ترحيل قبيلة الدواسر من البحرين إلى نجد (1923)
تعتبر قبيلة الدواسر واحدة من أكبر وأبرز القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية حيث لعبت دورا مهما في التاريخ السياسي والاجتماعي للمنطقة. خلال العقد الثاني من القرن العشرين شهدت الأراضي النجدية تحولات كبيرة نتيجة للصراعات السياسية والتحالفات القبلية والتي أدت إلى ترحيل أجزاء من قبيلة الدواسر من مناطقها التقليدية في البديع شمال غرب البحرين إلى الدمام.[1]
المقدمة
عدليمثل التنقل والترحال من منطقة الى اخرى سمة ميزت القبائل البدوية عبر التاريخ واحيانا يكون هذا التنقل يتم بشكل قسري وذلك نتيجة لقيام القبيلة بعمل من شأنه ان يتسبب بغضب الفئات التي تحكم تلك القبيلة سواء كانت سلطة داخلية محلية تعود للبلد الذي تسكن فيه القبيلة او تعود لدولة استعمارية تتحكم بالدولة التي تسكنها القبيلة وبالتالي تجد تلك القبيلة نفسها خارج الحدود الجغرافية لموطنها الام ليس بسبب جناية ارتكبتها بل بسبب وقوفها بوجه قرارات ارادت الجهات المتنفذة تطبيقها دون مراعاة لمشاعر السكان.[2]
الدواسر في الأراضي النجدية
عدلبعد ان غادرت قبيلة الدواسر البحرين اتجهت الى الاراضي النجدية فتقدم شيخ الدواسر أحمد بن عبد الله الدوسري بطلب الى الإمام عبد العزيز آل سعود من اجل السماح لأفراد القبيلة من اتخاذ الدمام سكناً لهم فوافق الإمام عبد العزيز آل سعود على طلبه هذا علماً بأن الشيخ أحمد بن عبد الله الدوسري كان قد سبق وأن التقى بالإمام عبد العزيز آل سعود حينما تمت معاقبة الدواسر وفرض الغرامة المالية على الشيخ أحمد بن عبد الله الدوسري وهي 15,000 روبية اذ ان الإمام عبد العزيز آل سعود اعطاهم الأراضي في ساحل القطيف والجبيل وامدهم بالمال والسلاح حينها الا ان طلبهم هذه المرة هو السكن في مدينة الدمام فتمت موافقته على طلبهم.[3]
جدير بالذكر ان قبيلة الدواسر لم ترحل بأكملها من البحرين الى الدمام وانما رحل حوالي ثلثي الدواسر بينما بقي ثلث منهم في البحرين اذ توجهت حوالي 6 آلاف عائلة من اصل 8 آلاف عائلة فالجزء الذي غادر كان برئاسة الشيخ احمد بن عبد الله الدوسري اما من بقي منهم وعددهم 1000 رجل فقد بقوا مع الشيخ عيسى بن احمد الدوسري.[4]
ناقش تريفور المقيم السياسي البريطاني في بوشهر مسألة تهجير قبيلة الدواسر من البحرين، كما توصل المعتمد في البحرين ديلي مع الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة والشيخ عبد الله بن عيسى بن علي آل خليفة الى قرار بمصادرة املاك قبيلة الدواسر جميعهم سواء من هاجر منهم او من بقي في البحرين.[5]
ونظراً لأهمية الموضوع فقد بعث تريفور برسالة سرية الى سكرتارية حكومة الهند البريطانية في دلهي تحمل الرقم 631 والمؤرخة في 11 نوفمبر 1923 ومما جاء في بعض فقراتها عن موضوع هجرة قبيلة الدواسر نورد ما يلي:
ويؤكد تريفور في فقرة اخرى من تقريره هذا بأنه في حال ذهاب القبيلة بأكملها فلابد ان يتحملوا عواقب ذلك ومن ابرز تلك العواقب التي تم اقرارها ما يلي:
- مصادرة ممتلكاتهم ومراكبهم.
- اعفاء الغواصين من عقودهم مع نواخذة الدواسر.
- منعهم من صيد اللؤلؤ في مصائد (هيرات) البحرين.
- وعند تنفيذ هذا النوع من العقوبات سيحظى الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة بدعمنا.
بدوره بعث تريفور برسالة الى الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة يُبلغه فيها بان مغادرة قسم من قبيلة الدواسر للبحرين وبقاء القسم الاخر امرا غير مستحسن نهائيا اذ جاء في نص رسالته ما يلي:
بدوره قال الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة أنه:
في غضون ذلك صرح تريفور قائلاً:
من خلال التعمق في تصريح تريفور نرى بأنه يحمل في طياته عاملي الترغيب والترهيب لقبيلة الدواسر في الوقت نفسه فالترغيب فيه عندما دعاهم للاحتكام الى العقل اما الترهيب فنجده في السطور التي يذكر فيها تريفور ارسال السفينة والتهديد بقصف البديع في حالة عدم عودة من هاجر من القبيلة.
بعد ان تأكد الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة بعدم عودة الدواسر المغادرين لذا بعث برسالة الى مدير الجمارك باور في 30 ديسمبر 1923 يطلب منه بيع املاك الدواسر في البديع وتسليمها له وجاء في نص رسالة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة ما يلي:
بالمقابل فان الدواسر في الدمام لم يرغبوا بالعودة وذلك لانهم وجدوا ترحيباً من الإمام عبد العزيز آل سعود الذي زودهم بالأموال والاسلحة على اعتبارهم قوة جديدة يمكنه الاستفادة منهم من جانب آخر ادرك حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والمقيم البريطاني بان وجودهم في الدمام سيؤدي الى اثارة العديد من المشاكل. اما بريطانيا فأنها وجدت في الدعم السعودي للدواسر امراً غير مستحسن لذلك بعث تريفور برسالة الى حكومة الهند البريطانية في دلهي في 15 ديسمبر 1923 وضح فيها موقف الإمام عبد العزيز آل سعود من قضية الدواسر جاء فيها: "أن الإمام عبد العزيز آل سعود يثير المشاكل في الأمر وان القبيلة قد غادرت بعد تحذير واضح من نوكس الذي اخبرهم بأن ممتلكاتهم ستكون عرضة للمصادرة ويبدو أن الإمام عبد العزيز آل سعود لديه نية للتدخل". من جانب آخر فان للشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حرسًا مكونا من 40 جنديًا في البديع وهو عددا كافياً لمنع أي غارة على المدينة من قبل الدواسر.[6]
أقول أذكر هنا أن الوكيل السياسي قد سمع بشكل غير مباشر من رجال قبائل شيعية في تاروت وسنابس اذ يقولون بان هناك شيعة يقطنون بالقرب من دارين وأنهم يرغبون في الهروب من استبداد حكم الإمام عبد العزيز آل سعود والمجيء إلى البحرين ويقال إنهم حوالي من 2000 الى 3000 شخص مع حوالي 100 قارب. كانوا جميعًا في الأصل من رعايا البحرين الذين غادروا خلال الثلاثين عاما الماضية هربا من الاضطهاد في البحرين. لعلنا الآن نخاطب الإمام عبد العزيز آل سعود بشأن رحيل الدواسر ونقترح التبادل معه فيما بينهم وبين قبيلة الدواسر".
كما طلب تريفور المقيم البريطاني في بوشهر من وزارة المستعمرات في 31 يناير 1924 من السماح له بتوجيه تحذير الى الإمام عبد العزيز آل سعود بأنه مادام الدواسر قد غادروا البحرين بإرادتهم ومادام الإمام عبد العزيز آل سعود قد سمح لهم بالإقامة في اراضيه فأن بريطانيا لا توافق بأن يقوم الإمام عبد العزيز آل سعود بمساعدتهم من اجل العودة الى البحرين عن طريق اثارة القلاقل وكذلك فأننا نعتبر أن من واجبه أن يمنعهم من الاغارة على البحرين لأنهم اصبحوا تحت رعايته وفي نهاية المطاف طلب المقيم السياسي من حكومته الموافقة على الطلب من الإمام عبد العزيز آل سعود اجلاء الدواسر من الدمام الى مكان ابعد كي لا يشكلوا اي تهديد للبحرين.
قامت بريطانيا بعد ذلك بتوجيه انذار للإمام عبد العزيز آل سعود ملوحة له بقطع الامدادات والمؤن التي كانت تأتيه من الهند والعراق اذا ما استمر في مساعدته للدواسر فضلا عن اتهامها وتحذيرها له في الوقت نفسه بأن قيامه بخرق المادة السادسة من معاهدة دارين المبرمة مع الحكومة البريطانية في 26 ديسمبر 1915 سيجبر بريطانيا على اتخاذ العديد من الاجراءات تجاهه.
حتى ان الوكيل السياسي البريطاني قد بعث برسالة مطولة الى الإمام عبد العزيز آل سعود تضمنت ما تم ذكره بخصوص تهديدها له واتهامه بخرق معاهدته معها جاء في طياتها ما يلي:
ثم ذكر الوكيل السياسي موضوعا اخرا في رسالته للإمام عبد العزيز ال سعود بقوله:
الا ان الإمام عبد العزيز آل سعود نفى ان تكون له اية علاقة بهذا الموضوع من خلال رسالة بعث بها الى تريفور جوابا على رسالته التي تم ذكرها جاء فيها:
نتيجة للإنذارات البريطانية المتلاحقة التي وجهت للإمام عبد العزيز آل سعود تراجع الأخير عن موقفه تجاه قبيلة الدواسر وتواجدهم في الدمام فعرض عليهم الانتقال من الدمام الى الجبيل الا انهم رفضوا ذلك الأمر ويرجع رفضهم لعدة اسباب ابرزها:
- انهم رأوا بأن الجبيل منطقة نائية عن البحرين.
- ان انتقال قبيلة الدواسر من الدمام الى الجبيل سيجعلهم تحت حكم سلطة عبد العزيز آل سعود بصورة مطلقة وقد يتعرضون الى بطشه وسيطرته الكاملة عليهم.
- ان بقاؤهم في الدمام سيمكنهم من احراج حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وبالتالي بإمكانهم العودة الى أملاكهم في البديع مستقبلاً.
لكن السبب الاخير قد فقد اهميته عندما اصبحت البحرية البريطانية لا تكتفي بالتجول قبالة الدمام بل انها اخذت تهدد المستوطنات الجديدة للدواسر كما انهم ادركوا الفتور التي اصاب الإمام عبد العزيز آل سعود في دعمه لهم بسبب المرض الذي اصابه في مارس 1924 ووجود حركة عصيان ضد حكمه من جانب جماعة إخوان من أطاع الله.
فضلاً عن ذلك فقد انكر الإمام عبد العزيز آل سعود الشائعات حول تشجيعه لقبيلة الدواسر وبرر موقفه بالقول انه كان يتحدث اليهم حول كيفية مساعدتهم في استعادة ممتلكاتهم في البحرين واطلق الإمام عبد العزيز آل سعود على افراد قبيلة الدواسر المناوئين لشيوخ البحرين وبريطانيا لقب (المهاجرين) ويبدو انه كان يعتزم اعطاء الموضوع طابعاً دينياً وينصب نفسه حامياً للتقاليد الاسلامية. لقد ورد الامر الاخير اي ان الإمام عبد العزيز آل سعود يرغب بإعطاء الموضوع طابعا دينيا في مذكرة بعث بها الوكيل السياسي في البحرين الى المقيم السياسي في بوشهر جاء فيها بخصوص ذلك ما نصه:
من جانبا آخر يبدو أن بريطانيا قد تراجعت في رغبتها بعودة القسم الذي غادر البحرين من قبيلة الدواسر واستقر في الدمام ورأت بريطانيا ان ابعاد الدواسر عن البحرين سيساهم بشكل أو بآخر في اضعاف كفة المعارضين لسياستها.
بالمقابل ارسلت الحكومة البحرينية قوة برية الى البديع للحفاظ على استقرار الأوضاع فيها بينما توجهت قوة بحرية بريطانية الى مغاصات اللؤلؤ لغرض منع الدواسر من مزاولة عملهم في صيد اللؤلؤ وحرمانهم من امتياز الاشراف على ينابيع المياه العذبة في خور فشت وسط البحر بل ذهبت أكثر من ذلك من خلال قيامها بأسقاط ديون الغواصين الذين كانوا يعملون مع الدواسر فضلاً عن قيامهم ببيع ممتلكاتهم في مزاد علني.
بالرغم من تلك الاجراءات المتشددة فقد قام مجموعة من افراد قبيلة الدواسر باستخدام قارب لهم وذلك في مارس 1924 من الدمام ودخلوا قرية الدراز في البحرين وقاموا بمهاجمة بعض صيادي اللؤلؤ من اهل البحرين وضربوهم الى درجة جعلت اصابتهم خطيرة. ان هذا الأمر قد تم ذكره عن طريق برقية بعث بها الوكيل السياسي في البحرين الى المقيم السياسي في بوشهر في 13 مارس 1924 تضمنت في اسطرها الثلاث الأولى قضية قرية الدراز جاء فيها: "قبل أيام هاجم جولبوت أفراد هذه القبيلة من الدمام أثناء مروره بقرية دراز (البحرين) بعض الصيادين البحرينيين وتعرض العديد منهم للضرب المبرح".[7]
بعد أكثر من شهر تقريبا بعث المقيم السياسي في بوشهر مذكرة الى الوكيل السياسي في البحرين تضمنت تفاصيل عن قضية قيام الدواسر باستخدام شواطئ البحرين وان بإمكانهم الذهاب الى مكان اخر بعيدا عن مياه البحرين اذ جاء في المذكرة ما يلي:
استقر ابناء الدواسر في الدمام واقاموا ببناء مساكن لهم عبارة عن اكواخ من جريد النخيل وسعفه وشهدت المدينة في عهدهم اول زيادة سكانية لها كما يُعد الدواسر هم من وضع النواة الأولى لنشأة الدمام.
لم تستمر قبيلة الدواسر بالعيش كمجموعة واحدة في الدمام فبعد مرور حوالي ثلاث سنوات او اكثر غادرتها مجموعة من القبيلة وذلك نتيجة لحصول خلافات فيما بينهم الأمر الذي اضطر قسم منهم الى ترك الدمام وتوجهوا نحو الاستقرار في منطقة الخبر بعد ان اقاموا اولاً في منطقة عين السيح الواقعة بالقرب من ساحل العزيزية ثم اتجهوا نحو الصبيحة اذ بنو فيها مساكن بدائية مصنوعة من سعف النخيل والجريد والحبال وتُعرف مساكنهم بالبرستيات وهي جمع برستي وكان هذا القسم من القبيلة بقيادة الشيخين عيسى بن احمد البن سعد الدموخ الدوسري والشيخ محمد بن راشد العمور الدوسري وبعد ان استقروا في الخبر اصبحت منطقتهم تسمى بفريج الدواسر.
أثر ترحيل الدواسر على البديع
عدلعندما تمت عملية ترحيل قبيلة الدواسر من البحرين تأثرت مساكنهم كثيراً بهذا الامر، فقد اصبحت البديع عبارة عن مدينة مهجورة لا يوجد فيها من السكان الا فئة قليلة جداً، حاول البريطانيون اثناء ذلك من اقناع حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة القيام بإسكان اهالي القرى المجاورة ولاسيما من البحارنة في البديع عن طريق بيع بيوت وممتلكات الدواسر من اراضي ومزارع بأثمان زهيدة عليهم وذلك بهدف تكريس هجرتهم وقطع اي خط الرجعتهم الى البحرين نهائياً، لما في ذلك من خدمة لمصالح بريطانيا وتحقيقاً لأغراضها الاستعمارية في المنطقة.
لم يوافق حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على ما طلبته منه بريطانيا وذلك حرصاً منه على عدم التفريط بجزء من سكان البلاد وشعبها على اعتبارهم عرباً بالدرجة الأولى وسنة بالدرجة الثانية كما كان لهم اسهامات عديدة منذ فتح البحرين ولاسيما نشاطهم الاقتصادي من زراعة وتجارة واعمال غوص فضلاً عن عدم انسجام قضية بيع ممتلكات واراضي يملكها افراداً غير متواجدين اثناء عملية البيع مع الخلق العربي الاصيل.
كما تأثرت الحقول الزراعية في البديع اثناء نزوح الدواسر عنها اذ انها لم تعد صالحة للزراعة الا بعد القيام بعملية استصلاح واسعة لتلك الحقول فضلاً عن ان المباني فيها قد آلت للخراب بل ان البديع اصبحت منطقة غير صالحة للعيش وقد وصف الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة حالة البديع بعد نزوح الدواسر عنها حين زارها فأندهش متعجباً لما وصل اليه الحال في المدينة ونظم قصيدة عبر خلالها عما شاهده ونذكر مقاطع من ابيات تلك القصيدة:
(البديع) اهلاً ياعرين الدواسر *فهل قد تبقى بعدهم من مآثر ؟
فيا طالما طفت في عرصاتها * صغيراً على تلك الضفاف النواضر
رأيت بها منذ نصف قرناً منازلاً * بها غرف مثل النجوم الزواهر
منازل للأضياف كانت تؤمها * ركاب حمتها من سموم الهواجر
لك الله يا أرض الدواسر انني * الحيرة مما تراه نواظري
لقد هجروها اهلها من حوادث * وهل تقبل البلوى كرام العشائر ؟
مكيدة (ديلي) ليس يجهلها فتى * ويدري بها في القوم كل مهاجر
ولكن أراد الانكليز بغدرهم * لتجلوا عن البحرين كل الدواسر
ولما رأو ما يكرهون من الأذى * جلوا فوق سفن في الظلام الدياجر
وخلوا دهاليز البديع بعدهم * يفرخ فيها البوم مع كل طائر
من جانبهم شعر ابناء قبيلة الدواسر بأن رحيلهم عن البحرين واستيطانهم في الدمام قد اضعفهم سياسياً واقتصادياً فلم يتسن لهم بعد ذلك ان يستعيدوا سيادتهم على صيد اللؤلؤ كما انخفض عدد اسطولهم التجاري من 40 سفينة الى اقل من 20 سفينة وانخفض عدد رجالهم العاملين لديهم من حوالي 4000 الى 1000 رجل فقط وبذلك فقدوا امتيازات جمة كانوا يتمتعون بها وفقدوا الكثير من ثرواتهم الطائلة ولذلك بدأ الدواسر بالتفكير جدياً بالعودة الى البحرين من خلال القيام بمحاولات من اجل تلك العودة.
الخاتمة
عدلواجهت قبيلة الدواسر العديد من المصاعب في بداية ترحيلهم من البحرين الى الاراضي النجدية.
لم تكتف بريطانيا بأبعاد الدواسر عن البحرين فحسب بل ذهبت الى ابعد من ذلك حينما وجهت تحذيرا للإمام عبد العزيز آل سعود ومنعته من ابداء اي مساعدة للدواسر من مال او سلاح.
فقدت قبيلة الدواسر المكانة المرموقة التي كانت تتمتع بها عندما كانت في البحرين حتى انها اصبحت تعاني من شظف العيش في الأراضي النجدية وبالمقابل فقدت البحرين خدمات كانت تقدمها لها قبيلة الدواسر ولاسيما في الجانب الاقتصادي.
تأثرت مدينة البديع كثيرا عندما هاجر الدواسر منها بل انها فقدت معالمها العمرانية وتحولت الى اراضي خربة غير قابلة للعيش فيها اذ انها فقدت مكانتها الاقتصادية بعد أن تحولت بساتين النخيل والاراضي الزراعية فيها الى اراضي جرداء.
مصادر
عدل- ^ "الملف 1/15 العنوان الرئيسي: سياسي. الموضوع:- قبيلة الدواسر وترحيلها من البحرين".
- ^ "جاسم الميبر يروي تاريخ «البديع.. موطن الأجداد وموئل الأحفاد»".
- ^ "عيسى بن خليفة: دور كبير للدواسر في بناء البحرين الحديثة من الأجداد إلى الأبناء".
- ^ "الشيخ حمد بن عيسى بن راشد الدوسري في حديث الذكريات".
- ^ "رد«قبيلة الدواسر» على التحالف السداسي".
- ^ "الدواسر.. مواقف وطنية في تاريخ البحرين".
- ^ "القرية البحرانية .. وتاريخ من العنف الرسمي".