصفحة بالدعاية لإسرائيل بطريقة خاصة وذلك عن طريق عرض محتوى رقمي عبارة عن مقالات وتقارير وفيديوهات ومنشورات يتضمن إنجازات إسرائيل العلمية مع عرض الإنتاج الثقافي والأدبي الإسرائيلي في مجال التأليف والموسيقى وإنتاجهم السينمائي بعد ان وفرت مواقع التواصل الاجتماعي منصة ذهبية بالنسبة لإسرائيل فاستغلتها للدعاية بتغيير الصورة النمطية لاسرائيل عند العرب بكونها دولة احتلال إلى الدولة التي تود مصادقة دول الجوار.
• إسرائيل باللهجة العراقية: انتقلت الدعاية الرقمية الاسرائيلية الى مرحلة التخصص حيث اطلقت الصفحة بتاريخ 5 يونيو 2018 وكتبت في مقدمتها تطلق وزارة الخارجية الإسرائيلية صفحة إسرائيل باللهجة العراقية لخلق التواصل والحوار ولإظهار ما اسمته الوجه الحقيقي لإسرائيل. هناك تاريخ حافل يجمع اليهود ببلاد الرافدين حيث عاشوا فيه أكثر من 2500 عام ولا يزال المنحدرون من بلاد الرافدين ونسلهم في إسرائيل يحملون ذكرياتهم في العراق. هذه الصفحة الحوارية تهدف الإجابة على اسئلتكم بمنتهى المصداقية والشفافية واعتمدت الصفحة خلفية صورة تضم مزيج من مشاهد عمرانية لإسرائيل الى جانب فرقة موسيقية واكلات عراقية تراثية وجرى اختيار اللهجة العراقية يعد اسلوب دعائي ناجح بتوجيه رسائل بلهجة ابناء البلد كي يكون القائم بالاتصال قريباً وواضحاً وبسيطاً يفهمه عامة الشعب بمضمونات محددة تتناسب مع طبيعة الدولة وعاداتها وتقاليدها وحاجاتها ورغباتها.

تحليل محتوى الإنفوجرافيك في الدعاية الرقمية الإسرائيلية الموجهة للعرب

جدول يبين المضمونات الدعائية الواردة في الإنفوجرافيك في الصفحة

م	الفئة الرئيسة	التكرار	النسبة	المرتبة
1	تسويق (اسرائيل) كأنموذج لدولة متقدمة	44	30.34%	الأولى
2	الاشارة الى ارتفاع عدد سكان اليهود في العالم	35	24.13%	الثانية
3	التأكيد على اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية	29	20%	الثالثة
4	التركيز على التعايش السلمي مع الديانات الأخرى	25	17.24%	الرابعة
5	تشويه المقاومة الفلسطينية	12	8.29%	الخامسة
	المجموع	145	100.00%

يتضح من الجدول السابق ما يلي:

أولاً: الفئة الرئيسة: تصدير إسرائيل كأنموذج لدولة متقدمة حلت في المرتبة الأولى بمجموع 44 تكراراً وبنسبة مئوية قدرها 30.34% وكما هو موضح في فئاتها الفرعية في جدول التالي.

جدول يبين الفئات الفرعية المرتبطة بالفئة الرئيسة تسويق إسرائيل كأنموذج لدولة متقدمة

م	الفئة الفرعية	التكرار	النسبة	المرتبة
1	التركيز على التقدم الاقتصادي الاسرائيلي	27	61.36%	الأولى
2	اظهار التقدم التكنلوجي الإسرائيلي	17	38.64%	الثانية
	المجموع	44	100.00%

تبين من الجدول السابق أن الفئة الفرعية "التركيز على التقدم الاقتصادي الإسرائيلي" حلت بالمرتبة الأولى بـ 27 تكراراً وبنسبة مئوية بلغت 61.36% اذ تحاول الدعاية الرقمية الإسرائيلية الى بيان قوة وتنوع اقتصادها في الاعتماد على الثروة الزراعية والحيوانية والسياحة قياساً بمساحتها الجغرافية وقلة مواردها من النفط وغيره مثل ما جاء في إنفوجرافيك تضمن إسرائيل من دولة عديمة الموارد الى دولة رائدة. نقاط الضعف التي حولتها إسرائيل الى مكسب وهي تشارك العالم بإنجازاتها.

في حين حصلت الفئة الفرعية "اظهار التقدم التكنولوجي الإسرائيلي" على المرتبة الثانية بـ 17 تكراراً وبنسبة مئوية بلغت 38.64% مثل ما جاء في إنفوجرافيك للصفحة تضمن اخترقت صادرات اسرائيل هذا العام سقف 160 مليار دولار أمريكي بزيادة نسبتها 10% مقارنة بالعام الماضي. تخطت مدخولات الخدمات البرمجيات والأبحاث والتطوير ما حققته السلع المصدر معظمها للولايات المتحدة وبريطانيا والصين.

ثانياً: الفئة الرئيسة الاشارة الى ارتفاع عدد سكان اليهود في العالم: حازت على المرتبة الثانية بـ 35 تكراراً وبنسبة مئوية مقدارها 24.13% ويتضح ذلك عن طريق فئاتها الفرعية في الجدول التالي.

جدول يبين الفئات الفرعية المرتبطة بالفئة الرئيسة الاشارة الى عدد سكان اليهود في العالم

م	الفئة الرئيسة	التكرار	النسبة	المرتبة
1	التركيز على التعداد السكاني لليهود في إسرائيل والعالم	19	54.28%	الأولى
2	الاشارة الى المحرقة الهولوكوست وتناقص اعداد اليهود	16	45.72%	الثانية
	المجموع	35	100.00%

يبين الجدول التالي أن الفئة الفرعية "التركيز على التعداد السكاني لليهود في إسرائيل والعالم" جاءت بالمرتبة الأولى بـ 19 تكراراً وبنسبة مئوية مقدارها 54.28% اذ تسعى الدعاية الإسرائيلية الى بيان اتساع نفوس اليهود وعدهم قوة بشرية منتشرين في كل بقاع العالم والتركيز على ارقام المؤسسات المعنية لإعطاء المزيد من الاقناع فمثلاً ما جاء في الإنفوجرافيك للصفحة تضمن: "في عام 2024 يتوقع ان يبلغ تعداد سكان إسرائيل 10 ملايين نسمة ذلك وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزية" وآخر تضمن: "تخيلوا في كل العالم لا يتجاوز عدد اليهود 15.3 مليون في عام 2022! وفقا لاستطلاع للوكالة اليهودية طرأ ارتفاع بنسبة 2% خلال عام على تعداد اليهود اجمالا فيما يعيش أكثر من 7 ملايين في إسرائيل اي اقل من سكان بغداد وحدها".

في حين حصلت الفئة الفرعية "الاشارة الى المحرقة الهولوكوست وتناقص اعداد اليهود" على المرتبة الثانية بـ 16 تكراراً وبنسبة مئوية بلغت 45.72% وتهدف هذه الفئة الى التذكير دائما بالإبادة النازية لليهود لابتزاز الغرب فضلاً عن الإشارة الى تراجع نفوسهم واعدادهم جراء الهولوكوست كما ورد في إنفوجرافيك الصفحة إسرائيل باللهجة العراقية تضمن: "نتذكر ولن ننسى تحيي إسرائيل الليلة ذكرى الضحايا اليهود 6 ملايين الذين أبيدوا خلال الكارثة التي حلت بالشعب اليهودي على أيدي الوحش النازي إبان الحرب العالمية الثانية في أوروبا".

ثالثاً: الفئة الرئيسة التأكيد على اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية حازت على المرتبة الثالثة بـ 29 تكراراً وبنسبة مئوية مقدارها 20% ويتضح ذلك عن طريق الفئتين الفرعية في الجدول التالي.

جدول يبين الفئات الفرعية المرتبطة بالفئة الرئيسة التأكيد على اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية

م	الفئة الرئيسة	التكرار	النسبة	المرتبة
1	التركيز على الشراكة الاقتصادية مع دول التطبيع	17	58.62%	الأولى
2	الإشارة الى ارتفاع حجم التبادل التجاري مع دول التطبيع	12	41.38%	الثانية
	المجموع	29	100.00%

يبين الجدول السابق ان الفئة الفرعية "التركيز على الشراكة الاقتصادية مع دول التطبيع" حصلت على المرتبة الأولى بـ 17 تكراراً وبنسبة مئوية مقدارها 58.62% اذ نشرت الصفحة إنفوجرافيك تضمن: "السلام الابراهيمي حصان رابح في المنطقة وتجني كل الدول المشاركة ثماره وفقط بالأمس هل علينا اتفاق اضافي لتزويد اوروبا بالغاز الاسرائيلي بعد اسالته في مصر. شراكة رابحة".

كما حازت الفئة الفرعية الإشارة الى "ارتفاع حجم التبادل التجاري مع دول التطبيع" على المرتبة الثانية بـ 12 تكراراً وبنسبة بلغت 41.38% كما جاء في إنفوجرافيك للصفحة تضمن: "ارتفاع حجم التبادل التجاري بين إسرائيل ودول السلام تقريبا بثلاثة اضعاف من عام 2020 مقارنة بالعام 2021 وبلغت حصيلة التبادل التجاري مع خمس دول عربية في 2021 قرابة ملياري دولار أمريكي مقارنة ب 633 مليون دولار أمريكي وتشمل الزيادة كل الدول العربية الخمس مصر الامارات المغرب الاردن والبحرين".

رابعاً: الفئة الرئيسة التركيز على التعايش السلمي مع الديانات الأخرى حلت في المرتبة الرابعة بمجموع 25 تكرراً وبنسبة مئوية قدرها 17.24% ويتضح ذلك عن طريق فئاتها الفرعية في الجدول التالي.

جدول يبين الفئات الفرعية للفئة الرئيسة التركيز على التعايش السلمي مع الديانات الأخرى

م	الفئة الرئيسة	التكرار	النسبة	المرتبة
1	الاشارة الى وجود المسلمين في إسرائيل	17	68%	الأولى
2	التركيز على حقوق الاقليات (المسيحيين)	8	32%	الثانية
	المجموع	25	100.00%

يتضح من الجدول السابق ان الفئة الفرعية الاشارة الى "وجود المسلمين في إسرائيل" حلت بالمرتبة الأولى بـ 17 تكراراً وبنسبة مئوية بلغت 68% فقد نشرت الصفحة إنفوجرافيك تضمن: "يشكل المسلمون في إسرائيل 18% من كثافة السكان في إسرائيل وحقوقهم مكفولة مثل بقية المكونات في البلاد".

في حين حازت الفئة الفرعية "التركيز على حقوق الاقليات (المسيحيين)" على المرتبة الثانية بـ 8 تكرارات وبنسبة مئوية بلغت 32% اذ نشرت الصفحة إنفوجرافيك تضمن: "نعرض عليكم بعضا من الحقائق عن المسيحيين في إسرائيل والتي نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية عشية حلول عيد رأس السنة الميلادية الجديدة تضمنت تمتعهم بالحقوق التامة".

خامساً: الفئة الرئيسة تشويه المقاومة الفلسطينية حازت على المرتبة الخامسة بـ 12 تكراراً وبنسبة 8.29% وتبين ذلك عن طريق فئاتها الفرعية في الجدول التالي.

م	الفئة الرئيسة	التكرار	النسبة	المرتبة
1	الاشارة الى تلقي حركة الجهاد الإسلامي دعماً خارجياً	7	58.33%	الأولى
2	اظهار استهداف المدنيين الابرياء والاطفال	5	41.67%	الثانية
	المجموع	25	100.00%

يتضح من الجدول السابق أن الفئة الفرعية الاشارة الى "تلقي حركة الجهاد الإسلامي دعماً خارجياً" حلت بالمرتبة الأولى بـ 7 تكرارات وبنسبة مئوية بلغت 58.33% ففي إنفوجرافيك نشرته الصفحة تضمن: "حققت حملة الفجر الصادق ضد الجهاد الاسلامي الموالي لإيران أهدافه واعتقال عشرات الارهابيين المنتسبين للجهاد الاسلامي في يهودا والسامرة وتعزيز الردع الإسرائيلي".

كما جاءت الفئة الفرعية "اظهار استهداف المدنيين الابرياء والأطفال" في المرتبة الثانية بـ 5 تكرارات وبنسبة مئوية مقدارها 41.67% لإظهار ان عمليات المقاومة الفلسطينية تتسبب بمقتل الأبرياء وتشويهها بطابع انساني كما جاء في إنفوجرافيك للصفحة تضمن: "الفرق بين إسرائيل تصون الأطفال والمدنيين الأبرياء لكن في غزة يستخدم الجهاد الإسلامي لأطفال دروعا بشرية وياللعار!".

الأساليب الدعائية الاسرائيلية المستخدمة في الإنفوجرافيك

اتضح في ضوء تحليل المحتوى توظيف الدعاية الرقمية الإسرائيلية أساليب دعائية في تقديم المحتوى الدعائي عبر الإنفوجرافيك وكما هو موضح في الجدول التالي.

م	الفئة الرئيسة	التكرار	النسبة	المرتبة
1	أسلوب تنميط الصورة	28	30.10%	الأولى
2	أسلوب الاستضعاف والاستعطاف	23	24.73%	الثانية
3	أسلوب التضليل	18	19.35%	الثالثة
4	أسلوب توظيف عامل الدين	15	16.15%	الرابعة
5	أسلوب التشويه	9	9.67%	الخامسة
	المجموع	93	100.00%

تبين من الجدول السابق ان أسلوب تنميط الصورة حاز على المرتبة الأولى بـ 28 تكراراً وبنسبة مئوية مقدارها 30.10% إذ يعد هذا الأسلوب امتداداً للدعاية الصهيونية والإسرائيلية المستمر بتصديرها إسرائيل كأنموذج لدولة متقدمة عبر تمكنها من بناء بلد ديمقراطي قائم على فصل السلطات وتحقيق تقدم علمي ونمو اقتصادي والتعريف بالحياة داخل إسرائيل سياحياً وعمرانياً وعلميا في حين حاز أسلوب الاستضعاف والاستعطاف على المرتبة الثانية بـ 23 تكراراً وبنسبة مئوية بلغت 24.73% عن طريق تركيز محتوى الإنفوجرافيك عبر هذا الأسلوب بتقديم الجوانب الإنسانية وما عاناه اليهود من تداعيات محرقة الهولوكوست في تضائل اعدادهم بهدف التأثير في عواطف المستخدمين.

كما جاء أسلوب التضليل في المرتبة الثالثة بـ 18 تكراراً وبنسبة مئوية قدرها 19.35% اذ يشكل الطريقة والمنهاج المعتمدة من قبل الدعاية الإسرائيلية لتضليل الطرف المستهدف عبر اجتزاء الحقيقة في المحتوى المنشور والتعتيم والتلاعب بالمعلومات وتجاهل الرأي الآخر في الترويج لاتفاقيات التطبيع تحت عناوين الشراكة الاقتصادية والسلام وخدمة الشعوب في حين حل أسلوب توظيف عامل الدين في المرتبة الرابعة بـ 15 تكراراً وبنسبة مئوية بلغت 16.15% اذ يعد قوة روحية واجتماعية تدعم طروحات القائم بالاتصال ووظفته الدعاية الإسرائيلية في التأكيد على القاسم المشترك بين اليهودية والإسلام وبقية الديانات بهدف التأثير في المستخدمين عبر فتح حوار متواصل معهم.

وحاز أسلوب التشويه على المرتبة الخامسة بـ 9 تكرارات وبنسبة مئوية بلغت 9.67% وهو ما عملت عليه الدعاية الإسرائيلية بشيطنة الآخر بالتركيز على خصومها واتهامهم بالفشل بهدف خلق انطباع سيء في نفوس المستخدمين عن المقاومة الفلسطينية.

النتائج

استمرار الدعاية الرقمية الإسرائيلية نهجها في الاعتماد على تسويق إسرائيل كأنموذج الدولة متقدمة تكنلوجياً وعلمياً اذ حازت على المرتبة الأولى في محتوى الإنفوجرافيك الدعائي بنسبة مئوية بلغت 30.34%.

اهتمام الدعاية الرقمية الإسرائيلية بالتعداد السكاني لليهود وانتشارهم في العالم فقد حازت ضمن المضمونات الدعائية للإنفوجرافيك على المرتبة الثانية بنسبة مئوية مقدارها 24.13% اذ تعد إسرائيل هذا الموضوع قوة بشرية لضمان بقاءها واتساع علاقاتها على النطاق الدولي.

تركيز الدعاية الرقمية الإسرائيلية على الجوانب الاقتصادية المتحققة من اتفاقيات التطبيع مع دول الإمارات والبحرين والمغرب ومصر وهي دعاية غير مباشرة بذريعة تحسين أوضاع الشعوب المعاشية وحل ازماتهم الاقتصادية اذ حازت على المرتبة الثالثة بنسبة مئوية مقدارها 20% في المحتوى الدعائي الوارد بالإنفوجرافيك اذ تهدف عن طريقه الى توسيع تلك الاتفاقيات وتشمل دول عدة أبرزها العراق.

افضت النتائج الى استغلال الدعاية الاسرائيلية المناسبات الدينية لإبراز المشتركات بين اليهود والإسلام وبقية الديانات بهدف التقرب أكثر من المستخدمين واذابة الحواجز النفسية تحت شعارات السلام والتعايش وبرز ذلك عن طريق محتوى الإنفوجرافيك الذي حل في المرتبة الرابعة بنسبة مئوية قدرها 17.24%.

استمرار الدعاية الإسرائيلية اعتمادها على تشويه خصومها الذي حصل على المرتبة الخامسة بنسبة مئوية بلغت 8.29% اذ غالباً ما ينشط التوجه الدعائي الإسرائيلي في محتوى الإنفوجرافيك بحصر دائرة الخطر وتحشيد العداء والكره تجاه إيران وحلفائها واتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

استخدام الدعاية الرقمية الإسرائيلية اساليب دعائية في تقديم المحتوى الدعائي عبر الإنفوجرافيك شملت تنميط الصورة والاستضعاف والاستعطاف والتضليل وعامل الدين والتشويه.

الاستنتاجات

استفادت الدعاية الرقمية الإسرائيلية من التقنيات المتاحة عن طريق تصميمها صوراً مختلفة والإنفوجرافيك بما يلائم مع توجهاتها.

تركز الدعاية الاسرائيلية على نشر الإنفوجرافيك في صفحتها الرئيسة إسرائيل تتكلم بالعربية على فيسبوك أكثر من صفحاتها الفرعية المتخصصة مثل إسرائيل باللهجة العراقية وذلك لكثرة عدد متابعين الصفحة الرئيسة الذي تخطى حاجز 3 ملايين متابع.

افرز التطور الحاصل في شبكة الانترنيت بصورة عامة ومواقع التواصل الاجتماعي تحديداً الى بروز النوع الثاني من الدعاية الافقية من حيث المصدر كونه منح القائم بالاتصال ميزات عدة تمثلت بالتفاعلية ومخاطبة الجمهور المستهدف بشكل مباشر فضلاً عن الوسائط المتعددة الناتجة عن اندماج النص والصورة والفيديو لتحقيق التأثير أكثر عبر المحتوى الدعائي.