بوابة:أعلام/أديان/25
العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت هو أحد أبرز العُلماء المُسلمين في بيروت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والعقد الأوَّل من القرن العشرين. يرجع بنسبه إلى أهل بيت الرسول محمد، وتحديدًا إلى الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين. اشتهر بزهده وتواضعه وحبّه لأعمال الخير، حيث قضى حياته مهتمًا بأعباء التعليم والدعوة إلى الإسلام والعمل الإجتماعي. عمِلَ إمامًا للجامع العمري الكبير، وتولّى منصب نقيب السادة الأشراف، كما كان رئيسًا لجمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة لمرتين، وأيضًا قام بمقام مفتي الولاية بعد وفاة المفتي السابق الشيخ عبد الباسط الفاخوري عام 1905م. ساهم الشيخ عبد الرحمن الحوت ببناء وترميم غالبيَّة مساجد وجوامع وزوايا وتكايا بيروت خلال فترة حياته، وعُرف عنه أنه أنفق أغلب ماله في ذلك، وتنازل عن كُل ما قُدِّم له على الصعيد الشخصي لصالح المسلمين في بيروت، حتّى لقَّبه البيارتة بالوليّ واعتبروه من أولياء الله الصالحين. وَفد عليه عدد من علماء المسلمين للدراسة، وتخرَّج على يديه عدد من أعلام النهضة الحديثة في لبنان وبلاد الشام وبعض أنحاء الوطن العربي، وكان محبوباً من المسيحيين من أبناء المدينة الأصليين (الروم الأرثوذكس) والنازحين من الجبل حديثي الاستقرار (الموارنة) نظراً لبُعد نظره وتسامحه الواسع ولأنَّه ابن الشيخ محمد الحوت "الكبير" الذي لعب دوراً بارزًا في حماية وإيواء الكثير من فقراء النصارى النازحين من جبل لبنان خلال مجازر سنة 1860م.