برقة

منطقة في ليبيا
هذه النسخة المستقرة، فحصت في 23 مارس 2024. ثمة 7 تعديلات معلقة بانتظار المراجعة.

برقة أو قورينائية وباليونانية (Κυρηναϊκή) «كيرينايكي» (بالإنجليزية: Cyrenaica)، إقليم إغريقي يقع في جزيرة كريت اليونانية يسمى بركايا Barcaia أو Barcaei، وكان يضم عدة مدن في شمال أفريقيا منها مدينة توكرة ومستوطنات أخرى شبه مستقلة يقطن بها الإغريق قورينا وسوسه والمرج. وقد كان هيرودوت أول من دوّن اسم بركايا، وذكر توكرة وقال أنها تابعةٌ لبركايا. ولا يدلّ استعمال هيرودوت لهذا الاسم بالضرورة على أصول إغريقية، فمن المحتمل أنه أورده بصيغته الإغريقية على هذا النحو عن أصل فينيقي أو ليبي هو بركة أو برقة."[3]

برقة
بركايا
 

علم

شعار
موقع برقة
خريطة
الإحداثيات 32°31′49″N 21°12′53″E / 32.530316°N 21.2146°E / 32.530316; 21.2146   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
تقسيم إداري
أكبر المدن بنغازي
خصائص جغرافية [1]
 المساحة 855٬370 كم2 (330٬260 ميل2)
عدد السكان (2006)[2]
 المجموع 1٬613٬749
 الكثافة السكانية 1٫9/كم2 (4٫9/ميل2)
آثار إغريقية في شحات

وقد كان الإقليم يسمى باسم «كيرينايكي» (باليونانية: Κυρηναϊκή)‏ لدى البيزنطيين وكان الرومان قد أطلقوا على هذا الإقليم اسم «قورينائية» أو «سيرينيكا» (باللاتينية: Cyrenaica) وفي عهد الفتوحات الإسلاميه قام عمر بن العاص في سنة 22ه/643ه من فتح مناطق الشرق الليبي وفتح مناطق بركايه أو برقه ( شحات . سوسه . المرج . توكره )، وأرسل عقبة بن نافع إلى زويلة وتمكن من فتحها، وتم تعيينه واليا عليها، وواصل عمرو بن العاص فتوحاته في بلاد وتمكن من فتح مناطق الغرب الليبي التي كانت أشد المناطق في المعارك حيث كانت قبائل الأمازيغيه أشد المقاومه ، وبعدها عاد عمرو بن العاص إلى مصر بعد أن عين عقبة بن نافع واليا و أستمرت الفتوحات الآسلامية حتي سقط البيزنطي جرجير وفي عهد الدولة العثمانيه كانت أراضي إقليم الإغريق بركاية او برقة (شحات.سوسه.المرج.توكره)،تابعه للإياله طرابلس الغرب وبعد دخول الإستعمار الإيطالي ثم مع دخول القوات الإنكليز أصبحت برقة نظام سياسي تم تشكيله من الملك الجزائري الأصل رئيس الحركة السنوسية إدريس السنوسي والشارف الغرياني سنة 1949 ولم تستمر سنه ونصف و أصبحت سنة 1951 إحدى ولايات ليبيا الثلاث التي كونت المملكة الليبية المتحدة بعد استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951م. وسنة 1969 تم رجوع الشرق الليبي تحت حكم طرابلس بما كانت عليه في عهد العثماني

تمثال رخامي لأنتينوس "Antinous "من العصر الروماني، عثر عليه في قورينا.

تاريخيا كانت تسكن في شرق ليبيا قبائل الأسبست والأدروماخيد وقبائل أمازيغ أوجلة وهي قبائل منتشرة بين مرتفعات الشرق الليبي وسفوحها وتمتد إلى الصحراء جنوباً والجانب الغربي من نهر النيل ، وقد شهد الشرق الليبي جميع المراحل التاريخية التي عرفها شمال إفريقيا فتعرّضت لمحاولة الاستيطان من قبل الفينيقيين أولاً، ولكن الإغريق نجحوا في توطّنها وتأسيس أول مدنها، ثم انتقلت إلى سلطة الإمبراطورية الرومانية، وأخيراً الفتوحات الإسلامية.

ومن أشهر مدن الإغريقيه التاريخية برنيق، قورينا، أبولونيا، بطولوميس، توكرة وبرقه تعمم علي اسم المرج وكذلك بلدة بلغراي الإغريقية [4]

الاسم

عدل

كان هيرودوت أول من دوّن اسم سيرينايكا، يدلّ استعمال هيرودوت لهذا الاسم على أصول إغريقية، ومن المحتمل أنه أورده بصيغته الإغريقية على هذا النحو عن أصل فينيقي أو ليبي، ثم جاءت تسمية برقة من تعريب اسم باركي (بالاتينية:Barci) وهي مدينة رومانية كانت عاصمة لإقليم سيرينايكا الروماني. كان الرومان قد أطلقوا على برقة اسم سيرنايكا (بالاتينية:Cyrenaica) وقد اشتق من قورينا (Cyrene) شحات حاليا، وهي مدينة دولة أسسها الإغريق في الجبل الأخضر شرق ليبيا على بعد 10 كم شرق مدينة البيضاء، ويعود اسم «برقة» الحالي إلى الفتوحات العربية للمنطقة سنة 709م ليكون اول ظهور لاسم برقة الحالي، ولكن ترجيحات الباحثين تميل به إلى أصل فينيقي تغيّر لاحقاً إلى باركي (Barce) وهي المرج الحالية. كما عرف من قبل عدد من المؤرخين باسم «قورينائية».

العصر الاغريقي

عدل

برقة كانت منطقة إستوطنها الإغريق قديما وكانت المنطقة الغربية منها تشمل المدن الخمس الليبية وكانت تعرف وقتها باسم «بنتابوليس» وضمت قورينا مع مينائها أبولونيا (سوسة حاليا)، يوسبريديس أو بيرنيس أو برنيق (بنغازي حاليا)، باركي وبطولوميس (طلميثة حاليا).[5]، تم فتحها من قبل الإسكندر الأكبر وإنضمت لاحقا تحت حكم البطالمة في مصر، تخللها فترة من الاستقلال عن البطالمة من قبل ماجس القوريني (Magas of Cyrene)، وفي العام 96 ق.م. ضمت تحت الجمهورية الرومانية

 
قورينائية في عهد الإمبراطورية الرومانية.

العصر الروماني

عدل

تم دمجها من قبل الرومان في العام 78 ق.م. مع جزيرة كريت في مقاطعة واحدة ثم في العام 20 ق.م. أصبحت مقاطعة «سيناتورية» لديها مجلس خاص مثل مقاطعة أفريكا المجاورة لها من ناحية الغرب علي العكس من مصر نفسها والتي تبعت التاج الإمبراطوري الروماني مباشرة، وفي العام 296 م. تم تقسيم برقة إلي قسمين (ليبيا الرئيسية) و (ليبيا السفلي) وكلتاهما ضمتا إلي «بطريركية مصر»، أما إقليم تريبوليتانيا (إقليم طرابلس) فضم إلي بطريركية أفريقيا في قرطاج، وبعد زلزال العام 365 م. تم نقل العاصمة الإقليمية إلي بطولوميس Ptolemais (طلميثة حاليا)، وبقرار إمبراطوري إنضم إقليم قورينائية الي الإمبراطورية البيزنطية، وجاورت من الغرب تريبوليتانيا (إقليم طرابلس) التي ضُمت إلى مملكة الوندال، حتى تم الاستيلاء عليها من قبل البيزنطيين بعد حرب مع الوندال العام 533 م.

 
طابع بريدي أصدر في فترة الحكم الإيطالي العام 1942 بقيمة 10 سنتيمات، يمثل نبات سلفيوم قورينائية.

العرب

عدل

شكلت برقة بعد دخول العرب محطة للجيوش الإسلامية وللمسافرين في الطريق إلى المغرب الكبير والأندلس، وقد ذكر اليعقوبي في القرن العاشر استقرار بعض أبناء القبائل العربية حول مدينة برقة في الجبلين المطلين عليها من الشرق والغرب، ولكن هذا التواجد لم يكن ذا أهمية على الصعيد الاجتماعي والسياسي، وبقي النفوذ في برقة لقبيلة لواتة من البربر، حتى دخول قبائل بني سليم وبني هلال بداية من عام 443 هـ/1051 م وقد استقر منهم ببرقة بنو هيب وأحلافهم ناصرة وعميره ورواحة وفزارة، بينما واصلت بقية بطون بني سليم وبني هلال وأحلافهم تقدمهم نحو المغرب الكبير.

وقد ذكر الإدريسي في سنة 1154 مواطن القبائل المستقرة ببرقة بعد مائة سنة من بداية هجرتها إليها، وقال أن موطن ناصرة وعميرة هو من قصر العطش (غرب العقيلة حوالي 27 كم) إلى قافز (بين بنغازي وقمينس)، أما رواحة فموطنهم من طلميثة إلى أرض برنيق (المنطقة حول بنغازي اليوم) وموطن قبائل هيب من طلميثة إلى (شرق طبرق حوالي 100 كم) ومن العقبة الصغرى إلى سرت مجالات رواحة وهيب.

ويذكر ابن خلدون هجرة قبائل البربر من برقة حين يقول «وأما برقة فدرست معالمها وخربت أمصارها وانقرض أمرها. وعادت مجالات للعرب بعد أن كانت داراً للواتة وهوارة وغيرهم من البربر وكانت بها الأمصار المستبحرة مثل لبدة وزويلة وبرقه وقصر حسان وأمثالها فعادت يباباً ومفاوز كأن لم تكن»[6]

العصر الحديث

عدل

احتل الإيطاليون برقة ضمن احتلالهم لليبا خلال الحرب الإيطالية التركية 1911 وأعلنت محمية برقة في القسم الشرقي من البلاد، وتنازلت الخلافة العثمانية رسمياً عن الإقليم لإيطاليا بعد معاهدة أوشي بين الطرفين.

في 17 مايو 1919 أعلنت برقة مستعمرة إيطالية ضمن ليبيا، وفي 25 أكتوبر 1925 اعترفت إيطاليا بالشيخ «سيدي إدريس» كزعيم للسنوسيين وعرف بلقب «أمير» حتى سحبت إيطاليا اعترافها به وبالسنوسيين في 1929. وفي 1 يناير 1934 أصبحت برقة وإقليم طرابلس وفزان تحت الاستعمار الإيطالي، وعرفت باسم «ليبيا الإيطالية» حتى الحرب العالمية الثانية. في 1 يونيو 1949 أعلنت إمارة برقة الاستقلال عن المملكة المتحدة تحت حكم الأمير إدريس السنوسي وذلك في مؤتمر وطني عقد في بنغازي. والتي تلاها استقلال ليبيا في 1951 وإعلان المملكة الليبية المتحدة كدولة إتحادية ضمت ولية برقة وولايتي ولاية طرابلس وفزان، واعلان الملك إدريس السنوسي ملكاً علي البلاد بعاصمتيها مدينتي طرابلس وبنغازي من عام 1951 إلي 1963، ومن ثم انتقال الحكومة الإدارية والإدارة ومجلس الأمة الليبي (البرلمان الليبي) إلي مدينة البيضاء بعد التعديل الدستوري حيث كان العمل جارياً على بناء المباني لتكون عاصمة لليبيا بمقتضي الدستور الذي تم تعديله واعلان دولة وحدوية في البلاد، حتى حدوث انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969 من قبل معمر القذافي.

تناوب على حكم ولاية برقة خلال فترة النظام الاتحادي (1951-1963) في المملكة الليبية عدة ولاة، هم:[7]

  1. محمد الساقزلي 1951-1952.
  2. حسين مازق 1952-1961.
  3. محمود بوهدمة 1961-1962.
  4. محمد الساقزلي 1962-1963 (مرة ثانية).

السكان

عدل

زاد سكان الإقليم عبر السنوات تماشياً مع الزيادة العامة في سكان ليبيا، ومع ذلك فإن نسبة سكان الإقليم من سكان ليبيا تذبذبت بين الزيادة والنقصان.[8]

السنة عدد السكان النسبة من
سكان ليبيا
1954 291,236 26.7
1964 450,954 28.8
1973 661,351 29.4
1984 1,033,534 28.4
1995 1,261,331 26.3
2006 1,613,749 28.5

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ عبدالعزيز طريح شرف، "جغرافيا ليبيا"، منشأة المعارف، الإسكندرية، الطبعة الثانية، 1971، ص 232-233.
  2. ^ التعداد العام للسكان 2006، اللجنة الشعبية العامة، الهيئة العامة للمعلومات.
  3. ^ عبدالمنعم ، (مادة برقة في) معجم تانيت، دار الكتب العلمية، بيروت،.
  4. ^ مكتبة التراث الشعبي[وصلة مكسورة]
  5. ^ اللجنة الشعبية العامة للإتصال الخارجي والتعاون الدولي في ليبيا " وزارة الخارجية الليبية "" نسخة محفوظة 25 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون ص 1885
  7. ^ محمد يوسف المقريف، "ليبيا بين الماض والحاضر: صفحات من التاريخ السياسي"، عدة مجلدات، مركز الدراسات الليبية، أوكسفورد، 2004، ص 17-18.
  8. ^ جُمعت من نشرات التعداد العام للسكان في ليبيا للسنوات 1964، 1973، 1995، 2006.