ويكيبيديا

العبودية في كوريا

وُجدت العبودية في كوريا رسميًا منذ العصور القديمة حتى القرن العشرين. كانت مهمةً جدًا في كوريا العصور الوسطى؛ وكانت مؤسسة رئيسية. بدأت العبودية في التراجع في القرن الثامن عشر.

تعتبر ممارسة العبودية حاليًا غير قانونية في كوريا الجنوبية، على الرغم من الأشكال الخفية من العبودية الحديثة غير المشروعة متل الإتجار بالبشر، التي ما تزال موجودة. في كوريا الشمالية، ما تزال تُمارَس العبودية من قبل نظام الدولة.[1][2][3][4] يُقدّر أن 10.4 بالمئة تقريبًا من سكان كوريا الشمالية مُستعبدون فعليًا اعتبارًا من عام 2018.[5]

تاريخها

عدل

وُجدت العبودية في كوريا منذ ما قبل فترة الممالك الكورية الثلاث، أي منذ نحو 2000 عام تقريبًا.[6] وُصفت العبودية بأنها «مهمة جدًا في كوريا العصور الوسطى، وربما أكثر أهمية منها في أي بلد شرق آسيوي آخر، لكن بحلول القرن السادس عشر، كان النمو السكاني يجعلها غير ضرورية».[7] وفقًا للباحث في الدراسات الكورية مارك إيه. بيترسون من جامعة بريغهام يونغ، فإن ـطول سلسلة العبودية غير المنقطعة التي تمتلكها كوريا يعتبر أكبر من أي مجتمع آخر في التاريخ (تمتد نحو 1500 عام)،[8][9] وهو ما يعزوه بيترسون إلى تاريخ طويل من التحولات السلمية والمجتمعات المستقرة في كوريا.[10]

حررت سلالة جوريو الحاكمة العبيد على نطاق واسع في عام 956. أصدر غوانغونغ الغوريوي قانون العبيد والأرض، وهو قانون «جرّد النبلاء من الكثير من قوتهم البشرية المتمثلة على شكل عبيد، وطهر طبقة النبلاء القديمة، والرعايا الجديرين بالتقدير ونسلهم وأنسابهم العسكرية بأعداد كبيرة».[11] لا توجد معلومات عن العبودية في حقبة غوريو الوسطى. تكثفت العبودية واندلع العديد من تمردات العبيد في نهاية فترة حكم سلالة غوريو. حُرر العبيد على نطاق واسع في بداية حكم سلالة جوسون.

في حقبة جوسون، عُرف أفراد طبقة العبيد باسم نوبي(النوبيين). لم يكن ممكنًا التمييز بين النوبيين والرجال الأحرار (أي الطبقة الوسطى والعامة) وذلك بخلاف طبقة يانغبان الحاكمة، إذ كان بعضهم يمتلكون حقوق ملكية لممتلكاتهم، وهيئات قانونية وحقوق مدنية. لذلك، يناقش بعض الباحثين أنه من غير المناسب وصفهم «بالعبيد»،[12] في حين يصفهم باحثون آخرون «بالأقنان».[13][14] علاوة على ذلك، فإن الكلمة الكورية التي تشير إلى العبد الحقيقي، بالمعنى الأوروبي والشمال أمريكي، هي نوي (noye) وليس نوبي(nobi). كان بعض النوبيين يمتلكون نوبيًا خاصًا بهم.[15]

كان النوبي المنزلي يعمل بمثابة خادم شخصي ومحلي، وكان يتلقى معظمهم راتبًا شهريًا يمكن أن يزيد عليه الأرباح التي يكسبونها خارج ساعات عملهم الاعتيادية.[16][17] كان النوبيون المقيمون خارجًا يقيمون على بعد مسافة، وكانوا مختلفين عن المزارعين المستأجرين والعوام. كانوا مُسجلين رسميًا على أنهم وحدات عائلية مستقلة ويمتلكون منازلهم وعائلاتهم وأرضهم وثرواتهم الخاصة. كان عدد النوبيين المقيمين خارجًا أكبر بكثير من النوبيين المنزليين. في نظام شاكاي، كان يُعطى النوبي قطعتي أرض زراعيتين، ويدفع ما ينتج عن القطعة الأولى إلى السيد، وما ينتج من القطعة الثانية يبقى للنوبي ليستهلكه أو يبيعه.[18] للحصول على الحرية، يمكن للنوبي أن يشتريها، أو يكسبها من خلال الخدمة العسكرية، أو يحصل عليها بمثابة خدمة من الحكومة. ربما تراوح عدد السكان النوبيين إلى نحو ثلث السكان، ولكن في المتوسط كان يشكل النوبيون نحو 10 بالمئة من عدد السكان الكلي.

كان يُعتقد أن العلاقة الهرمية بين السيد الياغباني والنوبي مُكافئة للعلاقة الهرمية الكونفوشيوسية بين الحاكم والتابع، أو الأب والأبن.[19] كان يُعتبر النوبيون امتدادًا لجسد السيد نفسه، وقد طُورت أيديولوجية قائمة على الرعاية والالتزام المتبادل. وضحت سجلات أحداث (حوليات) الملك تايجونغ أن: «النوبي هو إنسان مثلنا أيضًا؛ لذلك، من المنطقي أن نعامله بسخاء»، «وفي بلدنا، نحن نحب النوبيين فيها كونهم يشكلون جزءًا من هيكلنا».[20]

في عام 1426، سنّ سيجونغ العظيم قانونًا منح فيه نساء الحكومة النوبيات 100 يوم إجازة أمومة بعد الولادة، وزادت في عام 1430 بمقدار شهر واحد تأخذها قبل الولادة. في عام 1434، منح سيجونغ الرجل أيضًا 30 يومًا إجازة أبوة.[21]

تراجع النظام النوبي في بداية القرن الثامن عشر.[22] كان هناك نقد لاذع للنظام النوبي بين المفكرين البارزين في كوريا منذ بداية حكم سلالة جوسون وخاصةً في بداية القرن السابع عشر. كان هناك مؤشرات إلى تغييرات في الموقف تجاه النوبيين حتى داخل حكومة جوسون.[23] نفّذ الملك يونغجو سياسة التحرير التدريجي في عام 1775، وقدم إلى جانب خلفه الملك جونغجو عدة اقتراحات وتطويرات خففت العبء على النوبيين، مما أدى إلى تحرير الغالبية العظمى من نوبيي الحكومة في عام 1801. إضافةً على ذلك، بحلول عام 1858، ساهم النمو السكاني، والعبيد الهاربين الكثيرين، والاستغلال التجاري المتزايد للزراعة وظهور طبقة صغار المزارعين المستقلين، في انخفاض عدد النوبيين إلى نحو 1.5% من المجموع الكلي للسكان. أُلغي النظام النوبي الموروث رسميًا بين عامي 1886 و1887،[15] وأُلغي ما تبقى من النظام النوبي من خلال إصلاح غابو في عام 1894.[24] مع ذلك، لم تختفِ العبودية بشكل كامل في كوريا حتى عام 1930، أثناء فترة الحكم الإمبراطوري الياباني.

استخدم اليابانيون بعض الكوريين في العمل القسري خلال الحكم الياباني لكوريا في فترة الحرب العالمية الثانية، وذلك تحت ظروف يمكن تشبيهها بالعبودية. تضمن ذلك إجبار الجيش الياباني الإمبراطوري للنساء على العبودية الجنسية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية تحت مسمى «نساء المتعة».[25]

المراجع

عدل
  1. ^ "Korea ranks 49th in Global Slavery Index". Korea Herald. 20 نوفمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.
  2. ^ "UN uncovers torture, rape and slavery in North Korea". The Times. 15 فبراير 2014. مؤرشف من الأصل في 2016-04-07.
  3. ^ "North Korea has most modern-day slaves in the world, report reveals, as rights abuses laid bare". 19 يوليو 2018. مؤرشف من الأصل في 2018-07-19.
  4. ^ "North Korea". freedomhouse.org. 29 يناير 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-08-10.
  5. ^ "Maps | Global Slavery Index". www.globalslaveryindex.org. مؤرشف من الأصل في 2020-11-20.
  6. ^ Junius P. Rodriguez (1 يناير 1997). The Historical Encyclopedia of World Slavery. ABC-CLIO. ص. 392–393. ISBN:978-0-87436-885-7. مؤرشف من الأصل في 2020-06-11.
  7. ^ Martin A. Klein (4 سبتمبر 2014). Historical Dictionary of Slavery and Abolition. Rowman & Littlefield Publishers. ص. 13. ISBN:978-0-8108-7528-9. مؤرشف من الأصل في 2020-08-20.
  8. ^ Peterson، Mark A.؛ Margulies، Phillip (2010). A Brief History of Korea. Infobase Publishing. ص. 47. ISBN:9781438127385. مؤرشف من الأصل في 2020-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-22. Despite the Mongol invasion in the 13th century and the Japanese in the 16th century, there was never sufficient social upheaval to unseat the slaveholding system. Rather, hereditary slaveholding through several dynasties became part of the longest unbroken chain of slavery of any country on Earth.
  9. ^ "하버드 한국학자가 말하는 한국은 평화로운 역사를 가진 나라?! 소개편 Peaceful Korea - Introduction". مؤرشف من الأصل في 2020-08-10.
  10. ^ Peterson، Mark A. (10 مايو 2020). "Korean slavery". The Korea Times. South Korea. مؤرشف من الأصل في 2020-08-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-22. And that is the first clue ― although in my list it's number nine ― that Korea had something going on in regard to peaceful transitions, stable societies and that was the case for centuries.
  11. ^ Breuker، Remco E. (2010). Establishing a Pluralist Society in Medieval Korea, 918-1170: History, Ideology and Identity in the Koryŏ Dynasty. BRILL. ص. 150. ISBN:978-90-04-18325-4. مؤرشف من الأصل في 2020-08-02.
  12. ^ Rhee، Young-hoon؛ Yang، Donghyu (يناير 2010). "Korean Nobi and American Black Slavery: An Essay in Comparison". Millennial Asia. ج. 1 ع. 1: 5–39. DOI:10.1177/097639961000100102. S2CID:143045976.
  13. ^ Bok Rae Kim (23 نوفمبر 2004). "Nobi: A Korean System of Slavery". في Gwyn Campbell (المحرر). Structure of Slavery in Indian Ocean Africa and Asia. Routledge. ص. 153–157. ISBN:978-1-135-75917-9.
  14. ^ Palais, James B. (1998). Views on Korean social history (بالإنجليزية). Institute for Modern Korean Studies, Yonsei University. p. 50. ISBN:9788971414415. Archived from the original on 2020-08-20. Retrieved 2017-02-15. Another target of his critique is the insistence that slaves (nobi) in Korea, especially in Choson dynasty, were closer to serfs (nongno) than true slaves (noye) in Europe and America, enjoying more freedom and independence than what a slave would normally be allowed.
  15. ^ ا ب Bok Rae Kim (23 نوفمبر 2004). "Nobi: A Korean System of Slavery". في Gwyn Campbell (المحرر). Structure of Slavery in Indian Ocean Africa and Asia. Routledge. ص. 162–163. ISBN:978-1-135-75917-9.
  16. ^ Seth, Michael J. (16 Oct 2010). A History of Korea: From Antiquity to the Present (بالإنجليزية). Rowman & Littlefield Publishers. p. 168. ISBN:9780742567177. Archived from the original on 2017-02-17. Retrieved 2017-02-16.
  17. ^ Campbell, Gwyn (23 Nov 2004). Structure of Slavery in Indian Ocean Africa and Asia (بالإنجليزية). Routledge. p. 155. ISBN:9781135759179. Archived from the original on 2017-02-17. Retrieved 2017-02-16.
  18. ^ Campbell, Gwyn (23 Nov 2004). Structure of Slavery in Indian Ocean Africa and Asia (بالإنجليزية). Routledge. p. 154. ISBN:9781135759179. Archived from the original on 2017-02-17. Retrieved 2017-02-16. The serfdom thesis is based largely on the work of the North Korean scholar, Kim Sok-hyong, who divided nobis into 'resident' and 'non-resident' groups. The former lived under the same roof as their masters, for whom they performed domestic and the greater part of agricultural labour. The latter dwelt far from their masters' houses, cultivating land for which they paid rent to their masters, and possessed their own personal property. In reality, their situation was similar to that of tenant farmers. Kim therefore considered 'resident' nobis to be slaves, and 'non-resident' nobis to be serfs. As the latter group were far more numerous, he concluded that serfdom characterized Chosun society.
  19. ^ Kim, Youngmin; Pettid, Michael J. (Nov 2011). Women and Confucianism in Choson Korea: New Perspectives (بالإنجليزية). SUNY Press. p. 140. ISBN:9781438437774. Archived from the original on 2020-08-20. Retrieved 2017-02-16.
  20. ^ Campbell, Gwyn (23 Nov 2004). Structure of Slavery in Indian Ocean Africa and Asia (بالإنجليزية). Routledge. p. 156. ISBN:9781135759179. Archived from the original on 2017-02-17. Retrieved 2017-02-16.
  21. ^ Yi, Pae-yong (2008). Women in Korean History 한국 역사 속의 여성들 (بالإنجليزية). Ewha Womans University Press. p. 267. ISBN:9788973007721. Archived from the original on 2020-06-10. Retrieved 2018-08-18.
  22. ^ Campbell, Gwyn (23 Nov 2004). Structure of Slavery in Indian Ocean Africa and Asia (بالإنجليزية). Routledge. p. 157. ISBN:9781135759179. Archived from the original on 2020-08-19. Retrieved 2017-02-16.
  23. ^ Kim, Youngmin; Pettid, Michael J. (Nov 2011). Women and Confucianism in Choson Korea: New Perspectives (بالإنجليزية). SUNY Press. pp. 140–141. ISBN:9781438437774. Archived from the original on 2020-08-20. Retrieved 2017-02-14.
  24. ^ Korean History: Discovery of Its Characteristics and Developments. Hollym. 1 يناير 2004. ص. 14. ISBN:978-1-56591-177-2. مؤرشف من الأصل في 2020-08-20.
  25. ^ Helen Tierney (1 يناير 1999). Women's Studies Encyclopedia. Greenwood Publishing Group. ص. 277. ISBN:978-0-313-31071-3. مؤرشف من الأصل في 2020-10-01.
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=العبودية_في_كوريا&oldid=52622545»