المسجد الأعظم (تينمل)
30°59′04.73″N 8°13′42.51″W / 30.9846472°N 8.2284750°W
نوع المبنى | |
---|---|
المكان | |
المنطقة الإدارية | |
البلد |
تصنيف تراثي | |
---|---|
النوع | |
السنة | |
المعايير |
الإحداثيات |
---|
مسجد تينمل أو مسجد تينمل الكبير ويُعرف أكثر باسمِ المسجد الأعظم هو مسجدٌ يعودُ للقرن الثاني عشر ويقعُ في قرية تينمل في جبال الأطلس الكبير بالمغرب. على الرغم من أنه لم يعد مسجدًا أو مكانًا للعبادة اليوم كما كان قبل مئات السنين، إلا أنّ بقاياهُ محفوظةٌ ومصانة باعتبارهِ موقعًا تاريخيًا داخل القرية.[4] بُني هذا المسجد في نفسِ الموقع الذي دُفن فيه ابن تومرت مؤسّس الدولة الموحدية، ويُعتبر نموذجًا هامًا ومثالًا بارزًا على العمارة الموحدية في المغرب.[5]
شُيّد هذا المسجد من لدن الخليفة عبد المؤمن بن علي الموحدي حوالي سنة 547 ه/ 1153 ويتسعُ بالعرض أكثر من العمق، بينما تُشكّل صومعته استثناءً من حيثُ شكلها إذ تتخذُ تصميمًا مستطيلًا، وتتواجد وراء المحراب حيثُ يبرز هيكلها خارج جدار القبلة، كما يضمُّ المسجد الأعظم بتينمل بيتًا جانبيًا للصلاة ذا تسع بلاطات عمودية، وصحنًا مستطيلَ الشكل.[6]
تعرض المسجد في الثامن من أيلول/سبتمبر2023 لدمارٍ جزئي إلى كبير كما سقطت أجزاءٌ كبيرةٌ من صومعته وذلك بسببِ الزلزال الذي ضرب منطقة الأطلس والذي تسبب في الدمار الجزئي لعددٍ من المباني التاريخية والأثريّة.[7]
التاريخ
عدلسيطرة الدولة الموحدية على تينمل
عدلتقعُ قرية تينمل على طول ممر جبل الأطلس الكبير المهم المعروفِ باسم تيزي-ن-تست بين مراكش في الشمال ومنطقة سوس في الجنوب، وكانت العاصمة الأولى للحركة الموحدية التي أسَّسها ابن تومرت، حيثُ استوطنَ أتباعه القرية عام 1124 أو 1125 ميلاديّة وأصبحت القاعدة الرئيسيّة لهم والتي يشنّون منها هجماتهم وغزواتهم على المرابطين الذين كانوا يحكمون المنطقة في ذلك الوقت.[8][9] قرّرت الدولة الموحدية مباشرةً بعد استيطانها تينمل أو بعد فترةٍ وجيزةٍ بناء أول مسجدٍ في القرية.[10]
بناء المسجد
عدلعندما توفي ابن تومرت عام 1130، قرّر أتباعه دفنه في القرية التي قطنها كما بنوا ما يُشبه الحرم الديني في موقعِ قبره.[11] قرَّر عبد المؤمن بن علي الذي تولى قيادة الدولة الموحدية من بعد ابن تومرت بناء مسجدٍ جديدٍ بالقربِ من مكان دفن القيادي السابق أو في نفس الموقع وذلك في عام 1148، كما وثَّقت ذلك الوثائق التاريخية.[12] :96[13] أرَّخَ كتاب روض القرطاس تاريخ تأسيس المسجد في 1153-1154م (548هـ)،[14][15][16] ومن المرجح أنّ هذا الاختلاف الطفيف في التاريخ الدقيق لبناية المسجد راجعٌ للخلطِ غير المتعمّد بينَ المسجد الجديد ومسجد تينمل القديم الذي كان مكانًا للعبادة والصلاة.[11][13] بدأَ بناء المسجد بعد فترةٍ وجيزةٍ من فتح مراكش (1147) وبدء بناء مسجد الكتبية هناك. تُظهر الهندسة المعمارية لمسجد تينمل العديد من أوجه التشابه مع جامع الكتبية، ومن المحتمل أنه قد بُني وصُمِّمَ من قِبل حِرفيين من مراكش.[8][10][15] كان المسجد أصغر حجمًا من المساجد الموحدية الكبرى الأخرى حيث صُمّمَ ليُناسب حجم تينمل، ورغم ذلك فقد حظي بشهرة كبيرة، حيث دُفن عددٌ من حكام الموحدين اللاحقين بالقربِ منه لما مثّله من رمزيّة للدولة الموحدية التي دخلت في حربٍ معَ الدولة المرينية فاتخذ الموحدون في مراكش موقفًا نهائيًا بالصمودِ في تينمل حتى هُزم آخر قادتهم وتم أسرهم هناك عام 1275.[17]
العصر الحديث
عدلتعرض المسجد للخراب مع مرور السنين، ورُمِّمَ جزئيًا في منتصفِ القرن العشرين،[18][19] ثم جدّدت الدولة المغربية أعمال الترميم في تسعينياتِ القرن العشرين.[20][21] لم يعد المسجد مكانًا للعبادة والصلاة، ولكنه مفتوحٌ للزوار باعتبارهِ موقعًا تاريخيًا، مما يجعله أحد المساجد القليلة في المغرب المفتوحة للزوار المسلمين وغيرِ المسلمين على حدٍ سواء.[13][22] تمكن المغرب سنة 1995 من تسجيل العديد من المواقع في لائحة التراث العالمي، ومن بينها موقع المسجد الأعظم لتينمل التي انضمت إلى قائمة مواقع التراث العالمي في المغرب سنة 1995 ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو.[23][24] قبل أن تبدأ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في كانون الثاني/يناير 2023 العمل على ترميمٍ جديدٍ للمسجد قصد حمايته.[25][26]
زلزال 2023
عدلتعرض المسجد لأضرار بالغة في زلزال مراكش آسفي 2023،[27][28] حيث انهارت أجزاءٌ من برج المئذنة وبعض الجدران الأخرى، ووعدت وزارة الثقافة المغربية بترميمِ المسجد، فيما أشارت اليونسكو إلى أنها ستُرسل فريقا لتقييم الأضرار.[28]
تاريخ المسجد
عدلتخليداً لذكرى المهدي بن تومرت أمر الحاكم الذي حَكَم خلفه السلطان عبد المومن بن علي الكومي في سنة 1153م ببناء مسجد تينمل.
بُني المسجد بتصميم ذي شكل مستطيل على مساحة طولها 48,10 مترا وعرضها 43,60 مترا وهو محاط بسور مرتفع تعلوه شرفات. تتكون قاعة الصلاة من تسع أروقة موجهة نحو القبلة، كما يشكل التقاء البلاط المحوري والرواق الموازي لجدار القبلة شكلا هندسيا على نحو الحرف اللاتيني T. أما القباب الثلاث فتتوزع بشكل منتظم على طول رواق القبلة، إلا أنه لم يتبق منها إلا واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية. ترتكز أروقة المسجد على دعامات مبنية من الآجر بواسطة أقواس متنوعة الأشكال، تساهم في إعطاء جمالية خاصة لقاعة الصلاة، وتعلو المنبر والمحراب صومعة مستطيلة الشكل، وهو ما يعتبر استثناء في هندسة الجوامع بالمغرب. أما الصحن فيمتد شمال غرب قاعة الصلاة وهو محاط بأروقة. من حيث الزخرفية يشكل محراب تينمل إحدى روائع الفن الإسلامي بالمغرب. و صفوة القول أن مسجد تينمل يتميز بأحجام متوازنة وتناسق تركيبي تدريجي لمرافقه المركزة جميعها على عنصر المحراب ليس فقط على مستوى الزخرفة بل وحتى على مستوى الترابطات الهندسية وترابطات الأحجام.
مصادر ومراجع
عدل- ^ مُعرِّف مشروع في موقع "أرش إنفورم" (archINFORM): 12589. مذكور في: أرش إنفورم. الوصول: 31 يوليو 2018. لغة العمل أو لغة الاسم: الألمانية.
- ^ مُعرِّف مشروع في موقع "أرش إنفورم" (archINFORM): 12589. مذكور في: أرش إنفورم. الوصول: 30 يوليو 2018. لغة العمل أو لغة الاسم: الألمانية.
- ^ ا ب ج د ه وصلة مرجع: http://idpc.ma/.
- ^ "الأشغال متواصلة لترميم مسجد "تينمل" الأعظم بإقليم الحوز". Aldar.ma. 30 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-10.
- ^ "المغرب يرمم مسجدا تاريخيا.. ماذا تعرف عن "تينمل"؟". Maghrebvoices. 30 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-10.
- ^ مساجد مغربية عبر التاريخ، إعداد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (PDF) صفحة 40نسخة محفوظة 15 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "زلزال المغرب دمّر وجهات سياحية غنية بالمعالم الأثرية.. بعضها يعود للقرن الثاني عشر". 9 سبتمبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-09.
- ^ ا ب Bennison، Amira K. (2016). The Almoravid and Almohad Empires. Edinburgh University Press.
- ^ Abun-Nasr، Jamil (1987). A history of the Maghrib in the Islamic period. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 89-90, 106. ISBN:0521337674.
- ^ ا ب Salmon، Xavier (2018). Maroc Almoravide et Almohade: Architecture et décors au temps des conquérants, 1055-1269. Paris: LienArt.:96
- ^ ا ب Lakhdar، Kamal. "Tinmel Mosque". Discover Islamic Art, Museum With No Frontiers. مؤرشف من الأصل في 2023-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-14.
- ^ Salmon، Xavier (2018). Maroc Almoravide et Almohade: Architecture et décors au temps des conquérants, 1055-1269. Paris: LienArt.Salmon, Xavier (2018). Maroc Almoravide et Almohade: Architecture et décors au temps des conquérants, 1055-1269. Paris: LienArt.
- ^ ا ب ج Bloom، Jonathan M. (2020). Architecture of the Islamic West: North Africa and the Iberian Peninsula, 700–1800. Yale University Press. ص. 123–127.
- ^ Bennison، Amira K. (2016). The Almoravid and Almohad Empires. Edinburgh University Press.Bennison, Amira K. (2016). The Almoravid and Almohad Empires. Edinburgh University Press.
- ^ ا ب Dodds، Jerrilynn D.، المحرر (1992). Al-Andalus: The Art of Islamic Spain. New York: The Metropolitan Museum of Art. ص. 87–93. ISBN:0870996371.
- ^ "Qantara - The Tinmel Mosque". www.qantara-med.org. مؤرشف من الأصل في 2023-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-15.
- ^ Abun-Nasr، Jamil (1987). A history of the Maghrib in the Islamic period. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 89-90, 106. ISBN:0521337674.Abun-Nasr, Jamil (1987). A history of the Maghrib in the Islamic period. Cambridge: Cambridge University Press. pp. 89–90, 106. ISBN 0521337674.
- ^ Bloom، Jonathan M. (2020). Architecture of the Islamic West: North Africa and the Iberian Peninsula, 700–1800. Yale University Press. ص. 123–127.Bloom, Jonathan M. (2020). Architecture of the Islamic West: North Africa and the Iberian Peninsula, 700–1800. Yale University Press. pp. 123–127.
- ^ Lakhdar، Kamal. "Tinmel Mosque". Discover Islamic Art, Museum With No Frontiers. مؤرشف من الأصل في 2023-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-14.Lakhdar, Kamal. "Tinmel Mosque". Discover Islamic Art, Museum With No Frontiers. Retrieved November 14, 2020.
- ^ "Réhabilitation de la mosquée de Tinmel: Ahmed Toufiq et Mohamed Mehdi Bensaid s'enquièrent de l'état d'avancement du projet". Le 360 Français (بالفرنسية). 29 Jan 2023. Archived from the original on 2023-10-03. Retrieved 2023-09-09.
- ^ Chaker, Hiba (10 Feb 2023). "Nouvelle réhabilitation de la mosquée de Tinmel". Maroc Hebdo (بالفرنسية). Archived from the original on 2023-10-03. Retrieved 2023-09-09.
- ^ Lauer, Nancy. "Tin Mal Mosque". Open Doors Morocco (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-10-03. Retrieved 2020-11-15.
- ^ (وصلة إنجليزية) موقع اليونسكو عن المسجد الكبير لتينمل نسخة محفوظة 07 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "Mosquée de Tinmel". UNESCO World Heritage Centre (بالفرنسية). Archived from the original on 2023-10-01. Retrieved 2023-09-10.
- ^ Chaker, Hiba (10 Feb 2023). "Nouvelle réhabilitation de la mosquée de Tinmel". Maroc Hebdo (بالفرنسية). Archived from the original on 2023-10-03. Retrieved 2023-09-09.Chaker, Hiba (10 February 2023). "Nouvelle réhabilitation de la mosquée de Tinmel". Maroc Hebdo (in French). Retrieved 2023-09-09.
- ^ "Réhabilitation de la mosquée de Tinmel: Ahmed Toufiq et Mohamed Mehdi Bensaid s'enquièrent de l'état d'avancement du projet". Le 360 Français (بالفرنسية). 29 Jan 2023. Archived from the original on 2023-10-03. Retrieved 2023-09-09."Réhabilitation de la mosquée de Tinmel: Ahmed Toufiq et Mohamed Mehdi Bensaid s'enquièrent de l'état d'avancement du projet". Le 360 Français (in French). 29 January 2023. Retrieved 2023-09-09.
- ^ Goillandeau, Martin (9 Sep 2023). "Earthquake appears to have damaged 12th-century Tinmal Mosque". CNN (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-10-03. Retrieved 2023-09-09.
- ^ ا ب "Morocco earthquake damages historic mountain mosque". Reuters (بالإنجليزية). 10 Sep 2023. Archived from the original on 2023-10-03. Retrieved 2023-09-10.