إيرنيستو بالدوتشي
كان إيرنستو بالدوتشي (بالإيطالية: Ernesto Balducci) (6 آب / أغسطس 1922 – 25 أبريل 1992) كاهناً إيطالياً رومانياً كاثوليكياً وناشطاً في السلام.
إيرنيستو بالدوتشي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 6 أغسطس 1922 [1] سانتا فيورا |
الوفاة | 25 أبريل 1992 (69 سنة)
[1] قاصنة |
سبب الوفاة | حادث مرور |
مواطنة | إيطاليا (18 يونيو 1946–25 أبريل 1992) مملكة إيطاليا (6 أغسطس 1922–18 يونيو 1946) |
الحياة العملية | |
المهنة | محرر، وكاتب[1]، وناشط سلام، وكاهن كاثوليكي، وداعٍ إلى السلم |
اللغات | الإيطالية |
مجال العمل | علم اللاهوت الكاثوليكي، وحركة سلام، ونشر |
تعديل مصدري - تعديل |
ملاحظات عن سيرته الذاتية
عدلوُلد بالدوتشي في سانتا فيورا في توسكاني الواقعة في إيطاليا، وعندما كان في عمر الثانية عشرة، سُرّح والده، وقدّمت له السكولوبي، وهي مؤسسة دينية مكرسة لتعليم الفقراء، مقعداً مجانياً في الإكليريكية، فدرس اللاهوت في روما، ومن ثم الحروف والفلسفة في فلورنسا.
وفي عام 1952، أعطاه مركز الالتزام المسيحي الفرصة ليعزز كلاً من صداقته مع عمدة فلورنسا ذي الشخصية المؤثرة جوريجو لا بيرا، وعلاقته مع الكاهن والمؤلف لورينزو ميلاني وتلاميذ جاك مرشيان، المعروفين ب«الإخوة الصغار»، وفي عام 1958، أسس بالدوتشي المراجعة الشهرية الحاملة لعنوان الشهادات، والتي أدارها لـ34 سنة، وفي عام 1963 دافع علناً عن جيزيبي غوزيني، أول ممانع للخدمة العسكرية، وقد أعطت مقالات بالدوتشي والمحاكمة اللاحقة، أسقف فلورنسا المونسنيور فلوريت الفرصة لنفيه، فبقي في روما على مقربة كبيرة من مجلس الفاتيكان الثاني حتى عام 1965، عندما، وبفضل التدخل المباشر للأب بول السادس، عاد لتوسكاني.
قام بالدوتشي بحملة ضد أساسات الحرب، مرتين قبل حرب الخليج وبعدها، واستخدم في عام 1992 الذكرى السنوية الخمسمئة لاكتشاف كريستوفر كولومبوس للأمريكيتين، باعتبارها مناسبةً للتشكيك بأساسات الحداثة بحد ذاتها، وقد أصبحت هذه الحملات مرجعاً لحركة السلام الإيطالية الكبيرة. تعرض إيرنيستو بالدوتشي لحادث سير أثناء عودته من أحد هذه المناظرات، وأُدخل إلى المستشفى غارقاَ في غيبوبة ، ليتوفى في الخامس والعشرين من نيسان / أبريل عام 1992.
الإنسان الكوكبي
عدلحلل إيرنيستو بالدوتشي الأديان من ناحية استطاعتها بأن تكون مصدراً لخلاص تاريخي لا يبقى في المستوى الإبعادي الخارج عن التاريخ والوجود. رأى بالدوتشي في الأديان الإرث الألفي للخصوصيات الثقافية، باعتبارها أدوات تماسك إيديولوجي، وسياسي، وثقافي وروحي للوحدات الثقافية التي فقدت مع ذلك فرديتها، واعتقد أن استرداد الشخصيات الدينية يجب أن يعتمد على مقاربة من العامة غير المختصين لمسألة السلام من أجل تفعيل جميع ذكريات البشرية المختلفة، وكل ذلك دون التخلي عن بعض الإنجازات العالمية للثقافة الغربية، مثل مبدأ تفوق الضمير فيما يتعلق بجميع القوانين، والمبدأ المترابط لدولة الحق والمنهج العلمي.
يهدف تشكيل الإنسان الكوكبي إلى إشراك أشخاص متباينين تحت مسمى الذاتية الأساسية التي تتميز بالنوع البشري، وقد دفعت أزمة الحداثة ببالدوتشي لتحديد شروط عقد اجتماعي حديث للمجتمع العالمي، ويلعب المنطق، الذي تفتقر إليه «الذاتية المغالى بها» لدى الشعب الغربي، دوراً أساسياً في ذلك حتى الآن.
ويعتقد بالدوتشي، بالأخذ باقتراحات إيرنيستو دي مارتينو، أن الفترة الطويلة قبل التاريخ من التواصل المحدود بين الجزر الثقافية، والتي كان فيها الخوف من المختلف رد فعل عزز تماسك القابيلة، قد انتهت، حتى العدوانية ضد المجموعات الأخرى كانت منطقية طالما لم تكن هناك أطر موحدة للكوكب، لكن تهديدات بقاء الجنس البشري توحد مصير الجميع، وبذلك تنتقل البشرية لمرحلة الكوكبة (العولمة).
وكذلك يلاحظ بالدوتشي أن علم الإنسان، المبني أصلاً على علم الوجود المتعلق بالاختلاف (نحن والآخرون، وشعوب الثقافة وشعوب الطبيعة، والمتحضرون والبدائيون)، قد اكتشف تباعاً إمكانية وجود طرق مختلفة في الزمان والمكان لنكون بشراً، ومن خلال نبذ افتراضاته السابقة، يدرك علم الإنسان توق كل تعبير بشري مميز لحكم عالمي يجمع كل البشر، ويربطهم بالطبيعة، وهو المعنى الذي التقطه بالدوتشي من مسارات ثقافية مختلفة: كبنيوية كلود ليفي شتراوس، وبيئة العقل لغرغوري باتيسون، والقواعد النحوية التوليدية لنعوم تشومسكي.