الشيعة في تونس
الشيعة في تونس هم جزء من الطائفة الإسلامية الشيعية، التي تمثل أحد الفرعين الرئيسيين للإسلام إلى جانب السنة. تاريخ الشيعة في تونس مرتبط بشكل كبير بالفترة الفاطمية التي شهدت تأسيس الدولة الفاطمية في شمال إفريقيا، بما في ذلك تونس.[1][2]
التاريخ
عدلالفترة الفاطمية
عدلشهدت تونس في العصور الوسطى تأثيرًا كبيرًا للمذهب الشيعي الإسماعيلي خلال حكم الدولة الفاطمية (909-1171م). الفاطميون، الذين أسسوا أول دولة شيعية في التاريخ الإسلامي، اختاروا تونس كمقرٍ لهم لفترة قبل أن ينقلوا عاصمتهم إلى القاهرة. خلال هذه الفترة، شهدت تونس نشاطًا واسعًا للمذهب الشيعي، خاصة في العاصمة القيروان.[1][3] بعد سقوط الدولة الفاطمية، تراجع نفوذ الشيعة في تونس. وأصبح المذهب المالكي هو المذهب السائد في تونس، واستمرت الأمور على هذا النحو لعدة قرون. ورغم تراجع الوجود الشيعي بعد الفاطميين، استمر تواجد محدود للشيعة، لكن بشكل أقل تأثيرًا.[4]
العصر الحديث
عدلفي العصر الحديث، تعيش الأقلية الشيعية في تونس حياة هادئة نسبيًا. ومع ذلك، فإن عددهم ضئيل جدًا مقارنة بالمجموعات السكانية الأخرى، ولا توجد إحصاءات رسمية محددة حول حجم هذه الأقلية أو توزيعها الجغرافي. تشير تقديرات غير رسمية إلى أن أعداد الشيعة في تونس قليلة وتتركز في بعض المناطق الحضرية مثل العاصمة تونس وبعض المدن الأخرى. غالبية الشيعة في تونس ينتمون إلى المذهب الجعفري الإثني عشري. رغم هذا التواجد الضئيل، يستمر الشيعة في تونس بممارسة شعائرهم الدينية بشكل محدود وضمن نطاقات مجتمعية ضيقة.[5]
التشيع في تونس بدأ يظهر بشكل ملحوظ منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مدفوعاً بتأثير الثورة الإيرانية وتدخل إيران في السياسة الإقليمية، وكذلك الهجرة إلى بلدان ذات أغلبية شيعية مثل العراق ولبنان.[6]
على الرغم من أن الدستور التونسي يكفل حرية العبادة والمعتقد، فإن ممارسة الشعائر الشيعية في تونس تظل محدودة. افتتاح الحسينيات في البلاد، كما حدث مؤخرًا في عام 2022، يثير جدلاً واسعًا في الأوساط الدينية والسياسية التونسية، مما يعكس تردد المجتمع التونسي في قبول التعددية الدينية بشكل كامل.[7]
الوضع السياسي
عدلهناك بعض النشاط السياسي الذي يرتبط بالشيعة في تونس، حيث تم تأسيس حزبين يروجان للفكر الشيعي. من أبرز هذه الحركات "حزب الوحدة" و"صحيفة الفجر" اللذان يعكسان وجود نشاط سياسي شيعي متزايد في تونس. هذا النشاط، رغم محدوديته، أثار جدلاً واسعًا في البلاد حول مدى تأثير المد الشيعي على الهوية الدينية والسياسية لتونس.[8][9]
العلاقات مع الطوائف الأخرى
عدلالعلاقات بين السنة والشيعة في تونس عمومًا مستقرة، وإن كانت تتسم بنوع من الحذر. لا توجد توترات طائفية كبيرة مسجلة في التاريخ الحديث لتونس. ومع ذلك، قد يواجه الشيعة بعض التحديات في اندماجهم الاجتماعي بسبب قلة عددهم وتباين ممارساتهم الدينية مع الأغلبية السنية.
انظر أيضاً
عدلالمراجع
عدل- ^ ا ب الجلاصي، صابرين (22 يناير 2024). "الشيعة في تونس.. عن الطائفية والصراعات الأيدولوجية والسياسية". الحل نت. مؤرشف من الأصل في 2024-04-12. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-02.
- ^ "Shi'i | History & Beliefs | Britannica". www.britannica.com (بالإنجليزية). 25 Aug 2024. Archived from the original on 2023-03-17. Retrieved 2024-09-02.
- ^ mominoun. "قراءة في كتاب: التشيع في البلاد التونسية؛ بحث في النشأة والتحولات". Mominoun Without Borders. مؤرشف من الأصل في 2023-10-14. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-02.
- ^ "التشيع في تونس والدور الإيراني (الواقع والمستقبل) | سنة أو شيعة". sunnahorshiah.com. مؤرشف من الأصل في 2024-09-02. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-02.
- ^ "الشيعة في تونس | سنة أو شيعة". sunnahorshiah.com. مؤرشف من الأصل في 2019-07-10. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-02.
- ^ "الشيعة في تونس". الشیعة. 19 أبريل 2015. مؤرشف من الأصل في 2024-04-13. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-09.
- ^ "افتتاح "حسينية" جديدة يعيد الجدل حول النفوذ الإيراني في تونس". القدس العربي. 15 مارس 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-03-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-09.
- ^ "الحراك الشيعي السياسي في تونس من خلال نموذجين حزبيين |". صحيفة العرب. 12 أغسطس 2016. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-09.
- ^ "حزب وصحيفة شيعيان في تونس". Alrai-media. 30 يناير 2013. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-09.