السرين (الليث)
السرين، مدينة أثرية وميناء مندثر تقع جنوب الليث غرب المملكة العربية السعودية، ازدهرت المستوطنة والميناء منذ بداية العصر الإسلامي حتى القرن الثامن الهجري.[1]
نوع المبنى |
مستوطنة أثرية وميناء تجاري |
---|---|
المكان | |
البلد |
الوصف
عدلهو ميناء معروف على البحر الأحمر٬ يستبعد أن تعود نشأة الميناء إلى ما قبل الإسلام٬ ويتبين من أقوال الجغرافيين في القرون الهجرية الثلاثة الأولى٬ أنه كان بلدة صغيرة٬ إلا أنه منذ أواخر القرن الخامس الهجري تطور وأصبح من أعظم الموانئ على ساحل البحر الأحمر بعد ميناء جدة. لكن هذ الميناء٬ بسبب الحروب التي نشأت بين الأمراء الأشراف٬ تدهور حتى هجر في القرن الثامن الهجري٬ إلا أن أطلال هذه المدينة لاتزال ماثلة للعيان تشهد على الأنشطة الحضارية المتنوعة التي كانت في هذا الميناء٬ من أساسات المباني٬ وشواهد القبور الكثيرة٬ والكسر الفخارية٬ والخزفية٬ والزجاجية٬ وأكوام الآجر والحجر.[2] واتخذت بلدة السرين التي نشأت بجانب هذا الميناء أهمية مكانية على الطريق بين اليمن والحجاز براً وبحراً بحيث أصبحت ملتقى طريقي تهامة البريين اللذين يجتمعان فيها ويفترقان بعدها شمالاً وجنوباً. كما أن ميناءها أصبح يمثل ممراً بحرياً يلعب دوراً خطيراً في حركة التجارة البحرية بين موانئ البحر الأحمر وبخاصة موانئ الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر التي تقع شماله وجنوبه وكذلك صادرات السروات والقرى الداخلية.[3]
البلدة في أقوال المؤرخين
عدلجاء اسم السرين في نص ياقوت الحموي القائل: «حلية واد بين أعيار وعليب يفرغ في السرين»، وأورد الحموي نفسه القائل بأن: «المسافة بين وادي الأحسبة والسرين سرى ليلة من جهة اليمن».[4] أما ابن خرداذبة فذكر السرين في وصفه لمراحل الطريق الساحلي بين عمان ومكة فقال: «ثم إلى مرسى حلي ثم إلى السرين ثم إلى أعيارن». وقال العذري (393 هـ - 478 هـ) عن البلدة: «مدينة السرين عظيمة بسوق وجامع علي البحر الأحمر، بناؤها بالخشب والحشيش، وجامعها مبني بالمدر، وسورها في البحر ولها مرعى، وزرعهم الذرة والسسم، يسقى بماء السيل، قليلة البرد، وغلالهم قليلة، وتجلب لها الميرة من الحبشة وغيرها، ولباسهم الرداء والأزار ومعاملتهم الدراهم». وصور المؤرخ المقدسي في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري البلدة فقال: «والسرين بلد صغير. له حصن الجامع فيه، على باب البلد مضعة، وهو فرضة السروات، والسروات معدن الحبوب والتمور البردية والعسل الكثير»، وذكر في نصه المرافق العمرانية في بلدة السرين وهي:
- الحصن: الذي لعله كان ثكنة عسكرية، أو مركز الإدارة الحكومية بما فيها الثكنة العسكرية التي تقوم بحراسة هذا الميناء والدفاع عنه.
- الجامع: والذي يدل على استيطان جماعة كبيرة من السلكان في السرين، ولعله كان مدرسة تخرج فيها بعض من اشتغل بالعلم واشتهر بنسبته إليها مثل أبي هارون موسى بن محمد بن محمد بن كثير السريني أستاذ أبي القاسم الطبراني.
- الفرضة: وهي توضح ما كان يمارس على رصيف السرين من حركة تجارية نشطة توريداً أو تصديراً.
- المصنعة: وهي كما أسلفنا صهريج أو مجموعة صهاريح بنيت لتخزين مياه الشرب. والسرين كبلدة بحرية أحوج ما تكون للمصنع لانعدام مصادر مياه الشرب فيها.[5]
أمثلة من النقوش
عدلحصر المؤرخ حسن فقيه تسعة نماذج منها:[6]
انظر ايضاً
عدلوصلات خارجية
عدلمصادر
عدل- مدينة السرين الأثرية، حسن الفقيه، مطابع الفرزدق، الرياض، ط1، 1413هـ/1992م.
المراجع
عدل- ^ "مدينة السرين الأثرية" بالليث.. تاريخ يختفي وتراث يندثر نسخة محفوظة 19 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ مكة المكرمة المعالم التاريخية موسوعة المملكة العربية السعودية. وصل لهذا المسار في 30 موفمبر 2015 نسخة محفوظة 08 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ مدينة السرين "الأثرية"، حسن بن إبراهيم الفقيه، ط1، 1413هـ/1992م، ص46-47.
- ^ مدينة السرين "الأثرية"، حسن بن إبراهيم الفقيه، ص17-18.
- ^ مدينة السرين "الأثرية"، حسن بن إبراهيم الفقيه، ص51.
- ^ مدينة «السرين» الأثرية تطور حضاري أعقبه الفناء صحيفة الرياض، 10 فبراير 2006. وصل لهذا المسار في 30 نوفمبر 2015 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.