كان السير أغسطس هنري غلوسوب هاريس (18 مارس 1852- 22 يونيو 1896) ممثلًا بريطانيًا ورائدًا وكاتبًا مسرحيًا وشخصية مهيمنة في مسارح ويست إند من ثمانينيات القرن التاسع عشر حتى تسعينياته.

أغسطس هاريس
 
معلومات شخصية
الميلاد 18 مارس 1852 [1][2]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
باريس[2]  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 22 يونيو 1896 (44 سنة) [2]  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
فولكستون  [لغات أخرى][2]  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مكان الدفن مقبرة برومتون  تعديل قيمة خاصية (P119) في ويكي بيانات
مواطنة فرنسا  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة ممثل،  ورائد[3]،  وكاتب مسرحي،  وناقد،  وكاتب[4]  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات الفرنسية،  والإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
الجوائز
المواقع
IMDB صفحته على IMDB  تعديل قيمة خاصية (P345) في ويكي بيانات

وُلد هاريس في عائلة مسرحية، وسعى لفترة وجيزة وراء مهنة تجارية قبل أن يصبح ممثلًا ثم مديرًا مسرحيًا. في عمر السابعة والعشرين، استأجر مسرح دروري لين الملكي الكبير، حيث أقام ميلودرامات شعبية وبانتوميمات على نطاق واسع ومذهل. قدمت البانتوميمات نجوم قاعات موسيقية بارزين مثل دان لينو وماري لويد وليتل تيك وفيستا تيلي. دعمت أرباح هذه الإنتاجات مواسم الأوبرا الخاصة به، فكانت على نفس القدر من الفخامة، وممثلوها نجوم وذخيرتها الفنية مبتكرة. قدم أول إنتاج بريطاني لأوبرا داي ميستيرسينغير وأول إنتاج في أي مكان خارج ألمانيا لأوبرا تريستان وإيزولت، وأعاد إحياء تقديم الكلاسيكيات الراسخة.

بقي هاريس مسؤولًا في دروري لين لبقية حياته، وفي 1888 تولى مسؤولية إضافية بإدارة دار الأوبرا الملكية الإيطالية، كوفينت غاردن، وتحديث إنتاجاتها ومخزونها والتخلي عن الطريقة القديمة التي كانت تُغنى بها جميع الأوبرات، أيًا كانت جنسيتها، باللغة الإيطالية. غير اسم المسرح إلى دار الأوبرا الملكية في 1892. في كل من دروري لين وكوفينت غاردن، أشرك أكثر الفنانين احترامًا بما فيهم هانس ريختر وغوستاف مالر بصفة قائدي فرق موسيقية، ومن بين المغنين إيما ألباني ونيلي ميلبا وأديلينا باتي وجان وإدوارد دي ريزكي وفيكتور ماوريل.

في 1892، تولى هاريس دار الأوبرا الملكية الإنجليزية الفاشلة وحولها إلى قاعة موسيقية ناجحة مطلقًا عليها الاسم الجديد مسرح قصر الفنون. كان نشطًا في الشؤون المدنية، وعضوًا في مجلس مقاطعة لندن، وشريف مدينة لندن وماسونيًا بارزًا. ساءت صحته تحت ضغط نشاطاته المتنوعة، وتوفي بعد مرض قصير عن عمر يناهز 44 عامًا.

حياته وعمله

عدل

نشأته

عدل

خرج هاريس من عائلة موسيقية ومسرحية. كان جده لأبيه، جوزيف غلوسوب (1793- 1850)، مديرًا في أوقات مختلفة لمسرح كوبورغ الملكي في لندن (وصار اسمه لاحقًا أولد فيك)، ولا سكالا بميلانو، ومسرح سان كارلو بنابولي،[5] وجدته لأبيه، إليزابيث فيرون (1797- 1853)، مغنية سوبرانو ذائعة الصيت، لُقبت «بكاتلاني الإنجليزية»،[6] ووالده أغسطس غلوسوب هاريس (1825- 1873)، مدير مسرح رائد،[7] ووالدته ماريا آن، واسم عائلتها قبل الزواج بون (1825- 1892)، مصممة أزياء مسرحية معروفة باسم «مدام أوغست».[8] أنجب أغسطس الأب وزوجته خمسة أطفال ارتبطوا جميعًا بالمسرح. وُلد هاريس في 18 مارس 1852 في رو تيتبو بباريس، قرب سالي فينتادور، حيث كان والده مديرًا مسرحيًا لجماعة كوميدي إيتاليين الأوبرالية.[7][9]

تلقى هاريس الشاب تعليمه في لندن، ثم، ومن عمر الثانية عشرة، في ليسي شابتال وأكاديمية ليكول نيدرماير الموسيقية بباريس.[7][10] ومن بين الأصدقاء الذين التقى بهم بعد ذلك الملحن غابرييل فوري، والناشر الموسيقي لوي براندوس، ومدير الأوبرا ليون كارفاليو، وصهره المستقبلي هوريس سيدجر، ومغنية السوبرانو أديلينا باتي.[10][11] أكمل تعليمه في هانوفر ليتعلم اللغة الألمانية، وبعد ذلك انضم إلى الشركة المالية إميل إرلانجر وشركائه، ثم إلى منزل تيفاني الباريسي.[12] بعد أن توفي والده في 1873، هجر هاريس التجارة («لم أرَ مستقبلًا في «الأعمال المكتبية»)[12] وتبع نداء العائلة المسرحي. ظهر لأول مرة بصفة ممثل في دور مالكولم في مكبث في سبتمبر 1873 في المسرح الملكي بمانشستر مع جماعة يرأسها دبليو. إتش. بينينغتون وجينيفييف وارد وتوم سوينبورن.[7][13] وفقًا لكاتب سيرتي جيه. بّي. ويرينغ، فقد أعقب ذلك بأدوار كوميدية خفيفة وصبيانية مع جماعة باري سوليفان في أمفيثياتر بليفربول.[14]

أشرك الرائد جيه. إتش. ميبلسون هاريس بصفة مدير مسرحي مساعد، وسرعان ما تأثر بما يكفي ليجعله المسؤول الوحيد عن جماعة الأوبرا الإيطالية الخاصة به.[14] ذهب هاريس في جولة مع جماعة ميبلسون بصفة مدير مسرحي، وكان أخوه الأصغر تشارلز، الذي اشتُهر لاحقًا باسم ريتشارد دويلي كارتيه مخرجًا مسرحيًا.[15] في 1876، عُين هاريس مديرًا مسرحيًا مقيمًا في مسرح الأمير بمانشستر،[16] وبالقرب من نهاية ذلك العام، عندما قدم بانتوميم سندباد البحار لتشارلز ويندهام في كرستال بالاس، كان قد اكتسب سمعة واسعة، إذ كتب أحد المراجعين أن الإدارة لا يمكن أن تحظى بمدير مسرح أفضل من هاريس.[17]

انتقاله إلى الإدارة

عدل

استمر هاريس بالظهور بصفة ممثل. في 1877، منحه ويندهام الدور الشاب الرئيس في ذا بينك دومينوز بمسرح كريتيريون في ويست إند.[18] استمر لـ 555 عرض أداء لم يفوّت هاريس واحدًا منها.[7] كان ممثلًا كفؤًا، لكن مواهبه وميوله شدته إلى الإدارة. في عام 1879، بعد أن رأى أن مسرح دروري لين الملكي مغلق وخالٍ، عزم على إعادة فتحه. لم يملك إلا قليلًا من المال، لكنه جمع أموالًا كافية من الأصدقاء بما في ذلك والد زوجته المستقبلي للحصول على عقد الإيجار. لم يتمكن فورًا من تقديم إنتاج خاص به، وفي البداية أجر المسرح لجورج ريغنولد، الذي قدم إنتاجًا مذهلًا لهنري الخامس من بطولته، والذي خسر مالًا، ما زاد من سمعة دروري لين على أنه دار خاسرة.[7]

أتبع هاريس إنتاج ريغنولد بأولى بانتوميماته في دروري لين، بلوبيرد، التي كتبها «الأخوة غرين» (إي. إل. بلانشارد وتي. إل. غرينوود)، والتي قُدمت ببذخ وروجعت مراجعة جيدة ونجحت ماليًا.[7] بعد موسم شكسبيري وجيز، قدمته جماعة ماري ليتون، قدم هاريس أول ميلودراما في سلسلته، العالم (يوليو 1880)، والتي شارك في كتابتها، ونظمها، ومثل فيها. أسس نمطًا من الميلودراما المربحة في أواخر الصيف والخريف وبانتوميمات أكثر ربحًا حتى في الشتاء، وكلها دعمت المواسم الطموحة التي قدمها في الربيع وبداية الصيف. في بانتوميماته، قدم هاريس نجوم قاعات موسيقية من الصف الأول، فكان من بين المؤديات ماري لويد وكيت سانتلي وفيستا تيلي، ومن بين المؤدين هربرت كامبيل ودان لينو وآرثر روبرتز وليتل تيك.[7] يرى بعض النقاد أن هاريس قد شوه البانتوميمات عن طريق استيراد أدوار القاعات الموسيقية، ولا سيما الكوميديين المبتدئين، لكن المؤرخ المسرحي فيليس هارتنول كتب أنه «كان فيه حس من المسرحية الإيمائية القديمة، فوفر لها مشهدًا وآلات فخمة وأشرك مهرجين وبهلوانات ممتازين».[19]

المراجع

عدل
  1. ^ Internet Movie Database (بالإنجليزية), QID:Q37312
  2. ^ ا ب ج د Archivio Storico Ricordi، QID:Q3621644
  3. ^ Archivio Storico Ricordi، QID:Q3621644
  4. ^ Charles Dudley Warner, ed. (1897), Library of the World's Best Literature (بالإنجليزية), QID:Q19098835
  5. ^ Knight, Joseph and Nilanjana Banerji. "Harris, Augustus Frederick Glossop (Augustus Glossop Harris) (1825–1873), actor and theatre manager", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, 2020. Retrieved 10 May 2020 (يتطلب وجود اشتراك أو عضوية في المكتبة العامة في المملكة المتحدة) نسخة محفوظة 2018-06-03 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Cheke, D.J. "Feron, Elizabeth", Grove Music Online, Oxford University Press 2002. Retrieved 10 May 2020. (الاشتراك مطلوب) نسخة محفوظة 2018-06-02 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ ا ب ج د ه و ز ح Wearing, J. P.  [لغات أخرى]"Harris, Sir Augustus Henry Glossop (1852–1896), actor and theatre manager", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, 2004. Retrieved 10 May 2020 (يتطلب وجود اشتراك أو عضوية في المكتبة العامة في المملكة المتحدة) نسخة محفوظة 2023-04-16 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ "Death of Mrs Harris", Liverpool Echo, 2 August 1892, p. 3; Glover, Jimmy  [لغات أخرى]‏, His Book (1911), p. 105
  9. ^ "Mr Augustus Harris", Bow Bells, 28 September 1887, p. 348
  10. ^ ا ب "Mr Horace Sedger", The Era, 27 February 1892, p. 11
  11. ^ "Manager Harris Dead", نيويورك تايمز, 23 June 1896
  12. ^ ا ب "Interview with Augustus Harris", The Musical World, 27 September 1884, p. 603
  13. ^ "Provincial Theatricals", The Era, 5 October 1873, p. 6
  14. ^ ا ب "Obituary: Sir Augustus Harris", ذا تايمز, 23 June 1896, p. 12
  15. ^ Rosenthal, Harold, and George Biddlecombe. "Harris, Sir Augustus", Grove Music Online, Oxford University Press, 2001. Retrieved 10 May 2020 (الاشتراك مطلوب); and Rollins and Witts, pp. 5, 14 and 98 نسخة محفوظة 2022-09-05 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ "Provincial Theatricals", The Era, 8 October 1876, p. 8
  17. ^ "Sindbad the Sailor", The Penny Illustrated Paper, 30 December 1876, p. 435
  18. ^ "Criterion Theatre", The Era, 8 April 1877, p. 5
  19. ^ Hartnoll, Phyllis, and Peter Found. "Harris, Sir Augustus Henry Glossop", The Concise Oxford Companion to the Theatre, Oxford University Press, 2003. Retrieved 11 May. 2020 (الاشتراك مطلوب) نسخة محفوظة 2023-08-24 على موقع واي باك مشين.