بوابة:الإسلام/شخصية مختارة/9

مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ المُشَرَّفي الوُهَيْبي التَّمِيمي الحنبلي النَّجدي. وُلِد سنة 1115 هجريّ، في قرية العُيَينة في مِنطقة اليمامة من إقليم نجد، وسط شِبْه الجزيرة العربيَّة. عالم مسلم سُنِّي يَعُدُّه أتباعه ومناصروه أحَد أبرز أئمَّة الإصلاح، ومُجدِّدي الدِّين الإسلامي في القرن الثَّاني عشر الهجري، فقد شرَع في دعوة المسلمين للعودة بالدِّين إلى ما كان عليه السَّلفُ الصَّالح في القرون الثلاثة الأولى المُفضَّلة، والتخلُّص مِمَّا عَدَّهُ بِدعًا وأفعالًا شِركيَّة انتشرت في أطراف الدَّولة العثمانيَّة حول ولاية الحِجاز وولاية اليمن والرُّبْع الخالي. شرع محمد بن عبد الوهاب في طلب العلم بعد حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، فقرأ على والده عبد الوهاب بن سليمان بن علي وأخذ عنه الفقه على المذهب الحنبلي بسنده المتصل بأئمة المذهب إلى الإمام أحمد بن حنبل. ثم انتقل إلى المدينة، وسافر إلى البصرة فبدأ في تصنيف كتابه الأشهر «كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد»، ثم نزل الأحساء وجالس شيوخها، ومنها قصد حريملاء فدعا أهلها وأنهى فيها «كتاب التوحيد»، ولما كثُر إنكاره للأفعال التي رآها مُبتدعة وشركية، وقع بينه وبين أهل حريملاء نزاع واعتراض على دعوته وحاول بعضهم اغتياله ليلًا، فخرج منها إلى العيينة مسقط رأسه وتلقاه أميرها حينها بالقبول وسانده في مشروع دعوته، واشتهرت أخباره حتى بلغ أمره سُلَيمان بن محمَّد رئيس الأحساء وبني خالد آنذاك، فأرسل مرتين إلى عثمان كتابًا يتهدده فيه إن لم يقتل محمدَ بن عبد الوهاب أو يخرجه من بلده بأن يقطع خراجه عنده في الأحساء، فتمَّ له ذلك. فاختار محمد بن عبد الوهاب الانتقال إلى الدرعية، لتنامي قوة إمارتها في ذلك الوقت ولاستقلاليتها وعدم وجود سلطة خارجية عليها، فناصره الإمام محمد بن سعود، فتمَّت البيعة بينهما التي عُرفت فيما بعد بميثاق الدرعية. يُشار إلى الدعوة التي بدأها ابن عبد الوهاب باسم «الوهَّابيَّة» وهو لقبٌ أطلقَه خُصومُه على دعوته، إذ إنَّه لم يكُن يُسَمِّي دعوته باسمٍ مُعيَّن، كما أنَّ العديد من أتباعِه حاليًّا يَعُدُّون هذا المُصطَلح مَهينًا ويفضِّلونَ أن يُعرفوا «بالسَّلفيَّة».


...أرشيف للمزيد...