اغتصاب المواعد

يعد اغتصاب المُواعِد[1] أو الاغتصاب في إطار المواعدة شكل من أشكال اغتصاب المعارف وغالباً ما يستعمل المصطلحين على أنهما مصطلح واحد ولكن يشير اغتصاب المواعِد بشكل خاص إلى الاغتصاب الذي يوجد فيه نوع من العلاقات الرومنسية أو الجنسية المحتملة بين الطرفين.

تشمل حالات اغتصاب المعارف أيضاً حالات الاغتصاب التي يكون فيها الجاني والضحية على علاقة غير جنسية وغير عاطفية كزملاء العمل أو الجيران.[2][3][4][5][6][7] ينتشر اغتصاب المواعِد بشكل خاص بين الطلاب في حرمِ الجامعات حيث يحدث بشكل متكرر خلال تعاطي الكحول أو عقاقير الاغتصاب الأخرى.[8]

التاريخ والاستخدام

عدل

كان يُعتبر الاغتصاب تاريخياً وفي معظم أنحاء العالم على أنه سرقة لممتلكات الرجل (غالباً ما يكون الأب أو الزوج) ولا يعد ضرر الملكية في هذه الحالة قانونياً إلحاق الضرر بالضحية بل إلحاق الضرر بالوالد أو الزوج لذا وبناءً على التعريف فإن الزوج لا يغتصب زوجته.

تغيرتْ وجهات النظر القانونية بالتدريج حيث قامتْ كل الولايات الأمريكية الخمسين بإدانةِ مفهومِ الاغتصاب الزوجي بحلول عام 1993. مازال هذا المفهوم غير موجود في قانون بعض السلطات القضائية كما يذكر كيرستي لو في مقدمة فهم الاغتصاب الزوجي في سياق عالمي: «لا يعد تقديم الموافقة في بعض الثقافات من صلاحيات الزوجة حتى فالعائلات التي رتبت الزواج تضمن موافقتها الدائمة».[9]

تم اعتبار الاغتصاب منذ العقود الأخيرة في القرن العشرين وفي معظم أنحاء العالم على أنه الجماع الجنسي (بما في ذلك الجماع الشرجي أو الفموي) دون موافقة الشخص الصريحة مما يجعلهُ مخالفاً للقانون متضمناً الأشخاص الذين يعرفون بعضهم البعض أو الذين سبق لهم ممارسة الجنس بالتراضي، وقد حددتْ بعض السلطات القضائية أن الأشخاص الذين يعانون من الإعياء بسبب الكحول أو المخدرات الأخرى غير قادرين على الموافقة على ممارسة الجنس. كما اختلفت المحاكم حول ما إذا كان من الممكن في وقت لاحق سحب الموافقة بعد أن تم تقديمها سابقاً.[10]

تصنف العديد من المجتمعات درجة خطورة الاغتصاب بناءً على درجة القربى بين الجاني والضحية حيث من المرجح اعتبار الاعتداء من قبل شخص غريب على أنه «اغتصاب حقيقي» مقارنة بالاغتصاب الذي يقوم به أحد المعارف.[9]

تم وبسبب هذا المفهوم الثقافي اعتبار العديد من حالات اعتصاب المواعِد على أنها أقل خطورة من الاغتصاب من قبل شخص غريب بسبب طبيعة العلاقة بين الجاني والضحية وخاصة بالنسبة لأولئك الذين تجمعهم علاقة جنسية سابقة أو حالية.[9]

يحمل مفهوم اعتصاب المواعِد مفهوماً مختلفاً في الجامعات حيث يكون الموعد عبارة عن حفلة وتكون الضحية قد تعاطت الكحول والمخدرات التي قُدمتْ لها من قبل الرجل وأصدقائهِ غالباً وبالتالي فإن الاغتصاب في هذه الحالة هو جهد جماعي.

الضحايا

عدل

تقول الباحثة ماريا كوس بأن الذروة بالنسبة للمراحل العمرية التي يحصل فيها اعتصاب المواعِد هي ما بين أواخر المراهقة وأوائل العشرينات.[10]

بالرغم من أن اعتصاب المواعِد يعد تجربة مؤذية ومدمرة ومغيرة للحياة إلا أن الأبحاث التي أجراها موفسون وكرانز[11] أظهرت بأن نقص الدعم كان عاملاً أساسياً في عدم الشفاء التام لدى الضحايا. يرفض الضحايا في أغلب الحالات الإفصاح عن أي معلومة متعلقة بالاعتداء الجنسي للآخرين خصوصاً إن كانوا قد تعرضوا للاغتصاب في إطار المواعدة أو الاغتصاب من قبل المعارف وذلك بسبب مشاعر الإذلال ولوم الذات.[12][13]

ومع ذلك فقد كان هناك العديد من السياقات التي كان الضحايا بها قادرين على طلب المساعدة أو الكشف عن الاعتداءات الجنسية التي قد تعرضوا لها. إن هذا الإفصاح أو التحدث على العلن يكون ناتج عن الرغبة في حماية الأشخاص الآخرين من المرور في تجربة مماثلة.

تم إجراء معظم الأبحاث حول ضحايا الاعتداء الجنسي على سكان الطبقة المتوسطة البيضاء ومع ذلك فإن معدل انتشار اعتصاب المواعِد أو اغتصاب المعارف أعلى بين فئة الشباب السود أو من أصول إسبانية ولها عوامل اختطار خاصة بها.[14]

التأثيرات

عدل

يقول الباحثون بأن اعتصاب المواعِد يؤثر على الضحية بدرجة مماثلة لتأثير الاغتصاب من قبل شخص غريب وإن فشل الآخرين في الاعتراف به وأخذه على محمل الجد يجعل من التعافي أصعب على الضحايا.[10]

غالباً ما يتم ارتكاب جرائم الاغتصاب من قبل أشخاص يعرفون الضحايا وكسبوا ثقتهم ومع ذلك فإن سيناريو اعتصاب المواعِد لا يعد مقنعاً لبعض الأشخاص [15] لأنهم متعصبين للمفهوم النمطي للاغتصاب والضحية والجاني. يميل هؤلاء الأشخاص لتبرير الاغتصاب في سياق المواعدة ولوم الضحايا على وقوع الاعتداء خصوصاً الضحايا النساء وربط الموضوع بارتداء ملابس مثيرة ومحرضة أو بالانخراط في علاقة رومنسية مع الجاني.[16][17][18]

إحدى المشاكل الرئيسية التي تعيق شمل اعتصاب المواعِد ضمن مفهوم الاغتصاب هو نمط العلاقة التي تجمع الضحية بالجاني حيث كلما كانت العلاقة بينهما أكثر حميمية كلما زاد احتمال اعتبار الشهود للاعتداء الجنسي حدثاً قد جرى بالتراضي وليس مسألة خطيرة.[19]

المراجع

عدل
  1. ^ منير البعلبكي؛ رمزي البعلبكي (2008). المورد الحديث: قاموس إنكليزي عربي (بالعربية والإنجليزية) (ط. 1). بيروت: دار العلم للملايين. ص. 314. ISBN:978-9953-63-541-5. OCLC:405515532. OL:50197876M. QID:Q112315598.
  2. ^ Dziuba-Leatherman، Jennifer (1994). Acquaintance and Date Rape: An Annotated Bibliography. Greenwood. ص. 1. ISBN:978-0313291494. مؤرشف من الأصل في 2019-08-15.
  3. ^ Horvath، Miranda (2011). Rape: Challenging Contemporary Thinking. Willan. ص. 117. ISBN:978-1843925194. مؤرشف من الأصل في 2020-01-25. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  4. ^ Belgrave، Faye Z. (2013). African American Psychology: From Africa to America. SAGE Publications. ص. 501. ISBN:978-1412999540. مؤرشف من الأصل في 2019-08-18.
  5. ^ Parrot، Andrea (1998). Coping With Date Rape and Acquaintance Rape. Rosen Publishing Group. ص. 30. ISBN:978-0823928613. مؤرشف من الأصل في 2019-08-19.
  6. ^ Wiehe، Vernon R. (1995). Intimate Betrayal: Understanding and Responding to the Trauma of Acquaintance Rape. SAGE Publications. ص. 3–4. ISBN:978-0803973619. مؤرشف من الأصل في 2019-08-19.
  7. ^ Kaminker، Laura (2002). Everything You Need to Know About Dealing With Sexual Assault. Rosen Pub Group. ص. 16–18. ISBN:978-0823933037. مؤرشف من الأصل في 2019-08-23.
  8. ^ Smith، Merril D. (2004). The Encyclopedia of Rape. Greenwood. ص. 54. ISBN:978-0313326875. مؤرشف من الأصل في 2019-08-12.
  9. ^ ا ب ج Kersti Yllo، Gabrielle M. Torres (2016). Marital Rape: Consent, Marriage, and Social Change in a Global Context. ISBN:978-0190238360. مؤرشف من الأصل في 2019-08-19.
  10. ^ ا ب ج Kuersten، Ashlyn K. (2003). Women and the Law: Leaders, Cases, and Documents. ABC-CLIO. ص. 143–144. ISBN:978-0874368789. مؤرشف من الأصل في 2019-08-21.
  11. ^ Mufson, Susan C. S. W.; Kranz, Rachel (1 Aug 1997). Straight Talk About Date Rape (بالإنجليزية). New York, NY, USA: Checkmark Books. ISBN:9780816037520. Archived from the original on 2019-12-16.
  12. ^ Rape in America: A Reference Handbook (بالإنجليزية). Santa Barbara, Calif.: ABC-CLIO. 1 Jun 1995. ISBN:9780874367300. Archived from the original on 2019-12-16.
  13. ^ Koss, Mary P.; Dinero, Thomas E.; Seibel, Cynthia A.; Cox, Susan L. (1 Mar 1988). "Stranger and Acquaintance Rape: Are There Differences In the Victim's Experience?". Psychology of Women Quarterly (بالإنجليزية). 12 (1): 1–24. DOI:10.1111/j.1471-6402.1988.tb00924.x. ISSN:0361-6843. Archived from the original on 2019-12-10.
  14. ^ Dunn، P. C.؛ Vail-Smith، K.؛ Knight، S. M. (1 مارس 1999). "What date/acquaintance rape victims tell others: a study of college student recipients of disclosure". Journal of American College Health. ج. 47 ع. 5: 213–219. DOI:10.1080/07448489909595650. ISSN:0744-8481. PMID:10209915.
  15. ^ Anderson, Irina (1 Mar 2007). "What is a typical rape? Effects of victim and participant gender in female and male rape perception" (PDF). British Journal of Social Psychology (بالإنجليزية). 46 (1): 225–245. DOI:10.1348/014466606X101780. ISSN:2044-8309. PMID:17355727. Archived from the original (PDF) on 2017-09-22.
  16. ^ Johnson, Barbara E.; Kuck, Douglas L.; Schander, Patricia R. (1 Jun 1997). "Rape Myth Acceptance and Sociodemographic Characteristics: A Multidimensional Analysis". Sex Roles (بالإنجليزية). 36 (11–12): 693–707. DOI:10.1023/A:1025671021697. ISSN:0360-0025.
  17. ^ Lonsway, Kimberly A.; Fitzgerald, Louise F. (1 Jun 1994). "Rape Myths In Review". Psychology of Women Quarterly (بالإنجليزية). 18 (2): 133–164. DOI:10.1111/j.1471-6402.1994.tb00448.x. ISSN:0361-6843. Archived from the original on 2019-12-10.
  18. ^ Lonsway، Kimberly A.؛ Fitzgerald، Louise F. (1995). "Attitudinal antecedents of rape myth acceptance: A theoretical and empirical reexamination". Journal of Personality and Social Psychology. ج. 68 ع. 4: 704–711. DOI:10.1037/0022-3514.68.4.704.
  19. ^ Monson, Candice M.; Byrd, Gary R.; Langhinrichsen-Rohling, Jennifer (1 Sep 1996). "To Have and to Hold Perceptions of Marital Rape". Journal of Interpersonal Violence (بالإنجليزية). 11 (3): 410–424. DOI:10.1177/088626096011003007. ISSN:0886-2605. Archived from the original on 2019-12-10.