الجماعات العرقية في جنوب إفريقيا
تتنوع أصول الجماعات العرقية في جنوب أفريقيا. لا تزال الفئات العرقية التي استحدثها الفصل العنصري متأصلة في مجتمع جنوب أفريقيا،[1][2][3][4] حيث يواصل أبناء جنوب أفريقيا تصنيف أنفسهم، وبعضهم البعض، على أنهم ينتمون إلى إحدى المجموعات العرقية الأربع (الأفارقة السود والبيض والملونين والهنود).[3][4] تطلب هيئة إحصاءات جنوب أفريقيا من السكان تصنيف أنفسهم في التعداد على أساس خمس مجموعات سكانية عرقية.[5] كانت أرقام تعداد عام 2011 لتلك الفئات: 76.4% سود من جنوب أفريقيا، و9.1% بيض من جنوب أفريقيا، و8.9% ملونون من جنوب أفريقيا، و2.5% هنود من جنوب أفريقيا، و0.5% تصنيفات أخرى.[6]
وضعت هيئة إحصاءات جنوب أفريقيا خمس فئات عرقية يمكن للأفراد تصنيف أنفسهم بها، لم تلق التصنيفات الأخرى غير المحددة اهتمامًا وبالتالي حذفت تلك النتائج.[7] شملت الأرقام التقديرية لإحصاء منتصف عام 2010 للفئات الأخرى 78.4% من السود، و10.2% من البيض، و8.8% من الملونين، و2.6% من الهنود أو الآسيويين.[8] أظهر أول تعداد للسكان في جنوب أفريقيا في عام 1911 أن البيض يشكلون 22٪ من السكان؛ انخفضت تلك النسبة إلى 16% في عام 1980. [9]
سود جنوب أفريقيا
عدليصنف غالبية سكان جنوب أفريقيا أنفسهم من السود أو السكان الأصليين لجنوب أفريقيا، أو الأفارقة أو سود جنوب أفريقيا، ولكنهم ليسوا متجانسين ثقافيًا أو لغويًا. تشمل الأقسام العرقية الرئيسية لهذه المجموعة الزولو، وهوسا، وبابيدي (سوثو الشمالية)، وتسوانا، ونديبيلي الجنوبية، وباسوثو (سوثو الجنوبية)، وفندا، وتسونغا، وسوازي، ويتكلمون جميعهم في الغالب لغات البانتو الجنوبية.
ينتشر سكان أصليون من أصل جنوب أفريقي أسود عبر البلدان المجاورة لجنوب أفريقيا. الباسوتو هم المجموعة العرقية التي تشكل الأكثرية في ليسوتو. تشكل مجموعة تسوانا العرقية أغلبية سكان بوتسوانا. تشكل مجموعة سوازي العرقية الغالبية في سوازيلاند. توجد مجموعة تسونغا العرقية في جنوب الموزمبيق وتعرف أيضًا باسم شتنغان (شانغانا، أو شانغانه، أو شانغاني).
الأفارقة
عدليعتبر لفظ «أفريقي» إشارة عرقية تشكل مرادفًا لمصطلح الأصليين أو السود في جنوب أفريقيا. ويستخدم أيضًا للإشارة إلى السود المهاجرين من بلدان أفريقية أخرى والموجودين في جنوب أفريقيا.
تجدر الإشارة إلى أن خويسان من جنوب أفريقيا هي أقلية من سكان جنوب أفريقيا الأصليين الذين يندرجون في سياق السكان الأصليين أو سود جنوب أفريقيا، ولكن آخرين من بينهم لا يصنفون أنفسهم على أنهم أفارقة أو سود من جنوب أفريقيا، ولكنهم يعتبرون أنفسهم «ملونين» ويصنف عدد من المهاجرين في جنوب أفريقيا أنفسهم ضمن تصنيف «أخرى». [10]
ملونو جنوب أفريقيا
عدليتركز السكان الملونون أساسا في منطقة كيب، وهم ينتمون إلى خليط من الخلفيات العرقية، بما في ذلك السكان الأصليون من جنوب أفريقيا والبيض والغريكوا والآسيويين.[11]
تجدر الإشارة إلى أن هذه الإثنية لا تشمل بالضرورة الشعوب ذات التراث المتعدد الأعراق في جنوب أفريقيا، ولذلك فإن العديد من سكان جنوب أفريقيا متعددي الأعراق يصنفون حسب الإثنية التي ينتمون إليها؛ سود، أو بيض، أو آسيويون وغيرهم. في ذات الحين، يصنف بعض الأشخاص الذين ليس أو لديهم سوى قدر ضئيل من التراث المتعدد الأعراق، على أنهم من أصل إثني ملون. خلال فترة الفصل العنصري، بموجب القانون، كانت تلك الإثنية شاملة لأي فرد من ذوي التراث المتعدد الأعراق، أو اعتبرته الحكومة فردًا ملونًا. ليس بالضرورة لهذه الإثنية أن تمتلك لغة خاصة بها أو عرقًا، إلا أنهم يحملون الثقافة المعاصرة لجنوب أفريقيا ويحظون بهويتهم التقليدية والتاريخية من إحساس كجماعة من الأشخاص الملونين، مثل ملوني منطقة كيب. هم ليسوا جميعًا متجانسين ثقافيًا أو لغويًا، لكن كثيرين من الذين يعرفون بأنهم ملونون يتكلمون الأفريقانية كلغتهم الأم.
تفصيليًا، ينحدر الملونون من الشعوب الأفريقية الأصلية (الشعوب الناطقة بلغة البانتو في جنوب أفريقيا، وخيسان في جنوب أفريقيا (ومعظمهم من الذين يعيشون في شبه جزيرة كيب)، وأفريقيون غير منحدرين من جنوب أفريقيا)، ومجموعات غريكوا المتعددة الأعراق، والمجموعات الأوروبية (الهولندية والبريطانية أساسًا)، والمجموعات الآسيوية (الجاوية، والملايو، والهندية، والمالاغاشية، وغيرها من الأعراق الآسيوية)، وهم أصولًا من العبيد الذين جلبوا إلى جنوب أفريقيا. أما هوية كيب مالاي (أو كيب مسلم)، التي صنفتها حكومة الفصل العنصري كمجموعة فرعية ملونة، اعتبرت عمومًا شاملةً أفرادًا من ذوي التراث المتعدد الأعراق من كيب، الذين يتخذون الإسلام ديانةً لهم.
تشمل خويسان مجموعتين منفصلتين. الخويخوئيون، الذين أطلق عليهم الأوروبيون «هوتينتوتس»، الذين كانوا رعاة واندمجوا بشكل واسع في الاقتصاد الاستعماري، حيث تحول العديد منهم في وقت مبكر إلى المسيحية؛ شعب السان، الذي دعاه الأوروبيون «بوشمن»، كانوا صيادين جامعين. تشكل جماعات الخويسان كأقلية السكان الأصليين في جنوب أفريقيا، وتبين أيضًا وجود آخرين لا يصنفون أنفسهم على أنهم سود من جنوب أفريقيا أو أفارقة أو حتى أفارقة سود. في تعداد عام 2011 مثالًا، اختارت الأغلبية الساحقة من جماعة سان في بلاتفونتين، التي نشأت في الأجزاء الشمالية من ناميبيا وجنوب أنغولا، أن تصنف تحت تصنيف «أخرى»، واختار الكثيرون من الخويخوئيين الذين يدعون أنهم متحدرون من ناماكوالاند تصنيف أنفسهم على أنهم ملونيون.
في إطار المجتمع المون، يوجد أيضًا مهاجرون أحدث عهدًا، مثل سكان روديسيا السابقين (زيمبابوي الآن)؛ ناميبيا والمهاجرون من أصل مختلط من الهند (مثل الأنجلو-هنود) الذين رحبوا بهم في كيب عندما حصلت الهند وبورما على استقلالهما.
في عام 2008، حكمت محكمة بريتوريا العليا بأن أحفاد الصينيين من البر الرئيسي الذين وصلوا قبل عام 1994، والذين صنفتهم حكومة الفصل العنصري كمجموعة فرعية من الملونين، استحقوا تعديل التصنيف. نتيجة لذلك الحكم، فإن نحو 12,000 إلى 15,000 من المواطنين الصينيين إثنيًا الذين وصلوا قبل عام 1994،[12] والذين يمثلون ما بين 3٪ إلى 5٪ من إجمالي سكان الصين في البلاد، سوف يكونون قادرين على الاستفادة من سياسات برنامج التمكين الاقتصادي للسود. [13]
بيض جنوب أفريقيا
عدليشمل الأوربيون في جنوب إفريقيا في الغالب من المتحدرين من الهوغونوتيون الفرنسيين، أو الهولنديين، أو الألمان، أو الإنكليز وغيرهم من المستوطنين الأوروبيين.[11][14] ينقسمون ثقافيًا ولغويًا إلى الأفريكان، الذي يتحدثون الأفريقانية، والمجموعات الناطقة بالإنكليزية. انخفض عدد السكان البيض بسبب انخفاض معدل المواليد، والهجرة. ونتيجة لقرارهم في الهجرة، يشير كثيرون إلى ارتفاع معدل الجريمة وسياسات التمييز الإيجابي لصالح الأقليات.[15][16] منذ عام 1994، هاجر نحو 400,000 من البيض دون عودة.[17] رغم ارتفاع مستويات الهجرة، إلا أن مهاجرين أوروبيين جاؤوا ليستقروا في البلاد. بحلول عام 2005، كان يوجد ما يقدر ب 212,000 مواطن بريطاني مقيم في جنوب إفريقيا. بحلول سنة 2011، ارتفع هذا العدد إلى 500,000.[18] هاجر بعض الزيمبابويين الأوروبيين إلى جنوب أفريقيا. يُعرف بعض أفراد المجتمع النوستالجيين في الثقافة الشعبية باسم «وينويز (الذي يكثيرون من قول «عندما كنا»»، وذلك بسبب حنين هؤلاء إلى حياتهم في رودسيا «عندما كنا في رودسيا».[19]
رغم ارتفاع مستويات الهجرة، إلا أن أعدادًا كبيرة من المهاجرين البيض من خارج جنوب أفريقيا استقروا في البلاد، وخاصة من دول مثل بريطانيا وزيمبابوي. منذ عام 2003، ارتفعت أعداد المهاجرين البريطانيين القادمين إلى جنوب أفريقيا بنسبة 50٪. جاء ما يقدر بنحو 20,000 مهاجر بريطاني إلى جنوب أفريقيا في عام 2007. أيضًا، وصل عدد كبير من الزيمبابويين البيض هربًا من بلادهم في ضوء المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد حاليًا.
المراجع
عدل- ^ Rondganger، Lee (6 يونيو 2006). "Being an African makes me who I am". IOL. مؤرشف من الأصل في 2016-03-06. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-09.
- ^ du Preez، Max (9 مارس 2011). "Are we all 'coloured'?". News24. مؤرشف من الأصل في 2017-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-09.
- ^ ا ب Pillay، Kathryn (2019). "Indian Identity in South Africa". The Palgrave Handbook of Ethnicity. ص. 77–92. DOI:10.1007/978-981-13-2898-5_9. ISBN:978-981-13-2897-8.
- ^ ا ب Posel، Deborah (2001). "What's in a name? Racial categorisations under apartheid and their afterlife" (PDF). Transformation: 50–74. ISSN:0258-7696. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2006-11-08.
- ^ Lehohla، Pali (5 مايو 2005). "Debate over race and censuses not peculiar to SA". Business Report. مؤرشف من الأصل في 2007-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-25.
Others pointed out that the repeal of the Population Registration Act in 1991 removed any legal basis for specifying 'race'. The Identification Act of 1997 makes no mention of race. On the other hand, the Employment Equity Act speaks of 'designated groups' being 'black people, women and people with disabilities'. The Act defines 'black' as referring to 'Africans, coloureds and Indians'. Apartheid and the racial identification which underpinned it explicitly linked race with differential access to resources and power. If the post-apartheid order was committed to remedying this, race would have to be included in surveys and censuses, so that progress in eradicating the consequences of apartheid could be measured and monitored. This was the reasoning that led to a 'self-identifying' question about 'race' or 'population group' in both the 1996 and 2001 population censuses, and in Statistics SA's household survey programme.
- ^ Census 2011: Census in brief (PDF). Pretoria: Statistics South Africa. 2012. ISBN:9780621413885. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-07-21. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-21.
- ^ Census 2001 نسخة محفوظة 10 August 2007 على موقع واي باك مشين., Statistics South Africa.
- ^ "Midyear population estimates: 2010" (PDF). Statistics South Africa. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-02-27. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-23.
- ^ Study Commission on U.S. Policy toward Southern Africa (U.S.) (1981). South Africa: time running out : the report of the Study Commission on U.S. Policy Toward Southern Africa. University of California Press. ص. 42. ISBN:0-520-04547-5. مؤرشف من الأصل في 2021-09-10.
{{استشهاد بكتاب}}
:|مؤلف=
باسم عام (مساعدة) - ^ "Platfontein 2011 census results". مؤرشف من الأصل في 2021-02-04.
- ^ ا ب Kristin Henrard (2002). Minority Protection in Post-Apartheid South Africa: Human Rights, Minority Rights, and Self-Determination. Greenwood Publishing Group. ص. 43. ISBN:978-0-275-97353-7. مؤرشف من الأصل في 2021-04-30.
- ^ Conason، Joe (19 يونيو 2008). "Chinese declared black". Salon.com. مؤرشف من الأصل في 2010-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-30.
- ^ We agree that you are black, South African court tells Chinese, The Times نسخة محفوظة 22 أبريل 2021 على موقع واي باك مشين.
- ^ James L. Gibson؛ Amanda Gouws (2005). Overcoming Intolerance in South Africa: Experiments in Democratic Persuasion. Cambridge University Press. ص. 36. ISBN:978-0-521-67515-4. مؤرشف من الأصل في 2021-05-05.
- ^ "The New Great Trek – The Story of South Africa's White Exodus". Unisa.ac.za. مؤرشف من الأصل في 2016-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
- ^ User2 (7 أكتوبر 1997). "Policy Series". Queensu.ca. مؤرشف من الأصل في 2011-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
{{استشهاد ويب}}
:|مؤلف=
باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) - ^ "Midyear population estimates: 2010" (PDF). Statistics South Africa. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-04-22. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-23.
- ^ "Britons living in SA to enjoy royal wedding". Eyewitness News. 28 أبريل 2011. مؤرشف من الأصل في 2012-01-21.
- ^ "Rhodie oldies". New Internationalist. 1985. مؤرشف من الأصل في 2009-09-04. اطلع عليه بتاريخ 2007-10-29.