النابغة الجعدي
أبو ليلى النابغة الجعدي الكعبي (55 ق هـ/568م - 65 هـ/684م) شاعر وصحابي من المعمرين. ولد في الفلج (الأفلاج) جنوبي نجد. اشتهر في الجاهلية، وقيل إنه زار اللخميين بالحيرة. وسمي «النابغة» لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الإسلام. جاء عنه في سير أعلام النبلاء: «النابغة الجعدي أبو ليلى، شاعر زمانه، له صحبة، ووفادة، ورواية. وهو من بني عامر بن صعصعة. يقال: عاش مائة وعشرين سنة. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. وامتد عمره، قيل: عاش إلى حدود سنة سبعين».[2]
النابغة الجعدي | |
---|---|
زخرفة لاسم صحابي النابغة الجعدي ومع الدعاء رضي الله عنه
| |
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 7 شبه الجزيرة العربية |
الوفاة | سنة 670 أصفهان |
مواطنة | الخلفاء الراشدون |
العرق | العرب |
الديانة | الإسلام |
الحياة العملية | |
الفترة | رسول الله محمد ، الخلفاء الراشدون |
المهنة | شاعر[1] |
اللغات | العربية |
بوابة الأدب | |
تعديل مصدري - تعديل |
وقدم وهو سيد قومه مع وفدهم على رسول الله ﷺ سنة 9 هـ / 630م، فأسلم. وشهد فتح فارس، وحارب مع علي بن أبي طالب معركة صفين وهو شيخًا كبير.[3] ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها وقد كف بصره سنة 65 هـ / 684، وجاوز المِئَة واثنا عشر سنة، وقيل مئة وعشرون سنة.[4]
والنابغة شاعر متقدم صنفه ابن سلام في رأس الطبقة الثالثة من الجاهليين مع أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار، لبيد بن ربيعة ووصفه بأنه شاعر مُفلْق.[5] نظم النابغة الشعر كبيراً، فمدح، وفخر، ووصف مآثر قومه، وهاجى ليلى الأخيلية، وأوس بن مغراء والأخطل،[6] فتغلبوا عليه، وكان من أوصف الشعراء للخيل، وشعره متفاوت لعدم تهذيبه، جمعت شعره المستشرقة الإيطالية ماريا نلينو في «ديوان» مع ترجمة إلى الإيطالية وتحقيقات.
النسب
عدل- هو: قيْس بن عَبْد اللّه بن عَمْرو بن عدس بن ربيعة بن جَعْدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
- أمه: فاخرة بنت عمرو بن شحنة بن جابر بن أسامة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد.
إسلامه
عدلولما جاء الله بالإسلام وفد النابغة على النبي، فأسلم وأنشده قصيدة استحسنها النبي قائلا: «لايفضض الله فاك»، ومنها قوله:
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى | ويتلو كتابا كالمجـرة نـيرا | |
بلغنا السماء مجدنا وجــدودنا | وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا |
فقال النبي: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» فقال: «الجنة»، قال النبي: «أجل إن شاء الله»، ثم أكمل إنشاده:
ولاخير في حلم إذا لم يكن له | بوادر تحمى صفوه أن يكدرا | |
ولاخير في جهل إذا لم يكن له | حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا |
ومن أبياته التي ألقاها أمام الرسول قصيدة مكونه من ما يزيد عن 200 بيت مطلعها:
تذكرت والذكرى تهيج على الفتى | ومن حاجة المحزون ان يتذكرا | |
تقضى زمان الوصل بيني وبينها | ولم ينقضي الشوق الذي كان أكثرا | |
واني لاستشفي برؤية جارها | اذا ما لقاؤها علي تعذرا | |
والقي على جيرانها مسحة الهوى | وان لم يكونوا لي قبيلا ومعشرا |
وفاته
عدلعاش النابغة إلى زمن عبدالله بن الزبير وقدر وفاته بروكلمان سنة 65 هـ / 684، وفي شعره يقول أنه أدرك وهو فتى يافع الملك المنذر بن محرق (578-582م) والد الملك النعمان بن المنذر، كما عاصر تأسيس سوق عكاظ. وبذلك يكون عاش نحو مائة وعشرون سنة، وكان عمره عند موت المنذر بن محرق نحو خمسة عشر سنة، وفيه شعره يقول:
وَلَقَد شَهِدتُ عُكاظَ قَبلَ مَحَلِّها | فِيها وَكُنتُ أُعَدُّ مِنَ الفِتيانِ | |
وَالمُنذرَ بنَ مُحرّقٍ في مُلكِهِ | وشهدتُ يَومَ هَجائِنِ النُعمانِ |
والبعض يأكد بأنه عاش مئة وإثنا عشر سنة، لقوله:
فَمَن يَكُ سائِلاً عَنّي فَإِنّي | مِنَ الفِتيانِ فِي عامِ الخُنانِ | |
مَضَت مِئةٌ لِعامِ وُلِدتُ فِيهِ | وَعَشرٌ بَعدَ ذاكَ وَحِجَّتانِ |
المراجع
عدل- ^ بوَّابة الشُعراء (بالعربية والإنجليزية)، QID:Q106776388
- ^ سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٧٧. نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم - ج 6 - الصفحة 3001. نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ طبقات المحدثين بأصبهان - عبد الله بن حبان - ج ١ - الصفحة ٢٧٣. نسخة محفوظة 14 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ طبقات فحول الشعراء - ابن سلام - الصفحة 123. نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ الديباج - أبي عبيدة - الصفحة 2. نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.