أبو الهيذام العقيلي

أبو الهيذام العقيلي (ت 300 ه‍/ 913 م) كَلّاب (بفتح الكاف وتشديد اللام) ابن حمزة أبو الهيذام العقيلي،[1] اللغوي الحراني، من أهل حران، نحوي، لغوي، عالم بالشعر.[2] أقام بالبادية، وقيل: إنه كان معلماً، ودخل الحضرة أيام القاسم بن عبيد الله بن سليمان ومدحه، وكان عالماً بالشعر، وخطه معروف، خلط بين المذهبين.[3] وكان أبو الحسين محمد بن محمد بن لنكك البصري الشاعر مولعاً بهجوه، وكان أبو الهيذام قد ورد البصرة، فمن قول ابن لنكك فيه:

أبو الهيذام العقيلي
معلومات شخصية
تاريخ الوفاة 300 هـ
مواطنة  الدولة العباسية
نفسي تقيك أبا الهيذام كل أذى
إني بكل الذي ترضاه لي راضي
ما بال جعسك مركوما على ذكري
يا أكرم الناس من باق ومن ماضي
ما كان أيري فقيها إذ ظفرت به
فكيف ألبسته دنية القاضي

ووجدت بخط أبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي ما صورته:

مسطح أصدر عكلا وله
ضغث تشجذ قيظ بن فخز

هذا البيت لأبي الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي جمع فيه حروف المعجم فجعل ما لا ينقط في الصدر وما ينقط في العجز، أنشدنيه جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن علي بن الحسين الآمدي النحوي رحمه الله. وذكره المرزباني في «كتاب المعجم» فقال: أبو الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي محدث، وهو القائل يرثي أبا أحمد يحيى بن علي المنجم ومات سنة ثلاثمائة من قصيدة:

لقد عاش يحيى وهو محمود عيشة
ومات فقيدا واحد العلم والجود
فان كان صرف الدهر خلى كنوزه
وأفقدنا منه بأنفس مفقود
فما زال حكم البيض والسود نافذا
بحكم الردى في أنفس البيض والسود
فللثكل ترجي حملها كل حامل
وللموت يغذو والد كل مولود

قال محمد بن إسحاق النديم: وله من الكتب: كتاب جامع النحو. كتاب الأراكة. كتاب ما يلحن فيه العامة.

وأنشد الخالدي في «كتاب الديرة» لأبي الهيذام:

سقيا لحران إنه بلد
أصبح للهو وهو مضمار
بقيعة سجسج تخرقها
ومن حواشي الرياض أنهار
يشرع فيه من الصنوبر وال
عرعر والزورفين أشجار
في يوم باعوثهم وقد نشروا ال
صلبان والمسلمون نظار
فمن مهاة هناك هبلة
ومن غزال عليه زنار
أزحم هذا وتلك تزحمني
وفي الحشا والفواد إسعار
فعارضتني هناك شاطرة
منهم بها في الذراع أسوار
تقول لي والدلال يصرعها
أنحن يا مسلمون كفار
فقلت يا غايتي ويا أملي
بل أنتم المؤمنون أخيار
أطلب منها بذاك تقربة
والشعراء الخباث فجار
فرق لي قلبها وملت بها
في دير زكى ونعمت الدار
تقول لي عند وقت منصرفي
إنك من بعدها لغدار
حللت عقد الأمان منك لنا
فما لعقد لديك إمرار
لا أنس يومي من الفتاة لدى
الديرين والمشركون حضار
فقلت قد كان ذاك عن خطأ
لا قود عندنا ولا ثار
أستغفر الله ثم أسأله ال
توب فلي بالذنوب إقرار

قرأت في جزازة عتيقة أملاها أبو الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي ما صورته: قال أبو الهيذام: كتبت إلى أبي الحسن محمد بن عبد الوهاب الزينبي الهاشمي بالبصرة بما توهم أنه مديح له وهو:

اسلم على الدهر يا أبا حسن
وعش على ما تود ألف سنه
فأنت عندي حليف ضد سوى
غير حليف الشمائل الحسنه
وأنت سلم لحرب سلم عدى
حرب عداة اللئام والخونه
يعجب منك الكرام أعجب ما
يدعو به الله عاقل فتنه
فهو يرى فرقة الفراق لما
يخشى من الخير غاية الأمنه
إذا بنور الهدى توسم إع
راض معاريض دهره الدرنه
كم سائل عنك يا محمد لا
يأذن خلق لجابتي اذنه
ألقيت في روعه جواب فتى
لو غبن الدهر عاقلا غبنه
إن قلت شروى أبي حسن
للعرض بالمال أصون الصونه
سنته غرة وناصية
للزينبيين فاجتنب سننه
لا سيما وهو قلقل ذهن
يهرب من رجم ذهنه الشطنه
قد كان بالأمس قال لي وجرى
ذكر شقي حرمته وسنه
بعدا وسحقا لمن يشرف بالم
دح ولم يعط شاعرا ثمنه
وكيف تحتال فيه إن خزن الن
ذل وأعطاك خازنا رسنه
فقلت أبدى بكل سيئة
من مدحه في هجائه حسنه
لعل رب العباد يغفر بالع
فو أباطيل مدحه اللحنه
كقاتل الصيد وهو في حرم الل
ه يجازي الحمار بالبدنه
والثور بالثور والغزالة بال
شاة وجفرا بالأرنب الأرنه
أليس هذا الجزاء أثقل إذ
أحضر للوزن والحساب زنه
ولا تطع في السماح متهما
أخلاقه بالسفال ممتحنه
فأنت من أسرة مفضلة
على كرام الأخلاق مؤتمنه
والزينبيون معشر زهر
لا سر يلفى وهم له خزنه
غير سوى ضد غير غيرهم
أيديهم بالسماح مرتهنه
فلا تضع يا ابن خيرهم أملي
فيك فعقبى الفعال مختزنه

مؤلفاته

عدل
  • كتاب جامع النحو.
  • كتاب الأرّاكة.
  • كتاب ما تلحن فيه العامة.[4][5]

وفاته

عدل

اختلفت المصادر في سنة موته فمنها ذكرت انه توفي سنة (300 ه‍/913 م)،[2] وأخرى اوردت وفاته سنة (290 ه‍/ 903 م).[6] والأول هو الأرجح، حيث يبدو انه توفي بعد أن مات أبو أحمد يحيى بن علي المنجم، الذي توفي في ربيع الأول، سنة ثلاث مائة.[7] وقد رثاه في قصيدة.

المصادر

عدل
  1. ^ خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 5، ص. 229، OCLC:1127653771، QID:Q113504685
  2. ^ ا ب عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، ج8، ص145.
  3. ^ صلاح الدين بن أيبك الصفدي، الوافي بالوفيات، دار احياء التراث العربي، بيروت، ط1، 2000م، ج24، ص265.
  4. ^ ابن النديم، الفهرست، دار الكتب العلمية، بيروت، ص132.
  5. ^ معجم الأدباء: إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب_ياقوت الحموي
  6. ^ كامل سلمان الجبوري، معجم الشعراء من العصر الجاهلي إلى سنة 2002م، دار الكتب العلمية، بيروت، ج4، ص230.
  7. ^ سير أعلام النبلاء نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.