الانهيار: كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح

كتاب من تأليف جارد دايموند

الانهيار: كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح (الانهيار: كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاة في النسخة البريطانية) هو كتاب نشر عام 2005 من قبل الأكاديمي والمؤلف جارد دايموند، وفيه يعرّف دايموند الانهيار: «وهو انحدار كبير في حجم السكان و/أو مقدار التعقيد السياسي/الاقتصادي/الاجتماعي، في منطقة كبيرة، ولمدة طويلة.» فيما بعدها يراجع أسباب أحداث تاريخة أدت إلى الانهيار الاجتماعي - وبالأخص تلك المتأثرة بالبيئة، آثار التغير المناخي، الجيران العدائيون، شركاء التجارة واستجابة المجتمع للتحديات الأربعة المذكورة اعلاه - ويعتبر ان نجاح أو فشل المجتمعات المختلفة كان مرتبطبًا بتأقلمهم مع هذه المخاطر.

الانهيار: كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح
Collapse: How Societies Choose to Fail or Succeed
معلومات الكتاب
المؤلف جارد دايموند
البلد المملكة المتحدة
اللغة إنجليزية
تاريخ النشر 2005
النوع الأدبي مقالة،  وغير روائي  تعديل قيمة خاصية (P136) في ويكي بيانات
الموضوع تاريخ  تعديل قيمة خاصية (P921) في ويكي بيانات
التقديم
عدد الصفحات 592
المواقع
ردمك 0-14-303655-6

على الرغم من ان جوهر الكتاب هو بخصوص زوال هذه الحضارات التاريخية، يقول دايموند ان البشرية تواجه، على مقياس أكبر بكثير، العديد من المشاكل المتشابهة، مع عواقب كارثية تقريبًا بالنسبة للعديد من سكان الأرض

الملخص

عدل

في المقدمة، يشرح دايموند منهجيته في فقرة واحدة:

«يوظف هذا الكتاب الطرق المقارنة لفهم الإنهيارات الإجتماعية التي ساهمت بها المشاكل البيئية. طبق كتابي السابق (أسلحة، جراثيم وفولاذ: مصير المجتمعات البشرية) الإسلوب المقارن للمشكلة المعاكسة: إختلاف معدلات تراكم المجتمعات البشرية في القارات المختلفة على مدى 13,000 عام. يركز الكتاب الحالي على الإنهيار بدل من التراكم، انا اقارن العديد من المجتمعات السابقة والحالية المختلفة فيما يتعلق بالهشاشة البيئية، العلاقات مع الجيران، المؤسسات السياسية، وغيرها من «المدخلات» التي من المفروض ان تأثر على إستقرار المجتمع. ان «المخرجات» التي درستها هي الإنهيار او النجاة، وشكل الإنهيار اذا ما حدث. عن طريق مقارنة متغيرات الإخال والإخراج، اهدف إلى إستنباط تأثير المدخلات الممكنة على الإنهيارات.[1]»

انهيارات المجتمعات السابقة

عدل

يتعرف دايموند على خمسة عوامل تساهم في الانهيار: التغير المناخي، الجيران العدائيون، انهيار شركاء التجارة الأساسيون، المشاكل البيئية، واستجابة المجتمع للعوامل الأربعة المذكورة أعلاه.

ان أصل المشكلة في جميع عوامل دايموند ما عدا عامل واحد هو الإفراط في الإنتاج بالنسبة إلى قدرة التحمل العملية للبيئة. إحدى المشاكل البيئية الغير مرتبطة بفرط الإنتاج هي التأثير الضار للإدخال العرضي أو المتعمد للأنواع الغير محلية لمنطقة ما.

كتب دايموند كذلك عن العوامل الثقافية (القيم)، مثل رفض الأقوام النرويجية في جرينلاند تناول الأسماك. ويقول دايموند كذلك انه «سيكون من غير المعقول الإدعاء بان الضرر البيئي هو عامل رئيسي في كل الانهيارات: انهيار الاتحاد السوفيتي هو مثال حديث معاكس، وتدمير قرطاج من قبل روما عام 146 قبل الميلاد هو مثال آخر قديم. من الصحيح الاعتقاد بان العوامل العسكرية أو الاقتصادية ستكون كافية.»[2]

المجتمعات الحديثة

عدل

يدرج دايموند 12 مشكلة بيئية تواجه البشر اليوم. أول ثمانية مشاكل قد ساهمت بالفعل في انهيار المجتمعات السابقة:

  1. إزالة الغابات وتدمير المساكن
  2. مشاكل التربة (التعرية، التملح، وفقدان خصوبة التربة)
  3. مشاكل إدارة المياه
  4. المبالغة في الاصطياد
  5. المبالغة في صيد السمك
  6. آثار إدخال أنواع جديدة إلى الإنواع الموجودة في المنطقة
  7. الاكتظاظ السكاني
  8. ازدياد التأثير الفردي للأشخاص

فيما بعد، يضيف دايموند أربعة مشاكل أخرى من الممكن ان تساهم في انهيار المجتمعات المعاصرة أو المستقبلية:

  1. التغير المناخي بسبب الصناعة
  2. تراكم المواد السامة في الطبيعة
  3. قلة الطاقة
  4. الاستخدام الكامل لطاقة الأرض الضوئية

إستنتاجات

عدل

في الفصل الأخير، يناقش المشاكل البيئية التي تواجه المجتمعات المعاصرة ويبين الاعتراضات التي غالبًا ما يتم إعطاءها لصرف النظر عن أهمية المشاكل البيئية.[3] في مقطع «القراءات المستقبلية»، يعطي دايمنود بعض المقترحات للأشخاص الذين يسألون «ما الذي أستطيع القيام به كفرد؟»[4] ويضيف كذلك بعض الإستنتاجات، مثل:

«أحد الدروس المهمة التي يجب تعلمها من إنهيار المايا، الاناسازي، جزيرة القيامة والمجتمعات السابقة الاخرى ... هو ان إنحدار المجتمع من الممكن ان يبدأ بعد عقد او عقدين من وصول المجتمع إلى أعلى أرقامه، ثرواته، وقوته. [...] ان السبب بسيط: الإكتظاظ السكاني، الثروات، إستهلاك الموارد، وإنتاج المخلفات تعني أعلى مقدار من التأثير البيئي، مقتربةً من الحد الذي يتجاوز فيه التأثير البيئي كمية الموارد.[5]»

في النهاية، يجيب دايموند على السؤال «ما هي الخيارات التي يجب علينا القيام بها إذا ما أردنا النجاح، وعدم الفشل؟ » عن طريق تعرفه على خيارين ضروريين ميزا المجتمعات السابقة التي نجت عن تلك التي فشلت:[6]

  • التخطيط طويل الأمد: [...] الشجاعة في ممارسة التفكير بعيد المدى، والقيام بقرارات جريئة، شُجاعة، وتوقعية في الوقت الذي تصبح فيه المشاكل ملموسة ولكن قبل تأزمها.[6]
  • الإستعداد لتقدير القيم الجوهرية: [...] الشجاعة للقيام بقرارات مؤلمة فيما يخص القيم. ما هي القيم التي خدمت المجتمع جيدًا ومن الممكن ان تستمر في ظل الظروف الجديدة؟ ما هي القيم التي يجب التخلي عنها وإستبدالها بقيم جديدة؟[6]

بُنية الكتاب

عدل
 
تلوث الهواء في المناطق الصناعية في الصين

ينقسم الانهيار إلى أربع أجزاء:

  • يصف الجزء الأول بيئة ولاية مونتانا في الولايات المتحدة، مُركِزًا على حياة العديد من الأفراد لوضع وجه بشري على التفاعل بين المجتمع والبيئة.
  • يصف الجزء الثاني انهيار المجتمعات السابقة. يستخدم دايموند (إطارًا) عند التفكير في انهيار مجتمع، يتكون هذا الإطار من خمس عوامل من الممكن أن تؤثر على ما يحدث في المجتمع: الأضرار البيئية، تغير المناخ، الدول المجاورة المعادية، فقدان الشركاء التجاريين، واستجابات المجتمع إلى مشاكله البيئية. هنالك مشكلة متكررة في انهيار المجتمعات وهي كيان يخلق«صراع بين المصالح ذات المدى القريب لمن هم في السلطة، والمصالح ذات المدى البعيد للمجتمع ككل.»

المجتمعات التي يصفها دايموند هي:

  • نرويجيوا جرينلاند (مناخ متغير، ضرر بيئي، دول مجاورة معادية، فقدان الشركاء التجاريين، ممانعة غير عقلانية لأكل السمك، مع اهتمام الرؤساء بمصالحهم الخاصة ذات المدى القصير.)
  • جزيرة القيامة (إنهار هذا المجتمع بالكامل بسبب الضرر البيئي)
  • البولنزييون من جزيرة بيتكيرن (ضرر بيئي وفقدان الشركاء التجاريين)
  • الأنسازي جنوب غرب أمريكا الشمالية (ضرر بيئي وتغيير في المناخ)
  • حضارة المايا في أمريكا الوسطى (ضرر بيئي، تغير في المناخ، دول مجاورة معادية)
  • في النهاية، يدرس دايموند ثلاث قصص تاريخية ناجحة سابقًا:

- جزيرة تيكوبيا الصغيرة المتساوية في المحيط الهادئ - النجاح الزراعي في المركز المتساوي لغينيا الجديدة - إدارة الغابات في عهد التوكوغاوا في اليابان، وألمانيا.

  • يدرس الجزء الثالث المجتمعات الحديثة، ويتضمن:
    • الانهيار في دولة رواندا والذي أدى إلى إبادة جماعية سببها زيادة في عدد السكان (الاكتظاظ السكاني)
    • فشل دولة هايتي مقارنة بالنجاح النسبي للدولة المجاورة هيسبانيولا، جمهورية الدومينيكان
    • المشاكل التي تواجه الصين، الدولة النامية
    • المشاكل التي تواجه أستراليا، إحدى دول العالم الأول

يختتم الجزء الرابع الدراسة بالنظر إلى مواضيع أخرى كالأعمال التجارية والعولمة، واستخراج الدورس العملية لنا اليوم. أُعطي اهتمام خاص إلى نموذج بولدر الذي اتخذه مجتمع هولندا طريقة لعنونة التحديات التي يجب الأخذ بها «من الاعلى إلى الأسفل» والأهم من ذلك «من الأسفل إلى الاعلى» كما شرح دايموند خلال كتابه والنقد الموجود في الفصل الأخير منه «ان مجتمعنا العالمي في الوقت الحاضر يسير في طريق غير مستقر» من أجل تجنب 12 مشكلة متعلقة بعدم الاستدامة. ربما تكون هذه النتائج هي السبب في رؤية دايموند «بوادر للأمل» ومع ذلك يصل إلى موضع «التفاؤل الحذر» فيما يخص مستقبلنا.

المراجعات

عدل

أعطى تيم فلانري أعلى ثناء للكتاب، وكتب في ذلك: [7]

«أعتقد دايموند خلال تخطيطه للكتاب بأنه سيتعامل مع تأثير البشر على البيئة فقط. ولكن بدلًا عن هذا، يمكن القول ان الكتاب قد ظهر على إنه أحسن دراسة كُتبت على الأطلاق عن الحضارات البشرية.(...) حقيقة إن واحد من أكثر المفكرين إبداعًا في العالم إختار أن يكتب عمل ضخم مثل هذا عندما كانت مسيرته في أوجها هي حجة مقنعة بأن كتاب ( الأنهيار ) يجب أن يؤخذ بجدية. يمكن أن يكون من أفضل الكتب التي ستقرأها في حياتك.»

كانت مراجعة ذه ايكونومست بشكل عام أيجابية، على الرغم من أن الناقد لديه اعتراضين. الأول، شعر الناقد بأن دايموند لم يكن متفائلًا بما فيه الكفاية فيما يخص المستقبل.[8] ثانيًا، زعم الناقد بأن كتاب الأنهيار يحتوي على احصائات خاطئة: على سبيل المثال، بالغ في تقدير مقدار المجاعة في العالم. كتب ويليام ريس، أستاذ التخطيط البيئي في جامعة كولومبيا البريطانية، بأن أهم درس في الأنهيار هو قدرة المجتمعات الأذكى على تجنب الأنهيار، قادرةً على اعتماد ممارسات ملائمة لبقائها وتجنب الغير ملائمة. مع ذلك، كتب ريس أن (الأنهيار) «ترياق ضروري» لمتبعي جوليان سيمون، مثل جورن لمبروغ مؤلف كتاب البيئي المشكك، وضح ريس هذا الأصرار كما يلي:[9]

«لقد أصبح السلوك البشري نحو الغلاف البيئي مختلًا ويهدد سلامتنا على المدى الطويل. المشكلة الحقيقية هي أن العالم الحديث لا يزال يعيش في أسطورة ثقافية وهمية خطيرة. ومثل لومبورج، يبدو أن معظم الحكومات والوكالات الدولية تعتقد أن المشروع البشري "ينفصل" بطريقة ما عن البيئة، ولذا فهم مستعدون للتوسع الغير محدود. يواجه كتاب جارد دايموند الجديد هذا التناقض بفخر.»

كتبت جينيفر ماروهاسي، من معهد الفكر للشؤون العامة، تعليق نقدي في صحيفة الطاقة والبيئة، وعلى الأخص الفصل المتعلق بالتدهور البيئي في أستراليا. زعمت ماروهاسي بأن دايموند يعكس نظرة شعبية تدعمها حملات بيئية في أستراليا، لكنها غير مدعومة بدليل، وقالت بأنه يسهل دحض الكثير من إدعائاته.[10]

يوضح مالكولم غلادويل في مقالته في مجلة نيويوركر الطريقة التي يختلف بها نهج دايموند عن المؤرخين التقليديين من خلال التركيز على القضايا البيئية بدلاً من المسائل الثقافية.[11]

«إن تمييز دايموند بين البقاء الاجتماعي والبيولوجي هو أمر مهم، لأننا في الكثير من الأحيان نلطخ الاثنين، أو نفترض أن البقاء البيولوجي يتوقف على قوة قيمنا الحضارية ... لكن الحقيقة هي اننا من الممكن أن نكون ملتزمين بالقانون، محبين للسلام، متسامحين، مبدعين، ملتزمين بالحرية وصادقين مع قيمنا الخاصة ولا نزال نتصرف بطرق إنتحارية بيولوجيًا.»

في حين أن دايموند لا يرفض نهج المؤرخين التقليديين، فإن كتابه، وفقا لغلادويل، يوضح بشكل واضح حدود هذا النهج.

ظهر غلادويل بمثاله الخاص بخصوص مبادرة الاقتراع الأخيرة في ولاية أوريغون، حيث كانت مسائل حقوق الملكية والحريات الأخرى خاضعة لنقاش حر وصحي، لكن لم تحظ الأسئلة البيئية الخطيرة باهتمام كبير. تم إدراج الكتاب في قائمة الجوائز في عام 2006 لجائزة أفنتيس لكتب العلوم، الا انه خسر في النهاية لكتاب ديفيد بودانيس «الكون الكهربائي».[12]

روابط خارجية

عدل
  • لا بيانات لهذه المقالة على ويكي بيانات تخص الفن

المراجع

عدل
  1. ^ جارد دايموند, Collapse: How Societies Choose to Fail or Succeed, page 18.
  2. ^ جارد دايموند, Collapse: How Societies Choose to Fail or Succeed, page 15.
  3. ^ جارد دايموند, Collapse: How Societies Choose to Fail or Survive, Penguin Books, 2011, chapter "The world as a polder: what does it all mean to us today?"section "One-liner objections", pages 503-514 ((ردمك 978-0-241-95868-1)).
  4. ^ جارد دايموند, Collapse: How Societies Choose to Fail or Survive, Penguin Books, 2011, "Further readings" section of the chapter 16, pages 569-574 ((ردمك 978-0-241-95868-1)).
  5. ^ جارد دايموند, Collapse: How Societies Choose to Fail or Survive, Penguin Books, 2011, chapter "The world as a polder: what does it all mean to us today?"section "One-liner objections", page 509 ((ردمك 978-0-241-95868-1)).
  6. ^ ا ب ج جارد دايموند, Collapse: How Societies Choose to Fail or Survive, Penguin Books, 2011, chapter "The world as a polder: what does it all mean to us today?", section "Reasons for hope", pages 522-524 ((ردمك 978-0-241-95868-1)).
  7. ^ تيم فلانري, "Learning from the past to change our future", ساينس, volume 307, 7 January 2005, page 45. نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ "History on an environmental scale. Of porpoises and plantations. When communities self-destruct", ذي إيكونوميست, volume 374, 13 January 2005, page 76. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2018-08-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  9. ^ William Rees, "Contemplating the abyss", نيتشر (مجلة), volume 433, 6 January 2005, pages 15-16. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2008-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  10. ^ Jennifer Marohasy, "Australia's Environment: Undergoing Renewal, Not Collapse" (PDF), Energy and Environment 16 (2005) نسخة محفوظة 18 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ مالكوم جلادويل, "The Vanishing", النيويوركر, 2005-01-03 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2012-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  12. ^ الجمعية الملكية, "Prizes for Science Books previous winners and shortlists" الجمعية الملكية, 2008-12-31 نسخة محفوظة 19 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.

هذا التصنيف تظهر فيه 'الكتب البيئيَّة اللاخياليَّة.