النظرة المسيحية عن محمد بن عبد الله

هذه النسخة المستقرة، فحصت في 11 أبريل 2024. ثمة تعديلان معلقان بانتظار المراجعة.

تاريخيًا لا يوجد أي وثيقة رسميّة صادرة عن المؤسسات الكنسيّة أو سواه، تتناول الحديث عن محمد بن عبد الله الرسول عند المسلمين، السابقة الوحيدة في هذا الإطار كانت المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد عام 1962 والذي تكلّم عن الإسلام بوجه عام وليس عن النبي فأشاد بكثير من الأمور المشتركة بين الدينيين، وبالتالي فإن المؤسسات الرسميّة المسيحية لم تتطرق إلى النبي محمد لا من قريب ولا من بعيد. أما بالنسبة لآراء المؤلفين والكتاب المسيحيين فهي متنوعة وتتراوح بين السلبيّة خصوصًا التي تعود خلال مرحلة القرون الوسطى،[1] فحينها كانت الحروب تتواصل بين العالم المسيحي والإسلامي خصوصًا في إسبانيا وتركيا، وبالتالي لم يختبر مسيحيو أوروبا الإسلام كدين بقدر ما اختبروه كقوة غازية،[2] وبين آراء متوازية، وأخرى أكثر إيجابية حيث أن هناك أصوات لمثقفين مسيحيين تدعو للاعتراف بنبوة محمد في ظل التقاليد المسيحية وذلك لخلق فرصة أكبر للحوار مع الإسلام.

اسم النَّبي مُحمَّد بخط الثلث ملحَق بالصلاة والسلام عليه

يعتبر يوحنا الدمشقي (676-749 م) أول من أعطى رأيًا مسيحيًا عن محمد، ففي كتابه «ينبوع الحكمة» اعتبره نبيًا كاذبًا تأثر بالهرطقة الآريوسية بعد لقائه بالراهب بحيرى واستعمل القرآن لتغطية آثامه.[3] وتعتبر أعماله هي الأساس الذي اعتمد عليه اللاهوتيون الغربيون في انتقاد الإسلام. غير أن النظرة المشرقية لمحمّد اتسمت بانفتاح أكبر، فعندما سأل الخليفة العباسي محمد المهدي بطريرك كنيسة المشرق طيماثيوس الأول عن رأيه في محمد، أجاب:«كان يمشي على خُطى الأنبياء».[4] كما أثنى طيماثيوس على محمد لكونه «أعدل شعبه عن عبادة الأوثان إلى معرفة الله الواحد».[5] غير أن الصدامات اللاحقة مع المسلمين في الأندلس وفلسطين أدت إلى ظهور تيار مغالي في انتقاد الإسلام واشتد هذا التيار بعد حروب الأوروبيين مع العثمانيين خاصة لدى المصلحين البروتستانت؛ فقارن مارتن لوثر محمدًا ببابا روما من حيث السوء ووصفه «بالابن البكر للشيطان».[6]

وصف الدفاعيون الكاثوليك محمدًا في مطلع القرن العشرين على أنه مصلح اجتماعي، غير أن رسالته انطلقت من فهم خاطيء لليهودية والمسيحية. وأشاد «هيلير بيلوك» أحد أبرز الدفاعيين الكاثوليك في مطلع القرن العشرين برسالة الرسول التي وضعت مكانة خاصة للمسيح وأمه مريم، غير أنه اعتبر أنه لم يأت بديانة جديدة بل رأى أن الإسلام هرطقة يهودية/مسيحية دمجت بها بعض من ديانات العرب.[7] ومنذ انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني ظهرت أصوات داخل الكنيسة الكاثوليكية تدعو للاعتراف بنبوة محمد في ظل التقاليد المسيحية وذلك لخلق فرصة أكبر للحوار مع الإسلام. ويشبه مونتغمري وات محمد بأنبياء العبرانيين في كتابه «حقيقة دينية لعصرنا»:[8]

«كان محمد نبيًا يمكن مشابهته بأنبياء العهد القديم، على أن وظيفته اختلفت قليلًا. فبينما انتقد هؤلاء حياد العبرانيين عن ديانتهم، كان على محمد أن يجلب معرفة الله لأشخاص لم يكن لهم سابقًا علم بها. فبهذا المنطلق تشبه وظيفته وظيفة موسى حيث تم بواسطتهما نقل شريعة إلهية لشعبيهما.»

مراجع

عدل
  1. ^ أساطير أوروبا عن الشرق: لفّق تسد، رنا قباني، ص19، دار طلاس، دمشق، ط1994.
  2. ^ أساطير أوروبا عن الشرق: لفّق تسد، رنا قباني، ص35-39، دار طلاس، دمشق، ط1994.
  3. ^ St. John of Damascus’s Critique of Islam, Orthodox Christian Information Centre نسخة محفوظة 10 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Modern Western Christian theological understandings of Muslims since the Second Vatican council, Mahmut Aydin نسخة محفوظة 07 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Jenkins، Philip (2009). The Lost History of Christianity: The Thousand-Year Golden Age of the Church in the Middle East, Africa, and Asia--and How It Died. HarperCollins. ص. 185. ISBN:9780061472817. مؤرشف من الأصل في 2015-04-02.
  6. ^ Christian Polemics against Mohammedanism., Christian Classics Ethereal Library نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ The Great and Enduring Heresy of Mohammed, هيلاير بيلو [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 20 أبريل 2010 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Modern Western Christian theological understandings of Muslims since the Second Vatican council, Mahmut Aydin نسخة محفوظة 09 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.

انظر أيضًا

عدل