بوابة:مصر/مقالة مختارة/33
مسجد ومدرسة السلطان حسن، أنشأه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون (757 هـ - 764 هـ/1356م - 1363م)، خلال حقبة حكم المماليك البحرية لمصر. يوصف بأنه «درة العمارة الإسلامية بالشرق»، ويقع بمنطقة الخليفة جنوب القاهرة، وكان يعرف هذا الموقع قديماً باسم سوق الخيل وكان به قصر أمر ببنائه الناصر محمد بن قلاوون لسكنى الأمير يلبغا اليحياوي، ثم قام السلطان حسن بهدم هذا القصر وبنى محله هذه المدرسة. ونظراً لوقوعها أمام قلعة الجبل اتخذها المماليك حصناً لهم يدافعون به عن أنفسهم وقت وقوع الفتن والحروب بينهم. ويتكون البناء من مسجد ومدرسة للمذاهب الأربعة (الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة)، وكان يدرس بها أيضاً علوم تفسير القرآن، الحديث النبوي، القراءات السبع، بالإضافة إلى مكتبين لتحفيظ الأيتام القرآن وتعليمهم الخط. أحاط الغموض بالفنان الذي شيد هذا البناء، وظل اسم هذا المهندس غير معروف ولم يذكره أحد من المؤرخين، وذلك حتى عام 1944 حين عثر الأثري حسن عبد الوهاب على نص في طراز جصي بالمدرسة الحنفية يذكر اسم السلطان بجوار اسم محمد بن بيليك المحسني كمشيد العمارة، فأثبت بذلك أنه المهندس القائم على البناء. ومحمد بن بيليك المحسني هو من أمراء الألوف ومن أولاد الناس -أي أسر المماليك الكبيرة-، ووقف بجانب السلطان حسن في محنته مع يلبغا، ونشأت أسرته في عصر المنصور قلاوون، وتقلب أفراد أسرتها في وظائف الدولة. لم يسلم مسجد السلطان حسن من محاولات السرقة، حيث اختفى من المسجد بعض الحشوات من المربع النجمي بكرسي المصحف من الواجهة التي تقابل الضريح مباشرة والتي يقع ظل الضريح عليها مباشرة. والمربع النجمي عبارة عن ترس مكون من 12 حشوة خشبية تم إتلاف 4 حشوات منها وبعد ذلك اختفوا من الترس واتخذت الإجراءات القانونية من إبلاغ النيابة العامة والبوليس الدولي. يعتبر مسجد السلطان حسن من أهم الأماكن السياحية التي يتوافد عليها السياح بمختلف ثقافاتهم، ويحتوي المسجد حالياً على مدرسة صغيرة للأطفال لتدارس القرآن الكريم، ويقام به أيضاً العديد من الحلقات والندوات الثقافية.