تفسير الكواشي (كتاب)
كتاب تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر المعروف بتفسير الكواشي من كتب التفسير التي ألفت في القرن السادس الهجري، والمؤلف ذو شأن عال في التفسير والقراءات والعربية.
تفسير الكواشي | |
---|---|
تفسير الكواشي تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر | |
معلومات الكتاب | |
المؤلف | أبو العباس أحمد بن يوسف الموصلي الشافعي |
اللغة | العربية |
الناشر | الجامعة الإسلامية |
الموضوع | التفسير |
التقديم | |
عدد الصفحات | 1000 وأكثر |
الفريق | |
المحقق | مجموعة باحثين |
تعديل مصدري - تعديل |
وقد نص على تسمية تفسيره في مقدمة الكتاب، حيث قال: «ووسمته بـ«تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر»».
كما لا شك في نسبته إلى مؤلفه؛ حيث ذكر اسم الكتاب منسوبا إلى المصنف جل من ترجم له أو نقل عنه، كاليونيني في ذيل مرآة الزمان (4/104)، والزركشي في البرهان (1/272).[1]
ولا شك أن لهذا الكتاب قيمة علمية كبيرة، حيث جمع مؤلفه فيه كثيراً من العلوم المتعلقة بالتفسير والمعينة على فهم القرآن الكريم - كعلم الحديث واللغة والقراءات والوقف ونحو ذلك. قال عنه اليونيني: «الشيخ العالم صاحب التفسير الكبير والصغير قد أجاد فيهما، وأحسن ما شاء».[2]
نبذة عن مؤلف الكتاب
عدلأحمد بن يوسف بن حسن بن رافع بن حسين بن سودان الشيباني الموصلي، موفق الدين، أبو العباس، المعروف بالكواشي. ولد سنة تسعين وخمسمائة للهجرة، وقيل غير ذلك. نشأ المصنف في كنف العلم والعلماء، فقرأ القرآن على والده، حيث توفي والده وهو في مقتبل عمره، ثم رباه خاله وأشغله بطلب العلم، اشتغل وبرع في القراءات والتفسير والعربية.
- من شيوخه: والده يوسف الكواشي، وأبو الحسن العطاء، وأبو الحسن السخاوي، وغيرهم.
- من تلاميذه: محمود بن أبي العلاء، وأبو بكر المقصاتي، وصالح الأسدي، وضياء الدين الزرزاري، وغيرهم.
- مؤلفاته: تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر، وتلخيصه، وكشف الحقائق في التفسير، وكتاب الوقوف، وروضة الناظر، والتبصرة في النحو، وغير ذلك.
اسم الكتاب وصحة نسبته إلى مؤلفه
عدلكتاب تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر من الكتب التي نص المؤلف على تسميته في مقدمة الكتاب، حيث قال: «ووسمته بـ«تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر»». كما لا شك في نسبته إلى مؤلفه؛ حيث ذكر اسم الكتاب منسوبا إلى المصنف جل من ترجم له أو نقل عنه، كاليونيني في ذيل مرآة الزمان (4/104)، والزركشي في البرهان (1/272).[1]
بين المنصف الكواشي الدافع الذي دفعه لتصنيف هذا التفسير، حيث قال في ديباجة كتابه: «فالعلماء يشرفون بشرف علومهم، والعلوم تشرف بشرف معلوماتها، ولا علم أشرف من المتعالي علاؤه وشأنه، والمتوالي عطاؤه وامتنانه، فإذن أشرف العلوم ما كان منسوبا إليه، أو دالا عليهن والكتاب العزيز في ذلك بالمنزلة التي لا تخفى... ثم قال: ولما رأيت حقائق معانيه، وبحور غوامضه لا تسلك ودقائق مبانيه، وتحور فوارضه لا تدرك إلا بالنظر الصحيح والخبر الصريح، بعد التوفيق الإلهي، والتوقيف النبوي، أحببت أن آخذ شيئا من كلام من تقدمني من أهل التفسير فأجمعه، وأذكر مع ذلك إن شاء الله تعالى الكتاب العزيز كله....».[6]
منهج المؤلف في الكتاب
عدلشرع المؤلف في تفسير كتاب الله تعالى مبتدئا بالفاتحة ثم البقرة، وهكذا حسب ترتيب المصحف الشريف، فيذكر اسم السورة ثم يبين إن كانت السورة مكية كلها أو بعضها مدني، كما يذكر عدد آيات السورة، مشيرا إلى الخلاف في ذلك إن وجد، ثم بعد ذلك يشرع في تفسيرها، فيذكر أولا ما يظهر له من اللفظ القرآني أو الآية، ثم يؤيده بآية أو حديث أو بأقوال السلف من المفسرين وغيرهم، ويلاحظ عليه أنه يورد الأقوال مجردة عن الإسناد بدون ذكر قائليها في الغالب.
وقد ضمن تفسيره أنواعا شتى من علوم القرآن، كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراءات وتوجيهها، وأنواع الوقوف، ومدلولات الخطاب من عموم وخصوص، بالإضافة إلى علم الغريب، وذكر النواحي البلاغية، والتوجيهات الإعرابية، كما لم يغفل في تفسيره ذكر القصص والمغازي والسير.[7]
مصادر المؤلف في كتابه
عدلأخذ المؤلف من المصادر الكثيرة والمراجع المختلفة، والفنون المتنوعة، في تأليف هذا الكتاب، ومن أهم تلك المصادر:
في التفسير ومعاني القرآن: تفسير الثعلبي، وتفسير البغوي، ومجاز القرآن لأبي عبيدة، ومعاني القرآن للفراء، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج، ومعاني القرآن للأخفش، وتفسير الطبري والكشاف للزمخشري، والنكت والعيون للماوردي، وزاد المسير لابن الجوزي، وغير ذلك من مصادر التفسير.
وفي القراءات: التيسير في القراءات السبع للداني، والكشف، والتبصرة، والرعاية لمكي، وغير ذلك من المصادر.
وفي الحديث: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسنن الأربعة، ومسند الإمام أحمد، وغيرها من مصادر الحديث.
وفي اللغة: اعتنى بنقل العديد من الأقوال اللغوية من مصادر متنوعة كمصادر معاني القرآن السابقة، ومن أهم الأقوال اللغوية التي استدل بها: قول ابن دريد ويعزوا له كثيراً، وعزا بعض الأقوال إلى كلٍ من سيبويه، والخليل بن أحمد، وأبي عمرو بن العلاء، وابن جني والجوهري، وابن فارس، والواسطي، وغيرهم.
وفي الجملة كان المؤلف عالماً حافظاً مطلعاً جامعاً لكثير من العلوم المتنوعة، لذلك كان يعزوا بعض المعلومات إلى مصادرها، ويسكت عن بعضها اعتماداً على علمه.[8]
نماذج من تفسيره
عدلاعتمد المؤلف كثيرا على تفسير القرآن بالقرآن، ولا غرو، فهو المصدر الأول لمعرفة معنى كلام الله تعالى، وهو من أشرف أنواع التفسير وأرفعها؛ إذ لا أحد أعلم بمراد كلام الله من الله جل وعز.
فقد يستشهد الكواشي بالآية لأغراض عديدة، إما لبيان معنى لغوي يذكره، أو لبيان أصول الكلمات، أو لتأييد تعليل يذكره، أو لترجيح قول على غيره، أو لتقوية بعض الأوجه الإعرابية، أو الإشارة إلى معنى بلاغي.
مثاله: قال عند قوله: {هُوَ الذِّي أَنْزَلَ عَلَيكَ الكِتَابُ مِنهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [سورة آل عمران:7]، قال: «وفرق ها هنا بين المحكم والمتشابه، وجعله في موضع آخر محكمًا كله، فقال: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُه} [سورة هود:1]، وجعله في موضع آخر متشابها كله، فقال: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهُا مَثَانِيَ} [سورة الزمر:23] فحيث جعل الكل محكما؛ أراد أنه حق ليس فيه عيب، وحيث جعل كله متشابها أراد أن بعضه يشبه بعضا في الحق والصدق وفي الحسن، وهاهنا جعل بعضه محكما وبعضه متشابها».[9]
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بكلام الله جل جلاله، وحديثه هو المصدر الثاني لتفسير كلام الله، فقد ضمن الكواشي تفسيره كثيرا من الأحاديث التي استشهد بها، مثاله: عند قوله تعالى: {هُوَ الذِّي يُصَوِّرُكُم في الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [سورة آل عمران:6]، ساق الحديث التالي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك، أو قال: يبعث إليه الملك بأربع كلمات: رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد...) الحديث.[10]
ثناء العلماء عليه
عدل- نقل عنه الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن في عدد من المباحث، واعتمد عليه الإمام ابن الجزري في تعريف القراءة الصحيحة والشاذة.
- قال اليونيني: «الشيخ العالم صاحب التفسير الكبير والصغير قد أجاد فيهما، وأحسن ما شاء».[11]
- قال جلال الدين السيوطي: «وعليه اعتمد الشيخ جلال الدين المحلي في تفسيره، واعتمدت عليه أنا في تكملته...».[12]
- قال الداوودي: «جود فيه الإعراب، وحرر أنواع الوقوف، وأرسل منه نسخة إلى مكة والمدينة وبيت المقدس».[13]
المراجع
عدل- ^ ا ب حمزة موسى عبدالله (1428هـ). مقدمة تحقيق تفسير الكواشي. الجامعة الإسلامية. ص. 22.
- ^ قطب الدين اليونيني (1413هـ - 1992م). ذيل مرآة الزمان (ط. الثانية). القاهرة: دار الكتاب الإسلامي. ج. 4. ص. 104.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ شمس الدين الذهبي (1417هـ - 1997م). معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (ط. الأولى). دار الكتب العلمية. ج. 1. ص. 368.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ صلاح الدين الصفدي (1420هـ - 2000م). والوافي بالوفيات. بيروت: دار إحياء التراث. ج. 8. ص. 190.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ تاج الدين السبكي (1413هـ). وطبقات الشافعية الكبرى (ط. الثانية). هجر للطباعة والنشر والتوزيع. ج. 8. ص. 42.
- ^ حمزة موسى عبدالله (1428هـ). مقدمة تحقيق تفسير الكواشي. الجامعة الإسلامية. ص. 23- 24.
- ^ حمزة موسى عبدالله (1428هـ). مقدمة تحقيق تفسير الكواشي. الجامعة الإسلامية. ص. 26- 27.
- ^ عبده ديق حسن (1428هـ). مقدمة تحقيق تفسير الكواشي. الجامعة الإسلامية. ص. 46.
- ^ الكواشي (1428هـ). تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر. تحقيق: حمزة موسى. الجامعة الإسلامية. ص. 66.
- ^ محمد بن إسماعيل البخاري (1407هـ – 1987م). صحيح البخاري (ط. الثالثة). اليمامة – بيروت: دار ابن كثير. ج. 6. ص. 2713.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ قطب الدين اليونيني (1413هـ - 1992م). ذيل مرآة الزمان (ط. الثانية). القاهرة: دار الكتاب الإسلامي. ج. 4. ص. 104.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ جلال الدين السيوطي. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة. لبنان - صيدا: المكتبة العصرية. ج. 1. ص. 401.
- ^ شمس الدين الداوودي. طبقات المفسرين للداوودي. بيروت: دار الكتب العلمية. ج. 1. ص. 101.