بوابة:الشيعة/حدث
لما وصل رسول الله يوم الاثنين 18 من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة إلى غدير خم، نزل اليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (المائدة:67)
أمر الله رسوله أن يبلّغ الناس بما أنزل، فأمر رسول الله أن يرد من تقدّم و يحبس من تأخّر عنهم.
فأمر اصحابه أن يهيئوا له مكان تحت الأشجار و يقطعوا الأشواك و يجمعوا الأحجار من تحتها. في ذاك الوقت، نودي إلى فريضة الظهر فصلاها في تلك الحرارة الشديدة مع الجماعة الغفيرة التي كانت حاضرة . ومن شدة الحرارة كان الناس يضعون رداءهم على رؤوسهم والبعض تحت أقدامهم من شدة الرمضاء . وليحموا الرسول من حرارة الشمس وضعوا ثوباً على شجرة سمرة كي يظللوه، فلمّا انصرف من صلاته، قام خطيباً بين الناس على أقتاب الأبل و أسمع الجميع كلامه وكان بعض الناس يكررون كلامه حتى يسمعه الجميع .
فبدأ بخطبة الناس، وهذه فقرة من خطبته المباركة:
اضغط لإظهار النص كاملًا الحمد لله و نستعينه و نؤمن به، و نتوكل عليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا الذي لاهادي لمن ضل، و لامضل لمن هدى، و أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمداً عبده و رسوله – أما بعد-: أيها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير وأنى أوشك أن أدعي فأجيب و إني مسؤول و أنتم مسؤلون فماذا أنتم قائلون ؟ قال الحاضرون: نشهد أنك قد بلّغت و نصحت و جهدت فجزاك الله خيراً. ثم قال رسول الله: ألستم تشهدون أن لاإله إلا الله، وأن محمداً عبده و رسوله، وأن جنته حق و ناره حق و أن الموت حق و أن الساعة آتية لاريب فيها و أن الله يبعث من في القبور؟ قال: اللهم اشهد. ثم أخذ الناس شهود على ما يقول ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم يا رسول الله . قال: فأني فرط على الحوض، و أنتم واردون على الحوض، و إن عرضه ما بين صنعاء و بصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلّفوني في الثقلين . فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ . قال الرسول: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا لاتضلوا، و الآخر الأصغر عترتي، و إن اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، و لاتقصروا عنهما فتهلكوا... ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى يراه الناس كلهم فسأل الرسول الحضور: أيها الناس ألست اولى بكم من أنفسكم؟ . فأجابوا: نعم يا رسول الله . فقال: إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم . ثم قال: " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " يقولها ثلاث مرات " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " ثم قال " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله " ثم خاطب الناس: يا أيها الناس، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب . ولمّا تفرّقوا حتى نزل جبرائيل بقوله من الله «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا» (المائدة:3) فلما نزلت هذه الآية قال النبى: الله أكبر على اكمال الدين و إتمام النعمة و رضي الرب برسالتي ولولاية علي من بعدي. ثم طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وممن هنأه في مقدّم الصحابة: أبو بكر وعمر. وقال عمر: «بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة». |
وفي هذا الوقت، حسان بن ثابت الذي كان من شعراء العرب، أذن من الرسول (ص) أن يقول في ما سمع من رسول الله (ص) في هذا الموقف حول الإمام علي (ع)، فقال الرسول الأكرم (ص): "قل على بركة الله"، فقام حسان وقال: "يا معشر المشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله ماضية" ثم أنشد:
"يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم فاسمع بالرسول مناديا"...إلخ، طالع عيد الغدير [1]
لما وصل رسول الله يوم الاثنين 18 من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة إلى غدير خم، نزل اليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (المائدة:67)
أمر الله رسوله أن يبلّغ الناس بما أنزل، فأمر رسول الله أن يرد من تقدّم و يحبس من تأخّر عنهم.
فأمر اصحابه أن يهيئوا له مكان تحت الأشجار و يقطعوا الأشواك و يجمعوا الأحجار من تحتها. في ذاك الوقت، نودي إلى فريضة الظهر فصلاها في تلك الحرارة الشديدة مع الجماعة الغفيرة التي كانت حاضرة . ومن شدة الحرارة كان الناس يضعون رداءهم على رؤوسهم والبعض تحت أقدامهم من شدة الرمضاء . وليحموا الرسول من حرارة الشمس وضعوا ثوباً على شجرة سمرة كي يظللوه، فلمّا انصرف من صلاته، قام خطيباً بين الناس على أقتاب الأبل و أسمع الجميع كلامه وكان بعض الناس يكررون كلامه حتى يسمعه الجميع .
فبدأ بخطبة الناس، وهذه فقرة من خطبته المباركة:
اضغط لإظهار النص كاملًا الحمد لله و نستعينه و نؤمن به، و نتوكل عليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا الذي لاهادي لمن ضل، و لامضل لمن هدى، و أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمداً عبده و رسوله – أما بعد-: أيها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير وأنى أوشك أن أدعي فأجيب و إني مسؤول و أنتم مسؤلون فماذا أنتم قائلون ؟ قال الحاضرون: نشهد أنك قد بلّغت و نصحت و جهدت فجزاك الله خيراً. ثم قال رسول الله: ألستم تشهدون أن لاإله إلا الله، وأن محمداً عبده و رسوله، وأن جنته حق و ناره حق و أن الموت حق و أن الساعة آتية لاريب فيها و أن الله يبعث من في القبور؟ قال: اللهم اشهد. ثم أخذ الناس شهود على ما يقول ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم يا رسول الله . قال: فأني فرط على الحوض، و أنتم واردون على الحوض، و إن عرضه ما بين صنعاء و بصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلّفوني في الثقلين . فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ . قال الرسول: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا لاتضلوا، و الآخر الأصغر عترتي، و إن اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، و لاتقصروا عنهما فتهلكوا... ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى يراه الناس كلهم فسأل الرسول الحضور: أيها الناس ألست اولى بكم من أنفسكم؟ . فأجابوا: نعم يا رسول الله . فقال: إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم . ثم قال: " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " يقولها ثلاث مرات " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " ثم قال " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله " ثم خاطب الناس: يا أيها الناس، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب . ولمّا تفرّقوا حتى نزل جبرائيل بقوله من الله «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا» (المائدة:3) فلما نزلت هذه الآية قال النبى: الله أكبر على اكمال الدين و إتمام النعمة و رضي الرب برسالتي ولولاية علي من بعدي. ثم طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وممن هنأه في مقدّم الصحابة: أبو بكر وعمر. وقال عمر: «بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة». |
وفي هذا الوقت، حسان بن ثابت الذي كان من شعراء العرب، أذن من الرسول (ص) أن يقول في ما سمع من رسول الله (ص) في هذا الموقف حول الإمام علي (ع)، فقال الرسول الأكرم (ص): "قل على بركة الله"، فقام حسان وقال: "يا معشر المشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله ماضية" ثم أنشد:
"يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم فاسمع بالرسول مناديا"...إلخ، طالع عيد الغدير [2]
كان ضرار الصدائي الكناني في مجلس معاوية بن أبي سفيان، فطلب منه معاوية أن يصف له الإمام عليا لأنّه كان من أخلص أحبّائه، فامتنع ضرار خوفا من معاوية إلاّ أنّه أصرّ عليه، فقال له :
لما دخل بشير بن حذلم المدينة المنورة لينعى الحسين عليه السلام التقى بأم البنين[4] «وهي أم عبد الله وعثمان وجعفر والعباس أبناء علي بن أبي طالب الذين استشهدوا مع أخيهم الحسين في كربلاء» فقال لها:
عظّم الله لك الأجر بولدك عبد الله.
قالت له: أسألك عن سيدي ومولاي الحسين.
قال لها: عظّم الله الأجر بولدك جعفر.
قالت له: أسألك عن سيّدي ومولاي الحسين.
قال لها: عظم الله لك الأجر بولدك عثمان.
قالت له: أسألك عن سيّدي ومولاي الحسين.
قال لها: عظّم الله لك الأجر بولدك العباس.
قالت له: أسألك عن سيّدي ومولاي الحسين . فقال :
فصاحت ولطمت خدّها، وشقّت جيبها ونادت: وا حسيناه وا سيّداه، ثمّ أنشدت:
بعد مقتل الحُسين بن علي ووصول السبايا والأطفال ومعهم علي بن الحسين زين العابدين إلى الشام، "روي أن يزيد لعنه الله أمر بمنبر وخطيب ليخبر الناس بمساوئ الحسين وعلي عليهما السلام وما فعلا فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد لعنهما الله فذكرهما بكل جميل قال فصاح به علي بن الحسين ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار.
ثم قال علي بن الحسين عليه السلام يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد[7] فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب قال فأبى يزيد عليه ذلك فقال الناس يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا فقال إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان فقيل له يا أمير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا.
قال فلم يزالوا به حتى أذن له فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب ثم قال:
أيها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الأمة[8] من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.
أيها الناس أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا أنا ابن خير من ائتزر وارتدى أنا ابن خير من انتعل واحتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج ولبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله. أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين وقامع الملحدين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وزين العابدين وتاج البكائين وأصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين والمجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين وأول السابقين وقاصم المعتدين ومبيد المشركين وسهم من مرامي الله على المنافقين ولسان حكمة العابدين وناصر دين الله وولي أمر الله وبستان حكمة الله وعيبة علمه. سمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام قاطع الأصلاب ومفرق الأحزاب أربطهم عنانا وأثبتهم جنانا وأمضاهم عزيمة وأشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة وقربت الأعنة طحن الرحى ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز وكبش العراق مكي مدني خيفي عقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها ومن الوغى ليثها وارث المشعرين وأبو السبطين الحسن والحسين ذاك جدي علي بن أبي طالب. ثم قال أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء فلم يزل يقول أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد لعنه الله أن يكون فتنة فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام فلما قال المؤذن الله أكبر الله أكبر قال علي لا شيء أكبر من الله فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله قال علي بن الحسين شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي فلما قال المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله التفت من فوق المنبر إلى يزيد فقال محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟ |
قال وفرغ المؤذن من الأذان والإقامة وتقدم يزيد فصلى صلاة الظهر. قال وروي أنه كان في مجلس يزيد هذا حبر من أحبار اليهود فقال من هذا الغلام يا أمير المؤمنين قال هو علي بن الحسين قال فمن الحسين قال ابن علي بن أبي طالب قال فمن أمه قال أمه فاطمة بنت محمد فقال الحبر «يا سبحان الله فهذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة بئسما خلفتموه في ذريته والله لو ترك فينا موسى بن عمران سبطا من صلبه لظننا أنا كنا نعبده من دون ربنا وأنتم إنما فارقكم نبيكم بالأمس فوثبتم على ابنه فقتلتموه سوءة لكم من أمة» قال فأمر به يزيد لعنه الله فوجئ في حلقه ثلاثا فقام الحبر وهو يقول إن شئتم فاضربوني وإن شئتم فاقتلوني أو فذروني فإني أجد في التوراة أن من قتل ذرية نبي ـ لا يزال ملعونا أبدا ما بقي فإذا مات يصليه الله نار جهنم."
...وقيل للصادق : إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي : قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لانك رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى : أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوءك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا ، فقال له عمار : يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت، ولكن بكيت عليك وعلي ، أما بكائي على نفسي فانك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها زعمت أني رافضي ويحك لقد حدثني الصادق أن أول من سمي الرفضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه ، ورفضوا أمر فرعون ، واستسلموا لكل ما نزل بهم ، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه ، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله ، وفعل كل ما أمره الله ، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟.
وإن مابكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله عزوجل على قلبي وقد تلقبت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عزوجل ويقول : يا عمار أكنت رافضا للاباطيل ، عاملا بالطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات إن سامحني ، وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني ، إلا أن يتداركني موالي بشفاعتهم.
وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي الشديدة عليك من عذاب الله أن صرفت أشرف الأسماء إلي ، وإن جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه؟.
فقال الصادق : لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات و الارضين لمحيت عنه بهذه الكلمات وإنها لتزيد في حسناته عند ربه عزوجل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة. [10]
- ^ مصادر عديدة، طالع رواة حديث الغدير.
- ^ مصادر عديدة، طالع رواة حديث الغدير.
- ^ نقلًا عن شذور الأمالي لأبي علي القالي، نقلًا عن الاستيعاب ٣ : ١٠٧. حلية الأولياء ١ : ٨٤. الرياض النضرة ٢ : ٢١٢، أيضًا: كتاب اللغة العربية للصف الثاني عشر - ج2 - ص59 الكويت، وموسوعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
- ^ هي فاطمة بنت حَزام بن خالد بن ربيعة بن عامر، واُمّها ثمامة بنت سهيل بن عامر، وتكنّى: «أمّ البنين» قبل تزويجها الإمام علي عليه السلام لأنها من بيت (ام البنين العامريّة) التي قيل فيها : وكانت من بيت كرم وشجاعة وفصاحة ومعرفة. وقال الإمام علي عليه السلام ـ بعد وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام ـ لأخيه عقيل ـ وكان نسّابة العرب وعرّافة بأحسابها وعاداتها ـ : «أبغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها فتلدني غلاماً فارساً». فقال له عقيل : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابيّة ؟ انظر : تاريخ بغداد 12 : 136 ، عمدة الطالب : 324 .نحن بنو امّ البنين الأربعةالضاربين الهام وسط المجمعة
- ^ وفي بعض المصادر يُضاف بيت ثالث: يا أهلَ يثربَ شيخكم وإمامكمما منكم أحدٌ عليهِ يغار
- ^ مقاتل الطالبيين : 85 ، ابصار العين : 36 . نقلًا من المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة ص264
- ^ أي المنبر
- ^ الإمام الحسن والإمام الحسين
- ^ بحار الأنوار ج45 ص137-140
- ^ بحار الأنوار ج68 ص156-157