الفنون الجميلة في المغرب

هذه النسخة المستقرة، فحصت في 28 سبتمبر 2024. ثمة تعديلان معلقان بانتظار المراجعة.

يعود تاريخ الفن المغربي إلى الحقبة ما قبل التاريخ عبر النقوش الصخرية.[1] ومنذ قرون حضر الفن في المغرب من خلال الزربيّة والسجّاد والخزف والحلْي والصناعة التقليديّة والعمارة، والفسيفساء والزليج والنقش على الخشب متشبعًا بجذوره الأمازيغيّة والعربيّة الإسلاميّة والمشرقيّة والأندلسيّة والإفريقيّة والمتوسطيّة. لكن اللوحة كقماشة وإطار، أوالقطعةُ النحتيّة بالمفهوم الحديث، لم تظهر إلا في بداية القرن العشرين.[2]

الفنون الجميلة في المغرب
 
البلد المغرب  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات

مراحل التطور

عدل
 
مشهد احتفالي لمحمد بن علي الرباطي

ينقسم الفن التشكيلي في المغرب إلى ثلاثة مراحل.

  • المرحلة الأولى قبل الإستعمار، كان خلالها الفن التشكيلي عبارة عن إعادة إنتاج للإبداع الغربي.
  • المرحلة الثانية خلال الإستعمار والتي تعتبر أسوء مرحلة عرفها تاريخ الفن التشكيلي في المغرب، أي أنها كانت مرحلة تشويه واستغلال وإبعاد عن الثقافة الهوية،
  • المرحلة الثالثة هي المرحلة الاستقلال الفني والتي شهدت تطورا أكاديميا للفن التشكيلي المغربي وتحريرا له من ذاكرته الكولونيالية.[3] بدأ حضور بعض الرسامين المغاربة ابتداء من سنة 1951 في معارض رسامين أوروبيين في المغرب. وفي سنة 1952، في معرض الشتاء بمراكش، عرض فريد بلكاهية، وعمر مشماشة، والطيب لحلو، وحسن الكلاوي، ومولاي أحمد الإدريسي، ومحمد الحمري، ومحمد بن علال. واقيم أيضًا بين نهاية السنوات الأربعينيات وسنة الاستقلال، بعض أوائل المعارض الفردية (الحمرى، ومريم مزيان، (أول رسامة مغربية) وفريد بلكاهية). ثم إن معارض شخصية دشنت في الخارج، (الكلاوي والإدريسي وأحرضان والبايز واليعقوبي) وبعد الاستقلال أي في السنوات الخمسين، أقيمت في المغرب معارض فردية، من بينها معارض المكي مورسيا والمكي مغارة والجيلالي الغرباوي وكريم بناني ومحمد المليحي ومحمد عطا الله وسعد السفاج وأحمد الشرقاوي.[4]

حقبة 1955-1965

عدل
 
الشعيبية طلال

بدأ في سنة 1965 ظهور الفن التشكيلي مع "حلقة مدرسة الفنون الجميلة" في الدار البيضاء، التي كانت تضمّ فنّانين مثل فريد بلكاهية ومحمد شبعة ومحمد مليحي ومحمد حميدي ومصطفى حفيظ[5] [6]. لعب مجموعُ هؤلاء الفنّانون، كما يقول محمد قاسمي، "دورًا مهمًّا على المستوى البيداغوجيّ (التربية البصريّة) وعلى صعيد صياغة المفاهيم الفنّيّة. والحد من التأثير الأجنبي (الاستعماري) في هذه الصياغة. لقد قدم هؤلاء الرواد مجهودا ضخما انطلقت معه أولى بوادر التشكيل المغربي، (1955-1965) ذلك أنه عانى كثيرا من العوائق والإحباطات. تجلت العوائق في انعدام ثقافة بصرية لدى المغاربة آنذاك (إلا ما كان خاصا بالفسيفساء والزليج والقيشاني)، وفي وقوف التقاليد الدينية أو عالرفية في وجه كل محاولة يقصد منها إدماج الفنون التشكيلية. وتجلت الإحباطات في أن مستهلك التشكيل المغربي أجنبي وليس محليا، ولذلك، كان استغلال الإمكانيات التشكيلية المحلية يكاد أن يكون ضعيفا. يضاف كل هذا إلى أن جيل الانطلاقة عانى من سلطة الآباء الواقعين تحت تأثير فكرة حرمة التصوير التي جهر بها الفقهاء وأشاعوها في الناس، فكان أن منع الآباء أبناءهم من ممارسة الرسم تعلما وتعليما وهواية واحترافا. ولم يصمد في وجه هذه الفكرة إلا الرسامون الذين ذهبت بهم الجرأة إلى أبعد مدى، أو الذين كان لهم آباء متنورون، وحتى العامة، ما كانوا يرون في الرسام سوى إنسان يشغل وقته بما لا يليق به,[7] في هاته الحقبة أقيمت عدد من المعارض الجماعية، مما ساهم في إعطاء نظرة أولى عامة عن الرسم المغربي. وبين المعارض التي أقيمت في الخارج يمكن ذكر مساهمة المغرب في بينالي الإسكندرية الثاني سنة 1957، شارك فيه بالإضافة إلى الرسامين الذين ذكروا، ( حسداي الموزنينو وبنهاييم ومريس أراما وحسين) إضافة إلى معرض الفنانين المغاربة في سان فرانسيسكو ميزيوم أوف ارت سنة 1957، وفي رواق المغرب في المعرض الدولي ببروكسيل سنة 1958، وفي واشنطن ولندن وفيينا وغيرها.[4] [8]

التيارات الفنية

عدل
 
ماحي بينبن
 
محمد مليحي

مارس جيل الانطلاقة التشكيل الذي كان آنذاك عبارة عن اتجاهين رئيسين هما التشخيصية أي الانطباعية والفطرية، واللاتشخيصية أي التجريدية التي اشتملت على الغنائية والمفارقية والعلامية والإلصاقية والهندسية والسوريالية والتلفيقية. ويلاحظ أن التشخيصية الفطرية قامت على العصامية، والتشخيصية الانطباعية على الدرس الأكاديمي، على حين امتازت اللا تشخيصية بكون أغلب ممثليها تخرجوا من كبريات المدارس الفنية الغربية. يستثني منهم أحمد اليعقوبي، الذي كان عصاميا شجعه على الرسم رسامون غربيون أقاموا في طنجة في السنوات الخمسين. يعتبر الباحث والفنان المغربي إبراهيم الحيسن بأن الفن في المغرب يعاني من هشاشة في البنيات التحتية و ضعف في الرؤية، قائلا :

" إن الممارسة التشكيلية لدينا لا تزال مطبوعة بكثير من الارتباك والعجز عن المنافسة العالمية بسبب الوضع المحلي الذي يفتقر إلى سوق فنية دينامية منتظمة، ويقل فيه التشجيع والتأطير وسبل التزود بالمعرفة الفنية الكافية إبداعياً وبيداغوجياً وأكاديمياً، إلى جانب ضعف وهشاشة البنيات التحتية الفنية وغياب الاعتراف بالإبداع التشكيلي داخل برامج سياساتنا ومخططاتنا الثقافية بوجه عام، زد على ذلك غياب المنتديات الفنية الفاعلة وضعف الدرس الجمالي في المدرسية المغربية، بمختلف أسلاك التعليم ...".[9]

المدارس والمتاحف

عدل

أبرز الفنانين التشكيليين المغاربة

عدل
 
معرض المغرب المعاصر، معهد العالم العربي باريز 2014 [11]
 
فن الزليج بفاس

الجيل الأول من الفنانين الفطريين

عدل
  • راضية بنت الحسين، ولدت سنة 1912 توفيت في سنة 1994 الفن الفطري [13]
  • فاطمة الكبوري 1924، آسفي، المغرب، الفن الفطري

الجيل الأول من المتخرجين من مدارس الفنون الجميلة

عدل

الجيل الثاني

عدل
  • محمد شبعة، ولد طنجة، 1935-2013  (حلقة 1965).
  • فريد بلكاهية، ولد بمراكش، 1934-2014 (حلقة 1965).
  • محمد مليحي، ولد في أصيلة، عام 1936 (حلقة 1965).
  • المكي مغارة، بتطوان، 1933-2009 (حلقة 1965) محمد حميدي (حلقة 1965).
  • مصطفى حفيظ (حلقة 1965).
  • كريم بناني، بفاس 1936.
  • مليكة أكزناي سنة 1938 في مراكش.
  • سعد بن السفاج، بتطوان 1939.
  • ميلود لبيض، بقلعة السراغنة، 1939-200.
  • عبد اللطيف الزين، (1940 - 2016).
  • محمد القاسمي، 1942، في مدينة مكناس.
  • محمد أمين دمناتي، (1942 - 1971).
  • عبد الرحمن الصقلي، ولد بالناظور سنة 1943.
  • محمد بناني، 1943 بتطوان.
  • عبد الكريم الغطاس، بالدار البيضاء، 1945.
  • خديجة طنانة 1945 بتطوان.
  • حسن السلاوي، فاس سنة 1945.
  • أحمد بن يسف، 1945 في مدينة تطوان.
  • عبد الحيّ الملاخ، 1947 بمراكش.

الجيل الثالث

عدل
  • فؤاد بلامين، بفاس 1950.
  •  
    حواف من الكتان الطبيعي مطرزة بالحرير الأحمر بتصميم هندسي من خيطين متشابكين، القرن 19
    أحلام المسفر، ولدت سنة 1950 في الجديدة،.
  • نجية مهادجي ولدت سنة 1950 في باريس.
  • بوشتى الحياني، ولد بتاونات 1952.
  • عبد الكريم الوزاني، بتطوان سنة 1954.
  • للا الصعيدي ولدت سنة 1956.
  • ماحي بينبين، ولد سنة 1959.
  • إكرام القباج ولدت سنة 1960.
  • ليلى الشرقاوي، 1962 في الدار البيضاء.
  • مليكة أكزناي ولدت 1963 الدار البيضاء.
  • مونية عبد العالي ولدتسنة 1964.
  • مونات الشراط ولدتسنة 1965 في الدار البيضاء.
  • فتيحة الزموري ولدت سنة 1966  كنزة بنجلون سنة 1966 في الدار البيضاء.
  • فاطمة ملال، 1968، تنغير عصامية (الفن الفطري).
  • محمد بابة من مواليد سنة 1973 وأول خريج بعد احداث المعهد الوطني للفنون الجميلة سنة 1993.

كتب حول الفن التشكيلي المغربي

عدل
  • فريد الزاهي، الجسد والصورة والمقدس في الإسلام، 1999 [14]
  • عبد الكبير الخطيبي، مقدمات في الفن العربي المعاصر، 2003
  • بوجمعة أشفري، الفن بين الكلمة والشكل، 2005
  • زهرة زيراوي، الفن التشكيلي، مقامات أولى، 2005
  • شفيق الزكَاري، قراءة في التشكيل المغربي ، 2005
  • شفيق الزكَاري، التشكيل المغربي بين الهوية والحداثة، 2007
  • إبراهيم الحيسن، أوهام الحداثة في الفن التشكيلي المغربي 2009
  • إدريس كثير، هشاشة الفن المفرطة، 2011
  • عزيز أزغاي، التشكيل وخطاباته، 2015 [15]
  • موليم العروسي، الفن التشكيلي في المملكة المغربية 2019
  • عبد العالي معزوز، فلسفة الصورة، 2020
  • وبنيونس عميروش، قراءات في التصوير المغربي المعاصر
  • ونور الدين أفاية، صور الوجود في السينما والفلسفة، 2023
  • وعزالدين بوركة، الفن التشكيلي في المغرب من البدء إلى الحساسية، 2018
  • وعبد الله الشيخ، المصطلحات الفنية في النقد التسكيلي العربي: مقاربة وسائطية لبعض النماذج المغربية، 2021
  • ومحمد الشيكَر، الفن في أفق ما بعد الحداثة، التشكيل المغربي مموذجا، 2016
  • شرف الدين مجدولين، المؤٍّلف في الصورة، الكتابة البصرية في الفن المعاصر، 2024
  • ..........

المغرب في الفن والأدب العالميين

عدل

يظهر اسم المغرب في العديد من الأعمال الفنية والأدبية العالمية، من أدب، أدب الرحلة مثالا، والسينيما، وغيرهما.

معرض صور

المراجع

عدل
  1. ^ أحمد بوكوس. الھیمنة والاختلاف في تدبیر التنوع الثقافي. دار الكتاب الثقافي. مؤرشف من الأصل في 2022-10-30.
  2. ^ الدكتور خير الدين عبد الحمن (2015). حيرة الفن التشكيلي ما بين جذور واغتراب(بالعربية)) (الأولى ed.). عمان- الأردن: أمواج للنشر والتوزيع. p. 45. ISBN:2014/7/3186. Archived from the original on 2022-10-30. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (help) and تأكد من صحة |isbn= القيمة: حرف غير صالح (help)صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)دار الكتاب الثقافي. المرأة في الخطاب الأدبي الإعلامي والثقافي. دار الكتاب الثقافي. مؤرشف من الأصل في 2022-10-30.
  3. ^ عبد اللطيف الوراري (12 أغسطس 2022). "التجربة التشكيلية في المغرب: تحرير الفن من ذاكرته الكولونيالية وبحث سبل الحداثة". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 2022-09-30.
  4. ^ ا ب "عبدالكبير أجوي - نشأة الفن التشكيلي المغربي (1/2)". الأنطولوجيا (بar-AR). Archived from the original on 2020-08-15. Retrieved 2020-08-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  5. ^ ""الأزرق وألوان أُخرى".. الفنّ التشكيلي في المغرب حتى التسعينيات". العربي الجديد. 9 يونيو 2023.
  6. ^ ساندرا كرم (7 مايو 2019). "محمد المليحي.. مطلق السكون والحركة". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2024-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-28.
  7. ^ "حلقة 65 التشكيليّة: جدلُ التراث والحداثة". الآداب (بالإنجليزية). 15 Jan 2018. Archived from the original on 2020-01-17. Retrieved 2020-08-15.
  8. ^ "الفن التشكيلي المغربي: من تطوان إلى مدريد". العربي الجديد. 20 ديسمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2021-12-18. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-28.
  9. ^ "واقع الفن التشكيلي المغربي ... حداثة وإنجازات ومصاعب". اندبندنت عربية. 10 أغسطس 2022. مؤرشف من الأصل في 2023-03-29. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-12.
  10. ^ عز الدين بوركة (23 سبتمبر 2023). "مدرسة تطوان : من بيرتوتشي إلى المعاصرة". ضفة ثالثة. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-28.
  11. ^ ".. ومعرض شامل عن المغرب المعاصر في معهد العالم العربي". aawsat.com. مؤرشف من الأصل في 2024-09-13. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-12.
  12. ^ "Wayback Machine". web.archive.org. 2 فبراير 2017. مؤرشف من الأصل في 2017-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-30.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  13. ^ HAITAMI، PDG : Mohammed. "رواق 38 يكشف لأول مرة عن 40 لوحة للتشكيلية راضية بنت الحسين بالبيضاء". الصحراء المغربية. مؤرشف من الأصل في 2022-10-30. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-30.
  14. ^ التشكيلي في المغرب "الفنّ التشكيلي في المغرب". الآداب (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-01-15. Retrieved 2020-08-15. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (help)
  15. ^ "قرأنا لكم - "التشكيل وخطاباته" دراسة نقدية عن الفن التشكيلي المغربي". مونت كارلو الدولية / MCD. 11 يوليو 2015. مؤرشف من الأصل في 2023-06-03. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-28.