خلال حكم
ثيودوسيوس الثاني (408-450 ميلادية تقريباً) تمكن الناس من شعوب مقاطعة إيساوريا الفقيرة والجبلية في آسيا الصغرى من الوصول لأول مرة لمنصب رفيع في
الإمبراطورية الرومانية الشرقية. قام الإمبراطور
ليو الأول (457-474 تقريباً) بترقية الإيساوريون عمداً إلى مناصب هامة في وظائف الإدارة المدنية والعسكرية وذلك لخلق موازنة مع قوة العناصر الجرمانية الحاضرة في الدولة. ولكن الإيساوريون كانوا يُنظر إليهم على أنهم شبه
برابرة من قبل شعب
القسطنطينية والذي قاموا في عام 473 ميلادية بالتمرد ضد الإيساوريون في
ميدان سباق الخيل. في عام 475 ميلادية أطاحوا بالإمبراطور الإيساوري المتوج حديثاً
زينو (474-475 تقريباً و 476-491 ميلادية), مما أسفر عن مقتل جميع الإيساوريين الموجودين في المدينة في هذه الحادثة.
عاد زينو إلى العرش في عام 476 ميلادية، ولكن هذه المرة حتى وفاته في 491 ميلادية. في عهد هذا الإمبراطور ازدهر زملائه الإيساوريون في حين أن المعارضة لهم، على الرغم من نموها، ظلت كامنة. في عام 484 ميلادية، ثار
قائد الجنود ايلوس ضد زينو وهرب إلى الشرق، حيث أبدى تأييده لمحاولة الخلع من قبل
ليونتيوس. بيد أن هذا التمرد انتهى عام 488 ميلادية بعد القبض والإعدام لكل زعماء التمرد.
في عام 491 ميلادية مات الإمبراطور
زينو وخلفه
أناستاسيوس الأول والذي تم اختياره من قبل الإمبراطورة أريادن. خلال الفترة الوجيزة الفاصلة، الفئة القسطنطينية وصلت آراءها بشأن الخلافة بشكل واضح من قبل صرخات في سباق الخيل تطالب «إمبراطور روماني»، وبالتالي رفض إمكانية خلافة لونجينوس شقيق زينو. وفي نفس العام، اندلعت أعمال شغب في ميدان سباق الخيل مناهضة للإيساوريون، فقام أناستاسيوس بنفي لونجينوس وعدة إيساوريون أخرين بما في ذلك الجنرال لونجينوس من كاردالا.
في عام 492 ميلادية بدأ الإيساوريون بالتمرد ولكن في نفس العام قام الجيش الروماني بقيادة الجنرال جون
السكوثي وجون جيبو (جون المحدب) بهزم القوى المشتركة للتمرد في
كوتاهية في فريجيا (معركة كوتيايوم). أخذ الإيساريون الناجون بعدها باللجوء إلى المعاقل الجبلية من بلادهم واستمروا في شن الحرب.
في 493 ميلادية قام الجنرال الروماني ديوجينانوس بالقبض على كلاديوبوليس ولكن تمت محاصرته هناك من الإيساوريون بقيادة المطران السابق كونن. فأتى إلى مساعدته جون
جيبو الذي أجبر الممرات وأيضا وبمساعدة من غارة من ديوجينانوس حقق فوزساحق ضد الإيساوريون وقتل كونن.
[1]
مابين الأعوام 494 ميلادية وإلى 497 ميلادية قام الإيساريون بالانغلاق على أنفسهم في الحصون في الجبال الإيساورية، حيث كان يتم تدعيمهم من لونجينوس من سيلينوسعبر ميناء
أنطاكية.
في 497 ميلادية قتل جون السكوثي لونجينوس من كاردالا وآثيندوروس ووضع رأسيهما على الرماح في طرسوس وبذلك أنهى الحرب فعلياً. في عام 498 ميلادية قام جون جيبو بالقبض على آخر قادة العدو، لونجينوس من سيليونوس و إنديز، وأرسلهم إلى الإمبراطور حيث تم عرضهم على طول الطريق الرئيسي من القسطنطينية إلى ميدان سباق الخيل حيث أجبروا على أداء الانحناءة المسماة بروسكاينيسس أمام المقعد المعروف بكاثيسما.[2]
في 495 ميلادية أخبر الإمبراطور أناستاسيوس الأول البطريرك ايفيميوس أنه كان منهكاً من الحرب. ذكر ايفيميوس هذا إلى يوحنا، المتزوج من ابنة الزعيم الإيساوري اثينودورس، والذي أشار به مرة أخرى إلى أناستاسيوس. كان الإمبراطور قد دخل في صراع مع ايفيميوس قبل الصعود إلى العرش؛ وعلاوة على ذلك، أناستاسيوس الذي كان لديه محاباة للمونوفيزية، اضُطر قبل التتويج بالتاج إلى التوقيع على إعلان العقيدة من قبل ايفيميوس. لهذه الأسباب قرر أن يتهم ايفيميوس بالخيانة وذلك بسبب الكشف عن الخطط العدو. في عام 496 ميلادية تم طرد ايفيميوس من الكنيسة وطرده.[3]
بعد الحرب كافأ أناستاسيوس الجنرالات بالاستشارة حيث حمل جون السكوثي هذا المنصب في 498 ميلادية وجون جيبو في 499 ميلادية. أمر أناستاسيوس أيضا المهندس ايثيريوس ببناء بوابة
باب الدولة للقصر الكبير للقسطنطينية وذلك احتفالاً بالنصر،
[4] وخلد الشاعر كريستودوروس هذه المناسبة في قصيدة في كتبٍ ستة بعنوان ايساوريكا والتي اختفا آثرها هذه الأيام.
[5]
- ^ Joan Mervyn Hussey, Cambridge medieval history, CUP Archive, 1967, p. 480.
- ^ Michael McCormick, Eternal Victory: Triumphal Rulership in Late Antiquity, Byzantium and the Early Medieval West, Cambridge University Press, 1990, ISBN 0-521-38659-4, p. 61.
- ^ John Bagnell Bury, A History of the Later Roman Empire from Arcadius to Irene, Adamant Media Corporation, 2005, ISBN 1-4021-8369-0, p. 296
- ^ Jones, "Aetherius 2", p. 19.
- ^ Jones, "Christodorus", p. 293.