اغتيال راجيف غاندي

عملية اغتيال سياسية

وقعت حادثة اغتيال راجيف غاندي، رئيس وزراء الهند السابق، نتيجة لتفجير انتحاري في بلدة سريبرمدور في مدينة تشيناي عاصمة ولاية تاميل نادو في الهند في الحادي والعشرين من مايو عام 1991م.[1] وقُتِل 14 آخرون على أقل تقدير إلى جانب راجيف غاندي.[2] ونفذت تلك العملية تينموجي راجاراتنام (عُرفت أيضاً بـ كالايفاني راجاراتنام أو دانو).[3] والتي تُعد أحد أعضاء تنظيم نمور تحرير تاميل إيلام (إل تي تي إي). حينها، كانت الهند قد أنهت للتو إجراءات انضمامها عبر قوى حفظ السلام الهندية إلى الحرب الأهلية السريلانكية. عُيّنت لجنتان للتحقيق في الاتهامات اللاحقة بالتآمر وأسقطت على إثرها حكومة وطنية واحدة على الأقل.[4][5]

اغتيال راجيف غاندي
سبعة أعمدة تحيط بموقع التفجير عند نُصب راجيف غاندي التذكاري في سريبيومبدر
المعلومات
البلد الهند  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع سريبومبدر، تاميل نادو، الهند
الإحداثيات 12°57′37″N 79°56′44″E / 12.960166666667°N 79.945444444444°E / 12.960166666667; 79.945444444444   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
التاريخ 21 مايو 1991، قبل 29 سنة 10:10 مساءً بتوقيت الهند
الهدف راجيف غاندي
نوع الهجوم تفجير انتحاري
الأسلحة (آر دي إكس) حزام ناسف
الخسائر
الوفيات 15
الإصابات 43
الضحايا راجيف غاندي و57 آخرون على الأقل.
المنفذ تينموجي راجاراتنام (المعروفة أيضاً بـ كالايفاني راجاراتنام وتُعرف أيضاً بـ دانو).
خريطة
بقايا الملابس التي كان يرتديها راجيف غاندي في أثناء عملية الاغتيال
حجر الفسيفساء القائم في موقع اغتيال راجيف غاندي في سريبورمبدر

الاغتيال

عدل

كان راجيف غاندي يقود حملة للانتخابات المقبلة في ولايات الهند الجنوبية. وكانت محطته التالية سريبيرومبودور، تاميل نادو في 21 مايو، بعد حملة في فيساخاباتنام. وكان راجيف غاندي يقود موكبًا في سيارة السفير البيضاء إلى سريبيرومبودور، وتوقف على طول الطريق في عدد قليل من أماكن الحملات الانتخابية الأخرى، بعد نحو ساعتين من وصوله إلى مدينة مدراس (تشيناي حاليًا).[6] عندما وصل إلى تجمع انتخابي في سريبيرومبودور، غادر بسيارته وبدأ بالسير نحو المنصة حيث كان من المقرر أن يلقي خطابًا. وقام العديد من الناس والعاملين في حزب المؤتمر وأطفال المدارس بتهنئته على طول الطريق. ثم اقتربت منه القاتلة ورحبت به.  ثم انحنت لتلمس قدميه وفجرت حزام RDX محملًا بالمتفجرات مدسوسًا أسفل فستانها في تمام الساعة 10:10 مساءً.[7] وقُتل غاندي وقاتله و14 آخرون في الانفجار الذي أعقب ذلك، إلى جانب 43 آخرين أصيبوا بجروح خطيرة. جرى تصوير الاغتيال من قبل المصور المحلي هاريبابو،[8] إذ عُثر على كاميرته وفيلمه في الموقع على الرغم من وفاته في الانفجار.

الضحايا

عدل

قُتل 13 هندياً في عملية الاغتيال الانتحارية. وفيما يلي أسماء اثني عشر شخصاً منهم:[9][10][11][12]

  • راجيف غاندي: رئيس وزراء الهند السابق
  • درمان: شرطي
  • سانتاني بيغوم: رئيسة مؤتمر ماهيلا.
  • راجغورو: مفتش الشرطة
  • شاندرا: شرطي.
  • إدوارد جوزيف: مفتش الشرطة.
  • محمد إقبال: مشرف على الشرطة.
  • لاتا كانان: عضو في مؤتمر ماهيلا.
  • كوكلافاني: فتاة كانت في العاشرة من عمرها وقت الانفجار المميت. وهي ابنة لاثا كانان.
  • مونوسوامي: عضو سابق في المجلس التشريعي تاميل نادو.
  • سارويا ديفي: طالب جامعي كان يبلغ من العمر 17 عامًا وقت الانفجار المميت.
  • براديب غوبتا: ضابط الأمن الشخصي لراجيف غاندي.

أصيب في الانفجار أيضًا نحو ثلاثة وأربعين هندياً بريئًا، من بينهم أنوزويا ديزي إرنست، مفتش تابع للشرطة.[13]

الثغرات الأمنية

عدل

رأت المحكمة العليا أن مقابلة غاندي في مجلة الأحد (21-28 أغسطس 1990) قد عجلت بقرار القضاء عليه، إذ ذكر فيها أنه سيرسل قوى حفظ السلام الهندية لنـزع سلاح نمور تحرير تاميل إيلام إذا عاد إلى السلطة. دافع غاندي أيضاً عن توقيع اتفاق الهند وسريلانكا في نفس المقابلة. وربما هدَف قرار نمور تحرير تاميل إيلام بقتله إلى منعه من العودة إلى السلطة. وقد شُكلت لجنة القاضي فيرما بعد ذلك للنظر في الثغرات الأمنية التي أسهمت في القتل.

وأفاد التقرير النهائي، المقدم في يونيو 1992، بأن الترتيبات الأمنية لرئيس الوزراء السابق كانت كافية، ولكن قادة حزب المؤتمر المحلي عطلوا هذه الترتيبات وأخلّوا بها.[14]

رفضت حكومة ناراسيمها راو في البداية النتائج التي توصل إليها فيرما ولكنها قبلتها فيما بعد تحت الضغط. بيد أنها لم تتخذ أي إجراء بشأن توصيات اللجنة.

أثارت النتائج تساؤلات حيوية طرحها المحللون السياسيون في السابق بالرغم من عدم اتخاذ أي إجراء. وأشارت مصادر إلى أن غاندي أُبلغ مراراً بوجود تهديد لحياته وأنه لا ينبغي له السفر إلى تاميل نادو. والواقع أن حاكم تاميل نادو بهيم نارايان سينغ خرق البروتوكول الرسمي وحذر غاندي مرتين من التهديدات على حياته إذا زار الولاية.

وقال الدكتور سوبرامانيان سوامي في كتابه «سريلانكا في أزمة: خيارات الهند (2007)» إن وفداً من جبهة نمور تحرير تاميل إيلام التقى راجيف غاندي في 5 مارس 1991. والتقى به وفدٌ آخر في 14 مارس 1991 في نيودلهي.

وكتب الصحفي رام بهادور ما يلي:

كانت الرسالة التي وجهها هذان الوفدان إلى راجيف غاندي هي أنه لا يوجد تهديد لحياته وأنه يستطيع السفر إلى تاميل نادو دون أن يخاف على حياته. قدمتُ سلسلة من المقالات بعد اغتياله توضح الطريقة التي أصبح بها راجيف بعد هذه اللقاءات راضيًا عن مقدار حمايته، وخرقَ القواعد الأمنية في أكثر من 40 تجمعًا.[15]

الجنازة

عدل
 
عُرف هذا الطريق الذي سار فيه غاندي قبل أن يُغتال بـ "طريق النور"

نُقل جثمان راجيف غاندي المشوه جوًا إلى نيودلهي بعد اغتياله. وأُرسلت جثته من مطار بالام إلى معهد العلوم الطبية لعموم الهند في نيودلهي لإجراء تشريح للجثة وإعادة تركيبها وتحنيطها.[16]

أُقيمت جنازة حكومية لراجيف غاندي في 24 مايو 1991. وبُثت جنازته مباشرة على الصعيدين الوطني والدولي، وحضرتها شخصيات بارزة من أكثر من 60 بلداً.[17] وحُرقت جثته على ضفاف نهر يامونا بالقرب من مكان حرق جثث كل من أمه وأخيه وجده. يُعرف الموقع الذي حُرقت جثته فيه اليوم باسم فيربهومي.

التحقيق

عدل

سلمت حكومة تشاندراسيخار التحقيق إلى مكتب التحقيقات المركزي بعد الاغتيال مباشرة في 22 مايو 1991. وأنشأت الوكالة فريقاً خاصاً للتحقيق بقيادة الضابط كارثيكيان[18] لتحديد الجهة المسؤولة عن الاغتيال. وأكدت نتائج التحقيقات التي أجراها الفريق على دور حركة نمور تاميل إيلام للتحرير في عملية الاغتيال[19] التي أيدتها المحكمة العليا للهند.[20]

وقد أشار التقرير المبدئي للقاضي ميلاب شاند جين، الذي يدرس الاغتيال من زاوية المؤامرة، إلى أن حزب التقدم الاتحادي لدرافديان متواطئ مع منظمة نمور تحرير تاميل إيلام. وقد لخص التقرير أن الحزب قدم ملاذًا لنمور تاميل إيلام، ما سهل على المتمردين اغتيال راجيف غاندي.[20]

ذكر تقرير اللجنة أن عام 1989 شهد «استمرار الاتجاه السياسي العام المتمثل في توغل مقاتلي التاميل في الأراضي الهندية والتسامح مع أنشطتهم الإجرامية والمعادية للوطن واسعة النطاق». وزعم التقرير أيضًا أن قادة الجبهة في جافنا كانت بحوزتهم رسائل مشفرة حساسة جرى تبادلها بين الحكومة الاتحادية وحكومة الولاية التابعة لحزب درافيدا مونيترا كاجكام. وذكر التقرير: «هناك أدلة تظهر أنه خلال هذه الفترة، جرى تمرير بعض الرسائل اللاسلكية الأكثر أهمية بين عناصر نمور تحرير تاميل إيلام المتمركزين في تاميل نادو وجفنا. ولهذه الرسائل، التي فُكت شفرتها لاحقًا، علاقة مباشرة باغتيال راجيف غاندي». أسقط الكونجرس بعد ذلك حكومة الجبهة المتحدة بزعامة جوغرال بعد تسريب التقرير في نوفمبر 1998. وطالب الحزب أيضًا بإزالة حزب درافيدرا مونتيرا كاجكام من حكومة الجبهة المتحدة، بحجة أنه لعب دورًا رئيسيًا في وفاة راجيف غاندي.

مراجع

عدل
  1. ^ Assassination in India; Rajiv Gandhi is assassinated in bombing at cawmpaign stop; India puts off rest of voting [1] نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ "1991: Bomb kills India's former leader Rajiv Gandhi". بي بي سي نيوز. 21 مايو 1991. مؤرشف من الأصل في 2008-07-27. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-05.
  3. ^ "Lady With The Poison Flowers". www.outlookindia.com. مؤرشف من الأصل في 2020-08-11. With Rajiv Gandhi's gruesome assassination, the suicide bomber had well and truly arrived
  4. ^ J. Cooper، Kenneth (29 نوفمبر 1997). "Leader Of India Falls From Power". www.sun-sentinel.com. مؤرشف من الأصل في 2018-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2014-08-03.
  5. ^ "TN to release all Rajiv convicts". مؤرشف من الأصل في 2014-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2014-02-19.
  6. ^ "Assassination in India; Rajiv Gandhi is assassinated in bombing at campaign stop", by Barbara Crossette, The New York Times, 22 May 1991. Neena Gopal of the Gulf News of Dubai was also in the car, in the back seat with Chandrashekhar and a local party official. "A Chance To Be Near The People New Campaigning Style Put Gandhi In Crowds" نسخة محفوظة 31 يناير 2013 at Archive.is by Barbara Crossette, New York Times, 22 May 1991, via Orlando Sentinel. Retrieved 2010-07-19. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-13.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  7. ^ "A look back at Rajiv Gandhi assassination: Rare images from the past". The New Indian Express. مؤرشف من الأصل في 2019-05-14.
  8. ^ Supreme Court of India, State Of Tamil Nadu Through vs Nalini And 25 Others on 11 May 1999 [2] نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Rodrigues, Savio. "Rajiv Gandhi was not the only one who died in the bomb-blast on May 21 1991!". Goa Chronicle (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-09-08. Retrieved 2020-11-30.
  10. ^ "The others who died with Rajiv Gandhi: Families talk of struggle, neglect". The Indian Express (بالإنجليزية). 22 May 2016. Archived from the original on 2020-11-20. Retrieved 2020-11-30.
  11. ^ "Three reasons why I think the 'assassins of Rajiv Gandhi' should never be freed". www.dailyo.in. مؤرشف من الأصل في 2018-09-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-30.
  12. ^ Dutta, Prabhash K. (21 May 2017). "Remembering Rajiv Gandhi: What exactly happened on that fateful night of May 21 in Madras and New Delhi". India Today (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-10-21. Retrieved 2020-11-30.
  13. ^ Peter, Petlee (1 May 2012). "Women Power: Living with grit and painful memories". The Hindu (بIndian English). ISSN:0971-751X. Archived from the original on 2020-11-13. Retrieved 2020-11-30.
  14. ^ Patel، Tejas. "Rajiv assassination mystery unsolved". Article. NDTV.com. مؤرشف من الأصل في 2009-05-10. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-21.
  15. ^ Patel، Tejas. "Rajiv assassination mystery unsolved". Article. Asian Tribune. مؤرشف من الأصل في 2019-08-01. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-21.
  16. ^ Ahluwalia، Meenakshi (يناير 1991). Assassination of Rajiv Gandhi — Shashi Ahluwalia, Meenakshi Ahluwalia. ISBN:9788170993155. مؤرشف من الأصل في 2020-12-13. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-19.
  17. ^ "Assassination of Rajiv Gandhi and its aftermath". Knowledge Hub. 21 مايو 1991. مؤرشف من الأصل في 2013-04-30. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-19.
  18. ^ "Profile of D.R.Karthikeyan". www.thesnacademy.ac.in. مؤرشف من الأصل في 2020-06-24.
  19. ^ Subramanian، T.S. "A mystery solved". www.frontline.in. Frontline. مؤرشف من الأصل في 2014-02-13. اطلع عليه بتاريخ 2014-08-10.
  20. ^ ا ب Keerthana، R (21 مارس 2014). "Rajiv's death – a revisit". The Hindu. مؤرشف من الأصل في 2020-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2014-08-10.