الموريسكي (رواية)
الموريسكي هو كتاب للروائي والمؤرخ والسياسي المغربي حسن أوريد، عن دار أبي رقراق للنشر بالرباط سنة 2011.[1] الرواية هي تراجيدية تاريخية كُتبت بلغة فرنسية راقية (بالفرنسية: Le Morisque) قبل ترجمتها، تحت عنوان «الموريسكي»، يقع الكتاب في 254 صفحة من الحجم المتوسط.[2] وقد ترجمها أيضا إلى العربية الكاتب والروائي المغربي عبد الكريم جويطي، وقام بطبعها المركز الثقافي العربي. صرح الكاتب بأنه كتب «الموريسكي» باللغة الفرنسية، وكان يود أن تترجم إلى الإسبانية لأَنِّه أرادها حديثا إلى الإسباني، لكن ذلك لم يحدث، رغم أني وقّعت عقدا مع ناشر إسباني للترجمة والنشر، ولم يقم بذلك لصعوبات مالية.[3]
موضوع الرواية
عدلالرواية هي إعادة كتابة سيرة أحمد شهاب الدين أفوقاي -صاحب كتاب «ناصر الدين على القوم الكافرين»- الذي فر من الأندلس زمان محاكم التفتيش إلى المغرب، ليلتحق ببلاط السلطانين السعديين أحمد المنصور الذهبي وولده زيدان.
أعاد الكاتب صياغة الشخصية بأسلوب روائي معاصر معتمدا على التاريخ، ملتجئا إلى الخيال لملء الفراغ في نص صاحب السيرة بطل الرواية. كما تثير هذه الرواية قضايا مهمة تاريخيا، مثل قضية الموريسكيين وتكرارها عبر التاريخ، وقضية الاضطهاد باسم الدين وبسببه، وقضية الاندماج الثقافي والحضاري، والحوار بين الأديان ونسبية الانتماء الديني، والثورات الشعبية.[1]
زمن أحداث ووقائع الرواية هو الفترة التاريخية الممتدة ما بين 1597 و 1642م، وفيها يروي شهاب الدين عن محنة الموريسكيين وكيف تحولت حياتهم بعد سقوط الأندلس وغرناطة تحديدا (آخر معقل للوجود العربي بالجزيرة الإيبيرية)
شهاب الدين واحد من هؤلاء الموريسكيين الذي بعد أن خسر أعز ما يملك في إسبانيا اختار الهجرة إلى المغرب مضطرا، وفي الجزء الثاني يصور قصته مع الغربة وكيف استطاع أن يكون نفسه من جديد ويصير كاتبا لدى السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي، وفي هذا القسم نتعرف معه الصعوبات التي واجهها.
كما صور الفترة التي تلت وفاة السلطان أحمد المنصور، و الصراع على الملك الذي نشأ بين أولاده : المأمون و مولاي زيدان و أبي فارس (ص 133)، مما أغرى القوى الاستعمارية خاصة إسبانيا و البرتغال باحتلال العديد من الأرضي المغربية .
شخصيات الرواية
عدلأجملها الكاتب في مقطع من روايته في (ص 249)، حيث كتب :"بكيت أبي وأمي وأختي زهرة، بكيت زوجتي لالة تاجة، بكيت خايمي، ودوغا، ورودييس، وفنيش، وأنتاتي، والذي لا أعرف إن كان من الأحياء. دعوت لأوجيني. ألست أدين لها بالتحول العميق الذي حدث بداخلي إزاء المسيحية؟ من الغريب أن شخصين من بين أعز الناس إلى قلبي في هذه الدنيا لا قبر لهما وهما رودييس ودوغا".
كاتب الرواية
عدلحسن أوريد هو سياسي وكاتب مغربي ولد يوم 24 ديسمبر 1962، تم تعيينه في يوليو 1999 كأول «ناطق رسمي باسم القصر الملكي»، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى شهر يونيو 2005.[4]
اقتباسات
عدل"كم كانت ضحلة رؤية رجال الدين الإسبان الذين كانوا يعتقدون بأنهم يحملون الدين الحق المستوحى من الكتابات المقدسة أو التأويلات الأصولية. لا يختلف ذلك البتة عن العلماء الذين عرفت في مراكش والذين كانوا يعتقدون بأنهم يملكون الحقيقة المطلقة لمجرد أنهم مسلمون. حين يكون فعل الإيمان ثمرة مسار من التفكير والتأمل، فإنه يدفع للنظر إلى الأشياء والكائنات نظرة نسبية. ينبغي لأركان العقيدة وشعائرها، والتي هي ملازمة لكل ديانة، أن يفضيا في النهاية إلى أخلاق، ومن دون هذا لن يكون لأركان العقيدة ولا للشعائر من معنى" (ص 151).
"وكيف لا نَرِقُ لآلام الإنسان وشجون الكائن البشري، بغض النظر عن دينه وعرقه ولسانه . تنتصب أمامنا الأوهام حين نكون بعيدين عن حقيقة الكائنات والأشياء. كل ما تلفه الأساطير هو حجب للواقع" (ص 165).
"من السهل دائماً التذرع بالدين للوصول إلى السلطة، ولكن بعد الوصول إليها يصعب ممارستها حسب التعاليم الأخلاقية المزعومة... الناس في حاجة إلى الأمن والخبز والأمل، وحين لا ينالون ما يتطلعون إليه فإنهم يختارون من بإمكانه أن يوفّر لهم الأمن والخبز والأمل" (ص 193).
"كل نفس ذائقة الموت. هكذا يقول القرآن الكريم. لكن الموت لا يُنهي أفعال الخيرين من الناس ولا سلطان له على أفكارهم التي تبقى بعد ذهاب أجسادهم. سيصير الجسد تراباً من حيث أتى، لكن الروح أبدية كما هي كذلك أعمال الشخص وأفكاره" (ص 241).
مراجع
عدل- ^ ا ب الجزيرة.نت > المعرفة > كتب > المورسكي نسخة محفوظة 25 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- ^ جريدة الشرق الأوسط > «الموريسكي» يوقظ مآسي التاريخ ويبعث برسالة إلى المغرب وإسبانيا[وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-13.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ "حسن أوريد: الرواية التاريخية استشفاء نفسي". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2020-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-19.
- ^ الملك يعين عبد الحقّ المريني ناطقا رسميا باسم القصر الملكي هسبريس، تاريخ الولوج 30 أكتوبر 2012 نسخة محفوظة 14 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.