بوابة:غوص/مقالة مختارة/16
جرجيس مدينة تقع في الجنوب الشرقي للبلاد التونسية على بعد 540 كم من العاصمة تونس، وتمتد شبه جزيرة جرجيس التي يحيطها المتوسط جنوبا وشمالا وشرقا، إلى الغرب لتعانق اراضيها قسما كبيرا من سهل جفارة الكبير.
صيد الإسفنج بجرجيس عاصمة صيد الإسفنج في تونس
منطقة جرجيس، الواقعة على بعد 600 كلم جنوبي العاصمة التونسية تونس، عرفت صيد الإسفنج لمدة لا تقل عن قرن من الزمان، ولا تزال تمارسه كنشاط أساسي حتى اليوم. ولقد وفد عليها البحارة الأجانب المتخصصون في صيد الإسفنج منذ عام 1875، ويأتي على رأس قائمة هؤلاء البحارة الإيطاليون والمالطيون. والحقيقة أن جرجيس تمتاز بجودة إنتاجها البحري إجمالا، وبعدة أنواع جيدة من الإسفنج على غرار «الحجامي» و«الجربي» و«الكمامي الجرجيسي»، وهو الذي يعتقد أنه الأكثر جودة بين أصناف الإسفنج. بالنظر لتميزه بجذوره البيضاء. كذلك تخصص بحارة جرجيس في إنتاج الإسفنج الأسود الذي لا يخضع لعملية تنظيف، وذلك خلال موسمين في السنة. يمتد الأول من أكتوبر (تشرين الأول) إلى شهر أبريل (نيسان)، ويكتفي البحارة في هذه الفترة بالصيد في المناطق المتاخمة لبحيرة البيبان القريبة من مدينة جرجيس. في حين يمتد الموسم الثاني طوال فصل الصيف، وهو موسم أقل أهمية، ويكون الصيد فيه على سواحل جزر قرقنة ومدينة صفاقس والساحل الشرقي للبلاد التونسية. سعر الكيلوغرام الواحد من الإسفنج قدر لهذه السنة بـ240 دينارا، ويسعى «مركز التكوين في الصيد البحري بجرجيس» إلى إعداد ربابنة مراكب صيد الإسفنج، وذلك بتعريفهم بكيفية استعمال التجهيزات الملائمة للغوص والتعامل مع الغواص خلال مختلف أوقات العمل. ويسعى كذلك لإبراز طريقة الغوص الذاتي الهادفة إلى تطوير الإنتاج والمحافظة على سلامة المنتوج والغواص معا. وتعد طريقة الصيد بـ«الكماميس» من الطرق التقليدية التي لا يزال يستعملها بحارة جرجيس ومنطقة أجيم الواقعة على سواحل جزيرة جربة. وهي تتمثل في الغوص إلى أعماق البحر من دون التزود بالهواء، بحيث يكون الغواص مسدود فتحتي الأنف ومثقلا بقطعة من الحديد، وهو يغوص داخل الماء لمدة تتراوح بين الدقيقتين والثلاث دقائق، ثم يطفو على سطح البحر محملا بقطع الإسفنج.