الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي
الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي، حركة دولية تعارض ما يشار إليه «بإيديولوجية النوع الاجتماعي» أو «نظرية النوع الاجتماعي» أو «الجندرة».[1] لا تحوي هذه المفاهيم تعريفًا متسقًا،[2] وتغطي مجموعة متنوعة من القضايا،[1] وقد وُصفت «إيديولوجيا النوع الاجتماعي» بأنها «دلالة فارغة»[2] أو مصطلح شامل «لكل ما يحتقره الكاثوليك المحافظون».[3]
صنف فرعي من | |
---|---|
جانب من جوانب | |
الشخص المؤثر | |
اشتق من | |
عامل مساهم في | |
لديه عامل المساهمة | |
ممثلة بـ | |
لا يتوافق مع شرط | |
معارضة لـ | |
لديه جزء أو أجزاء |
ترفض الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي التفريق بين الجنس والنوع الاجتماعي، بحجة أنه لا ينبغي الاعتراف بأي نوع اجتماعي منفصل عن الجنس البيولوجي. غالبًا ما يعارض مناصرو مناهضة النوع الاجتماعي إجراء تغييرات على الأسرة التقليدية، مثل زواج المثليين. انبثقت الحركة من اللاهوت الكاثوليكي بداية من تسعينيات القرن العشرين، ولم تبدأ الاحتجاجات التي لفتت الانتباه إلى الحركة حتى حوالي 2012-2013.
وصف الباحثون فكرة «إيديولوجيا النوع الاجتماعي» بأنها ذعر أخلاقي أو نظرية مؤامرة،[4][5] تزعم أن هناك جمعية سرية تسعى لتقويض المجتمع.[6][7]
الأصول
عدلنشأت الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي في تسعينيات القرن العشرين في مناقشات داخل الكنيسة الكاثوليكية لمواجهة نتائج مؤتمر الأمم المتحدة العالمي للسكان والتنمية لعام 1994 والمؤتمر العالمي للمرأة لعام 1995، إذ بدأت بعدها الأمم المتحدة في الاعتراف بالحقوق الجنسية والإنجابية.[8][9][10]
خشي الكرسي الرسولي من أن يؤدي هذا الاعتراف إلى اعتبار الإجهاض حقًا من حقوق الإنسان، ونزع شرعية الأمومة، وتطبيع المثلية الجنسية. فُهم مصطلح النوع الاجتماعي «من قبل الكرسي الرسولي على أنه وسيلة إستراتيجية لمهاجمة الأسرة الطبيعية وزعزعة استقرارها».[8] كتب الصحفي الأمريكي المناهض للإجهاض ديل أوليري كتابًا بعنوان «أجندة النوع الاجتماعي» في عام 1997، وجاء فيه: «لا تبحر أجندة النوع الاجتماعي في المجتمعات كسفينة طويلة فحسب، وإنما تغوص كغواصة، صممت بشكل لا يُكشف إلا جزء صغير منها».[11] ظهر مفهوم «إيديولوجيا النوع الاجتماعي» في الفكر الكاثوليكي من مصطلح لاهوت الجسد ليوحنا بولس الثاني، والذي يعتبر فيه الجنسين مختلفين ومتكاملين.[12][13]
ظهرت الاحتجاجات المتعلقة بالحركة المناهضة للنوع الاجتماعي لأول مرة في معظم البلدان الأوروبية في الفترة ما بين عامي 2012 و2013، على الرغم من تطوير أفكار الحركة بحلول عام 2003.[14] لم تنتشر الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي عمومًا بين اليمينيين إلا بحلول عام 2019، على الرغم من ترويج الفاعلين الكاثوليك لها.[15]
يعتبر ظهور ونجاح الحركات المناهضة للنوع الاجتماعي بالنسبة لعالم السياسة إستر كوفاتس علامةً لأزمة اجتماعية اقتصادية وسياسية وثقافية أساسية أعمق للديمقراطية الليبرالية ورد فعل على الليبرالية الحديثة.[16] تشير عالمة السياسة بيرغيت سيور إلى هذه الحركات على أنها- من بين أمور أخرى- رد فعل على رفع القيود، وتداعي التشغيل، وتآكل دولة الرفاهية، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.[17] حلل كل من عالمة الاجتماع فيرونيكا غيرزبالسكا وعلماء السياسة إستر كوفاتس وأندريا بيتو في مجلة لوكسمبورغ عام 2018، مصطلح «النوع الاجتماعي» باعتباره «الرمز الملاصق» للحركة المناهضة للنوع الاجتماعي، والتي توحد مختلف الفاعلين السياسيين والدينيين الذين لولا ذلك لن يتعاونوا مع بعضهم البعض.[18]
ينظرون إلى «إيديولوجيا النوع الاجتماعي» التي يحشد الفاعلون ضدها على أنها استعارة لانعدام الأمن والظلم الناتج عن النظام الاجتماعي الاقتصادي لليبرالية الحديثة، ويجادلون بأن الشعبويين غير الليبراليين نجحوا في استغلال السخط الشعبي وتوجيهه ضد قضايا المساواة بين الجنسين. اتخذت معارضة «إيديولوجيا النوع الاجتماعي» شكل رفض إعطاء الأولوية لسياسات الهوية على القضايا المادية وفقدان الأمن الاجتماعي والسياسي والثقافي.
يجادل المؤلفون بأن اليسار السياسي والتقدميين فشلوا في وقف الانجذاب المتزايد لهذه الحركات، واستجابوا لذلك بتصنيف المعارضين على أنهم متخلفون ومتحاملون ومتحيزون جنسياً، وبخلق رواية أحادية الجانب عن كونهم إما مع المساواة أو ضدها، وهي قصة استغلها بنجاح اليمين بشكل أكبر من التقدميين.[19]
التآمر
عدليعتبر البعض في الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي «إيديولوجيا النوع الاجتماعي» إيديولوجيا شمولية أسوأ من الشيوعية أو النازية.[6][20][21] يُزعم أن ان ذلك مدعوم قبل جمعية سرية[6][22] أو كيانات أجنبية (مثل الاتحاد الأوروبي أو منظمة الصحة العالمية أو الأمم المتحدة) بغرض إضعاف العائلات أو الكنيسة الكاثوليكية أو الأمة أو الحضارة الغربية،[23][24][25] أو تقويضها أو تدميرها. قد يصور الناشطون المناهضون للنوع الاجتماعي الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية ككيانات تتلاعب بها اللوبيات، مثل أصحاب المليارات الأمريكيين أو الماسونيين أو النسويين أو اليهود. يستخدمون من أجل الترويج لفكرة أن «النوع الاجتماعي» مفهوم أجنبي تفرضه النخب الفاسدة، الكلمة الإنجليزية «الجندر» بدلاً من الترجمة إلى اللغة المحلية.[26]
وُصفت فكرة «إيديولوجيا النوع الاجتماعي» بكونها ذعر أخلاقي أو جزءًا من نظرية مؤامرة.[6] يعتقد بعض الناشطين المناهضين للنوع الاجتماعي أن جائحة كوفيد-19، عقاب على إيديولوجية النوع الاجتماعي.[22] وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة إيبسوس في أكتوبر 2019 أن غالبية الرجال البولنديين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، يعتقدون أن «حركة إل جي بي تي وإيديولوجيا النوع الاجتماعي» هي «أكبر تهديد يواجههم في القرن الحادي والعشرين».[27]
استباقية أو رد فعل
عدلهناك جدل حول مدى كون الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي رد فعل على الأحداث والحركات الأخرى، أو كونها حركة استباقية تحاول إحداث تغيير اجتماعي.[28]
ترى مارتا رولزكو أن الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي- جزئيًا- رد فعل عنيف ضد انتقال السلطة من الحكومات الوطنية المنتخبة ديمقراطيًا إلى هيئات المساواة غير المنتخبة والمنظمات الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي، والتي تطالب بالتغييرات، وتولد هذه السياسات عجزًا ديمقراطيًا، إذ لا يُوافق عليها من قبل الناخبين أو ممثليهم المنتخبين.[29] تشير رولزكو إلى أن «سياسات المساواة بين الجنسين نُفذت دون إشراك جمهور أوسع أو نقاش عام».[30]
ترفض باتيرنوت الاعتقاد أن الحركة المناهضة للنوع الاجتماعي رد فعل عنيف، وكتبت أن الفكرة «معيبة من الناحية المفاهيمية، وضعيفة تجريبياً، وإشكالية سياسيًا»، إذ أظهرت الأبحاث المقارنة أن النشاط المناهض للنوع الاجتماعي «ينطلق من قضايا مختلفة» في البلدان المختلفة.[31]
انظر أيضًا
عدلمراجع
عدل- ^ ا ب Kováts 2016، صفحة 175.
- ^ ا ب Mayer & Sauer 2017، صفحة 23.
- ^ Graff 2016، صفحة 268.
- ^ Careaga-Pérez 2016، صفحة 251.
- ^ Żuk & Żuk 2019، صفحة 1.
- ^ ا ب ج د Marchlewska et al. 2019، صفحة 766.
- ^ Sternisko، Anni؛ Cichocka، Aleksandra؛ Van Bavel، Jay J (2020). "The dark side of social movements: social identity, non-conformity, and the lure of conspiracy theories". Current Opinion in Psychology. ج. 35: 1–6. DOI:10.1016/j.copsyc.2020.02.007.
- ^ ا ب Kuhar & Paternotte 2017، صفحة 9.
- ^ Kováts 2016، صفحة 178.
- ^ Careaga-Pérez 2016، صفحات 251–252.
- ^ Kuhar & Paternotte 2017، صفحات 7, 9–10.
- ^ Kuhar & Paternotte 2017، صفحة 10.
- ^ Kováts 2016، صفحات 178–179.
- ^ Kuhar & Paternotte 2017، صفحة 12.
- ^ Corredor 2019، صفحة 617.
- ^ Kováts, Eszter (2017), Köttig, Michaela; Bitzan, Renate; Petö, Andrea (eds.), "The Emergence of Powerful Anti-Gender Movements in Europe and the Crisis of Liberal Democracy", Gender and Far Right Politics in Europe (بالإنجليزية), Cham: Springer International Publishing, pp. 175–189, DOI:10.1007/978-3-319-43533-6_12, ISBN:978-3-319-43532-9
- ^ Sauer, Birgit (2019). "Anti-feministische Mobilisierung in Europa. Kampf um eine neue politische Hegemonie?". Zeitschrift für Vergleichende Politikwissenschaft (بالألمانية). 13 (3): 339–352. DOI:10.1007/s12286-019-00430-8. ISSN:1865-2646.
- ^ "Gender as symbolic glue. How 'gender' became an umbrella term for the rejection of the (neo)liberal order". Zeitschrift LuXemburg (بde-DE). 26 Sep 2018. Archived from the original on 2021-03-10. Retrieved 2021-01-19.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ Pető 2021، صفحة 42.
- ^ Kuhar & Paternotte 2017، صفحات 2, 6.
- ^ Corredor 2019، صفحات 628–629.
- ^ ا ب Cichocka، Aleksandra؛ Marchlewska، Marta (23 مارس 2020). "How a gender conspiracy theory is spreading across the world". The Conversation. مؤرشف من الأصل في 2021-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-06.
- ^ Kuhar & Paternotte 2017، صفحة 5.
- ^ Kováts 2016، صفحة 176.
- ^ Marchlewska et al. 2019، صفحة 767.
- ^ Kuhar & Paternotte 2017، صفحة 14.
- ^ Walker, Shaun; Tait, Christian Davies Robert (25 Oct 2019). "Anti-LGBT rhetoric stokes tensions in eastern Europe". The Guardian (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0261-3077. Archived from the original on 2021-01-28. Retrieved 2020-01-28.
- ^ Rawłuszko 2019، صفحة 2.
- ^ Rawłuszko 2019، صفحات 1, 2–3.
- ^ Rawłuszko 2019، صفحة 3.
- ^ Paternotte، David (30 مارس 2020). "Backlash: A misleading narrative". London School of Economics. مؤرشف من الأصل في 2021-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-07.