أسير البرتغاليين

رواية

أسير البرتغاليين، رواية عربية للروائي المغربي محسن الوكيلي. صدرت لأوّل مرة عن دار ميم في عام 2021، ودخلت في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، المعروفة باسم «جائزة بوكر العربية».[1][2]

أسير البرتغاليين
غلاف رواية أسير البرتغاليين لمحسن الوكيلي.
معلومات الكتاب
المؤلف محسن الوكيلي
اللغة العربية
الناشر دار ميم
تاريخ النشر 2021
النوع الأدبي رواية
التقديم
نوع الطباعة ورقي غلاف عادي
عدد الصفحات 342
المواقع
ردمك 9789931790204
مؤلفات أخرى
فجر الغضب (مجموعة قصصية)، رياح آب (رواية)، ريح الشركي (رواية)، تيه (مجموعة قصصية)

وقد كشف الوكيلي أن ثمة تحديات قد واجهته أثناء كتابته لهذه الرواية، والتي تمثل بعضها في ايجاد مراجع تاريخية غير المراجع التقليدية المعروفة، مراجع أخرى تقدم آراء مختلفة بغية اكتمال المشهد، مما دفعه لقراءة الكثير من كتب التاريخ، تحدي آخر واجه الكاتب والمتمثل في أن كافة المراجع تتحدث عن السلاطين والمعارك والانتصارات والهزائم والأنساب، بينما تغيب أخبار البسطاء وطريقة عيش الإنسان العادي، كانت مغيبة لأن الإخباريين كانوا مشغولين بالوقائع الكبرى والملاحم. والرواية في جزء معتبر منها تتحدث بلسان المغيب لتقول أن الإنسان البسيطن يساهم باقتدار في صنع التاريخ.[3]

ويشير الوكيلي إلى أن فكرة روايته “أسير البرتغاليين”، التي نافست على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، جاءت خلال زيارته رفقة زوجته لمدينة الصويرة المغربية التاريخية القديمة كانت تقبع تحت الاحتلال البرتغالي، أو ما كان يعرف بـ”المغرب البرتغالي”، حيث لاحظ الطابع المعماري البرتغالي الطاغي فيها الممتزج بالطقوس المغربية الشعبية، ما أسس وأثث لفضاء أوحى له بشخصية “الناجي”، الشخصية المحورية في الرواية. وأضاف في حديث لـ”أيام الثقافة”: كانت الشرارة الأولى مع حكّاء كان في ساحة المدينة، قبل أن أعود إلى مدينة أغادير، التي أعمل بها، وكانت هي الأخرى في القرن السادس عشر معقلاً آخر من معاقل البرتغاليين في السواحل المغربية. اجتمعت هذه التفاصيل والحيثيّات لتولد الرواية، وظلّت صورة الحكّاء البدوي تراودني، وتلحّ عليّ، إلى أن جاءت السطور الأولى.[4]

الرواية

عدل

"أسير البرتغاليين" حكاية رجل بسيط يخرج إلى القرى بحثًا عن لقمة عيش ليجد نفسه أسيرًا في أحد حصون البرتغاليين على الساحل الأفريقي، مخلفًا وراءه زوجته وأطفاله الثلاثة في فاس. يقايض الأسير سجانه بسرد الحكايات، بعد أن هدده السجان بالإعدام إذا لم يفلح في صياغة الحكاية التي تروقه، فتسير الرواية على خطين سردين يتكاملان لصنع حبكة تربط بين ما يحكيه الأسير في حضرة السجان وما يرويه السارد لتكتمل معالم الرواية. وفي أحاديث متواترة وشيقة، وبمخيال يجترح عوالم لا تحدها حدود، تلقي الرواية الضوء على فترة حساسة من تاريخ العرب عامة، والمغرب خاصة، زمن صراع السعديين والمرينيين والاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر. والصراع المرير الذي حدث بين المغرب والعثمانيين، والذي أفضى إلى بقاء هذه البلاد خارج سيطرة الأتراك، وتختبر الرواية، من جهة أخرى، مشاعر الترقب والخوف، الحب والكراهية والرغبة في الانتقام في زمن الوباء، حيث ينهار النظام الذي يكون البشر قد ثبته أزمنة وتنهض قوانين أخرى.[5][6]

يقول الوكيلي عن روايته "أسير البرتغاليين" أنها مغامرة سردية تسخر الأدب والتاريخ لأجل فهم أدق للحاضر.[7]

تحيل بداية السرد في الرواية إلى ما يسمى بنظرية الصدمة، فقد قرر الكاتب أن يبدأ رحلته السردية بصوت الأسير المغربي لدى جيش البرتغاليين في الحصن، والذي استعاد ماضيه كاشفًا عن كونه الناجي الوحيد من بين سبعة أطفال، ذبحهم الأب في قبو البيت، لعجزه عن إطعامهم، في زمن القحط والوباء، بعد أن ماتت زوجته من الجوع.

الشخصيات الفاعلة في الرواية[8]

عدل
  • الناجي عواد- وهو يعد الشخصية الفاعلة في رسم وتغيير وجهة المسار السردي وتنويعه، والناجي هو "حماد أكناو" من بلاد فاس، وهو الناجي الوحيد من شفرة سكين والده، حين أقدم بدم بارد على ذبح أبنائه الستة، ودفنهم في قبو المنزل، بسبب الجوع والمرض أيام وباء الطاعون الذي أصاب فاس. ويلقب الناجي أيضًا بـــ "الناجي عواد" وهو لقب أطلقه عليه الشيخ عواد بعدما عثر عليه مرميًا في الطريق بعد نجاته من حادثة الذبح، ليأخذه إلى بيته.
  • القائد بيدرو- وهو ضابط برتغالي مهوس بالدم، ارتبط مصير الناجي بمصيره، يتلذذ كل يوم بإجازة عدد من الأسرى المغاربة إلى كتيبة الإعدام، وقد وصل هوسه إلى تقديم قلوب الأسرى بعد قتلهم طعامًا لقطته التي لا تختلف عنه في هوسها بحب الدم. وهذا الضابط المهوس هو نفسه الذي كان يشرف على عملية تأمين طريق التوابل والذهب والعبيد نحو بلاد البرتغال.
  • إبراهيم: والد الناجي- هو والد الناجي، وهو شخصية مركبة، تجمع بين المتناقضات، يعود أصله إلى قبيلة تلظى، وإبراهيم هو الذي ذبح أولاده جميعًا، إلا الناجي بعد وفاة زوجته نعيمة متأثرة بوباء الطاعون، وهو نفسه الذي ذبح قبل ذلك قطته من أجل إطعام هؤلاء الأولاد. هي شخصيّة جمعت بين القلب الطيب الذي بسببه آثر غيره على نفسه وأولاده، وبين رجل يذبح أولاده دون رحمة.
  • غيثة "الزوجة الوفية"- زوجة الناجي التي تركها خلفه مع أولاده الثلاثة، حيث تبقى وفية له، تنتظره بحرقة، وتقوم بارسال أخاه بشير للعودة بالناجي من الأسر، كما تلجأ إلى زوج جارتها "أم الغيث" وهو تاجر كبير يسمى العياط في محاولة للعودة بزوجها.

المراجع

عدل
  1. ^ "القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022"، الموقع الرسمي للجائزة العالمية للرواية العربية. نسخة محفوظة 26 يناير 2022 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ واعيس، عصام (27 يناير 2022). "رواية "أسير البرتغاليين" للمغربي محسن الوكيلي بقائمة "البوكر"". مدار21. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21.
  3. ^ "منها أخبار البسطاء.. تحديات واجهت محسن الوكيلى في رواية "أسير البرتغاليين"". اليوم السابع. 22 مايو 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-06-24. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21.
  4. ^ shello (28 يونيو 2022). "صاحب "أسير البرتغاليين" تماهى مع شخصية "الناجي" الروائي المغربي محسن الوكيلي: أنا كاتب المهمّشين وروايتي ليست تاريخية". جبهة النضال الشعبي الفلسطيني. مؤرشف من الأصل في 2024-08-04. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21.
  5. ^ "أسير البرتغاليين | International Prize for Arabic Fiction". arabicfiction.org. مؤرشف من الأصل في 2024-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21.
  6. ^ "أسير البرتغاليين : حكاية الناجي". deffastore.com. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21.
  7. ^ "المغربي محسن الوكيلي: «أسير البرتغاليين» مغامرة سردية تُسخّر الماضي لفهم الحاضر". aawsat.com. مؤرشف من الأصل في 2022-05-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21.
  8. ^ "قراءة في رواية أسير البرتغاليين لمحسن الوكيلي - طارق بوحالة - مدارات ثقافية". www.madaratthakafia.com. مؤرشف من الأصل في 2024-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-21.