الطائفة الملكانية

طائفة دينية مسيحية

الملكانيون أو الملكيون هي تسمية تطلق على المسيحيين من الروم الأرثوذكس والكاثوليك الذين يتبعون الطقس البيزنطي.

ترنيمة ملكانية مخطوطة بالسريانية بخط أسطرنجيلي (القرن الحادي عشر)، دير سنت كاترين، سيناء.

تعود التسمية إلى السريانية "ܡܠܟܝܐ" ملكويي/ملكايي بمعنى «أتباع الملك» كونهم تبعوا الأباطرة البيزنطيين عقب الخلافات الكنسية في القرن الخامس الميلادي. ينتشر أتباع هذا التقليد المسيحي في الشرق الأوسط وبخاصة في سوريا ولبنان وفلسطين (إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة) والأردن.[1]

يرى الملكيون أنفسهم على أنهم المسيحيون الأوائل، ويرجعون تاريخ كنيستهم لزمن تلاميذ المسيح.[2] ويقال أن هذا المجتمع الأول كان خليطًا من أفراد يونان ورومان وسريان ويهود. بعد السيطرة الإسلامية على الشام في القرن السابع الميلادي، بدأ الملكيون باستخدام اللغة العربية في لغتهم الطقسية ومع التعريب التدريجي الذي حدث في الشرق الأوسط.[2]

واللهجة الآرامية المسيحية الفلسطينية استخدمتها الطائفة المسيحية الملكانية في فلسطين وشرق الأردن بين القرنين الخامس والثالث عشر.

استخدم المصطلح «الملكانيون» كمذمة خلال الانقسام في المسيحية الشرقية بعد مجمع خلقدونية (451). واستخدم من قبل اللا-خلقدونيون للإشارة إلى أولئك الذين ساندو المجمع والملك/الإمبراطور البيزنطي.

الخلاف بين الطائفة الملكانية والطائفة المونوفيزية

عدل

الطائفة المونوفيزية هي حزب القبط المونوفيزين وهم أهل مصر والحبشة. وكان المونوفيزيون يعتقدون أن للسيد المسيح طبيعة واحدة، وهي الإلهية التي تلاشت فيها طبيعة المسيح البشرية.
اشتد الخلاف بين الطائفتين في القرنين السادس والسابع الميلادي، حتى صار كأنه حرب عوان بين دينين متنافسين.

يقول الدكتور ألفرد. ج. بتلر:

«إن ذينك القرنين كانا عهد نضال متصل بين المصريين والرومانيين، نضال يذكيه اختلاف في الجنس واختلاف في الدين، وكان اختلاف الدين أشد من اختلاف الجنس، إذ كانت علة العلل في ذلك الوقت تلك العداوة بين الملكانية والمنوفيسية، وكانت الطائفة الأولى -كما يدل على اسمها- حزب مذهب الدولة الإمبراطورية وحزب الملك والبلاد، وكانت تعتقد العقيدة السنية الموروثة، وهي اذدواج طبيعة المسيح، على حين أن الطائفة الأخرى وهي حزب القبط المنوفيسيين -أهل مصر- كانت تستبشع تلك العقيدة وتستفظعها، وتحاربها حرباً عنيفة في حماسة هوجاء يصعب علينا أن نتصورها أو نعرف كنهها في قوم يعقلون، بل يؤمنون بالإنجيل» – محمد فريد أبو حديد، فتح العرب لمصر ص37-38

محاولة إنهاء الخلاف بين الطائفتين ونتائجها

عدل

حاول الإمبراطور هرقل (610-641م) توحيد المذهبين في مذهب جديد وهو المذهب المنوثيلي، وينص على أن يمتنع الناس عن الخوض في الكلام عن كنه طبيعة السيد المسيح، وعما إذا كانت له صفة واحدة أم صفتان، ولكن عليهم بأن يشهدوا بأن الله له إرداة واحدة أو قضاء واحد، وصار المذهب المنوثيلي مذهباً رسمياً للدولة.
رد فعل المنوفيسيين: تبرأوا من هذه البدعة والتحريف ونابذوه العداء واستماتوا في سبيل عقيدتهم القديمة.
الاضطهاد: وقع اضطهاد فظيع على يد مقوقس الحاكم البيزنطي لمصر استمر عشر سنين، وقع خلالها ما تقشعر منه الجلود؛ فرجال كانوا يعذبون ثم يقتلون إغراقاً، وتوقد المشاعل وتسلط نارها على الأشقياء حتى يسيل الدهن من الجانبين إلى الأرض، ويوضع السجين في كيس مملوء من الرمل ويرمى به في البحر، إلى غير ذلك من الفظائع.[3]

مراجع

عدل
  1. ^ Sebastian P. Brock (2006). An introduction to Syriac studies (ط. 2, revised, illustrated). Gorgias Press LLC. ISBN:9781593333492. مؤرشف من الأصل في 2019-04-04.
  2. ^ ا ب David Little, Tanenbaum Center for Interreligious Understanding. Peacemakers in action: profiles of religion in conflict resolution (ط. illustrated). Cambridge University Press, 2007. ISBN:9780521853583. مؤرشف من الأصل في 2016-03-08.
  3. ^ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي، الطبعة السابعة عشر 2007م، ص47