أدب ياباني

أدب اللغة اليابانية
(بالتحويل من الأدب الياباني)

الأدب الياباني القديم يتسم بِسِمَتَيْن: الأولى أن جانباً كبيراً منه كُتب باللغة الصينية، والثانية أن النساء أسهمن في إنتاجه إسهاماً بارزاً لم يسجِّل تاريخ الأدب العالمي نظيراً له عند أيّما شعب آخر.[1]

تأثّرت الأعمال الباكرة للأدب الياباني بالتواصل الثقافي مع الصين والأدب الصيني، معظمها كُتبت باللغة الصينية الكلاسيكية. كان للأدب الهندي تأثير أيضًا خلال انفصال البوذية في اليابان. وفي الأخير، طوّر الأدب الياباني أسلوبه المنفصل، على الرغم من بقاء التأثّر بالأدب الصيني واللغة الصينية الكلاسيكية حتى نهاية فترة إيدو. منذ إعادة فتح الموانئ اليابانية للدبلوماسية والتجارة الغربية في القرن التاسع عشر، تأثّر الأدب الغربي والشرقي ببعضهما البعض تأثرًا كبيرًا وما زال حتى يومنا هذا.

التاريخ

عدل

أدب نارا (قبل عام 794)

عدل

قبل إدخال الكانجي من الصين، لم يمتلك اليابانيون نظامًا للكتابة. يُعتقد بأن الحروف الصينية جاءت إلى اليابان في البداية المبكّرة للقرن الخامس، جُلبت من قبل المهاجرين عن طريق اليابسة من أصولٍ كورية وصينيةٍ. اتّبعت أوّل النصوص اليابانية المبكّرة أسلوب الصينيين،[2] قبل الانتقال التدريجي إلى الحروف الصينية المهجّنة المستخدمة في الصيغ النحوية اليابانية، فكانت النتيجة جملًا تبدو مثل اللغة الصينية إلا أنها كانت تُقرأ صوتيًا مثل اليابانية. عُدّلت الحروف الصينية أيضًا، بإنشاء ما يُعرف بمانيوغانا، الشكل المبكّر لكانا، أو نظام الكتابة المقطعية اليابانية.[3] ابتُدعت أوّل الأعمال الأدبية اليابانية في فترة نارا.[2] تضمّنت الكوجيكي (712)، دوّن السجل التاريخي أيضًا الأساطير اليابانية القديمة والأغاني الشعبية، خلال نيهون شوكي (720)، والذي هو سجلٌ كُتب باللغة الصينية وفُصّل به أكثر بكثير من كوجيكي، بالإضافة إلى مان يوشو (759)، وهو عبارة عن مقتطفاتٌ شعريةٌ. إحدى القصص التي وصفوها هي أوراشيما تارو.

أدب هييآن (794-1185)

عدل
 
موراساكي شيكيبو مؤلفة «قصة غنجي» (源氏物語).

يُشار إلى فترة هييآن بأنها العصر الذهبي للفنون والأدب في التاريخ الياباني.[4] خلال هذا العصر، ركّز الأدب على النخبة الثقافية للأرستقراطيين والرهبان.[5] تحيّز البلاط الملكي بشكلٍ خاصّ للشعراء، إذا كان معظمهم من رجال الحاشية أو مساعدات الملكة. يعكس الجو الأرستقراطي، رقيّ الشعر وحنكته والتعبير عن المشاعر بأسلوبٍ منمّقٍ.  وسرعان ما أصبح تحرير المقتطفات الشعرية هواية وطنية. تعتبر قصيدة إيروها، واحدة من النظامين المعيارين لنظام الكتابة المقطعية اليابانية، والتي أُنشئت أيضًا خلال فترة هييآن الباكرة.

كُتبت غنجي مونوغاتاري (قصة غنجي)، في بداية القرن الحادي عشر من قبل امرأة تُسمى موراساكي شيكيبو، والتي تعتبر الرواية البارزة للقصص الخيالية في فترة هييآن.[6] شملت الكتابات الأخرى المهمة في هذه الفترة كوكين واكاشو (905)، والمقتطفات الشعرية واكا، وماكورا نو سوشي (كتاب الوسادة) (990)، كتب كتاب الوسادة سي شوناغون، وعاصر ونوافس موراساكي شيكيبو، كان مثل مقالةٍ عن الحياة، والحب، وتسالي النبلاء في البلاط الإمبراطور.[7] ومن القطع الأخرى الجديرة بالذكر من الأدب الياباني الخيالي هي كونجاكو مونوغاتاري، مجموعة من أكثر من ألف قصة في 31 مجلّد. يغطّي المجلّد قصصًا مختلفةً من الهند، والصين، واليابان.

يمكن اعتبار القصة اليابانية في القرن العاشر، تاكيتوري مونوغاتاري (قصة ذا بامبو كوتر)، مثالًا مبكّرًا على الخيال العلمي البدائي. كانت بطلة القصة، كاغويا هايم، أميرةً من القمر أرسلت للأرض من أجل المحافظة على سلامتها خلال حرب سماوية، وُجدت ورُفعت من خلال قاطع للخيزران. أُعيدت لاحقًا لعائلتها الفضائية من خلال توصيف وتصوير لشيءٍ طائر قرصي الشكل مشابهٍ للصحن الطائر.[8]

أدب كاماكورا موروماشي (1185-1603)

عدل

خلال فترة كاماكورا (1185-1333)، خضع اليابانيون لعدّة حروبٍ أهليةٍ أدّت إلى تطور مكانة المحاربين، والحكايات التالية للحرب، والحكايات التاريخية، وما ارتبط بها من قصص.[9] برزت الأعمال في هذه الفترة بسبب أسلوبها الكئيب مقارنةً بالأعمال في العصور السابقة، مع مواضيع عن الحياة والموت، ونمط الحياة البسيط، والتضحية من خلال القتل.[10] القصّة النموذجية هيك مونوتوغاري (قصة الهائيكي) (1371)، وهي سردٌ ملحمي للنضال بين عشيرتي ميناموتو وتايرا للسيطرة على اليابان في نهاية القرن الثاني عشر. تشمل القصص المهمّة الأخرى في هذه الفترة هوجوكي لكامو نو شومي (1212) وتسوريزورغوزا ليوشيدا كينكو (1331). على الرغم من تراجع أهمية البلاط الإمبراطوري، بقي الأدب الأرستقراطي مركز الثقافة اليابانية في بداية فترة كاماكورا. شهدت هذه الفترة أيضًا حركة تجديد للشعر، من خلال تأليف عدد من المقتطفات،[9][11] مثل شين كوكين واكاشو المؤلفة في مطلع القرن الثالث عشر. وعلى أي حال، كان هنالك عدد قليل من الأعمال الجديرة بالذكر من مؤلّفاتٍ إناثٍ في تلك الفترة، الأمر الذي يعكس تدنّي أوضاع المرأة.[12]

بالتزامن مع استمرار تراجع أهمية البلاط الملكي، كانت الميّزة الأساسية لأدب موروماشي انتشار النشاط الثقافي خلال كل مستويات المجتمع. إذ أن أدب البلاط الكلاسيكي، الذي كان النقطة المركزية للأدب الياباني حتى هذه النقطة، اختفى تدريجيًا.[12][13] ظهرت أساليبٌ جديدةٌ مثل رينجا، أو الشعر المترابط، ومسرح النو بين عامة الشعب،[14] بالإضافة إلى سيتسوا مثل ذا نيهون ريويكي الذي أُنشئ من قبل كاهنٍ بوذيٍّ للوعظ.[بحاجة لمصدر] جلب تطوّر الطرقات، برفقة اهتمام البشر المتزايد بالسفر والحجّ، زيادة الشعبية الكبيرة لأدب السفر منذ بداية القرن الثالث عشر وحتى القرن الرابع عشر.[15] وتشمل الأمثلة الجديرة بالذكر عن مذكّرات السفر فوجي كيكو (1432) وتسوكوشي ميشيو نو كي (1480).[16][17]

أدب فترة إيدو (1603-1868)

عدل
 
بورتريه رسمها الكاتب والمؤلف والمحارب والفنان مياموتو موساشي لنفسه (1584–1645)، وهو صاحب كتاب الحلقات الخمس (五輪書).

كُتب الأدب في هذه الفترة خلال فترة توكوغاوا التي شهدت سلمية كبيرة (يُشار إليها عادةً بفترة إيدو). يُرجع جزء كبير من ارتقاء الطبقات المتوسّطة والعاملة في العاصمة الجديدة إيدو (هي ذاتهاطوكيو الحديثة)، إلى أشكال الدراما الشعبية المتقدّمة والتي تطورت لاحقًا إلى الكابوكي. اشتُهر المسرحي لكابوكي وجوروري جيكماتسو مونزايمون (1653-1725) في نهاية القرن السابع عشر، ويُعرف أيضًا بشكسبير اليابان.

ظهرت العديد من أساليب الأدب لأوّل مرةٍ خلال فترة إيدو، ساعد على هذا ارتفاع معدّل القراءة والكتابة بين عدد السكان المتزايد في البلدة، بالإضافة إلى تطوّر الإعارة عن طريق المكاتب.

يُقال بأن إيهارا سايكاكو (1642-1693) منح ولادة الوعي المعاصر للرواية اليابانية، إذ خلط حوار اللغة العامية إلى حكاياته الفكاهية وذات المغزى والعبرة في بيوت المتعة، المدعوّة أسلوب يوكيوزوشي «عالم عائم». يُعتبر حياة رجل شهواني لإيهارا أول عملٍ من هذا الأسلوب. وبالرغم من أن أعمال إيهارا لم تحظَ باحترام كما الأدب الرفيع وذلك لأنها صوّبت بعد ذلك ونُشرت من قبل كونين، إلا أنهم حظوا بشعبية وكانوا المفتاح لتطّور ونشر يوكيوزوشي.

عُرف ماتسوو باشو (1644-1694) أنه البارع الأعظم في شعر الهايكو (سُمي حينها هوكو) تأثرت أشعاره بتجربته المباشرة للعالم من حوله، والتي توجز عادةً الشعور في المشهد ببضعة عناصر بسيطة. جعل عمل حياته تحويل هايكي إلى أسلوبٍ أدبيٍّ. بالنسبة لباشو، تضمّن هايكي عنده خليطًا من المزاح الهزلي والعمق الروحي، والتجربة الزاهدة، والإقحام في المجتمع البشري. بشكلٍ خاصّ، كتب باشو أوكو نو هوسوميشي والذي يعدّ عملًا رئيسيًا في أسلوب مذاكرت السفر واعتُبر «واحدًا من أهم النصوص في الأدب الياباني الكلاسيكي».[18]

حظيت الشاعرة فوكودو تشيو ني (1703-1775) باهتمامٍ واسعٍ كواحدةٍ من أعظم شعراء شعر الهايكو. قبل تواجدها، رُفضت وتُجوهلت النساء حين نظمن أشعار هايكو. إلّا أن إخلاصها تجاه مهنتها لم يعبّد الطريق لها فقط بل أيضًا فتح الدرب لنساءٍ أخرياتٍ ليسروا على خطاها. تأثّر شعرها المبكّر بماتسو باشو، إلا أنها طوّرت لاحقًا نمطها الفريد كشكلٍ مستقلٍّ تبعًا لطريقتها. ومنذ مراهقتها، حظيت بشعبيةٍ في جميع أنحاء اليابان بسبب شعرها. تناول شعرها غالبًا الطبيعة، والعمل على وحدة الطبيعة مع الإنسانية[19] إذ كانت حياتها حياة شعراء الهايكاي الذي جعلوا حياتهم والعالم الذي عاشوا فيه واحد بالنسبة لهم، وعاشت حياةً بسيطة ومتواضعة. استطاعت عمل علاقات من خلال دراستها المتأنية واليقظة للأشياء الفريدة حول عالمها البسيط وتدوينها.[20]

الشعر الياباني

عدل

أدباء مشهورون

عدل

الأدب القديم

عدل

الأدب الكلاسيكي

عدل

أدب العصور الوسطى

عدل

الأدب المبكر الحديث

عدل

العصر الحديث

عدل

انظر أيضا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ موسوعة شبكة المعرفة الريفية نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ ا ب Seeley، Christopher (1991). A History of Writing in Japan. BRILL. ISBN:9004090819. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  3. ^ Malmkjær، Kirsten (2002). The Linguistics Encyclopedia. Psychology Before the introduction of kanji from China, Japanese had no writing system. It is believed that Chinese characters came to Japan at the very beginning of the fifth century, brought by immigrants from the mainland of Korean and Chinese descent. Early Japanese texts first followed the Chinese model,[1] before gradually transitioning to a hybrid of Chinese characters used in Japanese syntactical formats, resulting in sentences that looked like Chinese but were read phonetically as Japanese. Chinese characters were also further adapted, creating what is known as man'yōgana, the earliest form of kana, or Japanese syllabic writing.[2] The earliest literary works in Japan were created in the Nara period.[1][محل شك] These include the Kojiki (712), a historical record that also chronicles ancient Japanese mythology and folk songs; the Nihon Shoki (720), a chronicle written in Chinese that is significantly more detailed than the Kojiki; and the Man'yōshū (759), a poetry anthology. One of the stories they describe is the tale of Urashima Tarō.Press. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  4. ^ Walter.، Meyer, Milton (1997). Asia : a concise history. Lanham, Md.: Rowman & Littlefield. ص. 127. ISBN:9780847680634. OCLC:44954459. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  5. ^ Kato، Shuichi؛ Sanderson، Don (2013). A History of Japanese Literature: From the Manyoshu to Modern Times. Routledge. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  6. ^ Meissner، Daniel. "web page template". academic.mu.edu. مؤرشف من الأصل في 2018-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-17.
  7. ^ Waley، Arthur (2011). The Pillow Book of Sei Shonagon: The Diary of a Courtesan in Tenth Century Japan. Tuttle Publishing. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  8. ^ Richardson، Matthew (2001)، The Halstead Treasury of Ancient Science Fiction، Rushcutters Bay, New South Wales: Halstead Press، ISBN:1-875684-64-6 (cf. "Once Upon a Time"، Emerald City، سبتمبر 2002، مؤرشف من الأصل في 2018-10-17، اطلع عليه بتاريخ 2008-09-17)
  9. ^ ا ب Colcutt، Martin (2003). "Japan's Medieval Age: The Kamakura & Muromachi Periods". مؤرشف من الأصل في 2019-05-08.
  10. ^ Miner، Earl Roy؛ Odagiri، Hiroko؛ Morrell، Robert E. (1988). The Princeton Companion to Classical Japanese Literature. Princeton University Press. ص. 44. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  11. ^ Miner، Earl Roy؛ Odagiri، Hiroko؛ Morrell، Robert E. (1988). The Princeton Companion to Classical Japanese Literature. Princeton University Press. ص. 46. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  12. ^ ا ب Boscaro، Adriana؛ Gatti، Franco؛ Raveri، Massimo (2014). Rethinking Japan Vol 1.: Literature, Visual Arts & Linguistics. Routledge. ص. 143. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  13. ^ Shirane، Haruo (2012). Traditional Japanese Literature: An Anthology, Beginnings to 1600. Columbia University Press. ص. 413. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  14. ^ Shirane، Haruo (2012). Traditional Japanese Literature: An Anthology, Beginnings to 1600. Columbia University Press. ص. 382, 410. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  15. ^ Shirane، Haruo (2012). Traditional Japanese Literature: An Anthology, Beginnings to 1600. Columbia University Press. ص. 382, 413. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  16. ^ Katō، Eileen (1979). "Pilgrimage to Daizafu: Sōgi's Tsukushi no Michi no Ki". Monumenta Nipponica: 333–367. JSTOR:2384203.
  17. ^ Plutschow، Herbert Eugen (1989). "Japanese Travel Diaries of the Middle Ages". Oriens Extremus. ج. 29 ع. 1–2: 1–136.
  18. ^ Bashō 1996b: 7.
  19. ^ Patricia Donegan and Yoshie Ishibashi. Chiyo-ni: Woman Haiku Master, Tuttle, 1996. (ردمك 0-8048-2053-8) p256
  20. ^ trans. Donegan and Ishibashi, 1996 p172

وصلات خارجية

عدل