صاحب الطاق

(بالتحويل من أبو جعفر الأحول)

محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي.[1] متكلم وراوي عراقي كوفي شيعي عاصر عدداً من الأئمة الإثني عشر وروى عنهم ويُعدّ من كبار الرواة الشيعة، فقد كان من أصحاب زين العابدين والباقر والصادق ويروي عنهم أحاديث كثيرة،[2] وهو مبجل عند الشيعة حيث يعدّونه من المتكلمين البارعين ومن ثقات المحدثين.[3]

صاحب الطاق
معلومات شخصية
اسم الولادة محمد بن علي بن النعمان الأحول
اللقب مؤمن الطاق عند الشيعة

قال عنه ابن النديم في الفهرست: «وكان أولاً من أصحاب الجهم بن صفوان. ثم انتقل إلى القول بالإمامة بالدلائل والنظر. وكان منقطعاً إلى البرامكة ملازماً ليحيى بن خالد».[4]

كنيته ولقبه

عدل

كنيته هي أبو جعفر ومن ألقابه: الأحول أو صاحب الطاق ويُلقّبه الشيعة بلقب مؤمن الطاق[5] ويطلق عليه أهل السنة والجماعة لقب شيطان الطاق(1) لأنه كان له دكان في (طاق المحامل) بأحد أسواق الكوفة بالعراق، أو بسبب مهارته بمعرفة الدراهم والدنانير، ويقال إن أول من أطلق عليه هذا اللقب أبو حنيفة النعمان.[6][7]

ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء قائلاً عنه: ”محمد بن النعمان الأحول، عراقي شيعي جلد، يلقبه الشيعة بمؤمن الطاق. يعد من أصحاب جعفر بن محمد“.[2]

كان صاحب الطاق يمتهن الصيرفة وقد كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة يرجع إليه في النقد.[3][8]

كتبه

عدل

  • الإمامة.[2][9]
  • الرد على المعتزلة في إمامة المفضول.[2][10]
  • الاحتجاج في إمامة علي بن أبي طالب.[11]
  • المعرفة.[12]

  • إفعل لا تفعل.[13]
  • الكلام على الخوارج.[14]
  • في أيام هارون الرشيد.[12]

  • طلحة وعائشة. ذكره الذهبي بهذا العنوان في ترجمته لمؤمن الطاق في كتابه سير أعلام النبلاء،[12] أمّا آغا بزرگ الطهراني فقد ذكره بعنوان طلحة والزبير وعائشة نقلاً عن ابن النديم الذي ذكره في فوز العلومأو الفهرست.[15]

مكانته

عدل

عند الشيعة

عدل

عن جعفر بن محمد الصادق: ”زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والأحول أحب الناس إلي أحياءً وأمواتاً، ولكنهم يجيؤني فيقولونني لي فلا أجد بُداً من أن أقول“.

النجاشي: «يلقب مؤمن الطاق وصاحب الطاق، ويلقبه المخالفون شيطان الطاق»[16]

الشيخ الطوسييلقب عندنا مؤمن الطاق، ويلقبه المخالفون بشيطان الطاق، وهو من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وكان ثقة متكلما حاذقا حاضر الجواب»[17]

العلامة الحلي:«الملقب بمؤمن الطاق، مولى بجيلة، من أصحاب الكاظم (عليه السلام)، ثقة، وكان يلقب بالأحول، والمخالفون يلقبونه بشيطان الطاق، وكان دكانه في طاق المحامل بالكوفة، يرجع إليه في النقد فيخرج كما ينقد، فيقال شيطان الطاق، وكان كثير العلم حسن الخاطر.»[18]

هشام بن الحكم، تختلف المصادر في نظرته إليه، فيروى أنه كتب كتاباً في الرد عليه اسمه: (كتاب الرد على شيطان الطاق)، ويروى أيضاً أنه لما بلغه أن أهل السنة لقبوه بشيطان الطاق سماه مؤمن الطاق.[19][20][21]

عند أهل السنة والجماعة

عدل

كان بينه وبين أبي حنيفة النعمان مناظرات عديدة منها أنهما تناظرا في فضائل علي بن أبي طالب، أورد تلك المناظرة ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان)، وأوردها ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية).[22] كان صاحب الطاق يتهم أبا حنيفة بأنه يقول بعقيدة تناسخ الأرواح،(2) واتهمه أبو حنيفة بأنه يقول بالرجعة بعد الموت، ويقال: إنه أول من أطلق عليه لقب (شيطان الطاق)، لأنه من أهل البدع والأهواء، ولكن يرى مؤرخو الشيعة الإمامية عكس ذلك، ويلقبونه (مؤمن الطاق).[6] قال عرفان محمد حمور محقق كتاب (أخبار الظراف والمتماجنين): «وقد ورد في حاشية الأصل المنقول عنه: أن شيطان الطاق زنديق، ولهذا لقب بهذا اللقب، فلا عبرة بقدحه في أبي حنيفة وكذبه عليه».[6]

من أقواله وفقاً للمصادر السنية: «أنّ الله لا يعلم الشيء حتى يُقدَّرَه، وأما قبل تقديره، فيستحيل أن يعلمه، ولو كان عالماً بأفعال عباده، لاستحال أن يمتحنهم ويختبرهم». وقوله: «أن الإله على هيئة الإنسان ولكنه ليس بجسم». لذلك يعتبره أهل السنة والجماعة من غلاة الشيعة المشبهة المجسمة، وإليه تنسب فرقة الشيطانية من الإمامية، تنفي شخصية الشيطان.[23] عدّها المقريزي من فرق المعتزلة.[24] وصف اعتقاداتهم فخر الدين الرازي في كتابه (اعتقادات فرق المسلمين والمشركين) فقال ما نصه: «الشيطانية: أتباع شيطان الطاق. وهم يزعمون أن الباري مستقر على العرش والملائكة يحملون العرش. وهم وإن كانوا ضعفاء بالنسبة إلى الله. لكن الضعيف قد يحمل القوی کرجل الديك التي تحمل مع دقتها جثة الديك».[25]

وقال أبو الحسن الأشعري في كتابه (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين): «الفرقة الخامسة من الروافض، وهم أصحاب شيطان الطاق يزعمون أنّ الله عالم في نفسه ليس بجاهل، ولكنه إنما يعلم الأشياء إذا قدرها وأرادها، فأما قبل أن يُقدّرها ويريدها فمحال أن يعلمها، لا لأنه ليس بعالم، ولكن الشيء لا يكون شيئا حتى يقدره ويثبته بالتقدير والتقدير عندهم الإرادة».[26]

الهوامش

عدل
  • روى الطوسي في كتابه اختيار معرفة الرجال عن تسمية شيطان الطاق: ”لقبه الناس شيطان الطاق، وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه وكان صيرفياً فقال لهم: ستوق، فقالوا: ما هو إلا شيطان الطاق“.[27]
  • تناسخ الأرواح: عقيدة شاع أمرها بين الهندوس والبوذيين وغيرهم، مفداها أن روح الميت تنتقل إلى كائن حي آخر أعلى أو أدنى؛ لتنعم أو تعذب، جزاء سلوك صاحبها الذي مات بدنه فتكفر سيئاتها وتكتسب ما يكملها في حياتها الجديدة، ويستمر التناسخ حتى تتطهر النفس.

طالع أيضاً

عدل


المصادر

عدل

المراجع

عدل
  • اختيار معرفة الرجال. الشيخ الطوسي، طبع قم - إيران، عام 1404 هـ، منشورات مؤسسة آل البيت عليهم السلام.
  • مؤمن الطاق. أحمد مصطفى يعقوب، طبع الكويت، عام 2012، منشورات مركز الإمام المهدي.
  • الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت - لبنان، 1403 هـ / 1983 م، منشورات دار الأضواء.
  • الكنى والألقاب. عباس القمي، طبع طهران - إيران، تاريخ الطبع مفقود، منشورات مكتبة الصدر.
  • سير أعلام النبلاء. محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، طبع بيروت - لبنان، عام 2001 م، منشورات مؤسسة الرسالة.

إشارات مرجعية

عدل
  1. ^ يعقوب، أحمد مصطفى. مؤمن الطاق. ص. 7.
  2. ^ ا ب ج د الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان. سير أعلام النبلاء - ج10. ص. 553. مؤرشف من الأصل في 2019-06-02.
  3. ^ ا ب يعقوب، أحمد مصطفى. مؤمن الطاق. ص. 8.
  4. ^ ابن النديم. "فهرست ابن النديم". مكتبة الشيعة. مؤرشف من الأصل في 2020-02-19.
  5. ^ القمي، عباس. الكنى والألقاب - ج2. ص. 14. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
  6. ^ ا ب ج ابن الجوزي (2006 م). عرفان محمد حمور (المحرر). أخبار الظراف والمتماجنين. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 69. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  7. ^ حسن سلهب (2018 م). فريق مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي (المحرر). الكلام والتأريخ: إشكالية العقيدة في الكتابة التاريخية الإسلامية. بيروت - لبنان: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي. ص. 291. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  8. ^ القمي، عباس. الكنى والألقاب - ج2. ص. 438. النسخة الإلكترونية
  9. ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج2. ص. 336. النسخة الإلكترونية
  10. ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج10. ص. 224. النسخة الإلكترونية
  11. ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج1. ص. 283. النسخة الإلكترونية
  12. ^ ا ب ج الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان. سير أعلام النبلاء - ج10. ص. 554. النسخة الإلكترونية
  13. ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج2. ص. 261. النسخة الإلكترونية
  14. ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج18. ص. 109. النسخة الإلكترونية
  15. ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج15. ص. 177. النسخة الإلكترونية
  16. ^ "رجال النجاشي - النجاشي - الصفحة ٣٢٥". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2019-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  17. ^ "الفهرست - الشيخ الطوسي - الصفحة ٢٠٧". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  18. ^ "خلاصة الأقوال - العلامة الحلي - الصفحة ٣٢٨". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2020-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  19. ^ "ترجمة أبو جعفر الأحول شيطان الطاق". موقع الرد. مؤرشف من الأصل في 2020-10-07.
  20. ^ "هدايـة العارفين". www.taghrib.org. المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. مؤرشف من الأصل في 2020-10-07.
  21. ^ لسان الميزان لابن حجر العسقلاني الجزء الخامس الصفحة ٣٠١.
  22. ^ محمد بن عبد الرحمن الخميس. "كتاب أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة". المكتبة الشاملة الحديثة. مؤرشف من الأصل في 2020-10-07.
  23. ^ أحمد عطية الله (1963 م). القاموس الإسلامي: موسوعة للتعريف بمصطلحات الفكر الإسلامي. القاهرة - مصر: مكتبة النهضة المصرية. ج. 4. ص. 217. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  24. ^ خير الدين الزركلي. "الأعلام". مكتبة الشيعة. مؤرشف من الأصل في 2020-01-29.
  25. ^ فخر الدين الرازي؛ معه بحث في الصوفية والفرق الإسلامية/ للأستاذ مصطفي عبد الرازق (1982 م). علي سامي النشار (المحرر). اعتقادات فرق المسلمين والمشركين. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 65. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  26. ^ أبو الحسن الأشعري (2016 م). محمد محيي الدين عبد الحميد (المحرر). مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين. القاهرة - مصر: دار الطلائع للنشر والتوزيع. ج. الأول. ص. 94–95. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  27. ^ الطوسي، الشيخ. اختيار معرفة الرجال - ج2. ص. 422. النسخة الإلكترونية