هو الإمام
عبد الحميد بن باديس (1307-1358 هجرية) الموافق لـ ( 04 ديسمبر
1889-16 أبريل
1940) من رجال الإصلاح في
الوطن العربي ورائد النهضة الإسلامية في
الجزائر، ومؤسس
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.كان عبد الحميد الابن الأكبر لوالديه، فأمه هي: السيدة زهيرة بنت محمد بن عبد الجليل بن جلّول من أسرة مشهورة
بقسنطينة لمدة أربعة قرون على الأقل، وعائلة "ابن جلّول من قبيلة "بني معاف" المشهورة في جبال
الأوراس، انتقل أحد أفرادها إلى
قسنطينة في عهد الأتراك
العثمانيين وهناك تزوج أميرة تركية هي جدة الأسرة (ابن جلول). ولنسب هذه المرأة العريق، تزوجها محمد بن مصطفى بن باديس (متوفى
1951) والد عبد الحميد. وكان والده مندوبا ماليا وعضوا في المجلس الأعلى
وباش آغا لشرفي الجزائر، ومستشارا بلديا بمدينة قسنطينة ووشحت فرنسا صدره بوسام الشرف (
بالفرنسية:
Chevalier de la Légion d’honneur)، وقد احتل مكانة مرموقة بين جماعة الأشراف وكان من ذوي الفضل والخلق الحميد ومن حفظة القرآن، ويعود إليه الفضل في إنقاذ سكان منطقة
واد الزناتي من الإبادة الجماعية سنة
1945 على إثر حوادث
8 ماي المشهورة، وقد اشتغل بالإضافة إلى ذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما.كان والده بارًا به يحبه ويتوسم فيه النباهة، فقد سهر على تربيته وتوجيهه التوجيه الذي يتلاءم مع فطرته ومع تطلعات عائلته. عبد الحميد بن باديس نفسه يعترف بفضل والده عليه منذ أن بصر النور وفقد قال ذلك في حفل ختم تفسير القرآن سنة
1938 م.