الدولة السعدية

دولة إسلامية قامت في المغرب الأقصى (1549 إلى 1659م)
(بالتحويل من السعديون)


الدولة السعدية (1510-1659م)،[2][3][4][5] والمعروفة أيضًا باسم السلطنة الشريفة، كانت دولة حكمت المغرب الحالي وأجزاء من غرب إفريقيا في القرنين السادس عشر والسابع عشر. قادتها السلالة السعدية المعروفة أيضًا باسم الزيدانيين وهي سلالة عربية من الأشراف.[6]

الدولة السعدية
1510 – 1659
الدولة السعدية
الدولة السعدية
علم
عاصمة مراكش
نظام الحكم ملكي
اللغة الرسمية العربية[1]  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
التاريخ
التأسيس 1510
الزوال 1659
اليوم جزء من  المغرب
 الجزائر
 موريتانيا
 مالي
 السنغال

بدأ صعود الأسرة إلى السلطة عام 1510، عندما عُيِّن القائم بأمر الله السعدي زعيماً لقبائل سهل سوس في مقاومتهم للبرتغاليين الذين احتلوا أكادير ومدن ساحلية أخرى. بحلول عام 1525 سيطر الابن أحمد الأعرج السعدي على مراكش، واستولى شقيقه محمد الشيخ السعدي على أكادير من البرتغاليين وفي النهاية فاس من الوطاسيين وأمن السيطرة على كل المغرب تقريبا. بعد أن اغتال العثمانيون محمد الشيخ السعدي عام 1557 تولى الحكم ابنه عبد الله الغالب والذي تميزت فترة حكمه بالهدوء النسبي.[7]

ومع ذلك، تحارب خلفاؤه مع بعضهم البعض، ووصلت ذروة الخلاف بينهم عام 1578 في معركة وادي المخازن (أو معركة الملوك الثلاثة) حين تعرضت القوات البرتغالية التي كانت تقاتل بالنيابة عن جيش محمد الثاني المتوكل لهزيمة ساحقة من قبل قوات السعديين، في أعقاب هذا الانتصار صعد أحمد المنصور الذهبي إلى السلطة وتولى حكم الدولة السعدية.

في النصف الأخير من حكمه، شن أحمد المنصور الذهبي غزوًا ناجحًا سلطنة صنغاي، مما أدى إلى إنشاء ولاية باشوية تمبكتو ومركزها في تمبكتو. ومع ذلك بعد وفاة الذهبي عام 1603 انخرط أبناؤه في صراع طويل الأمد على الخلافة أدى إلى تقسيم البلاد وقوض قوة الأسرة الحاكمة ومكانتها. توحدت مملكة السعديين في نهاية الصراع عام 1627، ولكن ظهرت فصائل جديدة في المنطقة تتحدى سلطة السعديين. اغتيل آخر سلاطين السعديين وهو أحمد العباس عام 1659 مما أدى إلى نهاية حكم السلالة. غزا مولاي الرشيد مراكش في وقت لاحق عام 1668 وقاد السلالة العلوية إلى السلطة على المغرب.[3][8][9]

لعب السعديون دورًا مهمًا في تاريخ المغرب، إذ كانوا أول سلالة عربية شريفة حكمت المغرب منذ الأدارسة، وأسسوا نموذجًا للشرعية السياسية والدينية التي استمرت لاحقًا من قبل العلويين وهي سلالة أخرى من الأشراف.[9] نجحوا في مقاومة التوسع العثماني في شمال إفريقيا، حتى أصبح المغرب المنطقة الوحيدة في شمال إفريقيا التي ظلت مستقلة عن الحكم العثماني، لكنهم اتبعوا القيادة العثمانية بتحديث جيشهم واعتماد أسلحة البارود.[8] خلال فترة حكم أحمد المنصور الطويلة في أواخر القرن السادس عشر رسخ المغرب نفسه كقوة إقليمية طموحة، وتوسع في غرب إفريقيا وسعى لبناء العلاقات مع أوروبا، بما في ذلك تحالف محتمل مع إنجلترا ضد إسبانيا.[3][8] كان السعديون أيضًا رعاة بارزين للفن والعمارة، إذ يعود الفضل لكل من عبد الله الغالب وأحمد المنصور في بناء بعض المعالم الأثرية الأكثر شهرة في العمارة المغربية.[10][11]

مرحلة النشأة والتوحيد

عدل
 
فتوحات السعديين.

سلالة السعديين (961 - 1069هـ) / (1554-1659م)، نزح أجداد السعديين (سلالة من الأشراف ينتسبون إلى محمد النفس الزكية) مطلع القرن الـ 14 م من الحجاز نحو منطقة وادي نهر درعة (جنوب المغرب). بدأ السعديون في نشر دعوتهم عن طريق الفرق الصوفية في جنوب المغرب. حاربوا حكام المغرب الوطاسيين ثم قادوا حركة المقاومة ضد الوجود البرتغالي في البلاد، استولوا على مراكش سنة 1525م ثم أغادير (أكادير) سنة 1541م بعد طرد البرتغاليين منها وأخيرا دخلوا فاس سنة 1549م. قام محمد الشيخ (1554م أو1549م-1557م) بالقضاء على الوطاسيين سنة 1554م. قام بعدها بتوطيد دعائم ملكه، أمن البلاد ثم استولى على تلمسان الواقعة غرب الجزائر حاليا. قاوم ابنه مولاي عبد الله بن محمد الشيخ نفوذ العثمانيين ومحاولاتهم التوغل إلى داخل البلاد (1557-1574م). كان مُلك المغرب يتنازعه عدة أدعياء. قضى السعديون على التواجد البرتغالي في البلاد بعد انتصارهم في معركة وادي المخازن «القصر الكبير» سنة 985 هـ / 1578م.

نسبهم

عدل

ترجع أصول الأشراف السعديين إلى آل البيت في الحجاز وتحديدا أشراف ينبع والتي نزح إليها بعض من الحسنيين في مراحل من التاريخ وسكنوها بدلا من المدينة المنورة وفيها توفي الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وقد إنتقل جدهم زيدان بن أحمد الحسني إلى درعة في المغرب بعد أن هاجر ابن عمه الحسن الداخل والذي طلب المغاربة والده ليرسل أحد أبنائه أو كلهم إلى المغرب لنشر الدعوة الإسلامية وبركة مجاورة آل البيت الهاشميين لامتداد نسبتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم القاسم الحسني إلى هذا الطلب فكان أن أرسل إبنه الحسن الداخل والذي نزل واحة تافيلات بنواحي سلجماسة فطاب له المقام بها.[12][13]

وتسلسل نسبهم كالتالي:

محمد القائم بأمر الله بن عبد الرحمن بن علي بن مخلوف بن زيدان (المهاجر من ينبع للمغرب) بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.[13]

التوسع والامتداد

عدل

بلغت الدولة أوجها السياسي في عهد أحمد المنصور الذهبي (1578م-1603م) والذي أمن رخاء البلاد من خلال تحكمه في اقتصاد الدولة كما استُحدِث في عهده نظام إدارة جديد، والذي أطلق عليه اسم "المخزن[؟]".

مرحلة التدهور

عدل

بعد سنة 1603م قسمت المملكة وبدأت معها مرحلة التقهقر. حكم فرع السعديين في فاس ما بين سنوات 1610-1626م. قتل آخر السلاطين السعديين في مراكش سنة 1659م وأصبح أمر المغرب في أيدي أبناء عمومتهم من الأسرة العلوية (الفيلاليون).[14]

لوحة لمراكش وقصر البديع في 1640، من طرف أدريان ماثام، في الأعلى كتابة باللغة اللاتينية: «القصر العظيم - المملكة المغربية»،[15] بخط صغير: «في [الساحل] البربري»[16]


قائمة الحكام

عدل

انظر أيضًا

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ https://www.google.co.uk/books/edition/The_Western_Sahara_and_the_Frontiers_of/jyw6QbFX7HcC?hl=en&gbpv=1&bsq=The+name+Alaouite+comes+from+the+Ali&pg=PA47&printsec=frontcover. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  2. ^ Bosworth، Clifford Edmund (2004). The New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual. Edinburgh University Press. ISBN:9780748621378. مؤرشف من الأصل في 2022-09-20.
  3. ^ ا ب ج Véronne، Chantal de la (2012). "Saʿdids". في Bearman، P.؛ Bianquis، Th.؛ Bosworth، C.E.؛ van Donzel، E.؛ Heinrichs، W.P. (المحررون). Encyclopaedia of Islam, Second Edition. Brill.
  4. ^ Bouasria, Abdelilah (2015). Sufism and Politics in Morocco: Activism and Dissent (بالإنجليزية). Routledge. ISBN:978-1-317-68143-4. Archived from the original on 2023-02-24.
  5. ^ Akyeampong, Emmanuel Kwaku (2012). Akyeampong, Emmanuel Kwaku; Gates (Jr.), Henry Louis (eds.). Dictionary of African Biography (بالإنجليزية). Oxford University Press. pp. 22, 312, and elsewhere. ISBN:978-0-19-538207-5. Archived from the original on 2023-02-24.
  6. ^ Abgadiyat, Editors (9 May 2014). "دراسة في مضمون النقوش الكتابية على عمائر الأشراف السعديين بالمغرب الأقصى (915 - 1069هـ/ 1510 - 1658م)". Abgadiyat (بالإنجليزية). 9 (1): 150–194. DOI:10.1163/22138609-90000027. ISSN:2213-8609. Archived from the original on 2023-02-10. {{استشهاد بدورية محكمة}}: |الأول= باسم عام (help)
  7. ^ السعديون، حكام، تاريخ الولوج 8 أغسطس 2011 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ ا ب ج Abun-Nasr، Jamil (1987). A history of the Maghrib in the Islamic period. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN:0521337674.
  9. ^ ا ب Rivet، Daniel (2012). Histoire du Maroc: de Moulay Idrîs à Mohammed VI. Fayard.
  10. ^ Deverdun، Gaston (1959). Marrakech: Des origines à 1912. Rabat: Éditions Techniques Nord-Africaines.
  11. ^ Salmon، Xavier (2016). Marrakech: Splendeurs saadiennes: 1550-1650. Paris: LienArt. ISBN:9782359061826.
  12. ^ "دعوة الحق - الدولة العلوية المغربية النشأة والاستقرار والاستمرار". www.habous.gov.ma. مؤرشف من الأصل في 2018-09-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-25.
  13. ^ ا ب الإفراني، محمد الصغير (سنة 1419 هـ / 1998م). نزهة الحادي بأخبار ملوك الحادي. مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء. مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة) والوسيط |الأول= يفتقد |الأخير= (مساعدة)
  14. ^ "دعوة الحق - الدولة السعدية في كتاب "نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي" (لمحمد الصغير الإفراني)". www.habous.gov.ma. مؤرشف من الأصل في 2018-09-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-27.
  15. ^ Google Translator: PALATIUM MAGNI - REGIS MAROCI / The Great Palace - Kingdom of Morocco نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Google Translator: In Barbaria / In Barbary نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

عدل