الحركة النسوية الحديثة

تعد الحركة النسوية الحديثة شكلًا من أشكال النسوية المسيحية التي لا تركز فقط على المساواة الكاملة بين الرجال والنساء، وبدلًا من المفاضلة بين الرجال على حساب النساء أو النساء على حساب الرجال تدعو إلى تقدير الأشخاص من المهد إلى اللحد.[1]

تدعم الحركة النسوية الحديثة، التي هي شكل من أشكال النسوية المختلفة، فكرة أن الرجال والنساء يملكون قوة جسمانية، ووجهات نظر، وأدوار مختلفة، على الرغم من التأكيد على أهمية وكرامة كل من الجنسين. ولا تؤثر الاختلافات البيولوجية على المساواة بين الجنسين، وهذا من ضمن مفاهيمها الأساسية. ترى النسوية الحديثة أنه ينبغي تقدير المرأة بدورها في حمل الأطفال، وأن النساء أفراد متساوون مع الرجال اجتماعيًا واقتصاديًا وقانونيًا مع تقبل الفروق الطبيعية بين الجنسين.

خلفية تاريخية

عدل

استخدم مصطلح الحركة النسوية الحديثة أساسًا في بريطانيا في عشرينيات القرن الماضي بغرض تمييزها عن التيار النسوي التقليدي المنادي بحق التصويت. تلك النساء، اللاتي كان يشار إليهن أيضًا بمناصرات الرفاهية النسوية، مهتمات بمسألة الأمومة على نحو خاص، مثل نظيراتهن في ألمانيا خلال ذلك الوقت، هيلين ستوكر والاتحاد الداعي لإجازة الأمومة. دأب أنصار الحركة النسائية الجدد على تنظيم حملات قوية لصالح تدابير مثل دفع المخصصات العائلية للأمهات مباشرة. أيضًا، دعموا إلى حد كبير التشريعات الحمائية في الصناعة. من بين المؤيدين الرئيسيين لذلك الاقتراح كانت إليانور راثبون، من المجتمع المناصر لحقوق المرأة «الاتحاد الوطني للجمعيات من أجل المواطنة المتساوية».

كانت النساء الشابات أكثر من عارضن الحركة النسوية الحديثة، وخاصة المنتميات إلى مجموعة النقاط الست، مثل وينفريد هولتبي، وفيرا بريتن، ودوروثي إيفانز، الذين رأوا في تلك المعارضة عودة إلى أيديولوجية القرن التاسع عشر للحيزات المنفصلة (ثنائية العمل في المنزل). عارضت النساء الشابات بصفة خاصة التشريعات الحمائية، التي رأوا أنها في الواقع تشريعات تقييدة تصعب على النساء العمل في وظائف جيدة الأجر بذريعة اعتبارات الصحة والرعاية الاجتماعية.

الاستخدام الأحدث للمصطلح

عدل

في السنوات الأخيرة، تم إحياء هذا المصطلح من قبل دعاة حقوق المرأة استجابة لدعوة البابا يوحنا بولس الثاني إلى «حركة نسائية جديدة» ترفض تقليد فعل الهيمنة الذكورية من أجل الإقرار والتأكيد على نبوغ المرأة في في كل جانب من جوانب حياة المجتمع والتغلب على جميع أشكال التمييز والعنف والاستغلال... «والتوفيق بين الناس والحياة».[2] يربط يوحنا بولس الثاني بين الحركة النسائية الجديدة المناصرة للحياة والمناصرة للفرد والنزعة الأنثوية كما أوضح في رسالته الرسولية عام 1988 «ميوليرس دينيتاتم» أو (كرامة المرأة وكفاءتها).[3] في الجزء 30 من الرسالة، عرف يوحنا بولس الثاني النساء بأنهن يمتلكن «فطنة» وداعهن لاستخدامها من أجل «الشعور بالبشر في كل الظروف».[4] النساء هن أمهات ومقدمات للرعاية فضلًا عن مشاركتهن في كل مجال من مجالات المسعى الإنساني. وصف «الفطنة الأنثوية» بأنها تتضمن التعاطف والعلاقات الشخصية والقدرة العاطفية والذاتية والتواصل والحدس والتشخيص. في الجزء 24 المثير للجدل من الرسالة، يدافع يوحنا بولس الثاني عن المساواة بين المرأة والرجل ويدفع بأن الأزواج والزوجات يجب أن يذعن بعضهم لبعض (خاضعين لبعضهم).

بدأ يوحنا بولس الثاني تأكيده العقائدي للتكامل المتتام بين الجنسين في اجتماعات الأربعاء بين عامي 1979 و1984، وجمعت في مجلد يدعى اليوم «لاهوت الجيد». في عمله هذا، يصف معتقده بأن الرجال والنساء مخلوقون ليكملوا بعضهم البعض في سبيل المحبة والحب.

واصل يوحنا بولس الثاني دعوته إلى أن تصبح المرأة مدافعة عن الإنسانية في رسالته الرسولية «رسالة للنساء» قبل مؤتمر بكين للنساء عام 1995.[5]

منذ ذلك الحين، طورت النساء الراغبات في الدفاع عن الإنسان، مع شركائهن الذكور، حركة نسوية شخصانية.[6] «النسوية الشخصانية» هو مصطلح استحدثه برودنس آلن لوصف الحركة النسوية التي دعا إليها يوحنا بولس الثاني.[7] أيضًا، طورت النساء حركة نسوية جديدة بوصفها نظرية فلسفية عن التكامل الجنسي. يتفقون على أن مساواتهن مع الرجال في الجوانب المهنية والاجتماعية لا تقتضي إنكار إختلافاتهما الجسدية كنساء، ولا أهمية كونهن أمهات سواء جسديًا أو روحيًا.

المراجع

عدل
  1. ^ Allen, Prudence (12 Jul 2006). "Man-Woman Complementarity: The Catholic Inspiration". Logos: A Journal of Catholic Thought and Culture (بالإنجليزية). 9 (3): 87–108. DOI:10.1353/log.2006.0021. ISSN:1533-791X. Archived from the original on 2018-10-13.
  2. ^ II، John Paul (25 مارس 1995). "Evangelium vitae: the gospel of life". Libreria Editrice Vaticana. Section 99 Pdf.
  3. ^ II، John Paul (15 أغسطس 1998). "Mulieris dignitatem: on the dignity and vocation of women". Libreria Editrice Vaticana. Section 30 Pdf.
  4. ^ Note the Latin word used "ingenii" (cf. paragraph 30) as it comes from the root "ingenium" which is properly understood as
    1. innate or natural quality, natural character; nature
    2. disposition, temper, inclination
    3. intelligence, natural capacityand should not be misunderstood in the common parlance understanding of the word "genius", but this more focused view of one's capacity and inclination, rather than intellectual aptitude (cf.). نسخة محفوظة 2013-11-03 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ II، John Paul (29 يونيو 1995). "Apostolic letter to women". Libreria Editrice Vaticana. Pdf.
  6. ^ edited by Lemmons، R Mary (2016). Woman as Prophet in the Home and the World: Interdisciplinary Investigations. Lexington Books. ISBN:978-1-4985-4208-1. {{استشهاد بكتاب}}: |الأخير= باسم عام (مساعدة)
  7. ^ Allen، Prudence. "Can Feminism Be a Humanism?". Women in Christ: Toward a New Feminism, Edited by Michele Schumacher. Eerdmans Publisher. ج. 2004: 251–83.